روايات

رواية فقدان في الذاكرة الفصل الخامس عشر 15 بقلم وردة رضا

رواية فقدان في الذاكرة الفصل الخامس عشر 15 بقلم وردة رضا

رواية فقدان في الذاكرة الجزء الخامس عشر

رواية فقدان في الذاكرة البارت الخامس عشر

فقدان في الذاكرة
فقدان في الذاكرة

رواية فقدان في الذاكرة الحلقة الخامسة عشر

– مين سفيان دا ؟!
سؤال طرحه “مالك” على نفسه فى حيره ،وهو يفكر فى أمر هذا السفيان ،وبعد لحظات من التفكير ،تذكر
أن ملك فى بعض المرات ،ذكرت أسم سفيان أمامه ، وتحدثت بشأنه فى أموار غير مفهومه ،غلبه الفضول فى معرفه هذا الشخص ،فقرر الرد عليه ،ضغط زر الإجابه،ليصل إليه صوته القلق :
– انتى فين ياملك ؟ برن عليك من الصبح ..
بتر “مالك”حديثه وهو يسأله بحنق :
– انت مين ؟!
نزع سفيان الهاتف من على أذنه فى تعجب ،يدقق النظر فى الهاتف ،متأكدآ من الرقم ،ليجده هو بالفعل رقم ملك ،اذآ من هذا الشخص الذى يجيب على هاتفها
تحدث “سفيان” بنبره متعحبه:
– مش دا رقم ملك ؟!
أجابه “مالك” بنبره غلفها البرود :
– ايوه رقم ملك ،خير أومر؟؟
تحدث ألاخر فى حده :
– انت مين ؟! وتليفون ملك بيعمل معاك ايه ؟!
تحدث “مالك” بنفس نبره البرود :
– ميخصكش
ضغط “سفيان” على الهاتف بين يديه بقوه وهو يقول بغضب بعدما فقد أعصابه :
– انت مين يا بنى أدم ؟! وفين ملك ؟؟
أجابه “مالك” بسخريه :
– هو انت هتفضل على نغمه انت مين كتير ، وبعد ما تعرف أنا مين !! ايه هتعملى شهاده ميلاد ؟!
رد بسخريه هو الاخر وهو يقول بحده :
– وماله بس هتبقى لخرجتك أن شاء الله ..
قطع حديثه “مالك” وهو يقول بتهكم :
– لو قلبك جايبك تعالالى وأنا هكون فى انتظارك ،ماشى يا ننوس ،بقولك ايه أنا خلقى ضيق ومبحبش الت الكتير ..أردف بتلك الكلمات ،وقبل أن يرد الاخر ،أغلق الهاتف وهو يزفر فى حنق ،التفت خلفه بعدما أستمع إلى صوت أنين خافت ،اتجه مستندآ بجانب السرير
فتحت عينيها ببطئ شديد ،تأوهت وهى تمسك برأسها المجروح بألم ،وقد بدأت تستعيد وعيها تدريجيآ قائله :
– اه يا راسى
نطق “مالك” حروفه بنبره غلفها الخوف والأهتمام
– ملك انتى كويسه ؟!
إجابته “ملك” فى تعب من ألم رأسها :
– أنا فين ؟!
رد عليها ببساطه :
– فى أوضتى
تحدثت بعدم وعى :
– وأنا بهبب ايه فى أوضتك ؟!
إجابها بنبره هادئه وهو يقول بسخريه :
– انتى انتضربتى على دماغك ،مفقدتيش الذاكره !!
فتحت عينيها على وسعهم وهى تتطلع حولها متذكره كل ما حدث ،لم تلبث ثوانى ،حتى صاحت به بغضب وهى تنظر تجاهه بغيظ ثم قالت :
– انت هتجيب أجلى فى مره
إجابها غاضبآ بشئ من السخريه :
-أطمنى محدش هيجيب أجلك غيرك ،مش كفايه ،
لسانك موديكى فى داهيه ،كمان دماغك طلعت مسوحاكى ،انتى مين طلب منك تدخلى وتعرضى حياتك للخطر ،أفرض كان حصلك حاجه ..
بترت حديثه وهى تقول بنبره غاضبه :
– انت بتزعق ليه ؟انت مبتعرفش تتكلم من غير ما تزعق ،انت متزعقليش بدل ……
قطع حديثها وهو يقول بتهكم :
– بدل ما ،عايز أسمع ؟!
صدمته بسكوتها ،ولم يجد منها غير الصمت حينها أردف بسخريه :
– ما تنطقى ،ايه القط أكل لسانك ؟
تجاهلت حديثه وهى تنظر داخل يديه قائله بتعجب :
– ايه اللى فى أيدك ده ؟ مش دا تليفونى !! بيعمل معاك ايه ؟
إجابها ببروده المعتاد :
– ايوه تليفونك
غضبت من بروده فتحدثت بنبره عاليه :
– تسمح تدينى التليفون بتاعى
مدت يديها لكى تسحب هاتفها منه ،لكنه رفع يديه إلى الأعلى بعيدآ عن مستوى يديها وهو يقول بنبره جامده :
– مش هتاخديه من قبل ما تقوليلى مين سفيان دا
ضيقت ما بين حاجبيها وهى تقول بصوت يغلبه الفضول :
– ايه اللى فكرك بسفيان دلوقتى ؟!
رد عليها بثبات حاول اتقانه :
– رن عليكى من شويه
نظرت إليه بالامبالاه قائله بثبات :
– على العموم دا المدير بتاعى
أردف “مالك ” بتهكم وهو ينظر داخل عينيها :
– وهو المدير بتاعك متعود يرن علي الموظفين بتوعه بعد نص الليل ؟!
رمقته بغضب بعدما تذكرت معاملته وحديثه الجاف معها صباحآ ،فتراجعت عن اخباره بحقيقه سفيان ، فيجب اولآ ان تذيقه من نفس الكأس ،وتجعله يعانى من نفس شعورها ،تنهدت بعمق ثم قالت بنبره يغلفها البرود :
– مالكش دعوه ،أنا مش مجبره أنى ابررلك كل حاجه ،وياريت متدخلش تانى فى اى حاجه تخصنى
تنهد “مالك” بضيق بعدما اثارت استفزازه والقى بهاتفها بجانبها قائلآ ببرود :
– طيب اتخمدى بقى ،وخلينى اعرف أنا كمان اتخمد
سألته فى دهشه :
– انت هتنام بجد ؟!
إجابها بالامبالاه وهو يستعد للنوم على الاريكه :
– ايه الغريب فى كده !!
رمقته بغضب من سخريته لحديثها قائله بأستنكار :
– بعد كل اللى حصل دا ،وليك نفس تنام
التفت “مالك”ينظر اليها قائلآ ببرود قاصدآ استفزازها :
– والله لو حصل ايه هنام ،لو المستشفى اتهدت برضو هنام ..قال تلك الكلمات واستلقى مغمض العينين
نظرت ملك تجاهه بغيظ بعدما وجدته نام بالفعل محدثه نفسها بصدمه :
– دا نام بجد ،ازاى قدر ينام وسط الجثث اللى كانت بتترمى فى المكان ..نظرت حولها وهى تقول بقلق :
– هما صحيح راحوا فين ،منك لله يا مالك على الرعب اللى انت معيشنى فيه
********************************************
داخل المستشفى الخاص بعائله سفيان
كان يجلس على مكتبه يعتريه الغضب وملامحه لا تبشر بالخير ،دلف صديقه عمر إلى الداخل ،وجده ينظر إلى الفراغ ويبدو عليه الغضب ،تنهد بعمق وهو يقول :
– دا مين دا اللى أمه داعيه عليه فكر يزعلك
رمقه “سفيان” بنظرات جامده فى صمت ،ليجيب الاخر فى خوف زائف :
– والنبى ما انت قايم من مكانك ،دا ابو اللى يضايقك يجدع
أردف “سفيان” بنبره جامده :
– عايز ايه يازفت ؟ وايه اللى مقعدك لحد دلوقتى !!
مش المفروض كنت تروح من بدرى
اجابه ألاخر مفسرآ :
– كان ورايا شغل بخلصه ،وادينى مروح ،وقولت أعدى عليك قبل ما أمشى ،احكيلى بقى ايه اللى مضايقك ومخليك عامل كده ؟!
تحدث “سفيان” بضيق :
– دا واحد كده جه لقضاه برجليه بس أنا هعرفه تمامه
رد عليه “عمر” بنبره ضاحكه :
– بس وحياه أبوك وانت بتعلم عليه خدنى معاك ،اهو بالمره اشوفه ومنها اتسلى شويه ،شكلنا هنرجع لأيام الشقاوه ولا ايه
أردف “سفيان” بنبره هادئه :
– أنا بقول تتكل على الله أحسن ،عشان لو جيت بمره متأخر ثانيه واحده هخصملك ،وانت عارفني لما بقول كلمه مبرجعش فيها ..
قاطعه “عمر” بلهفه :
– لا وعلى ايه ،أنا بقول اروح أحسن
توجه ناحيه الباب وقبل خروجه التفت قائلآ بمرح :
– إلى اللقاء ياصديقي القاك غدآ
بعد خروجه أبتسم “سفيان” على تصرفات صديقه
*******************************************
صباح يوم جديد داخل المستشفى ، كانت ملك مازالت مستيقظه بعدما ظلت طوال الليل تحاول النوم لكنها لم تستطيع أن يغمض لها جفن ،أستيقظ من نومه يفرك عينيه من أثر النوم ،التفت حوله وقع بصره عليها ، وجدها تجلس على السرير وتطالعه بنظرات غير مفهومه بالنسبه إليه :
طالعها بتعجب وهو يقول بنبره ناعسه :
– انتى صاحيه من أمتى ؟!
أردفت “ملك” فى سخريه :
– قول منمتش من أمتى ،طبعآ ما انت اللى زيك على قلبه مراوح ،هتعرف منين أنى صاحيه ،وحضرتك فى سابع نومه
وقبل أن يجيبها ،قاطع حديثهم صوت طرقات على الباب فتنهد بعمق قائلآ :
– مين المؤدب دا اللى بيخبط على الباب ،أنا من ساعه ما دخلت المستشفى دى كلهم بيخبطوا ويدخلوا فى نفس اللحظه ،انتظروا حتى يدلف من بالخارج ،لكنه أستمر بالطرق على الباب
أنفعلت “ملك” قائله بغضب :
لما أقوم أفتح واشوف مين الغبى دا اللى بيخبط
نهضت من مكانها وفتحت الباب ،وكادت ان تسب الطارق ،لكنها توقفت عن الحديث عندما وجدت أمامها شاب ذو ملامح غربيه ،عينين زرقاء وبشره بيضاء ،يبدو من ملامحه انه ليس من هنا ..قطع وصله تأملها صوته وهو يقول :
– هل هذه هى غرفه مالك ؟
رمقته “ملك” بتعجب من لهجته قائله :
– ايوه ….
لم يمهلها فرصه الإجابه بل تخطاها ودلف إلى الداخل :
– خد هنا انت رايح فين ؟
صاحت ملك بتلك الكلمات فى غضب بعدما حاولت إيقافه ،لكنه تجاهلها ولم يعيرها اى اهتمام ،وأقترب من مالك محضتنآ اياه وهو يقول بنبره غلفها الاشتياق :
– أشتقت لك كثيرآ يا أخى
بادله “مالك” العناق وهو يربت على ظهره فى حنو قائلآ بسعاده :
– انت رجعت امتى ؟! وعرفت ازاى أنى هنا ؟
لقد أخبرت والدى اننى سأتى فى العطله ،وهو من أخبرنى انك هنا ،ما بك يا راجل ما الذى حدث معك؟!
بترت “ملك” حديثه ترمقه بعدم فهم وتسألت بتعجب :
– اخوك ازاى ؟
إجابها “أدم” بببساطه :
– ما الغريب بهذا الشئ يا فتاه ،أنا وهو ….وقبل أن يجيبها ،منعه”مالك” يحذره بنظراته ،نظرات يفهمها أدم جيدآ ،فتحدت مالك مفسرآ :
– ميقصدش اللى انت فهمتيه ،هو كان عايز يقولك انى أنا وهو أصحاب من واحنا لسه عيال صغيرين ،يعنى أكتر من ألاخوات مش مجرد أصحاب عاديين
أمات “ملك” رأسها فى صمت وهى تنظر بينهم غير مصدقه حديثه ،بينما نظر “أدم” تجاه ملك قائلآ فى تعجب :
– من تلك الفتاه ؟!
أجابه “مالك” ببساطه :
– دى ملك
سأله الاخر بتعجب :
– وماذا تفعل فى هذا الوقت الباكر بغرفتك ؟!
تحدث “مالك” بهدوء :
– موضوع طويل هبقى أحكيلك عليه بعدين
اقتربت ملك من مالك متحدثه بصوتآ خافت غير مسموع ثم أردفت متساءله فى تعجب :
– هو بيتكلم كده ليه !!
رد عليها مفسرآ :
– عشان عايش بره ومبيجيش مصر كتير ، ها فضولك ارتاح كده ؟!
رمقته ملك بعدم رضا وهى تقول :
– لسه ،حاسه انك بتكدب عليا ،وأكيد فيه مصيبه جديده هتعملها ،ما انت مبيظهرش ناس جديده فى حياتك كده وخلاص ،أكيد ناوى على نيه سوده
أردف “مالك” بسخريه :
– مشاء الله ياملك بقيت نبيهه ،من أمتى الكلام دا ؟!
رمقته فى غضب قائله بحنق :
– قصدك ايه يعنى ؟ انى غبيه ؟
بتر “أدم” حديثها قائلآ بنفاذ صبر :
– ما بك يا فتاه لقد سئمت من صراخك ،كفى عن الصراخ فحسب
رمقته “ملك” بغضب ثم أردفت موجهه حديثها إلى مالك :
– سكت الواد المدبلج دا مش فاهمه منه ولا كلمه
نطق “أدم” فى استنكار :
– هل نعتينى للتو بالمدبلج ؟!
تحدث “مالك” مفسرآ حديثها :
– مدبلج دى مش شتيمه …..
بترت “ملك” حديثه قائله بتصحيح :
– مدبلج دا حاجه زى المترجم كده عندنا بالمصرى ،واحد بيقعد يهرى كتير ،متفهمش منه حاجه زى ما أنا كده مش فاهمه منك اى حاجه
نظر “أدم” اليها بدهشه وهو يقول بيأس :
– بماذا تتفوهين بربك يافتاه ،ستصبيبنى بالجنون ،حديثك هذا أسوا ،كان من ألافضل ليا لو نعتينى
تنهدت بعمق والتفتت إلى “مالك” قائله بنبره محذره :
– على فكره كده كتير ،صاحبك هيجلطنى ،شوفلك حل معاه
تحدث مالك بضجر منهم :
– أسكتوا بقى انتوا الاتنين وبطلوا خناق
– ما بك يا راجل أنا لم أفعل شئ ؟! هى من بدأت بالتشاجر معى
قطع حديثهم دلوف الممرضه إلى الداخل :
تحدثت الممرضه فى احترام :
– أنا جايه أرتب الأوضه واغيرلك على الجرح
تحدثت “ملك” بنبره هادئه غلفها الغيره :
– رتبى انتى الاوضه ،وأنا اللى هغير على الجرح ،أنا ممرضه وأعرف اساعده
أمات الاخرى رأسها فى صمت ،واتجهت ناحيه الأثاث المكسور تعيد ترتيبه ،رمقها “أدم”بأعجاب واتجه اليها قائلآ :
– ما أسمك يا جميله ؟
رفعت بصرها تطالعه بخجل من نظراته ،ولم تستطع ان تجيبه ،فبادلها الاخر النظره بتسليه مما زاد من خجلها
أقتربت ملك من مالك وهى تقول بأهتمام :
– انت ناوى على ايه ؟
رمقها بهدوء قائلآ فى غموض :
– على كل خير
– طيب ودا ..قالت هذا وهى تشير باصبعها على “أدم”
– أردف مالك بتعجب :
– ماله ؟!
سألته بنبره هادئه غلفها الشك :
– أكيد ظهوره المفاجئ دا وراه حاجه ،خصوصآ بعد اللى حصل أمبارح
إجابها “مالك” بصدق :
– أنا فعلآ مطلبتش منه ييجى ،بس كويس انه رجع لأنى هحتاجه معايا
أردفت “ملك” فى تهكم :
– انت رايح تجيب هارى بوتر يساعدك ،دا محتاج اللى. يساعده
تحدث “مالك” فى غضب
– ايه هارى بوتر دا ؟! أتعدلى
ردت عليه بنبره ضاحكه :
– ما هو اللى شبه هارى بوتر ،أعملك ايه
إجابها “مالك” بضيق :
– طيب اخرسى بقى ،وعدى يومك
– تعجبنى تلك الشقراء ..أردف “أدم”بتلك الكلمات :
رمقته ملك بيأس وهى تقول بضجر :
– اتفضل بيعاكس الممرضه
التفت “آدم” اليها قائلآ بنبره هادئه يغلفها السخريه :
– ماذا بك يا فتاه ؟! لما كل هذا الغصب !! هذا ليس جيدآ على رأسك المفتوح
نظرت “ملك” إليه بعدم فهم وهى تقول بتعجب :
– طيب هو كده المفروض بيهدينى ولا بيسخر منى ؟!
إجابها بسخريه :
– على حسب مدى فهمك يا فتاه ..
– أااااادم ..التفت ينظر إلى “مالك” الذى يحذره بنظراته من استكمال حديثه
– لا داعى للغضب ياراجل ،سأصمت ..أردف “أدم” بتلك الكلمات متوجهآ ناحيه الممرضه التى لم تنتهى من الغرفه بعد ،نظر إليها قائلآ بنبره هادئه :
– لم تخبرينى بأسمك بعد ؟
تحدثت “ملك” بأستنكار :
– الحق صاحبك مصمم يشقط البت
نطق مالك بنفاذ صبر :
– سيبك منه ،وركزى مع أمى أنا
أردفت “ملك” بإصرار :
– والله ما أنا سيباه يأكل بعقل البت الغلبانه ،التفتت
موجهه حديثها للممرضه :
– تقدرى تخرجى انتى ،وأنا هكمل مكانك
أمات الفتاه رأسها وخرجت فى صمت ،وبعد خروجها ، رمق أدم “ملك” بشر ،وبادلته الاخرى النظره بأستفزار :
أردف قائلآ فى غضب موجهآ حديثه إلى مالك :
– حبيبتك تزعجيني كثيرآ يا أخى
هتفت “ملك” بغيظ :
– مين دى اللى مزعجه يلا ؟! لا بقولك ايه متختبرش صبرى ،عشان انت مجربتش الازعاج اللى بجد
تجاهلها والتفت إلى “مالك” وهو يقول بهدوء :
– انها سليطه اللسان يا أخى
رمقه مالك بغضب وهو يرسل له نظرات محذره :
اجابه ألاخر بنبره هادئه وهو ينظر بتوتر إلى أخيه :
– حسنآ كما تريد سوف أصمت
ظل كلآ من ملك وأدم يتبادلون النظرات الغاضبه :
تنهد “أدم” بعمق قائلآ :
– لا تنظرين إلى هكذا ،فأنا لست خائف منك
ردت عليه بحنق :
– انت هتعيش فى دور الواد الاجنبى دا كتير ،أنا على أخرى منك
أمتعض وجه “أدم” ثم قال مستنكرآ وهو يوجه حديثه لمالك :
– الصبر الطويل لك يا أخى ،بالتأكيد لا أحد غيرك يستطيع أن يتحملها
زفر “مالك” بقوه وهو يوزع نظراته بين الاثنين ثم قال بضجر :
– اللهى انت تعلم كيف حالى
تحدثت ملك وهى ترمق “أدم” بنظرات جامده
– أنا طالعه بره شويه اشم هوا لحد ما تخلص كلام
بعد خروجها ،التفت أدم “يسأله “بنبره غلفها الفضول :
– لماذا كذبت على الفتاه واخبرتها أنى صديقك ؟!
حرك رأسه يسارآ ويمينآ وهو يزم شفتيه إلى الأسفل
ثم أردف قائلآ بنبره حزينه غلفها التأثر الزائف :
– هل تخجل من كونى أخيك ،اللعنه عليك ياراجل
رمقه “مالك” بسخريه ثم قال بحاجب مرفوع :
– المفروض بعد الحركه دى أصدق كده انك زعلان ،أنا من رأيى تعيد التفكير تانى فى موضوع التمثيل دا
وضع يديه على رأسه وهو يقول بحزن زائف :
– لم اتوقع ان تخبرنى بهذه الحقيقه المؤلمه يا أخى ،وعلى حد علمى يوجد شخص تمثيله أسوا منى
سأله “أدم” فى حيره :
– لم تخبرنى بعد السبب وراء تخبئه الحقيقه عن تلك الفتاه ،هل هى لئيمه ؟!
إجابه “مالك” بنبره هادئه :
– فتح مخك دا معايا ،أكيد فيه سبب قوى مخليني رافض اقولها ،بالذات فى الوقت الحالى مش لأزم تعرف الحقيقه ،ولغايه ما الدنيا تتعدل خليها كده مفكره انك صاحبى وبس
سأله الاخر فى حيره :
– ما الفائده فى عدم معرفتها ،بالتأكيد يوجد سبب قوى يمنعك من أخبارها بالحقيقه .
أردف “مالك” مفسرآ :
– لو باقى على عمرك بلاش ملك تعرف ،وحياه أبوك بلاش الصراحه بتاعتك دى اللى تخلينا نروح فى داهيه
أردف “أدم” فى تفهم :
– حسنآ لا بأس ،كما تريد يا أخى
*******************************************
طرق على باب غرفتها ،وانتظر خروجها ،مرت ثوانى
وفتحت له وهى تطالعه ببرود ثم أردفت بتهكم :
– خير، عايز ايه ؟!
استفزه الاخر طريقتها فى الكلام فأجابها فى غضب :
– فين الفطار ؟مفهاش فطار باين كده ، أنا ماشى أحسن
فهو كان ينوى مصالحتها ولكن بطريقتها ، اضطررته للحديث معها بهذا الشكل ،وقبل ان يتوجه إلى الخارج اوقفه صوتها وهى تقول فى هدوء :
– دقايق والفطار يكون جاهز ..أردفت بهذا وانصرفت إلى داخل المطبخ تجهز الفطار ،غابت دقائق وعادت بالطعام ،وضعته على الطاوله ،نظر مطاولآ إليها ثم سحب احد المقاعد وجلس يتناول فطوره ،رفع بصره وجدها تتحرك من أمامه :
سألها فى تعجب :
– انتى رايحه فين
أردفت بهدوء :
– رايحه أوضتى
توقف عن تناول الطعام وضرب على الطاوله التى أمامه بغضب جعلها تنتفض من مكانها فى خوف ثم أردف بأنفعال :
– دا انتى مصممه بقى ،انتى ايه حكايتك يامسك ،ايه اللى شقلب حالك ،أنا صبرى ابتدى ينفذ من تصرفاتك وانتى عارفه لما بجيب أخرى أنا ممكن أعمل ايه ،رمقها بنظره أخيره ثم أنصرف مغادرآ المكان بأكمله
********************************************
فى مكان أخر كان يجلس عدد كبير من الرجال يتناقشون فى أموار خاصه بعالم المافيا ،أردف واحدآ منهم بجمود وبصوت مسموع وعيونه على الجميع :
– احنا لأزم نلحق نفسا وفى أقرب فرصه نخلص منه
تحدث واحدآ أخر فى تأييد لقراره :
– احنا هنفضل صابرين عليه لحد أمتى ،احنا مستنيين ايه !! ما نخلص عليه ونرتاح كلنا …
بتر “الباشا” حديثه وهو يقول مفسرآ :
– مينفعش يموت وبالذات حاليآ ،أنا بتمنى موته زيى زيكم ويمكن أكتر بس للأسف فى الوقت الحالى وجوده ليه أهمية ،احنا هنسيبه يفضل مفكر انه فاز علينا ،وفى الوقت المناسب هنخلص منه ،وناخد اللى لينا عنده
نطق أحدهما بطاعه :
– اللى تقوله ياباشا احنا معاك فيه
********************************************
فى مكان أخر داخل بيت كبير ،هبطت على السلالم سيده جميله فى العقد الرابع من عمرها وهى تقول بنبره جامده يغلفها الانفعال :
– فين مالك يا رشيد ؟
إجابها فى هدوء :
– ما انتى عارفه مالك مبيقولش لحد هو ببروح فين
أردفت فى شك :
– انت أكيد عارف حاجه ومخبيها عليا ،ابنك مبيخطيش خطوه الا لما بتكون عارفها ،هو كويس مش كده ؟!
اقترب “رشيد” منها وأمسك بيديها داخل يديه يربت عليهم وهو ينظر اليها يحاول طمأنتها قائلآ بنبره هادئه :
– اهدى ياحبيبتى ومتخافيش مالك كويس وبخير ،دا ابنى يا سلمى لو فيه حاجه مش هبقى قاعد بالبرود دا
سألته فى حيره :
– طيب مش بيتصل بيا ليه ،دا عمره ما عملها وغاب بالأيام كده من غير ما يطمن عليا
إجابها بهدوء :
– الشغل واخد كل وقته ياسلمى ما انتى عارفه مالك الشغل أهم حاجه عنده ،انتى متزعليش بس ،أنا بكره هقرصلك ودنه وهخليه يكلمك ويراضيكى ، مش تقومى بقى تحضريلنا العشا وتأكلى معايا ،عشان تبقى عارفه أنا مش هأكل من غيرك والا بقى مش هاخد دوا القلب
نهضت من أمامه متوجهه داخل المطبخ قائله بوجه مبتسم :
– هروح أخضر العشا
********************************************
بعد منتصف الليل ،كان بغرفته داخل المستشفى غارق فى نومه ،عندما صدح رنين هاتفه الذى ايقظه من النوم ، تطلع إلى الرقم الغريب بتعجب ،فمن سيتصل به فى هذا الوقت المتأخر ،فتح الهاتف وهو يقول بنبره ناعسه :
– الو
أجابه الاخر بنبره ساخره :
– شكلى كده صحيتك من النوم ،أنا بقول بدل النوم دا تركز فى اللى بيحصل من ورا ضهرك بدل ما انت نايم على ودانك ومش دارى بحاجه ،دى حتى تبقى عيبه فى حقك
أردف “مالك” بنبره جامده :
– انت مين ؟!
نطق الاخر بتهكم :
– السؤال دا تسأله لنفسك
اغتاظ “مالك” من نبرته وقرر أن ينهى المكالمه ،اعتقادآ منه ،انه شخص يريد العب معه ،كاد أن يغلق المكالمه ولكن لفت انتبه عندما نطق أسمه ببطئ شديد :
– مالك رشيد التهامى
سأله فى هدوء :
– انت مين ؟! وعايز ايه ؟!
إجابه الاخر فى تهكم :
– أنا مش عايز منك حاجه انت اللى عايز ،أنا فاعل خير وجاى أساعدك واكشفلك الأسرار المستخبيه ؟!
أردف “مالك” فى تعجب :
– أسرار ايه ؟!
نطق الاخر بنبره واثقه :
– واحد من الأسرار دى انك مش أبن عيله التهامى
تحدث “مالك” فى أنفعال :
– انت اتجننت !! ايه الكلام اللى انت بتقوله دا ،أنا غلطان أنى بتكلم معاك لغايه دلوقتى ومنهتش المكالمه دى من بدرى
تحدث المجهول بنبره هادئه غلفها الثقه :
– لو مش مصدقني تقدر تتأكد بنفسك ،أسمك الحقيقى
مالك سيف رسلان ،رمى بتلك الكلمات الصادمه وأغلق المكالمه ،بينما الاخر مازال لم يستوعب ما سمعه للتو اعتصر الهاتف بقبضه يديه وهو مازال ينظر إلى الرقم المجهول ويتردد صدى الكلمات بإذنه :
– مالك سيف رسلان …………………………………..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فقدان في الذاكرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى