روايات

رواية لقاء في القطار الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم جوجو

موقع كتابك في سطور

رواية لقاء في القطار الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم جوجو

رواية لقاء في القطار الجزء الثالث والعشرون

رواية لقاء في القطار البارت الثالث والعشرون

رواية لقاء في القطار الحلقة الثالثة والعشرون

جاء اليوم آية الذى حلمت به كثيراً والذى تمناه حاتم كثيراً .. فاليوم ستكون آية ملكه للأبد وتحمل اسمه ولن يتخلى عنها وبذلك فقد وعدها .. واليوم سيكون حاتم زوجاً لها ورجلها الذى سيحميها من كل شئ ..

رقص العروسين سلو على نغمات أغنية أتحدى العالم للمطرب صابر الرباعى .. كان حاتم ممسكاً آية ضاغطاً على جسدها .. كان وضعاً غريباً بعض الشئ فهو شعر بأنه بذلك يحافظ عليها وستظل معه دائماً ..

انتهت الأغنية فى الوقت الذى حضر فيه المأذون .. وتم كتب الكتاب … وإعلان الزواج بصوتٍ عال فى ميكرفون يُسمع الجميع حتى فى القاعات الأخرى ..

قام الجد واحتضن حاتم وهمس له فى أذنه بشئ لم يسمعه أحد غير حاتم .. وقبل أن يحتضن آية نظر لها طويلاً ودموعه تنطق بعينيه ممسكاً بيديها ولم تستطع آية كتم بكاءها فبكت وارتمت فى أحضان جدها قائلةً له ..

آية : لو كان بإيد الواحد يختار أهله كنت برده اخترتك انت تبقى جدى وكل شئ لية فى الدنيا ..
الجد ( محاولاً مدارة دموعه وتصنع المرح ) : يابت يابكاشة .. اومال حاتم يروح فين بقى ..
آية : برده ياجدو .. لولاك كان زمانى مرمية لكلاب الشوارع …

تحتضنه آية مرةً أخرى باكية وكانت بجانبها فاطمة التى تهدأ فيها قائلةً لها فى مرح ..

فاطمة : يابنتى المكياج حيروح .. خلاص بقى ياجدو حنجيب منين كوافيرة دلوقتى تظبطلها اللى حيبوظ ..
الجد : بقى كدة ياست فاطمة .. يعنى انا اللى حبوظ المكياج ؟!
فاطمة : ياجدوووو انا بقولك يعنى تهديها …
الجد : طب ما انا عارف ياطمطم ..
حاتم : ممكن بقى اخد مراتى شوية ..
الجد : ياواد مهى حتفضل معاك طول العمر سيبهالى انا اللحظات الباقية لية معاها ..
آية : اخص عليك ياجدو .. بعيد الشر عليك ..
حاتم ( فى ارتباك وقلق ) : جدو يقصد انه حيسافر بعد الفرح يعنى ومش حيشوفك الا بعد ما نرجع من شهر العسل .. صح كدة ياجدو واللا انا غلطان ..
الجد : طبعا ده اللى اقصده ياحاتم .. ربنا يهنيكم يارب ..
حاتم : عن إذنك بقى حاخد مراتى ونرقص على اغنية حلوة اوى ..
آية : اغنية ايه .. اوعى يكون رقص بلدى عشان انا مش برقص قدام شباب ولا فى أفراح ..
حاتم : ولو انه فرحنا بس برده مرضاش حد يبص عليكى واللا يقول اى كلمة عنك .. ساعتها حقطع لسانه ..
آية : ههههههههههه .. طب قول بقى اغنية ايه ؟
حاتم : استنى ثوانى …

فيشاور حاتم لمشغل الدى جى ويراه الشاب وينتظر حتى يتوسط العروسان القاعة مستعدين لرقصة سلو جديدة .. وهنا يتم تشغيل أغنية عارفة للمطرب على الحجار .. وعلى كلمات وأنغام الأغنية رقصا العروسان ومعهما أيمن وفاطمة .. بل وغنى الجميع مع كلمات الأغنية ..

عارفة .. مش عارف ليه متونس بيكى وكأنك من دمى
على راحتى معاكى وكأنك أمى مش عارف ليه
عارفة .. حاسس انى لاول مرة بشوفك
وانى بشوفك من أول لحظة فى عمرى
حاسس انى يمامة بتشرب فى كفوفك
وانك شجرة وضلة ومية بتجرى
مش عارف ليه متونس بيكى وكأنك من دمى
على راحتى معاكى وكأنك أمى مش عارف ليه
عارفة .. فرحة كبيرة وصوت مزيكا فى قلبى
وكأننا حبيبين اتقابلوا بعد فراق ………….

خجلت آية عندما رأت العيون تنظر لها ولزوجها حاتم فى إعجاب وإصرار .. وخاصة عندما يردد حاتم تلك الجملة ( ايدك خليها فى ايدى ده انا طفل كبير ) ويضغط على يديها وناظراً لها فى حبٍ شديد هامساً لها بكلمة ” بحبك ” ..

كان الجميع فى حالة فرح شديد .. وكانت عواطف نصف فرحة ونصف حزينة … فكانت فرحة لزواج ابنها واستقراره وحزينة لأنها لم تزل رافضة وجود آية فى حياتها وحياة ابنها .. وكانت صامتة وشاردة وتفيق من شرودها لتجد مروة جالسة جانبها .. فقالت لها ..

عواطف : مش كنتى أولى بيه يامروة ..
مروة : خالتو .. انتى بتتحسرى على ايه .. انا وحاتم اخوات بس .. وكمان انا مخطوبة لواحد طيب وابن حلال .. ادعيلى بس ربنا يتمملى معاه بخير ..
عواطف ( غيرمصدقة ) : فعلا يامروة ؟! طيب .. ربنا يسهلك ويهنيكى ..

انتهى الحديث بينهما ولكن تشعر مروة باضطراب داخلها .. فهل حديثها لخالتها صحيح أم أنها مازالت على حبها لحاتم وتريد مدارة شئ ما بأعماقها لا تدرى ماهيته .. حزنت من نفسها كثيراً فأمجد طيب القلب وبه نسبةٌ كبيرة من الحنان .. كيف يضطرب وجدانها لفرح حاتم على أخرى .. فتشعر بتأنيب الضمير جهة الله وجهة خطيبها .. ذلك الذى لم يسئ إليها وهى التى عذبته كثيراً منذ بداية خطبتهما وحتى اليوم … فتتذكر ما كانت تفعله .. فى ذات مرة عندما اتصل بها أمجد …

أمجد : الو .. صباح الخير ياحبيبتى ..
مروة ( فى جفاء ) : ايه حبيبتى دى ؟ صباح النور ..
أمجد : طبعا حبيبتى ومن أول لحظة شوفتك فيها كمان ..
مروة : طيب .. ازيك عامل ايه ؟؟
أمجد ( فى ضيق من جفاءها ) : الحمد لله تمام .. ازيك انتى ..
مروة : الحمد لله ..
أمجد : ها نمتى كويس ؟
مروة : وان منمتش كويس حتعمل ايه .. حتعاقب النوم يعنى .. اهو نمت وخلاص ..
أمجد : مروة فى حاجة مضيقاكى ؟
مروة : لا الحمد لله انا تمام اوى ..
أمجد : أومال مالك بتتكلمى معايا كدة ليه .. واللا اكونش انا اللى زعلتك ..
مروة ( فى ثقة ) : ليه هو انت تقدر تعملها ..
أمجد : هههههههه لا طبعا فى حد يزعل حبيبه ..
مروة : حبيبه آه .. طيب انا حقفل بقى عشان حقوم اعمل شوية حاجات فى البيت ..
أمجد : طيب ايه رأيك تخلصى حاجة البيت بدرى وننزل النهاردة ؟
مروة : ننزل ؟ على فين العزم ؟
أمجد : نتغدى برة ..
مروة : آآآآآآآآآآآآآآآآه نتغدى برررررررررة .. لا طبعا ممنوع حكاية الخروج دى .. ثم انا مبخرجش مع حد غريب ..
أمجد ( فى صدمة ) : غريب ؟!! انا غريب بالنسبة لك يامروة ..
مروة : طبعا مش عشان مخطوبين لبعض نبقى روميو وجولييت يعنى واللا قرايب واللا ده يسمحلك تطلب اننا نخرج مع بعض ولوحدنا كمان ..
أمجد ( فى انفعال ولأول مرة ) : فى ايه يامروة ؟ انتى ازاى بتكلمينى كدة .. الظاهر عشان بعاملك كويس وطيب معاكى ده حيخليكى تحاولى تستغلى النقطة دى .. وتستهترى بحبى ليكى .. فوقى يامروة احب اقولك انى انسان عملى جدا وممكن فى لحظة لو زهقت ابيع الدنيا كلها ولا اى بنى آدم يهينى ..

ثم صمت قليلاً ليلتقط أنفاسه ويحاول الهدوء حتى لا يلفظ بكلمة يندم عليها فيما بعد .. ثم قال ..

أمجد : لما تعرفى ازاى تتعاملى معايا ابقى كلمينى .. رقمى عندك .. سلام ..

أغلق أمجد الخط وكانت مروة تعرف بأن له كل الحق فيما قاله فهى قد زادت فيها .. وكم عانت مع نفسها يومين لكى تتصالح معه فكبريائها واضطراب مشاعرها يمنعاها من البدء فى خطوات المصالحة … إلا أن عرفت والدتها ما حدث منها عنما لاحظت عدم اتصاله وعدم مجيئه لزيارتها فسألتها وحكت لها مروة عن كل شئ .. فأجبرتها أمها على الاتصال بها وكتبت لها فى ورقة كلمات مصالحة قرأتها مروة وهى تتحدث معه ونجحت تلك الفكرة وتصالحت مع أمجد .. وكما تعهدت به فإنه طيب القلب وما إن وجد اسمها على شاشة هاتفه حتى شعر بلهفةٍ وحنينٍ جارف لتلك المرأة التى امتلكت قلبه من كل النواحى ونسى إهانتها له … وهذا جعل مروة تحترمه وتتمسك به وإن كانت لم تشعر بحبٍ له كما يشعر هو تجاهها .. وتمت المصالحة .. بل وتناولوا الغداء وحدهما كما طلب أمجد فى تلك المكالمة التليفونية ..

أفاقتها من ذكرياتها فاطمة التى ظلت دقيقتين تتحدث معها ولم تجد منها غير الشرود والصمت .. حيث قالت ..

فاطمة : ايه ياعالم ياللى هنا .. روحتى فين يامروة ..
مروة : ايه ده .. فاطمة .. فى ايه يابنتى ..
فاطمة : ايه خضيتك ياميرو .. كنتى سرحانة فى ايه ياعثل ..
مروة : فى الدنيا .. بقولك ايه حسألك سؤال كدة يعنى بس مكسوفة حبتين …
فاطمة : اسألى ياميرو …
مروة ( فى خجل ) : هو الجواز حلو يافاطمة ؟
فاطمة ( مبتسمة ) : الجواز حلو اوى اوى يامروة وخصوصا لو بتحبى الانسان اللى انتى اتجوزتيه .. حتحسى بقمة الحب والألفة والحنان .. عارفة يامروة مجرد الحضن بيخليكى تحسى بدفا رهيب جدا حتى فى عز الحر اللى احنا فيه دلوقتى ..
مروة : انتى مبسوطة يافاطمة مع أيمن ؟ بتحبيه ؟
فاطمة : كلمة بحبه دى قليلة اوى .. أيمن طيب وبيحبنى جدا ومن اول نظرة بينا والحب بدأ يجرى فى دمنا .. والحمد لله طلع راجل وقبل ما يعرف اسمى كان اتصل ببابا وقاله عايز اخطب بنتك مش زى بقية الشبان السيس اللى عايزين يتحبوا ويمشوا مع بنات الناس وبعد كدة يرموهم ويجرحوهم .. ومن يوم ما اتخطبنا وهو محوط علية ومش مخلينى محتاجة حاجة ابدا .. ومن يوم جوازنا وهو مخلينى أسعد ست فى الدنيا .. مسيرك تتجوزى يامروة وتفهمى انا بتكلم عن ايه وتحسى بيه .. بس يارب تكونى فعلا بتحبى أمجد زى ما هو بيحبك ..
مروة : ليه بتقولى كدة يافاطمة .. انتى شايفة انى مش بحبه واللا هو بيشتكى منى لأيمن ..
فاطمة : بصى اللى اعرفه ان أيمن لسانه اتدلدل معاه وكل يوم بيسأله مروة عاملة معاك ايه وهو بيرد عليه بأنك زى الفل وأخر سعادة مع بعض يعنى مبيشتكيش .. لكن انا ….
مروة : لكن انتى ايه يامروة .. لكن انتى شكة فى كدة يعنى ..
فاطمة : حكلمك بصراحة أكبر .. انا مش مصدقة كلامك اللى قلتيه لآية يوم ما اغم عليها عندك من كلام حماتها ليها عليكى انتى وحاتم .. آية مأخدتش بالها من حاجة انا اخدت بالى منها بس محبتش اتكلم فيها لانه خطوبتك كان بعدها بيوم وقلت مفيش داعى أنكش فى القديم .. وآية كانت محتاجة طوق نجاة وبسرعة صدقت كلامك انتى ومامتك ..
مروة : بس فعلا كلامى انا وماما كان صح يافاطمة احنا مكدبناش ..
فاطمة : عارفة يامروة بس فى حاجة خدت بالى منها ..
مروة : تقصدى ايه ؟ وايه اللى انتى اخدتى بالك منه وآية لأ ..
فاطمة : أخدت بالى من الحزن اللى ملى تعبيرات وشك يومها .. ساعتها حسيت ان نص كلام طنط عواطف صح ونصه غلط .. بس ايه هو الغلط وايه هو الصح .. معرفش .. ومحاولتش اعرف لأنك دخلتى على حياة جديدة محتاجة فيها اللى ينبهك ليها مش يرجعك لحياة قديمة ..
مروة ( فى خجلٍ ممزوجٍ بحزنٍ ) : وهو ايه اللى فهمتيه من تعبيرات وشى يافاطمة ؟
فاطمة : فهمت انك بتحبى حاتم بس حاتم قلبه مع واحدة تانية .. اللى هى مراته دلوقتى يامروة .. وصعب علية أمجد اللى من اول مرة شافك فيها وهو حبك ولما كلمك وصدتيه عجبتيه وقرر يخطبك وتبقى ليه مهما كان التمن .. صعب علية لانى حسة انه بيتحمل منك برودك معاه ..
مروة : انا باردة يافاطمة .. الله يسامحك ..
فاطمة : طبعا يامروة انتى باردة والدليل انك سيباه قاعد لوحده من بداية الفرح وقاعدة ياهنا ياواقفة مع آية وحاتم يامع مامتك يامع خالتك ولا كأنه موجود .. لو بصيتيله وشوفتى هو باصصلك ازاى دلوقتى حتعرفى انه غلبان اوى وانك فعلا ظلماه ببرودك ده وعدم اهتمامك بيه .. قومى يامروة روحيله واقعدى معاه وكلميه وارغى معاه .. خليه يصدع منك .. خليه يحس انك حبة تكملى حياتك معاه مش جوازة والسلام عشان تريحى قلب أمك .. قومى الله يهديكى ..
مروة : عندك حق ..
فاطمة : اسمعى كأنك ريحاله منك لنفسك مش حد قالك روحى لخطيبك عشان انا عارفة الذكاء لما بيهل ..
مروة ( مبتسمة ) : حاضر .. ربنا يخليكى لية يافاطمة ..
فاطمة : ومن هنا لحد ما تروحى عنده شوفيلك حجة بعدك عنه من اول الفرح لحد الحظة اللى روحتى فيها ..
مروة : بجد يافاطمة انتى ونعم الأخت ..

تبتسم فاطمة وتذهب لتمسك يد زوجها فى حب واشتياق وتنظر له وكأنه ملكٌ فوق رأسه تاجٌ كبير ملئٌ بالحب والحنان والطيبة وليس الجواهر كملوك الأفلام القديمة … ودون أن ينظر لها أيمن مسك يديها بشدة وكأنه يرد لها الاشتياق باشتياقٍ أكبر ..

وصلت مروة إلى مجلس خطيبها أمجد وهو ينظر لها فى عتابٌ ولوم .. فقالت له ..

مروة : عندك حق تزعل منى .. انا اسفة .. ووعد منى عمرى ما حزعلك منى تانى ابدا ..
أمجد : مروة .. حسألك سؤال وتردى علية بمنتهى الصراحة وصدقينى مش حزعل من اجابتك ايا كانت ..
مروة : اسأل ياأمجد ..
أمجد : مش حقولك بتحبيبنى واللا لأ عشان عارف الإجابة .. بس حسألك عايزة تكملى معايا واكون شريك حياتك واللا لأ ؟
مروة : لو مكنتش عايزة كدة مكنتش جتلك لحد عندك دلوقتى واتأسفلك على برودى معاك ..
أمجد ( فى راحة ) : يعنى آخر مرة ..
مروة ( فى تأكيد ) : آخر مرة ..
أمجد : يعنى لو قلت لك نعجل بالجواز ونخليه بعد شهر .. توافقى ؟
مروة : ازاى ده انت مش عندك شغل الشهر الجاى فى ليبيا ؟
أمجد : انا عندى شغل اه بس برده عندى رصيد اجازات و3 شهور كمان حاخد منهم شهرين ونتجوز الشهر الجاى واقعد معاكى الشهرين .. ها ايه رأيك ؟
مروة : مممممممممممممم .. موافقة طبعا ..

ابتسم أمجد ونهض ليتحدث مع والد مروة فى ذلك الأمر ..

انتهى الفرح ورحلا العروسين إلى منزلهما ودخلا حجرة نومهما .. كانت آية تشعر بالخجل الشديد فكيف ستنام مع رجلاً فى حجرة واحدة بل وعلى سرير واحد .. كان حاتم شاعراً بخجلها ذلك وأراد طمأنتها ..

حاتم : مبروك ياعروسة .. مبروك ياأجمل آية فى الدنيا .. مبروك لأجمل وأحن وأطيب زوجة فى العالم ..
آية ( فى خجل ) : الله يبارك فيك ياحاتم .. بس ايه ده كله .. خلى بالك لاتغر ..
حاتم : حقك حقك حقك .. ياه ياآية ه انا مهما اقولك مش حقدر اوصف للسعادة اللى انا فيها دلوقتى ..
آية ( متشجعة ) : وانا كمان ياحاتم .. انا حسة انى حموت من الفرحة ..
حاتم : بعيد الشر عنك ياحبيبتى ..

يخلع حاتم لها طرحة الفستان قائلاً ..

حاتم : أخيرا حشوف شعرك ياقمر انت ..
آية : طيب اوعى انا حخلع الطرحة عشان فى دبابيس كتيرة وممكن ايدك تنجرح ..
حاتم : فداكى ايدى الاتنين وفداكى حياتى كلها ..
آية ( فى خجلٍ شديد ) : طيب اوعى بقى خلينى اغير هدومى ..
حاتم : طيب وانا كمان حغير هدومى ..
آية : فين ؟
حاتم : هنا طبعا حيكون فين ..
آية : لالالالالالا روح غير فى اوضة تانية واللا فى الحمام لاما انا اللى حروح ..
حاتم : ههههههههه للدرجادى مكسوفة .. طيب خلاص ولا يهمك حروح اغير فى الحمام ..

وفى وقتٍ قصير كان الاثنان قد بدلا ملابسهما وخرج حاتم من الحمام بعد أن تأكد أنها هى الأخرى انتهت وخرج وجدها جالسةٌ على السرير فى خجلٍ شديد ومنكمشةٌ فى بعضها .. فجلس جانبها ومسك يديها وقبَّلها ثم قبل جبينها .. وقد كان ما كان …

كان فاروق قد ساهم مع حاتم فى شراء الشقة التى تواجه شقته بناءً على رغبة والدته التى لا تريد غياب ابنها عنها ..

كان الجو هادئاً فى صباحية آية وحاتم وكان باكراً جداً لدرجة يصعب على شخصٍ قد سهر فى فرح أن يستيقظ فى ذلك الوقت الباكر .. وفى هدوء هذا الوقت وإذ بطرقٍ شديد على باب شقتهما وكان الوقت وقتذاك هو السادسة صباحاً .. قاما العروسين بفزعٍ وقلق .. ذهب حاتم ليفتح ووجد أن الطارقة هى والدته .. ففرك عينيه وتساءل فى قلق وصوت ملئ بالنوم ..

حاتم : فى ايه ياماما ؟ خير ؟
عواطف : خير ياحبيبى .. اومال فين مراتك ؟
حاتم : فى الاوضة ياماما .. هو فى ايه ؟
عواطف : ومجتش تفتح ليه واللا انت اشتغلت هنا بواب ..
حاتم : بواب ايه وتفتح ايه .. ياماما الساعة 6 الصبح تبقى هى فى الاوضة عشان اكيد لسة نايمة ..
عواطف : كمان نومها تقيل .. قوم قوم .. قوم صحيها عشان تحضرلنا الفطار عشان نفطر ..
حاتم : ماما احنا نايمين من ساعتين بس ولسة عايزين نكمل نوم .. عندك انتى ياحبيبتى التلاجة افتحيها وخدى منها اللى انتى عيزاه واحنا لما نصحى حنبقى نحضر الفطار ونفطر انا وانتى وبابا ومراتى .. دلوقتى مقدرش اصحيها وهى منامتش ساعتين على بعضهم عشان تقوم تحضر فطار ..
عواطف : اسم الله ياحبيبى على حمشتنك معاها .. انا عايزة افطر دلوقتى ومش بفتح تلاجات حد مهيش تلاجتى عشان اعمل كدة .. قوم صحى مراتك خلينى اخلص ..
حاتم : ليه هو انتو معندكوش أكل فى تلاجتك ياماما ..
عواطف ( فى انفعال ) : جرى ايه ياحاتم .. انت مش عايز تأكلنى فى بيتك واللا ايه ؟
حاتم : لا حول ولا قوة إلا بالله .. انا برده قلت كدة .. انا عمال اقولك الساعة 6 الصبح ومينفعش اصحى مراتى من النوم وانا كمان عايز اكمل نوم وتقوليلى مش عايــــ………….

تقاطعه آية قائلةً ..

آية : صباح الخير ياجماعة .. خلاص ياحاتم معلش انا ححضر الفطار لماما مفيش داعى صوتنا يعلى فى العمارة فى أول يوم جواز كدة ..
عواطف ( فى سخرية ) : اومال انتى يامدام حتعلى صوتك امتى .. فى اخر شهر العسل واللا فى اخر يوم جواز ..
آية ( فى تحدٍ ) : انا مبعليش صوتى على راجل وخصوصا لو كان جوزى .. اهلى معلمونيش كدة ..
عواطف ( مستهزئةً ) : أهلك .. هما مين أهلك بقى يامدام ..
حاتم ( فى حدة ) : ماما لو سمحتى انتى جاية تتخانقى فى يوم صباحيتى وكمان فى وقت كدة .. الناس تقول علينا ايه .. وآية عندها حق احنا مش عايزين نعلى صوتنا .. اتفضلى اقعدى وانا وآية حنحضر الاكل لحضرتك ..
عواطف : لحضرتى بس .. وانت مش حتاكل معايا ..
حاتم : لا ياماما انا مش حاكل الا انا ومراتى لما نقوم من النوم …

وفى هذا الوقت طرق الباب والده ..

فاروق : انتى ايه اللى جابك هنا دلوقتى ياعواطف ؟
عواطف : جاية افطر عند ابنى ..
فاروق : جاية تفطرى الساعة 6 الصبح وهما لسة عرسان وعندهم .. ثم ليه بقى ان شاء الله هو انا مجوعك .. تعالى ياحبيبتى ربنا يهديكى نفطر انا وانتى ونسيبهم هما براحتهم .. ياللا ياعواطف وعدى اليوم لو سمحتى ..
عواطف : لا انا مش منقولة من هنا .. انا حفطر هنا ..
فاروق ( فى نفاذ صبر ) : عواطف .. كلمتى تتسمع .. اتفضلى قدامى ..
عواطف : كدة يافاروق .. ماشى ..

تغادر عواطف شقة حاتم متوجهة إلى شقتها برفقة زوجها ويغلق حاتم باب الشقة فى ضيق ..وينظر إلى آية وهو معتذراً لها عما حدث الآن .. وفهمت آية نظرته تلك .. فقالت له ..

آية : متحطش فى دماغك ياحاتم ومتتأسفش .. انت ملكش ذنب فى اللى حصل .. وياسيدى قدامى العمر طويل ان شاء الله واكيد طنط حتغير فكرتها عنى وحتحبنى ..
حاتم : انتى طيبة اوى ياآية ..
آية : لا مفروض تقولى انتى بتحبينى اوى ياآية ..
حاتم : ده انا اللى بحبك وبموت فيكى .. بقولك ايه ..
آية : قول ..

مسك حاتم يديها قائلاً ..

حاتم : ما تيجى اقولك كلمة جوة ..

وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح وقد كان ما كان ..

أصبح الوقت فى الظهيرة وما بعدها ولم يستيقظ حاتم وآية بعد .. وكل دقيقتين تنظر عواطف إلى ساعة الحائط فتغضب أكثر فأكثر .. ويلاحظ فاروق عليها هذا الغضب ولكنه يقابله بضحك مستتر ثم ضحك هيستيرى … فتنفعل عليه عواطف قائلةً ..

عواطف : جرى ايه يافاروق .. انت بتضحك على ايه ..
فاروق : طبعا بضحك على منظرك .. كل ثانية بتبصى على الساعة وحتموتى وحتفرقعى ..
عواطف : انت بتتريأ ..
فاروق : برده ايوة بتريأ عليكى لكن احب اقولك انهم وقت ما حيصحوا حيبقوا يخبطوا علينا .. ثم سيبيهم بقى دول عرسان ولسة اول يوم جواز .. ده لو حد كان عمل معايا كدة فى اول يوم جوازنا كنت حبلغ عنه .. سيبيهم فى حالهم بقى ياتوفة ..
عواطف : ايه توفة دى كمان ان شاء الله …
فاروق : بدلعك ياتوفة ..
عواطف : فاروق انا مش ناقصة ..
فاروق : بصى يستحسن متدخليش فى حياتهم عشان متزعليش من ردودهم ..
عواطف : وانت مين قالك انى بتدخل فى حياتهم ..
فاروق : انتى بدأتى فعلا تعملى كدة والدليل انك خبطتى عليهم الساعة 6 الصبح قال عشان تفطرى وانا عارفك اهو مجرد ازعاج وخلاص ومش عيزاهم يفضلوا مع بعض وقت كتير ..
عواطف : اسكت بقى يافاروق بلاش كلامك اللى يحرق الدم ده ..
فاروق : ما انا عارف انه يحرق الدم .. بس دمك انتى بس لانه صح وحقيقى ..
عواطف : ييييييييييييه بس بقى يافاروق ..

وبعد حوالى ساعة استيقظا آية وحاتم وكأنهما لم يناما منذ سنوات .. نظر حاتم إلى الساعة فوجدها الثانية والربع ظهراً فنهض متمطعاً .. واقترب من آية وقبلها فى وجنتها فاستيقظت ورأته أمامها فابتسمت قائلةً ..

آية : صباح الخير ياحبيبى ..
حاتم : صباح النور ياحبيبتى .. وحشتينى ..
آية : بس انا جنبك اهو وحشتك ازاى بقى ..
حاتم : مهو النوم هو اللى بعدنى عن شوفتك ..
آية : انا مش قد الكلام ده ياحاتم ..
حاتم : قده ونص وتلات تربع .. ياللا قومى بقى ناخد شاور عشان نصلى .. العصر قدامه ساعة تقريبا ويأذن .. عشان كمان زمان ماما استعوقتنا ..
آية : هههههههه .. استعوقتنا .. حاضر ياسيدى ..
حاتم : اجى اساعدك ..
آية ( فى خجل ) : لالالالالالالالالا ..

وبعد أن ينتهيا حاتم وآية من الصلاة فيذهب حاتم إلى شقة والديه لإخبارهما بأنهما قد استيقظا .. وبعد المغرب جاء الزوار إلى منزل العروسين .. فكان الجد أول من يصل .. ثم جاءت مروة ووالدتها .. ثم فاطمة وأيمن .. وأخيراً رودينا – أخت حاتم – وزوجها وأولادها الثلاثة …

رودينا : الف مبروك ياآية .. ربنا يسعدك يارب ويرزقك بالذرية الصالحة عاجلا لا آجلا ..
آية : يارب يارودى يارب ..
رودينا : متستعجليش ده العيال هم وشغل أكتر من شغل البيت ..
آية : بس متعة وحب وحنان واول سبب لجواز الناس هو تكوين أسرة وأطفال وهى دى الحياة ..
رودينا : عندك حق ..

وأثناء حديثهما وإذ يصيب رودينا الدوار مرةً أخرى ولكن دون إغماء تلك المرة فتنزعج آية وترتبك فتنادى الجميع الذين سرعان ما حضروا … وما هى إلا ثوانٍ حتى رجعت رودينا إلى حالتها الطبيعية وطمأنتهم عليها … فقالت أمها ..

عواطف : الكلام ده ميتسكتش عليه .. انتى بقيتى تدوخى كتير … انتى حامل واللا حاجة ؟
رودينا : لا مظنش ياماما ده مجرد إرهاق ..
عواطف : مش سبق والدكتور قال ترتاحى شوية ..
رودينا : ومين ياماما حيقوم بخدمة العيال وابوهم بس ..
عواطف : برده الكلام ميتسكتش عليه انتى لازم تروحى لدكتور ونشوف ايه الحكاية ..
آية : انا معاكى ياماما فى رأيك ده ..
حاتم : ايوة صح .. لازم بكرة تكشفى عند الدكتور عشان نطمن ..
رودينا : انا بخير ياجماعة والله دى مجرد دوخة وراحت خلاص وكمان محصلتليش من يوم ما خرجت فى المستشفى ..
فاروق : اسمعى الكلام يارودى على الاقل عشان تقدرى تقفى لعيالك فعلا ..
رودينا : حاضر يابابا ان شاء الله حروح اكشف واطمن واطمنكو .. المهم بس خلينا فى العروسين ..

وفى اليوم التالى سافر حاتم وآية الغردقة لقضاء شهر العسل وكانت من أجمل أيامهما .. حيث كانت السعادة تطل عليهما فى كل دقيقة وكل لحظة .. قضيا هناك أسبوعين وكانا يريدا قضاء بعض الوقت مرةً أخرى ولكن عمل حاتم منعت تلك الرغبة فرجعا إلى بيتهما وكانت والدته أول من قابلوها رغم أنهم قد رجعوا فى وقتٍ متأخر من الليل إلا أنها ظلت مستيقظة .. وعندما رأتهما – وكان على السلم – شاورت بالسلام لآية واحتضنت ابنها بشدة وقبَّلته وكأنها لم تراه منذ أعوام ..

آية : ازيك ياطنط .. وحشتينا انا وحاتم والله ..
حاتم : وحشتينى اوى ياماما ..
عواطف : ده انت اللى وحشتنى اوى ياقلب ماما .. ياروح ماما ..

لم ترد عواطف على زوجة ابنها آية وكأنها لم تتحدث .. وكأنها غير موجودة .. فظهر فاروق … وتابع تجاهل زوجته لآية .. فذهب جهة آية ومسك بيدها قائلاً ..

فاروق : حمدالله على السلامة للعرسان .. ازيك يابنتى .. وحشتينى والله ..
آية : وانت كمان ياعمى .. والله بجد الغردقة كانت نقصاك انت وطنط ..
حاتم : وانا ماليش حمدالله على السلامة ولا تبوسنى وتحضنى كدة ياوالدى العزيز ..
فاروق : ليك ياواد ده انت واحشنى اوى بس مراتك اهم منك ..
آية : ربنا يخليك لية ياعمى يارب ..
فاروق : اوعى يكون الواد حاتم زعلك .. قوليلى وانا اقطعلك ودانه مش أملصهاله ..
آية : والله ابدا ياعمو .. حاتم حنين اوى ومزعلنيش خالص .. انا مبسوطة اوى معاه ..
حاتم : ياظالمنى ياوالدى ..
فاروق : ههههههههههههه .. لا ياحتوم ربنا ما يجيب ظلم .. ياللا ادخلوا بيتكم وبكرة الصبح نقعد مع بعض طول النهار ..
حاتم : ماشى ياوالدى العزيز .. تصبح على خير …
فاروق : وانت من أهله ..
حاتم : تصبحى على خير ياست الكل ..
عواطف : وانت من أهله ياحبيبى … اول ما تصحى رنلى وانا حجيلك على طول ..
حاتم : من عنية الاتنين ياقمر .. سلام بقى ..
فاروق ( غامزاً له ) : سلام ياعفريت ..

يدخل الأب والأم لشقتهما وكذلك حاتم وزوجته آية .. وبعد أن يدخلا دار هذا الحوار بين الأب والأم ..

فاروق : وانتى يعنى مقدرتيش تستنى لبكرة الصبح وابقى سلمى عليهم .. لازم توقفيهم على السلم كدة ياعواطف .. ان مكنتيش طايقة البنت الغلبانة ولا عاملة حساب تعبها يبقى تعملى حساب ابنك اللى راجع تعبان من السفر .. الصبر ياعواطف الصبر ..
عواطف : ابنى وواحشنى مكنتش حقدر استنى للصبح ..
فاروق : ياسلام على قلبك ياعواطف .. تقدرى تقوليلى ياأم قلب طيب مسلمتيش على آية ليه ..
عواطف : هو انت مش لسة قايل الغلبانة اللى مش طيقاها .. يبقى حسلم عليها ليه وانا مش طيقاها ..
فاروق : يعنى انتى حتستمرى على كدة وحتزهقيها فى عيشتها ياعواطف ؟!
عواطف : انا مبزهقش حد فى عيشته .. انا مبحبهاش ومش ححبها ومعاملتى ليها حتفضل زى ما هى ..
فاروق مفيش فايدة معاكى ابدا ياعواطف .. ابدا .. انا رايح انام .. تصبحى على خير ..
عواطف : هو انت مقلتلوش ليه يافاروق ؟
فاروق : اقوله على ايه ؟
عواطف : على الحاج مدبولى ..
فاروق : انتى عيزانى اقول حاجة زى كدة والولد والبنت راجعين من السفر وواقفين على السلم .. ارحمى ياشيخة .. وحسك عينك ياعواطف تقولى انتى اى حاجة .. بكرة انا حبقى اقولهم بطريقتى .. فاهمة ..

رحل فاروق دخل حجرته لينام وترك عواطف وهى مغتاظة منه ومن آية .. ولكن .. ماذا حدث للحاج مدبولى ….

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لقاء في القطار)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى