روايات

رواية الشرف الفصل الرابع والسبعون 74 بقلم قسمة الشبيني

رواية الشرف الفصل الرابع والسبعون 74 بقلم قسمة الشبيني

رواية الشرف الجزء الرابع والسبعون

رواية الشرف البارت الرابع والسبعون

الشرف
الشرف

رواية الشرف الحلقة الرابعة والسبعون

وصل عماد لمنزل رفيع يريد مقابلته ليريح ضميره ويخبره عن مخاوف سويلم ، انتهى رفيع وصالح من الغسل الشرعى ليخرج رفيع ل عماد الذي ينتظر من نصف ساعة . أقبل رفيع وعلى وجهه علامات الإرهاق والحزن الشديد .صافحه رفيع ثم جلس أمامه : نورتنا يا بيه .
عماد : أنا جاى النهاردة علشان اخلص ضميرى قدام ربنا واعرفك اخوك اتقتل ليه .
بدأ عماد يقص على رفيع المخطط الذى نفذ لقتله وزملائه ، وأخبره عن تغيير موقف سويلم فى أخر لحظة تأثرا بحديثه هو كما اخبرهم سويلم ، ثم بدأ ير بت على قلب رفيع المكلوم ويخبره أن أخيه كان نقى القلب رغم انقياده وراء ذلك التنظيم لفترة إلا أن مجرد رؤيته للحقيقة أرجعه إلى الحق فورا ورفض قتل المصلين ، كما رفض قتل أدهم لدخوله المسجد .
أخبره أن عليه حماية رحمة ونفسه جيدا فهما كانا كل ما يخاف عليه سويلم ، اختنقت دموع رفيع حين أخبره بذلك ؛ لقد كان أخيه الأصغر يحيا منتظرا الموت كما أخبره . كم عانى بصمت !!!!
تحدث عماد أخيرا عن الثأر ؛ هو يعلم أن عزاء القتيل لا يتقبل قبل الأخذ بثأره ، لكن من قتل سويلم ليقتصوا منه ؟؟
هل هو همام ؟؟
همام رغم قناعته الكاملة بكل أفكار التنظيم إلا أنه ليس سوى يد تصغط الزناد بلا تفكير . ليثأر ممن قتل سويلم عليه أن يقتص من التنظيم نفسه وليس من شخص هنا او هناك .
شعر عماد بالحرج فقد أطال الحديث والوقت ضيق ورفيع مجهد للغاية إلا أنه وجب عليه نصحه وتوجيهه .
نهض عماد لينهض رفيع يمد كفه لكف عماد الممدود : اقول البقاء لله ..عظم الله اجرك
صافحه رفيع بصوت مختنق : ونعم بالله .غفر الله ذنبك .
غادر عماد ليخرج رفيع لذويه المنتظرين . الجميع ينتظر أن يتحدث رفيع ، لكنه كان متخبط بين أفكاره ، كل ما يفكر فيه حاليا هو كيف يحمى رحمة وهى بهذه الحالة ؟
أقترب راشد ليجلس حيث يجلسون متسائلا : رفيع مش هنلحق نعمل صوان العزا النهاردة .
نظر له الجميع ؛ بعضهم يتعجب جرأته لمجرد حديثه عن العزاء ، وبعضهم غاضب منه لتفكيره فى تلقى العزاء بينما رفع رفيع رأسه ليقول : مانلحجش كيف !!!
نظر له الجميع ليقول : بتطلعوا فيا ليه !!! جوموا اتحركوا عاوزين الصوان جبل النعش ما يطلع .
شعر البعض بالراحة مثل تاج وحمزة ، أولئك القاهريون الذين يرون أن الثأر ليس إلا بابا يفتح ليحصد الأرواح ويصعب إغلاقه مرة أخرى وغالبا ما يؤذى الجميع .
بينما تعجب البعض من عدم إصرار رفيع على القصاص لأخيه خاصة وهم يعلمون كم كانا مقربين من بعضهما
وفريق ثالث شعر بالغضب لمجرد الحمية والعصبية ، ليس حبا ل سويلم أو حزنا لفقده بل هى عصبية مجردة من المشاعر يروها جزءا من رجولتهم .
ليهب حجاج بغضب : انت چنيت ولا إيه !!؟ صوان إيه وعزا إيه ؟ ماهناخدش عزا جبل ما ناخد بتاره .
فضل زناتى الصمت بينما نظر رفيع لعمه صالح : يا عمى بعد اذنك هنعمل صوان وننادى لعزا سويلم بعد الدفنة وبكرة إن شاء الله
نظر الجميع ل صالح فما سيتفوه به الأن لا يمكن معارضته لأنه كبير العائلة ، وسيتوقف عليه مصير الكثيرين من شبابها ايضا .
صمت صالح لحظات ثم قال : چهزوا الصوان بسرعة .
ليزداد جنون حجاج : لو كان ولدك كنت خدت عزاه ؟؟ انت عاوز تبان كبير على حساب اخوى اللى انجتل .
نظر له صالح بهدوء وكأنه يتوقع رد فعله هذا : خوك ولدى اللى مخلفتوش . وماهخليش موته باب للدم واصل . وچنان منك ماعاوزش . تجف فى الصوان من سكات والتار ده ماتچيبش سيرته تانى .
صمت لحظة ثم قال : عاوز تفهمنى انى لو جولت لك فلان جتل خوك روح اجتله وانجتل جصاده ولا انعدم هتجتله !!! انت يا حچاچ !!؟ بلاش تصغر نفسك اكتر من إكدة
غادر حجاج غاضبا فقد رأى أنها فرصة جيدة لينزل عمه من مكانة الكبير وهو لن يتوقف هنا هو سيتركه ينفذ ما يريد ثم يستغله ضده سواء أمام اهل النجع أو أبيه حين يفيق من صدمته تلك التي يتحدثون عنها .
أمر صالح الجميع ليبدأ العمل على تجهيز سرادق العزاء بينما انفرد رفيع بعمه ليخبره بقراره الذى يراه صائبا ليحمى شقيقته الوحيدة من هذه اللعنة التى يسعى مجهولون لالحاقها بها .
*******************
تم دفن سويلم لتكون ايام العزاء مجهودا مضاعفا على الجميع ، الكل يخشى أن يعيد هؤلاء الكرة عليهم ، اختطاف إحدى فتياتهم عار دونه الموت ، فكان الرجال والشباب يتناوبون الذهاب والعودة من وإلى منزل صالح حيث منعت الفتيات اجمع من مغادرته وإلى منزل صخر حيث ترقد المستهدفة الأولى مصابة .
انتهت أيام العزاء ليطلب صالح إجتماع الجميع فيجب توضيح كل شئ ، تم جمعهم بمنزل صخر بينما اعتمد على هيبة وراجى وزناتى ومهران لحماية منزله يساعدهم بعض شباب النجع .
جلس الجميع رفاعى وإخوته ، تاج وابنه ، حمزة وولديه وحازم ايضا ، كما أصر على إخراج صخر من غرفته لحضور اجتماعهم فهو وإن يرفض الحديث بعد إلا أنه قد افاق من صدمته ويمكنه تحكيم عقله .
أشار صالح ل رفيع ليبدأ حديثه فينظر إلى محمد متسائلا : انت هترچع مصر ميته يا محمد ؟
نظر محمد لوالده وعمه وخاله ؛ الجميع يرغب بالعودة فقد طال البقاء هنا وكانت زيارة صعبة بدأت بالفرح وانتهت بالدماء .
تنهد محمد : إحنا مضطرين نرجع بكرة مثلا ، لسه ماحددناش بس فى اقرب وقت .
هز رفيع رأسه بتفهم ليقول : اعمل حسابك تاخد مرتك وياك .
دق قلب محمد وتلفت حوله يتأكد من سماعه ما قال ، احقا طلب منه صحبة رحمة لمنزله !!!
تحدث حمزة : يعنى إيه يا رفيع أنا مش فاهم . هتيجى عندنا زيارة ولا ايه ؟
هنا تحدث صالح : لاه يا خوى ، حرمة ورايحة بيت چوزها . يعنى من الساعة دى رحمة بجت فى حما چوزها
نظر له الجميع بتعجب بينما قال بصوت متألم واضح ألمه : وانت كمان يا ريان يا ولدى هتاخد مرتك وانت ماشى .
علت الصدمة وجوه الجميع بينما شعر تاج بالحرج ف ريان ليس له منزلا خاصا ، ومنزله هو غير مهيأ لاستقبال ليال كعروس .
نظر صالح لأبناء عمه وقال : أنى رايد منكم تفهمونى زين . إحنا لازمن نأچل كل اللى اتفجنا عليه جبل سابج . اهنة معادش أمان للبنتة . لحد ما نعرفوا مين عملها ونطمنوا على بناتنا تانى . بناتكم هيضلوا عنديكم وچوازهم اتأچل معرفينش لميته .
ظهرت الراحة على وجهى رفاعى وخميس فقد خشيا بالفعل على ابنتيهما بعد ما حدث ، أراد رفاعى التحدث فى هذا الأمر لكن صالح أزاح عنه هذا الحمل ليقول رفاعى : فاهمين يا خوى . وفى كل الأحوال الافراح كلها هتتأچل . اللى عاوز مرته منيهم ويرضى ياخدها من غير عرس ياخدها بس مفيش أفراح دلوك .
نظر الجميع إلى صخر الذى يتابع بصمت ، هل يقبل أن تذهب ابنته إلى بيت زوجها بهذا الشكل وهذا التوقيت !!؟
كان صخر يستمع بصمت ، لقد أخبره رفيع بما أخبره به عماد ووضح له خطورة هذا التنظيم ومخاوفه على رحمة ، رحمة هى ابنة صخر الوحيدة ؛ لم يدللها يوما ، لم يجرى معها حديثا وديا قط ، لم يشعرها بحبه وحنانه ، كانت شريفة تقوم بكل هذا وهو يكتفى بكونه والدها ؛ الصخر الذى لا يلين .لكن كل هذا لا يسلبه حقه في حمايتها ، قد يكون أبا سيئا ؛ لكنه سيظل ابوها وعليه حمايتها . وبعد موت سويلم بين ذراعيه لم يعد مستعدا أن يخسر ابنته ايضا
رفع صخر رأسه وتحدث للمرة الأولى منذ تلك الليلة ليقول وهو ينظر ل رفيع : خبر امك تچهز خيتك لبيت چوزها .
شعر صالح بالراحة فأخيه يفكر بعقله للمرة الأولى بحياته .
********************
بمنزل صالح ليلا يجلس تاج وريان الذى يحتفظ بسعادته لأنها سترافقه بين ضلوعه رغم أنه حتى الأن هو لا يعرف كيف سيتدبر أمره
بدأ طايع الحديث ليقطع الصمت الذى يخيم على الجميع فما حدث أطاح بكل مخططاتهم السابقة ولم يحدد اى منهم بعد خطوته التالية بينما طايع فعل ، بل واتفق مع ليليان على التنفيذ ايضا .
حمحم طايع ثم قال : بعد اذنك يا بوى . وبعد اذنك يا عم تاچ . أنى شجتى چاهزة ورايد مرتى
صدمة أخرى تلقاها تاج هل تقبل وحيدته وصغيرته المدللة أن تزف بهذا الشكل !!! لطالما تحدثت عن يوم عرسها المنتظر …وبنت أحلاما سعيدة لتلك الليلة . فهل يطيح هو بكل أحلامها ويقبل طلب طايع .
كانت الأعين مسلطة عليه ليقول : اتكلمت معاها الأول ؟
طايع : ايوة يا عمى . وهى جالت إذا حضرتك وافجت هى هتوافج .
يمكن ل ليال الحصول على غرفة ليليان ، فهى بحمام خاص وستوفر لها ولزوجها الخصوصية ، عكس غرفة ريان البسيطة التى لا تصلح له وزوجته مطلقا ، لذا كان هذا خيارا جيدا فهز رأسه وقال : موافق .. نروح وبعد اسبوع ليليان تتنقل بيتك .
ثم نظر ل صالح : يا حج صالح أنا قلت لك ظروف ابنى قبل كدة . وبردو أنا مستعد اساعده بس هو يقبل . هو قدامك اهو .
ريان : يا عمى من فضلك لازم اتكلم مع ليال قبل أى قرار اخده ماينفعش احطها قدام الأمر الواقع .
شعر صالح وأبناءه بالراحة ، فهذا الفتى وإن صغر سنه إلا أنه سيحسن رعاية صغيرتهم .طلب صالح من هيبة أن يصحب ريان إلى غرفة ليال بعد أن أرسل ضاحى ليخبرها لتستعد للقاءه . فهم هيبة أن والده يريد منه إفساح مساحة لهما للحديث لكن بمتابعته ايضا .
صعدا لغرفة ليال ليطرق هيبة الباب ويدخلا . كانت تجلس فوق أريكة مقابلة للفراش لكنها هبت واقفة لحظة دخولهما.. صمت الجميع ليقول هيبة : أنى خابر انكم لازمن تتحدتوا لحالكم . لكن بوى عاوزنى اجعد وياكم
نظر ل ريان وقال : أنى هغير خلجاتى وراچع
ابتسم ريان وشعرت ليال بالخجل الشديد بينما غادر هيبة لغرفته ، أقترب بعض خطوات محتفظا بمساحة بينهما ليقول : ازيك يا ليال ؟
ليال دون أن تنظر له : الحمد لله بخير .
طلب منها أن تجلس ليجلس ايضا مع الحفاظ على المسافة بينهما ثم بدأ يتحدث : ليال أنا اولا ماخلصتش كليتى بس بشتغل وباخد فى الشهر اللى يكفى طلباتك إن شاء الله بس معنديش شقة .قدامنا حل من اتنين .
نظرت له ليقول : أول حاجة هنأجر شقة مفروشة وده هياخد نص مرتبى تقريبا وطبعا هنعيش على قدنا بالنص التانى . طبعا بابا عرض عليا مساعدته بس انا رفضت . احب بيتى اكونه بتعبى مش بفلوس بابا
صمت لحظة كأنه يعطيها وقتا لدراسة الخيار الأول ثم قال : الحل التانى إنك تقعدى معايا بشكل مؤقت في بيت اهلى . أنا اوضتى صغيرة بس ممكن اكلم بابا ونقعد فى أوضة لى لى لما تتجوز . واذا تخافى إن ماما أو بابا يدخلوا في حياتنا فأحب اطمنك إحنا عيلة متفاهمة محدش بيفرض رأيه على التانى .ها إيه رأيك ؟
صمت بإنتظار رأيها لتطرق رأسها بصمت بينما تفكر فى الخيارين ؛ الخيار الأول يثبت لها أنه رجل قادر على تحمل المسئولية ، هو لم يختر الطريق السهل ويقبل مساعدة والده .. بل هو يريد أن يحقق أحلامه بمجهوده ، والخيار الثاني وإن كان يحمل مساعدة والده أيضا بقبوله بها زوجة لابنه فى بيته إلا أنها مساعدة مؤقتة .
رفعت وجهها وقالت : هأجعد مع عمتى . ومش لازم الاوضة تبجى كبيرة . المهم تساعنا وخلاص .
ابتسم ريان ليمد كفه بحنان ليقرب رأسها منه ليقبله بحب : وانا اوعدك احقق لك كل احلامك .
شعرت بالخجل من قربها منه رغم أن عليها أن تعتاد ذلك ، ابتعدت فورا وهى تقول : بس امى جالت لى اطلب منك يوم جبل السفر اشترى شوية حاچات
وقف مبتسما : حاضر هبلغهم إن السفر بعد بكرة بس أنا لازم اجى معاكم علشان ابقى مطمن عليكى .
هزت رأسها بخجل ليتوجه نحو الخارج فيقابله هيبة الذى عاد توا من غرفته : اتفجتوا ! ؟
ريان : الحمدلله . يلا نبلغهم تحت .
**************
فى منزل صخر حيث تبكى شريفة لفراق ابنتها وهى بهذه الحالة ، كيف تتزوج بحالتها تلك !!! كيف تنتقل فقط إلى بيت زوجها وتحرم هى من رؤيتها بذلك الرداء الابيض !!
تجلس بجوارها ماسة فى محاولة لإقناعها أنها ستتخذ رحمة ابنة لها ، ولن تسمح ابدا بدمعة حزن تمر بعينيها ..
دخل حازم وألاء لغرفة رفيع حيث ترقد ابنتهما ، اقتربت آلاء من الفراش وهى ترى تحسن حالة رنوة بشكل ملحوظ بينما بادرت الأخيرة : والله أنا كويسة بس ماما شريفة مصممة افضل فى السرير .
ابتسمت آلاء : الحمدلله يا حبيبتي . إحنا خلاص بكرة أو بعده بالكتير راجعين مصر .
وقف حازم وكأنه يتوقع ما سيحدث بينما قالت رنوة : توصلوا بالسلامة إن شاء الله
نظرت لها آلاء بفزع : نوصل !!! ليه انت مش جاية معانا ؟؟
رنوة : لا طبعا انا هفضل مع جوزى . هنا مكانى الطبيعى .
أمسكت آلاء ذراعها بغضب : يعنى إيه !!!؟ هو خلاص بقا جوزك ؟؟
رنوة بإصرار : ايوة يا ماما واظن الطبيعى الست تبقى مع جوزها . خصوصا في وقت صعب زى اللى بيمر بيه رفيع .
ثارت آلاء وبدأت رحلة إقناع ابنتها بالعدول عن هذا القرار ، فالحياة هنا ليست آمنة لها ، عليها العودة معهم للقاهرة ويمكن ل رفيع أن يتردد عليها بصفته زوجها حتى تستقر الأوضاع ، بدأت تغريها بحفل زفاف اسطورى وفستان كالاميرات إلا أنها لم تدرك أن رنوة تخطت هذا الحلم بالفعل ورأت أن السعادة الحقيقية هى وجودها بجواره . وجوده معها هو فرحتها التى تنتظرها . وليس ارتداءها لذلك الفستان الذى رأته الأن مجرد شكل ليس بالأمر الهام .
صمت حازم ؛ لقد تحدث إليه رفيع منذ قليل وأخبره أن يحاول إقناع رنوة بتركه ، هو يرى تشبثها به ويحتاجه ، لا يمكنه كسر قلبها وابعادها عنه .. كما أنه يخشى عليها أيضا فالأمر ليس بيده ، ليس عدوه شخصا يمكنه القضاء عليه ، بل عدوه مجهول يراقبه بينما يفشل هو فى رؤيته حتى .
لقد أكد له رفيع أن رنوة لازالت بحكم خطيبته وأنه لم يستغل قربها أو وجودها ببيته ، بينما تقول هى بهدوء أنه صار زوجها فعليا وهذا يوضح ل حازم أن ابنته ترى وجودها بمنزله إقامة للزواج وأن علاقتهما كزوجين لا تتوقف على الاتصال الجسدى . لقد تخطت ابنته في حب هذا الرجل حدود الرغبة كما تخطاها هو أيضا . هما بالفعل زوجين تقاربت ارواحهما .. وإن كان رفيع يعجز عن كسر قلبها وابعادها عنه ؛ هو أيضا يعجز عن تحطيم روحها وانتزاعها منه .
كانتا تتجادلان وهو يراقب بصمت حتى نظرت له آلاء بغضب : ما تتكلم يا حازم ؟؟
نظرت له رنوة برجاء تنتظر دعمه كما اعتادت ؛ وما كان ليخذلها فابتسم بهدوء : رونى قالت إنه بقى جوزها يعنى مش من حقنا ناخدها منه . وانا عارف إنه هيحميها بحياته ..رفيع راجل وانا واثق فيه .
هبت آلاء واقفة : يعنى إيه !!! اسبب بنتى هنا علشان تضيع منى ؟
أقترب ليجلس بجوارها : هنا مكانها .. هنا الراجل اللى هى اختارته .. تقدرى تكسرى قلبها ؟؟
آلاء وقد بدأت دموعها تتساقط : ماهو يجى لها عندنا .. لما تستقر الأوضاع يبقا ياخدها أنا مابنكرش جوازهم .
امسك حازم كفها : لو أنا مكان رفيع وفى مصيبة زى اللى هو فيها .. تقدرى تسبينى ؟؟
اجهشت بالبكاء لتقترب منها ابنتها : علشان خاطري يا ماما ماتزعليش منى . أنا مقدرش ابعد عنه .
********************
بغرفة رحمة التى لاتزال تتشح بالسواد وتبكى أخاها ، يجلس محمد بطرف الفراش يتساءل بود : رحمة إذا مش موافقة تيجى معايا أنا اجيب لك بدل الحارس عشرة .
مد كفه ليرفع وجهها ويرى صفاء عينيها الذى عكرته الدموع واحتله الحزن ليقول بصدق : بس انا عاوزك معايا .. أنا بس اللى لازم احميكى .. أنا بس اللى اقدر اشيل الحزن اللى جواكى
اقترب منها ليقربها لصدره ويقول بحب : أنا بس اللى حاسس بوجعك
مرر كفه بحنان فوق ظهرها يزيدها قربا منه لتشعر هى بالأمان والدفء لكنها تقول : بس أنى ماجدراش ابجى مرتك دلوك .
ابتسم وهو يبتعد قليلا : خدى كل وقتك . المهم تبقى جمبى .
أوقفت ابتسامته تدفق دموعها لتومأ بالموافقة فما رأته منه في الأيام القليلة الماضية يؤكد حبه وصدقه ، هى تحتاج هذا الحنان بعد أن فقدت سويلم .

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشرف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى