روايات

رواية غرام في المترو الفصل السادس عشر 16 بقلم ولاء رفعت علي

موقع كتابك في سطور

رواية غرام في المترو الفصل السادس عشر 16 بقلم ولاء رفعت علي

رواية غرام في المترو الجزء السادس عشر

رواية غرام في المترو البارت السادس عشر

غرام في المترو
غرام في المترو

رواية غرام في المترو الحلقة السادسة عشر

ظلت علي تلك الحال لعدة أيام، تضع له ورقة طلب الاستقالة فيقوم بتمزيقها أو تكويرها بين قبضته ثم يلقيها داخل سلة المهملات.
لم تستسلم وعزمت أن اليوم أخر يومٍ لها، ولجت داخل غرفة مكتبه، وضعت الورقة أمامه
“أنا مضيت و خلصت كل الإجراءات و مستنيه إمضاء حضرتك”
نظر إليها وأخذ يمعن التحديق مما أثار غضبها
“هاتفضل تبصي لي كتير؟، كل اللي طلباه منك توقيعك، و اه خد حاجتك بالمرة”
أخرجت من حقيبتها ظرف ملئ بالنقود وضعته أعلي سطح المكتب واستطردت
“و دي كل الفلوس اللي اخدتها منك علي سبيل السلف، بالنسبة بقي لمصاريف الجامعة أنا اللي هدفعها وتشكر جداً لحد كدة علي وقفتك معايا”
همت بالذهاب وقبل الخطوة الثانية جذب يدها بقوة ارتطمت في صدره، نظر إلي عينيها وهي بين يديه
“و أنا بحبك و مش هسمح لك تبعدي عني لو مهما حصل”
“الله، الله يا غرام هانم، راسمة عليا دور الشرف والأخلاق وألاقيكي في حضن يوسف بيه، ما أنتي طلعتي بتقدمي تنازلات أهو عشان توصلي لهدفك”
ألتفت كلتيهما إلي صاحب الصوت، كان رامي الذي رآها وهي بين ذراعين يوسف، انسحبت عنه سريعاً ونظرت إليه بصدمة من كلماته اللاذعة، صاح يوسف بتحذير
“أتلم يا رامي وأتكلم عليها أحسن من كدة”
“سيبوا يا يوسف، أصل البيه فاكرني زيه، نادلة و غدارة حتي بالأمارة كان متفق مع منيرة هانم أنه يبعدني عنك تقوم تروح تتجوز ماهي لاء و كمان اتفقت معاه يشيلني مصيبة عشان امشي من الشركة بفضيحة وما ارجعش تاني”
كان وقع كلماتها صدمة علي مسامعه، اتفاق والدته مع صديقه الوحيد بالتحكم في حياته وتفرقة الفتاة التي احبها عنه وتدبير المكائد لها أيضاً!
اقترب من رامي بخطوات بطيئة، سأله بتهكم
“الكلام ده صح يا صاحبي؟”
وبدلاً من الاعتراف بخطئه فاض ما يحمله داخله من حقد دفين تجاه صاحبه
“اه كلامها صح، و عملت كده لأن مش كل مرة أنت اللي تاخد أحسن حاجة و ترميلي اللي فاض منك، و لا أنت عشان ابن الأكابر و أنا كان أهلي ناس علي قد حالهم؟!”
هز يوسف رأسه في صمت وإذا به يلكم الأخر في وجهه
“دي عشان اتفاقك مع منيرة هانم”
صرخت غرام و تري لكمة أخرى موجهة نحو وجه رامي
“و دي عشان ندالتك اللي كنت متوقعها ومش جديد عليك”
وضع رامي يده علي فمه المصاب مبتسماً
“و ياتري تقدر تعمل في الست الوالدة زي ما عملت فيا دلوقتي؟!”
نظر إلي غرام وتابع
“أنا مكنتش هنفذ اللي طالبته مني منيرة هانم لأنك عارفة السبب، بس هاتجيب غيري و أي هي هاتتصرف بنفسها، يبقي يورينا سي روميو هايواجه إزاي والدته”
عاد بالنظر إلي يوسف
“وعلي فكرة مش أنت لوحدك اللي حبيت غرام، بس أنا علي الأقل أخدت خطوة ودخلت من باب بيتهم ولولا وجودك كان يمكن نكمل، لكن إزاي أي حاجة حلوة تكمل من غير سيادتك؟!، وقبل ما تقولها هقدم إستقالتي، من شركة السيد الوالد و من حياتك كلها، سلام يا چو”
ثم ألقي نظرة أخيرة إلي غرام مغزاها الكثير فسرعان اشاحت وجهها للجهة الأخرى
❈-❈-❈
“ما ينفعش يا نور، رأفت بيه ممكن يتصل بيا أي وقت ولو عرف إن سيبت المكتب ومشيت ممكن يرفدني”
تعود إلي الوراء بينما هو يحاط خصرها بين يديه، يخبر جوار أذنها بلهفة مشتاق
“سيبي كل حاجة ويلا، الشغل ممكن يتأجل لبعدين، أنا محضرلك مفاجأة ما ينفعش نأجلها خالص”
“أديني عشر دقايق روح أنت أسبقني، هخلص كل حاجة وهاكلم رأفت بيه أقوله أي حجة عشان.أمشي، وهاجي وراك علي طول”
أطلق زفرة فنظر إلي عينيها ثم إلي شفتيها
“ماشي، بس ياريت بسرعة إلا وهتلاقيني رجعتلك علي هنا و مش ضامن نفسي ممكن أعمل إيه”
دنا بموطن كلمات ليقبلها، دفعته خوفاً أن يدخل أحد فجأة و يراهما في ذلك الوضع، ستكون في مأزق أمام زوجها لا محالة.
بعد قليل… خرجت سوزي من الشركة تتلفت يميناً ويساراً قبل أن تتجه نحو سيارة نور، لم تلاحظ سيارة رأفت القادمة علي بعد أمتار، رآها سائقه
“رأفت بيه، سوزي هانم هناك رايحة ناحية عربية نور بيه”
تعجب الأمر قليلاً وأكثر ما أثار الشك والريبة لديه عندما رآها تتلفت من حولها بقلق، أمر سائقه
“أطلع وراهم”
داخل سيارة نور، انطلق بالسيارة و يمسك يدها، يقبل كفها
“ما تتصوريش مستني اللحظة دي قد إيه”
“أنت كدة خوفتني، أوعي يا نور يكون اللي في بالي”
أدرك أنها تظن يريدها في المنزل لإقامة علاقة غرامية كما يتوق شوقاً لذلك، فجعلها تطمئن حينما ظهر علي محياه ابتسامة هادئة
“و أنا وعدتك كل اللي نفسك فيه هيحصل”
وصل أمام البناء وهبط كليهما
“أقف علي جمب وخليك هنا”
كان أمر أخر من رأفت إلي سائقه بعد رؤية ابنه يقترب من زوجته اللعوب، و يمسك يدها بحميمية ثم احاط ظهرها بذراعه و ولج كليهما إلي داخل المبني.
استقل الاثنان المصعد و كل حين والأخر يقتنص من وجنتها قبلة فتبتعد بدلال يجعله يزداد لهفة وجنون إلي أن وصل إلي الطابق المنشود.
أعطي رأفت المال للحارس ليخبره أين تقع الشقة الخاصة بابنه، و دقات قلبه تسبق خطواته، لم يكن يتوقع خسة تلك السكرتيرة اللعوب، كيف تقيم علاقة بينه و بين ولده في آن واحد، لابد أن هناك أمر يجهله و سيعلمه الآن بنفسه، و إذا صحت ظنونه سوف يجعلها تقبل قدميه ليرحمها من العذاب.
داخل الشقة تسمرت عندما رأت المأذون و برفقته اثنين للشهادة علي عقد الزواج، سألها نور بهمس
“إيه رأيك بقي في المفاجأة دي، خلاص هتبقي ملكي”
أخرج من جيب سترته علبة مغلفة بالمخمل الأسود
“و دي شبكتك يا عروسة”
قام بفتحها، بداخلها خاتم مرصع بالألماس وحوله سوار يتبعه وكذلك مرصع بالألماس أيضاً، تابع حديثه
“دي حاجة بسيطة ولسه هاشتريلك كل اللي نفسك فيه”
نظرت إليه بتردد
“بس يا نور ما ينفعـ…..
صدح رنين الجرس
“استني هاروح افتح، شكله السكيورتي، كنت قايله يشتري لنا شوية حاجات لزوم المناسبة الجميلة”
غمز بعينه و ذهب يدير المقبض بتؤدة، كانت السعادة ترقص علي ملامح وجهه وبمجرد أن فتح الباب تلاشت الفرحة وحل التجهم بدلاً منها
“بابا؟!”
“رأفت!”
وكان الحال أسوأ لدي سوزي التي شهقت بخوف وكأن جاءها ملاك الموت، ولج رأفت بهيبته وعلم هوية الثلاثة الجالسين فأمر نجله
“قول للناس بتوعك يقوموا يمشوا”
نظر الثلاثة إلي نور لأنه يدرك جيداً من معالم والده ماذا سيحدث فأومأ إلي المأذون والشهود بأن يذهبوا، تحركت سوزي لتلحق بهم فوجدت يد رأفت تمنعها من التقدم خطوة أخرى
“رايحة علي فين يا هانم؟”
“رأفت استني بس هافهمك كل حاجة”
رد بلطمة جعلتها تطلق صرخة فتقدم نور بدفاع عنها
“إيه اللي حضرتك بتعمله ده”
“ابعد يا ولد، الهانم اللي سيادتك واخدها في شقة عمرها ما تحلم بيها و جايبلها مأذون وشهود تبقي مرات أبوك”
صعق نور من تصريح والده
“إيه؟”
“أيوه متجوزين عرفي من فترة و لسه علي ذمتي، طبعاً رسمت عليك الشويتين بتوعها عشان مش عارفة تطول مني حاجة، فتقوم عاملة إيه،. بكل وساخة ما يعملهاش غير واحدة شمال زيها، تجمع ما بين الأب وابنه، عقد عرفي و عقد رسمي”
“مستحيل، إزاي؟!”
جذبت يدها من قبضة زوجها ووقفت أمامهم بجرأة سافرة
“أيوه للأسف أنا مرات أبوك، مراته اللي في السر للمتعة وبس، و المقابل مفيش أي حاجة غير شوية هدايا مالهمش لازمة، كان لازم آآمن نفسي و معلش مكنش قدامي واحد ساذج وأهبل غيرك يا نور، أصلك طالع زي أبوك رجالة خاينة و مايملاش عينكم غير التراب، أول ما يشوفوا واحدة زيي يجروا وراها علي طول”
تحول نور من رجل هادئ الطباع إلي وحش كاسر، اندفع نحوها وقبض علي خصلاتها في قبضة واحدة
“الأهبل الساذج ده اللي كان عاملك قيمة و مكنش يعرف أنك واحدة رخيصة وزبالة للدرجدي”
ألقاها أسفل قدمي والده، اطلقت صرخة بألم رفعت رأسها وجدت وضعها مزرياً، بل الوضع الصحيح، ملقاه كالخرقة البالية أمام حذاء رأفت، يرمقها من قمته بازدراء، أخرج من محفظته الجلدية ورقتين، قام بتمزيقهما ثم ألقاهم عليها فتساقطوا علي وجهها
“ده مقامك يا….، تحت جذمتي وأقسم بالله لو شوفت وشك في الشركة مش هقولك أنا ممكن أعمل فيكي إيه واحمدي ربنا أن هاسيبك ماشية علي رجلك وألا كنتي زمانك مكسحة مكانك”
ابتسم ساخراً وألقي كلمته الأخيرة
“أنتي طالق”
نظر إلي ابنه الذي لم يتحمل استيعاب ما تلاقاه اليوم، هز رأسه بسأم وغادر علي الفور من أمام والده
❈-❈-❈
تقلب خيرية الطعام داخل الإناء ثم أطفأت الموقد، ولج رمضان يحمل أكياس مليئة بالفاكهة والخضروات
“يلا يا أم هند أنا واقع من الجوع”
“أديني خصلت الأكل وهاغرف، خبط علي بنتك وجوزها وقولهم الغدا جهز، يا عيني يا بنتي مالكيش بخت، رضيتي بالهم و الهم مش راضي بيكي، كان قلبي حاسس من الأول ان العقربة حماتها و بنتها مش هيرتاحوا غير لما ينكدوا عليها، منهم لله”
“وطي حسك يا وليه ليسمعك جمال وأنتي بتدعي علي أمه وأخته، احمدي ربنا أنه اتصرف صح و جم يقعدوا معانا، علي الأقل كدة مطمن علي بنتي”
“ما أنا زيك يا حاج وفرحت لما شوفتها ورجعت لحضني حتي لو معاها جوزها، بس كان نفسي يكون ليها بيت حتي لو اوضة وصالة خاصة بيها وبجوزها زي أي بنت، هند بنتي مقامها عالي بس يا قلب أمها مالهاش بخت”
“يا شيخة استغفري ربك، ربنا بيحبها وبيوقفلها ولاد الحلال، و هابقي اقولك علي خبر حلو بس نتجمع علي الأكل كلنا الأول”
اجتمع الجميع حول المائدة، كان جمال يمضغ الطعام ويأكل بحرج، أخذت خيرية قطعة لحم كبيرة ووضعتها أمامه
“كُل يا جمال يا بني، أنت في بيتك ما تتكسفش”
“تسلم إيدك يا خالتي أنتي وعمي، مش عارف أشكركم إزاي، كفاية انتم مستحملينا”
ابتسم رمضان واخبره
“ما تقولش كدة يا بني، انت وهند واحد، و البيت بيتكم”
“الله يخليك يا عمي، أنا لاقيت شقة في منطقة جمبنا في فايدة كامل شقة محندقه و ايجارها حنين، هانروح نعيش فيها أنا وهند”
“أنتم فعلاً هاتعيشوا في شقة لوحدكم بس في شقة أوسع تقريباً زي شقتنا بس فوق”
أشار بسبابته للأعلي
“بجد يا بابا؟”
سألته هند ابنته فأومأ لها
“ايوه، الشقة اللي في الدور اللي فوقينا صاحبها قرر انه يبيعها و الحاج إسماعيل صاحب المصنع اللي أنتي شغالة فيه اشتراها، و كلمني النهاردة قالي عايز يأجرها لجمال بنظام عقد الإيجار القديم و من غير مقدم كمان”
صاحت خيرية بتهليل
“يا ألف نهار أبيض، ربنا يباركله الحاج إسماعيل طول عمره راجل كريم ويحب الخير، و أحلي حاجة هاتبقي بنتي ساكنة فوق”
نظرت هند إلي جمال وتمسك بيده بسعادة
“أخيراً يا حبيبي، هيبقي لينا بيت لوحدنا”
ربت علي يدها بيده الأخرى
“ربنا يقدرني و أخليه لك مملكة و أنتي الملكة يا حبيبتي”
❈-❈-❈
جاء الليل وبدأت حفلات الرقص والمجون داخل أحد الملاهي الليلية، هبط يوسف علي الدرج يبحث عن ماهي حيث قرر أن ينهي هذا الأمر سريعاً، أخذ ينظر من حوله فوجدها تجلس جوار شاب و تلتصق به، يلتقطا الصور وسط ضحكات صاخبة وتلامس تجاوز الحدود، و في غضون لحظات وجدته أمامها
“قومي من القرف اللي أنتي فيه ده وتعالي عشان عايزك”
نهضت من جوار الشاب الذي قال لها
“ما تتأخريش يا ماهي”
“أومال لو مكنتيش مخطوبة كنتي عملتي إيه؟! ”
كان سؤالاً ساخراً من يوسف فأجابت الأخرى
“ملكش حق تحاسبني، من وقت خطوبتنا لا كلمتني و لا عبرتني، و داير بس ورا حتة البت السكرتيرة الـ…
أوقفها بإشارة من يده
“كلمة كمان عليها وهاتسمعي مني كلام مش هايعجبك، عموماً أنا مش جاي أحاسبك، أنا جاي عشان أقولك خطوبتنا كانت غلطة والحمدلله هقدر أصلحها في الوقت المناسب، اتفضلي”
أخرج خاتم الخطبة من جيبه ووضعها في كف يدها
“بكل سهولة كدة يا يوسف؟”
“ما أنا لسه قايل كانت غلطة، وبعدين أنا شايف ما بتضيعيش وقت خالص، عشان معبرتكيش فترة روحتي تصيعي جوه نايت مع الشباب، لازقه جمب واحد و بتتصوروا سيلڤي أومال لو اتجوزنا و اتخاصمنا ارجع ألاقيكي مع واحد منهم علي السرير!”
صفعته انتقاماً من توبيخه الحاد، رمقها شزراً وتابع
“أنتي مش فارقة معايا أصلاً و لا أنتي كنتي البنت اللي أتمناها في يوم، عن إذنك”
وأشار باصبعيه سلاماً ساخراً وذهب تاركاً إياها تصرخ بحنق وتلقي بكوب من الزجاج خلفه
“في ستين ألف داهية”
❈-❈-❈
“يلا العشا جاهز يا ولاد، روح يا سعيد نادي علي أخواتك”
“أنا خارج ألعب مع أصحابي”
“اه منك ياللي مغلبني، روح بس ما تتأخرش”
نهضت أحلام بثقل وجدت غرام ملتحفة بالغطاء
“قومي يا غرام ماما بتنادي علينا عشان نتعشا”
“ماليش نفس، اتعشوا أنتم”
“طب والله ما هاكل حاجة غير لما تيجي و تاكلي معايا، أنا ما اتغدتش وفضلت مستنياكي، ذنبي في رقبتك لو تعبت”
نهضت غرام وكان الحزن مخيم علي وجهها
“ادخلي اغسلي وشك وفوقي، أنا حلمتلك الفجر إمبارح حلم حلو أوي يارب يتحقق”
تدخلت ابتسام بمرح
“إحنا بعد كده مش هانسميكي أحلام، المفروض نسميكي رؤى”
ضربتها علي خلف رأسها بخفة
“ماشي يا لمضة، جزاء ليكي أنتي اللي هتاخدي ميدو علي رجلك وتأكليه”
“يارب، نفسي أعرف أؤكل براحتي مرة”
“معلش بقي قدرك تبقي خالة، و الخالة والدة”
وفي الحمام، ظلت تلقي علي وجهها المياه وظلت تنظر إلي صورتها المنعكسة في المرآة، خرجت سريعاً تجفف يديها في المنشفة، صدح جرس المنزل
“شوفي مين يا غرام قبل ما تقعدي”
فتحت الباب وتفاجأت به أمامها، ألقت المنشفة سريعاً فوق رأسها كالوشاح
“يوسف؟”
رأي عائلتها تتجمع حول مائدة الطعام فابتسم وقال لها ببراءة
“أنا جعان أوي، ينفع أؤكل معاكم؟”
ابتسمت وأشارت له
“اتفضل”
ولج فوجد ترحيب حار من والدتها وشقيقتيها وخاصة بعد علمهم أن هذا صاحب الفضل بعد ربه و تغير حياة غرام إلي الأفضل، تناول معهم الطعام في أجواء من المرح والسعادة
وبعد تناوله لمشروب ساخن، قام بالاستئذان
“أنا مضطر أمشي، ما تنسيش تيجي بكرة بدري عندنا اجتماع مهم”
أومأت لها مبتسمة
“حاضر”
وقبل أن يذهب أخبرها
“علي فكرة أنا فسخت خطوبتي مع ماهي، عقبالنا”
أغلقت الباب في وجهه والابتسامة لديها من الأذن إلي الأذن الأخرى، وصل إلي مسامعها صوته
“ده أمر مش طلب، مع السلامة”
ذهب وكاد قلبها يذهب إلي رحلة من السعادة، رددت بصوت خافت
“مع السلامة يا حبيبي”
❈-❈-❈
داخل منزل تفوح منه روائح الخمر والزنا وكل ما حرمه الرحمن، لكن هناك من اتبعوا اهوائهم وخطوات الشيطان حتي وقعوا في براثن الشر المتعفن، و علي كل منهم دفع الضريبة دنيا و آخرة إلا من رحم ربي وتاب توبة نصوح.
تفتح الباب فيصيح المخرج
“ابدء تصوير”
ولجت تتمايل بخطوات معاكسة كالهرة، ترتدي معطف من الحرير، تجد شاباً مفتول العضلات يرتدي قميص مفتوح أزراره، وقفت أمامه و تفعل ما يأمرها به المخرج من حركات وأفعال خليعة بدء من خلع المعطف وإلقاءه علي الأرض، فيظهر ما لا ترتديه أسفله من ثياب لا تستر سوى عوراتها فقط وباقي جسدها يظهر بسخاء، اقترب منها الشاب ليبدأ العبث والمجون
في الخارج تغدو الفتيات الكاسيات العاريات ذهاباً وإياباً، صدح رنين جرس الهاتف أعلي مكتب قرني، هذا البدين الفاجر
“ألو أيوه؟”
نهض ملسوعاً كمن لدغه عقرب ضاري
“إزاي ما تقوليش من بدري”
لم يلحق استيعاب الخبر فسمع صراخاً بالخارج و انتشار رجال الشرطة ومباحث الآداب، داهم أحدهم الغرفة التي بها سماح حيث فزعت من أسفل الشاب، تم القبض عليها في وضع مخل و لا يمت للآداب بصلة، تلك نهاية كل من سلك درب إبليس ولن يختار التوبة.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غرام في المترو)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى