رواية سيليا وثلاث اوغاد الفصل الثالث 3 بقلم إيمان شلبي
رواية سيليا وثلاث اوغاد الجزء الثالث
رواية سيليا وثلاث اوغاد البارت الثالث
رواية سيليا وثلاث اوغاد الحلقة الثالثة
بعد ما “أكرم” سابني ومشي
لميت حاجتي
شنطتي ،فوني ،اللاب توب ،ومشاعري اللي ضاعت هدر مع شخص متمسكش بيا!
يمكن العيب فيا
يمكن انا اللي متحبش
كل شخص بيدخل حياتي بينبهر في البدايه
بشكلي ،نجاحي ،قوتي ،ثقافتي
وبعد فتره الانبهار يختفي تماماً
كل عيوبي بتظهر
يونس
مكانش بيحب اهتمامي الزياده عن اللزوم
مكانش بيحب شغلي ودايماً يقلل مني
مكانش بيحب شكلي أحياناً
افتكر مره قالي جمله عمري ما هنساها ولو مر مليون سنه
“شكلك من غير ميك اب بشع اهتمي شويه ببشرتك يا سيليا”
مكنتش قادره افهم انا ليه مكمله بالرغم الاذي النفسي اللي بتعرضله
كنت عارفه أن يونس مبيحبنيش وبالرغم من كده
اتمسكت وحاولت اوصل لقلبه
كنت بحاول لوحدي
كل ما اقرب خطوه كان يبعد الف
وفي النهايه كل محاولاتي فشلت
مقدرتش في النهايه اوصل لقلبه
ولا قلبي قدر ينساه
امتي قلبي يخف من الحب ده
امتي هيقتنع أنه ولا حاجه بالنسبه ليونس!
**********************************
بعد مرور أسبوع
كنت محتاجه اغير جو
طلعت مع اصحابي رحله سفاري
اليوم ده صحيت متأخر
المنبه رن
الفون رن كتير لكن مسمتعتش
قومت فضلت اجري في الشقه
حضرت شنطتي بأقصي سرعه
لبست اللي لاقيته قدامي
ونزلت ركبت اوبر
وصلت المكان كان الباص بيتحرك!
طلعت اجري وراه وانادي بأعلي صوت لكن للاسف محدش سمعني
طلعت الفون اكلم هاجر صاحبتي يمكن تقنعه يستناني
لكن للاسف فونها كان مقفول
“اوف اوووف بجد يخربيت النحس”
قولتها بضيق وانا بخبط فوق دماغي
وفجأه سمعت صوت عربيه بتجري بأقصي سرعه
لفيت لاقيتها بتجري نحيتي
وقفت في مكاني ورجلي متسمره
غمضت عيوني صرخت بخوف
في اعتقادي انها النهايه!
وفجأه الصوت اختفي
فتحت عيوني ببطئ
لاقيتني واقفه في مكاني وسليمه
“انتي كويسه”
قالها شاب نزل من العربيه بلهفه وقلق
اخدت نفس طويل وانا بحط ايدي علي قلبي :
-الحمد لله
-انا اسف بجد بس انتي ظهرتي فجأه و…..
رديت بجمود :
-حصل خير
قفل عيونه نص قفله بحيره :
-هو احنا اتقابلنا قبل كده؟
عوجت بوقي ورديت بسماجه :
-قديمه
-افندم هي ايه اللي قديمه ؟
رديت بابتسامه مستفزه :
-طريقه الشقط دي قديمه يا استاذ
-شقط ايه يا انسه أنا مهندس محترم وابن ناس!
بصتله وسكت لحظه بعدها هزيت راسي بيأس ومشيت من قدامه
-انا افتكرتك انتي اسمك سيليا مش كده؟
وقفت ولفيت بأستغراب ورفعه حاجب فضحك وقرب مني
-انا “عمر حُسني” كنت معاكي في المدرسه مش فكراني!
فتحت عيوني ورديت بذهول :
-يخرب عقلك شكلك اتغير خالص
غمزلي بهزار:
-بقي احلي مش كده
ضحكت وانا بهز راسى :
-اكيد اخبارك ايه يا عمر
-تمام الحمد لله انتي عامله ايه
وفينك يابنتي فجأه بعد ما كُنا أصحاب في ثانويه عامه اختفيتي
رديت بابتسامه باهته:
-معلش حصل عندي شويه ظروف كده
-ولا يهمك بس مقولتليش ايه الحلاوه ديه
رفعت حاجبي بمراوغه:
-انت بتعاكس ولا انا متهيألي!
-علي الدوغري؟
-علي الدوغري
هز رأسه بتأكييد:
-بصراحه بعاكس اصل مش معقوله يبقي قدامي القمر ومعاكسهوش ولا ايه؟
ابتسمت ابتسامه بسيطه وسكت بخجل
بص حواليه وبعدها بص علي الساعه بتاعته بأحباط:
-متأخر كالعاده وملحقتش الباص
رديت بشك :
-باص ايه ؟
-كنت طالع رحله مع صحابي
-رحله سفاري
-ايه ده عرفتي منين؟
رديت بأحباط:
-انا كمان كنت طالعه بس للاسف ملحقتش الباص
خبط فوق رأسه وهو بيتنهد بضيق :
-كل مره أقرر اطلع بروح لوحدي بعربيتي لاني بتأخر على الباص
هزيت اكتافي وانا بلوي بوقي بزعل :
-اول مره أقرر اطلع رحله بس للاسف الظاهر انها مش مكتوبالي!
سكت لحظه بتفكير بعدها بصلي وقالي :
-طب ايه رأيك تركبي معايا ونطلع سوا ؟!
سكت لحظه وبصتله بتفكير وحيره
-ها موافقه؟
هزيت راسي بحماس :
-موافقه
فتحلي الباب
ركبت
حطيت شنطتي ورا
خلعت الشوذ بتاعي
شغلت الكاسيت علي اغاني تامر عاشور واتحركنا
-تعرفي اني بحب تامر عاشور جداً
رديت بابتسامه :
-وانا كمان
-مقولتليش انتي مرتبطه يا سيليا
رديت بحزن :
-لا
-احسن حاجه والله
بصتله وانا بسأله بفضول :
-اشمعني!
هز اكتافه بلا مبالاه :
-وجع قلب وصداع وخناق ليل مع نهار وانت روحت فين وانت جاي منين وانت مبقتش تحبني زي زمان وانت مش مهتم وليله كبيره اوي سعادتك
-يعني أنت عايز تقنعني أنك مش مرتبط؟؟
هز رأسه بتأكييد:
-مش مرتبط والله
-بس اكيد اهلك عايزين يفرحوا بيك
-والله انا معنديش مشكله بس لما الاقي البنت المناسبه
-وهي ايه البنت المناسبه من وجهه نظرك؟
-يعني بنت محترمه ،متعلمه ،مثقفه جميله ،وناضجه!
بص في عيوني وسكت لحظه بعدها قالي بنبره كلها هيام :
-واتمني تكون جميله زيك كده
بلعت ريقي بتوتر ووشي فوراً بقي زي الفراولاليه
بصيت من الازاز وقلبي بيدق بتوتر وخوف وانا بهمس في سري
-الوغد الثالث!!
وبعد اربع ساعات وصلنا اخيراً
كان الباص هو كمان لسه واصل
سلمت علي اصحابي وهو سلم علي أصحابه وبعدها اتفرقنا كل واحد راح علي أوضته
************************************
-بتهزري يونس هنا ؟
قولتها بذهول وقلبي بيدق لهاجر صاحبتي اللي شافته
هاجر وهي بتفرك ايديها بتوتر:
-اه شوفته اول ما وصلنا بس محبتش اقولك عشان متتوتريش وحد ياخد باله
سندت راسي علي الكُرسي وانا بغمض عيوني وبتنهد بتعب :
-ايه الحظ ده بس ياربي
-بصي هو مش معانا كده كده في نفس الرحله فأكييد مش هتشوفيه كتير فكك منه خالص واعتبري أنه مش موجود من الأساس!
-انسي
قولتها وانا بضحك بسخريه وعيوني بتلمع بالدموع
هاجر :
-معقوله يا سيليا لسه بتحبيه بعد كل اللي عمله فيكي
-للاسف يا هاجر بالرغم من كل اللي عمله مقدرتش انساه ولا قلبي قدر يخف من حُبه!
-طب وأكرم مش انتي قولتيلي انك كنتي بدأتي تنسي يونس وتحبي أكرم
-كلام!
كان كلام بقوله عشان ابان قويه
أكرم كان زي المُسكن
في وجوده بنسي التعب
ولما بيختفي برجع اتعب اكتر واكتر
انا عمري ما حبيت اكرم
وخروجه من حياتي مأثرش فيا إطلاقاً
انا بحب يونس اوي يا هاجر
بحبه ومش قادره أنساه
مش عارفه اعمل ايه
ضمتني وهي بتتنهد وبتعيط علي عياطي
بعدها بفتره بعدتني ومسحت دموعي وهي بتحاوط وشي وبتقولي بابتسامه رقيقه زي قلبها تماماً
-انتي قويه يا سيليا وهتقدري تنسي انا متأكده من ده
هزيت راسي وانا بمسح دموعي بكل قوتي :
-انا قويه انا هقدر انا قويه
**********************************
بليل كُنا متجمعين وقاعدين عاملين دايره بنلعب لعبه الصراحه!
الازازه جت عليا أنا وشاب معرفهوش
كان الدور عليه يسأل وانا اجاوب
بصلي وسكت لحظه بتفكير بعدها سألني
“ايه هو القرار اللي اخدتيه وندمتي عليه ”
اخدت نفس عميق وانا ببص قدامي وبرد بشرود واختصار :
-قررت اتمسك بشخص كانت مشاعره واضحه من البدايه وقررت احاول أنه يحبني وقررت اتغاضي عن كل كلمه بيقولها حتي لو بتأذيني نفسياً كل ده كان بدافع الحُب وللاسف كانت اكتر قرارات غلط وبسببها مش قادره اتعافي”
سكت الشاب وهو بيبصلي بملامح كلها شفقه
اخدت نفس عميق وانا بهز راسي بأبتسامه باهته :
-بس خلاص انا خلصت كملوا لعب بس اعذروني انا هستأذن انجوي
كانت هاجر هتقوم معايا بس انا مسكت ايديها وبصتلها برجاء :
-محتاجه ابقى لوحدي شويه
هزت راسها وهي بتطبطب علي ايدي بابتسامه :
-خلي بالك علي نفسك
مشيت فضلت امشي لحد ما بعدت عنهم شويه
اختارت رُكن بعيد وهادي وقعدت فيه وحيده انا وقلبي كالعاده!
-مش خايفه من الضلمه؟
بصيت جنبي لاقيته “عمر”
هزيت راسي بنفي :
-مبقتش بخاف من حاجه
رفع حاجبه ورد بهزار:
-انتي كوين بقي علي كده
ابتسمت ابتسامه بسيطه وبصيت قدامي وسكت
-ليه؟
بصتله باستغراب وتساؤل:
-ليه ايه؟
-ليه عملتي في نفسك كده
ليه اتمسكتي بشخص زي ده
هزيت راسي بنفي والدموع بتلمع في عيوني:
-معرفش كنت فاكره أنه ممكن يحبني
اخد نفس عميق وهو بيقوم يقف وبيديني ظهره :
-الحُب مش بالعافيه يا سيليا
رديت بعصبيه ودموع وانا بقف :
-عرفت وفهمت يا عمر بس عرفت متأخر
متأخر اوي بعد ما ضيعت وقتي ومشاعري وقلبي وكرامتي
لف وبصلي بحزن :
-بأيدك ترجعيهم
رديت بسخريه:
-ازاي هو اللي راح بيرجع!
-بيرجع لو احنا قررنا
خدي قرار انك ترجعي قلبك وتداويه
خدي قرار انك تحافظي علي اللي فاضل من مشاعرك لشخص يستاهل
وخدي قرار انك متضيعيش لحظه مع شخص مش عايزك ولا مشاعره واضحه
محدش هيقدر يرجع قلبك إلا أنتي
مش هقولك زي ما الناس بتقول
انسي شخص بشخص تاني
لانك اكيد حاولتي ومقدرتيش
اتخلصي نهائياً من مشاعرك
اعرفي قيمه نفسك
حبي شخصيتك وشكلك وطباعك
وقتها بس اقدر اقولك افتحي قلبك
لكن المره دي اختاري صح
بصيت قدامي بشرود وانا بتنهد:
-عندك حق
كور كفه ومدلي ذراعه وهو بيبص في عيوني :
-وعد انك هتعملي كده
خبطت كفي في كفه وانا بهز راسي :
-وعد يا عمر
-طب ايه يالا نرجع
-يالا
*******************************
خلصت الرحله ورجعنا
في الكام يوم لحسن حظي يونس مظهرش
واخر مره اتكلمنا انا وعمر كان اليوم ده
طول فتره الرحله مقعدناش سوا
يمكن كنت بحاول ابعد بقدر الإمكان قبل ما قلبي يتشد ويقرر ينسي بشخص جديد فيفشل كعادته!
مر خمس شهور
قدرت اتعافي أخيراً
رجعت اهتم بنفسي وبشرتي
نزلت الجيم وبدأت اخس
طورت من شغلي
اخدت كورسات
بقيت احسن كتير
وقررت افتح قلبي لاول شخص مناسب يظهر في طريقي
“سيليا ياحبيبتي صاحيه؟!”
سيبت الكتاب اللي في ايدي وانا ببص علي الباب
-اتفضلي ياماما
دخلت قعدت علي طرف السرير وهي بتبصلي بابتسامه واسعه
قفلت عيني نص قفله بشك :
-الابتسامه دي وراها عريس
ردت بذهول:
-ايه ده عرفتي منين
رديت وانا بقلب عيوني بملل :
-مواصفاته ايه ياماما ارغي ياحبيبتي
ردت بضيق وهي بتضربي فوق ايدي:
-ارغي في واحده تقول لامها ارغي
انا اصلا معرفتش اربيكي
سكت وبصتلها وانا بسحب تفاحه وباكل فيها ببرود منتظراها تحكيلي عن العريس المُبجل!
-بصي ياستي هو شافك في فرح ابن خالتك اول امبارح وجه كلم ابوكي واخد رقمه وراح قعد معاه امبارح
رديت بهدوء :
-شغال ايه
-مُحاسب وعنده ٣٠ سنه خريج كليه تجاره انجلش وابن ناس محترمين ابوكي سأل عنهم النهارده
رديت وانا بسند ظهري علي السرير :
-ماشي ياماما
ردت بتوتر :
-موافقه تقابليه؟
هزيت راسي :
-موافقه
***********************************
بعد يومين
جه العريس وقعدت معاه
كان شخص كويس
مناسب
عنده طموح
متفاهم
ومثقف
ليه لا؟!
وافقت وقرينا الفاتحه واتفقنا الخطوبه بعد شهرين
في الحقيقه كان شخص مثالي طول فتره الخطوبه
مكانش في ولا غلطه
مظهرش عيوب إطلاقاً
يمكن ده الشيئ اللي كان مخوفني
مفيش شخص مثالي بالشكل ده
بيحبني ،بيطمني ،مش بيسيبني لدماغي تسوحني
والاهم من كل ده حنين
وانا اكتر حاجه تأثر قلبي هي الحنيه
بدأ قلبي يحبه
بدأت اتعلق
والغريبه اني بدأت اتطمن بعد ما كنت خايفه افتح قلبي!
وفي يوم كُنا قاعدين مع بعض في كافيه
كان قاعد ساكت وسرحان علي غير العاده
-مالك ياحبيبي في حاجه مضيقاك؟
بصلي ورد بابتسامه مهزوزه:
-لا ياحبيبتي مفيش حاجه انا كويس
-لا فيه
كان لسه هيرد بس الفون بتاعه رن
بص للرقم وكنسل بملامح كلها خوف وتوتر!
بصتله وانا بقفل عيوني نص قفله بشك:
-مردتش ليه
-هه ل لا عادي ده رقم مش مهم
-عابد في ايه متوتر كده ليه
بلع ريقه وسكت لحظه وهو بيبصلي وبيحاول ينطق لكن كل مره كان بيفشل
-في ايه ياعابد متقلقنيش اكتر من كده!
-انا عملت حاجه بشعه وخايف اقولك تبعدي عني
بلعت ريقي وانا برد بنبره مهزوزه:
-ع عملت ايه
رد بسرعه وهو بيغمض عيونه:
-انا اتجوزت من شهر عُرفي والبنت حامل مني
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سيليا وثلاث اوغاد)