روايات

رواية أجنحة الأحلام الفصل السابع 7 بقلم مريم وليد

رواية أجنحة الأحلام الفصل السابع 7 بقلم مريم وليد

رواية أجنحة الأحلام الجزء السابع

رواية أجنحة الأحلام البارت السابع

أجنحة الأحلام
أجنحة الأحلام

رواية أجنحة الأحلام الحلقة السابعة

– قُصي!!
مروان خرج ورايا ومسك ايدي:
– أنتِ هتعملي إيه؟
بصيت لُه وأنا بفتكر رُفيدة قبل ما تنتـ.. حر، غمضت عيني ودموعي بِتنزل، شديت إيدي من مروان وكملت:
– هطلع له.
اتنفِـس وحرك راسه بِماشي وشاورلي أطلع:
– بسرعة يا سِيا.
سِبته وجريت فوق، كان شكله مختلف، سرحان ومش مركز، طلعت فوق ناديت عليه فاتخض.. جيه يبص تحت لقى كله واقف بيبص عليه بخوف، بصلي وكمل:
– حصل إيه!
قربت منه بقلق، كنت بعيط ومش عارفة أبطل:
– أنتَ.. أنتَ كويس؟
حرك راسه بِآه وكمل فوقفت قريب منه:
– كله تحت قلقان عليك، فكرناك..
ضحك بِسخرية وحزن:
– هنتحـ.. ر؟
حركت راسي بِآه فقام من على السور، مشي قدامي خطوتين وابتسَـم وهو بيطبطب على كتفي بِهدوء:
– أهدي أنا كويس مفيش حاجة.
قعدت على الأرض بِإستسلام، ضميت رجلي لبعض وأنا تفاصيل اليوم بتمُر قُدام عيني.. بدأت أعيط، فقعد جنبي وسند ضهره وكمل:
– أنا كنت السبب فعلًا يا سِيا.. أنا اللي خليتها تموت، أنا كنت بفكر هي حست بِإيه وهي بتعمل كده، خايف تدخل النار، خايف عليها أوي.
دموعي كانت بتزيد، بس المُحزِن أكتر كانت دموعه:
– كانت بتتحايل عليا اسيبها تعمل اللي نفسها فيه، تفتح مشروع الأكل، وتدخل الكلية اللي عاوزاها.. كان نفسها أوي احضنها، كانت دايمًا بتقولي إن لو هلمس ايديها وبعدين تموت هتكون مبسوطة..
رفعت عيني لقيته مهزوم، مهزوم بجد.. بيعيط منغير ما يحط لنفسه حاجز، كمل وهو بيبص لبعيد:
– قبل ما تغمض عيونها كنت ماسك ايديها، وقتها ابتسمت، قالتلي ياريتني بموت كل يوم علشان تلمس ايدي وتاخدني في حُضنك، جريت بيها يا سِيا.. كنت عاوز أسابق الوقت والدنيا وأخبيها في حُضني، أقولها بحبك ومليش في دنيتي غيرك، كل حاجة عملتها كانت علشانك، وكل حاجة بعملها بدافع الخوف، كنت عاوز أشُق صدري وأحضنها، أداوي جرحها واطيب قلبها، كان نفسي تسمعني وأنا بقولها إنها السبب الوحيد إني بتنفس..
دموعي كانت بتزيد مع كل كلمة بيقولها، وهو! هو بطل كلام وبدأ يعيط بصوت عالي، قربت منه شوية وكملت بصوت مبحوح:
– أنا اسفة لو قسيت عليك بالكلام، والله مكنتش أعرف إنك شايل كل ده، رُفيدة كانت بتحبك اوي يا قُصي.. كانت شيلالك معايا أمانة بس قالتلي أخليها معايا لحد ما تحس بغيابها.
رفع عيونه وكمل بتعب:
– بس أنا حاسس بغيابها من أول يوم، غياب رُفيدة كسرني يا سِيا.. عمار كان في حياته أنتِ، أنا.. أنا كان في حياتي مين!
– أنا..
بصيت لِأتجاه الصوت فكان عمار، قرب مننا وقعد جنبه وخده في حضنه وكمل:
– أنا كنت في حياتك يا حمار، أنا كنت أخوك وصاحبك وأقرب حد ليك دايمًا.. يا غبي، حتى سِيا انا عارف إنك عمرك ما حبيتها بس كنت مش هاين عليك تفضل لوحدك، سِيا أختك يا قُصي، وأنا أخوك..
كمل وهو بيبعده:
– حتى لو مش طايقك يالا، أنت أمانة كل الميتين.. ملناش غير بعض أحنا التلاتة، أحنا كنا المفروض نبقى سند بعض مش ندوس على بعض!
طلعت الورقة اللي كانت دايمًا في شنطتي، علشان لحظة زي دي.. مديتها ليه وشاورتله يفتحها، مسح دموعه بهدوء وبدأ يقرأها:
“في نهاية كل رواية، دايرة بتدور.. جوا الرواية رواية مكتوبة بين السطور، عن بطل كان مغمور ومحدش فيه سائل حلمه مشافش النور لكنه مات بيحاول!”
“عارف! أنا عارفة إني وحشتك، الدنيا بقت صعبة وناشفة ومحتاج حد يحايلك ويطبطب عليك.. لو كنت موجودة كنت هحضنك يا قُصي مش هستخسر فيك أبدًا الحضن، أنا عارفة إنك دلوقتِ حسيت أوي ببعدي وضعفت.. حط ايدك على قلبك وافتكرني، افتكر ضحكنا واحنا صغيرين جدًا -علشان عمرنا ما ضحكنا سوا وأحنا كبار- كان نفسي يبقى لينا ذكريات تفتكرها، صور بتحضني فيها وعينيك باين فيهم حبك، كان نفسي يبقى ليك ذكرى بتطبطب فيها عليا.. بس أنا بطبطب عليك أهو، علشان تعرف بس إن طول عمري بحبك أكتر ما بتحبني”
قفل الرسالة وهو منهار أكتر، كانت سيباله في الجواب صور وهم صغيرين جدًا.. صورة كان شايلها فيها، صورة حاضنها، وصورة بيرميها بالماية وهم بيضحكوا.
“فيه كلام جوايا متشرحش، كان نفسي أقوله بس الوقت مسمحش، كان نفسي أكون معاكِ.. وأدلك على الطريق، في ضهرك أفضل واقف وأكون ليكِ صديق.. ودي حكمة الأيام، أكون في حياتك بس مليش مكان أشوفك وتشوفيني في الخيال، فراق قبل اللُقا.”
عمار خده في حُضنه وشاورلي أنزل، كان مروان وأمينة واقفين على بعيد.. ابتسَـملي علشان أروحله، أمينة خدتني في حضنها فعيطت، شدني ومسك ايدي فشاورت لأمينة تروح لِقُصي.
– كل حاجة هتكون كويسة، متقلقيش.
حركت راسي بِهدوء، رميت نظرة أخيرة على قُصي.. نزلت بسرعة.
“الساعة بتلف والشمس بتشرُق كل يوم.. لو النهارده مش يومنا، يمكن بكره يكون!”
***
كُنت واقفة قُدام المراية، بظبط شكل الفستان.. أمينة بترُشلي حبة برفيوم، مسكت وشي بِحُب وكملت وهي بتطبع بوسة على خدي:
– أجمل برايد في الحياة بجد، ربنا يحميكِ يا نور عيني ويجمعكم على خير، يلا بقى عمار واقف هو ومروان تحت مستنين عروستنا.
ابتسَـمت وحضنتها:
– أنا مبسوطة أوي يا أمينة، حاسة إني مش خايفة، روحي خفيفة أوي.
ضحكت بهدوء وكملت وهي بتشاورلي على الباب.. خرجت برا لقيت عمار واقف، أول ما شافني أخَد نفس طويل، عيونه لمعت وقرب مني اخدني في حُضنه وابتسَـم وهو بيبوس راسي:
– شكلك جميل أوي يا سِيا، حاسس إنك برنسيس.. مش حاسس أنتِ برنسيس فعلًا، يارب تعيشي طول حياتك مبسوطة.
كُنت هدمع فأمينة خبطتني في كتفي:
– خلاص يا عالم يا نكد أنتوا بقى عندنا خطوبة، يلا..
نزلت على السلم في إيد عمار، مروان كان واقف عادي اول ما وصلنا اتعدَل في وقفته، فضل باصصلي شوية وبعدين راح ابتسَـم ومَدلي الورد.. كان شكله جميل، جميل أوي ومُختلف، لُه طلة جميلة.
“لما رأيتُه ملَك فُؤادي.. لما رأيتُه ملَك فؤادي.. لما رأيتُه ملك فُؤادي يا عيني!”
– شكلك جميل أوي يا سِيا، حاسس إنك كتير أوي عليا.
نزلت راسي الأرض فقربت بنت عمته منِّي، واللي بالمناسبة سكرتيرة عمار “ليلى”، حضنتني وكملت بهدوء:
– أنتِ بجد هربانة من ديزني، شكلك برفيكت يا سِيا ولا غلطة.
ابتسَـمت بكسوف فأخَد نفسه وفتحلي باب العربية وشاورلي أدخل، مكنتش أعرف إن الجواز حلو كده!
وصلنا القاعة وكان كله حرفيًا كله حوالينا ومبسوط بينا، أنا بعرف الناس من عيونها، وأنا محدش حضنني ومحستش حضنه حقيقي.
– سِيا، مروان بصوا هناك كده..
بصينا ناحية الباب لقينا كل الأطفال اللي ساعدناها، وطنط.. طنط اللي سيبناها على الرصيف أنا وقُصي، دخلوا حضنونا بِحُب والأولاد أتلموا حوالين مروان وأنا، بصيت لقيت قُصي داخل.. قرب مننا وابتسَـم وهو بيحضن مروان:
– مبروك عليك كتكوتة العيلة يا استاذ مروان، خلي بالك منها وحطها في عيونك بقى.
ابتسَـم ومدلي سلسلة:
– دي بتاعت رُفيدة، انتِ أحق حد بيها..
شاور لِعمار فقرب ولبسهالي، خدني في حُضنه وبدأت الحفلة حرفيًا، قُصي همس في ودني:
– حلمك أنتِ ومروان مسؤوليتي، وعد هحققه تحت أي ظرف.
رجع ورا جنب أمينة فلاحظت ابتسامة على وشها استشفيت منها إنها اتكسفت بِناءً على مغازلة من قُصي، ابتسَـمت بِحُب ودبلة مروان بتدخل في ايدي! واو ده أصبح الدار أمان خلاص!
***
عدا حوالي سنة وشهرين، كُنا غالبًا أستقرينا نفسيًا كلنا.. كُنت بتأكد في كُل يوم فيهم إن مروان هو الاختيار الصحيح، وقُصي بقى تحفة وشايل هو وعمار شغل الشركة بشكل لذيذ ومُختلف، وكُنا بِكُل فخر قربنا نعمل أحلى حاجتين في الحياة.. فرحي أنا ومروان، وإفتتاح الدار في وقت قياسي.
– لأ حطوا هنا أجهزة كمبيوتر علشان فيه أعمار ما بين الـ ١٢ والـ ١٨ هيحتاجوا العاب ودراسة.
بصيت على الجنينة برا فكان مروان واقف بيرُشها روحت ناحيته واتكلمت فجأة:
– بخ!
ضحك وهو بيبُصلي:
– هو إيه البخ العسولة دي ما شاء الله!
ضحكت وكملت:
– يلا طيب علشان أشوف أوض المُسنين.
حرك راسه بِماشي وكمل وهو بيدي رشاش اللي بيسقي بيه الزرع لعمو محمود الجنايني:
– يلا يا ست الكل نشوف الاوض.
– أنا لفيت على كُل أوض الأطفال كلهم جاهزين، كل أوضة فيها تلات أطفال بس.. وقسمتهم على حسب السن، والمسنين عاوزين نتأكد إن كل حاجة كاملة بقى.
طلعنا فعلًا المبنى، كان فيه حوالي ٢٠ اوضة.. مكناش عاوزين نكتر عن العدد ده حاليًا علشان خُلقهم بيكون ضيق فحبينا يكون ليهم كل واحد اوضة خاصة، دخلت اوضة فبصيت بتذمُر:
– بص يا مروان مفيش هنا ورد وناسيين الريموت.
كمل بِهدوء:
– عادي يا حبيبتي محلولة، هنروح نجيبهم حالًا..
ابتسَـمت وبدأت اظبط المكان، كنا حاطين لِكُل حد فيهم صوره مع أولاده، وصور تانية ليه في عُمره ومكان لو حد فيهم محتاج يحط صور جديدة.
دخلت اوضة طنط اللي قابلتها من فترة، افتكرتها وهي بتحضني وبتهمس في وداني:
– ربنا هيرزقك بأولاد وعيلة جميلة، علشان أنتِ جميلة وأحلامك جميلة.. يارب تحققي كل أحلامك يا بنتي.
ابتسَـمت لما افتكرت اني لما سألتها على صورة ادتني صورتي أنا وهي في فرحي، قالتلي وقتها إني أنا اللي بنتها وأنا اللي استاهل الحب.
– أنتِ فعلًا تستاهلي الحب، وتستاهلي كل حاجة جميلة يا سِيا، علشان عمرك ما حاولتي علشانك أنتِ.. طول الوقت بتحاولي علشان تحققي حلمك اللي هو للناس في الاساس.
– بحبك اوي يا مروان بجد.
ابتسَـم وكمل وهو بيمدلي وردة:
– وأنا مبحبش قدك يا أجمل سِيا.. كلها بكره، والمس حلمي الحقيقي بين ايدي.
– الدار؟
حرك راسه بِنفي وكمل وهو بيشاور عليا:
– أنتِ..
ابتسَـم وكمل بهدوء:
– بجد يا سِيا، أنتِ حلمي.. وحلمك حلمي، أهم حاجة عندي تكوني مبسوطة ومرتاحة.
– لأنك هنا يا مروان بجد، كل حاجة بقت تحفة بعد ما جيت.
ابتسَـم وشاورلي على الباب:
– أمينة عاوزاكي ضروري.
– فيه إيه!
شاورلي بِأنه ميعرفش، نزلت لقيتها بتجري عليا وبتحضُني، بتدوخ بشكل مجنون وبعدين بينتلي الخاتم:
– قُصي عرض عليا الجواز يا سِيا، قالي إنه بيحبني وإنه شايف إنه مش هيعرف يكمل منغيري!
ضحكت بفرحة وحضنتها جامد، أمينة جميلة، جميلة جدًا وتستاهل كل جميل.
– يارب اشوفكم مبسوطين سوا يارب وتبقوا أحلى عوض في حياة بعض يا أجمل أمونة.
فضلت حضناني وكملت:
– شكرًا إنك دايمًا هنا.
***
“البيت وناسه والخمسة اللي أحنا منهُم، دول اللي لو نحتاجلهم يدونا عينهم!”
كنا واقفين برا بعد ما كتبنا الكتاب وروحنا على الدار، كان عمار واخدني في حضنه وبيهزر مع مروان، قُصي قاعد يغلس عليه ويقوله إني بنتهم كده كده، ابتسَـمت وشاورتلهم:
– يلا نفتتح!
عمار ادى المقص لِمروان وابتسَـم، فمروان مده ليا وكمل:
– حلمك يا سِيا.. يلا.
ابتسَـمت وأنا ببص للمقص وكملت:
– يلا هاتوا ايديكم انتوا التلاتة، لولاكم مكنتش حققت حاجة.
فضلوا واقفين فشديت عمار، وقف جنبي ومسك ايدي فمروان حط ايده فوق ايد عمار، شاورت لِقُصي فحط ايده معاهم.. قصينا الشريط، وبدأ صوت الزغاريط تزامُنًا مع اغنية وائل الجسار:
“كُل وعد وعدتهولك.. هوفيهولك متخافيش، كل حلم هيجي وقته وبأوانه متقلقيش، مش هقصر يوم معاكِ صدقيني.. أجمدي ده أنا بقوى بيكِ متضعفيش.”
حضنت عمار جامد، وبعدين بصيت لِمروان.. قرب منِّي وحضني ولف بيا بِمُنتهى الحُب وهو بيردد وراه:
– “أنتِ نفسك كنتِ حلم في يوم حلمته، فضلت أعافر في الحياة لغاية ما طولته!”
كُنت ماسكة في رقبته بِحُب وفرحة، كنت مبسوطة ومرتاحة وحاسة بِأمان الدُنيا كلها، كنت حاسة بِسكون حقيقي.. كُنا مُحاطين بِكُل حد بيحبنا بجد، وقفنا في النص وكله حوالينا:
– اضحكوا علشان نلقُط الصورة!
حضنت مروان بِأيد وعمار بالتانية، أكاد أُجزِم إني في منزلي في اللحظة دي.
***
عدَلت الصورة وأنا بشيل التُراب من عليها، ابتسَـمت بهدوء وأنا واقفة قدام رُفيدة -بنتي-:
– بس كده يا روفي، عرفتِ ازاي ماما حققت كل أحلامها؟ علشان كده مش مهم تدخلي إيه.. المهم تكوني مبسوطة وخليكِ فاهمة إني فخورة بيكِ دايمًا.
جيه من ورايا باسني في خدي فابتسَـمت، راح خد رُفيدة في حضنه وكمل:
– وبابا فخور بِروفي طول الوقت، أدهم أخوكي لما دخل طب كان حلمه محدش فينا طلب منه ده، فاهماني؟
حركت راسها بِتفهُم وحضنته جامد فشدني ليهم:
– بحبكم أوي يا بابا بجد
بَص في عيوني وكمل:
– وأنا مش هعيش غير علشان أحقق احلامكم.
“لا أدري كيف يطير المرء دونَ أجنحة، ولكِن أعرِف جيدًا كيف أحلُم.”
– تمَّت بِحمد الله.

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أجنحة الأحلام)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى