روايات

رواية الشرف الفصل الخامس والخمسون 55 بقلم قسمة الشبيني

رواية الشرف الفصل الخامس والخمسون 55 بقلم قسمة الشبيني

رواية الشرف الجزء الخامس والخمسون

رواية الشرف البارت الخامس والخمسون

الشرف
الشرف

رواية الشرف الحلقة الخامسة والخمسون

فى منزل صالح
يجلس وأبناءه ببهو المنزل بينما لازال منذ الأمس يحمل وجهه علامات الكآبة الشديدة يتبادل بنيه النظرات فيما بينهم ، جميعهم يعلم خوف أبيهم من زواج شقيقتهم من ابن عمها ، وجميعهم يحمل نفس الخوف .
هيبة : مالك يا بوى ؟ لساك حامل هم ليال وحديت عمى .
صالح : اه يا ولدى . جلبى مش مطمن ل صخر ومرته .
راجى : تجصد حسنات طبعا .
يهز صالح رأسه ولا يجيب فيقول ضاحى : والله اذا ولاد حسنات اخر رچالة على وش الارض ما حد منيهم يطول ضفر خيتى .
هيبة : الأمور ما تتاخدش إكده يا ضاحى ، فى أصول لازمن نمشى عليها .
ضاحى : مفيش أصول عكس شرع ربنا ، وشرع ربنا جال الچواز جبول واشهار . واحنا ماجابلينش واد حسنات .
يصمت صالح تاركا أولاده ونقاشهم فهو فى النهاية لن يتمكن من مخالفة عادات وتقاليد النجع . لكن حتى هذه النقطة لم يعد واثقا منها .
هو على استعداد أن يخالف أى عرف واى تقليد يلقى ابنته في سجن لن تخرج منه على قيد الحياة .
قد يضحى بمركزه ، أو يضحى بالتقاليد أو يضحى بنفسه إذا لزم الأمر على أن تعيش ليال حياة هانئة كما تستحق .
************************
خرج تاج لابن شقيقته وطلب من غالية أن تلحق به بعد أن تضع نقابها .
وما إن رأى وجهه حتى تأكد صعوبة الأمر الذي جاء بشأنه . رحب به وجلسوا ثلاثتهم حتى اقبلت غالية .
ساد الصمت لفترة والجميع ينتظر أن يتحدث محمد حتى قال تاج : فى إيه يا بنى شكلك ما يطمنش ؟
محمد : يا خالى الموضوع مهم جدا بالنسبة ليا . بس اتمنى تسمعونى للآخر
بدأ محمد يتحدث عن إعجابه الأولى ب رحمة والذى دفعه للبقاء في الصعيد ليتأكد من مشاعره ، عن لقاءه بها ، عن حديثها وقوتها وكرامتها التي. تحافظ عليها قبل اى شئ ، تحدث عن حواره مع رفيع وعدم رفض رفيع لطلبه ، وعن عدم تمكنه من التحدث إلى والده نظرا لظروف عمه .
اخبرهم عن حواره ووالدته التى لم ترفض رغم شعورها بالقلق من صخر ، واخيرا عن مكالمة رفيع التى دبت الخوف بقلبه . هو يخشى خسارتها ، فلم يقابل بحياته فتاة تعتز بنفسها مثل رحمة ، ليست مغرورة ولا متكبرة ، بل هى أبية شامخة.
استمعوا له جميعا كان النقاب يخفى علامات الضيق على وجه غالية لكن تاج يراه بعينيها ، كذلك هو نفسه يشعر بالضيق لمجرد ذكر ذلك الصخر الذى يحمل قلبا له كل ما لاسمه من معنى .
الوحيد الذى يبتسم وينظر ل محمد بسعادة هو ريان ، الذى كان يتعجب من تغير احوال محمد ، هو يعرف محمد جيدا هو ذو قلب نقى وروح مسالمة لكنه كان يتمرد فقط رافضا أن يكون صورة عن أخيه الأكبر وليس هذا رفضا لأخيه أو انتقادا له بل نبع من رغبة حقيقية للاستقلال وليكن ما هو عليه وليس نسخة عن محمود .
انتهى محمد من حديثه وهو يبدل نظراته بين خاله وزوجته ليستشف رد فعلهما ، هل سيقبلا بدعمه ام لا ؟
نظر له تاج بحيرة : صخر يا محمد !!! يا حبيبي انت مش قد الراجل ده .
غالية : بس رحمة ورفيع ولاد شريفة مش شبه ابوهم خالص يا تاج .
تاج : أيوة أنا معنديش مشكلة مع البنت نفسها ، ورفيع فعلا شخص محترم جدا ، بس اذا كان محمد ولا حمزة نفسه يقدروا على صخر ده اذا نشف دماغه معاهم .
ريان : يا بابا هو ماله ومالهم ، اذا كان على طلبات الجواز والحاجات دي اظن عم حمزة مش هيتأخر ، بعد كدة العروسة هتيجى هنا مصر ولا ليهم علاقة بيه . يعنى مفيش اصلا وجه للخلاف .
محمد : يا خالى أنا بس عاوز حضرتك تقولى اعمل ايه؟ مقدرش اتكلم مع بابا . ومقدرش اسيب رحمة .
غالية : مفيش غير صالح
نظروا لها جميعا فقالت : صالح جه وشاف حالة چودى بنفسه .هو بس يقدر يتفاهم مع صخر ويقنعه يأجل الزيارة شوية .
تاج : فعلا كلامك صح . وكدة كدة كلها ايام والجماعة جايين هنا علشان كتب كتاب الولاد واكيد صخر هيجى ده كتب كتاب ولاد أخوه . ممكن يتأكد بنفسه من الظروف .
محمد : وإذا نشف دماغه ؟
تنهد تاج : وقتها ماسة تيجى معانا ونروح نزورهم لحد ما الظروف تتعدل احنا في كل الأحوال هنروح بعد كتب كتاب لى لى نخطب ل ريان
لم يكن محمد على علم بأى تفاصيل عن ريان لكنه كان واثق أن نزوله للعمل يخفى سرا ، لم يحاول اكتشافه فقط ترك له المساحة الخاصة ليخبره وقتما يريد .
************************
تحدث تاج بالفعل مع صالح الذى رحب بتقديم تلك الخدمة البسيطة لذلك الشاب الذي أحبه بالفعل .
استمر محمود على رعايته دنيا وزاد رعايته لوالدها ، ف ساهر أصبح مستقر تقريبا بغرفة محمود ، لكن الأخير بدأ يخرج من قوقعته إلى حد ما .
فيصحب ساهر صباحا للمشفى ويتركه ليظل بقرب حبيبته ويصحب الصغيرة إلى المتجر يدير العمل ويرعاها بنفس الوقت .
انتظم ماهر على دروس الشيخ مظهر وأصبح من المجموعة الملازمة له .تحسنت حالته الصحية بشكل ملحوظ لكن لم يتمكن من الحصول على عمل .
********************
بعد عدة أيام في شقة مظهر .
كان بغرفته بصحبة تلك الفتاة التي حكم عليها بالجوع والعطش لمدة أيام حتى توجهت إليه ترجو رحمته لأجل جرعة ماء بعد أن رفضت الفتيات مساعدتها خوفا من بطشه .
كانت فى تلك اللحظة لقمة سائغة يلوكها تحت قواطعه كما يشاء ،
رضخت لكل مطالبه بإرادتها وأسلمته جسدها بالشكل الذي يرضيه .
كان معها بالغرفة بعد أن أمر لها مبدئيا بكوب ماء وقطعة خبز ، فقط لتتحمل ما سيمارسه عليها .
مرت ساعة ولم يخرج من الغرفة ، ولا أحد يمكنه مقاطعته ، هو سينهى الأمر فى الوقت الذى يناسبه وبالطريقة التى تناسبه .
طرقات مذعورة على الباب دبت الخوف في قلب بدر والفتيات ليسرعن بالاختباء ، بينما توجهت بدر لترى الطارق .
فتحت لتقابلها قسمات حليم المضطربة : فين مولانا ؟
تعجبت بدر من ملامحه لكنها واثقة أن وراءه أمرا خطيرا لتجيب بإقتضاب : بغرفته . ولا يمكنى مقاطعته .
هز رأسه بتفهم وقال : هستاه .
أدخلته لإحدى الغرف وأغلقت الباب خلفه ليطول انتظاره لساعة أخرى .
خرج مظهر من باب غرفته مناديا بدر التى اقبلت عليه ليقول : وكليها زين .
اومأت بطاعة ثم قالت : حليم بإنتظارك منذ ساعة .
توجه للغرفة التى ينتظر بها حليم بينما توجهت هى لغرفة النوم لترى الفوضى تعمها وتلك الفتاة ترقد فوق الفراش تبكى بصمت . أسرعت إليها محذرة فالبكاء لن يفيد بشئ عليها فقط الطاعة فتلقى المعاملة الحسنة .
دخل مظهر من الباب لينتفض حليم واقفا ، يحكم مظهر إغلاق باب الغرفة ويتساءل فورا : حوصل إيه؟
ينكس حليم رأسه : البنت ماتت .
مظهر بغضب : بت مين ؟ اللى لساك واخدها من كام يوم !!
يومأ حليم برأسه ليسرع إليه مظهر ليجذبه من مقدمة ملابسه بغضب : انت تعرف البت دى كلفتنا كام لأچل توصل اهنه ؟ وماجعدتش وياك كام يوم !!! جلت لك جبل سابج بلاش اللى يوصل للموت .
زاد حليم رأسه تنكيسا وهو يتمتم : اعمل ايه دلوقتي؟
دفعه مظهر للخلف وجلس على أحد المقاعد بغضب وصمت لبعض الوقت ثم قال : اهى فرصة تشغل الحكومة عنينا . اخر الليل تاخدها فى عربية انت وشاهين وترموها بعيد عن اهنه بس فى زمام الجسم ذاته .
ثم حدجه بنظرة ثاقبة : روح من وشى دلوك .
أسرع حليم مغادرا بينما توجه مظهر لغرفته مرة أخرى فيجد الشراشف قد بدلت والفوضى قد زالت عن الغرفة وكأنها لم تكن .
يخرج لغرفة الفتيات فيجدهن مجتمعات بصمت بينما غابت الفتاة التى صحبها لينظر ل بدر : حصلينى يا بدر .
تسرع بدر خلفه بطاعة مطلقة ، تدخل الحجرة لتجده متسطحا فوق الفراش ، يعتدل جالسا لدى دخولها يتفحصها بدقة ويخطط كيف يستمتع بها لاقصى درجة فمهما فعل مع أى فتاة أخرى لتلك الفتاة سلطة خاصة على جسده ؛ هكذا يخبرها دائما وهى تصدق كل ما يخرج من بين شفتيه بلا تفكير .
************* ******
صباح اليوم التالي بقسم الشرطة .
يدخل اسر لمكتب براء مسرعا فينتبه له براء : فى إيه يا أسر ؟
أسر : فى بلاغ عن جثة بنت على بعد شارعين يا فندم
يمسح براء وجهه مستدعيا بعض الصبر وينهض عن مكتبه فورا متجها معه للخارج حيث تلك الجثة .
وصلوا للموقع ليتلفت براء حوله ؛ إنه مربع سكنى لا يخلو من المارة ، وتلك الجثة ألقى بها هنا ، لم تقتل هنا بالطبع .
من فحصها المبدئى هى فتاة غير مصرية ، تحمل ملامح اسيوية واضحة ، تعرضت للتعذيب لكن سبب الوفاة غير واضح .
ليست مخنوقة ، ولا مطعونة بسلاح ، ولا أطلق عليها الرصاص
براء : خلو الطبيب الشرعى يشيل الجثة دى بسرعة المنطقة هنا سياحية والبنت واضح مش مصرية .
أسرع أسر ينفذ ما أمر به وفى دقائق اختفت الجثة عن الأنظار بينما بدأ براء رحلة البحث عن الحقيقة لابد أن شخصا ما رأى ماحدث . فهذا المكان الحيوى يستحيل أن يخلو من الناس ليلا أو نهارا.
************************
مرت الايام ولا جديد ، كل على نفس وضعه .
مظهر يكتسب شهرة ويحيط به المزيد من الأتباع .
براء لم يتمكن من كشف لغز جثة الفتاة . هى فتاة لم يتم تسجيل دخولها الأراضي المصرية تعرضت للتعذيب والاغتصاب حتى الموت .
ريان يعمل ساعات إضافية لتوفير المال ليتقدم لخطبة ليال .
رفاعى يعد لعقد قران مهران وهيبة ، والاستعدادات على قدم وساق
طايع يذهب للعمل يوميا تابعا خطواتها ، أصبحت تنظر له وتبتسم خجلا وهذا وحده يشعره بنشوة مسكرة .
محمد يعمل وزاد جدية رغم انتظام محمود بالعمل إلا أنه لم يعد للاستهتار .
محمود يرعى دنيا وساهر يتعلم منه .
ماسة قلبها يفقد بريقه فقد طال بعد حبيبها وتاقت للارتواء من حنانه الذى تفتقده بشدة . إلا أنها كالعادة تراعى ظروف العائلة .

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشرف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى