رواية القناع الخفي الفصل الثاني عشر 13 بقلم آية محمد رفعت
رواية القناع الخفي الجزء الثالث عشر
رواية القناع الخفي البارت الثالث عشر
رواية القناع الخفي الحلقة الثالثة عشر
بعنوان….(عودة….)…..
بمنزل طلعت المنياوي ….
هبط يوسف للأسفل يبحث عن شقيقته فولج لأحد الغرف يبحث عنها ولكن كانت المفاجأة رؤياها هى …
كانت ترتب الغرفة جيداً حتى أنهت عملها فأستدارت لتغادر ولكنها تفاجئت به يقف بسكون ويتأملها بنظرات غامضة ،أقترب منها بعيناه النابشة عن العشق ليخرج صوته الثابت :_كل سنة وأنتِ طيبة يا مكة …
تسلل الخجل قسمات الوجه فقالت بأرتباك ملحوظ :_وأنت طيب يا يوسف …
إبتسم مردداً بسعادة :_يوسف …الأسم بقا مميز منك .
رفعت عيناها له بزهول فأبتلعت ريقها بأرتباك لتجمع أغراض التنظيف سريعاً ثم توجهت للخروج ولكنها توقفت على صوته :_مكة ..
تخشبت محلها بأنتظار ما سيقول فأقترب منها قائلا بعد وهلة من الصمت :_أنا كنت حابب أكلم عمي فى موضوع جوازنا بس عبد الرحمن نصحني أني أستنى السنة الأخيرة ليا وأتعين وبعدها أطلبك منه يعني أنتِ فى حكم خطيبتي دلوقتي ..الخروج بأذن وكل حاجة لازم يكون عندي بيها علم …
أشارت له بفرحة ولون الكرز أكتسح وجهها بأكمله لتسرع بالخروج والسعادة حليفة دربها لا تعلم بأن المجهول يلهو معها بلعبة غامضة لينقلب عشقها المتيم لنيران متأججة بالأنتقام !! ….
*******
بشركات المهدي….وبالأخص بغرفة المكتب الخاصة بزين المهدي …
كان يجلس أدهم يتابع العمل منذ الصباح بعد أن كلفه زين بأستلام مسؤلية الشركة فأتقان جيداً متعلقاتها كما أبدا براعة بادية بالعمل …
أنشغل بمراجعة المشاريع ليفق على صوت باب الغرفة فرفع رأسه ليتفاجئ بزين يقترب منه بملامح لا تنذر بالخير …
جلس على المقعد المقابل له بأهمال محتضن عيناه بيديه،صعق أدهم فأسرع إليه قائلا بلهفة :_مالك يا زين ؟
رفع يديه عن وجهه قائلا بنبرة تكتسحها الآلآم :_حاسس أن الدنيا دي متعمدة تجي عليا يا صاحبي…
ضيق أدهم عيناه الخضراء بعدم فهم فأكمل زين بصوتٍ منبعث بالآنين :_تعبت أوى يا أدهم مش عارف أنا عملت أيه عشان يحصل فيا كل دا؟! …
رفع أدهم يديه على قدميه قائلا بهدوء :_ممكن تفهمني فى أيه ؟ وبعدين دا شكل عريس فرحه بعد بكرا !! ..
إبتسم بآلمٍ ساخر :_عريس !! ..معتقدش أنى هفرح ولا فرحت قبل كدا …عشت الأيام الا فاتت بحاول أنتقم من أقرب شخص ليا من روحي ولما أفوق من الا أنا كنت فيه أتصدم أنى كنت فى أتجاه غلط …سبت القاتل الحقيقي وجريت ورا أنتقام أعمي …
صعق أدهم حتى تخشبت ملامحه فردد بصدمة :_تقصد أيه ؟
إبتسم قائلا بثبات :_ الا فهمته يا أدهم … خالد أتقتل …
وشرع زين بقص ما حدث عليه ..
أدهم بزهول :_طب هى هتستفاد أيه لما تعمل كل دا ؟
أجابه بغضب يكتسح ملامحه :_أن الثروة بدل ما هتتقسم على تلاتة هتكون على أتنين ونصيب بنتها هيزيد ..
أدهم بحزن :_طب وأنت ناوي تعمل أيه ؟
أجابه بأعين تلمع بالجحيم :_ورحمة أبويا لأخليها تتمنى الموت ومتطولوش …
قطعه بغصب :_أنت مش معاك الا يثبت أنها قتلته ومستحيل بنت هتشهد على أمها يا زين ..
إبتسم بخبث :_متستعجلش يا أدهم مش كل حاجة لازم نلجئ فيها للقانون ..
ضيق عيناه بشك :_ناوى على أيه ؟
أستند برأسه على المقعد :_هتعرف بالوقت المناسب .
ثم جذب الملف يتفحصه بأعجاب قائلا بأنبهار :_دانا معرفش أحسب الحسبة دي !! ..
إبتسم بغرور مصطنع ثم جلس على المقعد الرئيسي قائلا بكبرياء :_أحنا مش أي حد يابني ..
تعالت ضحكات زين قائلا بسخرية :_ لا مهو واضح
تطلع له بنظرة جعلته يرفع يديه سريعاً بحركة درامية :_لا الا غضب النمر …
لم يعبئ به وأكمل عمله على الحاسوب فأخرج زين الدعوات من الخزانة ثم أستدعى العامل الذي أتى على الفور قائلا بأبتسامة هادئة :_تحت أمرك يا زين بيه ..
وضع الدعوات على الطاولة قائلا بثبات :_الدعوات دي توصل لأصحابها النهاردة ..
أجابه بأحترام :_أعتبره حصل ..
وتوجه العامل ليحمل البطاقات فأوقفه أدهم حينما لمعت الدعوة الأولى بأسم حازم السيوفي فأستدار لزين قائلا بستغراب :_أنت هتعزم حازم ؟! …
إبتسم قائلا بتأكيد :_أكيد مدام صديقك ..
أجابه بسخرية :_من أمته الكلام دا ؟
أقترب منه قائلا بحدة :_سبب كرهي للبني أدم دا الا عمله معاك زمان ومدام الأمور أتوضحت بينكم وسوء التفاهم أنحل يبقى أيه سبب العداوة
إبتسم أدهم بفرحة لحديثه فرقع يديه على كتفيه قائلا بصدق :_الا يهمك يهمني يا أدهم ..
رفع الأخر يديه قائلا بأبتسامة بسيطة ساخرة :_راجل يالا …
تعالت ضحكاته بعدم تصديق ليحمل الدعوة من بين يديه قائلا بسخرية :_طب بعد آذن جنابك بقا عشان يودي الدعوات ..
جذبها منه مجدداً ثم أستدار للعامل قائلا بهدوء :_روح أنت أنا الا هودي الدعوة بنفسي ..
أشار له قائلا وقد هم بالخروج :_الا تشوفه يا بشمهندس ..
وغادر الرجل فأبتسم زين قائلا بعد تفكير :_مدام كدا تعال نروح نوديها سوا وبعدين أطلع على الفيلا أغير هدومي وأروح لهمس ..
أدهم بغرور مصطنع :_جهز العربية وأنا هحصلك ..
كبت ضحكاته قائلا بسخرية :_تحت أمر معاليك يا أدهم بيه ..
إبتسم الأخر وأغلق الحاسوب ثم رتب الملفات على الطاولة ولحق به للأسفل …
*****
لمعت عيناه بالمكر فتمدد على الأريكة وضعاً يديه خلف رأسه بخبث يضاهيه ..
خرجت جيانا من المطبخ بعد أن أنتهت من ترتيبه لتصعق بشدة حينما رأت أحمد يتمدد على الأريكة …
توجهت إليه بغصب يكتسح ملامحها :_أنت يا أستاذ أنت
فتح عيناه ببرود :_نعمين
رمقته بنظرة مميتة :_أنت مش أخد بالك أن النهاردة الواقفة ؟
إبتسم قائلا ببرود :_والمفروض أعمل أيه يعني أرقص !!
جذبته بقوة قائلة بغضب وصوتٍ مرتفع أتت على أثره الفتيات :_أحمد بطل عناد أحسنلك ماصدقنا نخلص تنضيف وراحين نساعد ماما ومرتات عمي بالأكل …
رمقها بأذراء :_والمفروض عليا أني مأخدش راحتي فى بيتي ولا أيه ؟
أقتربت منهم مكة قائلة بستغراب :_فى أيه ؟
أستدارت لها جيانا قائلة بغضب :_مفيش جديد نفس الا بيحصل كل سنة …
أقتربت مكة منه لتصيح بغضب :_أتقوا الله بقااا أحنا ماصدقنا نخلص تحت ولسه هنضف فوق أنتوا أيه ؟!! …
نهض عن الأريكة والغضب المصطنع يجتاز ملامحه بحرافية ليجذبها من تالباب الجلباب الفضفاض قائلا بصوتٍ جعلها ترتعد :_بتقولي أيه يا ماما ؟ ..أوعى تكوني بتكلميني !! ..
أشارت له سريعاً بلا فأبتسم قائلا بغرور :_كدا تعجبيني كلها ساعات وهترجعي لمناوبة الشاي والقهوة تاني عشان تعرفي مقامك …
رمقته بنظرة محتقنه ثم توجهت للأعلى قائلة ويديها للأعلى :_حسبي الله ونعم الوكيل فيك وفى ولاد عمك وفى أخواتك وفى بنات عمك بالمرة …
ضحكات عبئت المكان فأسرت قلبه الذي ينبض بطربها ،أستدار بلهفة ليجدها تحمل أدوات التنظيف وتخرج من الغرفة لتستمع لحديثها فتعالت الضحكات بعدم تصديق على ما تتفوه به تلك الفتاة ..
كفت عن الضحك حينما تلاقت عيناها به …فحملت الأغراض وتوجهت للخارج سريعاً ولكن توقفت الخطى على صوته المقترب منها …
أحمد :_ياسمين …
أستدارت بوجهها له ولكن مازالت العينان أرضاً تخشي اللقاء به …وقف أمامها قائلا بأبتسامة هادئة :_مفيش صباح الخير يا أحمد ولا أيه حاجة ؟! ..
تلون وجهها بالخجل قائلة بصعوبة بالحديث :_أنت لسه مكلمني من شوية على فكرة
أقترب منها قائلا بغضب مصطنع :_شوية !! لا دا من سنين ..
رفعت عيناها بسخرية له فأبتسم لتطل وسامته قائلا بهمس :_بعدك عني بحس فيه أني بقالي سنين مشفتكيش حتى صوتك يا ياسمين بتمنى المكالمة متخلصش ..
تلونت وجنتها بشدة لتضع الأغراض بين يديه وتهرول سريعاً للمطبخ هروباً من نظراته الفتاكة ….أصطدمت بجيانا فتطلعت لها بزهول قائلة بستغراب :_ أيه يا بنتي مالك ..
أستدارت بوجهها لمن يستند على باب الغرفة بجسده الممشق مربعاً ساعديه أمام صدره ويتابعها بأبتسامة تسلية …
خرج صوت جيانا بنفاذ صبر :_طب فين الحاجة عشان أنضف البرندا والقعدة الا بره …
تطلعت لها بأرتباك :_حاجات أيه ؟
رمقتها بغضب :_لا حولة ولا قوة الا بالله صبرني ياررب …ثم صاحت بعصبية :_فين الجردل والمنظف يابنتي ؟! …
صمتت ياسمين تعيد تفكيرها أين وضعتهم لتتحدث أخيراً قائلة بتوتر:_مع أحمد
رمقتها بأذدراء :_ومع سي أحمد بيهببوا أيه ؟
لم تعد تحتمل نظراته فتركتها تتحدث مع ذاتها ثم صعدت هى الأخرى للأعلى …وضعت يديها حول خصرها لتقترب من أخيها الصافن بمن تصعد الدرج للأعلى قائلة بسخرية :_ماتطلع معها أفضل …
أجابها وعيناها تودع أخر خطاها :_يارريت
صاحت بغضب :_نعم ! ..
أعتدل سريعاً بوقفته قائلا بحرج أخفاه بغضب :_أحمم أنتِ هتعملي معايا تحقيق ولا أيه يابت ؟ .. غوري شوفي بتعملي أيه …
تطلعت له بخبث :_بقا كدا طيب ..
وحملت الوعاء أرضاً ثم هوت على جسده بالمياه قائلة بمكر :_ميه طاهرة ومعقمة بمنظفات عالمية الكيلو الواحد بأربعة جنية ونص من عند عمي حسن البقال ..
وقبل أن يمسك بها كانت تخفت من أمامه ليقسم بأنه سينتقم منها أشد الأنتقام ربما لن يسعفه الوقت لينقى ما يناسبه فيقع بين يدي النمر ! ..
*********
بشركات حازم السيوفي …
سعد للغاية حينما رأى أدهم يولج لغرفة مكتبه فنهض سريعاً قائلا بفرحة :_أيه النور دا ؟
إبتسم أدهم قائلا بهدوء :_النور مصاحب المكان بوجود الأهل يا حازم …
أشار لهم قائلا بأحترام :_أتفضلوا
وبالفعل جلس زين وبالمقابل منه جلس أدهم …
جذب حازم مقعد ليجلس جوارهم تاركاً مقعده الأساسي ليكون قريبٍ منهم قائلا بسعادة :_أيه سر الزيارة الملكية دي ؟! ..
أدهم بمرح :_جيت أعزمك على فرحي
تطلع له بفرحة :_بجد !!
قطعه زين قائلا بسخرية :_سيبك منه دا غاوى خطوبة وتكوين النفس والكلام الفارغ دا …
ثم قدم له الدعوة قائلا بأبتسامة رجولية لا تليق بسواه :_فرحي بعد بكرا أتمنى تشرفني أنت ومدام رهف ..
إبتسم قائلا بترحاب :_أكيد طبعاً كفايا أنك جيت بنفسك لحد هنا
زين بمكر علمه حازم فشاركه بخبث :_هو أنا هلاقي أعز منك أروحله دانت صديقي الصدوق
حازم بخبث :_يا خبر طب مع السلامة أنت بقا يا أدهم ولما نحتاجك هنديك رنة …
وضع قدميه فوق الأخري بكبرياء قائلا بسخرية :_ما بلاش الوع مع النمر هتندموا
زين بخوف مصطنع :_لا ياعم مدام فيها نمر
حازم بسخرية :_يا نهار هو أنت لسه بينادوك كدا !! هتعيد أيام الجامعة تانى ولا أيه ؟
زين بسخرية :_قلبك أبيض ياريت جيت على كدا دا بقا الزعيم للمافيا ..
حازم بزهول :_مافيا ايه ؟
زين بسخرية :_يبقا فاتك كتير …
حازم بمرح:_وأنا جاهز أسمع ..
قطعهم بحدة :_أنتوا جايين هنا تتكلموا عليا ولا أيه أنت مش عزمت الأستاذ
أجابه زين بتأكيد :_أيوا
أستدار أدهم لحازم بحدة :_وأنت مش أستلمت الدعوة
أجابه بتأكيد :_أه
وقف قائلا بحذم :_يبقا خلصنا هتيجى ولا أخد تاكس ..
زين بسخرية :_تاكس والسواق الخصوصي موجود طب تيجى أزاي دي ؟! ..
تعالت ضحكات حازم بعدم تصديق ليودعهم بمحبة والبسمة تحتل وجهه بعد …
******
بقصر حازم …وبالأخص بغرفة رهف…
أسرعت لهاتفها بسعادة حينما صدح برقم معشوقها .
خرج صوتها حينما أستمعت لكلمته القابضة للأنفاس :_وأنت كمان وحشتني أوى ..
:_لو كنت وحشتك كنتِ رفعتى الفون وكلمتيني لكن أنا الا دايما بتصل ! ..
=بخاف أعطلك عن شغلك يا حازم
:_شغل !! أنا مستعد أسيب الدنيا عشان أسمع صوتك بس ! ..
=هتفضل تحب فيا وتدلعني كدا كتير !
:_لأخر العمر يا رهف لأنك عمري كله …
=ممكن تبطل كلامك الحلو دا هتعود على كدا
:_أنا الا حابب أعودك …انا بعتلك حاجة كدا مع السواق زمانه على وصول أتمنى تعجبك ..
=حاجة أيه ؟
:_لما توصلك كلميني …
وأغلق الهاتف ثم وضعه على الطاولة ليستند على المقعد برأسه بهيام بعشقها اللامنتهي ،فزع بقوة حينما أستمع لصوتٍ يأتي من جواره :_بقا حضرتك قاعد تحب فى التلفون وسايبني للحسابات المعقدة دي !!!
أستدار ليجد أخيه والغضب يتمكن منه فخرج صوته بغضب :_خضتني يا أخي ! ..
جلس على المقعد بسخرية :_بعتذر من جنابك يا حازم بيه بس لو ممكن تراعي أنى شاب وخاطب يعنى على الأقل تديني فرصة أتكلم فى الفون مش أنت ؟
قاطعه بأبتسامة علت للغاية :_يا عم حد حاشك ما تتكلم وتحب براحتك حد قالك متعملش كدا ..
رمقه بنظرة متفحصه ثم أعدل الجرافات قائلا بغرور :_أذا كان كدا ماشي ..عن أذنك
وغادر حمزة تارك البسمة الساخرة على وجه أخيه ليردد بهمس :_مجنون ..
ورفع هاتفه الصادح بأسمها :_أيه الجمال دا يا حازم كل دا ليا أنا ؟!! ..
إبتسم قائلا بعشق :_معنديش قلب غيرك ولا أغلى منك هجيب لمين بقا ؟
=أنا بحبك أوووى على فكرة
_وأنا بعشقك جداً على فكرة
= وذوقك جميل فى الفساتين جداً ..
_لا عيونك الا جميلة مش أكتر ..
=هقيس كله وأوريك الصور ..
إبتسم بعشق على سعادتها قائلا بهمس حينما ولج للداخل السكرتير :_ أعملي الا يريحك وأنا هكلمك تانى …خدى بالك من نفسك يا قلبي ..
وأغلق الهاتف لتسقط على الفراش من سعادتها بهذا الرجل …
****
بالمكتب الخاص بحمزة ..
رفع هاتفه فوجدها تتحدث بلهفة :_كنت لسه هكلمك ؟
أجابها سريعاً :_ليه يا حبيبتي خير ؟
إبتسمت قائلة بفرحة “_عشان أشكرك على الفساتين الجميلة دي
ردد بخفوت :_فساتين أيه ؟!
أجابته بستغراب :_أنت نسيت الفساتين الا بعتهالي من شوية مع عم أحمد السواق !
تذكر حمزة ما يخطط له أخيه فأبتسم على كرمه قائلا بهدوء :_فرحان أنهم عجبوكي
=جداااً …عشان كدا قررت أقولك على حاجة
_أممم حاجة أيه دي ؟
تعالت ضحكاتها بمكر :_لما تيجي هتعرف .
وأغلقت الهاتف ليبتسم بسعادة وأكمل عمله بمحبة زرعت بقلبه لما فعله أخيه ولسماع صوتها ….
وضعت رتيل الهاتف على الكوماد ثم رتبت الملابس بالخزانة ولكن صدح الهاتف برسالة جعلها تتوجه لترى ماذا هناك ؟
تخلت عنها بسمتها حينما قرأت محتويات الرسالة ليصبح الرعب الحافز الأكبر على وجهها .
…”أوعى تستهاني بيا أنا مش أكبر رجل أعمال فى الشرق الأوسط وبس لا أنا بصمة فى تاريخ الأجرام …الا عملتيه أنتِ وأبوكِ دا تمنع عندي حاجة واحدة بس الموت ..وهتشوفي بنفسك هعمل أيه فى حبيب القلب….” ..
ألقت الهاتف على الفراش ثم جلست أرضاً تبكى بقوة ورعب ،ولحت رهف قائلة وهى تحمل الفستان الطويل عنها :_رتيل أيه رأيك بالفستان دا ألبسه أول يوم فى العيد ؟
لم تجد رداً فرفعت عيناها تبحث عنها لتنصدم بشدة حينما رأتها تجلس ارضاً وتبكى بقوة ..كادت الأقتراب منها ولكن شاشة الهاتف المضيئة جذبت أنتباهها لتقرأ محتويات الرسالة بغضب زرع على وجهها فجذبتها لتقف قائلة بغضب :_وأنتِ صدقتي كلامه ولا يقدر يعمل حاجة كل دا تهديد ..
خرج صوتها الباكي قائلة بنفي :_لا يا رهف أنتِ متعرفيش هو يقدر يعمل أيه ؟…كل دا بسبب بابا باعني له بدون ما يهتم مصيري هيكون أيه ؟!
عاونتها على الجلوس قائلة بهدوء :_ممكن يكون باباكى غلطان بس هيجي عليه الوقت الا يحس بحجم غلطه
أبتسمت ساخرة :_معتقدش يا رهف
قطعتها بهدوء :_مفيش حاجة بعيدة عن ربنا لازم تكوني قوية وتدعي أن ربنا يهديه أما الحيوان دا فميقدرش يعمل حاجة وحتى لو عايز يعمل مش هيعرف
رفعت عيناها لها بأمل فقالت بثقة :_طول ما حازم وحمزة مع بعض عمره ما هيقدر لحد فيهم يالا قومي أمسحى دموعك دي خالينا نجهز حاجة العيد ونفرح .
أحتضنتها بسعادة ثم لحقت بها لتعد المنزل استعداد للعيد …
*******
بمنزل طلعت المنياوي ..
عاد أدهم من الخارج بعد أن أوصله زين وتوجه لمنزله هو الأخر فتفاجئ بصوت صراخها ليتوقف قلبه عن الخفق فركض بسرعة مهولة ليتفاجئ بأحمد يجذبها بمزح ليحاول الأنتقام مما فعلته ..
تلونت عيناه بالغضب المميت ليصرخ بهم :_أيه لعب العيال دا ؟
استدار أحمد ليجد النمر أمامه بعيناه المريبة فأقترب منه قائلا بأبتسامة مرح :_الحيوانة دي رشتني بالميه وكان لازم ءنتقم منها ..
تطلع له بنظرة جعلته يضع المياه من يديه ويولج لداخل شقته أما جيانا فعدلت من حجابها قائلة بأنفاس متقطعة :_الحمد لله أنك جيت فى الوقت المناسب
صعد الدرجتان المستقلة بينهم قائلا بغضب :_ياريت ترجعي لعقلك وتهدي شوية بدل الجنان دا ! ..
تطلعت له بصدمة ودمع يلمع بعيناها فقالت بصوتٍ يكاد يكون مسموع :_شايفني مش عاقلة يا أدهم ؟
وتركته وتوجهت لتولج هى الأخري للداخل ولكنها توقفت على حاجز قوى يعترض طريقها …زفر بغضب وهو يزيح خصلات شعره البنية المتمردة على سحر العينان الخضراء قائلا بعد مجاهدة للثبات ؛_تعرفي أنا كان هيجرالي أيه من شوية وأنا سامعك بتصرخي ؟
رفعت عيناها اللامعة بالدموع بستغراب ليكمل هو :_قلبي كان هيقف محستش بنفسي غير وأنا هنا وفى الأخر يطلع هزار سخيف ..
رفرف قلبها بأجنحة فود الطيران خارج الجسد ليعود مجددا لثباته :_متعدهاش تاني
أشارت له بهيام ليكمل هو بهدوء :_متزعبيش بقا
أشارت له ليكمل بأبتسامته الساحرة “_طب أمسحى دموعك بدل ما أمسحها وأفكر مكاني هنا
تعالت ضحكاتها لتحذفها بخجل وتولج للداخل سريعاً …تحت نظراته المتعلقة بها ..
*******
صاح بصدمة :_بتقول مين الا كان عنده ؟
أجابه الرجل بخوف :_زين المهدي يا عثمان بيه
طافت عيناه بغموض فأشار ليخرج صوته الغامض :_يا ترى أيه علاقة زين المهدي بحازم السيوفي ؟!! …
وقبل أن يترك لعقله الفراغ رفع يديه لمن يقف أمامه قائلا بغضب جامح :_أسمعني كويس معاك4 ساعات وتجبلي العلاقة الا بتجمع زين المهدي بحازم السيوفي والا أنت عارف كويس أيه الا هعمله فيك ..
أشار الرجل برعب :_تحت أمرك يا عثمان بيه ..
وخرج سريعاً تاركٍ خلفه نيران الشر تتأجج بالعينان …
********
توجه عبد الرحمن لشراء مستلزمات العيد كما كلفه به الجد ولكن توقف حينما صدح هاتفه برسالة من رقم مجهول ،فتح هاتفه ليقرأ محتوياتها بحرص …
…”عبد الرحمن أنا صافي كنت حابه أقابلك دلوقتي لو فاضي ” ….
تطلع بزهول لمحتوياتها فجذب هاتفه وأجابه برسالة أخري …
“..ليه ..”
…”مش هعطلك هستناك أدام الفيلا …”
وأغلقت الهاتف فأبدل هو طريقه وتوجه لها ليرى ماذا هناك ؟
وبالفعل بعدة دقائق وصل عبد الرحمن لفيلا زين ليجدها تقف بالخارج وما أن رأته حتى أحتل وجهها إبتسامة عاشقة به …
أقترب هو منها ليقف أمام عيناه قائلا بثباته الفتاك :_فى أيه ؟
خرجت عن شرودها به سريعاً ثم أخرجت له حقيبة صغيرة وقدمتها له ..حملها منها بتعجب فقال بستغراب :_أيه دا ؟
إبتسمت قائلة بصوتٍ منخفض بعدما كشف المحتويات ليرى ماذا بها ؟ :_لفيت كتير عشان ألاقي نفس البرفنيوم بتاعك بس للأسف فشلت فجبت حاجة على ذوقي أتمنى تعجبك ..
رفع عيناه لها بغموض ثم أعاد محتويات العلبة للداخل قائلا بهدوء :_وأنا مش محتاجها ..
ووضعها جوارها ثم توجه للمغادرة فركضت خلفه بحزن بادي على وجهها :_عبد الرحمن ..
تخشب محله وهى تلفظ أسمه بنبرتها المختلفة …فأستدار لها وبقى ثابتٍ ليرى ماذا هناك مجدداً ؟…
أحضرت الحقيبة مجدداً ثم قالت بحزن :_ياريت مش ترد الهدية ..
خرج عن ثباته بعصبية :_على حد علمي أنك بتكرهيني جداً وأعتقد كمان أنك عارفة سبب الجوازة دي الا المفروض يزدك كره ليا بس الا شايفه غير كدا ومش فاهم أنتِ عايزة توصلي لأية ؟! ..
عبثت بأصابعها بالحقيبة بخجل من حديثه فوضعت عيناها أرضاً تخفى دمعاتها ..لتجاهد للحديث بصوتها المتقطع :_مين قال أنى بكرهك ؟! ..
حلت الصدمة ملامح فتطلع لها بستغراب لتكمل بحزن :_عارفه أنت أتجوزتني ليه ؟ وشاكرة أفضلك …
قالتها ببكاء حارق ثم حملت الحقيبة وتوجهت للداخل سريعاً ليتبقى هو محله بستغراب لما يحدث لها !! .. ليتردد سؤالا واحد على مسمعه ماذا حدث لتلك الفتاة المتعجرفة ؟ ، لما يشعر بآلم يكتسح قلبه حينما رأها تغادر بحزن !! ….
أنفض عنه تلك الأفكار وأستدار ليغادر ولكن حفرت ملامحها بعيناه فزفر بغضب وتوجه للداخل …
طرق الباب ولكنه تفاجئ به مفتوح فولج يبحث عنها ولكن لم يجدها فصعد لغرفتها بحرج من أن يراه أحد ….وصل للغرفة ليجدها تفترش الفراش وتبكى بقوة وحزن …تخشبت قدماه وأوردة العقل عن العمل …فترددت الأسئلة العديدة على مسماعه ليترأسها سؤالا واحد من تلك الفتاة ؟!!! …أنه حقاً لا يعلم من تكون ؟ ..
لم يشعر بقدماه وهى تقترب منها حتى جلس جوارها يتأملها بزهول ليخرج صوته الهامس :_صابرين …
رفعت رأسها بزهول من سماع صوته فتفاجئت به يجلس جوارها …أعتدلت بجلستها سريعاً ثم أزاحت دموعها ووضعت عيناها أرضاً لتترك له الحديث المتلهف القلب لسماعه ….لم يعلم ما عليه قوله ! …حتي طريقه لتلك الغرفة لم يشعر به …قطع صمته بعد فترة قضاها بتأملها :_أنا حاسس أني مش فاهمك خالص …
إبتسمت قائلة بصعوبة الحديث :_محدش عمره فهمني ولا حتى أمي ..
ضيق عيناه بعدم فهم لتصمت هى بصراع أن لا تخسر من دق القلب له فرفعت عيناها لتتقابل مع عيناه قائلة بخجل تجاهد قتله :_أنا عارفه أنك أخد عني فكرة مش كويسة بس صدقني أنا مش وحشة كدا …
شعر بتشتته لفهمها فأكملت هى ببكاء :_أنا عمري ما حبيت ولا أعرف أحساس الحب غير لما …
وقطعت باقى كلماتها فضيق عيناه بزهول لتكمل هى بخجل :_غير لما قابلتك يا عبد الرحمن حبيتك أوى وخايفة …
قالت كلماتها الأخيرة ببكاءٍ حارق …كان بحال لا يحسد عليه فحاول تخطى صدماته قائلا بعدم أستيعاب لما يحدث ؟! :_من أيه خايفة ؟
أجشعت بالبكاء قائلة بآلم وصل له بكلماتها :_خايفة أخسرك لأنك محبتنيش ..خايفة تطلقني أو تتجوز بنت تانيه ..
كبت ضحكاته ألا يكفي صدمته بأعترافاتها !! لا زادت تلك الفتاة من حماقتها لتخرجه من صدماته على ضحك يجاهد بكبته …
أكملت هى وعيناها تفترش الفراغ :_أنا فقدت حاجات كتيرة اوي غالية عليا …
تطلع لها بستغراب ليردد بسخرية :_وأنا غالي عليكِ ؟! ..
رفعت عيناها له تنقل له ما بالقلب بالنظرات ،أما هو فلم يعد يعلم ما الذي يحدث ؟..
خرج صوتها الباكي قائلة بصوت متقطع :_مفيش داعى للسخرية ..
دمعاتها صنعت حاجز تردد به فأقترب منها بعد عدد من المحاولات ليتمكن من ذلك ثم رفع يديه على كتفيها قائلا بهدوء :_مقصدش
رفعت وجهها لتجده يجلس بالقرب منها …يديه تحمل حنان أفتقدته كثيراً لم تحتمل أن تقف على مقربة من شعور الآمان المتجاذب إليها فأرتمت بأحضانه بقوة حتى تحظى بآمان القلب …عجز عن الحركة حتى ظن أنه شل عن الحركة ،شددت من أحتضانه …وآذنيها تستمع ضربات قلبه فشعرت بفجوة منعزلة عن العالم الذي كرهته على الدوام ،أغلق عبد الرحمن عيناه بقوة فى محاولة بائسة للمحاربة ولكن بنهاية الأمر هى زوجته …رفع ذراعيه أخيراً وطوفها بها فسعدت للغاية وشددت من أحتضانه …لا يعلم كم بقى كذلك …يطارده شعور بداخل القلب وهو عاجز عن تصديقه فكيف له بحب تلك الفتاة ؟!! …
أبعدها عنه بعد مدة لم يعلم كم طالت وقتها قائلا وعيناها تتأملها :_ مش قادر أفهمك !
إبتسمت قائلة بآلم :_عايز تفهم أيه يا عبد الرحمن …أنا حياتي كلها متتفهمش ..أنا بنت كان حلمها زي كل البنات أنها تلاقى الآمان جوا عيلتها ..لكن أنا ملقتوش من أول ما فتحت عيوني وأنا عايشة فى تشتت ما بين الحياة فى أمريكا وما بين الحياة هنا ..مقدرتش أجمع بين الأتنين …
أنصت لها جيداً لتكمل بدمع يلمع بعيناها ولكن يأبي الخضوع :_عشت أوقات كتيرة أتمنى حد من عيلتي جانبي بس ملقتش غير أم عايشة حياتها بالطول والعرض وأهم حاجة فى حياتها الخروجات والصدقات الا بتكونها مع الرجال مهو مجتمع غربي ! ..حتى بابا مكنش بيظهر غير كل شهرين تلاته وبعدين يرجع يختفى تاني ..محستش أنى كنت مهمة عند حد غير خالد هو الوحيد الا كان يهمه أمري ..مكنش بيسيب يوم غير لما يطمن فيه عليا بس خلاص راح ومفضلش ليا حد ..
وتساقط الدمع من عيناها ليتحطم قلبه فأسرع بالحديث :_مالكيش حد أزاي ! وزين ؟
إبتسمت بسخرية :_زين عمري ما حبيته ولا هحبه ابداً وكفايا عليا أنه السبب فى موت خالد
صعق فجاهد للحديث :_أيه الكلام الا بتقوليه دا ؟
أجابته ببكاء :_ماما أعترفلتي أن هو الا حرضها تقتل خالد عشان كدا أدها الفلوس الا هو بيتكلم عنها ..
قاطعها بحدة :_لا زين عمره ما يعمل كدا والدتك بتحاول توقع الدنيا عشان علاقتك بيه متكنش زي خالد ..
رفعت عيناها له بأنكسار :_تعبت يا عبد الرحمن معتش عارفة أصدق مين ولا مين ..أنا بعمل المستحيل عشان يسبني فى حالى ويديني فلوسي عشان أخرج من هنا .
تطلع لها بأهتمام ثم قال بهدوء :_هتروحي فين ؟
شرعت بالبكاء :_مش عارفة أي حتة غير هنا أنا مش مستريحة معاه ولا عايزة أشوف وشه …
:_وأنا مش هقبل أعذبك أنك تشوفي الوش دا ..حقك فى ميراث بابا هيكون عندك بعد يومين من دلوقتي أكون جمعت فيهم المبلغ وساعتها مش هفرض عليكِ تفضلي هنا أو تسافري دي حرية شخصية ليكِ ..
أستدارت بصدمة لتجد زين يقف أمامها بعد أن أنهى كلامه ليترك الغرفة حتى لا ترى حزنه الشديد على ما تفعله به ..
فاقت صدمته حينما رأى زين أمامه فأستدار بوجهه لها قائلا بسخرية :_أتمنى تكوني أرتاحتي ..وعشان تعرفي تهجري للمكان الا تحبيه أنا هطلقك ..
وتركها وأوشك على الرحيل فجذبت يديه سريعاً قائلة بدموع :_لا يا عبد الرحمن أنا مش عايزة أطلق أنا بحبك ..
إبتسم بسخرية :_أنتِ مش بتحبي غير نفسك وبس حتى دي أشك فيها لأنك لو عندك قلب كنتِ عرفتي تميزي المخادع من الصادق
وتركها ولحق بزين لتهوى أرضاً وتبكى بقوة ..
طرق الباب وولج للداخل ليجده يقف أمام شرفته وعيناه مغيبة عن الواقع …لم يعلم ما عليه قوله أو فعله فأبتسم زين قائلا بثبات دائم :_مفيش داعى يا عبد الرحمن أنا أعتدت على كدا
أقترب منه قائلا بحزن :_معلش يا صاحبي كل دا أختبار من ربنا ..
إبتسم رغم آنين القلب :_ونعم بالله أنا هديها الا يكفيها وزيادة بس كان حلمى أنفذ وصية أبويا لكن مش هجبر حد يعيش معايا غصب عنه ..
رفع يديه على كتفيه قائلا بحزن :_عارف أنت أد أيه كان نفسك تغيرها لكن هى الا أخترت ..
لم تتركه البسمة ليكمل قائلا بثبات :_وأنا هدعمها فى اختيارها وهى تتحمل النتيجة
أشار له بأقتناع ثم أستأذن بالرحيل …تركاً زين بآلم يغزو قلبه …
أنفض عنه ما يشغله فمعشوقته بأنتظاره ليبدل ثيابه سريعاً لحلى زرقاء اللون تشبه لون عيناه الساحر ثم صفف شعره وتوجه إليها سريعاً …
وقف أمام منزلها فهبطت وتقدمت منه بفستانها الأسود الرقيق ليبتسم بعشق توهج من القلب …
صعدت جواره قائلة بأبتسامة هادئة :_أتاخرت على فكرة ..
أغلق عيناه بحركة سحرية قائلا بضيق مصطنع :_أسف ..
أشارت بكتفيها قائلة بغرور :_عفونا عنك ..
تعالت ضحكاته ليقود سيارته للمكان المنشود …
*********
بمنزل طلعت المنياوي …
خرجت من منزلها أخيراً بعد أن ظلت به من الصباح فهبطت لتجد الجميع بالأسفل …
جلست على المقعد بعيداً عنهم لتعد لآنين الحزن الملحق بها …طافت عيناها كثيراً فشعرت بأن هناك سُكنان يشعر به القلب يقترب منها ،رفعت غادة عيناها لتجده يهبط الدرج ليجتازها غير عابئ بها ولا لدمع عيناها اللامع لرؤياه ! …أنضم للشباب بعد أن جلس كلا منهم بالأسفل فموعد الآذان قد أوشك …..تحدث معهم بمرح متناسياً لوجودها ..
أحمد بجدية :_خلاص بعد الفطار نروح أن شاء الله
يوسف :_بس الراجل دا مش عنده أذواق حلوة يا أحمد
ضياء :_خلاص نركب ونجيب من مكان تاني
عبد الرحمن بسخرية :_دا لو عرفنا أصلا أنت ناسي أن بكرا العيد يعني هتلاقي زحمة على المحلات ..
يوسف بغضب :_مش كان زماني أشتريت هدومي من زمان معرفش أيه الا خلاني أستناكم !
أدهم بهدوء :_أندب حظك زي الحريم ..
تعالت ضحكات أحمد قائلا بجدية :_يا يوسف لبس الشباب كتييير مش زي الحريم يعني هتروح هتلاقي كل حاجة زي ما هي ولو زنقت يعني ألبس أي حاجة ماحناش أطفال لسه ! ..
تعالت الضحكات ليرمقهم بنظرة مميتة ثم خرج للقاعة …
ضياء بسخرية :_هو أخوك دا معقد ليه يا عبد الرحمن ؟
رمقه بغضب :_أسأل ليا وليك ياخويا ..
توقف أدهم عن العبث بهاتفه ووقف حينما ولج طلعت المنياوي للداخل لينضم له عبد الرحمن والجميع …
جلس الجد على الأريكة قائلا بنظرات متفحصة :_كيفكم يا ولد ؟
أحمد بأبتسامة هادئة :_الحمد لله يا جدي أخبار صحة حضرتك أيه ؟
أجابه بثبات :_بخير يا ولدي ..أجعدوا ..
وبالفعل جلس الجميع ليكمل حديثه :_الصنايعية بدءوا الشغل بالأرضية ..جهزوا حالكم على العيد التاني بأذن الله هيكون فرحكم ..
سعد أحمد كثيراً أما عبد الرحمن فتحدث بشكر :_ربنا يخليك لينا يا جدي ..
اقترب منه أدهم قائلا بهدوء :_بعد آذن حضرتك يعني أحنا حابين أحنا الا نحاسب العمال ونجيب الا اللازم كفايا أن حضرتك أتنزلت عن الأرضية ..
إبتسم الجد قائلا بغموض :_لساك زي مأنت ..
إبتسموا جميعاً فلمح الجد بحدة نظره حزن ضياء وغادة البادي على وجوههم فأشار بيديه على من تقف بعيداً .:_جربي يا بنتي ..
تطلعت له غادة ببعض الخوف فأشار لها أحمد بالأقتراب وبالفعل فعلت تحت نظرات رعب جيانا وياسمين …
ربت على كتفيها ثم جذبها لتجلس جواره قائلا بغموض :_مش هتجوليلي كيف كل سنة فين مديوعي يا جدي ؟
إبتسمت بسعادة حتى والدتها قالت :_كانت لسه صغيرة يا بابا أنت لسه فاكر ؟
إبتسم قائلا بشرود :_ولا عمري أنسى حد من أحفادي …ثم رفع نظره على من يجلس على مقربة منهم ليبدأ بالحديث قائلا وعيناه على غادة :_تعرفي أنتِ الوحيدة الا كنت بتهاون معاها لما كنتِ تعملي الغلط وأجي عشان أعاقبك كنت بلاجيه دايما يبكي ويجولي لع يا جدي أني الا عملت إكده عاقبني أني ..
تطلعت له بزهول عن من يتحدث حتى الجميع تابع الموقف بأهتمام على عكس ريهام وسلوي ونجلاء زوجات الأبناء إبتسمن لمعرفة عن ماذا يتحدث الجد ؟
أسترسل حديثه قائلا بأبتسامته الهادئة :_حاولت أشوف سر جوته دي فكنت أعاقبه مكانك ويستحمل …من صغره وهو إكده
أجابته بفضول :_مين يا جدي ؟
أجابها وعيناه عليه :_الوحيد الا جبلت أنه يخطب رغم أنه الصغير ..
تطلعت لضياء بدموع وهو بنظراتٍ ثابتة …تعالت بسمات الجميع على عشق ضياء النقي …نهض الجد عن الأريكة وتوجه لغرفته ولكن قبل الولوج أستدار بوجهه لأحفاده قائلا بثبات :_عرفتوا دلوجت ليه الوحيد الا وافجت على خطوبته رغم انه لساته بالعلام …
إبتسم أحمد وعبد الرحمن وتطلع له يوسف بزهول …
غادر الجد ليهمس أدهم لأخيه قائلا بجدية :_فوق يا ضياء مضيعش الحب دا من أيدك …
رفع عيناه لتتقابل مع عيناها لتقسم له بين الآنين أنها لن تفعل ذلك مجدداً …رأى الندم يستحوذ عليها ولكن عليه الصمود حتى لا تعيد ما فعلته مجدداً ..
أسرعت الفتيات بتقديم الطعام فموعد الآذان الأخير لرمضان المبارك أوشك على السطوع …عاونتهم الأمهات بوضع العصائر ليتعالى صوته بالتسهيد لتجتمع العائلة على أخر طاولة رمضان المبارك …فشرع كلا منهم بكسر صيامه بعد أن دع دعوة محببة لقلبه …
إبتسم الجد وهو يتأمل أولاده وأحفاده لجواره فقال بفرحة :_كل سنة وأنتم طيبين
أجابوه بسعادة وقبل كلا منهم يديه ..لينهوا طعامهم سريعاً فتجمع الشباب بالاسفل للخروج سوياً لشراء ملابس العيد أما الفتيات فأعدن المنزل للغد وصعدت الأمهات للأعلى لترتب كلا منهم شقتها الخاصة تاركة المنزل السفلي للفتيات الذي برعن بترتبه بأتقان وأعدت كلا منهم ملابسها لأحتفال الغد المميز لكلا منهما لأنه الأول مع الحبيب والخطيب والمعشوق …وظل الحزن نبع عين غادة حتى أنه ظنت بأن سعادة الغد ليست من نصيبها …
*****
بمنزل همس …
أنهي زين طعامه بتلذذ بعد أن شكرها على طعامها الطيب وجلس مع والدها يرتبان أمور الحنة والزفاف ..ونظرات الزين تخطف معشوقته بعالم لا يستحوذ بهم سواه هو وهي …ومع حدوث أفواج العشق هناك مخطط للأنتقام سينضم زين وأدهم لقائمته ولكن ربم المخاطط نسى أن النمر قوة لا يستهان بها ….
ستري الموت بعيناها وستجده هو من يقف ليحيل بينه ليحتضنه بدلا عنها لتصفعها بقوة ما كانت تراه به ولكن هل ستعود للحياة أما ستتخلى عنها هى الأخري ؟ ..
ما المجهول لكلا من …جيانا….رهف….رتيل …همس..!!!
هل حان الوقت لكشف القناع الخفى عن المافيا ؟
وأخيراً ماذا هناك من أسرار وشفارات ؟؟؟؟!!! ….
كل ذلك وأكثر في ..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية القناع الخفي)