رواية إني رزقت حبها الفصل الأول 1 بقلم دينا جمال
رواية إني رزقت حبها الجزء الأول
رواية إني رزقت حبها البارت الأول
رواية إني رزقت حبها الحلقة الأولى
صبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين ، اللهم إني أسألك خير ما هذا اليوم ، فتحه ، ونصره ،
ونور بركته ، وهداه ، وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده
بصوت عذب رزين قال ذلك القائم من نومه توا علي صوت رنين منبه هاتفه ليوقظه لصلاة الفجر ، انتصف في جلسته
يمسح وجهه بكف يده يبعد اثار النوم عن عينيه ارتدي خفي المنزل ليتجه الي خارج الغرفة ، ذهب ناحية باب الغرفة
المجاورة له دق الباب عدة مرات قبل أن يستمع الي صوت والدته تهتف سريعا : خش يا أحمد تعالا يا حبيبي
( احمد محمد الشيخ في الثامنة والعشرين من عمره ، مدرس رياضيات في أحدي المدارس الحكومية ، يعيش مع والدته في شقه صغيرة بعد وفاة والده وزواج اختيه ، يملك محل صغير للبقالة ورثه عن والده )
فتح الباب ليطل علي والدته بابتسامة واسعة هاتفا بسعادة: صباح الفل يا ست الكل
تقدم صوبها مقبلا يدها وجبينها لتمسح علي شعره بحنان : صباح النور يا حبيبي ، نازل
هز رأسه إيجابا بابتسامة مشرقة: ايوة هصلي الفجر وأطلع علي المدرسة عشان عندي الحصة الأولي
وجيدة بحنان : روح يا ابني ربنا يوفقك ويسعد قلبك وتلاقي بنت الحلال اللي تسعدك ، نفسي اطمن عليك قبل ما أموت
قبل يدها سريعا متمتا بحزن : بعد الشر عليكي يا ست الكل ليه بس بتقولي كدة
وجيدة : نفسي أشيل عيالك يا أحمد زي ما شيلت عيال أخواتك
أحمد مبتسما: قريب بإذن الله ادعيلي انتي بس
أنا هقوم بقي عشان ألحق الفجر في الجامع ، مش عايزة حاجة من تحت
وجيدة مبتسمة: عايزة سلامتك تروح وترجع بالسلامة
____
رفعت كفيها لأعلي تدعو بخشوع بعد أن انتهت من صلاتها
يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي علي دينك
يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي علي دينك
يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي علي دينك
هتفت بها بخشوع تنساب دموعها ألما
هتفت داخل قلبها صارخة برجاء ( يااااااارب )
مسحت دموعها سريعا عندما سمعت دقات علي باب غرفتها ردت بصوت بح من كثرة البكاء : ادخلي يا ماما
دخلت تلك السيدة تنظر لابنتها بحزن : صباح الخير يا هنا
ابتسمت تلك الفتاة بود ترد التحية علي والدتها : صباح النور يا ماما
سميحة : هتروحي المدرسة
رد بهدوء: آه يا ماما النهاردة أول يوم في السنة الجديدة وأنا عندي الحصة الأولي
الحمد لله أن إدارة المدرسة وافقوا ينقلوني من فترة الضهر لفترة الصبح
سميحة مبتسمة: ربنا معاكي يا بنتي ويرزقك بابن الحلال
ابتسمت بسخرية يشوبها الحزن؛ تاني ولا تالت بقي
انكمشت معالم وجهه والدتها بحزن : يا بنتي انتي ما فكيش عيب هما اللي ناس نفوسهم مريضة
ابتسمت بهدوء : أنا عارفة يا ماما ، بقولك ايه بقي يا ست الكل أنا عايزة كوباية شاي بلبن وبقسماطين علي ما البس عشان ما اتأخرش علي المدرسة
هزت والدتها رأسها إيجابا بابتسامة دافئة: من عينيا يا حبيبتي
( هنا يحي إسماعيل في الرابعة والعشرون من ربيعها يتيمة توفي والدها حينما كانت في الخامسة من عمرها لديها اخ أكبر منها يعمل في احدي الدول العربية تعيش مع والدتها وجدها والد والدها في منزل صغير
مدرسة لغة عربية تعمل في احدي المدارس الحكومية القريبة من منزلها)
_
علي صعيد آخر أنهي صلاته وقف أمام الجامع من الخارج يرتدي حذائه حينما سمع ذلك الصوت ينادي عليه
الرجل مبتسما : ايه يا شيخ احمد ما فيش حتي سلام عليكم
اتجه أحمد إليه مبتسما بسعادة : ازيك يا عم اسماعيل اخبارك ايه
اسماعيل مبتسما : الحمد لله فضل ونعمة من ربنا ، أنت بقي فينك
رد عليه بابتسامة صغيرة: في الدنيا يا عم إسماعيل
ربط إسماعيل علي كتفه بحزم : كلنا في الدنيا يا إبني بس لازم تعرف اننا كلنا ماشيين منها ما تخليهاش تلهيك
احمد مبتسما: عارف يا عم إسماعيل استأذن أنا بقي عشان الحق الحصة الأولي
اسماعيل: طب هات مفتاح الدكان بتاع ابوك افتحه علي ما تيجي
هز رأسه نفيا باحراج : مش عايز اتعبك يا عم إسماعيل
اسماعيل بعتاب : تتعبني ايه بس يا ابني الدكان بتاعي جنب دكان ابوك يعني ما فيش تعب ولا حاجة وبعدين احنا ساعة صبحية ما حدش يقول للرزق لاء هات يا راجل هات
دس يده في جيب بنطاله يخرج مفتاح صغير أعطاه لذلك الرجل المسن بابتسامة واسعة: متشكر يا عم إسماعيل ربنا يوسعها عليك
اسماعيل مبتسما: وعليك يا ابني يلا بقي الحق المدرسة ، سلام عليكم
وعليكم السلام، قالها أحمد سريعا وهو يتجه بخطي سريعة ناحية تلك المدرسة القديمة
____
بعد مرور عدة ساعات في احدي الفصول
نجدها تقف في مقدمة ذلك الفضل ترتدي تنورة سوداء واسعة وقميص بني غامق فضفاض وطرحة بيضاء ، تشرح الدرس للطلاب بسلاسة
هنا مبتسمة : نراجع آخر مرة علي أبيات القصيدة قبل ما الحصة تخلص الأبيات دي حفظ علي فكرة اوعوا تنسوا
رد أحد الطلاب بضيق : بس الأبيات دي رخمة اوي يا ميس
تنهدت بقلة حيلة ؛ والله يا إبني مش أنا الي حطاهم في المنهج ، دا كتاب وزارة يا ابني عارف يعني ايه كتاب وزاة علي رأي نجيبة متولي
ضحك الطلاب بمرح لتهتف بحزم: بس خلاص بقي يلا قولوا ورايا آخر مرة
كَفْكِفْ دُموعَكَ لَيسَ يَنفَعُكَ البُكاءُ ولا العَويلُ
وَ أنهضْ و لا تَشكُ الزَّمانَ فما شكا إلا الكَسولُ
وأسلكْ بِهِمَّتِكَ السبيلَ ولا تَقُلْ كَيفَ السبيلُ
ما ضَلَّ ذو أملٍ سعى يوماً وحكمَتُهُ الدليلُ
كَلّا ولا خَابَ امرؤٌ يوماً ومَقصدُهُ نبيلُ
بدأ الطلاب يرددون خلفها بحماس ما في تلك الأبيات من قوة وحماس فنسيت تماما أن الحصة قد انتهت اضافة الي صوت الطلاب العالي الذي غطي علي صوت ذلك الجرس القديم ذو الصوت المنخفض المزعج
__
علي صعيد آخر
يقف أمام ذلك الفصل منذ عشر دقائق تقريبا منتظرا خروج مدرس تلك الحصة ليدخل هو لإعطاء حصته
أحمد في نفسه: طب ما العيال بيقولوا أهو اومال بيجيوا في حصتي يتنحوا ليه ، لاء بس بردوا حرام دي رياضة وهندسة وحساب مثلثات وحجات غريبة كدة وبعدين بقي هو هيفضل جوا لحد أمتي
دق الباب ودخل يهتف بجد : أنا آسف بس الحصة خلصت ودا وقت حصتي
هتفت سريعا بارتباك : أنا آسفة والله ما خدتش بالي
نظر لها عاقدا جبينه باستفهام : هو حضرتك مدرسة جديدة
هزت رأسها ايجابا سريعا وهي تضب اعراضها بارتباك لتسمعه يهتف برفق : علي مهلك حضرتك
حملت حقيبتها تنظر ناحيته بارتباك : أنا آسفة والله ما اخدتش باللي ، أنا هنا مدرسة لغة عربية
مدت يدها لتصافحه نظر ليدها الممدوة يهتف بهدوء : أنا آسف مبسلمش
سحبت يدها سريعا تضم قبضة يدها بخجل تنهر نفسها بعنف هي في الأساس لا تصافح الرجال لكن ارتباكها وتوترها جعلها تفعل ذلك
في لمح البصر وجدها فرت من أمامه اتسعت عينيه بذهول ليضحك ضحكة خافتة على خجلها ومن ثم بدأ يباشر عمله
____
القت حقيبتها علي مكتبها الصغير تتمتم مع نفسها بغيظ : غبية يا هنا غبية من أمتي وانتي بتسلمي اصلا ، شكلي وحش اووووي اعااا
جلست تصحح بعض دفاتر الطلاب حينما سمعت صوت رنين هاتفها الصغير التقطته سريعا تجيب والدتها
هنا : السلام عليكم
سميحة : وعليكم السلام ، ها يا حبيبتي خلصتي ولا لسه
هنا: فاضلي خمس دقايق
سميحة: طب كويس عدي بقي علي جدك وانتي جاية عشان يتغدي اصله نسي موبيله
هنا : انتي عارفة أن جدو ما بيحبش الموبايل اصلا وهو اللي بيسيبه
تنهدت سميحة بيأس: أعمل ايه بس جدك دماغه ناشفة زيك ، ببقي عايزة اطمن عليه ليتعب وهو في الدكان ولا حاجة
هنا : ربنا يخليكي لينا يا ماما أنا هعدي عليه وهجيبه ونيجي نتغدي بس قوليلي الأول انتي عاملة أكل
سميحة ضاحكة : حبيبك
هنا بصدمة: ما تقوليش أنك عاملة قرنبيط
سميحة ضاحكة : هو ، دوقيه بس وهو هيعجبك
هنا : يا ماما أنا عايشة معاكي بقالي أربعة وعشرين سنة كل مرة تعملي فيها قرنبيط تقولي نفس الجملة ايه اللي هيكون ايه اتغير في القرنبيط
سميحة ضاحكة: خلاص يا لمضة عملالك جنبه مسقعه وبطاطس محمرة كانت فايضة من المسقعة
هنا : طب الحمد لله أنا هقفل بقي عشان ماشية
سميحة بحنان : ماشي يا حبيبتي خلي بالك من نفسك
هنا : حاضر يا ماما مع السلامة
اغلقت الخط لتقوم سريعا ضبت أغراضها خرجت من المدرسة متجهه الي محل جدها
وصلت أمام محل عطارة قديم يبعد كثيرا عن منزلهم بحثت بعينيها عن جدها الي أن وجدته يجلس علي كرسي خشبي اتجهت ناحيته تهتف
بابتسامة واسعة : جدو جدو بابا ببايا
اسماعيل ضاحكا : ايه اللي جابك هنا يا لمضة
وقفت امامه تهتف بمرح : معايا فرمان من ادارة المطبخ العليا بسرعة ضبط وإحضار جدو حبيبى اللي بيحب القرنبيط
اسماعيل ضاحكا: يا بت اعقلي شوية بس كويس أنك قولتيلي أن أمك عاملة قرنبيط احسن دا أنا كان نفسي فيه
هنا مبتسمة باصفرار : أكل جميل خالص ، يلا بقي عشان نروح
اسماعيل بجد: لاء روحي انتي وأنا هحصلك أنا قاعد مستني احمد يجي يقف في الدكان بتاعه
سحبت كرسي خشبي من المحل ووضعته جوار جدها : تمام وأنا هستناك نروح سوا
ما كادت تجلس حتي سمعوا صوت احدهم يقف في ذلك المحل
يبحث عن صاحبه : لو سمحت ما فيش حد هنا
كاد جدها أن يقوم حينما بادرت هي : خليك يا جدو أنت مستريح أنا هشوف عايز ايه
دخلت إلي ذلك المحل : خير حضرتك
الرجل : عايز كيس سكر وباكو شاي
هزت رأسها ايجابا اتجهت ناحية رف المحل الداخلي احضرت للرجل
الطلب وحاسبته لحسن حظها وجدت ورقة صغيرة علي المكتب
بها أسعار كل سلعة في المحل
فتحت درج النقود تضع فيه حق المشتريات حينما سمعت صوت
يصيح بحدة : حررررررامي
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية إني رزقت حبها)