رواية لقاء في القطار الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم جوجو
رواية لقاء في القطار الجزء الثاني والعشرون
رواية لقاء في القطار البارت الثاني والعشرون
رواية لقاء في القطار الحلقة الثانية والعشرون
سافر حاتم ووالده إلى جد آية للاطمئنان عليه .. وعندما وصلا وجدا الكثير من الرجال الجالسين فى دار الجد وعلى وجههم علامات الحزن ويتفوهون بكلماتٍ غير مفهومة وكأنهم ينعون شخصاً ما .. اضطربا بشدة وجلسا يبحثان بأعينهما عن الجد ولكنهم لم يجدوه ولكن ها هو الغفير .. إذن فملاذهم هو الغفير .. فذهبا جهته وكان هذا الغفير يتكأ بدقنه على حرف بندقيته الآلية وناظراً إلى الأرض فى حزنٍ شديد فرتب حاتم على كتفه قائلاً ..
حاتم : جدى فين ؟
الغفير ( متفاجئاً ) : أهلا أهلا ياسى حاتم .. خطوة عزيزة .. يامرحب يافاروق بيه .. نورتوا البلد ..
حاتم : جدى فين ؟
الغفير ( فى حزن قائلاً بلهجته الصعيدية ) : أبا الحاج مدبولى تعبان جوى ياسى حاتم ..
فاروق ( فى قلق ) : تعبان ؟!!! عنده ايه وتعب امتى ؟
الغفير : من جيمة يومين كان فى الغيط وهو ماشى بين الزرع حط ايده على جلبه واتألم جوى وبعد كدى وجع مننا شيلناه وجيبناه هنا وجيبناله الحكيم ..
حاتم : قلبه ؟ استر يارب .. يعنى عنده ايه بالظبط ؟
الغفير : ياسى حاتم انى راجل جاهل مفهمش لكن اللى اعرفه انه كان ماسك جلبه من الألم والحكيم كتبله على شوية أدوية وجال لازمن ياخد الادوية دى بانتظام .. مجالش اكتر من كدى ..
فاروق : وهو فى اوضته دلوقتى ؟
الغفير : إيوة يافاروق بيه ..
صعد حاتم ووالده أدراج السلم وفى ثوانٍ معدودة كان فى حجرة الجد واقفاً ناظراً بعينٍ دامعة إلى ذلك الكهل الملقى على السرير فى إعياءٍ شديد .. فذهب إليه فى بطء .. قائلاً ..
حاتم : جدى ..
الجد ( فى إعياء ) : حاتم .. حمدالله على السلامة .. جيت امتى يابنى ..
حاتم : انا وبابا لسة جايين دلوقتى .. كدة ياجدى تكون تعبان ومتقولناش ..
الجد : ايه ده فاروق هنا .. هو فين .. ( ثم يراه ) .. تعالى يابنى تعالى يافاروق .. ليكم وحشة والله ..
يحاول الجد النهوض من السرير ولكنه يتألم من جديد فيرجع نائماً ولكن حاتم وفاروق يساعدونه فى الجلوس فى أقرب مقعداً لسريره .. ثم يعادود فاروق سؤال الجد نفس السؤال ..
فاروق : كدة ياحاج متقولش انك تعبان ..
الجد : انتو اصلا عرفتوا منين انى تعبان .. غفير الكلب ده اتصل بيكم ؟
فاروق : لا ياحاج محدش اتصل بينا ده احنا اللى جينا عشان نطمن عليك فاكتشفنا مرضك والغفير لما جينا قالنا على اللى حصلك ..
حاتم : ازاى ياجدى تبقى تعبان كدة ومتقولناش نبقى جنبك ونراعيك وناخد بالنا منك ..
الجد : يابنى انا بخير مفيش حاجة متقلقوش .. بس المهم مش عايز آية تعرف حاجة خالص عن تعبى ..
حاتم : ازااااى .. مستحيل لازم تعرف ..
الجد : يابنى افهم .. لو آية عرفت حتسيب حالها ومحتالها وجهازها وحتنشغل بية انا وانا مش عايزها تنشغل بية خالص فى الايام دى .. دى حتى احلى ايامها انكد عليها ليه فيها بس ..
حاتم : بص ياجدى احنا حنلم هدومك وحتيجى تعيش معانا فى القاهرة الفترة دى نراعيك ونخلى بالنا منك ولما تشد حيلك ابقى ارجع تانى سوهاج ..
الجد ( معترضاً ) : لا لا ياحاتم يابنى .. انا مقدرش اسيب بلدى .. انا عايز اموت هنا ..
حاتم ( فى بداية بكاء ) : طولة العمر ليك ياجدى .. بالله عليك توافق .. مينفعش ابدا تفضل لوحدك ..
الجد ( فى مرح ) : يابنى هو انتو فاضيينلى ..
حاتم : كل حاجة تتأجل مش مهم .. المهم انت عندنا ..
الجد : لا لا انا مرضاش ابدا ان جواز آية يتأجل .. ( ثم يقول فى حزن ) : يابنى انا مصدقت ربنا جعلك فى طريق آية ومصدقت انها حتتجوز واطمنت انى حسيبها فى الدنيا وهى مش لوحدها وعايزكم تتجوزوا بسرعة .. نفسى اشوفها عروسة فى الكوشة قبل ما أموت .. نفسى اشوفها فى بيتها قبل ما أموت .. ياحاتم يابنى انا حطلب منك طلب واحد ..
حاتم : اطلب ياجدى انا كلى تحت أمرك ..
الجد : خد بالك من آية .. اوعى تزعلها او تفرط فيها والله دى بنت حلال وطيبة اوى .. واعدل بينها وبين والدتك .. لا تيجى عليها ولا تيجى على والدتك .. اوعى يابنى .. متخلنيش ابقى نايم فى قبرى وقلقان عليها ..
فاروق ( فى حزن ) : لا حول ولا قوة إلا بالله .. ربنا يديك الصحة وطولة العمر ياحاج .. بس أرجوك تسمع الكلام وتيجى حتى تقعد لحد فرح آية وابقى ياسيدى ارجع سوهاج تانى بس تكون شديت حيلك ..
الجد : لا لا انا مش حروح دلوقتى ابدا عند آية دى ممكن تموت لو شافتنى كدة ..
حاتم : آية حتموت فيها فعلا لو مكنتش تطمن عليك وانت جنبها .. وان كان على الجهاز والتحضير انا اوعدك ان مفيش حاجة حتعطلنا ابدا وحننزل عادى ونختار .. وانا حوديك عند أكبر دكتور قلب فى مصر يشوفك ويقولنا انت محتاج ايه بالظبط ونعمله .. بالله عليك توافق ..
الجد : يابنى ما انا عندى الدكتور بتاعى ..
فاروق : ياسيدى ميضرش تكشف عند دكتور تانى وناخد أدويتك نوريهاله وربك يسهلها .. ها قلت ايه ؟!!!
الجد : حقول ايه يابنى .. حقول لا إله إلا الله .. بس والله ياحاتم لو لقيتكم اتعطلتوا بسببى فى الجهاز حاخد بعضى وحسافر ومش حيوقفنى اى حاجة الا الموت ..
حاتم ( فى فرح ) : بعيد الشر عنك ياجدى، ان شاء الله اوعدك مفيش حاجة حتعطلنا ابدااااا بس حستأذنك ياجدى تدينى رقم الدكتور بتاعك هنا واسمه وانا حروح اقابله واعرف منه حالتك بالظبط ..
الجد : حتلاقى رقمه فى الموبايل واسمه الدكتور عبد الشافى محمود ..
وبعد قليل كان حاتم يتواجد فى عيادة الدكتور عبد الشافى محمود متحسراً على جد آية وعلى حالته ..
حاتم : يعنى يادكتور مفيش علاج للانسداد فى الشرايين ده ؟
الدكتور : يابنى انا اديتله علاج يساعد على فك الانسداد ده بس غير ان مفعوله بطئ جدا اصلا حالة الحاج مدبولى متأخرة ولإما زى ما قلت لك بعملية لإما العلاج بس العملية دى وفى سن جدك ده حتبقى خطر اوى لأنه مش حيستحمل .. فأنا خليتها علاج أحسن ..
حاتم : طيب انا ممكن اورى الأشعة دى لدكتور تانى فى مصر يمكن يكون عنده رأى تانى بالاضافة لرأيك طبعا ..
الدكتور : اعمل اللى انت عايزه بس صدقنى حيبقى نفس كلامى .. متتعبش نفسك يابنى ..
حاتم : معلش يادكتور انا لازم اسفره على القاهرة وحعرضه على كام دكتور وحنعمل الأشعة تانى ولو احتاج قسطرة نعملها …
الدكتور : عيب انك تشكك فى شغلى ياأستاذ حاتم ..
حاتم ( بخجلٍ ) : والله مقصدش يادكتور .. انا بس عايز أطمن على جدى واوفرله حلول كتيرة لكن مقصدش والله اشكك فى شغلك ..
الدكتور : اللى يريحك انا قلتلك اللى فيها وانتو حرين بعد كدة بس لو سمحت مفيش داعى يعمل أى إجهاد ولو فى وسيلة سفر غير القطر للقاهرة يبقى أحسن ..
حاتم : حاضر انا حشوف وسيلة تانية مريحة .. متشكر يادكتور .. سلام عليكم ..
الدكتور : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وفى صباح اليوم التالى سافر الثلاثة عن طريق تأجير عربة بيجو لتوصيلهم .. وكل تلك الأحداث ولم يستطع حاتم فى إخبار آية بمرض جدها أو حتى بمجيئه إلى القاهرة .. ويدعوا الله نجاحهم فى إقناع آية بالسبب الوهمى بحضور الجد إلى القاهرة قبل الزفاف بشهرين ..
وقبل المغرب بدقائق كان جرس الباب يدق فى إصرار … وتفتح آية .. وتجد جدها أمامها .. كان الجد متصنعاً الصحة الجيدة حتى لا تقلق آية .. نظرت له آية ولم تصدق وجوده أمامها فاحضنته وهى فى قمة سعادتها .. قائلةً ..
آية : جدو مش ممكن .. وحشتنى اووووى .. انا مش مصدقة انك قدامى ..
الجد ( فى مرح ) : ايه يابنت مش حتخلينى ادخل جوة واللا ايه ..
آية : انا اسفة ياجدو من فرحتى حضنتك ونسيت ادخلك الاول ..
الجد : اه بس مش حدخل لوحدى ..
آية : معاك حد ؟ اوعى تكون اتجوزت ياعفريت ..
الجد : يابت ياعفريتة انتى .. استنى .. إظهر وبان وعليك الأمان ..
يظهر حاتم بجانب الجد .. حيث كان متخفياً فى ركناً لا يستطيع أحد الوصول إليه بالنظر من أمام باب الشقة كوقفة آية .. فتفاجئ آية بوجود حاتم ثم يظهر فاروق حماها فتسعد أكثر بوجود الثلاثة معاً وتفسح لهم الطريق .. وبعد أن يدخلوا تسألهم آية ..
آية : هو فى ايه بقى ..
حاتم : ايه فى ايه ؟
آية : ايه اللى مجمع الحبايب مع بعض وازاى ..
حاتم : ابدا خطفنا رجلنا امبارح عند جدى قضينا معاه اليوم وأقنعناه بالعافية يجى يقضى الشهرين دول اللى قبل الفرح ويبقى يرجع بعد الفرح بأسبوعين واللا حاجة ..
آية : ده انا صوتى اتنبح معاك ياجدى من كتر ما قعدت اتحايل عليك تيجى .. اشمعنى بقى تيجى بسهولة معاهم ..
الجد : هما أذكياء وأقنعونى اجى ..
آية : ليه بقى قالوا ايه اكتر ما اللى قلته انا ..
الجد : أقنعونى انى ابقى معاكى قبل فرحك ياستى بمدة معينة .. اصلى مش حطول بعد الفرح هو أسبوع بس ..
حاتم : لا ياجدو احنا اتفقنا على اسبوعين ..
آية : بتتكلموا جد ياجدو .. يعنى انت حتنزل معايا وانا بجيب حاجتى ..
الجد : هو انا قد اللف برده يابنتى .. وكمان مع ستااااات ..
آية : اومال يعنى ياجدو حتيجى تقعد لوحدك هنا ؟
فاروق : لا طبعا .. انا حخليه يقعد معايا على القهوة اللى بقعد عليها وحخليه يرجع لأيام زمان .. من ساعة ما يصحى لحد انتى ما ترجعى من اللف بتاعك انتى وحاتم .. وكل يووووووم كمان .. على الله بس الحاج مدبولى ميزهقش منى ..
الجد ( ممتناً له ) : انا مبزهقش من الناس الحلوة ابدا يابنى .. ياللا ياآية قومى اعمليلنا أكل وشرب كدة لاحسن انا جعان اوووووى ..
حاتم : وانا كمان جعان جدا ومش حستنى طبيخ .. انا حنزل اجيب أكل جاهز وعلى ما اجى ياآية تكونى انتى ياآية عملتى سلطة وحطيتى كيكة حلوة من ايديكى فى الفرن ..
آية ( فى مرح ) : موافقوووووون ..
وبعد نزول حاتم فيجد اتصالاً من والدته ..
حاتم : ايوة ياست الكل ..
عواطف : ايه ياحاتم انتو فين كل ده .. اوعى تكونوا لسة فى سوهاج ..
حاتم : لا ياحبيبتى احنا وصلنا من ساعة تقريبا واحنا دلوقتى عند آية فى بيتها ..
عواطف ( فى ضيق ) : وبتعملوا ايه بقى عند آية ان شاء الله ..
حاتم : ما احنا جبنا جدها معانا يقضى معانا الكام يوم دول لانه تعبان ياماما ومينفعش ييبقى لوحده فأول ما وصلنا وصلناه البيت ..
عواطف : وهو يعنى بدل ما تتصلوا بية تطمنونى انكو وصلتوا رايحين تودوا بسلامته للبيت .. ايه نوغة هو ميعرفش ..
حاتم : وبعدين بقى ياماما بقولك تعبان يبقى حنسيبه لوحده يروح ازاى يعنى ..
عواطف : اه صح .. ازاى تسيبوه .. لكن انا اتفلق واروح فى ستين داهية .. ما تخلو يااخويا حفيدته تراعيه وتوصله وتعمله كل حاجة واللا هى هانم مبتخدمش حد ..
حاتم : لا حول ولا قوة إلا بالله .. ياأمى احنا مقلنلهاش انه تعبان ولا حنقولها خالص ودى رغبة جدها عشان متنشغلش غير بحاجتها ومتزعلش فى وقت فرحتها ..
عواطف : اااه .. طيب .. ربنا يكتر من أمثالكم .. وياترى بقى قدامكم قد ايه وتبقوا هنا فى البيت .. بيتكم يعنى ..
حاتم : يعنى ساعتين كدة ..
عواطف : اييييييييه .. ساعتيييييييييين .. ليه بقى ؟
حاتم : ياماما انا لسة حروح اجيب أكل جاهز حناكل ونيجى على طوووول ..
عواطف : الله الله الله .. كمان حتاكلوا وتسيبونى انا اخبط راسى فى الحيطة .. ده بدل ما تيجوا تاكلوا معايا وانا الأولى .. خير خير خير .. هى الجوازة بانت خلااااااص .. ياللا روح الله يسهلك شوف حالك .. مع الف الف سلامة ياابن بطنى ..
تغلق عواطف السماعة ورغم انفعالها على ابنها إلا أن حاتم قد شعر بتأنيب ضمير لأنه بالفعل قد أهمل والدته ولم يفكر فيها … فكيف الخلاص .. يجب مصالحتها .. كيف يستطيع مصالحتها …
وفى الليل وصلا حاتم ووالده وقد اشتروا لربة المنزل هدية لمصالحتها .. وجدوه خالياً .. بحثا عن عواطف فى كل أرجاء المنزل بلا جدوى .. أين ذهبت .. يتصل حاتم بمحمولها فيجده يرن وقد تركته فى المنزل ولم تأخذه … جلسا قرابة الساعة ينتظرونها دون أن تأتى .. أصابهما القلق الشديد وخافا عليها .. ثم جاء لحاتم اتصالاً من مروة ..
حاتم : الو ..
مروة ( فى همس ) : ايوة ياحاتم ازيك ..
حاتم : الحمد لله ..
مروة ( فى همس ) : بص عشان متقلقش خالتو عندنا بس هى موصيانا منقولكوش .. شوية كدة كأنك بتتصل بينا بتسألنا عليها .. بس اسمع على تليفون البيت عشان اخليها هى اللى ترد .. سلام دلوقتى ..
حاتم ( فى راحةٍ ) : سلام يارومى ..
فاروق : خير يابنى ..
حاتم : ماما عند خالتى عفاف يابابا ..
فاروق : الحمد لله .. ياللا يابنى نقوم نجيبها ..
حاتم : لا استنى دى مروة بتكلمنى من وراها عشان هى موصياهم منجيبش سيرة انها عندهم ..
فاروق : يعنى يابنى حنسكت ونقعد من غيرها ؟!!
حاتم : لا طبعا محدش فينا يقدر يعيش من غيرها ياوالدى العزيز .. مروة قالت لى على لعبة كدة حعملها بعد شوية ..
وبعد مرور ثلث ساعة يفعل حاتم ما طلبته مروة .. وبالفعل يتصل بخالته وكأنه يسأل عن وجود أمه فى بيتها .. ويرن الهاتف .. كانت مروة قد اتفقت مع والدتها ووالدها على عدم رفع السماعة ومن سيقوم بذلك هى عواطف …
ويرن الجرس .. ولا مجيبٌ له .. فتنادى عواطف على مروة ..
عواطف : تعالى يامروة ردى على التليفون .. تليفون بيتكم بيرن يابنتى ..
مروة : ردى انتى ياخالتو ده تلاقيه أمجد انا بس بعمل السلطة حغسل ايدى واجى ارد تكونى انتى سلمتى عليه ..
عواطف : لا ده اكيد حاتم أو فاروق ..
مروة : لا ياخالتو ده المعاد اللى بيتصل بية فيه أمجد .. ياللا ياخالتو قبل ما يقفل ويتخانق معايا …
عواطف : وبعدين بقى .. مش عايزة ارد على الزفت ده .. أمرى لله يارب ما يطلع حد فيهم ..
عواطف : ألو ..
حاتم : ماما … معقول ياماما تسيبى البيت وكمان تسيبى موبايلك .. خضتينا عليكى حرام عليكى .. خليكى عندك انا جاى حالا عشان اخدك ..
عواطف : لا انا مش حاجى مع حد انا حستنى عند اختى شوية ..
حاتم ( متصنعاً الحزن ) : يعنى أهون عليكى ياماما اجهز شقتى وانتى مش معايا .. انا جايلك حالا ياست الكل .. مع السلامة ..
وفى خلال نصف ساعة كان فاروق وحاتم قد وصلا ويجلس الجميع سوياً فيما عدا والد مروة فهو كالمعتاد غير موجود .. وتقابلهم عواطف بضيقٍ ونفور ..
حاتم : ايه ياست الحبايب .. ايه اللى طلعها فى دماغك تيجى هنا وفى وقت متأخر ..
عواطف : والله لما يبقالى حد يسأل علية ويهتم بية ابقى اتكلم واقول ويمكن استأذن بالمرة ..
فاروق : ياعواطف احنا مش بنقولك تستأذنى احنا بنقولك تدينا خبر عشان احنا كنا حنموت من القلق عليكى ..
عواطف ( غير مصدقة ) : لا والله بجد ..
حاتم : طب بالله عليكى لو مكنتيش تهمينا كنا سألنا عليكى فى كل مكان ؟!!
عواطف : عادى انتو قلتوا اهى نوهمها بكدة عشان تلاقوا اللى ينضفلكو هدومكم ويعملوكو أكلكو …
فاروق ( متصنعاً الغضب ) : لا لا اخص عليكى ياعواطف .. ازاى تقولى كدة .. ده البيت من غيرك مالوش حس .. وبعدين بقى انا جيبتلك هدية عشان اصالحك بس ايه حلوة اوووووووى …
مروة : ايه ده ؟ عمو ورينى كدة ..
فاروق : لالالالالا عواطف هى اللى تفتحها وتشوفها بنفسها وبعد كدة توريهالك ..
مروة : طيب ياللا ياخالتو بسرعة افتحيها .. عايزة اشوفهااااااا ..
عواطف : لا مش واخدة حاجة ومش فاتحة حاجة ..
حاتم : ياست الكل يعنى حتكسفى جوزك حبيبك .. وبعدين ياللا بقى عشان انا كمان جايبلك هدية ..
عواطف ( فى حيرة ) : انت كمان ؟ ليه ؟
حاتم : ياللا بسسسسس ..
مروة : ايوة ايوة ياللا ياخالتو عايزة اشوف الهدية .. بسرعة ياخالتو ..
عواطف : يابت اهمدى بقى ..
وفى ثوانٍ كانت عواطف قد فتحت هدية زوجها لتجد خاتماً ذهباً رائعاً يعلوه فصاً أرزق اللون ويحيطه رسوماتٍ فى غاية الرقة .. فتبهج عواطف لتلك الهدية الجميلة وترتديه ليعطى ليدها بريقاً خاصاً .. وعندها تنظر إلى زوجها وحبيبها وهى منبسطة الملامح والقلب ..
فاروق : ها ياحبيبتى عجبك ؟
عواطف : حلو اوى يافاروق .. ربنا يخليك لية ياحبيب عمرى كله ..
مروة : لا لا انا كدة حعيط من الرومانسية وانا ماليش فيها ..
عواطف : اهدى بقى يامروة ..
مروة : ههههههههههه طب ياللا بقى افتحى هدية حاتم …
وبالفعل تفتح عواطف هدية ابنها لتجد آنسيالاً ذهبياً فى غاية الرقة والجمال … وعندها يجلس حاتم على الأرض قبالتها ويمسك يدها ويُلَبسها ذلك الآنسيال ثم يُقَبِّل يدها .. فتحتضنه عواطف بشدة .. وتدمع عيناها من تلك الهدية الرائعة من ابن بارٌ بها وتعشقه حتى النخاع … ويحتضنها بشدة قائلاً ..
حاتم : سامحينى ياأمى لو فى يوم قصرت فى حقك .. انا اسف ياست الحبايب ..
عواطف ( فى حنانٍ جارف ) : عمرى ما ازعل منك ياحاتم .. ده انت ابنى ياحبيبى ..
فاروق ( فى مرح ) : وانا بقى ماليش حضن …
عواطف ( فى خجل ) : فاروق !!!!
فاروق ( هامساً لها ) : بس نروح البيت واوريكى الحضن اللى على اصوله ..
أطلقت عواطف ضحكةٌ حقيقية .. ربما لأول مرة فى حياتها تطلقها بذلك الصدق وذلك الاحساس … ورحلت معهم إلى بيتها ..
وانشغل مرةً أخرى حاتم مع خطيبته آية بالتجهيزات وفاروق مع الجد فى الذهاب للعديد من الأطباء .. وكان رأى الأطباء هو ذاته رأى طبيبه الدكتور عبد الشافى لم يزد حرفاً ولم ينقص حرفاً ..
وذات ويومٍ وقبل فرح آية وحاتم بشهر تقريباً .. جاء اتصالاً هاتفياً إلى عواطف وكان المتصل هو محمد زوج ابنتها رودينا .. فترد عواطف ..
عواطف : الو ..
الزوج ( فى سرعة وتوتر ) : ألو .. ايوة ياحماتى كويس انك موجودة .. إلحقينى ياحماتى .. إلحقى رودينا ..
عواطف ( فى انزعاج ) : فى ايه يامحمد ؟ مالها بنتى ؟
محمد : أغم عليها فى الشغل النهاردة ونقلوها على المستشفى .. انا بكلمك وانا فى المستشفى ..
عواطف ( بصرخة أم حقيقية ) : اييييييييييه … بنتى .. مستشفى ايه ..
محمد : مستشفى السلام الدولى …
عواطف : انا جاية حالا ..
وفى لحظات كانت عواطف ممسكة بهاتفها المحمول وتتصل بزوجها .. وعندما يرد تقول فى صرخةٍ مدوية ..
عواطف : إلحقنى يافاروق ..
وفى غضون ساعة كانت عواطف وفاروق وحاتم وكذلك الجد وآية ومروة ووالدتها فى المشفى منتظرين خارج حجرة رودينا .. وكانت الأم مكلومة وتبكى وتسند رأسها على الحائط وعينيها لا تتوقف عن نزف الدموع .. وآية فى حالة صدمة كبيرة .. يصيب القلق الجميع وداعين الله بالشفاء لرودينا …
أما ذلك الجد فلقد مسك بكتاب الله – عزو وجل – قارئاً سورة يس بصوتٍ رخيم وتلاوةٍ عذبة ..
وخرج الطبيب … والتف الجميع حوله وكأنه طوق نجاة لهم …
فاروق : خير يادكتور فى ايه ؟ مالها بنتى ..
الطبيب : ولا حاجة ياجماعة قلقانين ليه .. ده كان إرهاق بسيط تسبب فى إغماءة بس للأسف مناخيرها اتكسرت من الواقعة .. غير كدة هى تمام زى الفل بس محتاجة راحة …
عواطف ( باكية ) : بجد يادكتور ؟
الطبيب : صدقينى لو كان فى أى حاجة تانية كنت قلتلكو .. ثم احنا عملنالها أشعة على المخ عشان نطمن والأشعة زى الفل الحمد لله .. هى بس حتنورنا يومين فى المستشفى لغاية ما نطمن عليها تماماً وبعد كدة تروح ان شاء الله ..
محمد : الحمد لله رب العالمين .. متشكرين اوى يادكتور ..
ويردد الجميع فى وقتٍ واحد ..
الجميع : الحمد لله …
ومرَّ اليومين فى سلامٍ ورجعت رودينا لمنزلها ورجعت معها أمها للعناية بها .. ورجع الحال كما كان وانشغل مرةً أخرى فى تحضير شقته مع آية .. وانشغل فاروق مع الجد فى المتابعة مع دكتورٍ مشهور فى مرضه وأخذت حالته الصحية تستقر .. وكذلك تعافت رودينا ..
وجاء يوم الزفاف للعاشقين الأولين … أيمن وفاطمة … وتزوجا فى حفلٍ كبير حضره الجميع ووصل العروسين إلى بيتهما وتركهم الأهل .. وقد كان ما كان ..
وأخيراً وبعد طول انتظار …
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لقاء في القطار)