روايات

رواية أسرار عائلتي الفصل الرابع عشر 14 بقلم أروى مراد

رواية أسرار عائلتي الفصل الرابع عشر 14 بقلم أروى مراد

رواية أسرار عائلتي الجزء الرابع عشر

رواية أسرار عائلتي البارت الرابع عشر

رواية أسرار عائلتي
رواية أسرار عائلتي

رواية أسرار عائلتي الحلقة الرابعة عشر

فشلت في سحب ذراعها لكنها وجدت أحدا يساعدها على ذلك ويسحبه بدلا عنها ثم يقف أمامها ويقول مخاطبا فادي:
– وانا مش هسمحلك تاخدها تاني يا .. يا بابا!
همس الإثنان بصدمة وفي نفس الوقت:
– رسلان؟
تشبثت بدور بقميصه وتساءلت من خلفه بصوت منخفض:
– هو مش المفروض ميعرفش انك ابنه؟ بتقوله يا بابا ليه؟
تجاهلها وهو يستمع إلى تعليق فادي الساخر:
– متنساش انها مش اختك يا .. يا ابني!
طالعه رسلان ببرود ظاهري وهتف:
– وانت برضه متنساش انها مش بنتك، ومدام باباها عايش ميحقلكش تاخدها منه.
كانت بدور تنظر إليهما بعدم فهم وهي تتشبث بقميص رسلان بقوة وكأنها تطلب منه ألا يسمح لفادي بأخذها، لكنها تنفست الصعداء عندما وجدته يرمقه بغضب ثم يغادر بعد أن أردف:
– همشي دلوقتي بس مش هسيبك يا بدور!
إختفى عن أنظارهم فإلتفت إليها رسلان قائلا:
– يلا نروح.
أومأت برأسها ثم تقدمت معه نحو السيارة التي يركنها في مكان بعيد قليلا عن الجامعة، ركبت من الأمام بصمت أقلقه فتساءل:

 

 

 

– انتِ كويسة؟
أومأت برأسها لكنها لم تلبث كثيرا قبل أن تنفجر في البكاء وهي تردد بين شهقاتها:
– لا، أنا مش .. مش كويسة! أنا خايفة منه! كان .. كان ديما بيضر’بني و .. وفي مرة …
قطعت كلامها وهي تغمض عينيها بشدة وتضع يديها على أذنيها تحاول نسيان تلك الذكرى حتى هدأت قليلا ومسحت دموعها ثم نظرت إليه فتفاجأت به يرمقها بجمود مخيف ويقول:
– عمل ايه؟
حركت رأسها يمينا وشمالا رافضة الإجابة فكرر سؤاله بنبرة حادة:
– عملك ايه انطقي!
– ولا حاجة.
كان يعلم أنها تكذب، وأنها تخفي عنهم شيئا مهما لكنه لم يشأ إجبارها على الحديث، ثم حرك السيارة متجها بها نحو القصر.

كانت تجلس على المكتب بغرفة أخيها بملل قاتل، فهي منذ قدومها إلى القصر وهي تجلس لوحدها دائما عدا الوقت الذي أمضته في الأمس مع رحمة. خرجت إلى الحديقة لتستنشق بعض الهواء النقي ظنا منها أن جميع الشباب لا يزالون في عملهم وان عبد الرحمان قد ذهب إلى العزاء مع أمجد.
توقفت في الجزء الجانبي وهي ترى أحدهم يجلس على مقعد بالحديقة ويضع مجموعة من الأوراق والأقلام أمامه على طاولة متصلة بالمقعد ويرسم شيئا ما بإستخدام قلم الرصاص. دققت النظر جيدا فوجدته ياسين إبن عم أخيها والذي إستنتجت مؤخرا أنه صديقه المقرب.
إقتربت منه ووقفت خلفه دون أن يشعر كما كانت تظن، فرأت رسمه المحترف لشجرة كبيرة بالحديقة ولكنه أضاف تحتها ظلالا لعائلة كانت تشبه .. عائلته.
شعر بشخص يقف خلفه لكنه تجاهله وواصل رسمه إلى أن سمع صوتها يهتف بإنبهار:
– جميلة اوي!
توقف عن الرسم دون أن يلتفت إليها فشعرت بالحرج وقالت:
– آسفة لو أزعجتك.
كادت ترحل لكنه أوقفها بتساؤل:
– عجبتك؟
أومأت موافقة:
– ايوه، بس هو انت بترسم بقلم الرصاص ليه؟
– مش بحب أرسم غير بيه، بحسه مناسب ليا.
هزت رأسها بتفهم ثم أمسكت خصلة من شعرها وهي تلفها حول سبابتها بتوتر، فهي تحادثه لأول مرة ولا تعلم عنه شيئا سوى أنه المقرب لأخيها، كادت تبتعد عنه متجهة للدخول لكنها عادت إليه ثانية وسألته بحماس:
– هو انت ممكن ترسمني؟
طالعها بإستغراب ثم أمسك رسمته ينظر إليها قليلا قبل أن يجيب:
– آسف، مبحبش أرسم الوجوه.
أخفضت رأسها بخيبة أمل هامسة:
– طيب.

 

 

 

تضايق من نفسه لإحراجها فإستوقفها بسرعة قبل أن تبتعد قائلا:
– بس أنا ممكن أجرب أرسمك دلوقتي، عشان مرفضش طلبك يعني ..
إبتسمت بفرحة ثم عادت إليه وجلست مقابله هاتفة بطفولة:
– طب يلا، أنا هقعد كده ومش هتحرك متقلقش!
إبتسم على حركتها رغما عنه ثم قال:
– مش محتاجة تقعدي كده، انتِ ممكن تديلي أي صورة ليكِ وأنا هرسمها.
لوت شفتيها قائلة بإعتراض:
– بس أنا عايزة اجرب إحساس البنات الي بشوفهم في الأفلام لما بيبقوا قاعدين ومبيتحركوش عشان الرسام يرسمهم.
رفع حاجبيه بتعجب ثم تحدث بإبتسامة:
– حاضر.
أمسك قلمه وأحضر ورقة جديدة وهو يبتسم حين تذكر حديث خالد عنها عندما أخبره بأنها تشبهه قليلا في جل تصرفاتها ولكنها تتميز عنه بجانبها الطفولي المحبب، ثم بدأ يرسم وعيناه تقع عليها تارة ثم على الورقة تارة أخرى وهي تقف كالتمثال تحاول منع إبتسامتها التي تعبر عن حماسها من الإتساع.
مرت قرابة النصف ساعة منذ بداية رسمه لها عندما سمع كلاهما صوتا يعرفانه جيدا وهو يصرخ بإسم أخته:
– عائشة! انتِ فيين!
لم يجبه أي منهما فقد كان هو منهمكا في رسمها وكانت هي ثابتة ترفض الحراك، ظهر أمامهما فجأة قبل أن يفتح فمه بصدمة من المنظر الذي يراه. إقترب من ياسين الذي تجاهله تماما وحدق به بنفس الصدمة وهو ينظر بتركيز إلى شفتي أخته ليرسمها على الورق. حول أنظاره إلى أخته التي تجاهلته هي الأخرى حتى لا تتسبب في إفساد الرسمة.
رفع أحد حاجبيه بغيظ ثم صاح بياسين عندما وصل صبره إلى آخره:
– لا والله! طب ما تزيد تركز في شفايفها أكتر يمكن تكون نسيت شوية تفاصيل تانية.
واصل ياسين تجاهله له بينما شعرت عائشة بالإحراج من كلمات أخيها فأفرجت بين شفتيها دون قصد لتستمع لصوته الحاد يهتف:
– متحركيش شفايفك!
ألصقتهما ببعضهما ثانية لتعود إلى وضعيتها الأولى دون أن تنطق، إغتاظ خالد منهما لكنه جلس بجانب إبن عمه ينتظره حتى ينتهي ولم يعترض عن ذلك ثانية متوقعا أن عائشة هي من طلبت منه رسمها.

دخلت القصر ثانية عندما رأت عائشة مع خالد وياسين بعد أن كانت تبحث عنها، إستغربت عدم وجود أحد غيرهم في القصر ففي العادة يكون الجميع تقريبا هنا في هذا الوقت، صعدت الدرج متجهة إلى غرفتها لكنها توقفت عندما رأت رسلان يتجه للنزول فإستوقفته بسرعة:
– رسلان، استنى!
توقف بالفعل وإستدار إليها مطالعا إياها بإستفهام فأردفت:
– أنا عايزة اتكلم معاك.
تطلع إلى عينيها لثوان قبل أن يوليها ظهره قائلا:
– معتقدش ان في حاجة محتاجين نتكلم فيها.
– يعني مش عايز تعرف خالي عملي ايه؟
قالتها بسرعة وبدون تفكير فتوقف وإلتفت إليها متسائلا وهو يرفع أحد حاجبيه:
– يعني لو وافقت نتكلم هتقوليلي؟

 

 

 

سكتت قليلا تنظر إليه بتفكير ثم أومأت موافقة فقال وهو يواصل نزول الدرج:
– طيب، تعالي معايا.
تبعته بصمت لتجده يجلس على أريكة بقاعة الجلوس مردفا:
– بما ان مفيش حد هنا هنقدر نتكلم براحتنا، تعالي اقعدي.
جلست قبالته وساد الصمت بينهم لدقائق قبل أن يقطعه قائلا:
– احكيلي، عملك ايه؟
– اوعدني الأول انك مش هتقول حاجة لبابا! أنا مش عايزة اتسببله في مشاكل أكتر.
إستغرب من طلبها لكنه وعدها بدون تردد:
– اوعدك.
أخذت نفسا عميقا ثم تحدث:
– ده حصلي من شهر تقريبا، لما كنت نايمة عادي في ليلة من الليالي وصحيت على صوت كسر في الشقة بتاع خالي، طلعت وانا خايفة يكون حر’امي بس اتفاجأت انه كان خالي وكان سكرا’ن اوي وانا اول مرة اعرف انه بيشرب. وأول ما شافني قرب مني وهو بيتكلم في حاجات مش فاهماها ولما فكرت اهرب لاوضتي هو جرى ورايا وو .. حاول يعتد’ي عليا.
صدم مما سمعه منها وعقد حاجبيه بغضب وحقد على ذلك الذي لا يستحق أن يكون والده. تابعت بدور دون أن تنتبه إلى ردة فعله:
– ساعتها ضربته بالفازة عشان ميعملش حاجة، بس بقيت بتجنبه ديما وقبل ما انام بقفل اوضتي كويس ومبطلعش منها لحد الصبح.
ضغط على قبضته بقوة وهمس بشفقة باطنية:
– انتِ ازاي استحملتي العيشة معاه!
– زي مانت مستحمل حقيقة انك …
قطعت كلامها بندم وهي ترى نظرته الحادة التي ظهرت بعينيه عندما علم مقصدها.
– أنا آسفة، مكنش قصدي ..
عم الصمت بينهما ثانية. هي تنظر إليه بشفقة، وهو يبادلها النظرات الحادة والكارهة للشفقة التي يراها بعينيها. فركت يديها بتردد قائلة لتقطع ذلك الصمت:
– أمجد قالي انك مكنتش كده قبل ما تعرف الي والدتك عملته، هو انت ليه اتغيرت؟
لوى جانب شفتيه بإبتسامة ساخرة فأكملت بسرعة:
– أنا عارفة ان الي عرفته عن نفسك مش سهل بس …
سكتت وهي لا تعرف ما تقول، فقد كان سؤالها غبيا من الأساس، أجابها هو ببعض الغموض:
– أنا مكنتش بعتبرها أمي، صحيح إنصدمت لما عرفت حقيقتي بس الصدمة الأكبر الي اخدتها كانت لما عرفت الست الي ربتني واعتبرتها امي عملت ايه ..
تساءلت بحيرة:
– أمي؟ عملت ايه؟
أشار إلى شخص ما خلفها مردفا:
– هو هيحكيلك عملت ايه.

 

 

 

إستدارت لتجد والدها قادما نحوها بإبتسامة ولا يبدو أنه إستمع لأي حرف من حديثهما. إقتربت منه فحضنته بسرعة قائلة:
– بابا! اتأخرت ليه؟
مسد على شعرها مجيبا بحنو:
– آسف يا حبيبتي بس كان في شغل لازم اخلصه.
إنتبه إلى رسلان فنظر إليه نظرة تعني “ماذا هناك؟” فأجاب:
– بدور عايزة تعرف ماما عملت ايه زمان عشان تطلقها.
إبتعد عنها ليجد في عينيها نظرات تؤكد له ذلك، تنهد بقلة حيلة ثم قال:
– طيب، بس الي هتسمعيه دلوقتي مش هيعجبك.
بدأت تشعر بالقلق من القصة لكنها جلست معه بفضول لتستمع إليه وهو يقص عليها ما حدث:
– زي ما قولتلك بعد ما اتجوزت ليليا عملتلها بودي جارد عشان فادي ميعرفش يوصلها وقعدنا مع بعض عشرة سنين تقريبا وكانت كل حاجة كويسة لحد ما كنا هنسافر عشان فرح ابن عم بابا، بس ليليا كانت تعبانة وقالتلي انها مش هتقدر تيجي معانا فأنا فضلت معاها وخليت الاولاد يروحوا مع بابا واخواتي عشان ميتعبوهاش اكتر، وانتِ لانك لسه صغيرة طبعا فضلتِ معانا.
بدأ الألم يظهر على ملامح وجهه لكنه تابع:
– وفي اليوم الي بعده، طلبت مني انزل اشتريلها حاجات ليكِ وأنا نزلت وسيبتها في القصر وكنت حاطط عليه حراسة بس لما رجعت ملقيتهاش وهما قالولي ان مفيش حد منهم شافها، اتوقعت ان فادي عرف يوصللها ولما اتكلمت معاه قالي انها راحتله بإرادتها وعايزة تطلق.
وقبل أن يكمل قاطعته بدور بصرخة مفاجئة:
– متقوليش انك صدقته؟
نفى برأسه مجيبا:
– مكنتش مصدقه في الاول لحد ما قابلتها وهي بنفسها طلبت مني الطلاق ولما سألتها عن السبب، قالت انها مكنتش بتحبني وكانت عايزة تكسر’ني بعد ما اتعلق بيها زي ما انا كسر’ت اخوها ..
سكت ينظر إلى ردة فعلها لكنه لم يستطع أن يحددها، أخذ نفسا عميقا وواصل:
– بعدها مش فاكر حصل ايه، لما صحيت لاقيت نفسي في المستشفى وكل العيلة حواليا وعرفت اني كنت في غيبوبة وهما طبعا مكانوش عارفين حاجة، بعد مدة قابلتها مرة تانية ووافقت اطلقها ولما سألتها عنك قالتلي انك متي، وأنا من الصدمة مفكرتش أتأكد .. لحد ما قابلت خالتك وانتِ عارفة حصل ايه بعدين.
نظر إلى بدور يحاول إلتقاط الصدمة من ملامحها لكنه لم يستطع، فقد كان الجمود يغطي وجهها تماما، شعر بالقلق فإحتضن وجهها بكفيه متسائلا:
– بدور انتِ كويسة؟
نفت برأسها قبل أن تتغير ملامحها وتنفجر فجأة في البكاء، أمسكت بقميص والدها وهي تردد:
– ماما مبتعملش كده! مستحيل تعمل كده أنا متأكدة!
جذبت القميص بحركة مفاجئة حتى فصلت أزراره وصاحت به بلوم:
– انت ظلمتها يا بابا! كان لازم تتأكد انها عملت كده بإرادتها الأول، مش ممكن يكون خالي هددها مثلا؟
شعر بالضعف وهو يرى حالتها ولم يستطع سوى أن يسحبها إلى أحضانه وهو يقول:
– أنا برضه عايز اصدق انها بريئة، بس هي كان ممكن تقولي او حتى تلمحلي، وهي عارفة اني مش متسرع وهفهم انه هددها وهتصرف بحكمة، بس انا كنت شايف الكر’ه في عينيها.
هدأت بعد وقت قصير ثم سمعها تتمتم بثقة وإصرار:
– ماما مستحيل تعمل كده، في حاجة غلط، أنا واثقة.
تنهد أكرم بضيق ولم يحاول مناقشتها أكثر، ربما من الأفضل لها أن تبقى على هذه الفكرة.

 

 

 

كان رسلان يراقبهما منذ بداية الحديث ويراقب ردة فعلها كذلك لكنه لم يستغرب تكذيبها لما سمعت فقد كان يتوقع ذلك. وقف من مكانه متجها إلى غرفته بصمت وهو يفكر في شيء ما.

كانت تقف أمام باب القصر مستغربة لعدم وجود أي حراسة، رنت الجرس ثم إنتظرت قليلا حتى فتح الباب الحديدي الكبير وظهرت من خلفه إحدى الخادمات قائلة عند رؤيتها:
– اهلا وسهلا يا آنسة، اتفضلي؟ في حد من العيلة عايزة تشوفيه؟
أجابت بسرعة:
– اه انا عايزة اشوف عائشة.
طالعتها الخادمة بشك ثم قالت:
– آسفة، بس خالد بيه مانع اي حد من انه يشوفها من غير اذنه.
لوت شفتيها متمتمة بتهكم:
– لا والله؟ يعني البنت هاربة من سجن ابوها عشان تروح لسجن اخوها؟ طب قوليله ان صاحبتها مريم هي الي عايزة تقابلها.
تجاهلت جملتها الأولى ثم أومأت قائلة:
– ماشي، استني دقيقة.
أغلقت الباب ثم إختفت قبل أن تعود إليها ثانية وتقول:
– تعالي معايا.
سارت خلفها بطاعة فتوجهت بها الأخرى إلى الجزء الجانبي من الحديقة والتي كان يجلس بها خالد مع عائشة وياسين. ركضت نحو عائشة متجاهلة الجالسين قربها وحضنتها بقوة وهي تصرخ بفرحة:
– عااااائشة! وحشتينييي!
بادلتها عائشة الحضن قائلة:
– وانتِ كمان وحشتيني اوي يا مريوم!
ثم أبعدتها بحماس وأشارت إلى الورقة التي كانت تمسك بها فنظرت إليها مريم بإستغراب قبل أن تفتح عينيها بصدمة صائحة:
– وااااو! شبهك بالضبط! مين الي رسمها؟
أمسكت بالصورة وهي تنظر إليها بفرحة وكأنها حصلت على جائزة للتو ثم أجابت:
– مش مهم مين الي رسمها، بس حلوة صح؟
نظر إليها ياسين بسرعة وهو يفتح عينيه بصدمة متمتما تحت ضحكات خالد التي إنطلقت عند رؤية ردة فعله:
– انا سمعت غلط صح؟ يعني مش بعد ما كسرت ايدي عشان ارسمها تقولها مش مهم مين الي رسمها!
كانت مريم تمسك الورقة وتدقق فيها قبل أن تبتسم بخبث وتصيح قبل أن تبدأ في الركض:
– حلوة بس هقطعها يعني مش معقول انتِ تبقى عندك رسمة كده وأنا لا!
إتسعت عينا عائشة بفزع ثم ركضت خلفها بصراخ:
– لااا استني يا مريم! اي حاجة الا الرسمة!
تطلع ياسين إلى خالد بعد إختفائهما متسائلا:
– هي مين دي الي كانت مع أختك؟
أجابه وهو يسحبه متجها إلى داخل القصر:
– واحدة صاحبتها، بس أنا مش مرتاحلها بصراحة فتعالى معايا عشان نوقفها قبل ما تعمل مصيبة.
ومن الجهة الأخرى، وقفت مريم وعائشة وهما ينظران إلى بدور التي تقبع بين أحضان أبيها دون أن ينتبه إليهما أي منهما فهمست مريم بصدمة:
– ايه ده؟ مش ده الشوقر دادي بتاعي؟ هي مين الي البنت الي خطفته مني دي؟
ضربت عائشة رأسها بخفة قائلة:
– مش ده مش ده! ده إبنه، بس هما شبه بعض شوية.
أومأت بتفهم ثم إقتربت منهما بغباء قائلة:
– السلام عليكم.
إلتفتا إليها بفزع فقالت بدور:
– انتو هنا من امتى؟ وانتِ مين أصلا؟

 

 

 

كادت مريم تجيبها لولا دخول خالد وياسين تلاه عودة رسلان، تطلعت إليه مريم بصدمة ثم صرخت بشكل مفاجئ:
– رسلااان!
رفع رأسه إليها بإستغراب تحول إلى صدمة، ركضت إليه بفرحة تحت إندهاش الجميع وعانقته قائلة:
– وحشتني اوي يا حبيبي، مجيتش عندنا ليه من زمان؟

يتبع ..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسرار عائلتي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى