روايات

رواية من نبض الوجع عشت غرامي الفصل السابع والعشرون 27 بقلم فاطيما يوسف

رواية من نبض الوجع عشت غرامي الفصل السابع والعشرون 27 بقلم فاطيما يوسف

رواية من نبض الوجع عشت غرامي الجزء السابع والعشرون

رواية من نبض الوجع عشت غرامي البارت السابع والعشرون

من نبض الوجع عشت غرامي
من نبض الوجع عشت غرامي

رواية من نبض الوجع عشت غرامي الحلقة السابعة والعشرون

عاد جاسر إلى منزله محطماً وجلس على تخته بإهمال وهو يشعر بالإرهاق الشديد ،
ولكن قلبه اعتاد على الوجع وتلك المرة اخف من ذي قبل فلم يلبث أن يتعلق بها بشدة ولكنه يشعر بالخذلان الشديد من قلبه ،
فقد كان قلبه ضريراً مشى طريقاً لم يحسب خطواته ، ولكن مهلا أيها الوجع لقد فقدت احتمالي على الصبر ، أصبحت اتمنى فقدان ذاكرتي كي أنسى اسمي ، شكلي ، وضعي بل أنساني كلي ، وكالعادة لجأ جاسر إلى ربه فهو الواحد الأحد الأعلم بقلوب عباده وهو فقط من يداوي الجروح ويضمد كسر القلوب فهو يستعين بربه على خذلان قلبه والله خير معين ،
وقف بين يداي ربه يناجيه كثيراً وكثيراً حتى نام من شدة الإرهاق والتعب وانقضى ذاك اليوم بوجعه وأتى نهاراً جديداً سطعت شمسه الذهبية وأعلنت عن نور الكون وإن دل هذا على شئ فإنما يدل على أن بعد العتمة نور يضئ الكون بأكمله ،
انقضى نصف النهار وأشغل حاله في بعض القضايا التي بيديه ثم ارتدى ملابسه وذهب إلى مكتبه وهو لايعلم ماذا يفعل به قلبه عندما يراها ،
وصل إلى المكتب بأقدام مترددة ولكنه لم يعتاد الهروب ،
رآها منكبة على الأوراق التي أمامها بوجهها البرئ الملائكي ،
ألقى السلام ببشاشة كعادته :
_ السلام عليكم ورحمة الله ، ايه أخبار الحسابات على حسك يامنون ؟
ابتسمت فور سماع صوته ثم رفعت وجهها إليه مرددة سلامه :
_ وعليكم السلام ورحمة الله ، تمام يامتر بظبط لك الدنيا أهو وكمان ظبط لك ملف المرتبات وعملته بنظام حلو .
كل شئ يدل فيها على برائتها ورقيها ثم وجد حاله يسألها :
_ ليه مجبتيش سيرة قبل اكده بخطوبتك هو احنا مش أصحاب قبل ماتبقى شغالة معايا ؟
أومأت برأسها بموافقة ثم أجابته :
_ طبعاً أصحاب ويعلم ربنا إني بعتبرك كيف أخوي مدحت بالظبط لأنك راقى وبتتعامل وياي كأني عادية مش مختلفة ،
وأكملت وهي تقدم اعتذارها له :
_ أني غلطانة معلش بس والله معاذ كان مسافر ولسه راجع من أربع أيام وجه كلم بابا طوالي وكله حصل ورا بعضه .
تنهد بحسرة انتابت قلبه على تلك المنة التى حلم يوماً أن تكون زوجة له ثم سألها كي يطمئن عليها:
_ بس كنتِ اتأنِ في اختيارك وخدي وقتك في التفكير لأن جواز القرايب بيجيب مشاكل ،
وأكمل وهو يبرر كلامه:
_ أني مش بقلقك ولا بخوفك بس بقول لك نصيحتي من خلال واقع المحاكم اللي عايشين فيه دي .
حركت رأسها بنفي ثم فهمته ظروف زواجها من معاذ :
_ له أصل معاذ مش يوبقى ابن عمي بس له ده بن خالتي كمان ، وأصلا خالتي هي اللي ربتني ومن زمان وهي روحها متعلقة بيا وأني كمان بحبها كيف ماما بالظبط ، فمن واحنا صغيرين تقول معاذ لمنة ومنة لمعاذ وهو بصراحة بيحبني قووي وكمان مراعى ظروفي ،
وأكملت وهي تحكى بضعا من تفاصيل علاقتها بمعاذ المحببة إلى قلبها :
_ تصور قبل مايسافر كان ياجي يوديني كليتي بنفسه ويهتم بكل تفاصيلي ، كان بيوكلني بإيديه وبيخاف علي من الهوا الطاير ، بس لما أسافر قلت إنه أكيد هيشوف ناس جديدة ونظرته ممكن تتغير ومع إنه كان بيكلَمني علطول وبيطمَن علي إلا إني مكنتش متوكدة من مشاعره ناحيتي ولحد مارجع أول حاجة عميلها طلبني للجواز من بابا وماما ،
وقتها مش عايزة أقولك حسيت ان قد إيه غالية عنديه وان مهما شاف ولف ودار مش هيلاقي حد يحبه قدي داي كل الحكاية .
كان ينصت لها باهتمام شديد وبعد حكواها تلك لم يستطيع قلبه الجميل إلا تمني السعادة لها ثم حمل حقيبته من على مكتبها هاتفا بتشجيع :
_ إذا كان اكده فربنا يوفقك ويبارك لك فيه يارب ،
بس ياترى بقى هتكملي شغل في المكتب اهنه ولا بعد ماتتجوزي هتفارقي وتسبينا ؟
أجابته بتأكيد :
_ له مهسيبش المكتب اهنه أني اعتبرتني صاحبة مكان وحبيت الشغل معاك ومع كل أصحابي واتفقت مع معاذ إني هكمل اهنه واني حابة المكان لأنه هادي ولأني حفظته وهو ممانعش خالص ، بصراحة هو حد جميل قووي بيفهم علي ومش بيحتكر قراراتي ، دي هو كمان اللي موصلني الشغل اهنه وهو بردوا اللي هياجي ياخدني .
الآن تيقن جاسر أنه أمام عشق الطفولة من ابنة عم لابن عمها ، فتحت جدار الوجع بقلبه ودقـ.ـت فيه بشدة ، تذكر حب طفولته هو الآخر ، كل ماقالته منة عن معاذ كان يفعله هو الآخر مع رحمة ،
ومن المحير له أن منة شعرت بمحبة بن عمها بظروفها تلك ،
وبات داخله يسأل لمَ لمْ تكتشف رحمة محبته وعشقه لها كمنة الله ؟
ولكن وقف مع حاله وأعاد التفكير قائلاً لحاله :
ولكن مهلا أيها الجاسر فرحمة لم يُمهَد لها كمنة فلا تبتئس بقلبك واترك قلبك ونصيبك بيد الله فهو مقلب القلوب وسيبهرم بعطاياه .
فاق من شروده على صوت منة تسأله :
_ ايييه يامتر رحت فين ؟
تنفس بعمق داخله ثم تحدث :
_ موجود أهه ، تمام والمكتب طبعاً ميقدرش يستغنى عن موظفة نشيطة وشاطرة زيك ،
أسيبك بقى وهدخل أراجع القضية اللي معاي عِندي جلسة النهاردة.
تركها ودلف إلى مكتبه وجلس على الكرسي وهو ينظر إلى أركان مكتبه ومن الآن فصاعدا لن يفكر في أي ارتباط ووقته كله سيوهبه لمهنته حتى يصبح عَلماً في القانون يُحتذى به .
******””””****”””***
في المالديف تجلس مكة أمام تلك البحيرة وسط المساحة الخضراء الواسعة فكم يعطيها ذاك المكان قسطاً كبيراً من الراحة والسلام النفسي ، كانت ممسكة بهاتفه تتصفحه ثم قررت تصوير المكان بفيديو قصير ثم قامت بنشره على الانستجرام والفيسبوك مدونة فوقه
” بيت الأحلام محاط بجمال الطبيعة
وروعة الاخضرار بعيدا عن ضجيج العالم ”
رأى أدم ذاك المنشور عندما وصله اشعارا بما نشرته ثم قام فورا بالتعليق عليه فهو يشعرها دائماً بالاهتمام بها مرسلاً تعليقه
” ويسكن ذاك البيت أميرة متوَّجة على عرش العالم بأكمله سكنت قلب أميرها ”
وصلها تعليقه فور نشرها لذاك البوست ثم تفاعلت معه ،
ألقت الهاتف من يدها وقررت الاستمتاع بجمال الطبيعة وما إن جلست مع حالها بدأ عقلها يفكر من أين ستبدأ مع آدم ؟
وهل ستستمر من زواجها به ؟
وكيف ستكن حياتها معها فهي لن ترضى أن تأكل وتشرب من ماله وهو في نظرها مال حرام ، لن تشعر بالارتياح في معيشتها معه وهو مازال يغني بتلك الطريقة التي يرفضها عقلها بتاتاً ،
كانت تستند على الأريكة وقررت أن تفرد جسدها عليها علها ترتاح من الوساوس التي اقتحمت جميع مخيلتها في فترة النقاء التي قررت أن تجلسها مع حالها ،
نظرت حولها لم تجده موجودا في المكان ومن الواضح أنه مسترخيا في غرفته فقامت بخلع حجابها وفردت شعرها خلف ظهرها وكما أنها قررت خلع ذاك الجلباب الذي ترتديه دائماً ،
كانت ترتدي أسفله قميصا من اللون الأسود بنصف أكمام شفافة وصدر مفتوح بعض الشئ ويصل لما بعد ركبتيها مما اظهر جمالها البارع مع جسدها الأبيض في جو مشمس يشعرها بالدفئ وكما أن فصل الشتاء قارب على الانتهاء فلم تشعر بالبرد وأغمضت عيناها كي تستمتع بهدوء اللحظة بعيدا عن ضوضاء العالم فاللحظات الهادئة التي تريح النفس تمر سريعاً ،
أما هو قرر النزول إليها ومشاركتها جلستها فقد أنهى مكالمته مع راشد عن العمل ،
نزل وعيناه مشطت المكان باحثة عنها فالمكان واسع فوجدها في ركن جانبي أمام البحيرة الواسعة ، ساقته قدماه إليها ثم رآها بهيئتها الآخاذة تلك فوقع قلبه صريعاً بين يداه من شدة خفقانه انبهارا بكتلة الأنوثة المتفـ.ـجرة المسترخية أمامه الآن ،
وقف أمامه وقام بتوجيه هاتفه عليها والتقط لها صورة بوضعها تلك فقد أبهرته تلك الصغيرة بهيئتها ،
استمعت تلك المكة إلى صوت فلاش الكاميرا فانتفضت من مكانها مرتعبة خوفا من أن يكون غريباً اقتـ.ـحم عزلتها ولكنها وجدته زوجها ،
رأى هلعها فذهب إليها وجذبها إلى أحضانه مرددا بحنو وهو يقبلها من رأسها :
_ اهدى ياحبيبي متقلقيش ومتخافيش محدش غريب يقدر يجي هنا .
حاولت أن تبعده عنها ولكنه كان متمسكاً بها فلأول مرة يحتضنها وهي بهيئتها المهلكة لأنفاسه بتلك الدرجة ، فكل جلستها معه بحجابها وجلبابها اما تلك اللحظة رأى أنثاه الحقيقية متجسدة أمام عيناه وبين أحضانه ولن يتركها قبل أن يشبع رغبته بها حتى ولو كان ظاهرياً ،
احتضنها من خصرها بقوة بإحدى يداه وبالأخرى رفع وجهها إليه كي يجبرها تنظر داخل عيناه ثم همس لها :
_ مالك مرعوبة كدة ليه ، إحنا هنا لوحدنا وتقدري تلبسي اللي على كيفك ،
ثم غمز لها بإحدى عينيه وهو ينظر إلى جسدها بوقاحة زوج عاشق :
_ يعني ممكن تلبسى بوركيني وتنزلي البحر وممكن تلبسي هوت شورت وانتي قاعدة في المكان الساحر ده ولا ايه .
تاهت في عيناه وهمسه ولمسه الرقيق وصوته الرجولى المصطحب بالحنو ثم قالت وهي تنظر أرضا :
_ إنت كنت بتصورني ليه ، من فضلك امسح الصورة علشان حد ميمسكش الموبايل بتاعك ويفتح الصور ويشوفني بالشكل دي .
رفع وجهها إليه مرة أخرى ثم طمئنها :
_ أولا مفيش حد بيمسك موبايلي خالص غيري ، ثانياً كل البرامج عندي مقفولة بباسورد محدش يعرف يفتحه غيري ،
وأكمل وهو يلصقها بأحضانه أكثر :
_ هو معقول اخلى حد يشوف روبانزل بتاعتي ! قولي لي بقي قاعدة لوحدك ليه ؟
لم تستطيع التحكم في حالها وهي في قربه المهلك ثم تمتمت بخفوت راجية إياه أن يتركها :
_ طب ممكن تسيبني ونقعد نتكلَم براحتنا ؟
حرك رأسه رافضاً بقطع :
_ لا يمكن أبدا اسيبك بعد مالقيتك اتكلمي واحنا زي ماحنا كدة ؟
وأكمل مشاغبا إياها :
_ قولي بقي انك ضعفتي وحنيتي ومش قادرة تتنفسي في قربي .
حاولت الإفلات من يده ولكنها لم تفلح ثم سألته :
_ طب انت عايز ايه دلوك يا آدم ؟
_ عايز افضل كدة حتى لو هفضل باصص جوة عيونك من غير كلام .
_ حرام عليك انت بتتعبني وبتتعب أعصابي اكده.
_ فيها ايه يعني مانتِ تاعبة أعصابي وقلبي وعيوني وكل حاجة فيا بتقول أااه منك يابنت قلبي .
_ ليه يعني هو أني عميلت ايه ؟
_ تؤتؤ قولي معملتيش ايه ، سهر وسهرتيني ، دوخة ودوختيني وراكي ، تعب أيام وليالي ومرمطتي اللي خلفوني ، مش عايزاني بقي أتعبك شوية .
_بردو مردتش علي إنت عايز ايه دلوك ؟
_ عايزك .
أغمضت عيناها من طريقته وتلميحاته وبات جسدها يدق بعـ.ـنف داخلها وأعصابها تفككت من نبرته ونظراته لها ،
أما هو حينما أغمضت عيناها لم يستطع التحكم في حاله واقترب منها يقبلها برغبة فهو رجل وهي امرأته بين يداه ، فهو عاشق وبين يداه أنثى راغباً بها بشدة ، وهي مشاعرها عذرية لم تفقه في قوانين القرب شيئاً فجعلته يتمنى المزيد ، صار فى دوامة قربه منها وهي لم تستطيع الإفلات منه تريد الابتعاد وجسـ.ـدها خانها ، تريد أن تدفعه وتجري من أمامه وتختبئ بين جدران غرفتها كي تهدأ مشاعرها الثائرة ولكنها غير قادرة على الحراك ، أخذتها الأماني والحلم معه إلى بعيد ، فهي لم يرضيها عذابهما ، فهما قد وصلا قمة الحب حبا و بالرغم من ذلك حكم البعاد مسيطر على حالها ،
لم يفصل قبلته عنها حينما لم يجد اعتراضها ولكن فصل قبلته عندما رأى دموع عينيها الساخنة هابطة على وجهها فأغمض عيناه هو الآخر ودفن يداه خلف رقبتها وأسند جبهته بجبهتها مرددا بعتاب :
_ ليه كدة ياحبيبتي ، ليه العذاب ده ، انتِ بتحبيني وكل حتة فيكي عايزاني ومش قادرة تبعدي يبقى ليه كدة .
كانت الأخرى مغمضة العينين وكأن عيناهم هي سر ضعفهم فهربا كلتاهما من نظرات تضعفهم ثم تحدثت أخيراً عما يجيش في صدرها من ارق :
_ لأني مش مرتاحة حاسة إن الاكل اللي باكله من فلوس حرام ، والمكان اللي قاعدين فيه من مال حرام ، والعيشة داي كلها من الحرام .
حقا أدمته تلك الحقيقة التى نطقتها الآن ، ولكن ماذا يفعل الآن هو عمله ولقد رزقه الله بتلك الموهبة ومن ورائها اكتنز ذاك المال فهو لم يسـ.ـرق أو يقـ.ـتل أو يتاجر في الأشياء الممـ.ـنوعة ثم أخذ نفسا عميقا وزفره بعمق حتى هي شعرت بأنفاسه الساخنة تلفح وجهها فاستشفت ازعاجه ثم تحدث بنبرة موجعة:
_ طب أعمل إيه دلوقتي ده شغلي ومعرفش أعمل غيره ، يامكة افهميني دي موهبة ربنا رزقني بيها ليه أدفـ.ـنها واضيع نفسي في حاجات هتوه فيها ؟
قررت أن تفتح عيناها الآن وتسحبه معها لعالمها الجمييييل عالم طاعة الله ورضاه عالم لم تكفيه كنوز العالم ثم بدأت لأول مرة غنواها له بصوت ساحر جعله انصدم له ولم يصدق حدسه مما استمع إليه الآن وهي تجذبه من يداه وتجلسه على الأريكة وبدأت بالتمايل أمامه كفتيات الفيديو كليب بل ويزيد ،
كانت حركتها التى تفعلها مع طريقة غنواها الساحرة جعلته ثائراً وجسده يأمره الآن أن يرفعها أرضا ويهرول بها إلي غرفتهم ويقضي معها أوقات من السعادة التى تجعله يهدأ عندما يفرغ طاقة غرامه المشحونة بها فقد كانت تغني له بطريقة مثيرة :
أنا
أنا بعشقك أنا، أنا كلي لك أنا
ده أنا بعشقك أنا، أنا كلي لك أنا
أنا، أنا، أنا، أنا، أنا، أنا
يا من ملك روحي بهواه، روحي بهواه
الأمر لك طول الحياة، طول الحياة
يا من ملك روحي بهواه، روحي بهواه
الأمر لك طول الحياة، طول الحياة
الماضي لك وبكرة لك وبعده لك
ده الماضي لك وبكرة لك وبعده لك
أنا في سهادي وفي منامي بندهك وبسألك
بتحبني ولا الهوى عمره ما زارك
بتحبني ولا إنكتب على القلب نارك، نارك
بتحبني ولا الهوى عمره ما زارك
بتحبني ولا إنكتب على القلب نارك، نارك
قول يا حبيبي، حبيبي قول
قول يا ملاك
أنا، أنا، أنا بعشقك
أنا، أنا، أنا بعشقك
أنا بعشق الكلمة اللي بتقولها وبعشق ضحكتك
أنا، أنا، أنا بعشقك
أنا بعشق الليل اللي في عيونك وبعشق رقتك
أنا، أنا، أنا بعشقك
أنا بعشق الأرض اللي عديت يوم عليها خطوتك
أنا، أنا، أنا بعشقك .
ثم أنهت غنواها وجلست أمامه قائلة بشئ صدمه منها :
_ ايه رأيك مش اني عندي موهبة بردوا ومدفـ.ـونة ، ايه رأيك لو عميلت فيديو كليب بذمتك مش هينجح ، انت فنان وعارف العرب والمقامات هل أنا غلطت في طريقة القائي ؟
كان مازال منبهرا مصدوما من ماستمعه للتو لقد كانت رائعة ، جذابة ، مثيرة ،
كفاكي ياامرأة ماذا تقصدين الآن بما فعلتيه الآن ثم سألها بصدمة :
_ مكة إنتِ بتعرفي تغني ؟!
سألته هي الأخرى:
_ جاوب الأول هل غنيت صح ؟ هل غلطت في طريقة القائي ؟ هل صوتي ينافس الفنانات الموجودين على الساحة دلوك ؟
أجابها وهو مازال غير مصدق ماستمعته أذناه الآن :
_ ده إنتِ مش بتعرفي بس ده انتِ عظمة على عظمة يابنتي ، ده انتِ خطيرة جداً ،
ثم ضرب كفا بكف وهو مازال على صدمته:
_ أنتِ بتعرفي تغني من امته ؟
تعمقت مع بالحديث بأريحية فهي انتوت توبته ولن تكل ولن تمل ولم تفعل ذلك بالغصب والكلام الجارح فهي متدينة وتعرف ربها فـ”لاإكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ” :
_ اني طلعت على الدنيا لقتني بغني زيي زي الأطفال ومع الوقت لقيتهم بينبهروا بصوتي وبيقولو لي إن صوتي حلو ، لكن لما كبرت شوية وعرفت الصح من الغلط والحرام من الحلال بطلت أغني خالص وبقيت بستغل صوتي في قراءة القرآن لحد ماكله نسي اني بعرِف أغني وان صوتي حلو،
ثم أكملت وهي تفرغ قنبـ.ـلتها أمامه وهي متأكدة أنه سيثور عليها فهو عاشق ويغار ومن يغار لا يتحمل ماستقوله ولكنها تحاول معه بالعقل :
_ طب تمام إيه رأيك بقى اخلع النقاب وأخرج بالحتة السواريه وأروق على شكلي اكده وتعلن عن مولد فنانة جديدة تهز اركان الوطن العربي بصوتها اللامع وأعمل لي كام فيديو كليب اكده مع حبة شباب طول بعرض مرمين على القهاوي والعب بالملايين لعب ، أمال إيه عاد ماني عندي موهبة حرام أدفـ.ـنها بالحيا .
انتفضت أعينه بحدة ثم قطب جبينه وهز رأسه بعدم فهم وتسائل متعحبا :
_ نعم ياماما سمعيني كدة انتِ قلتي ايه تاني !
مطت شفتيها بدلال اصطنعته جيدا كي تبرع في تنفيذ ماانتوت عليه :
_ اللي انت سمعته فيها ايه يعني دي اني موهبة ومينفعش تفضل مكمورة اكده في الضلام ، وكمان حرام الملايين داي تضيع علي .
انتصب واقفا بغـ.ـضب ثم قام من مكانه وجذبها من كتفها وهدر بها بحدة وكأنه صدق انها ستفعل ذلك فتلك المكة كل يوم يكتشف بشخصيتها أشياء جديدة :
_ موهبة مين يا أستاذة ! طب جربي تخلعي حجابك كدة ولا نقابك ولا اعملي اللي انتِ بتقوليه ده .
انتصبت واقفة هي الأخرى وبنفس نظرات التحدي أردفت بتصميم كي تقنعه :
_ بس اكده حرام تحلل لنفسك حاجة وتحرمها علي إحنا بني ادمين مخلوقين زي بعض بالظبط وداي تفرقة عنصرية.
_ لا ياماما أنا راجل وانتِ ست .
_ مفرقتش يافنان اني صوتي حلو وانت كمان ومنفرقش عن بعض يبقى ليه تحجر علي .
بمجرد أن استمع الى هرائها ذاك اندفع فيها ليشن حروب أفعالها فوق رأسها بعنفوان،
كادت أن تكمل كلامها ولكن نظراته الحادة أرغمتها أن تبتلع ماعلق في حلقها من كلمات وتتراجع للخلف ،
فتتقدم خطواته بقدر تراجعها ويغرس خنجر سؤاله في صدرها :
_ انتِ عايزة ايه بالظبط ، عايزة بدماغك دي توصلي لايه معايا ؟
أنا تعبت منك ، تعبت من جريي وراكي ، تعبت من المحايلة والدلع وخلاص الصبر خلص من صبري وان مشلتيش الحوار من دماغك يبقى هعاملك معاملة ماتمناش تشوفيها مني .
تشعب الغضب برأسها ثم رددت بعناد وهي تحمل جلبابها كي ترتديه وهدرت به :
_ تمام لحد ما تفكر في كلامي ولا هاكل من الاكل اللي هتجيبه ولا هشاركك اي ترفيه ولا اي قعدة ولا هقبل منك اي مصاريف تخصني وأكلي هجيببه لنفسي من الكريدت بتاعتي ولو هاكل عيش وجبنة .
امسك الجلباب من يدها ورماه بحدة في البحيرة ثم جذبها من يدها ودلف بها إلى الداخل فقد استفزته بكلامها وفجـ.ـرت بركان الغـ.ـضب داخله وكما تقل الحكمة “اتقِ شر الحليم إذا غضب” وقد كان وصل غضبه عنان السماء ثم دلف بها إلى غرفته ورماها على التخت ،
حاولت القيام والخروج من الغرفة فهي لأول مرة تجرب غضبه ولكنه أمسكها من يدها بقبضته القوية فهو ذو لياقة بدنية عالية مدرب عليها بمهارة ،
لم تستطيع الإفلات من يده وأغلق الباب بالمفتاح ووضعه في جيب بنطاله ثم رماها على التخت هادراً بها بأنفاس لاهثة:
_ طب طالما بتتكلمي عن الحرام والحلال يبقى أنا هاخد حقي فيكي حالا وبحلال ربنا بردو .
لاحظت أنه الآن خرج عن سيطرة وعيه وبدأ يقترب منها فوضعت يدها على صدره مانعة إياه بصوت ضعيف باكي كي تجعله يتأثر ويبتعد ولكن هيهات لم يبتعد فهي قد جرحته بشدة واشعرته بأنه قليل ورمت بكرامته في أرذل القمامة ،
فاقترب منهامرددا قبل أن ينهال على شفتيها:
_ خلاص وقت البكا راح .
ثم اقترب منها وبدأ ممارسة حقه الشرعي فيها ولم يأبه لتواسلاتها في غصبها على تلك العلاقة التى لم تستعد لها نفسياً ولكن كان حنونا معها ولم يستخدم معها العنف في علاقتهم ، كان في قربها مغيبا عن أي ظروف محاوطة بهم ومما ساعده على ذلك أنها استسلمت وأغمضت عيناها كي لاتضعها في عيناه وحينئذ لم تستطيع بعدها النظر فيها مرة أخرى ، ولكن لم يفق آدم وأكمل مابدأه معها بحنان رجل عاشق لم يعد يقوى على عنادها وبعادها أكثر من ذلك ،
أما هي الآن امرأة أرغمت على الاقتراب ، هو عاملها بحنان ولم يقسى عليها ولكن دون إرادتها ورغما عنها ،
وحقا كانت بين يداها حورية من الحور العين قربها ممتع لأبعد الحدود ، يريد المزيد والمزيد معها ، كل خلية به تأمرها أن يتعمق أكثر وأكثر داخل أسرار جمالها وهو راجل يعرف كي يعامل أنثاه بين يداه ،
غاص ذاك الآدم في أعماق هواها وهو يتنفس أنفاسها باشتهاء دون تردد أو ملل أو شعور بالإرهاق والتعب ،
ظل هكذا حتى سمع اصوات صراخها بين يداه تدل على براءة عذريتها والآن أصبحت مكة زوجته قولا وفعلا ،
رق قلبها لصراخها فلم يتركها حينئذ عندما رأى دمع عيناها يهبط بغزارة على وجنتها ،
ولم يستطيع الابتعاد عنها وجذبها إلى أحضانه يحنو عليها ثم تحول بكائها الصامت إلى شهقات شديدة أشعرته الآن بندمه على تهوره في لحظة اقترابه الأول منها ،
لم يرتب يوما أن تكون لحظة تعانقهم الأولى تأتي بذاك الشكل !
كان معدا لها في خياله انها ستكن لحظات متيمة عاشقة من كلتاهما ولم تكن غصباً ،
ردد داخله وهو مازال متشبسا بأحضانها يخشى البعاد :
_ اسف حبيبتي ، لقد اقتحمت عالمك رغماً عنكِ ولكن تأكدي أنني عاشق لكِ ،
عيناي وقلبي وكلي يرجوكي الصفح والغفران لمتيم أرهقه هواكِ ،
ظل على عناقه لها وظلت هي على بكائها حتى انقـ.ـطع بكاؤها ولم يسمعه فاندهش لصمتها وشعر بالقلق ،
أخرجها من أحضانه فارتمت من يداه وغابت عن الوعي وكأن عقلها وجسـ.ـدها هو الآخر رفض الاقتراب والتعمق في عينيه مما جعله شعر بالهلع عليها ثم حاول افاقتها وهو يربت على وجنتيها بحنو :
_ لااا يامكة آسف ياحبيبتي حقك عليا ، والله العظيم ماهقرب منك تاني ، فوقي يامكة ،
لم تجدي محاولاته نفعا ثم قام من مكانه وجلب البريفيوم الخاص به ووضعه في كف يده ثم بدأ بتمرير يداه على أنفها ،
فحركت رأسها ثم بدأت تفيق روايدا روايدا وما إن أصبحت بكامل عقلها حتى نظرت لهيئتها العارية فعادت إلى بكائها مرة أخرى وهي تلكزه بقبضتاي يداها الصغيرتين على صدره ولسانها يهذي بعتاب من بين شهقاتها :
_ ليه تعمل فيا اكده حرام عليك ! ليه تخلي أجمل لحظة في حياة كل بنت مع جوزها اللي حبيته توبقى غصبانية ،
وأكملت بكائها وهي تضع وجهها بين يديها :
_ مش مسامحاك ياآدم مش مسامحاك .
نفخ هو الآخر بضيق من تهوره وما وصلا إليه كلتاهما ولكن تدخل الشيطان بينهما وجعله فعل مافعل بها ، ولكنه لم يتركها وحدها الآن ، سيداوي وجعها منه به ،
جذبها إلى أحضانه عنوة حتى ارتطمت بعظام صدره القوية وجسدها بدأ يهتز بسبب رفضه الاقتراب منها ،
ولكنه ظل متشبسا بها مانعاً إياها من الخروج من أحضانه حتى تشبست به هي الأخرى ودفنت رأسها في رقبته وهى مازالت تبكي ،
لحظات من الضعف من الانهيار من القوة من التمسك في آن واحد شعرت بهم تلك المكة ،
وظلوا هكذا في أحضان بعضهم هي تبكي وهو يعتذر وكله تصميم على أن لايتركها تحـ.ـترق وحدها حتى هدأت عندما أفرغت شحنة غضبها منه بالبكاء ثم احتضن وجنتيها بين يداه وردد بأسف للمرة الذي لم يعرف عددها :
_ حقك على قلبي ياقلبي ، والله العظيم ماهتتكرر تاني غير برضاكي وعمري ماهغصبك على حاجة تاني .
ثم قام من مكانه وجذب قميصها الملقى أرضا وألبسها إياه كي يستر جسدها العاري ،
ثم تحدثت أخيراً بصوت خرج من حلقها إجبارا:
_ ممكن تسيبني لحالي دلوك لو سمحت .
ثم قامت بتسوية شعرها المبعثر من أثر هجومه عليها وعقدته برابطة الشعر الخاصة بها ، وكررت كلامها مرة اخرى وهي تداري عيناها عن عيناه وتنظر جانباً:
_ لو سمحت عايزة ابقى لوحدي .
حرك رأسه برفض قاطع:
_ يامكة مش هقدر اسيبك لوحدك ، غصب عني ، ارجوكي خليني جمبك ، خليني افضل جنبك علشان قلبي يفضل مطمن عليكي .
رأت التصميم في عينيه فشعرت أن جسدها يرتعش برداً ورآها في حالتها فدثرها جيداً بالغطاء ولم تلبث بضع دقائق حتى ذهبت في سبات عميق فقد أرهق جسدها من عاصفة اقترابه وتلك المرة الأولى في اقترابه منها وكما أن البكاء جعلها تشعر بالدوار ،
وجدها نامت فاستراح بجسده جانبها ثم جذبها إلى أحضانه وهو ينظر لها بخوف خشية فقدانها ثم ذهب في نومه هو الآخر وهو مازال متشبسا بأحضانها .
فما أجمل الفرار من الحبيب إلي الحبيب .
******************
في منزل سلطان تجلس زينب ومعها خبيرة التجميل التي أحضرتها رحمة لها منذ أكثر من ست ساعات فقد قامت بصبغ شعرها الى اللون الأحمر الكستنائي فذاك اللون يليق علي لون بشرتها ثم جعلت الخبيرة تجري لها جلسة بروتين حتى تصبح كنجمات الشاشة وحقا فذاك اللوك أصغرها أعواماً وأعواما ،
ثم قامت بتنظيف بشرتها بجميع مراحلها حتى نضُر وجهها والتمع وظهر لون عينيها مع بريق وجهها مما أعطاها مظهرا جذابا للغاية ،
وبعد أن انتهت الخبيرة تحدثت بانبهار :
_ ماشاء الله ياحاجة كانك صغرتي عشرين سنة ، داي انتِ اللي يشوفك ميصدقش إنك مامت رحمة خالص .
كانت زينب تنظر لحالها في المرآة وهي غير مصدقة أن ذاك شكلها ،
ثم تحدثت بانبهار وهي تشكر تلك الخبيرة بامتنان :
_ تسلم يدك ياشرين دي أني معرفتنيش ، هو كد اكده الستات مهملة في نفسها لدرجة إن نص يوم يظبطوا فيه حالهم يلمعو اكده!
دي انتِ رجعتيني عشرين سنة لورا ياللي يدك تتلف في حرير .
ابتسمت لها الخبيرة ثم أعطتها زينب مبلغاً من المال يزيد عن طلبها لما فعلته معها الآن ،
ثم قالت رحمة لها :
_ ياعيني عليك يابوي دي انت جايك أيام مهببة من كيد زينب واللي هتشوفه على ايديها ،
وأني اقول انتِ يابت طالعة قوية وحربوقة لمين اتاريييي .
على حين غرة القت زينب نعلها في وجه تلك الرحمة وهي تهدر بها :
_ قـ.ـطع لسانك من لغلوغه ياأم لسانين ياقليلة الرباية ، بقى آني حربوقة يابت الجزمة إنتِ .
ماتـ.ـت الخبيرة ضحكاً على تلك الزينب وابنتها وهي تحاول الفكاك بينهم فزينب تلاحقها بالغرفة ومصممة على ضـ.ـربها حتى استطاعت الفصل بينهم ورحمة تردد لها بكيد :
_ بقى اكده يازينب آخرة المعروف الضرب بالكفوف ، ولا انتِ علشان بقيتي شبه الممثلات دلوك هتكبري على بتك ياقمرة انتِ ياوحشة .
فحقا كان خناقهم مضحكا للغاية ثم قالت زينب لها بتهـ.ـديد :
_ وأديكي بالجزمة كماني لو مافصرتيش لسانك دي يابت سلطان .
_ دلوك بقيت بت سلطان يازينب ، ماصحيح خير إن تعمل ضرب وتهزيق وشتيمة تلقى ماشي ،
ابقي قابليني لو خليتك تلعلطي اكده تاني ومعتعرفيش تغيظي أبو السلاطين ياناكرة الجميل.
مازالت شرين تضحك عليهم وهي تقف مانعة زينب من الانقضاض عليها ثم حذرتها شرين :
_ والله يارحمة إن مانكتمتي لاهسيبها عليكي واني بصراحة همـ.ـوت واسيبها عليكي .
شعرت رحمة بأن زينب فقدت أعصابها من كيدها لها ثم اعتذرت لها وهي تضحك على حالهم :
_ الله يازوبة متوبقيش أفوشة اكده بهزر معاكي ياوحش الكون انتِ.
سعدت زينب من ذاك الوصف ثم سألتها :
_ بجد يابت رحمة بقيت زي وحش الكون اكده ؟
_ أمال إيه عاد دي انتِ تفلقيها بجمالك اللي يدوب اجدعها شنبات وخصوصي شنبات ابو السلاطين .
ظلوا يبتسمون مع بعضهم بعضاً من الوقت ثم قالت رحمة لوالدتها :
_ خلاص يازوبة ادخلي انتِ خدي لك شاور زين اكده والبسي من الهدوم الجديدة اللي جبتها لك واخرجي اقعدي برة اكده وسيبي شعرك وحطي رجل على رجل وكيدي الأعادي .
بعد مرور ساعة كانت زينب تجلس في بهو منزلها بذاك الجلباب الأبيض المزخرف بالنقوش السوداء وبه خطوط طويلة أظهرت تناسق جسدها الممتلئ قليلا ويزين أكمامه دانتيل باللون الأسود وتصل إلي نصف ذراعها وكذلك صدره مزين بذاك الدانتيل ومفتوح بعض الشئ يبرز عضلات صدرها الأبيض اللامع وتفرد شعرها علي ظهرها من الخلف ورائحتها الجميلة الساحرة عبئت المكان بأكمله ،
كان سلطان في ذاك الوقت يهبط الأدراج وهو يدندن فقد كان يقضي وقته مع تلك الوجد ،
ثم نظر إلى الأسفل وجد امرأة غريبة تجلس بتلك الأريحية والانكشاف في بيته ،
نزل سريعاً كي يرى من تلك الجريئة التي تجلس بذاك الشكل ،
اما هي سمعته وهو يدندن أعلى الأدراج فاغتاظت بشدة وتوعدت أن تسقيه الويلات ،
وصل إليها حتى وصل أمامها ثم تحدث مندهشا:
_ زينب ! ايه اللي انتِ عميلتيه في حالك دي ؟
وضعت قدماً فوق الأخرى وأجابته وهي تتصفح ذاك الهاتف بين يديها ولم تنظر إليه:
_ عميلت ايه يعني ؟
أجابها باستنكار:
_ قولي معملتيش ايه ! حطالي احمر وأخضر وقاعدة لابسة قميص النوم ده ومش مختشية لا ولدك يدخل عليكي دلوك ، قومي ياولية اتحشمي ولمي شعرك دي وامسحي وشك .
انتصبت واقفة أمامه واقتربت منه وهي تردد برفض قاطع:
_ والله عمران ابني لو شافني عريانة حتى مليكش صالح انت ، واعمل حسابك إن دي شكلي ودي لبسي في بيتي بعد اكده مش عاجبك طلقني ياسلطان وهمل البيت ليا ولولادي وخد الحرباية اللي إنت اتجوزتها علي وسيبوني براحتي في بيتي البس كيف ما يعجبني واعمل اللي على كيفي .
_ كسـ.ـر دماغك على دماغ اللي يتشدد لك يابت نفيسة الدلالة ،
ثم جذبها من رسغها وأدخلها غرفتها عنوة عنها وهي لم تستطيع الإفلات من يده فكان متمسكا بها بإحكام ،
رأتهم من الأعلى تلك الوجد فغلت الدـ.ـماء في عروقها حينما وجدته قد أغلق الباب خلفهم ،
فدلفت إلى غرفتها وهي تتمشي فيها بحقد يأكلها وهي تحدث نفسها :
_ داي حتى انتِ يازينب ياشايبة منتيش سهلة ،
ولا الولية بتاعت الأعمال داي كمان ولا عيملت حاجة من وقت مارحت لها ،
ثم ضربت بقبضة يدها في الحائط وهي تكمل بغيظ :
_ هو في ايه بالظبط اني معدتش مستريحة ،
ثم ارتدت الخمار التي تجلس به في شرفتها وأخذت هاتفها وخرجت إلى الشرفة واتصلت بتلك الدجالة التي ما إن رأت رقمها حتي هدرت بها :
_ ايه ياحضرة الشيخة هانم مشفتلكيش كرامات ظهرت ولا حاجة وبقالي اكتر من اسبوعين مستنية هو ايه اصله دي ؟
كانت تلك الخضرة قد نسيت أمرها والآن ذكرتها بما حدث لها بسبب جلبها لذاك القطر الملعون من وجهة نظرها وكما أسمته ثم هدرت بها هي الأخرى:
_ صوتك ميعلاش على الشيخة خضرة يابت إنتِ ، وبعدين عايزة حاجة تاجي لي حدي أنه ونتحدتوا كلام التليفون داي مبحبوش واعملي حسابك عملات للبت داي معملش وأعلى مافي خيلك اركبيه ويالا من غير سلام .
أغلقت الهاتف في وجهها ثم جلست تلك الوجد تشطاط غضبا فقد ابتلعت نقودها في بطنها ولم تفعل لها شئ ،
وصارت تجلس بأقدام تدب أرضاً وهى ترى نفسها ملقاه خارج المنزل دون أن تثأر لقلبها من ذاك العمران ولكرامتها من تلك الرحمة ،
ثم اتصلت بصديقتها أولا وبعد أن اجابتها طلبت منها :
_ شوفي بقي أنى عايزة أربع نسوان شداد ، نسوان مش أي كلام .
سالتها صديقتها :
_ ودول عايزاهم لايه دوول ؟
_ عايزة أخد حق ضلعي اللي اتكـ.ـسر وحق الضـ.ـرب اللي انضربته والعين بالعين .
_ طب ودول عايزاهم امته ياأم دماغ يابس انتِ ؟
_ بكرة بالظبط هقول لك تخليهم مستنينها على أول الزراعية على الساعة ٨ بالليل تكون اللي ماتتسمى اللي اسمها رحمة راجعة من شغلها هبعت لك كذا صورة ليها تخليهم يحفظو شكلها كويس ، عايزاهم يكسـ.ـرو لها ضلوع يدها التنين ورجليها كمان ويخـ.ـزقوا لها عينيها ويخلوها تمشي عورة وزي ماعيملت فيا هي وأمها المرة الشايبة العايبة يتعمل فيهم ويزيد .
أنهت كلامها وهي تنظر بحقد لذاك المنزل التي ماعادت تطيق الجلوس به ولكن لها تارا ستأخذه منهم جميعاً ثم جلست تفكر ماذا هي فاعلة بعد الآن .
أما في غرفة سلطان وزينب كان يهدر بها :
_ أني صبرت عليكِ كَتير والظاهر اكده إن دماغك ناشفة وانتِ اللي جبتيه لنفسك يازينب .
ارتعبت من طريقته ثم قامت من مكانها وقصدت الباب كي تخرج وتهرب من أمامه فعمران وسكون في عملهما ورحمة خرجت ولم تجد أيا منهم تستنجد به مهما صرخت ،
لاحظ نظراتها على الباب فسبقها وأغلق الباب حاولت أن تأخذه منه ولكنها لم تفلح فرمى عصاه وعبائته أرضا واقترب منها وهو يلف ذراعها خلفها مكملا بغضب :
_ مش قلت لك يازينب قبل اكده اللي مياجيش طيبة ياجي غصيبة واهه محدش هينجدك من يدي واصل يابت نفيسة.
تحدثت وهي تحاول الفكاك من يده فلم تستطع فلجأت إلي أسنانها وغرزتها في يداه فتوجع من فجأتها وأفلتت يداه فابتعدت عنه ، لحقها ولكنه لم يستطيع جذبها ثم قالت :
_ متبقاش عيل صغير ياسلطان وهملني لحالي مرايدكش يا اخي هي عافية ولا ايه؟
__ مش بمزاجك يازينب وحقي الشرعي هخده منك غصب عنك .
قررت اللجوء للحيلة الآن فهو لن يتركها فبكل هدوء تمددت على التخت وقالت له بنبرة جدية مصطنعة:
_ اه ياني فرهدتني على الفاضي ، وريني هتاخدوا ازاي واني مش طاهرة ياسلطان .
شعر بالخزي للمرة الثانية ثم سألها :
_ مش طاهرة كيف يعني ؟
أجابته بثقة وتأكيد جعلته لم يشك بها :
_ هو أني مش كيف الحريم ولا ايه ياسلطان مبياجيش علي ايام جوزي مينفعش يقرب مني لو عايز تتوكد أخليك تتوكد .
هي تعلم أن نفسه تتموع من ذكر تلك العادة أمامه ،
ثم تحمحم وهو يأخذ عبائته مرددا لها بتحذير والشر يتطاير من عيناه :
_ طب يمين بعظيم يازينب لو خرجتي من الأوضة بالمسخرة داي تاني لاهيتكسـ.ـر لك رجلك علشان متعرفيش تخرجي منيها تاني .
رأت غيرته النابعة من عيناه ففرح قلبها بشدة وقررت السكوت الان الي أن ارتدي جلبابه ثم خرج من الغرفة فوقفت على أعتابها وعندما رأته اقترب من الباب نادت عليه بعلو صوتها مرددة بكيد جعله ركض إليها لكنها أغلقت الباب بسرعة :
_ نئبك طلع على شونة ياسلطان اني لسه مصلية العصر دلوك علشان تعرِف إنه بخطري وبردو مهخليكش تلمس شعرة مني وخليك بنـ.ـارك اكده يابتاع وجد وزفت الطين.
ظل يسبها بأبشع الألفاظ فأشغلت الهاتف على صوت الموسيقى العالية كي لا تسمع سبه لها وهي تنطق لنفسها داخلا:
_ ولسه ياسلطان إن ماخليتك تقول حقي برقبتي مبقاش اني زينب بت نفيسة الدلالة.
أما في الأعلى عند وجد قررت أن ترسل تلك الفيديوهات التي دمجتها مع بعضها والتي صورتها لعمران وهو نائم وهي كانت تتدلل في أحضانه بأوضاع غير مريحة من يرى عمران يظن أنه مغمض العينين ويتنعم في قربها من تقلبه بين يدها ،
أرسلت الفيديو لسكون ودونت أسفله :
_ قلت لك كتير وحذرتك قبل ما تدخلي البيت دي ، قلت إنه عشقان مرت أبوه وهي كمان عشقاه وانت مصدقتنيش ، اني بقول لك انفدي بجلدك دلوك منيه وخلي بالك لو وريتي حد الفيديو دي هو وابوه هيتعاركو واحتمال يموته .
وصل ذاك الفيديو لسكون ورأته مرارا وتكرارا وحقا انصعقت مما رأته وهبطت دموع عينيها كالشلالات وأصبح حالها يرثى له .
في اليوم التالي وبالتحديد في غرفة عمران وسكون على صوتهما بعض الشئ ومن الواضح أنهما واقفين من عدة ساعات علي حالتهما تلك والنقاش احتدم بينهم مما اكتشفه عمران من تلك السكون وجعله ينصدم ،
تشنجت عضلاته وهو ينظر إليها بغضب ساحق مغلف بالاندهاش ثم امسكها من كتفيها مرددا بعضب وهو يهزها بعنف:
_ من ميته وإنتي اتحولتي اكده ؟!
من ميته وإنتي حالك اتعوج ومحدش بقي عارف يكلَمك وبقيتي كيف الأسد لما يعيش دور ملك الغابة ؟!
ثم استرسل حديثه بنبرة زادتها الدهشةوهو يدور بها في الغرفة وعيناه مثبتة بداخل عيناها:
_ ولا انتي كنتي اكده اصلا ومكنتش شايفك على أصلك اللي بان وبالجامد أووي !
نفضت يداها بغضب مماثل ثم هدرت به بحدة :
_ سيبك بقى من جمودك اللي زهقت منيه ده وتعاملك الناشف وياي ، واعمل حسابك أني خلاص مش هتحمل أعيش في البيت ده تاني بعد اللي شفتَه بعيني ، المستور انكشف وياعيني على المغدور بيه لما يعرِف اللي بتعمله ،
وأكملت وجعها وعلامات وجهها تحكي آلاف الحكوى المريرة وهي تضم حاجبيها بحزن :
_ مع إن ربنا بعت لي تحذيره مرة واتنين بس عاندت وكبرت دماغي ومشيت ورا قلبي وقلت لاااا يستحيل يطلع منه اكده !
متمشيش يابت ورا هواجس شيطانك وعيشي حياتك وافرحي بحبُك ده السند اللي ربنا عوضك بيه .
صفق بيداه وفكه يهتز بسخرية من حالة ظلم النفس التي تظنها وردد باستنكار:
_ ياريت متعشيش الدور وتمثلي دور المظلومة وانك الملاك وانك المجني عليها في الرواية ،
ثم اقترب منها وحضن وجهها بين كفاي يداه وأكمل بتهديد وعيناه قاتمتين من شدة غضبه :
_ بس ورب الكون لاهندمك على كل لحظة وجع عيشتها لي ،
على كل لحظة حب اديتهالك ملقتش قصادها غير غدر ،
على كل لحظة ائتمنتك فيها على قلبي وخنتي الأمانة وافتكري إنك اللي بديتي والبادي أظلم .
وضعت كفاي يداها على كفاي يداه وبنفس طريقته ونظراته نطقت :
_ كل كلمة ووعد وتهديد وتحذير وجهته لي دلوك لك زييه وأكتر وزيد عليهم كيد النسا اللي تدعي ربنا ينجيك منيه .
صار كليهما يدوران في نفس المكان ونظراتهما تحوي آلافاً من تحدي العناد وجيوش الغضب ، وكل منهما يظن أن الآخر قد غدر به ونسي عشقه وكل منهم يردد داخله نفس المقولة
” على الباغي تدور الدوائر”

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية من نبض الوجع عشت غرامي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى