روايات

رواية الشرف الفصل السادس والسبعون 76 بقلم قسمة الشبيني

رواية الشرف الفصل السادس والسبعون 76 بقلم قسمة الشبيني

رواية الشرف الجزء السادس والسبعون

رواية الشرف البارت السادس والسبعون

الشرف
الشرف

رواية الشرف الحلقة السادسة والسبعون

شعرت ليال بالراحة فالجو العام في هذا المنزل تسوده المحبة بين الجميع ، قبض على كفها وهو يتقدم نحو غرفته ليدق قلبها بعنف ؛ كيف سيكون الحال !!! تشعر بإنقباض قلبها رغم راحتها ل ريان ورغبتها فى قربه التى تتزايد .
دخل واغلق الباب ليشعر بإرتجاف كفها بين أصابعه لكنه تجاهل ذلك وتقدم حتى اجلسها وجلس بجوارها ، الغرفة بسيطة للغاية ؛ فهكذا ريان يحب البساطة فى كل شئ ،فراش متوسط الحجم بالكاد يكفيهما متلاصقين وهذا أمر مزعج لمجرد تخيله بالنسبة لها ، خزانة ملابس متوسطة الحجم ايضا لكنها كافية ، مكتب بأحد الأركان بمقعد واحد ، المكتب منظم والفراش مرتب والحجرة مريحة نفسيا .
جلست مطرقة الرأس تستمع لصوت أنفاسه ، مد كفه ليرفع وجهها إليه : ليال فى حاجات لازم نتفق عليها .
رمشت بعينيها ليبتسم فى محاولة لبثها الطمأنينة : من لحظة ما اتقفل علينا الباب ده بقينا زوج وزوجة ، مش معنى كده أنى افرض عليكى حاجة . مش هنتكلم فى حقوق وواجبات بس فى حاجة مهمة جدا لازم نتفق عليها .
ظلت صامتة ليقول : كل اللى بيحصل بينا لا اهلى ولا اهلك يعرفوا عنه حاجة . أى مشكلة تقابلنا ممكن نحلها سوا ..إحنا مش محتاجين تدخل حد بنا . ماشى يا قلبي؟!
اومأت برأسها ليقول : ومش عاوزك تخافى منى ولا تتحرجى . خدى كل الوقت اللى تحتاجيه علشان تتقبلى خطوة جديدة بنا وانا اوعدك دايما افرح قلبك واعمل كل جهدى علشان وشك الحلو ده يفضل مبتسم علطول .
مزيد من الراحة مع كل كلمة تخرج من بين شفتيه لتجد طريقا إلى قلبها مباشرة .قربها من صدره شاعرا بدفء ضمتها الأولى ، تنهد براحة فما يشعر به الأن يفوق كل أحلامه التى عذبت لياليه .. فما يشعر به ليس عذابا ؛ بل هو متعة مهلكة للحواس .
لحظات وشعرت بالاسترخاء أمام دفء مشاعره .لتشعر بالبرودة حين ابعدها عن صدره لينهض متجها للخارج ليحضر لها حقائبها
******************
عاد محمد للغرفة ، طرق الباب قبل دخوله ليجدها قد بدلت ملابسها وتنتظر عودته ليبتسم وهو يضع ملابسه جانبا : يلا اوديكى الحمام .
رحمة : ارتاح وانى أجدر اروح لحالى . هى الاوضة من غير حمام ؟
ضحك محمد : للأسف ايوة مش زى عندكم كل أوضة ليها حمام .
رحمة : لا عادى . إحنا بس نحب الخصوصية بزيادة .
أقترب لتستسلم وتستند إلى ذراعه الممدود ليتجها للخارج . وصلت لباب المرحاض لتتوقف : خلص ارچع الاوضة وانى هرچع لحالى .
ليبدأ هو مشاكستها فورا : لا طبعا هدخل معاكى . اقولك هجيب لك غيار علشان تاخدى شاور وتفوقى .
كانت تنظر له بصدمة حتى قال : ماتخافيش هساعدك فى الشاور علشان رجلك .
احمر وجهها لكن ليس خجلا بل غيظا وهى تدفعه بصدره : استحى .. بتجول إيه عاد ؟ بلا خربطة حديت .
يتصنع الصدمة : انت مكسوفة منى يا رورو ولا ايه ؟
اغمضت عينيها حتى لا يعلو صياحها وضغطت على أسنانها : محمد ارچع على الاوضة بلا چنان ماعوزينش حد يسمع بينا .
ضحك محمد : طيب خلاص يا شرانية . أنا بهزر معاكى .
واتجه نحو غرفة أخيه لتهز رأسها بأسف وتتجه لداخل المرحاض .
******************
رقدت ريتاچ فوق الفراش ليتساءل مهران : مرتاحة إكدة ؟؟ ولا اچيب لك مخدة تانية !
ريتاچ : مرتاحة يا مهران ربنا مايحرمنيش منك
دخل طايع من الباب حاملا صينية وتتبعه زينب : ماتناميش يا بتى من غير وكل .
ريتاچ : تعبانة يا ماما خلينى انام دلوقتي واما اصحى ابقا اكل .
طايع : طب اشربى اللبن
نظرت له بغيظ هو يعلم أنها لا تستسيغ الحليب ورغم ذلك لا يكف عن مضايقتها فتقول بغيظ : اشربه انت .
يضحك مهران فهما لم يتجاوزا مشاكسات الأطفال قط لتجلس زينب أمام ابنتها بإصرار : بلا چلع لازمن تاكلى لاچل تطيبى جوام .
وشرعت فى اطعامها فورا ليضحك طايع على هيئتها وغضبها المكتوم .
********************
بغرفة تاج والذى قرر أن يصارحها بكل ما يحدث معه ، هى تتودد إليه كثيرا في الآونة الأخيرة لكنها يقابلها دائما بالجفاء والبرود . هو نفسه لا يعلم ما الذى يحدث معه !!!
هو يحتاجها بشدة ورغم ذلك يرفضها ، يشعر بالاختناق كثيرا وأصبحت نوبات غضبه بلا مبرر .
بدأ يبدل ملابسه حين دخلت للغرفة لتجده يقف أمام خزانة الملابس متحيرا .اقتربت منه بنفس الود : مالك يا حبيبي ؟ محتار ليه ؟
نظر لها تاج ثم نظر للملابس : هدومى كلها موضة قديمة أوى !!
نزعت نقابها وهى تضحك : هدومك انت !!! ده انت حتى ماشاء الله ذوقك فى اللبس عالى جدا .
ابتسم بسعادة : بجد !!
اقتربت تلتقط له ملابسه وتقدمها له : حبيبى ذوقة رقيق جدا فى كل حاجة .
اتسعت ابتسامته وبدأ يبدل ملابسه وعينيه تراقبان خطواتها بالغرفة ، شعرت به لكنها تركته يراقبها وادعت أنها غير منتبهة وبدلت هى ايضا ملابسها ثم توجهت إلى حيث جلس بالفراش ، اقتربت تتوسد صدره هى ايضا مصرة على معرفة ما ألم به مؤخرا ، ليس على طبيعته .هناك ما يخفيه عنها . لابد من وجود سبب وراء ضيقه وانفعاله وهروبه للنوم منها ومن الجميع .
يبدو حنونا الليلة ؛ بل يبدو على طبيعته ، لقد اشتاقت له بكل دفئه وحنانه ، رفعت كفها تداعب ياقة سترته وهى تتساءل : حبيبى مش عاوز يقولى إيه مزعله ؟ هو فى حد ممكن يفهمك قدى أو يحس بيك زيى .
تنهد تاج ، هذه هى الفرصة التى يبحث عنها ليقتنصها : أنا نفسى معرفش ايه بيجرى لى يا غالية .
اعتدلت جالسة : احكى لى وانا هعرف .
بدأ يخبرها عن شعوره بالتخبط والحيرة فى الآونة الأخيرة. ونوبات الغضب التى يشعر بالندم عليها لاحقا ، ونوبات الاختناق التى تجثم فوق صدره وتكاد تزهق روحه .
استمعت له دون أن تقاطعه ، فقط تداعب لحيته بأناملها وتبتسم لتشجعه على الحديث وشيئا فشيئا تتضح الصورة أمام عينيها حين قال : انت تعرفى عندى كام سنة ؟
تعجبت سؤاله لكن سايرته : ربنا يديك طول العمر حبيبى خمسة وخمسين عام .
تنهد تاج لتتساءل بتعجب : فى إيه بس ؟
اخفض تاج نظره وهو يقول : اصلها حاجة تكسف صراحة .
جاهدت لتخفى دهشتها : تكسف ازاى يا قلبى ؟
عاد يتنهد ويحدثها عن شعوره بالغيرة من أبنائه لمجرد القرب منها ، عن رغبته الدائمة في قربها ، عن لهفته عليها بشكل يخيفه هو شخصيا ليجعله يبتعد عنها خوفا من تلك اللهفة . وهنا أدركت تماما ما يحدث معه ، زوجها الغالى يمر بأزمة منتصف العمر .
استرخت اعصابها حين وصلت لهذه النقطة ، فما حدث الأن هو أول خطوة فى تجاوز هذه الأزمة ؛ المصارحة .
عليها هى بذل الجهد لاحتواء هذه الأزمة ، عليها مجاراته وتلبية رغباته بشكل كامل ، ولا بأس من بعض الجنون . لطالما كان السند الذى يرعاها والظل الذى يحميها . عليها الأن أن تكون الضوء الذى يتبعه لتخطى أزمته النفسية .
اقتربت منه بهدوء وعادت تتوسد صدره : علفكرة مش حاجة تكسف ولا حاجة ، إيه يعنى لما اوحشك وتتلهف عليا . ما أنا طول عمرى ملهوفة عليك .
شعر بالراحة ليجذبها إليه أكثر وهى تقول : إحنا فعلا انشغلنا عن بعض شوية بس أنا عندى فكرة .
ابتسم بلا حماس لتقول هى بحماس : لى لى هتجوز الاسبوع الجاى . وريان اهو اتجوز . إيه رأيك اخطفك اسبوع من الدنيا ونسافر سوا أى مكان .
اعتدل جالسا وهو يضم كفيها بسعادة وقد ظهر الحماس بصوته : بجد يا غالية؟؟ نسافر أنا وأنت لوحدنا ؟
اقتربت بدلال : طبعا يا قلب غالية . أنا عاوزة احتكرك ليا لوحدى . واعمل احلى اسبوع عسل لأجمل وارق راجل على وش الأرض .
فقد كل السيطرة على تحكمه ليترك العنان لقلبه ليقود الليلة من هذه اللحظة معبرا عن شوقه وحبه ورغبته التى لا تنتهى ولا تكتفى لتستقبل هى كل جموحه حتى يهدأ وكل ثورته حتى تستكين .
***********************
سؤال ساهر فجر ينابيع عينيها مرة أخرى لتسرع چودى لها تضمها بخوف : فى إيه ؟؟
نظرت لأبيها بفزع : حصل إيه يا بابا؟ رنوة فين حين حد يفهمنا ؟
تنهد حازم : يابنتى رنوة كويسة ماتخافيش ، فى بيت جوزها
ظهرت الصدمة على وجهيهما وتساءل ساهر : هى رونى ورفيع اتجوزوا ؟
وتكمل چودى : من غير مانعرف ولا احضر فرح اختى !!!!
أشار لهم حازم : اقعدوا وانا احكى لكم اللى حصل . إحنا خوفنا نقولك علشان ما تتعبيش .
بدأ القلق يدب بقلبها لتجذب أمها التى لازالت تبكى ويجلسوا جميعا .
بدأ حازم يقص عليهم كل ما حدث ، مقتل سويلم ومحاولة الاختطاف التى انتهت بإصابة ثلاث فتيات ومهران . ثم الغيبوبة التى أصابت رنوة واصرارها لدى افاقتها أن تعود لمنزل رفيع ؛ ما كان ليرفض طلبها وقد عادت توا من الموت . هى تريد أن تظل برفقة زوجها لا بأس ما دامت بخير .
لتشارك چودى والدتها البكاء : يا حبيبتي يا رونى .ازاى تخبوا علينا كل ده ؟
أجابها زوجها : حبيبتي انت تعبانة وماسافرنش معاهم علشان صحتك .لو كنت عرفتى كنت هتصممى تسافرى وكنت تتعبى انت كمان والوضع هناك ماكانش مستحمل .
أكد حازم حديث زوج ابنته وهو يطلب منها أن تدعو لاختها بالسعادة والأمان ففى النهاية يجب على الجميع احترام قرار رنوة .
قاطع هذا الجو الحزين بكاء دنيا ليتوجه ساهر للغرفة ويعود بها لتحملها آلاء وتكفف دموعها اخيرا حتى لا تفزع الصغيرة .
*******************
بعد ساعة وقد أنهى حمامه وصنع لهم اكواب القهوة دخل لغرفة شقيقته ليسوءه ما ترتديه ليال أولا وما تشاهده ثانيا .
فقد خضعت لإلحاح شقيقته لترتدى بيچامة صيفية تجسد تفاصيل جسمها بشكل مثير للغاية ، كان إلحاح ليليان نابعا من رغبتها رفع حرج ليال من ريان واشعارها بالراحة بوجوده على الأقل ترتدى ما يريحها .
جلس صامتا فهو ما كان ليعاتبها أمام شقيقته لتتسع عينيه وهو ينظر للشاشة وبطل الفيلم يظهر في أحد المشاهد ونصفه العلوى عار تماما لينتفض واقفا ويمسك كفها بغضب وكفه الأخر يغلق شاشة الحاسوب وهو يقول : تصبحى على خير يا ليليان .
تعجبت ليليان فهو دائما يدللها ، ما سبب غضبه !!!
توجه لغرفته مباشرة ليدفعها للداخل فيرتجف قلبها خوفا ، اغلق الباب ليقول بوجه مكفهر : ازاى تخرجى من الاوضة كدة ؟ مش عارفة إن بابا ممكن يدخل أوضة ليليان فى اى وقت ؟ وايه اللى بتتفرجى عليه !!؟ واحد عريان بيستعرض جسمه !!!
شعرت بالحزن من غضبه فهى ترى أنها لم تخطئ : عمى نام ولى لى جالت ما بيدخلش اوضتها جبل ما يستأذن . وانى واخدة الاسدال وياى لاچل البسه وانى طالعة . والفيلم عادى مفهوش حاچة عفشة زى ما انت فاكر الراچل عورته مستورة وانى مش چاهلة وخابرة حدودى زين .
لم تنتظر إجابته وتوجهت للفراش لتتخذ مكانها وتوليه ظهرها استعدادا للنوم .
*****************
غفى الجميع وهو يجافيه النوم ، لقد اشتاقها حد الجنون ولم يمض على فراقهما إلا سويعات ، تنهد منفثا عن نيران قلبه وهو يمسك هاتفه للمرة المائة ويفكر في الاتصال بها ليتراجع ككل مرة .
قد تكون بصحبة والديها أو اخويها .
أو قد تكون نائمة .
أو قد تكون متعبة ؛ فجرحها لم يشف بشكل كامل بعد . ينقر بالهاتف فوق الفراش حين يتذكر أنها غادرت وهى ليست بالخير لتزيد مخاوفة عليها .
نظر فى ساعته . إنها العاشرة مساء
حسنا لقد نفد صبره . سيهاتفها وليكن ما يكون ، هى زوجته ولن يلومه أحد لتفقدها .
امسك الهاتف بإصرار لينقر شاشته فوق اسمها الغالى ويستمع للرنين منتظرا النجاة من جحيم اشواقه على نغمة صوتها .
لحظات واتاه صوتها ليطفئ لهيب اشواقه ويخمد نيران مخاوفه وهى تجيبه برقتها الفطرية المهلكة لحواسه ناطقة اسمه : ايوة يا ضاحى .
ليتوقف الزمن ، وتذوب الحواجز والمسافات وتأتى امواج رقتها لتخمد براكينه الثائرة فى لحظة وكأنها لم تكن تتأجج منذ لحظات .
فهى له رغم كل البعد .
هى له رغم كل شيء
***************
شعرت بفراغ لم تكن تتوقعه بعد مغادرة ابويها ، حقا لم تتركها شريفة طيلة اليوم إما هى أو رفيع ؛ لم تكن وحيدة طيلة النهار . لكن الفراغ داخلها ، والوحدة بقلبها .
لقد اخبرها الطبيب بالأمس أنها صارت بخير ، حالتها افضل من ريتاچ التى اخترق الزجاج وجهها وادى لاصابات بالغة ، لذا قررت أن تعيش روتين يومها كما اعتادت ، يكفيها تسطحا بالفراش ويكفيها عدم الحركة .
فى منتصف اليوم وقد توجه رفيع لإنهاء بعض أعماله أفرغت الحقائب التى أتت بها والدتها . رؤيتها ما أحضرت والدتها أكد رضاها عن زواجها من رفيع .
شعرت أن مزيد من القرب منه قد يملاء هذا الفراغ التى تشعر به .
غادر رفيع مرة أخرى بعد الغداء متوجها لمنزل عمه وطال غيابه لتشعر بمزيد من الضيق والوحدة والفراغ .
تلقت مكالمة من اختها بعد وصول والديها ، هنئتها وباركت زواجها ، الجميع يحترم قرارها ويؤيده . اختها رقيقة القلب دائما لم تلم عليها أو تعاتبها فقط تمنت لها السعادة . أنهت المكالمة لتنهض وتنتقى ثوبا مريحا من خامة قطنية ناعمة يصل لركبتيها بالكاد ، ليس ضيقا بشكل ملفت بل يرتخى بهدوء واتزان . أخيرا يمكنها أن تتحمم طلب منها الطبيب الحرص فقط فى تدليك مكان الإصابة .
وصل رفيع للمنزل ليقابل امه : هى رنوة لحالها ؟
شريفة : جالت هتتسبح وتنعس فهملتها ترتاح شوى .
رفيع : طيب أنى هشوفها لو نعسانة ههملها لو صاحية اچبها ونأكل كلنا سوا
شريفة : طيب يا ولدى . أنى هجعد چار ابوك وابجى نادم على .
اتجه لغرفته بينما اتجهت أمه لغرفتها حيث صخر الذى بدأ يتحسن لكنه لم يعد كسابق عهده .
طرق الباب ودخل للغرفة ليجدها تصفف شعرها وقد اغمضت عينيها بقوة كأنها تتألم .لتفر دمعة من عينها دون صوت .
هو يراها للمرة الأولى بملابس غير محتشمة ؛ ليست مثيرة هو فقط رداء منزلى مريح إلا أنه يراه مثيرا . رؤيتها تتألم نحت هذه الإثارة جانبا ليتساءل فورا : واه حوصل إيه !؟ بتبكى ليه عاد ؟؟
لم تفتح عينيها أو تنظر إليه : دماغى بتوجعنى .مش قادرة اسرح شعرى .
ليقترب ويتناول فرشاة شعرها ويعيدها لموضعها : ماتسرحيش .
لتنسى الالم وتنظر له بعند : يا سلام واقعد منكوشة كدة !!!
ضحك وهو يعيد خصلاتها المبتلة خلف اذنها : منكوشة !!! لاه انت جمر .
تعود لتمسك بالفرشاة وتقدمها له : طيب سرح لى شعرى .
ستقوده للجنون بلا شك ، ورغم علمه ذلك لا يمكنه رفض جنونها بل يتمتع فى التوجه إليه بقلب خافق.. خفقانه مؤلم وممتع فى ذات الوقت .
امسك الفرشاة بيمينه وكفها بيساره وهو يجذبها من أمام السراحة لتجلس فوق الفراش ويجلس خلفها وهو يتمتم بكلمات لم تسمع منها سوى همهماته لتبتسم بخبث وهى تعلم أنها تثير جنونه .
بدأ يصفف شعرها ، ليس بالأمر المتعب ، لكن ملامسة خصلاتها هو المتعب ، مرورها بين أصابعه ، انسدالها فوق كفه مرة وبقلبه مرة .
تألمت حين اقتربت الفراشاة من موضع إصابتها ليفيق من كل خيالاته الجامحة ويخفف ضغط الفرشاة لكن يقربها ويقبل رأسها : حجك علي .
فتقول بألم : خلاص بقا اعمله ضفيرة
يضحك مرغما : ضفيرة !! كمانى . حاضر امرى لله .
ويبدأ فى جدل شعرها بينما شعرت بالنعاس ، ضمت قدميها قبل أن ينهى جدل ضفيرتها واستندت إلى صدره لتتوقف أصابعه التى حاصرتها بين ظهرها وصدره وهى تقول ببراءة : خلاص بقا نيمنى .
كانت فى لحظة مستندة بكل جسمها إلى جسمه ، احنى رأسه إلى قرب اذنها ليهمس : انت خابرة عملتى إيه دلوك ؟
فتحت عينيها ونظرت له بتعجب : والله ماعملتش حاجة .
تنهد لينفس عن احتراقه الداخلى قد قرر أن يزيدها قربا منه ، لم يعد لديه طاقة تحمل قربها ، دلالها ، رقتها ، هى زوجته وببيته وبين ذراعيه فلما العذاب !!!
لم الشوق !!!
تسللت أصابعه إلى ضفيرتها مرة أخرى لكن ليحررها معلنا عن رغبته في مزيد من القرب وهو يهمس : تحبى نطلع شجتنا ؟
هزت رأسها نفيا ليقترب حتى شعرت بلهيبه : أنى بعشجك . الحب ماعادش يوفى اللى أنى حاسس بيه .
زادت انكماشا لكن ليس منه ؛ بل إليه ، تعلقت بصدر جلبابه ليحيطها بذراعيه
لتفاجأه بمزيد من الجنون وذراعها الرقيق يتحرك فوق صدره حتى أحاط رقبته ليقترب رأسه بتلقائية حتى لامس وجهها لتكون لمستها مجرد بداية انطلاق لرحلة من السعادة يذهبان فيها للمرة الأولى بقلوب متلهفة لاستكشاف مدى الروعة فى كل لمسة تبعث امواج من الدفء لقلوب انهكها العشق .

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشرف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى