رواية ليل أكيدوس الفصل الرابع 4 بقلم روان خالد
رواية ليل أكيدوس الجزء الرابع
رواية ليل أكيدوس البارت الرابع
رواية ليل أكيدوس الحلقة الرابعة
اردفت ليل بابتسامة قائلة ” لا تقلق يا فارس انها جدتك الكبرى”
اتسعت عينى فارس من الصدمة و قال بصوت متقطع
“م.م.من ؟! ج.جدتى انا؟!”
اقترت منه اركيلة و عيناها تفيض من الدموع ” نعم يا بنى انا ..انا ..انا جدتك يا عزيزى”
ثم اردفت و هى تتفحص وجهه بيداها قائلة
” أشعر و كأننى امام فهيرة ،لديك نفس اعينها يا بنى ذلك اللون البنى الذى يتلألأ فى الشمس كالاحجار الكريمة و تلك الأنف المسنونة كالسيف و شعرك المصفف البنى لديك كثير من صفات امك و قد جمعهم الله مع هيئة والدك ذلك الجسد الرشيق و نبرة الصوت الجميلة أشعر و كأن روحهما امامى الان.”

ثم ضمته اليها بشدة و هى تقول بدموع
” لقد اشتقت اليك و إليهم يا بنى ، أنرت قلب جدتك و منزلها يا حبيبي ”
ثم ابتعدت عنه و هى ترجع للوراء ببطء و هى تشير لهم
” تعالوا تعالوا هُموا بالدخول ،يا الهى ان قلبي لا يسيع كل تلك الفرحة، فارس اكيدوس و ليلها امامى انى لا أصدق.”
تنهدت ليل بتعب و هى تجلس على الاريكة ذات النسيج الناعم الذى اراح ظهرها بعد كل تلك المسافة التى قطعاها
” عليكِ ان تُصدقى يا جدة، فقد اقترب ميعاد سفران،ها قد عاد صاحب الأرض ليحررها
(ثم نظرت لفارس قائلة) اليس كذلك يا مولاى؟!”
نظر لها فارس باستغراب فهى تمدحه على غير العادة ثم اردف قائلا
” بكل تاكيد لقد وعدتك اننى لن ارحل من تلك الارض قبل أن احررها و آتيكِ برأس ذلك الظالم.”
طالعته اركيلة و قد رُسمت على وجهها ابتسامة جميلة و انهمرت الدموع من عينيها ثم اردفت بهدوء و هى تلمس خدهِ بحنان قائلة
” لقد انتظرناك كثيرا يا قلب جدتك و ها قد اتيت لتحرير اكيدوس و تحريرى من الوحدة، فقد امضيت عمرى كله بعد ما تركتنا امك مختبئة هنا ، اطالع الأسقف و انتقل بعينى من حائط لاخر ، لقد امضيت عمرى كله وحيدة مخبتئة من سفران يا بنى ”
طالع فارس الارض بحزن ثم أعاد النظر لجدته قائلا
” و لما تختبئين منه يا جدة و لما أنفقتِ عمرك على الوحدة ؟!”
تنهدت الجدة و طالعته بحزن قائلة ” انها قصة طويلة سأرويها لك ولكن ليس الآن، دعنا اولا نتناول بعض الفطير اللذيذ مع كوب من الحليب بالزعفران و بعدها أروى لك كل ما تريده ، ما رايك ؟”
ابتسم فارس قائلا:- ” حسنا يا جدتى كما تريدين يا عزيزة قلبى”
ابتسمت الجدة و ذهبت لإعداد الطعام بينما تركت ذلك الشاب الذى ظل مبهورا من جمال تلك الفتاة ، اهى حورية؟! ام فراشة ؟! لا بل هى أجمل، كيف هى بكل ذلك الجمال ،تلك العينان الخضراوتان كالزرع الأخضر و تلك البشرة البيضاء يا الهى كانى انظر إلى حليب صافٍ ، و ما ذلك ؟! أ شعرٌ هذا ام سماء ليلٍ ملصعة بالنجوم كم انتِ جميلة يا ليل و لكن لماذا تخبئ وجهها و هى بذلك الجمال .

و بينما كان شاردا بها امالت هى رأسها للخلف مستندتا على تلك الاريكة ذات النسيج الناعم و أغلقت عيناها بتعب تستعيد طاقتها التى نفذت من المشى و الركض و الشرح لفارس، ظلا على ذلك الحال حتى قطع شروده و راحتها صوت الباب الذى طُرق مرتا واحدة
نظر فارس لها بقلق ثم اردف بصوت خافت قائلا ” هل تنتظرين احدا؟! ”
طالعت هى الباب و أمسكت بسهامها قائلة ” لا .. فلا أحد يعلم بذلك المكان غيرى انا و جدتك ”
اقتربت من الباب بضع خطوات ثم اردفت بهمس لفارس قائلة
” افتح الباب و اختبأ خلفه حتى لا يصيبك سهمى”
نظر لها و هو عاقدا حاجبيه ثم اردف باستنكار قائلا
” و لما اختبأ يمكنني القتال ”
ضغطت على أسنانها بعصبية قائلة
” افعل ما قولت لك و الزم الصمت لا وقت للنقاش ”
ابتلع ريقه قائلا ” حسنا حسنا لا داعٍ لتلك العصبية ..”
ذهب فارس و قام بفتح الباب بسرعة و ما كاد ان يختبأ حتى وجد ذلك السهم الذى مر بجانبه و كاد ان يخدش وجهه .. انتظرا بضع ثوان متظران صوت صراخ أحدهم و لكن لا شئ حدث .
نظر فارس لها بإستغراب ثم اردف بهمس قائلا
” لم اسمع صوت صراخ ام ما شابه يبدو أن السهم لم يصيبه”
اردفت ليل بعصبية قائلة ” سهامى لا تخيب ابدا يبدوا و ان هناك خطب ما ”
و بينما يتحدثان إذ بصوت غفران بضحك قائلا ” هاهو سهمك يا ليل .. فى كل مرةٍ اوُشك على الموت بسببك”
وضعت يداها على قلبها و قالت بقلق” غفران؟!”
ضحك و هو يغمز بعينه ” انه انا بشحمى و لحمى .. كم مرةٍ اقوك لكِ الا تتسرعى فى إطلاق تلك السهام ،انها ليست لعبة يا ليل”
ركضت ليل و عانقته بشدة قائلة” اوووه غفراان لقد كدت ان اقتلك ”
ابتسم و هو يمسح على رأسها بحنان ” لا بأس يا صغيرتي انا بخير”
ابتعدت قليل و مازالت يداها ممسكة به ثم اردفت بدموع قائلة
” لا أصدق ان ذلك السهم كان سيصيبك يا غفران ، انا اعتذر ،انا حقا اعتذر ”
ضمها اليه غفران ثم مسح على شعرها قائلا
” لا بأس يا صغيرة ،اقسم لكِ انى بخير ،لا داعى للقلق يا ليلي♡.”
ابتعدت و قامت بمسح دموعها قائلة
” حمد لله انك بخير ، لم أكن لاسامح نفسي ان أصابك شئ يا غفران”
ربت غفران على رأسها قائلا ” حمد لله”
ثم توجه بنظره لذلك الفتى الذى اصبح وجهه كحبةِ الطماطم الطازجة
” ما حال أميرنا اذا”
ذهب فارس و جلس على الاريكةِ قائلا
” بخير ، شكرا لسؤالك”
ضحك غفران ثم ادرف له بهمس قائلا
” وشك بقى زى الطماطم دة غير شعرك ال بيطلع شياط”
نظر له فارس و كاد فمه ان يصل للارض من الصدمة ثم اردف قائلا
” انت، انت ،انت بتتكلم عربى ..قصدى مصرى؟!”
ضحك غفران بشدة ثم ضربه بكتفه قائلا
” و حد يعرف احمد و ميطبعش بطباعه ثم غمز له قائلا ” متخافش ليل لو اتجوزت بدرى كنت جيبت قدها ، هى بس بتتعامل بعفوية لان انا المربيها بعد ما ماتت امها”
عقد فارس حاجبيه ثم اردف بانكار قائلا
” و انا هغير عليها لي ، انا بس استغربت انها حضنتك و انت مش من محارمها ”
حاوط غفران فارس بيده و ضربه براسه قائلا
” يا ولاا مش غيران .. دة الشياط واصلنى هنا .. بس اقولك حقك ،البت جامدة بردو.”
رد فارس بغضب قائلا ” نعم؟!”
ضحك غفران بشدة عليه ثم اردف قائلا
” يبنى باين على وشك متكدبش بقى.. دة انا عمو يلا”
اردف فارس بإستغراب قائلا
” و الله ما بحبها بجد انا جاى احرر اكيدوس مش جاى اعمل قصة حب ، و بعدين عمو ايه دة انت شكلك أصغر منى”
ضحك غفران قائلا” اصغر منك؟! انت عارف ان عندى كم سنة يا فارس؟”
اردف فارس بجدية قائلا ” كام؟!
اقترب غفران من اذنه ثم اردف قائلا
” ٢٨٠٠ سنة يا حبيبي”
رد فارس بصوت عالٍ قائلا ” ايه ؟ ٢٨٠٠ سنة؟!”
اماء غفران راسه بنعم قائلا
” ايوا ٢٨٠٠ سنة و قربت اقفل ٢٩٠٠ كمان ”
قال فارس بتعجب” انتم اعماركم هنا بتعدى ال ١٠٠٠؟”
اجابه غفران و هو يحك راسه
” لا انا غيرهم .. انا مش بشر يا فارس انا نص بشر .. يعنى ليل مثلا عندها ١٩ سنة .. اركيلة عندها ٦٢ زيهم زيكم عادى جدا .”
طالعه فارس بتعجب قائلا ” ايوا بس ال أعمارهم كبيرة اوى كدا هم الجن.”
ضربه غفران على ظهره قائلا
” و هو كذلك يا فتى ، انا يسيدى نص بشر و نص جن يعنى تقدر تقول هجين.”
قال فارس باستفهام ” طيب و حصل ازاى دة ؟!”
اجابه غفران و هو يتنهد ” لا دة موضوع كبير اوى و مش وقته و مش دة ال انا جايله دلوقتى .”
قالت ليل بعدم فهم ” ماذا تقولان انا لا أفهم شيئا ، ما تلك اللغة بحقكم؟”
أشار لها غفران بأن تجلس قائلا
” لا تكترثى انه حديث رجال”
احمر وجهها خجلا قائلة ” احم ..حسنا حسنا اسفة لتدخلى.”
ضحك غفران قائلا ” لا بأس يا فتاة .” ثم طالع المكان و اردف ل ليل قائلا ” أين اركيلة أليست هنا؟”
و إذ فجاءة اتى صوتها الحنون
” بل هنا يا بنى ، شعرت انك ستاتى و لذلك صنعت لك فطيرة التفاح التى تحبها.”
اتجه تجاهها و قبل يداها قائلا
” تسلم تلك الايدى الجميلة يا جدتى و لكن صدقينى لا يوجد وقت أتيت فقط حتى اطمئن على فارس و ارحل .”
اردفت بعبوس قائلة ” حسنا و ماذا لديك اجلس و كُل طعامك و بعدها افعل ما شئت.”
رد غفران و هو يتاهب للذهاب ” لا يوجد وقت صدقينى على الذهاب لفهيرة حتى أروى لها ما حدث و اطمئنها على فارس فحتما هى قلقة.”
تلألأت عين فارس ثم اردف بلهفة قائلا
” هل لى ان اذهب معك فقد اشتقت اليها. ”
ربت غفران على كتفه قائلا ” الرجال لا يخلفون وعدهم اليس كذلك؟!”
اماء فارس رأسه للأمام قائلا: اجل و لكن..”
نظر غفران بعين فارس ثم نزل لمستوى طوله فهو أطول من فارس بكثير
” من دون و لكن لقد وعدت انك لا ترحل عن تلك الارض قبل أن تحررها.”
رجع فارس خطوتين للخلف ثم اردف بحزن قائلا
” أخبرها اننى اشتقت اليها و لاختى قدوس ولا تنسى أن تبعث سلامى لابى و ان تخبره انى لن أعود حتى يحالفني النصر بإذن الله.”
ربت على كتفه ثم نظر للجدة قائلا ” تريدين شيئا يا جدتى؟!”
رد.فارس بتعجب ” بحقك انت ! من الذى يفترض عليه قول جد انك اكبر من أكبر اجدادها.”
عقد غفران حاجبيه ثم اردف له قائلا
” هاااي يا فتى انا لازلت شباب ٢٨٠٠ عام ذلك يعنى ٢٨ عام بالنسبة لاكيدوس و كذلك ارض البشر .”
اردف فارس باستغراب قائلا” ماذا؟!”
اتجه غفران تجاه الباب قائلا ” لا وقت ل ماذا او غيرها لقد تأخرت و على الذهاب ، الى اللقاء .”
و اختفى غفران من أمامهم بلمح البصر
كانت الجدة تحمل الطعام بينما بينما كان فارس يحدق بليل التى كانت تجلس فى الحديقة و تطالع السماء
سعلت الجدة منبهة فارس ثم اردفت قائلة
” جميلة اليس كذلك؟”
نظر لها فارس و هو يحاول إخفاء نظرات إعجابه بها ” احم … نعم هى كذلك ثم نظر ليدها التى تحمل الطعام قائلا ” دعينى أحملها عنكِ للخارج يا جدة .”
ابتسمت له قائلة ” سلمت يداك يا بنى .”
خرجا لتناول الطعام بالحديقة ثم اردفت الجدة قائلة ” “انظر إلى جمال الليل
نظر فارس ل ليل ثم اردف قائلا
” حسنا جدتى .. عرفت انها جميلة ”
ضحكت الجدة بخبث ثم اردفت بصوت خافت قائلة
“و لكننى لم اعنى ليل اكيدوس كنت اعنى جمال الليل يعنى المساء .”
وضع فارس الطعام ارضا و جلس قائلا ” احم انه . انه . انه فقط اختلاط اسماء.”
ضحكت الجدة ثم اردفت بابتسامة قائلة
” لا داعٍ للتبرير يا بنى انا اصدقك ” ثم نادت لليل قائلة ” هيا يا ليل تعالى لقد جَهز الطعام .”
اتجهت ليل و اخذت الفطيرة تذوقتها مع رشفة من الحليب بالزعفران قائلة
” يا الهى انها شهية جدا ، لا أحد يقوى على منافستك فى صناعة الفطيرة يا اركيلة.”
ابتسمت اركيلة و قالت لها ” بالهناء و للشفاء يا ابنتى .”
اردف فارس باهتمام قائلا ” لم تقولى لي يا جدة ما سر اختفاءك و كيف عرفتِ انتِ و ليل بذلك المكان ؟!.”
اردفت الجدة بحزن قائلة ” سأروى لك ما حدث ”
و بينما بدات الجدة في قص ما حدث باكيدوس قديما
كان غفران يتنقل من بعد زمنى لبعد اخر و من بوابة لأخرى حتى يصل لعالم البشر، حتى وصل للمرحلة الأخيرة من الطريق، وجد امامه بوابتين و كان يود ان يتذكر اى واحدة منها هى بوابة فهيرة و لكن يبدوا ان ذاكرته قد خانته تلك المرة
حدثّ غفران نفسه فى حيرة قائلا ”
لا أتذكر من أين أتيت المرة السابقة اهى البوابة اليمنى ام البوابة اليسرى يا الهى ليس وقت ذاكرتي هذا ”
ظل على هذا الحال و بتلك الحيرة حتى اختار البوابة اليمنى بدون تفكير فهو لا يتذكر من اى واحدة اتى ،
دخل منها غفران متأهبا للقاء فهيرة حتى يقص لها ما يحدث فى اكيدوس و قبل أن يتفوه بكلمة واحدة وجد نفسه بغرفة غير غرفة الملكة انها لا تشبه غرفتها و من تلك الفتاة الجالسة هناك على سريرها
على النقيض الاخر و بينما هو كان غارقا فى حيرته و أين هو ،لم تلحظ تلك الفتاة وجوده فكانت مندمجة برواية لإحدى الكُتاب المشهورين ثم اردفت بصوت يغلبه النعاس قائلة
”
و تزوج آسر من عليا و عاشوا فثبات و نبات و خلفوا صبيان و بنات ”
وضعت الرواية بجانبها و قبل أن تخلع عويناتها نظرت لذلك الشاب الوسيم الذى أمامها قائلة
”
هو انا الرواية أثرت على دماغى ولا ايه هو ال انا شايفاه دة بجد ولا حقيقة ثم اردفت بنعاس و هى تسحب الغطاء لناحيتها قائلة ”
انا شكلى كدا هيست ولازم انام
ثم أعادت النظر اليه قبل أن تغلق النور قائلة ”
ولا انت حرامى؟! ولا عفريت من عفاريت الرواية؟!
شكلك كدا حرامى ثم اردفت و هى تتمدد على السرير بص لو حرامى ف متتعبش نفسك فالتدوير انا اوضتى فاضية ،خش عند امى عندها دهب كتير اسرق ال انت عايزه بس سيبنى انام و لما اصحى ان شاء الله نبقى نشوف الحوار دة تمام؟!
يلا خد النور فى ايدك بقى الله يكرمك
رفع حاجبه بتعجب من تلك الفتاة ثم اردف بسخرية قائلا …….
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ليل أكيدوس)