رواية المتاهة القاتلة الفصل الثاني 2 بقلم حليمة عدادي
رواية المتاهة القاتلة الجزء الثاني
رواية المتاهة القاتلة البارت الثاني
رواية المتاهة القاتلة الحلقة الثانية
ارتعبت بذعرٍ وأصبح قلبها مثل طبول الحرب يدق بسرعة، حاولت التقدم إلى الأمام بسرعة.. كيف تصل إلى الشاطئ وهي في قلب الدوامة، شعرت بيدٍ تسحبها بقوةٍ وانتشلتها من دوامتها.
أمسكها “رام” من يدِها وسحبها بقوةٍ وهو يقاوم قوة الأمواج، وعيناه تراقبان سمكة القرش التي تقترب ناحية الجمع المذعورين بكل قوة، تفتح فمها الكبير المرعب بغضبٍ لافتراس من تطوله، وتلك الأمواج العارمة تنجرف من أعلى إلى أسفل كالجبال، تقترب تدريجيًا من خلفهم، لحسن حظهم ضربتهم موجة بقوةٍ وألقتهم على الشاطئ، استلقوا يلتقطون أنفاسهم.. لكن “رام” صرخ فيهم بقوةٍ وهو يرى أن المكان خطر، وطلب منهم الركض والدخول للاختباء بين أشجار الغابة الكثيفة.
ركض “رام” وهم خلفه بحذرٍ لا يعرفون وجهتهم، تعمقوا وسط الغابة، توقف “رام” وهو ينظر إلى كل مكان، المكان متشابه لا يوجد مخرج، الأشجار كثيفة والأصوات مخيفة، أصبحوا يجهلون المكان الذي دفعتهم إليه العاصفة، هل هي جزيرة، أم إحدى الغابات على الشاطئ، صفير الرياح يدور في المكان.
تحدث “جان” بقلقٍ وهو يرى المكان:
رام، أنا مبقتش عارف هنخرج منين أو دخلنا منين.
نظرت إليهم “ماريا” برعبٍ وهي تسمع تلك الأصوات، بلعت ريقها وتحدثت بصوتٍ مرتجف:
ازاي هنخرج من المكان دا، مفيش مخرج؟!
نظر إليهم “رام” بنظراتٍ مطمئنة ثم تحدث:
مفيش داعي لكل التوتر دا، خلونا نمشي شوية يمكن نلاقي مخرج من هنا، أكيد هيكون للغابة دي نهاية.
تحركوا وهم ينظرون في كل مكانٍ حولهم، على أمل أن يجدوا مخرجًا، مرت الدقائق والساعات وهم يمشون.. وفي كل مرةٍ يجدون أنفسهم في المكان نفسه.. توقفت “ماريا” وهي تلهث، كانت تشعر بالتعبِ الشديد وترتجف من البرد، نظرت إليها “دينيز” بشفقة، فهي تبدو متعبة لكن لم تتحدث.
رام، خلينا نرتاح شوية، البنات تعبوا واحنا مشينا كتير وملاقيناش مخرج، نرتاح شوية وبعد كدا ندور ثاني.
“جان” مؤكدًا كلام “دينيز”:
دينيز عندها حق، خلينا نرتاح شوية، ونفكر في حل علشان نخرج من هنا.
جلسوا وكل واحدٍ منهم ينظر إلى الآخر، تفحص “رام” المكان جيدًا، ولأنه يعرف هذه الأصوات جيدًا، فكر قليلًا وطلب من صديقه أن يجلب له عمودًا من الخشب؛ كي يصنع رمحًا يحمون به أنفسهم، ومن حسن حظهم كان “جان” يحمل سكينًا معه، فهذا سيساعدهم ولو قليلًا، أصبحت أصواتٌ غريبة تعلو وتختفي، تحرك “جان” يبحث عن قطعة خشب، تحدثت “دينيز” قائلة:
رام، أنا هروح مع جان علشان نرجع بسرعة.
بسرعة قبل ما الدنيا تظلم.
تحرك “جان، ودينيز” بسرعة، نظر “رام” إلى “ماريا”.. كانت تحتضن أختيها والخوف ظاهرٌ عليها وهي ترتجف من برودة الصباح، تحدث بكلماتٍ مطمئنة يحاول تهدئتهن، فما حدث ليس بسهلٍ على أي شخص أن يتحمل كل هذا، ما حدث في هذه الليلة المرعبة.
ماريا، متخافيش، إن شاء الله هنطلع وتوصلي…
الكلام توقف في حلقِه قبل أن يكمل كلامه، عندما سمع صوت صرخات “دينيز”، نظر إلى “ماريا” وتحدث بأمر:
بسرعة تعالوا ورايا في حاجة مش طبيعية بتحصل، جاااان أنت فين؟!
تحرك بين الأشجار متوجهًا إلى مصدر الصوت حتى وصل إلى مكانهم، نظر إلى “دينيز” التي كانت ترتجف من الخوف وتمسك “جان”، شعر بالقلق عندما رأى منظر “دينيز”، فتحدث بقلق:
جان، في إيه؟ إيه اللي حصل لـ دينيز؟
أشار “جان” بيدِه كي يصمت، ثم تحدث بهمس:
رام، المكان هنا خطير أوي، خلينا نمشي.
تحرك ببطءٍ شديدٍ وهم خلفه، كانوا يشعرون بالقلق حتى ابتعدوا مسافةً بعيدة عن المكان، وقفت “دينيز” وجسدها يرتجف بذعر، تحدثت وهي تتذكر ذلك المشهد:
كان في بني آدم زينا لكن شكله غريب، جسمه كله شعر، مسِك الغزالة وقطعها بضوافره.
شعرت “ماريا” بالخطر.. وأصابها الرعب من فكرة أن أختيها يمكن أن يحدث لهما شيء، وملأ الخوف قلبها وهي تصرخ بانهيار، تريد الخروج من هذا المكان، يكفي ما حدث لا تريد حدوث شيء آخر.
“رام” شعر بخوفهم، لكن هذا ليس وقت الاستسلام.. تحدث بصوتٍ صارم:
دا مش وقت الخوف، خلونا ندور على مكان آمن نبقى فيه الليلة.
“جان” مؤكدًا كلام “رام”:
رام عنده حق، الدنيا ضلمت واحنا منعرفش المكان هنا، يلا ندور على مكان آمن.
تحركوا.. نظرت “ماريا” خلفها برعب، شعرت بأن أحدًا يراقبهم، نظر إليها “رام” مستغربًا من تصرفها، وكأن أحدًا يلحق بهم، فسألها:
ماريا، في إيه؟ مالك مرعوبة كدا، وبتبصي على إيه؟
حاسة إن في حد ورانا بيراقبنا.
متخافيش أكيد دي تهيؤات.
بعد مدة من المشي.. وقفوا حينما رأوا قصرًا شكله مخيف، لونه أسود، له بوابةٌ ضخمة، تشعر بالذعر لمجرد النظر إليه، تحدث “رام”:
هندخل القصر دا، يمكن نلاقي فيه حد نطلب مساعدته، ولو كان فاضي نقضي الليلة هنا.
رجعت “ماريا” إلى الخلف عدة خطوات.. وحركت رأسها برفضٍ قائلة برعب:
لا، لا، يلا نمشي من هنا أنا مش عاوزة أبقى…
قاطعها “جان” بهدوء:
ماريا متخافيش، القصر قديم والظاهر إن مفيش حد فيه.
فتح “رام” البوابة بمساعدة “جان”، دخلوا بخطواتٍ بطيئة، لا يوجد شيء سوى صفير الرياح تُحرك الأشجار، والتراب يُغطي كل جزء من المكان، فتحوا الباب الداخلي، تقدم “رام” وخلفه “جان”، المكان كان هادئًا رغم تلوثه بالتراب، لكن الهدوء الذي يسبق العاصفة.. ما إن خطوا إلى الداخل، حتى صرخت الفتيات وتجمدت أجسامهن من هول المنظر الذي رأينه أمامهن.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية المتاهة القاتلة)