روايات

رواية من نبض الوجع عشت غرامي الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم فاطيما يوسف

رواية من نبض الوجع عشت غرامي الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم فاطيما يوسف

رواية من نبض الوجع عشت غرامي الجزء الحادي والثلاثون

رواية من نبض الوجع عشت غرامي البارت الحادي والثلاثون

من نبض الوجع عشت غرامي
من نبض الوجع عشت غرامي

رواية من نبض الوجع عشت غرامي الحلقة الحادية والثلاثون

قبل حادثة الطفلين في ذاك الفندق الموجود به عمران وسكون فقد استراحا كليهما من تعب الطريق ، نظرت سكون إليه وهو يقف عاري الصدر وتبتلع انفاسها بانتشاء وهي تراه بحالته تلك ،
أما هو نظر لها ببرود مٌميت إصطنعهٌ لحاله كي لا يضعف أمام هيئتها وأنوثتها المٌهلكة لرجولته ثم ردد آمرا إياها :
_ اعملي لي فنجان قهوة سادة هاخد دش وأخرج ألقاه جاهز .
ردت بطاعة:
_ حاضر .
تركها ودلف إلى الحمام فجسده يشعر بالإرهاق الشديد ثم قامت هي ووقفت أمام المرآة تمشط شعرها بشرود فبقي قليلاً وعمران سيكشف أمرها ففكرت أن لاتذهب الى الطبيبة معه وتخجله أمامها فهي طبيبة نسا والطبيبة حتماً ستعرف وستسرد ما بها أمامه ،
ظلت تفكر بم تبدأ وكيف تحكي لها عن آلامها التي مرت به ؟
كيف سيتحمل أن ينتظرها سنوات وهو بضع سنوات قليلة على مشارف الأربعين ؟
كيف سيكن رد فعل والديه على مرضها ؟
تلك الأسئلة التي دارت بعقل سكون كثيرا وكثيرا ، لقد أرهقت بشدة من كثرة الصراعات الصاخبة التي تتصـ.ـارع داخلها ،
خرج عمران من الحمام وأتجه إلي الأريكة وأمسكَ ملابس بيتية كان قد أخرجها من الخزانه قبل قليل قائلاً لها :
_ ناوليني القهوة علشان مصدع جامد .
إبتلعت لعابها من هيئتهِ المٌدمرة لإنوثتها، نظر إليها وجدها تبتلع لعابها فابتسم بإنتشاء لهيئتها فناولته القهوة وبدأ احتسائها بتلذذ ثم سألها :
_ مالك بتبصي لي اكده ليه ضعفتي وندمتي ياسكون ؟
إستجمعت قواها وتحدثت بنبرة متوترة بعض الشئ وهي تنظر في اتجاه جانبي بعيداً عن عينيه :
_ مالي يعني ، انت اللي بيتهيألك .
وجدت حالها ستضعف أمامه الآن فتحركت ووضعت علي جسدها رداءً ثقيلاً وكادت أن تتحرك إلى الشرفة إلا أنه أسرع إليها قبل أن تدلف وجذبها من يدها بشدة جعلها ترتطم بصدره في حركة أذابت اثنتيهم وأهلكت حصونهما وهو يردد أخيراً:
_ لسه مصممة تداري عني وجعك ياسكوني ؟
كان يتحدث وهو ينظر لشفتيها وهو يأخذ أنفاسه باشتياق وبدأ صدره ينتفض ويعلو ويهبط من شدة احتياجه لها ولأن تسكن أحضانه ،
وماكان حالها أفضل من حاله كانت تنظر لعينيه بفم مفتوح مٌرتعش وقلبٍ يرتجف يريد الإرتماء داخل أحضانه ونسيان كل شئ جعلهم افترقا الفترة الماضية ،
بقيا مدة علي وضعهما هكذا كلاً منهما يحـ.ـترق شوقاً للأخر ولكن كبريائه يمنعه من اتخاذ الخطوة الأولي وينتظرها من الأخر ،
فهي قد دارت عنه ماسمعه بالصدفة من حديثها ظهراً مع صديقتها وهي تظنه نائماً ،
ثم بتلعت لعابها وتحدثت بصوتٍ منخفض وهي تندهش من سؤاله الموجه إليها ويداه مازالت تطوق خصرها بتملك وهو منتويا ان لاتخرج من أحضانه قبل أن يتصافا كلا منهم :
_ انت تقصد ايه ياعمران ممكن تتكلم علطول من غير ما تلعب بأعصابي ؟
رفع خصلة شاردة هبطت على جبينها ودارت عيناها عنه مجيبا إياها:
_ سمعتك وانتِ بتتكلمي مع فريدة صاحبتك ياسكون فمن فضلك تتكلمي دلوك حالا وكفاية اكده بقى اللي احنا فيه وحالنا اللي مبقاش زي الناس الطبيعين .
تلقائيا هبطت الدموع من عينيها وهي تحاول مدارتهم عنه ولكن رأى دموعها فجذب وجهها إليه وجفف عبراتها ثم أمسكها من يدها وما إن احتضنت يداها كف يداه حتى ضغطت عليهم بقوة وكأنها تتوسله بضغطتها تلك أن لايتركها وأنها لاتسوى شيئا بدونه ،
كان ينظر إليها باشتياق لم يسبق من قبل فابتعادها عنه وعن أحضانه استمر أكثر من أسبوعين وتلك المدة تعد سنينا في نظر عمران ،
ثم تحدث إليها بصوت أجش خشن وبنبرة راجية :
_ طب بلاش دموع ومهما كان اللي وجعك ياسكون مش هتخلى عنك مهما يكون أي حاجة في نظرك كبيرة وخايفة منها مش هتكون اكبر ولا اهم من وجودك ونفَسك معايا ،
واسترسل حديثه وهو يرفع يداها ناحية شفتاه يقبلها بوله والصبر نفذ من صبره في ابتعاد سكونه عنه :
_ مهما يكون اللي حوصل وبالنسبة لك هيضيع الحب الكَبير اللي بيناتنا فهو بالنسبة لي تفاهات قصاد اني عرفت إنك مقتـ.ـلتيش ولدي ولا انك مش عايزة تخلفي مني .
كانت دقات قلبها تتصـ.ـارع داخلها فهي في أحضان عمرانها التي حرمت منها تشعر كأنها كالملك الذي يجلس على كرسي العرش ويملك الدنيا بأكملها ثم وجدته يترجاها بعينيه أن تتحدث عما بها وتحكي له كل شئ حدث لها ،
وجد أنها لاتستطيع الوقوف على قدميها فجذبها من يدها وأجلسها على التخت ثم حاول تهدئتها فمن الواضح أن أعصابها متوترة بشدة :
_ طب احكي لي بهدوء وأيا كان اللي هتحكيه فهيوبقى له حل طالما اني وانتِ جنب بعض ياحبيبي.
ابتلعت أنفاسها بصعوبة ثم تحدثت عما يجيش في صدرها ويؤرق حياتها :
_ قبل فرح مكة عرفت اني حامل كنت فرحانة قوووي إن ربنا جبرني وهجيب لك طفل يفرح قلبك ويوبقى زينة البيت لماما الحاجة وبابا سلطان لكن في نفس اليوم حوصلت مشكلة مكة اختى فاتلخمت وياها ولأني كنت عايزة افرحك بالخبر دي واني عاملة أجواء في خيالي تخليني اشوف الفرحة والسعادة في عيونك فعملت سونار وحسيت بحاجة غريبة فعملت إشاعة وفات يومين ولقيت بينزل عليا دـ.ـم فعرفت إن الجنين مشوه واني لازم أنزله فاضطريت اني أجهضه وبعد اكده اكتشفت من خلال الآشعة إني عندي مرض بيخلي الجنين ميستمرش في رحمي اكتر من شهرين وهينزل انهارت ساعتها ،
كان يستمع إليها بقلب ينفطر حزناً لأجلها فحبيبته عانت كثيراً في تلك المدة القصيرة وتحملت وحدها كل ذاك الألم دون أن يعرف وزاده عليها قسوته عليها ثم خلل أصابعه بين خصلات شعرها وهو يشعرها بأنه جانبها ولن يتخلى عنها ثم استرسلت حكواها :
_ وقتها قلت مش هتسرع وبعت التحاليل بتاعتي للأستاذة بتاعتي وردت علي بعدها إن التحاليل سليمة وشخصت لي المـ.ـرض زي ماني عرفت بالظبط وطبعاً مقلتلهاش اني الحالة داي توبقى اني علشان اعرف كل حاجة منها بدون ماتخاف علي وتخبي عني حاجة وتشخيصها زي ماقلت بالظبط وان حالتي هتاخد علاج سنين ومحتاجة صبر وياعالم هخف ولا له ،
وتابعت وجعها وعيناها انهمرت منها الدموع بغزارة مما جعل قلب عمران ينهار لوجعها هو الآخر وصار يجفف عبراتها بأصابع تتمنى محو الدموع وانتزاعها من عينيها إلى الابد كي لاتحزن أبدا:
_ وطبعاً الرحم نشط جداً واحتمال حدوث الحمل مرة تانية في اقرب وقت وبردو هينزل فكان لازم اخد حبوب منع الحمل علشان مش كل شوية أسقط والرحم بتاعي يتفيرس ووقتها هدخل في حوارات تانية ومتاهات مش هقدر اسدها ،
ثم رفعت عيناها الممتلئة بالدموع وبررت موقفها أمامه في قرارها الابتعاد عنه :
_ وقتها الدنيا اسـ.ـودت قدام عيني وحسيت اني بدات أخسرك وانك كيف هتتحمل تستناني سنين ملهاش عدد علشان اجيب لك طفل يحمل اسمك وكمان شايفة لهفة ماما الحاجة على انها تحمل عوضك بين يدها ، وزاد عليهم اللي خلاني أخد الخطوة بأني اشوه صورتي قدامك انك كل شوية تقول لي نفسي ابقى اب ، نفسي أخلف منك ياسكون طفل يحمل اسمي واسمك ، كنت بنهار ياعمران ومعرفاش أعمل إيه !
ثم هدأت من روعها وأخذت نفسا عميقا كي تستطيع الإكمال له وتفرغ ما في صدرها وجعلها طيلة الأيام الماضية تشعر أنها على حافة الانهيار :
_ فاستغليت الفيديو بتاع وجد وعملته حجة اعاندك بيها وعرفتك اني اجهضت نفسي وسيبت لك كمان شريط الحبوب في مكان مش متداري علشان تكرهني وتطلقني بضمير مرتاح لكن أنت خالفت الظنون ياعمران ،
طلعت عاشق سكون عشق حقيقي مش مجرد كلام وزي ما اني ماصدقتش الفيديو بتاع الملعونة وجد إنت كمان مصدقتش اني أعمل اكده وشفت في عيونك اللي كذبتني كَتييير .
ضاقت عيناه في ذهول وسُرعان ما كان يشيح عيناه عنها يُكرر سؤاله لها مرة أخرى بنبرة خشنة :
_ وانتِ كنتِ متخيلة إن عمران يتخلى عنك ياسكون علشان تعبك ؟
وأكمل وهو يجذبها إلى أحضانه حتى ارتطمت بعظام صدره القوية الصلبة وأكد لها :
_ اني أه نفسي اكون اب بس إن مكانش من ضلعي وضلعك ، إن مكانش منك انتِ ياسكون معايزهوش من غيرك .
بنبرة ضائعة خائفة مشتتة أعلمته :
_ بس احتمال كبير مياجيش ياعمران أو ياجي بعد صبر ومشوار علاج ومرار مهينتهيش .
تنهد عمران بتنهيدة طويلة وتمتم بقوة بعدما أخرجها من أحضانه:
_ حبيبي فداكي عمران وقلب عمران وعمره كله ، الدنيا كلاتها كوم وانتِ لوحدك كوم تاني ياسكوني ، لازم تكملي معاي مشوار الحياة اللي من غير وجودك فيها ملهاش لازمة ، ارمي حزنك وهمك ودمعك في قلبي وهو قوي وشجاع مش هيتخلى عنك وكله يهون ولا أن دموعك داي تنزل على خدك ثانية واحدة .
تعلقت عيناها به بنظرة ضائعة أرجفت ذلك القابع بين أضلعه ثم سألته عن موقف والديه:
_ طب وماما الحاجة وبابا هيرضوا يتحملوني وميشفوش عوض ابنهم اللي مستنينة بقى لهم سنين وسنين ؟
أشاح عيناه عنها ثم زفر أنفاسه بقوة وتحدث بنبرة ملامة لها :
_ كد اكده مشيفاش عمران راجل يقدر يدافع عن وجودك في حياته ياسكون ؟
وأكمل راجيا إياها:
_ ممكن متفكريش في أي حاجة ولا تشغلي بالك بأي حد حوالينا وحطي في بالك إن كل تاخيرة وفيها خيرة وان اللي احنا شايفينه صعب ومستحيل بيوبقى مفيش احسن منه .
سألته بتيهة :
_ يعني انت مش زعلان مني دلوك إني خبيت عليك ؟
تنفس بضيق عندما ذكرته وأجابها :
_ هكدب عليكِ لو قلت إني مش زعلان لكن أني زعلان منك قوووي قوووي ،
وأكمل وهو يبين سبب ضيقه منها :
_ زعلان علشان اتحملتي الألم لواحدك وداريتي عني حاجة متتدراش واصل ، مصير مهم في حياتنا وكنتِ عايزة تمشيه لحالك ،
مفكرتيش ان ممكن في مرة من اللي طلبتِ فيهم الطلاق أنطُقها مثلا وتنتهي حياتنا فعلاً !
مفكرتيش حالتك وحالتي كانوا هيبقوا عاملين كيف واحنا بنتـ.ـدمر من وجع البعاد !
مكانش ينفع تخبي عني يا سكون أبدا وزي ماعشنا الحلو مع بعض نتشارك بردو في الوجع علشان توبقى قسمة الحق .
ارتاحت سكون الآن بعد عدة أيام قضتها في كابوس فتك بقلبها بل وكل كيانها كابوس فراق العمران عشق السنين ،
ثم تحدثت بنبرة متأسفة عن مابدر منها وجعله يحزن منها :
_ حقك علي ياعمران واوعدك إني مهخبيش عنك حاجة واصل من النهاردة ،
واسترسلت حديثها وهي تبتلع أنفاسها بصعوبة:
_ بس والله العظيم كل اللي كان في بالي وقتها اني خايفة عليك من الانتظار وخايفة عليك من الوجع ومن اللي حوالينا ، مكنتش عايزة اشيلك حاجة فوق طاقتك ولا أضيع عمرك .
احتضن وجنتيها بين كفاي يداه ثم بدا شبح ابتسامة خفيفة على ثغره ولكنها سرعان ماختفت في بحر لهفته لها وهو يردد بمشاغبة اعتاد عليها عمران مع سكونه :
_ سكوني .. بيقولوا اللي اتجوزت ومخلفتش علطول بتفضل عروسة وتروق على عريسها لحد ماتخلف ،
وأكمل بغمزة من عينيه:
_ يوبقى أني هفضل عريس والعريس محتاج يتدلع ولا ايه .
خجلت من طريقته وتلميحاته وابتسامتها زينت وجهها وبدا له انها كشمس سطعت في يوم متبلد بالغيوم أنارت قلبه العاشق ورزقته الدفئ في عز البرودة ثم جذبها من رقبتها وأسند جبهته بجبهتها مرددا بصوت مشتاق :
_ وحشتيني قووي ياسكون ، وحشني ضمتك ليا اللي بتحسسني اني أسعد راجل في الدنيا.
بللت حلقها الذي جف من كثرة عطشه إليه ثم همست برقة أذابت عمرانها :
_ وانت كمان وحشتني قووي ، انت متتصورش اني اتعـ.ـذبت في بعدك عني كد ايه ، كنت بقول لنفسي هو قدامي لسه وبشوفه ومش قادرة أقرب منه ولا احضنه أمال لما تفارقي هتتحملي كيف ياسكون .
وضع يده على شفاها مانعاً إياها أن تكمل وتنطق كلمة الفراق تلك فما منها إلا أنها قبلت باطن يداه باحتياج لقرب عمران وهي تغمض عينيها بتأثر من رائحة يداه التي تغلغلت أنفها وجعلتها متأثرة باقترابه منها ، ذاك حالها من مجرد أن وضع يداه على شفاها فما بالها حين تلمس شفاه شفاها حقا ستتوه في عالم عمرانها الذي يشعرها بأنها انثى كاملة وبيدها كنوز العالم بأكمله ،
أما هو شدد على احتضان وجنتها بين يديه وهو ينهيها عن ذكر كلمة الفراق تلك :
_ مفيش فراق ياسكون ومتقوليهاش تاني ، لا إنتِ هتوبقى مع غيري ولا اني هحس باللي بحسه معاكي مع ألف ست تانية ،
وأكمل وهو يشعر بالخزي مما فعلته بهم :
_ بس داي آخر مرة هغفر لك تصرف زي اللي عميلتيه دي ياسكون ، ممنوع تخبي عني أي حاجة واصل من النهاردة ودايما تكوني حاطة في اعتبارك ان كل مشكلة هتواجهنا ليها ألف حل إلا الفراق ياحبيبي ،
وتابع وهو يقبلها بجانب شفاها برغبة :
_ عمران مهيفارقش إلا بالمـ.ـوت ياقلب عمران .
ما إن ذكر كلمة المـ.ـوت حتى شعرت بالخوف من تلك الكلمة فشددت من احتضانه لتقول برغبة:
_ بعد الشـ.ـر عنك ، ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك أبدا ،اني من غيرك معرفش اعيش ابدا .
ما إن قالتها حتى أصبح لم يتحمل هو ذاك الابتعاد أكثر من ذلك وجسـ.ـده يطالبه بأخذها الي عالمهم الخاص الذي حُرموا منه طيلة الأيام الماضية والتى تعد بالنسبة لهم عمرا بأكمله ثم احتضنت شفتاه شفتاها وجسـ.ـده اصبح مشـ.ـتعلاً وكلاهما يبث للآخر عشقه بطريقته التي تسحبهم لأجمل عالم في الوجود إنه عالم يشعرهم بأنهم طيور محلقة في سماء العشق والرغبة وعادت سكون لوطنها الآمن وحصن قلبها الحصين ،
ثم أهداها خاطرته التي كللها بغرامه قولاً وفعلاً:
عيناكي كبحور العسل الصافي الذي لم يتذوق طعمه عاشق إلا وخفق قلبه بشدة وهام بهما عشقاً،
في عيناكى سحر يقتحم داخلي ويأثرنى كمثل عاشق لقهوته ومسحور بدفئها في ليلة شتاء شديدة البرودة ولكنه حينما يحتضن قهوته يسبح في عالم عيناكى ،
فالعين قد أثرت والقلب قد غلقت أبوابه والروح أصبحت بين يداكى فافعلي بها ماشئتي برضاكى .
#خاطرة_عمران_المهدي
#بقلمي_فاطيما_يوسف
#من_نبض_الوجع_عشت_غرامي
والى هنا سكنت السندريلا قلب الأمير من جديد وعادت المياه لمجراها والسفن لمرساها وهدأت العواصف .
*******************
وفي نفس الوقت في جزر المالديف حيث يسكن عاشقان آخران وهم يبدأون طريقهم وكل منهم أصبح متمسكاً بالآخر رغم معاندة الظروف ،
كانوا يجلسون أمام البحيرة ذات المياه الزرقاء الصافية ومكة بجوارها ذاك الباجور وعليه الإناء وتصنع مشروب الشاي المفضل لها ،
وهم يتناولون أطراف الحديث مع بعضهم بصفاء ذهني و رقي فهما الآن في هدنة من مشاق الحياة ،
بدأت بوضع السكر القليل في الأكواب الزجاجية المحتوية على أوراق النعناع الأخضر والشاي ثم غلت المياه وقمت بسكب محتواه داخل الاكواب وصوت ارتطام المياه بالشاي جعلها تبتسم فذاك مشروبها المفضل ،
ناولته الكوب بابتسامة زينت ثغرها وهي تسأله :
_ مالك بتبص لي قووي اكده ليه ؟
أجابها بمشاغبة وهو مازالت عيناه متصنمة عليها:
_ مش عايزاني أبص لك ولا ايه ؟
ضمت شفتاها بعبث ثم أردفت وهي ترتشف مشروبها المفضل:
_ له بس بحسك دايما خايف اهرب منك ، وشايفني طفلة صغيرة وانت باباها اللي خايف عليها من الهوا الطاير وخايف عليها من الفقدان .
وضع الكوب من يده ثم جذب يداها واحتضنها بين يديه وضغط عليها بشدة وكأن تلك اليد هي سجن العشق لكلاهما ثم تحدث بنبرة عشق صادقة :
_ من وأنا صغير دايما كنت الحاجة اللي بتعلق بيها عمري مافرط فيها بسهولة ولحد ما كبرت وفي ذكريات طفولة محتفظ بيها لحد دلوقتي مفارقتهاش ، لما بحب بحب بعمق ولما بتعلق بشئ بتعلق قووي لدرجة ان لو بديل يستحيل ارضى بيه ، بصي شكل مايكون بعمل عشرة مع الحاجة دي وبعتبرها جزء مني ،
وأكمل وهو مازال يطيل النظر بعينيها ويداه تضغط على يدها :
_ شوفي بقى لما يكون اللي متعلق بيه بقى حتة من روحي وجزء مني التنازل بيبقى في الوقت ده حاجة مستحيلة كأني بتنازل عن روحي بالظبط .
ما كان بها إلا أنها شددت هي الأخرى على احتضان يداه وعيناهم متعلقة ببعضهم ،
ثم رمشت بأهدابها بحنو وهي تؤكد له :
_ واني خلاص مهتخلاش عنك ولا روحي هتفارق روحك ،
ثم أكملت بحنو :
_ اني اخدتك تحدي العمر يا آدم وعندي ثقة إن جواك نضيف وجميل ومش هترضى غير بأنك تريحنا علشان نعيش راضيين مع بعض وكل واحد فينا مكمل تاني وساحبه لطريق الحق .
تنهد بتعب مما ترمي إليه ثم سألها :
_ طب لو كان على الفيديو كليب والبنات هطلب من المونتاج اللي معايا ممنوع ولا بنات ولا عري خالص في الأغاني بتاعتي وتبقي من وحي الطبيعة في التصوير .
ابتسمت بتشجيع لقراره ثم عرضت عليه:
_ طب والموسيقى ماهي مزامير الشيطان اللي الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عنها ،
صدقني لو استغليت موهبتك اللي ربنا ادهالك صح هتنجح بردو وهيفضل اسمك آدم المنسي .
كاد أن يجيبها ولكنها رفضت تكملة الحديث في ذاك الموضوع فهي قررت التعامل معه بذكاء دون ضغط ، ستستخدم اسلوب المحـ.ـارب الماكر كي تفوز في معـ.ـركة جذب ذاك الآدم إلى الطريق الهادئ البعيد عن الصخب والضوضاء طريقه المكلل بأشـ.ـواك الحرام لتقول بنبرة مشاغبة وهي تنظر إلى كوب الشاي :
_ ايه رأيك في كوباية الشاي بالنعناع القمررر حجي ؟
جذبها من رأسها وقبلها بوقار وهو يمدح في أبسط الأشياء التي من صنع يدها :
_ طبعا جميلة ولذيذة زي صاحبتها بالظبط اللي مفيش اجمل منها في الدنيا بحالها .
نظرت داخل عيناه وتاهت بهما فهو يمتلك رقي وحنان لم تراهم في حكوى النساء عن أزواجهن من قبل ،
وهو الآخر تاه في جمال عينها التي عاش ليالٍ طويلة ساهراً يحلم بهم فقط ،
وأثناء تيهته في عيناها وجدها تجذبه من يده وتحسه على القيام وهو تقترح عليها :
_ بقول لك ايه رأيك ندخل المطبخ دلوك ونعمل بيتزا مع بعض كان نفسي قوووي اللي اتجوزه يشاركني اللحظة دي .
رفع حاجبه مرددا باستنكار مغلف بالدعابة :
_ ايه بيتزا مين بقى انتِ عايزة آدم المنسي المطرب المشهور اللي دوب نص بنات مصر يقف يعجن ويخبز ويقـ.ـطع طماطم وبصل !
وأكمل وهو يرفع قامته لأعلى بشموخ مصطنع :
_ oh no ده إنتِ كده بتطمعي فيا بالجامد ياموكة وعايزاني أتنازل عن برستيح ممنوع اللمس والاقتراب.
رفعت حاجبها هي الأخرى باستنكار وهي تردد :
_ برستيج مين دي ! مسمعتش عنيه في طبق اليوم يانجم ،
وأكملت وهي تسحبه من يداه تجاه المطبخ:
_ يالا يالا بلاش كسل واعمل حسابك إني مهحبش شغل مديرة المنزل والحوارات داي كل حاجة في بيتنا الصغير هنعملها سوا وهنتشارك فيها مع بعضنا ياحبيبي .
اندهش ثانيا وهو يهتف بنبرة متعجبة:
_ ايه ايه ، بقى عايزاني كمان أمسك المكنسة وبالمرة اغسل الأطباق كمان ياحظي .
أومأت له وهي تربت على وجنته :
_ وماله ياحبيبي كله نشاط للجسم وتغيير روتين حياتك الممل وشعور بالاكتفاء الذاتي كمان ،
واسترسلت حديثه وهي تؤكد أن مساعدتها في أعمال المنزل واجبة عليه معها:
_ وبعدين انت هتاجي أعظم من سيد الخلق اجمعين ( عليه افضل الصلوات وأتم التسليم) كان بيساعد زوجاته في أعمال المنزل وينظف نعله وكان رحيم ودود بيهم ، داي حتى في خطبته الوداع الأخيرة قال رفقا بالقوارير واستوصوا بالنساء خيراً.
التوي ثغره بحسرة ثم هتف بنفس مشاغبتها :
_ أهو دي جزاء واحد يتجوز واحدة من بتوع قال الله والفتوى والتدين واخدين حقهم معاكي وزيادة ،
وأكمل وهو يجذبها لصدره عنوة حتى ارتطمت بعظامه القوية وهو يغمز لها بشقاوة:
_ طب ماهو الرسول عليه الصلاة والسلام بردو قال الست لازم تطيع جوزها ومترفضش طلباته ولا ترفض احتياجاته ،
وأكمل وهو يتكئ بلسانه على كلمته الأخيرة:
_ ها احتياجاته وانتِ طبعاً فهماني ياموكتي ؟
فهمت مايرمي إليه ثم أخفضت بصرها للأسفل ورددت وهي تصطنع عدم الفهم :
_ انت تقصد ايه بكلامك دي هو أني مقصرة معاك في احتياجاتك ؟
مازال متشبسا بأحضانها ثم لف خصلات شعرها من أسفله على يده وأجبرها بالنظر لعينيه مجيبا إياها بنفس المشاغبة:
_ يوووه يعني من يومين قلت لك نفسي اشوفك بالفستان الاحمر ده ووشك جاب الوان وقعدتي تقول لي معلش يادومي مش هقدر البسه ، اصل أنا بتكسف ، اديني فرصة ناخد على بعض وبعدين هعمل لك كل اللي أنت عايزه ،
ثم ألصقها في أحضانه بشدة قائلا بنفس غمزته المعتاد عليها معها :
_ مع أنهم بيقولوا المنتقبات دول اشقيا قووي وبيحبوا الدلع وبيحبوا يدلعوا الراجل اللي معاهم ومش بيرفضو اي طلب لأزواجهم .
تعلقت عيناها به بنظرة هائمة خجلة أرجفت ذلك القابع بين أضلعه من كلماته التى أثرت بها وجعلت جسـ.ـدها وكأنه مشتـ.ـعلا بنـ.ـيران اقترابه وهمساته ثم تمتمت بخفوت:
_ ايه الكلام دي اول مرة اسمع عنيه ، المنتقبة زييها زي اي ست انت سمعك غلط وبيتهيألك .
ضغط بأسنانه على شفاه وهو يحرك رأسه برفض لنفيها :
_ لا طبعاً زي ما بقول لك كده بس انتِ اللي ناكرة وعارفة كمان اعرف عنهم ايه ياموكتي ؟
رمشت بأهدابها بخجل وهي تومئ برأسها للأمام في دعوة منها أن يكمل فهي خجلة في اقترابه وغير قادرة على النطق فعقب هو بنفس دعابته :
_ أعرف عنهم أنهم بيعرفو يرقصوا رقص جامد مهلك وهما بيتمايلوا يوقعوا قلب اجدعها راجل ، هما مش كدة بردو ولا انتِ من عالم اخر ؟
أجابته وهي تحاول الفكاك من يده:
_ له اني مليش في حوار الرقص دي خالص ، معرفاش بيعملوه ازاي ومجربتش قبل اكده من الأساس .
تركها وقام بإشغال الموسيقى واقترب منها وخلع ذاك الرداء الذي يخبئ ذراعيها وساقيها من الاسفل تحت اعتراضها وقام بتطويق خصرها بذاك الحجاب وهو يأمرها :
_ طب يالا ياقمر جربي التجربة الأولى وخليني انول شرف اختبارك وإن شاء الله مع كل تجربة هديكي درجة لحد ماتوصلي للتوب ووقتها هيبقي لينا جلسة فرفشة كل أسبوع ياقمر انتِ .
اتسعت مقلتيها بذهول ثم أردفت بتمنع :
_ وه انت عايزني ارقص وكمان شغلت لي الموسيقى ! دي لايمكن يوحصل ابدا .
اصطنع الحزن وبدا على علامات وجهه الضيق ثم قال :
_ طب اكده هتدخلي تحت بند عصيان الست لجوزها وربنا مش هيسامحك علشان هشتكيكي ليه .
استجمعت قواها وتحركت بداخلها روح الأنثي المتمردة، ثم نفضت يدهِ من عليها وابتعدت عنه وهي تتجه ناحية المذياع كي تغلق الموسيقى ولكنه لحقها واحتضنها من الخلف هامسا في أذنها مما جعل جسـ.ـدها أصيب بالقشعريرة من همسه ولمسه المحترف لها :
_ طب تعالى بقى علشان عندك ساعة أشغال شقة وبعدين نشوف حوار البيتزا ده .
أغمضت عيناها بنشوة من اقترابه لها ولم تعطيه وجهها وظل هو يقبل رقبتها برغبة فما زالت تشعر بالخجل منه وسحبها إلى عالمه التى أصبحت تتقنه جيداً فقد علمها قوانين القرب كما ينبغى أن تكون وهو يهمس لها بكلمات أذابت حصونها بين يداه وذاك حال العاشقين في اقترابهم ولهم من الحب ما لايجب لغيرهم ،
فالحب أطلس كبير فيه خرائط القلوب، ليبين أماكن السعادة والسرور، فهو أسطورة تناقلتها القلوب على مر العصور، وأريج رائع ينبعث من القلوب المزهرة، الحب يقرّب الأشخاص من بعضهم البعض وأين ما يوجد الحب توجد السعادة، كما أنّ أعظم شعور هو أنك تحب شخصاً وهو أيضا يبادلك نفس الشعور ،
فسيظلُّ الحب باقةَ الورودِ الوحيدة التي لا تذبلُ في هذا العالم ،
فالحب ثورة يقوم بها القلب لينال ما يريد من المشاعر وكان لقاء ذاك الآدم ثورة أقامها على تلك المسكينة في العشق لاتستطيع مجابهتها وخرج هو المنتصر وشعوره بالانتصار في ثورته وتحقيق أهدافها شعور الجندي الفائز في ساحة الحرب .
*********************
في نفس التوقيت
في بلاد الحرمين الشريفين حيث مهبط الوحي ومنطلق رسالة الإسلام السمحاء إنها لمكة المكرمة ولها مكانة خاص في قلوب المسلمين فهي مهبط الوحي على خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم ،وفيها نزل القرآن الكريم، ومنها انطلقت رسالة الإسلام السمحاء إلى مختلف أصقاع الأرض، مهوى أفئدة المسلمين وقبلتهم ، وأحب الرحلات التى يقضوها في حياتهم إلى تلك البلدة بل وأفضل وأعمق ماتتمناه النفس البشرية هو زيارة الكعبة المشرفة ولمس الحجر الأسود والوقوف أمام قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
حيث يوجد فيها قلبان احدهم احـ.ـترق من الآخر غـ.ـدرا وألماً ،
يجلس سلطان بجانبها وهو يتمنى منها الرضا وأن تعود معه لعهدها السابق ولكن رأسها يابس ولن نستسلم لمحايلات ذاك السلطان ،
فاقترب منها وهو ينظر إليها برجاء ككل يوم لعل محايلته تجدي نفعا لها :
_ مش كفياكي بقي بعاد وهجر يازينب إحنا مش صغار على لعب العيال دي بزياداكي عاد يابت الناس .
ربعت يداها وتحدثت بضيق:
_ وكيف اسامح يا سلطان بعد اللي عميلته فيا وحـ.ـرقت قلبي واتجوَزت علي وجبت واحدة سكنت داري وبقت راسها براسي وتنزل تعدي علي وتدوس برجليها ولا هاممها اني كنت في يوم من الايام بعطف عليها وبدخلها بيتي وبعاملها كيف ولادي وعمري ما فرقت بينهم وبينها بس هو دي الجزاء اللي اني استاهله علشان دخلت بيتي وعطفت عليها وفي الاخر طلعت من اللي بياكلوا في الوعايه وبعديها يرموها ويشوطوها بالجزم على راس اصحابها.
ضم حاجبيه وعبس وجهه وسأل مستفسرا بدهشة ظهرت علي معالم وجهه :
_ يعني ايه الحل دلوك علشان نفضوه سيرة الموضوع دي عايزاني اطلِقها يعني ؟
حركت رأسها للأمام مؤكدة تعجبه :
_ موضوع الطلاق دي مفيهوش نقاش يل سلطان يا اما اكده لما نرجع باذن الله من رحلتنا دي نتفارق بالمعروف وتسيبك من لعب العيال اللي كنت بتعمل وياي ، ا
نت دلوك راجل حجيت بيت الله ما تضيعش ثواب حجتك وربنا قال تفارقوهن بالمعروف .
كادت أن تكمل حديثها إلا انه هدر بها أرعبها وهو ينظر لها بغضب :
_ طلاق يازينب مهطلقش وانتِ عارفة اكده إن موضوع الفرقة بيناتنا مش هيوحصل.
بدون التحدث في اي كلام آخر قالت لإنهاء النقاش في ذاك الموضوع :
_يوبقى هعمل زي الحكومة اكده يبقي الحال كما هو عليه وانت في حالك وأني في حالي .
جز على أسنانه بغيظ وهو يمسكها من يدها :
_ اعقلي يازينب وسيبك من اللي في دماغك لا أني اول اللي اتجوزوا مرة تانية ولا أني آخرهم ،
ثم محاولة تهدئتها وألقى على مسامعها كلمات الغزل التي تبرد قلبها :
_ داي انتِ اللي فيهم يابت وانتِ اللي في القلب ومفيش غيرك يملى عنين سلطان ولا يكيف مزاجه غيرك ، انت الحتة الشمال وأم العيال .
ارتفعت دقاتها الرنانة ودقت في أرجاء الغرفة وأردفت :
_ وه انت جاي تاكل بعقل زينب حلاوة ياسلطان وتقول لما أضحك على عقلها بكلمتين !
وأكملت بتصميم جعله لان أخيراً فهو اشتاقها ويبدوا ان الممنوع مرغوب وكما أنها لها في قلبه مالا يكن لغيرها مهما كان وخاصة بعد أن غيرت شكلها تماماً وأصبحت أكثر أنوثة وجمالاً وجاذبية فهو لم يكن يتوقع أنها ستفعل هكذا يوماً من الأيام:
_ والله لو قعدت جاري اكده عشرين سنة كمان ماهنولكش اللي انت عايزه مني ، خليك بقى مع الملونة بألوان صناعي اللي انت اتجوزتها وخليك لايد وراي اكده .
ضـ.ـرب كفا بكف من سخريتها ثم طلب منها المشورة :
_ طب هعملها كيف داي ماهو ربنا هيحاسبني بردو يازينب ؟
لانت ملامحها وشعرت براحة اجتاحت روحها لحديث ذالك السلطان الذي وصل لأعماقها وتوغل في روحها وهي تعطيه رأيها ومشورتها :
_ هيحاسبك ليه زي ماربنا شرع الجواز بردوا شرع الطلاق واديها كل حقوقها وخليها تغور من البيت ،
وأكملت وهي تتدلل عليه كي ترى مدى اشتياقه لها :
_ ووقتها هتشوف زينب حاجة تانية والمايه هترجع لمجاريها وهتشوف هنا عمرك ماشفته في حياتك ياسلطان .
سال لعابه من دلالها المفرط وغير المعتاد ويبدوا انها تمرست ذاك الدلال بحرفية ثم حاول جذب يدها ولكنها جذبتها منه ولم ترضى باقترابه وتضعف أمامه فعبث وجهه بحزن :
_ طب بتشيلي يدك ليه يابت الناس عاد لساتك عاصية على سلطان ليه يازينب ؟
حركت رأسها بدلال كي تثيره :
_ الله الوكيل ياسلطان ماهتلمس شعرة مني إلا لما يتم المراد وتزيح الغمة اللي إنت بليتنا بيها ووقتها هتلاقي سعدك وهناك بين ايديك ومش همانع أبداً.
تحدث باقتضاب من تصميمها :
_ طب لما نرجع من السفر هعمل لك اللي انتِ عايزاه بس تفكي التكشيرة داي ياشيخة.
تنهدت وتحدثت باستجواد:
_ له في حل تاني ياسلطان يريحنا كلياتنا ومهياخدش وقت .
سألها باستكشاف:
_ حل ايه دي يازينب ؟
اجابته سريعا:
_ تتصل بالمحامي بتاعك اللي انت عميلت له توكيل من شهرين عشان موال الارض بتاعك يطلقها وترمي عليها اليمين في التليفون قدامي ويا دار ما دخلك شر وقتها الدنيا هتبقى تمام وياي .
نفخ بضيق من تصميمها ثم على الفور حمل هاتفه واتصل بالمحامي وبعد ان اتاه الرد شرح له ما يحتاجه فردد المحامي مندهشا :
_ انت ما تعرِفش ان مرتك اتقبض عليها في قضيه قـ.ـتل الدجالة خضرا اللي في اخر البلد داي الخبر مسمع قنا كلاتها يا حاج واني مفتكرك عارف .
انصدم سلطان مما قاله المحامي وسمعته أذناه وهتف بدهشة :
_ وه وه حوصل كيف دي والعيال مبلغونيش بيه الحوار المغفلق داي ؟
وظل يتحدث مع المحامي ويعرف منه ما حدث بالتفصيل ثم أغلق الهاتف وبدأ يدور في الغرفة بصدمة مما سمعه الآن ثم اتصل بعمران وسرد عليه ما أبلغه به المحامي وهو يهدر به بحدة غاضبة :
_ هو اني بقيت طرطور وعايش زي الاطرش في الزفة ازاي يا واد انت ما تبلغنيش بحاجة حوصلت زي داي ؟
ابتلع عمران فريقه بصعوبة من اتصال ابيه ثم برر موقفه :
_ يا ابوي اللي حوصل مش هين وهي اتمسكت متلبسة ومرضيتش اعكر عليكم رحلتكم انت وامي علشان خاطر اللي عيملته الملعونة داي .
طلب منه سلطان ان يحكي له تفاصيل قـ.ـتلها لتلك الدجالة فعرف كل شيء واغلق معه الهاتف وصار يدور في الغرفة باستنكار مما حدث منها وزينب كان تقف مستمعك الى كل شيء وداخلها مسرور بشدة وتكاد تطير من فرحتها ،
واقتربت منها وحاوطته من كتفه وهي تردد بسعادة:
_ ما تزعِلش نفسك يا اخوي كلبة وغارت في ستين داهية كلم المحامي يطلقها ويبعت لها ورقة طلاقها على المحكمة ونخـ.ـلص منيها المجرمة قتـ.ـالة القـ.ـتلة داي .
وبالفعل استمع الى كلامها وهاتف المحامي مرة اخرى وطلب منه ان يمشي في اجراءات الطلاق من تلك الوجد ثم اغلق معه الهاتف وجلس يؤنب حاله على زواجه منها وانه استمع نصيحه صديقه يوما من الايام والتي كانت ستهدر بحياته وستفقده اغلى الاشخاص على قلبه وانتهى عهد الوجد وسلطان وعادت زينب الى سلطان بكل رضاها فهي تعشقه ولن تخسر بيتها طالما بقيت المتربعه على عرش السلطان .

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية من نبض الوجع عشت غرامي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى