روايات

رواية ضربات ترجيح الفصل الرابع 4 بقلم دينا ابراهيم & زيزي محمد

رواية ضربات ترجيح الفصل الرابع 4 بقلم دينا ابراهيم & زيزي محمد

رواية ضربات ترجيح البارت الرابع

رواية ضربات ترجيح الجزء الرابع

رواية ضربات ترجيح
رواية ضربات ترجيح

رواية ضربات ترجيح الحلقة الرابعة

تلوت “مادونا” في فراشها لا تزال تائهة فيما حدث بينهما فرغم أنهم كانا كالقط والفأر لا يطيق أحدهما الأخر طوال الطريق إلا إنه أصر على الهبوط معها وتوصيلها حتى أسفل بيتها.
لن تنكر أنها تعجبت من إصرار “ليدو” على إيصالها بدلًا منه والتي تزداد تصرفاته غرابة يومًا بعد يوم ولكن “مزيكا” تحجج بتأخر الوقت وأن عليهم إكمال دور الشهامة إيصال الفتاة الأخرى.
كما إنه عزز موقفه بأن منزل عائلته قريب من هنا وأنه سيغادر إليهما بعد إيصالها إلى بيتها، ورغم رفضها لعرض كلاهما إلا إنه تجاهلها وتحرك مشيرًا لها باتباعه مبررًا بأن الوقت قد تأخر ولا يجب على فتاة مثلها العودة للمنزل وحيدة بهذا الوقت حتى لو كانت همجية وشرسة مثلها.
ابتسمت لنفسها متذكرة كيف رمت باتهاماتها في وجهه دون خجل:

-طبعا محدش ينفع يتحرش بيا لكن أنت عادي تشم في شعري، حلال ليك وحرام ليهم.

-لا مش حلال، بس أنا انسان والانسان ضعيف قدام العطور الحلوة وبعدين مالك محموقة للمتحرشين أوي كده هما ولاد خالتك، ما تحمدي ربنا إني هوصلك وأنتي ساكته.
نظرت وقتها بعيدًا عنه وهي تتخذ خطوات سريعة كي لا يكتشف لون الخجل المسيطر عليها.
ضحكت وهي تعود للواقع لتغطي وجهها بكفيها متمتمه:

-مجنون وهيجنني معاه، يعني أكرهه ازاي دلوقتي!
تنهدت بثقل فبالرغم من سخافتها معه إلا أنه أصر على إيصالها بإصرار انبثق من خلال كلماته التي عبرت عن مدى شهامته ورجولته معها، حاولت إنهاء تدفق ذكرياتها معه وقررت الخلود إلى النوم فالأيام القادمة ستطلب منها تركيز كبير خاصة مع اقتراب مباراة قبل النهائي.

*****

 

 

 

 

جاء يوم المباراة سريعًا دون أحداث تذكر بين الطرفين فكلًا منهما صب تركيزه على عمله، تحركت “مادونا” خلف الخط الاعلاني الفاصل بينها وبين أرضية المباراة تسلط عدسة آلة التصوير نحو اللاعبين في أمل تسديد أي منهم هدف وتحسم تلك المباراة لصالح “لورانس” لقد غزا التوتر قلبها المضطرب، وشعرت بعدم التوفيق يحالف فريقها الذي يبدو أنه يعاني من أمر ما اليوم.
ارتفعت أصوات الجماهير تساند “لورانس العرب” بروح وحماسة وأمل بالفوز الذي كاد يقترب منهم في ظل انخفاض القوة البدنية للاعبين الفريق المنافس.
زفرت “مادونا” بقلق عارم وعينيها تحوم نحو دقائق المباراة في الشاشة الكبيرة المعلقة فوق المدرجات، فخرجت أنفاسها ثقيلة، هاتفة بتمني وصوت أشبه بالبكاء:
-يلا مبقاش في وقت، جول واحد واحسموها.
شجعها زميلها وهو يركز عدسته على أحد اللاعبين والحماس يقفز من حروفه:
-إن شاء الله يا مادونا هنكسب، فرحتنا هتكمل ونوصل لنهائي البطولة.
همست بصوت خافت وهي تخرج تنهيدة من جوفها الملتهب بالخوف من الهزيمة:

-ياااارب يا كريم.

-اهو شوفتي الكورة مع مزيكا.

حولت عينيها سريعًا نحوه وتابعته وهو يمرر الكرة من بين اللاعبين بمهارة قوية، فابتسمت برقة لثقته بنفسه وحماسه الاندفاعي نحو المرمى، تدلت منها نظرة إعجاب لطريقته في اللعب، معترفة بداخلها بأنه لاعب رائع وإن عودته ستضيف الكثير للنادي، ولكن ما مرت به من ذكريات مؤلمة وخاصةً مرض والدها مثلت جدار منيع في تقبلها لعودته، انتبهت على صوت “كريم” وهو يصيح بإعجاب:

-مزيكا فعلاً، شوفتي يا مادونا رقص الكورة ازاي، هو ناقصه بس التوفيق.

ابتلعت ريقها وتمتمت بهدوء:

-ان شاء الله هيجيب جول، كريم انتمثبت الكاميرا أنت عايز تجلطني ده بث للقناة ركز يا كريم ما تتعبنيش.

-الله يا ريسه مش أنتي قولتي ثبتها على المرمى!

-يا كريم الله يكرمك شغل مخك معايا.

 

 

 

 

-لا بقولك أيه أنتي عارفة طبعي يمين يمين شمال شمال، بلاش ترهقيني قوليلي أعمل أيه وهعمله.

كادت تصرخ من شدة الغيظ لكنها تجاهلته بعد أن ألقت عليه بعض التعليمات وعادت لأجواء المباراة مرة أخرى وهذه المرة تركت آلة التصوير جانبًا وبدأت تتفاعل مع تمريرات اللاعبين الموفقة وغير الموفقة، وحين تقدم “ليدو” بالكرة من منتصف الملعب مراوغًا من أمامه، ركض “عمرو” بأقصى سرعته وتمركز في منطقة الجزاء كي يستقبلها منه، حتى أنه أشار بيده لـ” ليدو” كي يمرر الكرة له، ولكنه قُبل بالتجاهل واستحوذ ليدو على الكرة بكل أنانية ممررٍ إيها بكل اندفاعية نحو المرمى فاصطدمت بيد الحارس ومجددًا ضاعت فرصة أخرى للفوز أمام الجماهير التي ظهرت عليها الاستياء من تصرفه وتحديدًا “مادونا” التي صرخت من وسط الهتافات قائلة بغيظ:

-ما هو قالك هاتها، كنت اديهاله يا أخي، اديهاله وخلصنا.

التقط “عمرو” بعض الصراخات الأنثوية القادمة من خلف الخط الاعلاني، فرفع رأسه بعد أن تملكه اليأس والضيق من تصرف” ليدو” الأناني، ووقعت عيناه عليها وهي تشير بعصبية نحوهما ويبدو أنها استاءت من تصرفه هي الأخرى.
مرت لحظة سريعة بينهما قبل أن يتحرك معيدً تركيزه فوق الكرة ويغرق في عالمه، لكنها تشفت مشاعر اليأس والإرهاق في تلك اللحظة ليتملكها شعور بالشفقة نحوه، فعلى ما يبدو ان الاعتراضات لم تقتصر على المشجعين وعلى ما يبدو أن بعض اللاعبين لا يزالوا يحملون الضغينة ضده في قلوبهم.
دعت الله في سرها بأن تمر المباراة على خير، فأن تفرقت روح الفريق ستنتهي بهزيمة ساحقة لهم وتحطم طموح النادي والمشجعين وعلى رأسهم والدها المسكين الذي لن يتحمل خسارة أخرى.
تقدمت الدقائق أكثر وارتفعت وتيرة القلق على آخرها، حتى هتافات الجماهير بدأت تنخفض تدريجيًا ويتملكهم أجواء الرعب، حتى آتت تلك اللحظة المنتظرة فبلمح البصر حصل “لورانس العرب” على ضربة ركنية كانت بداية النهاية، حيث استطاع لوكه تمرير الكرة إلى “عمرو” المتمركز أمام المرمى والتي ما أن لامست الكرة قدمه اليسرى حتى دفعها بكل قوته مسددًا هدف قوي في شباك الخصم.
ارتفعت أصوات الجماهير بصياح رهيب بينما ركض هو باعتيادية وسعادة تجاه الكاميرات ومن خلفه اللاعبين معبرًا عن سعادته، فتناست هي صرخاتها الفرحةٌ وأسرعت باحتضان كاميراتها كي تنجح في التقاط صور له في ظل سعادتها به وبفوز النادي المستحق.
زاد طعم الأمل مع اقتراب النهاية، متمنية الفوز فاللاعبين بذلوا الكثير من الجهد ويستحقون هذا الفوز رغم عدم التناغم بينهم منذ بداية المباراة حتى تسديد الهدف، ولكنهم في النهاية أثبتوا أنهم فريق عظيم يستحق المتابعة.
عادت المباراة مرة أخرى، وازداد حماس اللاعبين تلك المرة أملين في تحقيق فوز أكبر وضمان فوزهم وألا يتركوا أي فرصة للفريق الأخر في التعادل أو اقتناص الفوز منهم، وبالفعل ارتفعت أصوت الجماهير بالعبارات التشجيعية متمنين مرور الدقائق الباقية سريعًا، لكن هذا الحماس توقف لحظات بعدما صاح عم “سيد” بحماس للجالسين بجانبه:

-بصوا الواد حسن رجله تتلف في حرير، العب يلا وحطها جول، هووبا…هوبـ

انقطعت جملته حين سقط اللاعب متأثرًا بإصابة بالغة أثناء المباراة، فاندفعت بعض الجماهير تنظر له بقهر وذهول:

-الراجل وقع يا عم سيد، أحسن خط وسط في النادي اتصاب يا عم سيد.

-ده السم في اللسان يا جدع.

-حرام عليك يا عم سيد.

 

 

 

تلعثم الرجل بوجه أحمر وهتف بابتسامة مهتزة وسط كل تلك العبارات:

-ان شاء الله هتبقى إصابة خفيفة، الحكم طلعه برا أهو.

وبالفعل استمرت المباراة وعاد اللاعبين للعب حتى أخر دقيقة، وكاد الفريق يعزز فوزه بهدف أخر في أخر دقيقة لكن “مزيكا” أهدر الفرصة حين قرر معاملة ليدو بنفس طريقته الطفولية متجاهلًا نداءه في الملعب وسددها طامعًا في إحراز الهدف ولكنها اصطدمت بقدم الحارس.
واتبعتها هجمة مرتدة من الفريق المنافس أحبطها حارس لورانس لتعلو بعدها صافرة حكم المباراة معلنًا فوز “لورانس العرب” والذي تأهل لنهائي البطولة أخيرًا.

******

تنقل اللاعبون داخل حجرة الملابس التي خيم عليها القلق والاضطراب، فرغم فوزهم في أخر دقيقة إلا أن المدرب لن يتركهم دون خطاب تهذيبي يوبخهم على أدائهم المرتبك خاصة ليدو ومزيكا وأتباعهم للأداء الفردي التنافسي بدلًا من التمسك بروح الفريق.
وبالفعل أندفع المدرب بوجه واجم وعيون تستشيط من الغضب بعد اجتماعه ببعض أفراد الإدارة بالخارج المعترضين على التشتُت والاستعراض الفردي الذي لاح لهم من فريق محترف كفريهم.
أرتدى “مزيكا” قميصه الرياضي ووقف يستمع بتأني وغيظ لكلمات المدرب التي لم يخص بها أحدهم ولكن نظراته القاتلة التي تتحول بينه وبين ليدو أظهرت غضبه الشديد عليهما.

-اعملوا حسابكم اللي حصل ده مش مسموح بيه ومش هيتكرر ابدًا، شغل الأنانية ده مش في فريقي.

حاول بعض الأفراد التعليق فأوقفهم المدرب مؤكدًا في عصبية:

-من هنا ورايح مفيش تساهل أو دلع أحنا داخلين نهائي بطولة مش بنلعب على الترعة!

حرك أصبعه في الهواء مهددًا الصامتين داخل الجحرة بينما يستكمل حديثه الحاد:

-ويكون في علمكم المعسكر المغلق هيتم في أسرع وقت ولحد ما يبتدي اللي هيتأخر أو يفكر بس يعتذر عن التدريب يا ويله مني، أنا هعلمكم الكورة من اول لجديد لحد ما تفوقوا وتفهموا يعني أيه فريق!

خرج المدرب ما أن انتهى حديثة حانقًا عليهم بينما تبادل اللاعبون نظرات غاضبة حاقدة على ليدو ومزيكا لعنادهما داخل الملعب الذي جاء فوق رؤوسهم وسرق فرحة الانتصار منهم وبدلًا من المكافئة يتلقون ما يشبه العقاب.

-مش عارف كان مالك أنت وهو انهارده.

 

 

 

 

تشجع أحد اللاعبين موجهًا حديثه نحو ليدو الذي أغلق خزانته وهتف في وقاحة:

-محدش يتكلم معايا، كلموه هو.

قالها بصراحة مشيرًا نحو مزيكا الذي انتهى من ربط حذائه الرياضي ثم اتخذ خطوات عنيفة إلى الخارج وهو يحمل حقيبته.
فمال لوكه نحو مزيكا يهدئه:

-ما تشغلش بالك بيه هو هيموت منك عشان مادونا من يوم الحفلة اتغيرت وكل ما حد يجيب سيرتك وشها يحمر وحاسس أنك سارق انتباهها وهتاخدها منه.

كتم “مزيكا” غيظه لا يدري أي مشاعر تثير غضبه أكثر طفولية أفعال ليدو أم الحاحه في الوصول إلى تلك الغافلة عن نواياه، في النهاية تعكر صفوه نهائيًا ووجد نفسه يتبع خطوات ليدو إلى الخارج قاصدًا تخطيه كي يرمي كلماته اللاذعة:

-لما تبقى قادر تتكلم معايا أنت الأول، أبقى قولهم يكلموني.

مد “ليدو” ذراعه يمسك ملابس “مزيكا” كي يوقف تقدمه لكن الأخر نزع مخالبه عنه والتفت بكل عدائية يواجهه منتظرًا خطوته التالية فابتسم “ليدو” ساخرًا:

-الكلام يبقى مع حد بيفهم لكن أنت ميؤؤس منك.

ارتفع جانب وجهه “مزيكا” في ابتسامة مستهزئة قائلًا بصوتٍ منخفض:

-أنت متكاد مني أوي ليه كده، هو مش الكيد للنسا بردو؟

-أنا هتكاد من واحد زيك عامل زي الترانزيستوا لا طايل سما ولا أرض ولا عنده غالي.

-باين طبعًا عشان كده هتموت مني في الملعب وخايف رجلي تلمس الكورة، ولا يكونش اللي في بالي صحيح؟

سأل في نهاية حديثة بكل ما يملكه من مُكر وهو يدعي التفكير ثم أخبره:

-ولا عشان واكل الجو منك وواخد عقل حبيبة القلب؟

 

 

 

 

اندفع “ليدو” يجذبه من ياقته باصقًا كلماته الحاقدة:

-أنا مش بحب حد، ومفيش واحدة جت تحت إيدي وعصلجت معايا وأنا فاهم ألاعيبك دي كويس ولو على مادونا فخلاص ناقصبها غلوة وتبقى ملكي!

مالت ابتسامة مزيكا المستفزة ما بين السخرية والاشمئزاز يحاول كبت غضب غير مبرر له عندما خص “مادونا” إليه، لكنه أكتفى بدفعه عنه بحده جعلته يتحرك خطوتين بعيدًا عنه مؤكدًا:

-العبرة في النهاية يا كابتن.

وبذلك عدل حقيبته واتجه إلى الخارج وداخله يغلي بشتى المشاعر.

*****

غادر “عمرو” وعلامات الاستياء على وجهه بعد أن تلقى توبيخًا لاذعًا على يد المدرب ورغم إحرازه هدف الفوز إلا أن مشاعره تلونت بالحنق الشديد لما يمر الجميع به من تعاسة حتى بعد فوزهم.
لكنه تفاجئ من تدخل “مادونا” التي وقفت أمامه تنظر له بعينيها اللامعة بوميض غريب، وقبل أن تتحدث شن هجوم سافر عليها بكلماته الحادة فاقدًا أعصابه لأنها سبب صراع نفسي وجسدي مع زميله دون مبرر قوي منه لهذا التحدي والعناد:

-بقولك إيه لو جاية تقوليلي كلمة تضايقني وفريها لنفسك.

رمشت بأهدابها عدة مرات وقد خالط هدوء الصدمة والتعجب تقاسيم وجهها، فردت بنبرة مرتبكة عكس توقعاته المتنبئة بشراستها المعتادة:

-بالعكس أنا جاية اقولك ألف مبروك على الفوز وهدفك كان جميل.

ضم شفتيه لبرهة وهو يتابع عيونها المُسبلة تزداد في حزنها، وشعر بضيق وغضب على الذات من اندفاعه الدائم طوال الوقت ودون تفكير، موبخًا نفسه بضرورة التريث قليلاً قبل أن يهتف بكلمات في غير محلها، لكنه حمحم بخشونة مردفًا:

-أنا أسف على السخافة دي، الصراحة يعني مكنتش متوقع إنك تيجي وتباركيلي مخصوص.

مطت شفتيها لا يزال الندم يلوح أمام عينيها لأنها تركت مشاعرها الحمقاء تهدم جدران مقاومتها له، ثم ردت ببرود امتهنته ببراعة:

-لا أنا جيت أبارك لكل اللعيبة وباركتلك بالمرة.

 

 

 

 

ضيق عينيه الماكرة وسألها ممازحًا:

-ده أنا أحمد ربي إني من اللعيبة لأن….

صمت حين لمح “ليدو” بطرف عينيه وكان يعلم أنه موجود خلفه منذ زمن فأصر على مواصلة الحديث معها حتى يزيد من اشعال غضب الوقح ليدو.
-أيه؟

تساءلت وقد ثار فضولها لصمته، فتعمد “عمرو” رمي كلماته التي أثارت الدهشة والخجل على وجه “مادونا” وأشعلت الغضب في عيون المتلصص بهما:

-لأني مش سهل أشوف عيون زي عيونك اللي مقابلتش زيها في حياتي وهي بتلمع بالفرحة والسعادة.

للحظة نست كيف تتنفس وتدفقت الدماء لوجنتيها ولونتها باللون الأحمر لا تصدق جرأته في الحديث عن عينيها وملاحظته لتفاصيلها، فهي تعلم أن عيونها غريبة وفريدة من نوعها وكسرة جفونها المرتخية للأسفل دومًا تظهرها كلوحة حزينة خالية من الألوان، لكنه نجح في العبث بتلك اللوحة وتلوينها بكلمات غزله.
علت أصوات بعض اللاعبين، فانتفضت مرتعبة ثم ردت تتذمر بحنق زائف:

-لا بقولك إيه مش علشان جيت وباركت تتعدى حدودك أنا قولتلك قبل كده ممكن ازعلك.

اتسعت ابتسامته الحماقة بينما يراقب التوتر وارتعاشه أصابعها وهي تلوح بيدها مدركًا تأثيره عليها حتى لو للحظات بسيطة فشعر بفرحة داخليه توازي سعادته بهدفه اليوم فاستطرد يزيد من هجومه على مشاعرها وهو يرمقها بنظرات عابثة عن قصد:

-طب يرضيكي تزعليني وأنا جبت جول يا ظالمة.

– لا أنت مش طبيعي، بجد أنت مش طبيعي، أنت بتكلميني كأننا… كأننا زي ما نكون أخوات مثلًا.

-استغفر الله العظيم يا رب، أنا مستحيل أكلم أختي كده، ما تقلقيش أحنا عمرنا ما هنكون أخوات.

هزت رأسها بيأس من غزله الوقح المشابه له، لكنها تحركت صوب نهاية الممر تبتعد عنه في محاولة منها للسيطرة على أحاسيسها التي تحركت من معقل الجمود وتهدد بالانفلات فخطورة هذا الرجل خارج الملعب أخطر من خطورته داخله.

بينما وقف “عمرو” يتابعها بابتسامة كبيرة حتى اختفت، التقط نظرات “ليدو” الذي تناسى وجوده تمامًا مع انغماسه في سحر عينيها، لكنه رمقه بتشفي متجاهلاً نظراته الهجومية القاتلة نحوه، وقد تأكد من نجاحه في تسديد ضربة قاسية له هزت من ثقته بنفسه.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ضربات ترجيح)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى