رواية الشرف الفصل الرابع والثمانون 84 بقلم قسمة الشبيني
رواية الشرف الجزء الرابع والثمانون
رواية الشرف البارت الرابع والثمانون
رواية الشرف الحلقة الرابعة والثمانون
يجتمع الجميع فى قاعة الأفراح لحضور زفاف محمود وحياة . تقف هيام تغالب دموعها ، صغيرتها الغالية ستراها الان عروسا تزف لمن تمناه قلبها .
ماسة ايضا لا تقل عنها سعادة ، فقد آن لصغيرها ذو القلب الذهبى أن يحصل على السعادة التى يستحقها مع من تقدر حبه وترعى قلبه . طريق طويل من الألم اجتازه بصبر ليصل لتلك الفتاة فى النهاية .
يرفض رفاعى وزينب أن يحمل أحدهم حفيدتيهما الغاليتين . فقد من الله عليهم وتماثلت نسمة للشفاء لتكتمل السعادة بحياة طايع . تسأله ليليان دوما هل شعر بالحزن لانجابه فتاتين ؟ فيضحك ويخبرها أنه انجب حوريتين من الجنة ستصلا به لباب الجنة .
حزنت ليال لعدم تمكنها حضور زفاف شقيقها راجى فقد حذرتها الطبيبة من خطورة السفر لذا يحاول ريان أن ينزع عنها هذا الحزن
سعدت غالية بتشبث رفاعى بحفيدتيها ، فهى تريد أن تولى تاج كل اهتمامها .
ينتظر الجميع ظهور العروسين . لحظات وانطفأت الانوار لينظر الجميع نحو باب القاعة لكن النور سطع قرب السقف ، نظر الجميع للأعلى ليظهر العروسين ف مركبة معلقة ( تلفريك ) تهبط بهدوء وحياة متشبثة بذراع محمود الذى تشرق السعادة بعينيه .
ساد الصمت حتى وصلت للأرض وترجلا عنها والأضواء عليهما فقط لتبدأ موسيقى هادئة .
لم يكن بالحفل أى صخب أو تجاوز . بل كان حفلا راقيا بكل معنى الكلمة . جلسا يتلقيان التهانى من الحضور ومن بينهم چودى التى اقبلت عليهما بسعادة ، نظر لها محمود بود لقد أصبح يراها مؤخرا أخته ؛ وليس لها بقلبه أى شئ اخر . فقد احتلت حياة كل ذرة بقلبه .
ساد الهدوء أجواء الحفل ، كل حبيب يهنأ بقرب حبيبه ، فقد رفعت راية الحب هامتها لتظلل كل القلوب .
استأذنت ليليان للتوجه للمرحاض وارادت مشاكسة طايع فاستعملت بعض ادوات التجميل لتظلل عينيها وشفتيها . أرادت أن ترى عينيه تشتعلان غيرة .
عادت للطاولة وكان يحادث مهران فلم ينتبه لها . التفت حين أنهى حديثه ليتجهم وجهه ويهمس غاضبا : إيه المسخرة اللى فى وشك دى ؟
أظهرت الغضب : إيه يا طايع ده ميك اب خفيف .
قاطعها اقتراب تاج لينحنى بنظرة غاضبة : إيه ده يا ليليان ؟ من امتى بتخرجى من بيتك كدة ؟
شعرت بخطأها وهى تتلعثم قائلة : عادى يا بابا ده خفيف .
نظر ل طايع بغضب ليقول طايع : خمس دجايج تكونى نضفتى وشك وهنمشوا .
ليليان برجاء : طايع لسه بدرى .
نهض منهيا الحديث ليقول تاج : اتفضلى واسمعى كلام جوزك من سكات
حين اتحدا تأكدت أنها أخطأت خطأ فادح لتعود للمرحاض فتزيل زينتها وتعود لزوجها ، طلبت منه والدته أن يتريث فالوقت باكرا لكنه تعذر لشعوره بالتعب وغادرا بصمت .
خلاف تهور ليليان لم يحدث ما يعكر صفو أى من القلوب الحالمة .
واستمر الحفل بهدوئه تتخلله نسمات السعادة التى تربط القلوب برباط حريرى ؛ ناعم وفى نفس الوقت قوى
انتهى الحفل ليتوجها حيث تنتظرهما السعادة ، بل تشتاق السعادة لاسعادهما فكلاهما يستحق وبجدارة
**************
لم يتحدث معها منذ عادا من الخارج بل اهتم بإحدى الصغيرتين ككل ليلة . حاولت أن تتحدث فتجاهلها تماما ، وضعت صغيرتها بالفراش واقتربت منه هامسة بغضب : ما دمت زعلان اوى كدة أما هنام فى الاوضة التانية .
وتوجهت للخارج ليقول بغضب : وجفى عندك .
رغم أن صوته ليس مرتفعا إلا أن نبرته جعلت قلبها يرجف ، حمل صغيرته لفراشها وعاد إليها ليجذبها من ذراعها بغضب : اوعى تفكرى أن سكوتى ضعف جدامك .. أنى جولت خليها تتجلع وماله لكن توصل انك تستغفلينى وتروحى تتزينى جدام الرچالة وفاكرة أنى هسكت تبجى غلطانة ومتعرفيش زين انت متچوزة مين .
حبست دموعها وهي تنكس رأسها : انت عاوز إيه دلوقتي ؟
سمعت ثورة أنفاسه لكن لم تنظر إليه ليقول : على فرشتك ومااسمعش حسك
لم يحدثها بهذه الطريقة !!! كرامتها لن تقبل بذلك . لم تعره اهتماما وتوجهت للخارج لتجد نفسها بين ذراعيه ، قذفها بشئ من القسوة فوق الفراش وهو يقول : لو فكرت تجومى تبجى الچانية على روحك .
وتوجه للجانب الآخر ليوليها ظهره وينام ، نظرت لظهره لتنهمر دموعها ، اولته ظهرها ايضا وهى تكتم شهقاتها وكأنه لا يشعر بها .
مرت ساعة كاملة وهى تبكى ، لكنه يغالب قلبه ولن يراضيها ، خطأها لا يغتفر ، كلما تذكر أن رجل آخر رأها بتلك الهيئة يغلى قلبه غضبا منها .
حاولت أن تنام لكنها فشلت فمنذ تزوجا لم تنم ليلة واحدة دون أن يحيطها بحنانه ودفئه .
مر الوقت وظنت أنه غفا لتلتفت وتنظر لظهره مرة أخرى ، لم تظن يوما أنه قد يعاملها بهذه القسوة .
عادت دموعها تنهمر واقتربت منه لتدفن وجهها بملابسه ثم تمد ذراعها ليحيط خصره وتلتصق به .
زاد تجهم وجهه لدى ملامستها له ، يدق قلبه بقوة اعتراضا على جفاءه وغضبه ، تبا لهذا القلب الذى يتخذ جانبها على طول الطريق.
أحاطت خصره ليتنهد بضيق : بتبكى ليه دلوك ؟
زاد بكائها وهى تقول : علشان انت زعلان مني .
ليردد بلا تفكير : جوى . انت جهرتينى جدام الناس .
ضمته بقوة : أنا اسفة ماكانش قصدي .
التفت ينظر لها : يعنى ايه ماكانش جصدك ؟؟ كنت بتفكرى فى إيه ؟ كان عجلك فين ؟
لتجيب فورا دون تفكير : كنت عاوزة احس انك بتحبنى وبتغير عليا
كان ردها صادما ألا زالت لا تشعر بحبه !!!
ألا زالت لا ترى تأجج غيرته كلما رآها بعينى غيره !!!!
يا لك من حمقاء حبيبتى …
استوعب صدمته اخيرا ليقول : بعدك ماحساش بحبى !!! ماحساش بجلبى اللى بيحيد نار كل ما خطيتى العتبة وانى خابر إن الناس هيطلعوا فيكى .
نظرت له بهيئتها المزرية ، عينين منتفختين ، انف احمر ووجه محتقن لتقول بحزن : من يوم ما ولدت وانت بتهتم بالبنات اكتر منى .. بطلت تقولى كلام حلو ولا تعمل لى مفاجأة حلوة
اجهشت بالبكاء مرة أخرى : انت مابقتش تحبنى .
ظل محدق بها لدقائق قبل أن يمد ذراعه لتسرع وتتوسده ليقول بهدوء : انا فعلا ماعدتش بحبك .
انقطع نفسها واتسعت عينيها وهى تنظر له بصدمة ليقول : أنى عديت الحب ده من سنين
اقترب منها هامسا : أنى بعشجك .
لتقفز فوقه وتنهال عليه باللكمات وهو يكتم ضحكاته
****************
لم يشعر محمود بهذه الراحة والسكينة طيلة حياته ، لقد سكن لها بالفعل. الزوجة هى السكن الذي لا يحيا الرجل إلا به .
استكانت أنفاسها ليعلم أنها غفت . ترفض أنامله إلا أن تتخلل خصلاتها ويرفض قلبه أن يبتعد ولو انشا واحدا عن نبضاتها التى سكنته بلا شك .
يتطلع بهدوء لهيئتها الساحقة لانفاسه . اين كانت فيما مضى من عمر !!!!
كيف ظن أنه هوى فى الغرام قبلا !!!! فما الذى يحدث الأن سوى أنه يهوى فى الغرام بترحيب تام من كل حواسه .
فتحت عينيها الفيروزية تنظر لها ونعاسها لا يزيدها إلا جمالا : حبيبى انت مانمتش ليه !؟
نظر لها بشوق لم تخمد نيرانه : حياتى .
أجابته وهى بين اليقظة والنوم : هاا
ليقول بحنان : كنت عايش ازاى قبلك .
لم تجبه بل ابتعدت عن ذراعه لتتوسد صدره وتنظر له بإبتسامتها التى أضاءت عتمة لياليه واشرقت بقلبه لتبعث فيه دفئا اذاب جليد السنوات الماضية
ظلت تتطلع له لدقائق قبل أن يغلبها النعاس وتغفو من جديد ليطبق ذراعيه حولها ويغمض عينيه برضا .
******************
فى حفل زفاف راجى .
وصل موكب العروس ليستقبله راجى بفخر ويصحب عروسه حتى مجلس النساء ثم يعود للاحتفال مع تجمهر الرجال حول المنزل .
استقبلت زبيدة العروس بسعادة لتجلسها وسط النساء وتجلس بالقرب منها . اقتربت سما بسعادة تباركها تبعتها ريتاچ التى تصور الحفل لطلب ريان ذلك منها ، ف ليال لم تتمكن من السفر لحضوره خوفا على حملها لكنه أراد اسعادها رغم ذلك فطلب من ضاحى أن يرسل مقاطع من الزفاف ليطلب منها بدوره تصوير احتفال النساء وعليه أن يصور احتفال الرجال .
عمر سويلم ابن رفيع اسبوعين تقريبا لذا لم تتمكن رنوة من حضور الزفاف ايضا .حضره رفيع بينما رفضت شريفة أن تغادر المنزل وتترك رنوة وسويلم وقد تفهمت زبيدة الأمر تماما .
تبارى الرجال فى الرقص بالعصى وكلما اطلق أحدهم طلقة نارية ارتعد قلب رفيع وتذكر مقتل شقيقه بين ذراعيه . كم يحتاج وجودها قربه . قلبه يرتعد ولن يهدأ إلا بين ذراعيها .
انتهى الإحتفال اخيرا ليصحب راجى عروسه إلى شقته الخاصة بالمنزل ويعود كل إلى منزله .
__ فى شقة ضاحى __
يتسطح فوق الفراش ممسكا هاتفه لارسال المقاطع التى قام بتصويرها ، أغلبها لاخويه أثناء رقصهما بالعصى لعل ذلك يسعد قلب شقيقته . امسك هاتف ريتاچ وأرسل المقاطع لهاتفه ليرسلها إلى هاتف شقيقته ليس إلا ، غادرت المرحاض أثناء ذلك لتنظر له بغضب : بتعمل ايه ؟
نظر لها واجاب بتلقائية : ببعت على تلافونى لاچل ابعتهم ل ليال .
جذبت الهاتف من بين انامله : تبعتهم ل ليال ولا علشان تخليهم عندك وتتفرج على البنات ؟؟
رفع عينيه لها بغضب ليسكتها لكنها لم تسكت بل قالت بجنون : انت عاوز تخونى صح ؟ ما أنا بقيت وحشة دلوقتي .. تلاقيك بتفكر تجوز كمان .. ولا يمكن اتجوزت خلاص !
تنهد بضيق فهو لن يجاريها فى شجارها هذا ، وضع الهاتف جانبا ليستعد للنوم دون كلمة واحدة .
نظرت له بغيظ واتجهت لتلكمه بصدره بقوة : انت هتنام كمان .
رفعت كفها لتلكمه أخرى لكنه امسكه وضغط على يدها برفق لتجدها هى فرصة جيدة للبكاء فهذا ما تريده ، تشعر بالاختناق وتريد أن تبكى .
رأى دموعها ليزفر بضيق ويعتدل جالسا دون أن يترك كفها : بتبكى ليه دلوك ؟
لم تجب فقال : انت مصدجة أنى ارفع عينى واطلع فى غيرك !!؟
هزت رأسها نفيا ليجذبها لتجلس بالقرب منه : بتجولى ليه إكدة طيب ؟
إجابته بغضب مرة أخرى : علشان تقولى كدة انك بتحبنى ومش هتشوف غيرى .. لكن انت عاوز تنام وتسبنى .
جذبت كفها منه : نام يلا وسبنى
ضغط على أسنانه : ريتاااا
لكنها لم تكف عن العناد بل اجهشت بالبكاء : شوفت كمان بتزعق لى .
حسنا يبدو أنها تشتهى البكاء ولن تمر هذه الليلة دون أن تكتفى منه .لكن إن أردت أن تبكى لتبكى على صدره ، جذبها بقوة وهى تحاول أن تبتعد عنه إلا أنه تحكم بها بلحظات لتستقر بين ذراعيه .
احاطها بحنان لتترك مقاومته وتعود للبكاء فيهمس بحنان : لو حبيت اطلع فى غيرك عينى ماهتطاوعنيش ، وإن فكرت فى غيرك جلبى ماهيطاوعنيش ، وإن چا لى حريم الدنيا كلاتهم ماهشوفش غيرك . ولا اعشج غيرك . ولا المس غيرك .
شهقت بقوة وهى تقول بجنون : يعنى لو مت مش هتجوز عليا .
مجرد كلمة لكن أفقدته صوابه ، هل يمكن ان يفقدها !!!
شد ذراعيه حولها: اوعى تجولى إكدة !!! ربنا ما يحرمني منك .
دقائق من الصمت وهو يطبق عليها ذراعيه يستمع لاضطراب أنفاسها . غفت فى دقائق ليحملها عن ساقيه ليضعها بالفراش لتتذمر أثناء نومها وتتعلق برقبته . عاد يستلقى وهى فوق صدره الذى اشعلته بحديثها ثم غفت بوداعة .
كيف تفعل ذلك به !!!؟؟ أغمض عينيه ليحاول أن يغفو مثلها لكن بلا فائدة .
__شقة هيبة __
وضعت أمامه صينية الطعام ليرى أنها أعدت طعاما له فقط . امسك كفها قبل أن تبتعد : واه أنى هاكل لحالى ولا ايه ؟
سما : معلش يا هيبة ماليش نفس .
لم يترك كفها : اجعدى طيب .
جلست بهدوء ليتساءل : فيكى إيه يا حبة الجلب ؟؟
لم تجبه إلا بتساؤل اخر : إحنا هنسافر امتى ؟
تعجب من سؤالها لكنه أجاب : بعد بكرة إن شاء الله
نظرت أرضا ليتساءل مرة أخرى : ماريداش !!؟
لم تجب ليرفع وجهها ويقول بهدوء: بتدارى منى ليه ؟؟
حسنا عليها أن تخبره بكل الأحوال ، نظرت له بتردد ليضغط على كفها بين أنامله فقالت فورا : ما هو أنا مش متأكدة ، متهيألى انى حامل وخايفة أسأل حد واطلع مش حامل وكلهم يزعلو . وانت كمان هتزعل بقى لى اربع ايام مش عارفه اعمل ايه . حتى خايفة أسأل ماما تعملها حكاية وارجع انصدم فى الاخر .
نظر لها بحنان ، إنها تعانى منذ أربعة أيام تلك الحيرة دون أن تخبره خوفا من إصابته بصدمة إن لم تكن تحمل له طفلا . يالها من حمقاء .
ابتسم بود : أنى لو اتمنى يكون لى ولد لأچل تبجى انت أمه . غير إكدة مارايدش غيرك . إيه سكتك اربع ايام !!!؟ ماسألتنيش أنى ليه ؟؟
نظرت له بخجل : وانت تعرف منين يعنى ؟؟
ضحك هيبة : ماهعرفش طبعا بس اخدك للدكتورة
نظر لها بمشاكسة : ولا هى الدكتورة كمان ماتعرفش !!!؟
لكنه رأى خوفها فورا وهى تقول : لا . لا دكتورة البيت كله هيعرف . مش عاوزاهم يتصعبوا عليا لو ماطلعتش حامل . كفاية شفقة بقا . سبع شهور من بعد حمل ريتا وانا شايفة الشفقة فى عنيهم .
لم يكن يظن أنها تتألم لهذه الدرجة .. نهض عن مقعده ليجذبها لصدره بحب . لم تسعفه الكلمات لنزع حزنها فترك الأمر لقلبه ليفعل .
عاد إلى مقعده محيطا خصرها لتستقر فوق ساقيه ، امسك الملعقة ليملأها بحبوب الارز ويرفعها لفمها . هى ايضا أرادت إنهاء الحوار فهو يؤلمها تناولت بعض الحبوب من طرف الملعقة ثم دفعتها لفمه وابتسمت ليبتسم فورا ويضعها بفمه بحماس .
___شقة راجى ___
كانت تنظر له بخجل وسعادة ، نظرات مختطفة تثير جنون قلبه حتى غادرت والدته وظلت عمتها بصحبتها بعض الوقت ، ومنذ غادرت عمتها تلك وهى تنزوى فوق مقعد بعيد عنه .. توقفت عن استراق النظر إليه ، توقفت عن الابتسام ، تحول تورد وجهها الذى يعشقه إلى شحوب مخيف . تنظر أرضا وقد عقدت ساعديها ويخيل له انها لم تعد تشعر بوجوده أو تراه .
اقترب منها بهدوء ليرى وجهها الذى يسيطر الخوف على قسماته ليتساءل فورا : مالك يا هناء ؟
لم تنظر إليه لكنه شعر بإختناق دموعها ، أقترب بتلقائية لترتعد خوفا ما إن مس كتفها ليتراجع فورا : چرى إيه !!! بترچفى ليه عاد ؟
لم تتمكن من السيطرة على دموعها اكثر من ذلك لكن لم تتخل عن صمتها .
عاد يتساءل : انت خايفة منى ؟؟
زاد بكائها ليتساءل : اعمل ايه طيب ؟
امسك ذراعها لتنتفض وتبتعد عنه ملتصقة بالمقعد . ابتعد عنها وغادر بصمت ليزداد بكائها .
هبط الدرج حتى وصل لشقة والده وطرق الباب بخجل ، لحظات وفتح الباب عن والده ليتساءل فورا : راچى !!!! مهمل مرتك ليه دلوك ؟ حوصل إيه ؟
تنحنح بخجل وقال : رايد امى يا بوى .
اتسعت عينا صالح : امك !!! خبر إيه يا ولدى ؟؟؟
لم يزد راجى عن قوله : لو نعست خلاص .
وهم بالمغادرة لتوقفه يد ولده الذى اتجه للداخل ليعود بصحبة زبيدة التى قالت بفزع : حوصل إيه يا ولدي ؟
اقترب منها ليحنى هامته هامسا : ماخابرش ، هنا بترچف ومابطلتش بكا .
ابتسمت زبيدة وربتت على صدره بحنان : طيب خليك مع بوك وانى هطلع لها .
ليقول فورا : لاه . چاى معاكى .
نظرت لزوجها وأخبرته أنها ستتفقد العروس وتعود إليه لتزداد مخاوف صالح وتزيد تساؤلاته عما يدور بين ابنه وزوجته في ليلة عرسهما .
توجهت بصحبة راجى لشقته ، وجدها كما تركها فوق نفس المقعد وبنفس الحالة . اقتربت منها زبيدة بحنان لتأخذ يدها وتتجها للداخل ليظل راجى منتظرا خروجها .
اجلستها زبيدة فوق أريكة بالغرفة لكن هناك زادت بكاءا وارتعادا : حوصل إيه يا بتى . أنى مهملاكى زينة مع عمتك ؟؟
زادت انكماشا ليرق لها قلب زبيدة وتربت عليها بحنان : اتحدتى يا ضناى أنى كيه امك تمام .
لكم تحتاج أمها حقا !!!!!
أحقا ستعاملها كأبنة !!!!
لا مفر من المواجهة تلعثم لسانها ونطقت اخيرا : أنى ..
ضمتها بحنان لتقول بإنهيار : أنى خايفة .
هنا شعرت زبيدة أن ثمة ما حدث بعد مغادرتها ، لقد كانت هناء فى قمة سعادتها حين غادرت .
تساءلت بهدوء : هى عمتك جالت لك إيه ؟
رفعت عينيها لترى مدى خوفها وهى تخبرها ما اخبرتها به عمتها ، أن عليها طاعة زوجها فى حصوله على حقوقه الشرعية بالطريقة التي يراها ملائمة للتأكد من عذريتها ، وحذرتها بشدة إن لم تفعل فسوف يقوم بذلك كرها وهذا سوف يؤذيها بشدة . أو يخبر والدته للقيام بذلك بطريقة أخرى ستؤذيها ايضا . لذا عليها الطاعة فقط .
نظرت لها زبيدة بتعجب ، ألا زال هناك مثل هذه العقليات !!!
أنهت هناء حديثها لتكفف دموعها وهي تبتسم : لاه يا بتى . ولدى راچل مايغصبش مرته ولا يأذبها واصل . حديت عمتك ده انسيه ولا كانك سمعتيه م الأساس
هدأ بكائها إلى حد ما لتقول زبيدة : يا بتى الحرمة منينا هى سكن چوزها وهو امانها وسندها وكل دنيتها . اذا تخافى من امانك تبجى الدنيا بجت غابة .. يا بتى كل راچل لازمن يعاشر مرته بالمعروف ، لا من حجه يغصبها ولا يأذيها ، هى كمان لازمن تطيعه ما دامت طاعته ماتغضبش ربنا .
ربتت على ظهرها بحنان : جومى . جومى غيرى خلجاتك واغسلى وشك واضحكى انت عروسة يعنى راچى يراضيكى مش يأذيكى .
تطلت لها هناء وبدأ قلبها يهدأ ومخاوفها تزول فهذا ما كانت تتوسمه فيه لكن حديث عمتها ارعبها حد الموت .
نهضت لتساعدها زبيدة فى تغير ملابسها وإعادة ما أفسده البكاء من زينة . عاد لوجهها شئ من الاشراق لكن قلبها لم يستكين بشكل كامل .
أمسكت زبيدة كفها وتوجهتا للخارج حيث يجلس راجى بصمت وقلق .نهض فور رؤيتهما خاصة حين رأها وقد بدلت ملابسها واستعادت بعض الهدوء .
اقتربت أمه منه لتقول : خلى بالك من مرتك يا ولدى . دى أمانة ربنا .
لم يفهم لم توصيه أمه بلهجة تحذيرية لكنه ابتسم رغم ذلك : فى عينى يا أماى بتوصينى على روحى عاد
ضحكت زبيدة وضغطت على كف هناء ، لقد اسمعتها ما يزيل الخوف عن قلبها .
غادرت زبيدة لينظر لها بحب : نورتى الدار يا هنا .
اخيرا يرى بسمتها مرة أخرى رغم أنها لم تتحدث ليحمحم هو ثم يقول : إلبسى عباية واتوضى . هنصلوا ركعتين .
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشرف)