رواية الأميرة والمغترب الفصل الخامس والخمسون 55 بقلم آلاء اسماعيل البشري
رواية الأميرة والمغترب الجزء الخامس والخمسون
رواية الأميرة والمغترب البارت الخامس والخمسون
رواية الأميرة والمغترب الحلقة الخامسة والخمسون
خرج من الغرفة لا يكاد يرى شيئا امامه
كانت أم أحمد تضع السفرة و ما أن رأته و هو في تلك الحال حتى توجهت نحوه بخطى واهنة
-طمنني يا ابني البنت اتكلمت ؟؟
قال بضيق خفي : ايوة يا خالتي ..اتكلمت 😔
ثم همس في سره: و يا ريتها ما اتكلمت
-طب الحمد لله… اومال مالك يا ابني ؟
لم يستطع الكلام ..كيف سيقول لها انها رفضته
-مفيش يا خالتي انا طالع اوضتي ارتاح
-مش هتتغدى؟
-لا مليش نفس كلو انتو بالهناء و الشفاء
شعرت بضيقه و نظرت لطيفه بحزن بينما يصعد تلك السلالم بصعوبة: يا ترى اي اللي حصل يا ابني ؟!
ثم نظرت الى غرفتها و قالت ,: بيقول اتكلمت …و مع كدة مقهور للدرجة دي ! يبقى أكيد ماكنش الكلام اللي قلبه كان عاوز يسمعه
تنهدت بعمق ثم توجهت نحو غرفتها
طرقت طرقا خفيفا قبل أن تدخل
تمالكت فيها أميرة اعصابها و حاولت أن تظهر بمظهر القوة
فمسحت دمعها و تجلدت بسرعة البرق
تقدمت ام أحمد نحوها بهدوء تطالع ملامح وجهها بإمعان
-مساء الخير يا بنتي ..البيه قال انك اتكلمتي..الحمد لله على سلامتك
أميرة بتحفظ: الله يسلمك
-انا عرفت نفسي امبارح و اتكلمت كثير بس خليني اعرفك عليا ثاني …أنا خالتك ام أحمد
-تشرفنا يا خالتي …انا أميرة 😔
-عاشت الاسامي …بقولك ايه يا بنتي…الغدا جاهز اجيبلك هنا و لا تحبي تطلعي برة و نتغدى انا و انتي سوا 🙂
أميرة بحزن تحاول اخفاءه : لا يا خالتي مليش نفس..شكرا
-هو ايه اللي ملكيش نفس .. انتي عيانة و لازم تاكلي كويس عشان ترمي عظمك ..انا عملت شربة فراخ هتعجبك اوي
-معلش يا خالتي سيبيني براحتي لما أحب اكل هأقولك 😔
لاحظت ضيقها الذي تحاول أن تخفيه جاهدة
وحاولت أن تتصرف بعفوية لإخراجها منه: بصي يا بنتي احنا هنا في غربة و ما لناش غير بعضنا ..يا ريت تعتبريني أمك و ما تتكسفيش مني ….و لو مش بتحبي شربة الفراخ و في نفسك حاجة تانية انا هأقدر أعملهالك مش هأتاخر
احبت أميرة سماحة العجوز و طيبتها مع انها لا تعرفها سوى منذ يوم و هاهي ذي تعرض عليها ان تكون أما لها فابتسمت بحب و قالت
-انتي طيبة اوي يا خالتي ام أحمد …ربنا يخليكي …انا بحب شربة الفراخ بس و الله آسفة مش قادرة اكل دلوقت
بادلتها أم أحمد بإبتسامة: الناس الطيبة بتعرف بعضها يا بنتي ..و براحتك خالص مش هأغصب عليكي ☺️
ثم اردفت بمرح
طب احنا هنعمل اتفاق …من بكرة انتي اللي هتقولي لي الأكل اللي بتحبيه و انا اعملهولك عشان ما تفضليش على لحم بطنك كدة ..ايه رأيك ؟؟ 😊
تبدلت ملامح أميرة للضيق ثانية ما أن ذكرت الغد امامها و قالت بإبتسامة تخفي وراءها حزن عميق
-يا ريت كنت اقدر …لإني ما لحقتش اتعرف عليكي كويس و لا اشبع من حنيتك يا ست يا طيبة 😌
ام أحمد بتساؤل : ليه بتقولي كدة يا بنتي ؟؟ 🤨
أميرة بنفس الإبتسامة الحزينة: لإني مسافرة بكرة يا خالتي
نظرت ام أحمد الى رجلها المجبسة و فالت بدهشة : مسافرة !! مسافرة ازاي و انتي في الوضع ده و بعدين هتروحي فين ؟اللي سمعته انك ملكيش مكان تروحي عليه
-لا يا أم أحمد … انا عندي خالتي في مونتريال
قالتها أميرة بإنكسار
فهمت ام أحمد أن هناك امر ما …من المؤكد أنها لم تتقبل الفكرة اذن …رفضت البقاء ..لكن لماذا ؟!
-طيب يا بنتي ربنا ييسرلك أمورك و يسترها معاكي ..طب لو جعتي امانة اندهي عليا انا اوضتي جنبك..عن اذنك
-اتفضلي يا خالتي
خرجت من الغرفة و هي تهمس : كدة انا عرفت ايه اللي مضايقك يا ابني ..و بعدين معاكم انتو الإثنين شكلكم اعند من بعض !
كانت تهم برفع السفرة حين رأته ينزل السلالم مسرعا و هو يتكلم عبر الهاتف بتذمر
-قلتلك ما اقدرش يا منذر …إتصرف انت يا اخي 😕
-بس يا بيه انا واقف على أشغال الصيانة اللي في المصنع ما اقدرش اسافر اونتاريو و اسيبهم!😰
-مادام ما تقدرش تسافر يبقى إتصل بريتشارد هناك و خليه يعاين هو البضاعة و يبعثلك الصور…
-بس يا بيه ..
-نفذ اللي قلتلك عليه يا منذر انا مش فاضي دلوقت
اقفل الخط و هو يهمس بضيق : انا في ايه ولا ف ايه بس ! قال اسافر اونتاريو قال
-خير يا بني ؟ 🤔
انتبه لوجودها أخيرا فتنهد بعمق و قال : مفيش يا ام أحمد …دي شوية مشاكل في الشغل ..
-طب انت طالع تاني ولا ايه ؟
ياسين : لا مش طالع .. انا بس كنت عاوز اقعد في الجنينة أشم هواء نظيف حاسس جو الاوضة خنقني
أم احمد : طب تسمحلي ! عاوزة اتكلم معاك في موضوع
ياسين بإستسلام : اتفضلي
خرجا الى الحديقة الخلفية و جلس ياسين ينظر الى تلك الورود بشرود لبعض الوقت ثم انتبه حين بدأت أحمد في الكلام و هي تلمس تلك الورود بعناية
-فعلا هواء الجنينة بيرد الروح و منظرها بيشفي القلب العليل..خصوصا الورد ..حلو اوي …ربنا يباركلك فيها يا ابني
ياسين بشرود -ده بفضل وزير …انا معرفش حاجة عن الورد ولا الزرع .هو اللي مهندس الجنينة و لولاه مكانتش هتبقى جنة كدة ..
أمسكت وردة رائعة و اعطته إياها و هي تقول بمكر
-يعني قصدك لو غاب وزير هتسيب الجمال ده كله يذبل ؟؟
-هو هيغيب فين يعني ؟ ماهو ساكن هنا و مش بينزل مصر الا كل فين و فين
فكرت قليلا ثم قالت بتذكر
-وزير ده ابن الجنايني محروس مش كدة ؟
-ايوة هو
-افتكرته …الله يرحمه كان بيشتغل بحب و بيعامل الورد و الزرع و الشجر على انهم ولاده….و مع كدة ابوك الله يرحمه مكانش معتمد عليه زيك كدة …كان بيعرف يهتم بجنينته بنفسه …مش في اجازة الصيف كان بيدي محروس شهر يروح يزور اهله في مصر؟
ياسين بتساؤل -ايوة
-طب مين كان يهتم بيها في غيابه؟
-بابا الله يرحمه …كان بيهتم بيها بنفسه
-طب و بعد ما مات محروس الله يرحمه مين كان بيهتم بيها ؟؟
-كمان بابا فضل يهتم بيها لحد ما وزير سقط ثانوية عامة و اشتغل هو جنايني بدل ابوه
-بالضبط كدة يا ابني….يعني صحيح وزير بيعرف شغله و بيهتم بالجنينة كويس ..بس ده من باب الواجب مش الحب …هو بيقبض مرتبه من الاهتمام ده….بس الجنينة باللي فيها بتاعك انت ..يعني مسؤولة منك انت و محدش هيقدر يحبها اكثر منك أو يهتم بيها اكثر منك
فكر في كلامها وفهم تقريبا ماكانت ترمي اليه لكنه لم يعلق
بينما امسكت ام أحمد بخاخ مياه كان بالجوار و راحت تطلق رذاذا من الماء على تلك الورود و هي تقول :
-الوردة من دول مع انها مش بتنطق بس ابوك كان بيفهمها و يعرف هي عايزة ايه و امتى …ده اللي كان مخلي الجنينة بتاعتكم طول السنة مفتحة و ريحتها حلوة و شكلها يشرح القلب حتى لما محروس ميكونش موجود و ده اللي كان بيخلي كل الناس حاسدة ابوك عليها …الله يرحمهم جميعا
علم مغزى كلامها وفهم ما الذي تحاول الوصول إليه
فقال بتساؤل
-قلتيلي محتاجاني في موضوع ؟ خير يا خالتي ؟!
أم احمد : انت اللي محتاجلي يا ابني .. مش انا
اطرق ياسين برأسه و لم يعقب ..
صمتا لبعض الوقت ثم اردفت أم احمد:
ياسين يا ابني أهلك الله يرحمهم افضالهم كانت مغرقانا
محمود بيه صان عشرة الجيرة زمان و بعث اقامة لعمك سليمان الله يرحمه و وظفه عنده و كمان بناله البيت اللي حيلتنا …و الست الهام مكانتش مقصرة معايا في حاجة أكل و لبس و مدرسة لأحمد ، ألف رحمة و نور تنزل على تربتهم جميعا بجاه النبي محمد عليه افضل الصلاة و السلام و ببركة يوم الجمعة ده ..
-عليه افضل الصلاة و السلام …امين يا رب
فأكملت ام أحمد : و انت و أحمد اتربيتوا سوا و ياما لعبتو في المصنع سوا و كنت انت و خالد زي اخواته الكبار بالضبط …يعني انا معتبراك ابني التاني
ياسين بصدق: عارف يا خالتي …
-يبقى بلاش تتكسف مني …و قل لي بصراحة اللي شاغل بالك يمكن اقدر اساعدك باللي اقدر عليه
ياسين بإرتباك: مفيش يا خالتي ..كل الموضوع اني مضغوط شوية …ما انتي شايفة اللي بيحصل 😥
-رفضت مش كدة؟؟
تنهد بحزن و لم يجد بدا من إخفاء الأمر و هي محقة ..هو بأمس الحاجة لمن يبوح له و لو بالقليل من ألمه ..فكل ما مر به في حياته في كفة …و ما يحدث له الآن في كفة اخرى … لم يكن ضعيفا أبدا لهذه الدرجة … لكنه الخوف من فقدانها …جعله حقا عاجزا عن التفكير
-ايوة 😔 .. و مش بس كدة …دي طلبت الطلاق كمان 😓
-ليه …ايه اللي حصل؟؟
صمت قليلا ثم فجر البركان الموجود بداخله
مش عارف ازاي دخل الموضوع في بعضه فجأة لقيتها اتضايقت اوي و لقيت نفسي من لخمتي باحاول ابررلها بأي كلام
قلتلها اني كنت مضطر لكدة و إلا مكنتش هأقدر انقذها و اني وعدت القنصل لو مكانتش موافقة هآخذها لحد عنده و نتطلق 😓..
أم احمد : و طبعا اول ما قلت كدة قالتلك انها مش موافقة و طلبت الطلاق
ياسين بضيق: ايوة و طلبت ارجعها عند خالتها …مع ان خالتها دي بلغت عنها و كانت هتدخلها السجن و رمتها في الشارع …و انا اللي عملت كل ده عشانها …ليه ! ليه بس انا مش فاهم 😮💨
وضعت أم احمد يدها على كتفه بمواساة و قالت بهدوء : غلطان يا ابني … مكانش لازم تحسسها انك انجبرت على حاجة معاها … أي وحدة مكانها عندها كبرياء و عزة نفس مكانتش عزة نفسها هتسمحلها توافق و هي حاسة ان الظروف أجبرتك تتجوزها غصب عنك
ياسين بإندفاع :
-بس انا مكنتش مجبور انا …. ب…
انتبه لنفسه فأخفض صوته و اشاح بوجهه بإحراج :
احم …على فكرة هي طلبت مني أخذها بكرة الصبح
فكرت أم أحمد ثم قالت : بس انت مشغول يا ابني ! 🙄
ياسين بدهشة: مشغول ازاي ؟
– انت هتسافر تشوف مصالحك ..لإن منذر مش هيقدر يسافر.. يعني مش هتبقى فاضي اليومين دول …هي هتضطر تستناك بقى لحد ما ترجع 🙄
-بس انا قلت لمنذر يكلم …
-ما انت مش هتسيب حالك و مالك و تقعد في البيت مش كدة؟
ياسين بتساؤل: طب …و لو سألتك عني هتقو…. !
قاطعته أم أحمد بإبتسامة غامضة: هاقولها انك مشغول و اضطريت تسافر في شغل مستعجل…ماهو انت مش عايزني أكذب على كبر صحيح ؟
– استغفر الله كذب ايه يا خالتي ..لا طبعا
-يبقى تسافر تشوف اشغالك اللي متعطلة دي و انا هأفضل معاها …
ابتسمت بثقة و هي تقول :
– البنت طالعة من صدمة نفسية و أعصابها تعبانة و على ما ترجع بالسلامة هأكون أنا كلمتها و أخليها تهدى و فكرها يصفى عشان تقعدو تاني و تتكلمو على رواق…☺️
– هنتكلم في ايه بس يا خالتي ؟ ما انتي شفتي رد فعلها😮💨
يعني المفروض هي مستنية الصبح يطلع عشان نسافر تلاقيني هربت و سبتها ؟ هتقول عني ايه ؟ جبان و مش قد كلمتي؟
أم أحمد بتهكم : اومال عايز اول ما تقولك طلقني و رجعني لأهلي تعمل اللي طلبته ؟؟ اومال ربنا جعل العصمة في ايد الراجل ليه ؟؟
ياسين بضياع : عايزة تقولي ايه يا خالتي ؟
– مش يمكن في سرها مش عايزة بكرة ده يجي ؟؟
ما انت لو كنت تعرف الستات مكنتش تقول كدة
– وضحي اكثر يا خالة توهتيني
أم أحمد :يا ابني ساعات الست بتقول حاجة بس قلبها بيبقى عايز عكسها
لما تقولك ابعد يبقى قصدها قرب اكثر …لو قالتلك مش محتاجة منك حاجة تبقى محتاجة منك طبطبة و حنية كثير …و لما تقولك مش طايقاك تبقى مش بتحب حد قدك
ياسين بضيق – بس كلامها كان واضح …هي كانت بتتكلم بكل جمود و هي يتطلب الطلاق
– طب و عينيها كانت بتقول ايه ؟؟
ياسين بإحراج : و انا شفت عينيها منين يا خالتي ؟😥
– العينين هي مراية القلب يا ابني …هتقولك اللي اللسان ميقدرش ينطقه … و الناصح بس هو اللي يعرف يقرأ لغتهم
انت لو بصيت في عينيها و سألتها تاني لو عايزة تتطلق بجد هتقدر ساعتها تعرف الحقيقة حتى لو ما اتكلمتش ☺️ .
ياسين بتفكير : طب افرضي حصل زي ما قلتي و عرفت … هقولها ايه انا ساعتها ؟
– تقولها السبب الحقيقي اللي خلاك عملت كدة
و تصلح اللي انت عملته ده !
شعر بالإحراج و كأنها تقرأ ما بجوفه لدرجة اشعرته بالضيق
أرادت أن تبدد حرجه و تغير تفكيره ..فأردفت بنبرة تميل الى المزاح و هي تضحك : وعدت القنصل انك تاخذها عنده لو مكانتش موافقة ! 😂
يا راجل و انا اللي كنت باضرب بيك المثل لإبني في النصاحة و الذكاء!!
فرك شعره بإحراج و قال :ليه يا خالتي ؟
أم احمد بضحكة عفوية : معقولة تقولها انجبرت عليكي و عايزها تفرح و تزقطط اكمنها بقت مراتك ؟؟ …تبقى مهزقة لو عملتها … ده لو انا مكانها كنت رزعتك قلم 😂
فرك ياسين شعر ذقنه بإحراج : انتي عارفة اني مليش في حكايات الستات يا أم أحمد … انا كل حياتي شغلي و بس
-عارفة يا ابني .. سكتك معروفة و ربنا يكملك بعقلك
ياسين بدهشة: و بعدين انا كنت اعرف ازاي اذا كانت فهمت الموضوع كدة !!
-واضحة زي الشمس …عشان كدة بقولك روح شوف مصالحك و سيبها تهدى يومين ..و لما ترجع يبقى يحلها ربنا
بس اعمل حسابك لحاجة!
خير يا خالتي !
قامت أم أحمد بهدوء و همت بالدخول و دون ان تلتفت إليه قالت
– الموضوع ده ما بينكم انا مش هاتدخل فيه …انا بس هأمهدلها الطريق عشان تقدر تسمحلك تتكلم معاها بهدوء..الباقي عليك انت
فهم ياسين ماكانت تعنيه …
ياسين بإستسلام: حاضر يا خالتي …انا هاعمل اللي قلتي عليه و ربنا يقدرني بقى
ثم همس لنفسه بصدق يا رب بس يجيب نتيجة و اقدر اعرف مشاعرها هي كمان عشان تتفك عقدة لساني ساعتها
كانت تقبع في سريرها تمسك بهاتفها و هي تنظر اليه مرارا
أخيرا قررت فتحه فانهالت عليها الكثير من الرسائل و الاتصالات الفائتة كلها من خالد و البعض من ساندي
سحر بضيق : بتتصل ليه دلوقت !! مش انا رفضت و انت سافرت ؟؟ عايز ايه تاني !! ما تسيبني في حالي بقى !!
حذفت كل الرسائل دون أن تطلع عليها حتى ..ثم وضعت رقمه على الحظر و هي تبكي بشدة
أنا اللي غب’ية …مكانش لازم أعلق نفسي بيه من الأول و انا عارفة ظروفي شكلها ايه … حتى لو هو بجد عايز يرتبط بيا زي ما بابا قال …فأنا ما اقدرش اظلمه معايا كدة
خالد ألف بنت تتمناه….ليه يضيع عمره مع بنت مريضة مرض مزمن و عندها مشكلة في النمو ؟ 😓
رن هاتفها و كان أتصالا من ساندي فردت بضيق-
الو ساندي
-أين أنت يا فتاة؟؟احاول الاتصال بك منذ الامس!!
-اصبت بوعكة ساندي …لم أستطع الرد حينها …آسفة
-لا تبدين بخير سحر … هل كنتي تبكين؟؟
سحر : لا …كل ما في الامر اني مصابة بنزلة برد ..اسمعي عليا ان اغلق الآن …
ساندي بمقاطعة: انتظري! نسيت لما اتصلت بك!!
سحر بضجر : ماذا ؟ 😏
ساندي بحماس: غدا نتائج الأمتحان هل ستمرين علي لنذهب سويا !؟
سحر بيأس: لا ساندي لا تنتظريني … لا أدري ان كنت سأذهب اصلا
-هذا اسخف شيء سمعته في حياتي !
-لماذا ؟؟ لأني لست متحمسة للنتيجة ؟؟ معك حق أعتبر الأمر سخيفا و لا يهم ان نجحت أم رسبت …فالأمر سيان بالنسبة لي
ساندي بشك: ما بك يا فتاة !! تتكلمين بغرابة. !! هل كل شيء بخير؟؟
-اجل ساندي ..اسمعي امي تناديني علي الذهاب .. اعتني بنفسك
اقفلت الخط بتذمر و هي تقول : أما رغاية بشكل !
دانيال في احد البارات يحتسي الخ’مر بجنون حين ورده إتصالا
-ألو…أين أنت يا رجل ؟؟
-دانيال بسُكر: وهل انت ولي امري لأخبرك أين انا؟
-اقصد انك لم تنفذ ما اتفقنا عليه للآن فأين تختفي ؟ هل من مشكلة ؟
دانيال بتذمر : لم تتسنى لي فرصة للآن … نراقبه من بعيد و نحاول استطلاع الامر لكنه لا يخرج من قصره و لو حدث و خرج فهو لا يغادر سيارته
-تصرف اذن و اخرجه😡 !! ألست دانيال ستيفنز الملقب بالماكر ؟ 😤
-لا تصرخ في وجهي ايها الوغد!!
قالها دانيال بغضب جحيمي و هو يرمي الكأس من يده بعيدا ثم اكمل
لا أحد يعطي الاوامر لدانيال هل فهمت !!
-لكنك منذ ان اتفقنا لا تفعل شيئا سوى احتساء الخ”مر و التسكع في تورنتو ! ..أم انك تخاذلت عن الإنتقام !
قالها ايهاب بإستفزاز جعل دانيال لحظتها يصاب بالجنون فأخرج سلاحه و وجهه نحو النادل و هو ينظر الى عينيه بشر ثم ابعد يده بس سنتيمترات عن رأس النادل و أفرغ المسدس بأكمله خلفه مسقطا كل زجاجات الخ”مر من على الرف و قد زلزل صوت الرصاص ارجاء الحانة فأصيب الجميع بالهلع و كاد النادل أن يصاب بنوبة قلبية من الرعب فقد مرت جميع الرصاصات بالقرب منه
بينما أكمل دانيال و هو يجز على أسنانه: من حسن حظك انك لست موجودا أمامي …و إلا لكنت افرغته كله في جمجمتك ايها الحق”ير ! و مادمت ذكيا لهذه الدرجة يمكنك إذن التخلص منه بنفسك
-لكن بيننا اتفاقا .. في حال نسيت 🙄
دانيال بشر: تبا للإتفاق … هل سمعت !! 😤
-حسنا حسنا لا تغضب…انا فقط أردت أن اذكرك بأن الوقت ينفذ منا لو لم تنفذ ما اتفقنا عليه في اسرع وقت
-اذن دعني اختار اللحظة المناسبة ..و اغرب عن وجهي!
ايها العربي التا”فه !!
اقفل الخط و هو يفكر ثم رمى كل الاكواب التي كانت فوق البار بغضب و اخرج من جيبه رزمة كبيرة من النقود رماها نحو النادل بغضب و انصرف..
بقي ايهاب يفكر في كلامه و هو يهمس بغضب : ما بقاش إلا انت تتطاول عليا بالشكل ده يا گلب ! بس انا محتاجلك هناك
للأسف انت فرصتي الوحيدة للخلاص منه و إلا مكنتش هأتذلل لواحد يهو&دي حقي”ر زيك …
نظر الى خارج النافذة بشرود و أردف بضيق : كله من الغب”ية ليليان .. ضيعت كل اللي خططناله
لو مكانتش عملت المصيبة إياها كان زماننا خلصنا منه !! اااه بس لو اعرف ايه اللي بيحصل في القصر ! يا ترى عرفت أنه اتجوزها
تبقى مصيبة لو تمم جوازه منها !! اووووف الوقت بيضيع مننا و كل يوم محسوب علينا …
تذكر ما قاله له احد حراس الأمن الذين كانوا يتواصلون مع منير بانه طرد كل من له علاقة من قريب او بعيد بمنير و ليليان فأردف بتساؤل
طلعت حويط يا ابن خالي …طردت كل اللي ممكن يوصلوني لأي معلومة من جوة …بس مادمت بتقول كنت مراقب تلفوناتهم من زمان …اومال ما طردتهمش ليه من وقتها …. يا ترى ليه دلوقت !! 🤔
دخلت سما مسرعة: حياتي انت هنا في المكتب وانا مستنياك برة من نص ساعة !!
-ليه ؟؟ …
– مش قلتلك اننا رايحين عند مامي عايزة تجدد العفش و طلبت مني اروح اختار معاها الموديلات🤨
رن هاتفه و كان المتصل والدته فنظر إليها قائلا
– طيب حاضر كمان شوية و احصلك
أجاب بتثاقل : الو ايوة يا ماما
مفيدة: كدة يا ايهاب !! ما اسمعش صوتك بالاسبوع و الإثنين ! يعني مش بتكلف نفسك و تزورني و قلت مشغول و اديتلك اعذار …بس مش قادر تمسك تلفون و تسأل عليا !!
ايهاب بضجر: ما انتي قلتيها … طبعا مشغول هو انا يعني كنت قاعد للتلفونات !! و اول ما ارجع من شغلي باتخمد على طول يبقى هالاقي الوقت امتى عشان اكلم جنابك؟😏
-جنابي ؟؟ طب يا دكتور كثر ألف خيرك .. عموما انا اتصلت عشان اقولك لو تقدر تمر عليا النهاردة
ايهاب : خير !؟ لو محتاجة حاجة ممكن ابعث حسين يجيبهالك 😮💨
-لا مش محتاجة حاجة …انا بس عيانة و حاسة بوجع في قلبي من يومين لو تجي تشوف عندي ايه
-النهاردة مش هاقدر عندي شغل مهم.. هأبقى اعدي عليك اول ما افضى..يالا انا مضطر اقفل دلوقت .
اقفل الخط بتذمر قائلا :دلوقت بقيت دكتور مش كدة ؟ ابقي خلي ياسين بتاعك اللي كنتي بتعايريني بيه و قار”فاني بسيرته كل شوية و بتضربي بيه المثل في كل حاجة يجي يكشف عليكي
تنهدت مفيدة بوجع و هي تسمعه يقفل الخط في وجهها و قالت بحزن: حسبي الله و نعم الوكيل ..ربنا يعوضني فيك خير يا ابن بطني
عند خالد
يجلس بضيق و هو يمسك هاتفه و يحاول مرارا الاتصال
-و كمان عملتيلي حظر !! عظيم.. كدة كملت معاك يا خالد
في تلك اللحظة رن هاتفه امسكه مسرعا و كان يظن انها فكت الحظر و من لهفته لم ينتبه حتى للإسم
-الو سحر من فضلك قبل ما تقفلي الخط سيبيني اشر…
-دعني اخمن ! افسدت الأمر مجددا أليس كذلك ! نبرتك التوسلية تقول ذلك 🙄😂
خالد بضيق : إيلينا 😮💨
-اجل إيلينا ايها القاسي…اخبرتك ان تتصل و تخبرني بما حدث لكنك لم تتصل و كنت اشك اصلا انك سترد لو كنت قرأت الإسم 🙄
خالد: الامر ليس كذلك …أشعر بالتعب و الضياع منذ ان دخلت الفندق …كان يوما طويلا و حدثت أمور كثيرة ..
-هات اخبرني ما الذي حدث
– لا أستطيع الكلام ..قلت لك متعب
إيلينا :اخبرني بإختصار
خالد بتذمر: انت لن تنسي الامر األيس كذلك ؟؟
إيلينا بإصرار : تؤ تؤ .. مستحيل 🙂
خالد بحزن : حسنا 😮💨..حددت معها موعدا في حديقة ما كي اصارحها بحقيقة مشاعري..لكن في لحظة ما فقدت السيطرة على نفسي و حاولت تقب”ليها
اصيبت الفتاة بالذعر و هربت مني ..ركضت بعيدا عني الى أن وقعت ارضا و اصيبت بنوبة ربو لم أكن اعلم عنها شيئا ..اسعفتها بالبخاخ و لم يجد نفعا فاخذتها الى المستشفى لأخذ الاسعافات ثم اعدتها الى منزلهم .. و ذهبت الى والدها فورا و طلبت يدها لكنها رفضت…هذا كل ما حدث بإختصااار
إيلينا : واااااو !! لا أصدق هذا يا خالد !!! كل هذا حدث في يوم واحد !! انت حقا تستحق جائزة نوبل للغبا”ء عن جدارة….
-لماذا ؟؟ ..ما الخطأ في هذا ؟؟ لقد دخلت البيت من بابه
-ايها المع”توه…. ستعتقد انك اشفقت عليها … ليس إلا
-حتى انت تفكرين بهذه الطريقة إيلينا ؟؟ 😒
-في حال نسيت هذا .. فانا كنت فتاة ايضا ..
و الآن أخبرني… هل تحبها ام هو مجرد انجذاب فقط ؟؟
-أحبها من اعماق قلبي
إيلينا بفضول: حسنا و هل شعرت بانها تبادلك هذه المشاعر؟
-لا اعلم .. شعرت بذلك مرة أو اثنين لكني لست متأكدا
– عظيم … الان كيف كانت القب”لة ؟!
خالد بإحراج : أييليييييناااا ! اخبرتك كنت على وشك …لكن لم يحدث شيء 😒
إيلينا : حسنا ..حسناااا …و هل شعرت بتجاوبها ام انها بادلتك بنفور ؟
خالد بإحراج : إيلينا أيمكن ألا نتحدث عن هذا الآن !😓
ايلينا بإصرار : لا …لا يمكن .. هذه تفاصيل مهمة و أحاول ان اساعدك هنا …اذن هيا ضع حرجك جانبا و اخبرني بكل وضوح ماذا حدث بالضبط 🤔
لم يجد خالد بدا من اخبارها و في الواقع إيلينا خبيرة في تلك الامور و يمكنها ان تفيده فلطالما كانت له صديقة وأما معا طيلة حياته و لم يتعود إخفاء اي شيء عنها
اوووف حسنا حسنا ..سأخبرك …عند اقترابي منها شعرت بتلك الكيمياء القوية بيننا …كانت مسلوبة الإرادة و هي بين يدي و قد شعرت لوهلة انها كانت ترغب بتلك القب”لة اكثر مني …لم تكن مجرد رغبة.. لكن لا اعلم ..لست متأكدا
إيلينا : ايها الغب’ي …كل هذا و لست متأكدا !! من المؤكد أنها تبادلك الحب لكنك خسرتها الان بسبب تسرعك …شخصيا لو كنت قد تعرضت لهذا الموقف المخزي امامك مرتين لفعلت المستحيل كي لا ألمح وجهك ثانية …
خالد بتساؤل : لم افهم !!
إيلينا : أولا استسلمت لسحر القب”لة تلك …و ثانيا وقعت في موقف محرج امامك بسبب نوبتها
خالد ببلاهة : اجل و ماذا في ذلك ؟؟
إيلينا بتأنيب: انها محرجة منك يا احم”ق ..تعرضت لموقفين كل موقف اسخف من الاخر
خالد بغباء : محرجة من ماذا لا ارى ما يدعو للحرج و لم افهم قصدك حقا !!
– الفتاة ليست كندية ..هي مصرية اي انها من عائلة محافظة و مسلمة يا خالد و حتى لو كانت تعيش في كندا فهي لن تتصرف بحرية كباقي الفتيات هناك …كما أنه لقاءكما الاول كما فهمت.. لهذا فمن المؤكد انها ستشعر بالإحراج لأنها إستسلمت لك و تركت لمشاعرها العنان بهذه السهولة ..ليس هناك تفسير آخر غير هذا
همس خالد بدهشة: يعني قصدك هي كانت متضايقة من نفسها مش مني انا !!!
إيلينا بعربية ضعيفة: بالضبط يا مغ”قل
خالد بتساؤل : هل قلت موقفين كل موقف اخزى من الاخر!! ما الاخر ؟؟!
– هل تتذكر انت مرة لم أكن فيها بكامل زينتي و تبرجي مع والدك ؟؟
– لا طبعا …كنت و لا تزالين دوما تهتمين بمظهرك لماذا ؟
– لأني كنت أحبه ..لذا فأنا كنت اريد أن ابدو دوما رائعة في نظره حتى بعد ما تزوجنا …و اذا كان هذا حالي بعدما تزوجنا فعلا
فكيف تتخيل اني كنت أتعامل مع الامر قبل الزواج ؟؟
– كنتي تهتمين اكثر بمظهرك هذا ما تريدين قوله ؟
– بالضبط .. كنت اسرق من تبرج أمي و ألبس اجمل عندي و اذهب لموعدي معه و كنت ابهره في كل مرة ..كانت حقا أياما رائعة..
– حسنا و لماذا نتكلم عنك انت الان ؟ لقد كنا في موضوع سحر لو نسيتي ذلك !🤔
-ايها الأبله ….ما اريد قوله يتعلق بسحر اصلا !! لو كانت ل
الفتاة تهتم لأمرك حقا فهي ستود ان تبدو امامك في احسن صورة فإذا بموعدكم الأول يتحول الى كارثة حقيقية
: تصاب المسكينة بنوبة ربو و تختنق و بشحب وجهها و تزرق شفتاها تعطيها البخاخ و تأخذها الى المستشفى لإسعافها .. كيف ستجرؤ المسكينة على النظر في وجهك بعد كل ما رأيت منها !! اراهنك انها تبكي الآن في مكانها بصمت .
شهق خالد من الصدمة !! كيف لم ير الموقف من هذه الزاوية !! ظن أنه سيسعدها بطلب يدها لكنه ما زاد الطينة الا بلة …
خالد : إيلينا اشكرك حقا لقد لفتتي انتباهي لاشياء مهمة أسعدني الكلام معك
إيلينا يحب: في أي وقت عزيزي …حاول فقط أن تصلح الامور في اسرع وقت ..فالحظ لا يأتي الا مرة واحدة
خالد بأمل : سأحاول إيلينا. …تصبحين على خير ☺️
اقفل الخط و هو يقول : انا كدة بقيت متأكد انها متضايقة من اللي حصل مش مني . … تذكر شيئا ثم قال بأمل
ياسين معاه حق ..بكرة نتيجة الثانوية العامة ..يمكن مش هألاقي فرصة تانية غيرها .
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الأميرة والمغترب)