رواية الشرف الفصل الرابع والخمسون 54 بقلم قسمة الشبيني
رواية الشرف الجزء الرابع والخمسون
رواية الشرف البارت الرابع والخمسون
رواية الشرف الحلقة الرابعة والخمسون
اغلق أحدهم الباب وتوجهوا نزولا ليقول أخر : ده حالته صعب جدا.
يرتدى مظهر ثوب الفضيلة ويبدأ يتحدث إليهم عن فضل تفقد الجار وحسن معاملته ويشير إلى الدعم وقت الحاجة ليقترح أحدهم فورا جمع تبرعات للشاب الفقير يتولى أمرها مظهر
وفى خلال الساعات التالية كان مظهر هو حديث أهل الحارة ، وطيبته ، وقلبه الذهبى الحانى ، الذى انقذ شابا من الهلاك جوعا .
لتزيد شعبيته فى ساعات قليلة ويقبل الناس فى صلاة العصر ، كل يتمنى أن يقابل هذا الشيخ الفاضل ويستفيد من علمه .
*********
كان تاج بعمله حين أتاه اتصالا من صالح ليجيب عليه متوقعا رفض طلبه إلا أنه فوجئ بالقبول ، لم يكن يظن أن هذا سيحدث بالفعل . عجبا لأمر صغيره لم يفقد الأمل بل كان على ثقة أنه سيحصل عليها يوما ما .
عاد من عمله سعيدا بتلك البشرى التى ستسعد قلب صغيره ، عليه قريبا أن يصحبه للنجع ، فقد أخبره صالح أن هذه الموافقة على المبدأ لكن يجب إتباع الأصول ، وما كان تاج ليفعل غير ذلك .
اجتمعوا جميعا على مائدة الطعام ليقرر تاج اخبار الجميع بالخير السعيد .
نظر لابنه الذى يتناول طعامه بصمت فعليه التوجه للعمل وقال مبتسما : ريان عندى ليك مفاجأة .
نظر له ريان وانتبهت غالية وليليان ليقول : عمك صالح وافق .
تهلل وجه غالية بينما رقص قلب ريان طربا وسعادة بدت على وجهه فورا : حقيقى يا بابا . هو كلم حضرتك فعلا ؟
تاج : أيوة كلمنى النهاردة واعمل حسابك لازم نسافر النجع أول ما تخلص امتحانات .
اومأ برأسه موافقا لتقول غالية : مبارك يا حبيبي . ربنا يجعلها زوجة صالحة
تنقل ليليان بصرها بينهم ثم تتظر ل ريان بحدة : مش قلت لك اللى قلبت حالك من الصعيد. اممم طلعت مش سهل يا ريان .
ريان : أنا يا لى لى مش سهل !!
ليليان : اه بتعرف تخبى على اختك حبيبتك .
يبتسم تاج وغالية فصغيرتهما على وشك بدء تحقيق شامل مع اخيها ينتهى كالعادة باتهامه بالتقصير فى حقها ، وغضب مصطنع عليه أن يدللها لترضى ، وهما واثقان أن ريان لن يخذل شقيقته وإن كان يعلم أنها تتدلل ليس إلا.
ظل تاج وغالية يراقبان مشاكسات ليليان وصبر وحب ريان حتى قاطع الجميع طرقا على الباب .
*****************
بشقة مظهر .
يفتح باب غرفة النوم وهو يسحب إحدى الفتيات من شعرها ليلقى بها أرضا أمام بدر التى تجلس على الأريكة بوسط الردهة حولها من تبقى من الفتيات عدى تلك البائسة التي صحبها مظهر للغرفة منذ فترة ليست قصيرة .
تنتفض الفتيات ويقفن فورا بإحترام غير عابئات بتلك الباكية الساقطة أرضا .
ترفع بدر عينيها إليه لتعلم جريمتها وحكمها ليقول بغضب : فهميها زين عصيان امرى اخرته إيه ؟ وبت …دى ماتدوجش الزاد ولا المي لحد ما أعفى عنيها .
تومأ بدر بطاعة بينما يتجه للمرحاض .
تسرع بدر للفتاة فتساعدها على الوقوف فترى آثار الضرب على وجهها لتتساءل فورا : ماذا فعلت لتثيرى غضبه هكذا ؟
الفتاة ببكاء : لم أفعل شئ . فقط أخبرته أن ما يطلبه ضد الشرع .
تشهق بدر بصدمة : ماذا !!! هل فقدت عقلك أو ما شابه ؟ بإمكانه قتلك ببساطة لتمردك وعصيانك .
صحبتهن بدر للغرفة قبل أن يخرج من المرحاض فيصب غضبه عليهن ثم بدأت تقص عليهن ما قام به أبو انس الليبى حين حين قتل مائة وخمسين امرأة قتلا جماعيا فى الثامن عشر من ديسمبر عام ٢٠١٤حين رفضن الجهاد وعصين أوامره ليكون هذا العقاب المتخذ بعد ذلك ضد النساء ، فقد تم فى العام التالي فى الرابع من أغسطس قتل تسعة عشر امرأة لنفس السبب .
ثم اخبرتهن أن مظهر نفسه يلجأ لذلك فقد قام بقتل خمسة عشر فتاة وتم دفنهن بالجبل منذ عدة أشهر فقط .ثم تبدأ فى التحدث عن مظهر وفضله وعلمه ،وانه لا يجوز لأى منهن الإعتراض فمن يكن ليفهمن فى الشرع اكثر منه.هو محق دائما وابدا .
ظهرت معالم الفزع على أوجه الفتيات من حديث بدر لتقول الفتاة فورا : لقد تطوعت بإرادتى للجهاد ومؤمنة بكل أهداف الجماعة لكن ما طلبه منى ضد الشريعة.
لتنظر لها بدر بحدة : نحن سبايا ، لا علم لنا بالشريعة ، سيدنا مظهر هو أكثر منا علما وفقها وادراكا .
احتدت نظراتها وهى تقول : اياك ان اسمعك تتفوهين هذا الهراء مرة أخرى .
ثم نظرت للفتيات بنفس الحدة : أمر سيدنا ألا تذق الطعام وانا احذركن من مخالفة أوامره ، فأنا لا اخفى عنه أمرا مهما كان صغيرا ولن اتستر على أى خطأ لكن مهما صغر .
ثم تركتهن وغادرت غاضبة من تطاول تلك الفتاة واصرارها على الخطأ بوقاحة كما ترى هى ، أو كما يرى سيدها وهى ترى عبر رؤيته
***********************
كان محمد بالمتجر منهمك بعمله حين أتاه اتصال من رفيع ، فالاخير أصر والده على استقدام ذلك الشخص الذي طلب الزواج من ابنته ليتأكد من صلاحيته كما يزعم وإن كان فى الواقع يريد أن يتأكد من قدرته المادية .
اجاب محمد ما إن رأى اسم رفيع ليتساءل رفيع فورا عن حال ابنة عمه ، يخبره محمد ألا جديد لازالت بالغيبوبة .
يشعر رفيع بالحرج لكنه مضطر لاخباره .
يحمحم رفيع : أنى لازمن اخبرك يا واد عمى وانت تصرف حالك . بوى كان رايد يچوز رحمة ل راچى واد عمى
انتفض محمد واقفا ليكمل رفيع : وانى اضطريت وجتها أخبره عن طلبك .
محمد بلهفة : ووافق عليا ؟؟
رفيع : لا وافج ولا رفض ، بس عاوز يشوفك
يتنهد محمد براحة : طيب يا رفيع أنا هرتب امورى واكون عندكم فى اقرب وقت
أنهى محمد المكالمة وهو فى حيرة من أمره ، كيف يطلب من والده الذى أصبحت إقامته الدائمة بالمشفى أن يترك ابنة أخيه ؟ وكيف يمكنه هو أن يشعر بفرحة القرب من حبيبته وابنة عمه تصارع الموت ؟ وكيف يمكنه رفض مقابلة والدها ؟
لم يجد أمامه سوى حل واحد . أن يستعين بخاله فهو على دراية اكثر منه ، كما أنه الصديق المقرب لوالده وعمه أيضا . سيعلم كيف يتصرف وسيخبره بما عليه فعله .
*****************
أذن المؤذن لصلاة المغرب ليجتمع حشد من المصلين الذين يصرون أن يكون مظهر إمام الصلاة ، يستجيب لهم مدعيا الحرج .
بينما يأتى ماهر محثا خطاه ليدخل الزاوية فى اخر وقت ليقف بنهاية الصفوف .
انتهت الصلاة فيتهافت الناس لمصافحة مظهر ، ذلك الرجل الكريم الذى سرعان ما وضعوه بمقام يرتفع عنهم يوما بعد يوم.
ينهض ماهر ايضا ليصافحه ويشكره هو وتلك المجموعة التى عادته وانقذته ، فلولا تلك الثمرات التى قدمت إليه لكان الأن فاقدا وعيه مقتربا من الموت .
يبتسم الجميع لدى رؤية ماهر رغم ما يبدو عليه من إعياء . ويقبلون عليه كما يقبل عليهم .
فيقول أحدهم : ازيك دلوقتى ؟
ماهر : الحمدلله الله يكرمك
ويقول اخر : ارتاح فى البيت أنت لسه تعبان
ماهر : قلت اصلى جماعة وارجع علطول
يمد يده مصافحا مظهر : تقبل الله يا مولانا
يربت مظهر على كفه : منا ومنكم يا ولدى .
يجذب يده ليجلس ويبدأ مظهر فى إلقاء درس عن التراحم بين الناس وأهميته فى خلق جو من الألفة الاجتماعية ودوره فى تماسك المجتمع الإسلامي .
ينتهى مظهر لينهض الجميع بينما يجذب ماهر : خليك صلى العشاء بالمرة وانت اهنه
يجلس ماهر مسرعا : معاك حق يا مولانا .
ينتهز مظهر هذه الفرصة وقد خلت الزاوية من المصلين ليبدأ يتحدث إلى ماهر ويتساءل عن حياته ليقارن بين ما يقوله وبين المعلومات التى جاء بها شاهين . ليكتشف مدى صدق الفتى من عدمه ، فيجده صادقا في كل كلمة . بل ويبدو عليه التأثر الشديد وتدمع عيناه لدى ذكر صديقه الذى لقى حتفه على ظهر تلك المركب التى راح ضحيتها العشرات من الشباب فيكون قاع البحر مستقرهم .
ربت مظهر على ظهره بحنان : وحد الله يا ولدى ، عمره وموته مكتوبة له .
يرفع ماهر وجهه وعينيه الدامعتين : الدنيا اتقفلت فى وشى يا مولانا ، مفيش باب وماخبطتش عليه . كل البيبان مقفلة .
مظهر : كيف تجول إكده ؟ ربنا بابه مايتجفلش واصل .
ماهر : ونعم بالله
مظهر : ليه ماتجولش إن ربنا بيردك ليه ؟ وانك كنت ماشى فى طريج مش طريجك !
يخرج مظهر المال الذى جمعه اهل الحارة لمساعدة ماهر ويقدمه له بود : يا ولدى المبلغ ده من أهل الحارة . لأچل يساعدك على ما تجف على رچليك
تدمع عينا ماهر : دى اخرتها هاخد صدقة من الناس .
مظهر : مين جال إكدة يا ولدى ؟ أنى خابر كل واحد عطانى إيه. ولما يبجى فى ظرف عند حد منيهم هخبرك ترد له چميله .
بدا عدم الإقتناع على وجه ماهر لكن مظهر لم يمنحه فرصة للرفض وهو يضع المال يجيبه.
ثم أخرج رزمة مالية بمبلغ قد يكون ثلاثة أضعاف الأول : والمبلغ البسيط ده منى أنى .
تتسع عينا ماهر لدى رؤية رزمة المال وأسرع يدفع يد مظهر : لا يا مولانا ، مااقدرش أقبل مبلغ زى ده ابدا .
مظهر بإصرار : لاه لازمن تاخده وده هدية منى ليك . إحنا طلعنا چيران وده حجك علي
يحاول ماهر أن يرفض ويزيد إصرار مظهر حتى قبل ماهر المبلغ فى نهاية الأمر
********************
أوقف طرق الباب مشاكسات ليليان وريان التى لا تنتهى إلا كما تريد هى عادة ، لتتوجه غالية وابنتها للداخل بينما يفتح ريان الباب ليجد محمد .
أدخله ورحب به ليتساءل فورا : ريان خالى صاحى ؟أنا عاوزه ضروري
ريان بقلق : خير يا محمد . چودى بخير .
محمد : الحمدلله بخير. بس انا عاوزه فى موضوع خاص وإذا ممكن طنط غالية تكون موجودة .
توجس ريان من إضطراب محمد لكنه أسرع للداخل ليخبر والديه برغبته فى لقائهما
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشرف)