رواية الشرف الفصل الحادي والستون 61 بقلم قسمة الشبيني
رواية الشرف الجزء الحادي والستون
رواية الشرف البارت الحادي والستون
رواية الشرف الحلقة الحادية والستون
كانت بداية اليوم سيئة للغاية لكن يتظاهر الجميع أن كل شئ سيكون بخير .فهذا ما اصبح يبرع به الناس فى الآونة الأخيرة ، التظاهر أن كل شئ سيكون بخير ثم الصمت وتجاوز كل ما يحدث .البعض يبكى هؤلاء والبعض يبكى هؤلاء .
ويغفل الجميع أن الجميع بالنهاية بين يدى الرحمن الرحيم ، فمهما كانت الأحكام فى الدنيا فلننتظر جميعا حكم الآخرة ، فى الدنيا كل يحكم على هواه . كل يحكم حسب رؤيته ..وأغلبنا ظالمون .
*******************
بعد صلاة المغرب إجتمع الرجال جميعا في المسجد فأرد ريان أن يدخل بعض السرور على قلب شقيقته التى كانت بداية يومها البكاء بسبب الحادث الأليم ، فقام ريان بعمل بث مباشر لعقد القران وطلب من والدته أن تشغل حاسوبه النقال لتسعد شقيقته .
فوجئ النسوة المجتمعات ببيت تاج بصوت المأذون يصدح فى المنزل ليلتفتن جميعا للحاسوب ويتابعن عقد القران وقد جلس تاج وأمامه يجلس طايع تتراقص السعادة بعينيه وقد اثرت رؤيته على حالة ليليان بشكل كبير .
انتهى العقد لتصدح اصوات الزغاريد وتلتفت الفتيات حول ليليان يباركنها .ثم تخبت الأصوات مرة أخرى ف ريان لم يقطع البث واستمر ليجلس رفاعى مكان تاج ويجلس ضاحى مكان طايع ويتم عقد القران الأخر لتسعد غالية لابنة شقيقها .
انتهى العقد لينتهى البث ويسرع ريان ومهران بحمل الدفتر أولا إلى منزل تاج لتوقعه ليليان .
صعد ريان الدرج مسرعا لتوقع أخته ف مهران ينتظر بالاسفل ليتوقف اثر رؤيته نساء يهبطن الدرج فيخفض عينيه ويتنحى جانبا .
تعلقت به عينى ليال تختبر صبره على عدم رؤيتها ليجتاز اختبارها بنجاح فلم يرفع عينيه مطلقا بينما ربتت زبيدة على كتفه أثناء مرورها : عجبالك يا ولدى .
ليبتسم دون أن ينظر لها : فى حياتك يا عمتى ، قريب إن شاء الله .
لتزداد سعادة الثلاثة وتمر زبيدة وابنتها ويكمل هو طريقه صعودا .
*************
كان كل من طايع وضاحى مضطرين للانتظار فى المسجد حتى يعود مهران بالدفتر .
يشعر طايع برغبة ملحة في التسلل خارجا لرؤيتها ، فقد أصبحت له منذ هذه اللحظة ،وسيعمل على أن تظل دائما بين ذراعيه حيث موضعها الطبيعى . لكنه الأن مضطر. لانتظار والدها ليصحبه إليها ، لكم اشتاقها فى الأيام السابقة !!!!
يتلفت ضاحى حوله كل دقيقتين بحثا عن مهران الذى تأخر بالعودة ليقترب منه هيبة مبتسما : اركز يا ضاحى عمك عينه عليك .
لينفخ ضاحى بقلة صبر : اعمل ايه طيب ؟ هتچن واشوفها يا واد أبوى .
يضحك هيبة بخفوت : هو انت لسه هتچن ؟ انت چنيت من زمان .
يعود مهران اخيرا بالدفتر ليتسلمه المأذون ويصحب تاج طايع لمنزله حيث مفاجأة ليليان بإنتظاره ، ويصحب رفاعى ضاحى إلى منزله ليبارك عروسه .
*********************
جلست روان بصحبة ريتاچ بعد أن أعدت العشاء الذى سيجمع ضاحى وريتاچ للمرة الأولى منفردين . اقتربت منهما سما تقول بود : إحنا هنراقب الطريق يا ريتا بس اوعى تتقفشى .وعدى الجمايل
تضحك ريتاج : ربنا يستر . المهم خلوا بالكم
روان : أنا عن نفسى برد جميلك يا ريتا يا قمر ، لولاكى كان مهران كسر دماغى تانى يوم كتب الكتاب .
ترفع ريتاج كتفيها بغرور مصطنع : عيب عليكى ، ده اخويا وانا عارفاه .
سما : اه ياختى قلبتى الليلة عليه ، طلع صالحها وكمان خرجنا اتفسحنا ، ده انجااااز لوحده .
تضيق ريتاچ عينيها وهى تقول : علشان تعرفى إن الجمايل عندك ، خرجتك مع حبيب القلب لوحدك .
روان : اهو ده كنت لا يمكن اتوقعه نخرج مع مهران وهيبة كدة عادى .
تنفخ ريتاج : ما هم بقو اجوازكم يا ماما انت وهى بطلوا هبل بقا . بقولكم إيه يلا كل واحدة تروح تكلم جوزها فى التليفون بدل ما عنيهم تزوغ وسيبونى بقا علشان اركز .
روان : تركزى فى إيه يا ختى ؟
ريتاچ : يوووه روحوا بقا .
لتغادر الفتاتان وتجلس ريتاچ منتظرة قدومه ، ذلك الذى وعد فأوفى ، ذلك الذى شعر بألمها دون الجميع ، ذلك الذى تأسرها عينيه التى تتهرب من عينيها .
********************
يسير تاج بجواره طايع يتلقى التبريكات والتهاني من الجميع بعقل شارد ، هو لا يريد كل هؤلاء ، هو يريد أن يراها هى ، أن ترتوى عينيه من محياها بعد ظمأ طويل .
اخيرا وصل لمنزلها حيث سيحظى بأسعد لحظات حياته حتى الأن.
ليقترب تاج من ريان : ريان وصل طايع علشان يبارك ل لى لى .
فيصعد طايع خطوات ثابتة ظاهريا فقط لكنها ترجف مع قلبه .
**************
فى منزل تاج حيث جلست آلاء وماسة تنتظران قدوم رحمة للتعرف عليها وقد أكدت غالية على زبيدة بالحضور بينما كانت الأخيرة متشوقة ايضا لترى تلك الفتاة التى سلبت عقل ابنها فى لحظات .
تتجه شريفة نحو منزل تاج بصحبة ابنتها وهى تتذكر حديثها مع رفيع هذا الصباح .
عودة للوراء .
يجلس رفيع بالقرب من شريفة بخجل واضح : أما أنى بدى اخطب جبل ما اعاود البلد .
شريفة بسعادة : وعاوز تخطب مين يا ولدى ؟ أنى جلبى حاسس إنك متغير ليك كام يوم .
يتنحنح رفيع : بت عم محمد اللى متجدم لخيتى .
شريفة بقلق : مصراوية يا ولدى !!!! وبوك هيرضا ؟
رفيع : روحى بس شوفيها وبوى أنى هتصرف وياه .بس …
شريفة بقلق : بس إيه يا ولدى ؟
رفيع : يعنى عاوز اجول إنها مش كيه البنتة عندينا ، هى.. متچلعة بزيادة
تضحك شريفة : وتتچلع اكتر فى بيتك يا حبيبى ، دى هتبجى مرت الغالى .
يبتسم بسعادة وهو يقترب من هدفه : يعنى ماتزعليش لو ماعرفتش تسوى حاچة أو غلطت فى حاچة .
تربت على صدره بحنان وهى تقول: ازعل ليه بس !!! بكرة تتعلم كل حاچة وتبجى احسن من البنتة كلاتهم .
تعود من ذكرياتها بإبتسامة صافية وهى تدخل منزل تاج لترى رنوة للمرة الأولى
**********************
وصل ريان وطايع لباب المنزل لتعلو اصوات الزغاريد معلنة حضور العريس . تتقدم منه عمته لتضمه بسعادة : مبارك يا حبيبي . دى لى لى يا طايع . حطها فى عنيك.
يبتسم ويقبل جبين عمته : فى جلبى يا عمة .
تنظر ل ريان وتقول : اختك فى أوضة السفرة حبيبى .
يتجه ريان للداخل يتبعه طايع مخفض عينيه .
كانت ليليان بالداخل وقد تركنها الفتيات منذ فترة ، سمعت أصوات الزغاريد لتعلم أنه وصل اخيرا ، يدق قلبها بجنون . ستراه الأن .
تتطلع عينيها للباب بينما يضخ قلبها كل ما بجسمها من دماء إلى وجهها فقط .
فتح الباب لتجد ريان أمامها وهو خلفه . تسرع نحو شقيقها الذى يتلقاها بأذرع مفتوحة .
يشد من ضمتها ليرفعها للأعلى هامسا : مبارك يا لى لى.مبارك يا قلب اخوكى .
تسمرت قدميه لدى رؤيتها ، كانت ترتدى ذلك الفستان الذى أهداها إياه ، وشعرها يسترسل بنعومة ليحيط بوجهها فيصنع تناقض لون بشرتها الابيض مع شعرها شديد السواد فتنة مؤكدة لقلبه المجنون . انقطعت أنفاسه وهو يراها بين ذراعى ريان تكاد تبكى .
ابعدها ريان عن صدره قليلا وهو ينظر له بتحذير : لى لى اغلى حاجة فى حياتنا يا طايع ، انت هتاخد روحنا معاها
يحاول طايع أن يرسم ابتسامة على وجهه لكن تعابير الدهشة تسيطر عليه فيفشل .لكنه يقول بحنان : ماتخافش يا ريان وماتوصينيش على روحى .
يربت ريان على كتفه ويرفع ذراعه عن شقيقته ليغادر مغالبا دموعه ، هو لا يدرى كيف سيستيفظ فى يوم ما وتكون هى ببيت اخر !!! كيف سيعود من الخارج دون أن تشاكسه وتطلب حلواها كالاطفال !!!!! كيف !!!! لأن سعادتها ببساطة مع هذا الرجل.
غادر ريان لينظر لها دون أن يتحدث ، ترفع عينيها وتخفضهما بخجل وهو متسمر مكانه كأنه لا يتنفس حتى .وجهها المزين بهدوء ورقة تناسبها تماما . خصلات شعرها المبهرة التى لم تنعم عينيه برؤيتها منذ ضفيرة الطفولة .عينيها التى تخبره بشوق يعرفه تماما لأنه يسكن بين ضلوعه ورؤيته بعينيها ينشى قلبه ويروى تشقق روحه المتعطشة لها .
ليمد ذراعه دون كلمة واحدة ويجذبها لتسقط بين ذراعيه .
شهقت بصدمة ليبتلع صدره شهقتها ، ويهمس بحنان : هشششش ماتخافيش .
ترتجف بين ذراعيه ، تعلم أنها زوجته ، لكنها لم تتوقع أن يقدم على هذا لمجرد رؤيتها ، ولم تتخيل لحظه أن ضمته لها ستكون بهذا الدفء القاتل .
إنه قاتل بالفعل ، قتل تفكيرها ، حواسها و مقاومتها أعلنت الإنسحاب .
رفع كفه ليتخلل خصلات شعرها لتهمس اخيرا : طايع من فضلك ابعد .
يضطر للابتعاد وهو يقول : انت عارفة أنى مت فى الأيام اللى فاتت كل يوم الف مرة لأچل اتحرمت من طلتك ؟ كنت مكتفى بيها حتى لو بعيد .
رفعت عينيها تحيط ملامحه ليقول برجاء : ماتبعديش عنى تانى .
*********************
جلس صالح مستقبلا حمزة وأخيه ليكون بصحبتهم حين يقابلا أخيه صخر كما اوصاه تاج ، هو لم يرغب بالتدخل حتى لا يضعه صخر عقبة فى طريق إتمام الزواج ، الكل يعلم كم يكره صخر تاج .
أقبل صخر مصافحا بوجه متجهم ليسرع محمد نحوهم تاركا أخيه بصحبة الشباب المتجمع . مد كفه نحو صخر فورا : ازيك يا عمى ؟
صافحه صخر بجموده المعروف ، ترك محمد مهمة التعريف بوالده وعمه لصالح الذى قدمهما ل صخر الذى رحب بهما أيضا ليجلسوا جميعا .
يتحدث حمزة بهدوئه المعهود : إحنا يا حج هنيجى إن شاء الله النجع خلال اسبوع ، ياترى زيارتنا مرحب بيها ؟
ليبتسم صخر ابتسامة خبيثة : اكيد تنورونا . رفيع ولدى شكر لى كتير فى ولدكم ، وانى مايهمنيش إلا الاخلاج وبتى تبجى زينة ومرتاحة .
حمزة : من الناحية دى اطمن جدا ، إحنا هنشيلها فى عنينا .
حازم : ومحمد عنده شقة حلوة جدا ، اذا ممكن حضرتك تروح تشوفها بكرة علشان تطمن .
صالح : وانى هاچى وياك رحمة كيه ليال ، غلاوة واحدة
لتنتفخ اوداج صخر وهو يعلن موافقته على معاينة الشقة ، وإن كان هدفه الرئيسي من ذلك هو تقيمها ماليا .
يفهم صالح تفكير أخيه جيدا ، لذا عرض صحبته ليتأكد من عدم معارضته .
***********************
يتجه محمد بعد أن اطمئن قلبه ناحية رفيع ليقول : تعالى اعرفك على عمى حازم وبابا .
يتحرك معه رفيع فورا ليقدمه محمد إليهما فيتجاذب معهما أطراف الحديث ليثير اعجابهما بلباقته وعقليته التى تختلف تماما عن عقلية والده .
يعود رفيع إلى حيث يقف محمود ويشير لمحمد فيلحق به . وقف صامتا لفترة ينظر له كلاهما بتعجب ثم قال : احممم أنى هدحدت وياكم فى موضوع مهم .
يبتسم له محمود ليحثه على الحديث ليقول : أنى رايد بت عمكم على سنة الله ورسوله.
يتلعثم محمد فورا وهو يتساءل : رونى !!
ينظر له رفيع بغضب : إيه رونى ده !!! اسمها رنوة يا محمد ماتعصبنيش .
لينفجر محمد ضاحكا مما زاد من غضب رفيع ، بينما قال محمود بحدة : محمد اعقل شوية .
ونظر ل رفيع : طيب عاوز مننا إيه !! كلم عمى حازم .
رفيع : لاه عاوز اتأكد إنها مش هترفض ، ماينفعش اتجدم إكدة من غير موافجتها .
ابتسم محمود فهذا الرجل يعلم كيف يعامل امرأة ، سيحسن رعاية ابنة عمه إن حافظت على هذه الفرصة ، فقلما يوجد في هذا الزمان من يرفع المرأة إلى المكانة التى تستحق .
محمود : وانا هكلمها النهاردة وارد عليك بكرة .
ابتسم رفيع بسعادة : وامى زمانها جاعدة وياها .
يضع محمد كفه فوق كتف رفيع : خلى بالك بنت عمى مجنونة وهتجننك رسمى .
لينفض رفيع كفه عنه وهو يحك رقبته كأنه على معرفة مسبقة بما يقول : مالاكش صالح .
*******************
يعلم ضاحى جيدا أنه تحت مراقبة مشددة طيلة الوقت الذى سيقضيه معها . لكنه لن يهتم حقا . يكفى إنه سيكون بالقرب منها .
جلسا متجاورين إلى الطاولة المعدة وعلى وجهه ابتسامة هادئة : ماهتاكليش ليه ؟
ريتاچ بهدوء : كل انت بالهنا والشفا . انا شبعانة .
يتلفت حوله ليتأكد من عدم مراقبته ليقرب مقعده منها أكثر ، ارتدت للخلف فورا لكن ذراعه منعتها من الابتعاد ودفعتها إلى صدره ليخفض رأسه فى لحظة مقبلا شفتيها بنهم أفقدها القدرة على التفكير .
قبلات سريعة متتالية اختطفها بلحظات قبل أن يبتعد فمزيد من القرب قد يودى بعقله نهائيا .
حاول أن يستشف رد فعلها ليجدها مطرقة الرأس مغمضة العينين وجهها يشتعل خجلا لكن بعد لحظة واحدة طفرت دمعة من عينيها لتخبره أن جنونه هذا اثار رعبها حقا .
أسرع يقربها من صدره : واه ماتبكيش عاد حجك على راسى .
لكن كلماته جعلتها تجهش بالبكاء ، لم تتوقع أن يتعجل الأمر بهذا الشكل، لقد عقد قرانهما للتو ، توقعت أن يعبر لها عن حبه ، عن شوقه ، توقعته حنون كما رأته بالمشفى
كانت تنوى أن تحدثه ايضا عن اعجابها به منذ بدايته ، وقد أعدت مسبقا العديد من الجمل الرومانسية التى نوت أن تدغدغ أذنيه بها وتستميل قلبه الحانى لتكون بدايتهما معا كما تمنت فى أحلامها الوردية .لكنه بلحظة واحدة قضى على كل هذه الأحلام بتهوره وجنونه .
زادها قربا ليقول بحنان : بتبكى ليه بس ؟
شهقت بقوة : انت خضتنى . انا خايفة منك .
ابعدها قليلا ليقول : لاه اوعى تخافى منى واصل ، أنى راچلك ، خلعتك من لهفتى حجك على ماهعيدهاش
هزت رأسها بالموافقة ليكفف دموعها ويعتدل بجلسته : بس لو ماكلتيش وياى دلوك ممكن اكلك .
لتسرع مقبلة على الطعام دون أن تنظر له مرة أخرى وكأنها تخشى النظر إليه ليعيد تلك الكرة المجنونة
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشرف)