روايات

رواية أو أشد قسوة الفصل الثلاثون 30 بقلم سارة مجدي

موقع كتابك في سطور

رواية أو أشد قسوة الفصل الثلاثون 30 بقلم سارة مجدي

رواية أو أشد قسوة الجزء الثلاثون

رواية أو أشد قسوة البارت الثلاثون

أو أشد قسوة
أو أشد قسوة

رواية أو أشد قسوة الحلقة الثلاثون

دخلت الي غرفتها بعد أن جلست مع جدتها لبعض الوقت لكن حين عرفت أن هوا قادمة اليها أخبرتها انها تشعر بالصداع بسبب التوتر والقلق وتريد أن تنام وطلبت منها ان لا توقظها على موعد الغداء حين أغلقت باب غرفتها عليها وأخذت نفس عميق وهي تتذكر كل ما حدث معها صباحًا
صعدت الي سيارة أوس وهي تشعر بالرهبة وبعض القلق وظلت صامتة تنظر له بطرف عينيها تتابع حركة يده وهو يقود السيارة وشعرت بالرهبه حين قال
-ده شرف عظيم أنك تركبي معايا يا آنسة ظلال
أبتسمت بمجاملة وقالت
-ده من ذوقك بس
قلبه يرقص من السعادة يقفذ ك طفل صغير يلهوا ويلعب .. في صباح يوم العيد كان ينظر اليها وهو يقول لنفسه ” وأخيرًا ظلال في سيارته .. تجلس معه .. أول خطواته في طريقها .. ولن يتراجع ” أوقف السيارة تحت أحد الكباري الحديثة وترجل من السيارة بعد أن قال
-ثواني وراجع
أومأت بنعم وظلت تتابعه بعينيها وهو يدور حول السيارة .. ودخل إحدى محلات المشروبات السريعة وبعد دقائق عاد وبين يديه كوبان من القهوة .. مد يده تجاهها بأحدهم وهو يقول
-أتفضلي قهوتك .. بلبن سكر زيادة
شعرت بالاندهاش من كونه يعرف كيف قهوتها لكنها لم تعلق أبتسم هو بسعادة أن لمعه عينيها .. جعلت دقات قلبه تزداد من السعادة لقد أخذ خطوة أخرى في أتجاهه وشكر أدهم في سره
أدار محرك السيارة وقال
-متقلقيش هتوصلي في معادك
-مش قلقانه
أجابته بشكل تلقائي .. هذا حقًا ما تشعر به وقالته بصدق تام .. وبدون لحظة تفكير .. ليبتسم أكثر .. ها هي خطوة أخرى
تتناول قهوتها وهي تفكر .. من هذا الرجل؟ تشعر إنها تعرفه .. أو قابلته قبل هذا اليوم .. لكن أين لا تتذكر .. لكن هناك نوع من الالفه بينهم والامان
أوقف السيارة أمام بوابه الاستديو وقبل أن تترجل منها قال بلهفه
-أنا هستناكي هنا علشان أرجعك القصر
نظرت له بأندهش وبعض الصدمة ليكمل كلماته بأبتسامة خطفت دقه من قلبها
-مش هأمن أنك ترجعي مع تاكسي ومش عارف إذا كان أدهم هيبعت السواق بالعربية ولا لأ .. هتخلصي هتلاقيني مستنيكي هنا
-أنا لسه قدامي على الاقل 3 ساعات
قالتها بأقرار حتى تجعله يتراجع عن قراره .. ليبتسم وعينيه تنظر الي عمق عينيها .. تحاول سبر أغوارها .. أو وشم نظراته بداخلها وبداخل قلبها وعلى روحها .. لم تستطع الرد لكنها ترجلت من السيارة ودارت حولها حتى تدلف من البوابه ليقول من خلفها
-آنسة ظلال
التفتت تنظر اليه بأستفهام .. والحيرة تطل من عينيها ليقول بثقة
-أن شاء الله الحلقة هتكون ممتازة .. أنتِ قدها وقدود .. والجمهور كله بيحبك
شعرت بالاندهاش من كلماته وكأنه كان يشعر بقلبها الذي يرتعش داخل صدرها من الخوف .. ورهبه البدايات
وجائت كلماته لتربت على قلبها تطمئنها .. وصلت الي الاستديو وهناك الجميع قابلوها بترحاب كبير ف خبر سفر مراد لظروف عائلية جعلهم يشعرون بالخوف من ايقاف البرنامج الي الابد لكن روجعها وموافقتها على تقديمه أعاد لهم الامل
دخلت الاستديو وبداخلها ترتعش بخوف لا يوصف .. هنا الكثير من الذكريات مع مراد .. هنا بدأت تشعر بشررات حبه لها وأعجابه بها .. هنا كانت بدايه نجاحها وتحقيق حلمها واليوم تدخل الي هنا بعد الكثير من الاحداث وتجربة قاسية لا تستطيع محوها من ذاكرتها
جلست على الكرسي الوحيد الموجود في المكان .. ونظرت الي الميكرفون الوحيد أيضًا .. جلست لتدخل الفتاة سما وضعت أمامها الاسكربت وهي تقول بأدب
-ده أسكربت أفتتاحي للموسم .. فيه اي مشكلة؟
هزت ظلال رأسها بلا وقالت بأبتسامة مرتعشة
-كويس
صوت المخرج وصلها من الباب المفتوح وهو يقول
-يلا كله في مكانه
لتخرج سما وأغلقت الباب خلفها .. لتعتدل ظلال أمام الميكرفون ليقول المخرج بأبتسامة مشرقة
-حمدالله على السلامة يا ظلال .. عايزين حلقه جامدة
أومأت له بنعم .. ليرفع كف يده له وبدء في العد
-1،2،3،4،5 هوا
أبتسمت بثقة لا تعلم من اين تلبستها لكن كلمات اوس ترددت في أذنها لتقول بثقة
-اهلا بيكم في أول حلقات الموسم الجديد من برنامج ساعة مع مراد .. لكن للأسف مذيعنا العزيز والغالي غايب عن البرنامج لفترة بسبب أسباب عائلية قهرية .. ونتمنى عودته بسرعة للبرنامج واتمنى انكم تتقبلوني لوحدي الفترة دي
صمتت لثوان ثم قالت بثقة أكبر
-خلينا نبدء حلقتنا بأغنيه الطير المسافر للعملاقة نجاة الصغيرة .. ودي أهداء من أسرة البرنامج للأستاذ مراد
“وبعتنا مع الطير المسافر
جواب . وعتاب . وتراب من أرض أجدادي
وزهرة من الوادي ، وزهرة من الوادي
يمكن يفتكر لي هاجر ان لو في بلادو احباب
ان لو في بلادو احباب
ان لو في بلادو احباب
لو في بلادو حباب
وبعتنا ، وقلنا يا نور عيونا
لي بعدت عنا ، وحكايتك ايه
زهرة قلوبنا دبلت ودبنا
من غير حبيبنا يرويها ايه
حبايبنا عاملين ايه
في الغربة واخباركم ايه
مرتاحين ولا تعبانين
فرحانين ولا زعلانين
مشتاقين ليكو مشتاقين
من عيونكن محرومين
وبعتولنا مع الطير الي راجع
اوام سلاموكلام يمكن يريحنا ولا يفرحنا
ويقول للقلب انو فاكر
ان لو في بلادو حباب”
أشار لها المخرج بأبهامه لها علامه أن الامور جيدة .. لتتنهد براحه .. وكان أوس يجلس في السيارة يشعر بالنار تتأكله ليتصل بأدهم لكنه لم يجيب .. لينفخ بضيق نار الغرية ستقتله وتجعله يذهب لذلك الوغد في المستشفى يقتله رغم معرفته بأتفاق أدهم معها بضرورة ذكرها لمراد في كل حلقة .. والتعامل بشكل عملي متحضر حتى لا تثير الشكوك
مرالوقت وهو يستمتع بصوتها عبر الأثير .. أغمض عينيه حين وصله صوتها وهي تقول من جديد
-وبكدة نكون وصلنا لنهاية حلقتنا النهاردة .. كنت سعيدة جدًا بكل أتصالاتكم ورسايلكم .. ويارب أكون كنت ضيفة خفيفة عليكم ودلوقتي نسمع أغنية أنا بحبها أوي للجميلة شرين عبد الوهاب كتير بنعشق
ليصرخ المخرج وهو يشير لها انها غير جاهزة .. لتبتسم وهي تقول
-أنا بحب الاغنية دي جدا .. وعايزة اقولها ليكم بصوتي قبل ما تسمعوها بصوت شيرين
واجلت صوتها وهي تقول ” كتير بنعشق ولا بنقول .. وكتير بنعشق ولا بنطول ومفيش حكاية بتستمر زي ما بدأت ليه على طول ”
كاد قلبه أن يغادر صدره من كثرة دقاته المتسارعة .. صوتها يلمس شغاف قلبه .. ويهز وتينه بقوة .. يجعله يود أن يصعد اليها الان يخطفها من مكانها ويسكنها قلبه يحميها من كل الدنيا ويطمئنها ويسعدها
أشار لها المخرج انهم وجدوا الاغنية .. لتقول بأبتسامه مرحة
-أسفة للتلوث السمعي اللي حصل ده وأسيبكم مع الصوت المميز شيرين .. سلاااااام
أشار لها المخرج بالانتهاء ..ل تأخذ أغراضها وتغادر الغرفة .. لتقف سما أمامها وقالت
-حلقة بكرة عن ايه؟
ظلت ظلال صامته للحظات ثم قالت
-عن الصدف .. يعني خلينا نشوف الصدف عملت ايه في حياة المستمعين .. وأنا هحكي كذا موقف عن الصدف كمان
أومأت لها سما بنعم .. حين أقترب المخرج يحيها على ما قالته في بدايه الحلقة عن مراد وأن ما قالته زاد من معدل المشاهدة ومن اول لحظات البرنامج
غادرت الاستديو لتصدم بأنه بالفعل يقف أمام البوابة ينتظرها وأبتسامته لم تفارق وجهه رغم طول فترة الانتظار
أقتربت من السيارة ليترجل منها وهو يقول
-الحلقة كانت تجنن برافو عليكي
-سمعتها؟!
سألته ببعض الشك .. ليقول بتأكيد وعينيه تلمع بسعادة كبيرة لنجاحها الذي يسعده بشده
-طبعًا مفيش حلقة ليكي بفوتها .. ومتوقع ليكي نجاح كبير
أشار لها لتدور حول السيارة وفتح لها الباب لتصعد اليها ليقول بجهل مصطنع
-على القصر ولا عايزة تروحي مكان تاني
-لا القصر .. أنا تعبتك جدا الحقيقة .. ومش عارفة أشكرك ازاي
السعادة تسكن قلبه وروحه .. وحين تصبح ملكة حياته سوف تكون الحياة أجمل وأسعد .. قال بصدق لمسها
-أرجوكي متقوليش كده .. أنا في خدمتك ديما
كلمته لمستها بشكل لا تفهمه .. لكنها لم تعلق وظلت عيونها معلقة على الطريق حتى وصلت الي القصر .. حين كادت أن تترجل من السيارة قال برجاء
-ممكن تسمحيلي أجي أوصلك بكرة .. هستأذن من أدهم لو أنتِ وافقتي
دون إراده منها أومأت بنعم ليبتسم بسعادة .. ليقول بسرعة
-هتلاقيني واقف هنا الساعة 6ص
أومأت بنعم وترجلت من السيارة .. وظل يتابعها بعينيه حتى أختفت من أمام نظرة ليغادر والارض بكل رحابها لا تساع فرحته الان
~~~~~~~~~~
تقف في مطبخ المطعم تشرف على كل ما تقوم به الفتايات .. كما هي أوامر بيبرس .. الذي جعلها تقسم بالله ويدها فوق المصحف الشريف أنها لن ترهق نفسها ولن تقوم بأي شيء سوا الاشراف فقط
أبتسمت بسعادة وهي تتذكر أخر زياره للطبية وموقف بيبرس حين أخبرتهم الطبيبة انها تحمل بداخل رحمها طفلين .. ظل واقف امام الطبية فاغر الفاه والدموع تلمع داخل عينيه .. وحين أقتربت منه زيزي تربت على كتفه نظر لها وقال بعدم تصديق
-أنتِ سمعتيها وهي بتقول إنكِ حامل في أتنين .. صح؟!
أومأت بنعم ليخر ساجدًا لله وظل كثيرًا جبهته تلتسق بالارض ولم يرفعها حتى ربتت زيزي على كتفه من جديد .. كانت الطبيبة تشعر بتأثر كبير بما تراه أمامها ومن صدق مشاعر هذا الاب وقف بيبرس وقال برجاء وتوسل والدموع تغرق وجنتيه
-حضرتك متأكدة أنها حامل في توأم .. صح؟
أومأت الطبيبة بنعم ليضم زيزي بقوة وهو يقول بصدق وقلبه ينبض بداخل صدره لكن صدا تلك الدقات تتردد داخل صدرها هي
وظل يقول بصوت باكي :
-ربنا يخليكي ليا يا زيزي .. انتِ سعادة الدنيا والاخرة .. أنت باب التوبة وباب الخير كله
وفي سيارتهم كان كل دقيقة وأخرى يمسك يدها ويقبلها .. وفي المرة الاخيرة سحبت يدها من يده لينظر لها بأندهاش وقال بحزن
-سحبتي أيدك ليه من أيدي؟!
أبتسمت أبتسامة صغيرة وقالت بصدق
-هو أنت ليه شايفني الملاك في حياتك .. أنا وأنت بشر غلطنا وسندنا بعض علشان نصحح الغلط .. أنت كنت باب الخير والسعادة كمان يا بيبرس .. أنت حبيب طفولتي ومراهقتي .. والباب اللي أتفتح على الدنيا .. ورغم كل اللي حصل وكان لكن رجعنا لطريق ربنا .. وأهو ربنا بيكافئنا وبدل الولد رزقنا ب أتنين
ثم أمسكت يده هي هذه المرة وقبلتها بحب كبير وأحترام أكبر .. وتقدير لا تستطيع الكلمات وصفحه أو شرحه
وشعر هو بقبلتها وكأنها نسيم هواء في حر أغسطس .. او كشربه ماء تطفىء عطش إنسان يجوب الصحراء منذ أيام .. كباب جنة فتح أمامه وضوء نهار يبدد عتمه ليله
بعد لحظات أوقف السيارة في إحدى شوارع القاهرة القديمة .. ونزل منها ووقف بجاور سيارته وكل شخص يمر عليه يخرج من جيبه بعض الاوراق الماليه دون عد ويضعها بيده وبدون أن يطلب كانت تصله دعواتهم بزيادة المال والبركة في العمر والحفاظ على الاولاد .. كانت تبكي بسعادة ف ها هي الحياة التي تتمنى أن انثى أن تحياها .. زوج محب .. وحياه في رضا الله .. ورزق حلال .. واولاد .. وكل هذه بفضل الله وبدون حول منهم ولا قوة .. ف لقد جبرها الله جبرًا يتعجب له أهل الأرض والسماء .. خاصة بعدما علمت ما حدث مع حنان .. فلقد طلقها زوجها بسبب تصرفاتها الخاطئة في حق والدته .. بكثير من الصلف والغرور .. هي ليست شامته بل شعرت بالحزن والشفقة عليها .. لكن أن يرى العبد انتقام الله في من أزاه وحاول بكل الطرق أن يسبب له المشاكل ل هو أحساس عظيم ولو تعرفون
……………..
توقف الزمن لعدة لحظات كان ثامر ينظر في أتجاه سليمة التي تبكي بصمت .. ليشعر بألم قوي في قلبة وحين نطقت أسم أدهم شعر بألم قوي برأسه ثم شعر بالدوار وهو يصرخ بصوت مكتوم ثم سقط أرضًا مغشي عليه القت سليمة ما بيدها أرضًا وركضت اليه .. وجثت بجانبه رفعت رأسع ووضعتها على فخذها وهي تقول بخوف
-ادهم أدهم أفتح عنيك أدهم رد عليا
لتقول الفتاة التي تجلس أسفل قدميه
-أسمه ثامر يا حبيبتي .. وبعدين أنتِ مسكاه كده ليه
لتشعر سليمة بالخوف وبدأت في البحث عن حقيبتها لتقربها لها الدتها وهي تقول
-أطمني يا بنتي أن شاء الله هيبقا كويس
أخرجت سليمة الهاتف وأتصلت بعبدالله وقبل أن يجيبها صرخت في الفتاة التي تحاول لمس جسد ثامر
-أبعدي أيدك عنه بدل ما أقطعها لك
لتبتعد الفتاة بخوف .. وحين وصل ل سليمة صوت عبدالله قالت بخوف
-الحق أدهم
وخلال نصف ساعة كان عبدالله وعدنان يقفون أمامها ينظرون الي أدهم بقلق وهي تقص عليهم ما حدث
ليقول عبدالله أمرا وموجه حديثه لعدنان
-شيله معايا .. خلينا نطلع على العيادة وهناك نتصرف
وُضع أدهم في الكرسي الخلفي لسيارة عبدالله وجلست سليمة جواره وأنطلق سريعًا وجلست فاطمة بسيارة عدنان وساروا خلفها
…………….
وقفت هوا امام شُكران تشعر بالخجل وهي ترى كل هذه الملابس الخاصه بالعروس .. كانت شُكران تبتسم برقه وهي ترى معالم الخجل ترتسم بوضوح على وجه الفتاة التي قالت بصوت مرتعش
-ايه كل ده .. وبعدين .. وبعدين
-أنتِ علقتي
قالت شُكران بمرح .. لتقترب هوا منها وجلست على ركبتيها وهي تقول والدموع تملئ عيونها
-بس ده كتير أوي عليا .. أنا مش هقدر
وضعت شُكران يدها على فم هوا تسكتها غصبًا وقالت بأمر
-متكمليش كلامك .. لو والدتك كانت عايشة وجابتلك الحاجات دي كنت بردو هتقولي مقدرش
لتقبل هوا يد شُكران بأحترام وقالت بحب
-شكرًا انا مش عارفة اقول ايه او أشكرك ازاي … على انك تقبلتي واحدة يتيمه زي في عيلة كبيرة زي عيلتكم
لتضربها شُكران على يدها بقوه جعلتها تتأوه بالم وقالت بلوم
-ايه الكلام ده يا هوا … امتى اليتم كان عيب او نقيصة في حد … أنتِ ناسية ان الرسول عليه الصلاة والسلام كان يتيم
ثم ربتت على وجنتها بحنان وأكملت
-الانسان بتصرفاته .. باخلاقه وبعد كده انتِ من عيلة طيبة وعدنان عمره ما هيدي اسمه لبنت الا وهو متأكد انها تستحق تشيله
ثم ابتسمت برقه وهي تكمل حديثها ببعض الشرود
-اللي زي عدنان دار ولف وشاف كتير … ووقت ما يقول عايز يتجوز بتبقى جوازة بعد مجهود وتفكير كتير اوي
عادت بنظرها الي هوا التي تستمع اليها وبداخل عيونها دموع لم تغادر مقلتيها
وقالت بصدق
-وهو عرف يختار يا بنتي … عدنان محتاج بنت هادية زيك كده وطيبة وعايزة تعيش .. أحفادي طيبين والحمدلله ربنا رزقهم بزوجات طيبين و حنينين زيك إنتِ وسليمة
لم تجد هوا كلمات تعبر عن كل ما بداخلها ف القت بنفسها بين ذراعي شُكران تضمها بقوة لتربت شُكران على ظهرها بحنان وقلبها يخبرها ان تلك الفتاة بها شيء مختلف … يلمس القلب .. لكن أيضًا بداخلها صوت يقول ” هي افضل لعدنان ام ظلال” لكن كفه هوا لها الحظ الوافر فلقد أختارها عدنان وانتهى الامر
~~~~~~~~~~
في عيادة عبدالله يقف الجميع ينظروا الي جسد ادهم الممدد على الاريكة الكبيرة فاقد للوعي .. وعبدالله يجلس جواره يحاول اعادة الوعي له بعد ان حقنه بحقنه ما لم يعرف أحدهم ما هي أو ما الغرض منها لكن لم يهتم أحدهم لذلك ف كل ما يشغلهم هو الاطمئنان على أدهم وفهم ما حدث معه
بعد لحظات بدأت جفون أدهم في الاهتزاز وفتح عينيه ببطئ .. كانت سليمة عيونها تذرف الدموع دون توقف .. قلبها يأن بألم تلوم نفسها .. هل أخطأت حين ظهرت أمامه في تلك اللحظة .. لكن قلبها الذي يدوب عشقًا فيه .. وروحها التي لم تستطع أن تفرق بين أدهم وثامر وذابت في كل ثناياها حروف أسمه بشخصياته لم تحتمل نار الغيرة وأن هناك من تلمسه بتلك الوقاحة
حين فتح عينيه أول من رأه هي .. أبتسم وهو يهمس بأسمها لتقترب منه بشوق كبير وجثت على ركبتيها بجانب الاريكة لمد يده يمسح دموعها وهو يقول بأرهاق واضح وصوت متقطع
-بتعيطي ليه .. دموعك غالية
فتحت فمها لكي تجيب على كلماته لكنها لم تستطع قول اي شيء ليقول عبدالله ببعض القلق قاطعًا تلك اللحظات
-أنت كويس؟!
نظر اليه أدهم بغضب وقال من بين أسنانه
-هيكون مالي يعني يا أرخم خلق الله
لم يستطع اي منهم الضحك على مزحته وخيم الصمت عليهم جميعًا للحظات ليتأمل أدهم حاله وأين هو ليعتدل جالسًا وساعدته سليمة التي لم تتوقف على البكاء لحظة .. نظر الي الوجوه من حوله وقال باندهاش
-هو فيه ايه؟ وأنا جيت أمتى عند عبدالله؟ ماما فاطمة كمان هنا
ونظر الي سليمة التي مازالت على نفس جلستها أرضًا جوار ساقة وقال ببعض التردد يناشدها الصدق
-ايه اللي حصل؟
كان عبدالله يفكر منذ أتصلت به سليمة واخبرته بكل شيء هل من المناسب اخبار أدهم بكل شيء أم أنه من الغلط خلط أحداث الشخصيتين في عقله؟ وهل هذا سيجعل شخصيته الثانية تضغى على شخصيته الحقيقة؟ فقال سريعًا قبل أن تقول سليمة ما حدث
-أبدا أنت تعبت شوية .. وكنت في الشارع ف أتصلت بيا وجتلك وسليمة اتصلت بيك بس أنت مكنتش قادر ترد ف لما رديت عليها قلقت وخافت ف جت على طول هي ووالدتها لانهم كانوا في السوق بيشتروا جهازها .. وأنا أتصلت ب عدنان علشان يجي ويبقى معاك وأنت مروح
نظر أدهم في وجوه الجميع وشعر ان هناك شيء غير مفهوم .. هناك شيء ناقص أو غير صحيح لكن دموع سليمة ويدها المرتعشة التي تمسك بها يده .. جلستها أسفل قدمية التي ألمت قلبه جعلته يتجاهل كل هذه الافكار ومد يده يحاول جذبها حتى تقف لكنها لم تطاوعه سقط قلبه أسفل قدمية بخوف .. خوف طغى على أي أفكار أو مشاعر تخصه أنها ليست بخير هو فنظر الي عبدالله الذي فهم نظرته وقال بهدوء
-طيب يا جماعة تعالوا نطلع نقعد برة ونسيب سليمة مع أدهم شوية
فهمت فاطمة حالة أبنتها .. وكان قلبها يتقطع من الخوف والحزن عليها .. كانت تود ان تأخذها بين ذراعيها تحميها من كل الالم الدنيا وشرورها .. ورغم شفقتها على أدهم لكن هو سبب ألم ابنتها .. أرادت أن تصرخ في وجهه وتطلب منه الابتعاد عنها .. لكن نظرة واحده الي وجه أبنتها التي لم تفارق عينيها وجه أدهم ويدها المتشبثة به كطوق نجاه جعلها تتحرك مع عبدالله صاغره .. لكن عدنان الذي كان يقف صامت كتمثال شمع لا يتحرك أو يتكلم و من الممكن أن نقول انه لا يتنفس أيضًا .. خوفه على أدهم جعله يفقد النطق .. ويفكر لماذا أصبح قلبه ضعيف الي تلك الدرجة مع كل ما يخص عائلته؟ وكأنه مغيب أقترب من أدهم الذي كان ينظر له بأندهاش وأنحنى يقبل رأسه بقوة وهو يقول بصوت مختنق
-أنت كويس أوي يا أدهم لازم تكون كويس .. علشان كلنا بنحبك وكلنا محتاجينك .. علشان خاطري لأني من غيرك ولا حاجة
لم يستطع أدهم الرد على كلمات أبن عمه لانه قالها وغادر سريعًا ليعود أدهم ونظر الي سليمة بعد أن أبتلع ريقة حتى يرطب حلقه الذي جف من كل ما حدث وقال
-قومي يا سليمة من على الارض مينفعش قعدتك كده
ظلت تنظر اليه والدموع تغرق وجهها وكأنها لم تسمعه وكأن ما حدث من أكثر من ساعة حدث الان ومنذ لحظات فقط .. ليجذب يدها من جديد لتنظر الي يده ومدت يدها الاخرى تمسك يده بقوة وقبلتها قبلة عميقة قوية وكأنه تود ان تجعله يشعر بما داخلها من قبلتها تلك ومن لمسه شفتيها لجلده .. لكن هذه القبلة مازادته سوى الم وخوف
لينزل أرضًا جوارها وهو يقول
-سليمة أنتِ مصدر أماني الوحيد في الدنيا دي كلها أرجوكي قوليلي الحقيقة .. فهميني في ايه؟ أنتِ ليه بتبكي؟
أنتبهت لحالها ولكلمات عبدالله .. وزاد بداخلها أحساس الذنب تجاهه ف تركت يده لتمسح دموعها بقوة وقالت بصدق كل ما قلبها
-أدهم أنا بحبك .. أنت كل حاجة حلمت بيها في الحياة .. راجل حقيقي سند لعيلتك .. واقف في ظهر الجميع حنون .. ومرضك مش بأيدك ولا عيب فيك .. بس .. بس أنا بحبك اوي يا أدهم بحبك وبخاف عليك وبخاف منك .. بخاف تروح مني أو تسيني .. أدهم أنا
قاطعها وهو يمسك كتفيها بحنان وعينيه تعانق خاصتها وسؤاله ظاهر فيهم بوضوح كوضوح المه وخوفه
-أنتِ ايه؟ .. عملت ايه وجعك .. عملت ايه زعلك علشان تقولي كده؟
هزت رأسها بلا معنى وعادت دموعها تغرق وجنتيها وتحجب رؤيته عنها .. وكادت أن تقول اي شيء لكن عيونها اغلقت وسقطت بين يديه مغشي عليها ليضمها الي صدره بقوة وهو يصرخ بأسمها ويضرب وجنتها برقه ولكنها لا تستجيب له ليصرخ بأسم عبدالله الذي أقتحم الغرفة سريعًا فقد توقع حدوث هذا بسبب حالة سليمة التي لاحظها وفهمها ليقترب سريعا منه وقال بهدوء
-متقلقش ده من الضغط العصبي وخوفها عليك
وأبتعد خطوة وقال أمرًا
-شيلها ونيمها على الكنبه وأنا هجبلها حقنه .. ما أنا فاتح العيادة ده ليك نت ومراتك بس
وضعها على الاريكة بحنان وأبتعدبعد أن كشف عن معصم يدها ليضع عبدالله الحقنة في وريدها وقال
-هتبقى كويسة متقلقش .. أدي أخرة الحب
لم يبتسم لكلمات صديقة .. لكن قبل أن يتحرك من جوارة امسك ذراعة بقوة وقال بغضب مكتوم
-عايز اعرف الحقيقة

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أو أشد قسوة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى