رواية أو أشد قسوة الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم سارة مجدي
رواية أو أشد قسوة الجزء الثاني والثلاثون
رواية أو أشد قسوة البارت الثاني والثلاثون
رواية أو أشد قسوة الحلقة الثانية والثلاثون
-قالولي انك طالبني من بدري … خير يا مراد
التفت مراد الذي كان يقف انام النافذة الزجاجية ينظر الي الحديقة الواسعة التي تطل عليها غرفته … رغم الظلام الذي يخفيها الان فلا تظهر بوضوح تحت الاضائة الخافتة المنتشرة بها
الارهاق واضح على ملامحة .. والتفكير أيضًا … شعر أكرم ان هناك شيء هام يريد مراد التحدث عنه ف أقترب منه وهو يقول
-مالك يا مراد
كان مراد سارح في أفكاره .. وما حدث معه طوال الشهر المنصرم … جلسات العلاج الذي تحدث فيها كثيرًا … واخرج فيها كل ما كان يعانيه طوال سنوات وحدته الجبرية التي فرضها على نفسة واهم نفسة ب كونه مميز ولا يوجد من يليق بصداقته او بالاقتراب منه ليظهر وهن روحه امام مرآة حقيقته … حتى انه وافق على الخضوع للعلاج والطبيب اخبره انه ورغم تأخره في العلاج الا ان هناك بعض الأمل إذًا كانت لديه القوة للمتابعة دون توقف … والا يفقد الامل بالله
وقريبًا سوف يصبح رجلًا حقيقيًا قادرًا على الزواج والانجاب
اقترب مراد من أكرم وقال بهدوء
-الموسم الجديد من البرنامج بدء النهاردة
أكرم يعرف هذا ومراد يعرف انه يعرف … هو لا يخبره … لذلك ظل أكرم صامت ينتظر باقى كلمات مراد … الذي أردف وهو يجلس على الأريكة
-مغيروش اسم البرنامج … وظلال اهدتني اغنيه الطير المسافر وقالوا اني مسافر وكلهم منتظرين رجوعي
أيضًا أكرم يعرف هذا لقد استمع الي البرنامج … لذلك ظل صامت وجلس جوار مراد بهدوء ليكمل الاخير كلماته
-رغم اللي عملته فيها .. واللي كنت ناوي اعمله .. هي لآخر لحظة بتحافظ اعلى مجهود السنين وعلى اسمي تعاملت باخلاقها واصلها وبحرفية كمان
-وده مفرحك ولا مزعلك
رفع مراد نظراته الي أكرم وظل صامت للحظات ثم قال
-مفرحني بيها وزعلني من نفسي
-مش فاهم
رغم انه يعرف الإجابة جيدًا لكنه سأل … ف من الضروري ان يقول مراد بنفسة تلك الكلمات حتى يدركها قلبه وعقله .. وتتقبل روحه كل هذا
-فرحان بيها لانها اعلامية ممتازة تستحق النجاح وان نجمها يعلى واسمها يسمع … ظلال عندها كل متطلبات المهنة .. الثقة والحضور والاخلاق … لان مهنتنا دي لو خسر الاعلامي اخلاقه يبقا عليه السلامة خسر كل حاجة
صمت للحظات ثم قال بألم … ألم واضح على وجهه وبين طيات حروفه
-وزعلان على نفسي لاني فهمت متأخر اني مكنتش صح .. اني كنت بفكر غلط كنت شايف ان طالما صورتك قدام الناس حلوة تبقى اي حاجة تانية مش مهم … كمان زعلان من نفسي ازاي كنت بقول اني بحب ظلال وانا بفكر ادمر حياتها … اتعسها بايدي اخليها تفضل معايا يا اما بالغصب او شفقة ازاي كنت بفكر كده ازاي؟!
ظل أكرم صامت تارك لمراد كل المساحة والوقت الذي يحتاجه للتفكير او الحديث او حتى لوم نفسه …. لكنه فاجئه قائلًا
-انا عايز اكلم ظلال … عايز أعتذر لها
وقبل ان يعترض أكرم قال مراد متوسلا
-أرجوك يا دكتور انا محتاج اكلمها واعتذر لها .. وهي كمان تستحق ده من حقها تسمع مني كلمة اسف
كان أكرم يشعر بالاندهاش … هو لم يتوقع ابدا ان يصدر هذا التصرف عن مراد … ف الشخصية النرجسية لا تفكر ولو للحظة في الاعذار من احد … لكنه وجد ان من الصواب ان ينفذ طلبه دون الرجوع الي أدهم … ف كل ما قاله مراد حقيقية
هو يحتاج ان يعبر من ذلك النفق المظلم وهي من حقها ان يعتذر لها من أخطاء في حقها حتى تعبر هي الاخرى نفق احساس القهر والظلم والخداع
اخرج هاتفه من جيب سترته واتصل بها ومد يده بالهاتف تجاه مراد الذي امسك الهاتف بثبات وثقة وإصرار على فعل ما انتواه
~~~~~~~~
مازالت تجلس في مكانها تنظر الي هاتفها … وكلمات أوس تتردد داخل عقلها “مش صعب ان الانسان يحس بحد غالي عليه .. وأنتِ يا ظلال غالية .. غالية أوي .. أكتر مما أنتِ نفسك ممكن تتخيلي”
“مكنتش عارف أن القدر كان بيهاديني بأغلى ما على وجه الارض .. ومن وقتها كل النساء العالم وكأن بقى بيني وبينهم حجاب .. مبقتش بشوف غير ظلال وبس”
“أسف لو كلامي زعلك .. أنا مش هسحبه يا ظلال لاني قاصد كل حرقف وكلمة .. وصادق فيهم .. ومستعد أجي أخطبك حالًا لكن أنا عايزك تاخدي فرصتك في إنك تعرفيني كويس .. تختاريني زي ما أنا أختارتك .. تحسي بحبي وتصدقيه وتأمني على نفسك معايا .. علشان كده عرفت أدهم علشان أقرب منك بشكل رسمي وبوضوح”
دموعها عادت من جديد تسيل فوق وجنتيها … لكن تلك المرة دموع خوف … مراد كان يخبرها أحيانًا انها غالية … واغلى ما امتلك … لكن أوس لم يقل انه يمتلكها …. انه يتمنى وصالها .. قربها .. رضاها وقبولها به … ركضها هي خلف عدنان لسنوات … واوقعها مراد في براثن جاذبيته ووسامته وعشقه المنمق بغرور المشاهير … لتجد في نهاية المطاف أوس الذي كان يختبىء لها بين أشجار جنة غناء … ينتظر ان تنظر الي ما بين يديه من زهور وكأنها هي الحاكم الاول والاخير … هي من ستحيي زهور قلبه او تقتلها في مهدها
رنين هاتفها اخرجها من نوه أفكارها … رقم غير معروف … هل هو أوس من رقم اخر ؟ فكرة راودتها وشعرت بالسعادة وهي تتخيل صدقها
لذلك أجابت سريعًا لكنها قفذت عن السرير حين وصلها صوت مراد يقول
-ازيك يا ظلال انا مراد
ظلت واقف شاخصه البصر بصدمه وهو يتحدث دون توقف … ويصلها صوته قوي ذو بحه مميزة كما كانت تسمعه قديمًا في الراديو قبل أن تكتشف حقيقته المؤلمة .. ظلت صامته وكأنها تمثال من الشمع غير قادرة على الحركة أو الحديث .. ولم ينتظر هو ردها ف أكمل قائلًا
-مش محتاجة تردي .. ولا مجبره تسمعيني .. بس انا عايز أقولك حاجة مهمة أتمنى تسمعيها
صمت للحظات .. وكانت هي رغم صدمتها هادئة .. وكأن جرعة الحب الكبيرة والصادق التي أعطاها لها أوس منذ قليل جعلتها تفهم جيدًا أنها أبدًا لن تكون بخير إلا إذا اغلقت أبواب الماضي الي الابد … ليكمل مراد كلماته
-أنا أسف يا ظلال .. مش أسف بس على الموقف الاخير اللي حصل .. لا أنا أسف اني قربت منك وأنا مستحقكيش .. أسف أني كنت بفكر ولو بدون قصد في أستغلالك .. وظلمك .. أسف لانك تستحقي كل السعادة اللي في الدنيا .. أنا كنت عارف وحاسس بحبك ل عدنان وعلشان كده فكرت أتخلص منه وابعده عنك للأبد
شهقت بصوت عالي ..لكنه أكمل وكأنه يجلس في غرفة الاعتراف
-أنا حبيتك بجد يا ظلال .. لكن بطريقة غلط .. كنت فاكر إني الافضل .. لكن أكتشفت وفهمت حقيقتي وحقيقة الحياة بسببك
الان دموعها سالت لكن برفق وهدوء فوق وجنتها .. وكذلك هو تجمعت الدموع في عينية وهو يقول
-أنا برده هفضل الافضل .. والاحسن .. هفضل مميز لكن مش ليكي يا ظلال يمكن بعد شوية وقت لما أكمل علاجي .. وأتوازن نفسيًا هلاقي المميزة اللي اليق بيها وتليق بيا .. رغم انه أكيد مفيش واحدة مميزة قد ما أنتِ مميزة لكن هلاقي
صمت وظلت هي صامته .. هو لم ينتظر منها رد .. لذلك قال بصوت مختنق
-الوداع يا ظلال .. ومن كل قلبي أتمنالك السعادة
وأغلق الهاتف سريعًا .. لتجلس على السرير وهي تبكي لكن رغم الدموع كانت هناك أبتسامة ترتسم على شفتيها
وبغرفته بالمستشفى ظل ممسكًا بالهاتف لعدة لحظات ثم مد يده به ل أكرم وقال
-شكرًا
وبعد لحظات قال دون أن يلتفت اليه
-هنتكلم بكرة عن اللي حصل .. بس أنا دلوقتي عايز أقعد لوحدي شوية
ربت أكرم على كتفه بدعم وغادر .. حين أغلق الباب ألقى مراد بجسده على الاريكة وانحدرت دموعه لكنه تنهد براحه
………………..
في صباح اليوم التالي
وقفت على الباب القصر تنظر الي البوابة الحديدية وسؤال معروف يدور داخل رأسها .. هل ينتظرها؟ وجائتها الاجابة حين تقدم منها الحارس وقال بأدب
-أنسة ظلال في شخص واقف قدام البوابة أسمة أوس في انتظار حضرتك
أبتسمت له أبتسامة صغيرة .. لكن قلبها كان يضحك بسعادة .. تحركت بخطوات ثابته في أتجاه البوابه لكن قلبها يرتعش قلقًا وترقبًا… حين لمحها ترجل من السيارة وعلى وجهه ابتسامة رجوليه تخطف الانفاس والانظار .. يتابعها بعين عاشقة ولو كان بامكانه ان يخرج قلبه الذي يرتجف داخل تجويف صدره ويضعه بين يديها لأشفقت عليه حقًا ورأفت بحاله وكانت هي تشعر بمشاعر مختلطة بين خوف وحذر وسعادة ورهبة .. وراحة مغلفه ببعض الشكوك .. من داخلها تتنمى ان تفعل مثل مراد تتحدث الي عدنان وتخبره بكل ما بداخلها .. حتى يتطهر جرحها المتقيح من سنوات عشقه التي كانت تعذبها لا أكثر .. حين وصلت اليه قالت بأبتسامتها التي تخطف القلب
-صباح الخير
-صباحك أنتِ
اجابها بنبرة خرجت بها بحه من تأثير جمالها عليه .. لتتورد وجنتيها بخجل فطري .. ليدور حول السيارة يفتح لها الباب وهو يقول
-أتفضلي
صعدت الي السيارة وحين جلس جوارها قالت
-انا كده هتعبك معايا وهعطلك كمان
توقفت يده الممسكة بمفتاح السيارة في الهواء للحظة واحدة ثم قال وهو يدير السيارة
-انا بحلم بالعطله دي من زمان اوي .. ويا ستي أخدلك أجازة هو انا عندي كام ظلال يعني
كلماته مختلفة .. ردوده مختلفة .. كله بكل تفاصيله مختلف .. شعرت ببعض التوتر .. لكنه توتر لذيذ ويجعلها تشعر بالسعادة
بعد ان أبتعدوا ع قصر الخشاب قال بهدوء وثقة
-انا على فكرة مستعد أجاوبك على اي سؤال … واعتبري الوقت اللي بنقضيه سوا هو فترة اختبار ليا تفهميني فيه .. وتقدري تحكمي عليا انفعك او لا
ظلت صامته للحظات ثم قالت
-أنت أصلًا منين؟!
-انا صعيدي .. من “…”
أجابها بهدوء شديد … لتردد خلفه باندهاش
-صعيدي!!
نظر لها بابتسامة واسعه وقال بمرح
-واللي تخلي صعيدي يحبها يبجى يا غلبها … ايوة صعيدي متسغربة كده ليه؟!
لتضحك بمرح وهي تقول موضحة سبب اندهاشها
-اصل الل اعرفة ان الصعيده مش بيعبروا عن حبهم بالشكل ده يغني بيكونوا مختلفين خالص عن اللي انت بتعمله ده
-ليه مش بني ادمين وليهم قلب … الصعيدي بيحب بكل كيانه روحه وقلبه وعقله … لكن هو ليه قواعد لكن ملوش حدود في العشق لانه غيور … ودمه حامي ويحب كلامه يتسمع بس مش ديكتاتور
أبتسمت ببعض الخجل … ثم قالت بهدوء
-يبقا اللي تخلي صعيدي يحبها يبقا يا غلبها
ضحكا بصوت عالي واستمرا في الحديث حتى وصلوا وقبل ان تترجل قال بتأكيد
-انا منتظرك هنا … ولو معندكيش مانع اخد الاذن من أدهم نروح نفطر سوا … اعرف عربية فول في السيدة خطيرة
رفعت حاجبيها باندهاش وهي تردد خلفه
-عربية فول في السيدة!
أومأ بنعم لتبتسم وهي تقول
-لو أدهم وافق انا كمان موافقه
وغادرت سريعًا وبداخلها احساس واحد فقط …. الراحة
……………
تجلس هوا خلف مكتبها تعمل بنشاط كعادتها لكن تلك المرة هناك ابتسامة رقيقة صغيرة ترتسم على محياها الرقيق وتزين ثغرها الصغير .. يدها تعمل بنشاط وتركيز فوق جاهزها اللوحي وعقلها يتذكر ما حدث بالامس
غادرت قصر الخشاب دموعها تغرق وجهها حتى إنها لم تنتبه للحارس الذي سألها إن كانت بحاجة للمساعدة ولم تهتم لعرضه بأن يحضر لها سيارة أجره .. كانت تريد السير على قدميها .. تريد ان تلفح نسائم الليل وجهها علها تمنع دموعها من الهطول وعلها تطفئ نار قلبها المشتعلة من بين غيرة وشفقة على نفسها وعليه وحزن وأنكسار .. مشاعر كثيرة لو أجتمعت كلها في قلب إنسان لقتلته دون رحمه .. لكن للأسف مازالت حية .. مازالت تتنفس .. مازال بداخل صدرها نبض .. نبض بحروف أسمه .. نبض مؤلم فكيف لها الا تحبه؟ هو من سترها .. وكفارس نبيل أنقذها من ذلك المصير الاسود التي كانت على وشك الوقوع فيه .. وبكل شهامة ورجوله عرض عليها مساعدته .. بأكثر مما كانت تحلم به .. أسمه وياله من أسم له صيت ومركز وعائله ويالها من عائلة .. لها وزنها وأحترامها .. وقدرها بين الناس .. وفي ليلة وضحاها تحولت من فتاة فقيرة معدمة دهستها الحياة أسفل عجلات قطارها .. الي هوا خطيبة عدنان بيه الخشاب وزوجته المستقبلية .. كانت تعتقد حين عرض عليها الزواج ان السبب فقط هو سترها واتخاذها ستار لما لديه .. لكن أن تكتشف انه قرر التضحية بها هي بدلًا من تلك التي سكنت قلبه ألمتها وعادت توبخ نفسها على تلك الفكرة وهي تذكرها بانه لم يجبرها وأخبرها إنها لو رفضت الزواج منه سيظل جوارها يدعمها ويحميها .. لكنها هي من اتخذت القرار .. هي من وافقت .. وكيف لها أن تحاسبه على أعتراف لولا حالة الانهيار التي تتلبسه الان لما قاله لها يومًا .. اغمضت عينيها للحظات وهمس لنفسها
-انتِ عايزة أيه يا هوا .. ايه اللي يهمك .. يهمك اللي ساكنه قلبه ولا يهمك انه معاكي
لتجيب على نفسها بأسى
-كان نفسي يكون ليا بقلبه وكل كيانه .. كان نفسي اعيش الحب اللي حلمت بيه طول عمري .. كان نفسي أتحب
-لكن هو بيعاملك كويس
جادلت نفسها .. لتبتسم بسخرية وهي تقول
-ايوة بيعاملني كويس ك سكرتيرة ك واحدة محتاجة مساعدة أو بيشفق عليها .. ك بني أدمه في العموم لكن مش ك انسانة بعد ايام هتبقى مراته حتى لو على الورق بس
الافكار تنهشها كوحش ضاري ودموعها تغرق وجهها وفي لحظة خاطفة جذبها أحدهم من ذراعها بقوة لتدور حول نفسها ثم أصطدمت بصدر عضلي ضخم لكن ذراعيه منعى سقوطها رفعت عينيها الي عينيه لتجده يلهث بقوة فقد أخذ المسافة ركضًا حين أخبره الحارس الي أي اتجاه سارت ظلت عيونهم معلقه ببعضها لعدة لحظات حتى قال هو من بين لهاثه
-فاكرة نفسكك رايحه فين؟
لم تستطع الاجابه فلم تتخيل أبدًا أن يلحق بها ولم تكن تتوقع في أشد احلامها خيالًا .. ليقول لها وهو يهزها قليلا
-خطيبة عدنان الخشاب تمشي في الشارع كده لوحدها .. من غير حرس .. وسواق
قطبت جبينها ظنًا منها أنه يقلل منها لكنه قال بأبتسامه حانية
-أسف إني سبتك تمشي لوحدك .. وأسف إنك فكرتي للحظة إني ممكن أعيد تفكير في أرتباطي بيكي .. وأسف على دموعك اللي نزلت بسببي .. بس
كانت تنظر له بصدمة وعدم تصديق .. عدنان يقول لها أسف على ماذا؟ .. عدنان يتحدث معها بحب .. كيف؟ لكن مع كلمته الاخيرة قالت بخوف
-بس؟!
أقترب أكثر منها وظل محافظ على تواصل عينيه بخاصتها وقال
-أنا مش هقدر أقول إني بحبك لأن الكلمة دي لما بتتقال معناها عهد مينفعش يتخان .. لكن أنا مرتاح معاكي يا هوا .. ولأول مرة من يوم ما عرفت بمرضي عمري ما حسيت بالراحة دي .. وجودك في حياتي خلاني أحس أن الدنيا لسه فيها حاجة حلوة منتظراني .. حاجة أستحقها .. حياة ممكن أعيشها بجد
انهمرت دموعها رغم أبتسامتها الواسعة وهي تقول
-الكلام ده ليا أنا ؟!
هز رأسه بنعم وقال بصدق
-وفيه أكتر بس أنا مش عارف أقوله
أمسك يدها وسار بها عائدًا الي القصر وأكمل قائلًا
-هنرجع القصر نجيب العربية علشان اوصلك .. ولازم نعرف الناس هناك كلهم إنك خطيبتي .. وأننا هنتجوز قريب جدًا
كانت تنظر اليه بعدم تصديق .. إنها تحلم مؤكد تحلم .. وقفت مكانها لينظر لها بأندهاش لتقول بصوت مرتعش
-انا بحلم صح .. اكيد أنت لسه كنت بتقول…
ليمسك بكلتا يديها وانحنى يقبلهم وهو يقول
-طيب وكده لسه بتحلمي؟!
أومأت بنعم ليضحك بصوت عالي وعاد يسحبها خلفه وهو يقول
-خليكي احلمي .. الاحلام حلوة برده
ظلت تسير جواره وعينيها على يديها التي تحتضنها يده غير مصدقه لكل ما يحدث معها .. عادوا الي القصر ومباشرة الي جراج السيارات فتح لها الباب لتصعد وعيونها مازالت معلقه به .. غير مصدقه لكل ما يحدث معها .. دار حول السيارة وصعد الي كرسي السائق وهو يقول
-تحبي تسمعي ايه بقى ولا أقولك هسمعك على ذوقي
“بالهداوة يا حبيبي بالهداوة، بالهداوة
اسقيني واشرب بالهداوة يا حبيبي
حب واشبع حب لكن بالهداوة
هو حد يحط سكر ع الحلاوة يا حبيبي
هو حد يحط سكر ع الحلاوة يا حبيبي بالهداوة
يا حبيبي، يا حبيبي حبنا مش بس هي الليلة
يا حبيبي، يا حبيبي لسه قدامنا ليالي ألف ليلة وليلة
يا حبيبي، يا حبيبي حبنا مش بس هي الليلة
يا حبيبي، يا حبيبي لسه قدامنا ليالي ألف ليلة وليلة
حب حبة وخلي حبة لبكرة خلي
يا حبيبي العمر كله نعيش نحلي
هو حد يحط سكر ع الحلاوة يا حبيبي
هو حد يحط سكر ع الحلاوة يا حبيبي غبالهداوة”
كانت تستمع الي الاغنية التي تأكد لها إنها تحلم .. عدنان يستمع الي شادية لم تتخيل يومًا هذا
حين وصلوا الي الحي التي تسكن به أوقف السيارة أمام بوابه البيت وترجل منها ولحقته هي والسعادة تكاد تقتلها .. سمعت كثيرًا عن من ماتوا قهرًا وظلمًا .. وكادت أن تكون هي منهم لولاه هو .. والان تشعر إنها ستموت من السعادة .. نظرات الرجال بالشارع .. والسيدات بشرفات المنازل .. جعلها تشعر بالخوف .. لكنه وقف امام بوابه بيتها والقى السلام بصوت عالي
-السلام عليكم جميعًا
ليرد عليه الرجال الجالسون في المقهى .. وأقترب منه صاحب المقهى القريب من البيت وقال
-اهلا يا باشا .. هو حضرتك مين ولا مواخذه؟
مد عدنان يده للرجل وقال بثقة
-عدنان الخشاب خطيب هوا .. وأن شاء الله الفرح خلال شهر
أبتسم الرجل وهو يقول
-اهلا وسهلا بيك .. بس خطيبها يعني مينفعش تطلع معاها فوق
-ومين قالك إني هطلع .. انا بس كنت بوصلها .. وكنت عايزكم تتعرفوا عليا .. وأعرف الناس اللي هي ساكنه في وسطهم وأطمن عليها
ليبتسم صاحب المقهى وهو يقول
-أطمن عليها هي وسط اهلها .. وربنا يتمم على خير
إنها لم تعد على الارض هي الان تسير فوق السحاب .. كل ما كانت تتمناه .. حدث اليوم .. عدنان واخبرها انه يرتاح معها .. قبل يدها .. أعلن خطبتهم .. ماذا تريد أكثر من ذلك .. كل هذا كانت تفكر فيه وعدنان يكمل حديثه مع صاحب المقهى وبعض الرجال الذين تجمعوا حولهم .. يضحكون .. ويمازحون بعضهم
وحين انتهى أقترب منها وقال بأبتسامة
-رجاله حقيقي أطمن إنك قاعدة في وسطهم وف امانهم لحد ما نتجوز
لم تستطع الرد فالكلمات الان تعجز عن وصف ما تشعر به .. ليقول هو بأمر
-يلا أطلعي وبكرة أشوفك في الشركة وأعملي حسابك تلبسي حاجة مريحة في رجلك علشان هنلف على الحاجات بتاعتنا
كالمغيبة أومأت بنعم وتحركت خطوة واحدة ثم عادتها وهي تقول برجاء
-عدنان أحلف إني مش بحلم
أبتسم وهو يدفعها برفق حتى تصعد الدرج قائلًا بمرح
-أطلعي شقتك وأبقي أضربني نفسك قلمين كده يمكن تصحي من النوم وتبطلي أحلام
أبتسم بخجل وصعدت عدة درجات ثم قالت
-أشوفك بكرة
أشار لها بيده وغادر عائدًا الي سيارته وصعدت هي الي شقتها
عادت من أفكارها حين وصلها صوت أحد المهندسين يرغب في الدخول الي عدنان .. لتأخذ له الاذن وعاد تكمل عملها والابتسامة لا تفارق وجهها
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أو أشد قسوة)