رواية الريح والهوايل الفصل الثامن 8 بقلم هند عبدالله
رواية الريح والهوايل الجزء الثامن
رواية الريح والهوايل البارت الثامن
رواية الريح والهوايل الحلقة الثامنة
في الصباح قام عايد يمسك رأسه من شدة الصداع فقد رأى حلما عجيبا اقلق منامه
فقد رأى نفسه راقدا على سريرا اسود اللون ولميا تجلس بجواره تلوح بورقتها لتجلب له الهواء البارد
وفي لحظة ظهرت زهوة وسحبت الملاءة السودا من تحت رأسه ولفتها حول عنقه حتى استيقظ من شدة اختناقه
ظل جالسا في سريره بعض الوقت ثم تناول هاتفه نظر فيه فوجد تذكير بموعد طائرته غدا
دخلت عليه لميا : احضرلك فطار الاول ولا الحمام
: اعمليلي قهوة دوبل وهاتي بنادول
اقتربت منه ووضعت يدها على رأسه وقرأت سورة الفلق ثم قبلت رأسه : ترتاح النهاردة طيب
: عندي أوراق لازم اخلصها
: طيب انا اتصلت بالحج مجدي وطلبت اقابل اللي اسمها زهوة
رفع رأسه لها في ضيق وأشار بيده : اعملي اللي انتي عايزاه
: ميعادنا النهاردة هتجيلي هنا
:لا من فضلك انا مبحبش اغراب يدخلو بيتي ياريت تقابليهم في اي حتة تانية هسيبلك السواق هنا
: طيب اللي تشوفه
: فين القهوة يا لميا دماغي هتنفجر
: حاضر حاضر ثواني
انهى قهوته وحمامه وقام الى الدولاب ارتدى ملابسه متوجها للمكتب
يا أسامة اعملي قهوة وشوفلي خيري فين
: حاضر يا حج بس يعني
: فيه ايه انت كمان
أخفى أسامة ابتسامة ماكرة وهو يخبره
في ست جات سألت على حضرتك
: ست تاااني
: لا لا يا باشا دي غير بتاعة امبارح دي حاجة ستايل خالص
: لا حول ولا قوة الا بالله
ضحك أسامة وقال مجاملا
: لهم حق يا حج بصراحة ما حضرتك شبه حسين فهمي واخوه بس على احلى
ضحك عايد : حسين واخوه يعني مش حسين بس طب روح هات القهوة
حدث عايد نفسه : هما الستات مالهم اليومين دول يعني اما غريبة والله
في المنزل تهيأت لميا للخروج لموعدها مع زهوة
الأنثى عند مقابلة أنثى أخرى في حدود عرينها يصيبها التوتر وترتبك كثيرا بين ان تقابلها بعداء ام تقابلها بهدوء لاستطلاع الأمر
وصلت لميا الى مكان اللقاء مبكرا بعض الدقائق وجلست الى مكان قريب من الباب وفي نفس الوقت ترى من خلاله الشارع
على مرمى بصرها رأت سيدة طويلة القامة نقية البشرة ترتدي حجابا راقي المظهر وملابس يبدو عليها الرقي والزوق
اقتربت السيدة حتى دخلت الى المكان وظلت تجول بعينيها لحظات حتى استقرت على لميا فاقتربت منها وحيتها
: صباح الخير يا مدام لميا زهوة الشاطر
اندهشت لميا منها واجابتها: صباح النور بس عرفتي منين ان انا لميا
خلعت زهوة نظارتها الشمسية ووضعتها امامها واجابتها : المكان مافيهوش غير اربع ستات ست منهم معاها طفل صغير بيبي يعني ما تنفعش تكون حضرتك وواحدة قاعدة تشتغل على لاب توب وحسب علمي حضرتك ما بتشتغليش وواحدة تالتة عاملة شعرها وحاطة فول ميكب وحركات جسمها بتقول انها منتظرة راجل زوج او حبيب
فتحت لميا فمها مندهشة : وعرفتي ده كله ازاي
اكملت زهوة حديثها بهدوء : انا دكتور محاضر في جامعة …. وجامعة …. وعملت ماجستير في العلاقات الأسرية وتربية الأبناء
هتفت لميا مبهورة : ماشاء الله ماشاء الله بس هو سوري يعني الحاج قالي انك كنتي منتقبة لما روحتي المكتب
مسحت زهوة دمعة غير موجودة : دي ليها قصة
: قصة ايه
: هما قالولك طبعا ان زوجي محبوس
: اه
: لكن طبعا محدش قالك انه معتقل سياسي
ارتبكت لميا حتى انها رفعت الكوب لتشرب فانسكب الماء عليها
: شفتي اهه انتي برة القصة خالص واتخضيتي انا بقى عايشة فيها
وبدأت زهوة في البكاء مما ازال كل تحفظات لميا حولها واقتربت منها تهدئها
: اصبري واحتسبي يا حبيبتي
استرسلت زهوة في الحديث : مكانش له في اي حاجة لكن بعد الثورة ناس كتير اتاخدت في الرجلين اخدوه وانا وقفولي شغلي في الجامعة وفي يوم وليلة بدل ما كنت دكتورة جامعة وزوجة دكتور اقتصاد بقيت زوجة سجين وغير قادرة على العمل وبحارب الدنيا بولادي عشان محسسهمش ان بيتنا بيتخرب
أردت لميا ان تخفف عنها : بنت حلال والله دنا حتى كنت النهاردة نازلة ادور على حد متخصص في العلاقات الأسرية
اجابتها زهوة مندهشة : ليه خير مشاكل مع الحاج
رمقتها لميا بنظرة مستفهمة قبل ان تكمل الاخرى : مع ان باين عليكي ماشاء الله ست مافكيش غلطة يابخته
ردت لميا : متشكرة بس المشكلة في بنتي الكبيرة
: مالها خير
: بقالها كام يوم مش عاجباني وعياط علطول واسألها تقولي مافيش
رفعت زهوة عينها لعين لميا : مش يمكن حب ؟
مر الوقت سريعا و
ودع عايد زوجته واولاده متوجها للمطار
تعلقت ندى في ثوبه : عايد انت هتتاخر
: لا يا حبيبتي اسبوع بس وراجع علطول
:سنبوع واحد يا عايد لو اتأخرت هخاصمك
ضحك لها : عايزك تجهزي لعبك ولبس المصيف عشان اول ما ارجع هنروح الساحل تعلميني العوم
: ماسي
همس عايد للميا : عايزة حاجة يا حبيبتي
: تسلم خد بالك من نفسك
: امل مش عاجباني ركزي معاها شوية
: حاضر مانت عارف السن ده وكرب الاغتراب
اندهش عايد : كرب الاغتراب ايه انتي بتذاكري علم نفس يا لميا ولا ايه
ضحكت : لا صاحبتي أستاذة علم نفس وبتعلمني
عند وصول عايد لمدينة كازبلانكا بالمغرب
حضر مقابلات عمل كان محدد لها مواعيد مسبقا وحصل على صفقة عظيمة مع احدى الشركات الأجنبية بالمشاركة مع رفقاء رحلة الكفاح هشام وسليم وراجح
الأربعة بدأو سويا في نفس المكان في الشارقة كمهندسين في احد المشروعات الكبرى
جمعهم العمل والسكن والهموم الواحدة ومرو بنفس الخيارات الصعبة بين نترك اسرنا هناك ونرسل لهم المال ام نحضرهم هنا ولن ننجح في إدخار شيئا
حتى كانت ليلة إجازة اقترح عليهم هشام الخروج لبعض الوقت الى احد أماكن الترفيه القليلة الموجودة في هذا البلد
وهناك تعرف هشام على رجل أعمال مصري مقيم وقص عليهم ان لديه بعض المشكلات مع الجهاز الاداري والتصاريح
وافترقو على وعد بالتفكير في طريقة للمساعدة
هشام شخص مرح محب للحياة يحب اللهو والاستمتاع كلما حانت له فرصة ولما لا طالما يعمل بجد ويجتهد قدر الامكان
بينما سليم وعايد نفس الطباع الهدوء والالتزام الشديدين والحرص في التعامل مع الناس والخوف الشديد على استقرار أسرهم
اما راجح فمنذ توفت زوجته وتركت له ولده الوحيد فقد أهمل موضوع الزواج تماما وقرر ان ينهي مهمته في تربية وتعليم ولده ثم يعيش لنفسه
وبالفعل بمجرد ان انهى ولده الدراسة الثانوية أرسله ليدرس الهندسة بإحدى الدول الاوروبية ثم تفرغ للعمل ورحلاته حول العالم
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الريح والهوايل)