رواية انت ادماني الفصل الثلاثون 30 بقلم سارة محمد
رواية انت ادماني الجزء الثلاثون
رواية انت ادماني البارت الثلاثون
رواية انت ادماني الحلقة الثلاثون
فتحت عيناها ببطئٍ ناعس ، فركت عيناها لتفيق قليلاً .. نظرت بجانبها على أمل أن تراه ولكن ذهب أملها إدراج الرياح عندما وجدت الطرف الأخر من الفراش فارغ .. أرتجفت أطرافها عندما حتى لم تسمع صوت إهدار الماء على حوض الأستحمام أي أعتقادها أنه بالمرحاض خاطئ ، تحملت برودة الجو لتنهض مرتدية قميصه الأبيض الذي يصل لأعلى ركبتيها بقليل .. طرقت باب المرحاض بكفٍ مرتجف و هي تقول بصوت مهزوز :
– رعد ..؟
أعادت الكرة ليطفح الكيل بها و هي تنطلق دافعة بالباب ، لتجد المِرحاض فارغ تماماً ، ولجت للغرفة مجدداً و هي تقول نافية برأسها بجنون :
– لاء أكيد مسابنيش وسافر ، مستحيل ..
و لتقطع الشك باليقين أمتدت أناملها بإرتعاش ملحوظ لتفتح ضلفته ، شهقت بقوة لترتد للخلف و هي تجدها فارغة أيضاً سوى من ورقة تركها لها موضوعة على إحدى الرفوف ، ألتقطتها و هي تقرأها بصوتٍ به بحة بكاء :
– أنا أسف يا توليب ، أنا حاولت أسامحك صدقيني بس مقدرتش غصب عني ، بس رغم دة كله أمبارح كان يوم عمري مـ هنساه ، راجع مش هتأخر يا حبيبتي .. و عشان خاطري متعيطيش .
ثم أنهى الرسالة بنقطة لعينة ليس لها سطرٍ جديد ، نقطة كانت قاسية على قلبها أنهتها هي ، أهتاج صدرها بقوةو كأنها تصارع لتعود للحياة ، نظرت لقميصه الذي ترتديه و عبق رائحته التي ألتصقت بجسدها ، مزقت الورقة بعنف لتلقي بواقيها على الأرض ، لن تبكي .. بكت الكثير من قبل و لم يتغير شئ ، هي لن تلوم الأن سوى نفسها ، لن تلوم سوى قلبها و سوى ضعفها كعادتها ليلة البارحة ..
• • • •
واثب أمام الطائرة التي بإشارة منه ستقلع ، يقدم قدمٍ و يؤخر الأخرى ، بالتأكيد أفاقت الأن ، و بالتأكيد رأت الرسالة ، و بالطبع جمِد وجهها ، هو مراراً و تكراراً يخذلها ، حتى بات يشمئز من نفسه ، و لكن القرار الأن محسوم ، ٱما أن يصعد درجات تلك الطائرة و يدهس على فؤاده و هكذا سيكون خسرها للأبد .. إما أن ينطلق بسيارته على سرعة المائتان و يذهب إليها باكياً على صدرها و آسفاً على كل شئ فعله من قبل و ليبدأوا صفحةٍ بيضاء خالية من السواد و الظلمات ، و لأول مرة يكن بتلك الحيرة ، “رعد البناوي” الذي لا يهاب شئ يقف الأن متحيراً من أمره ، أخرح هاتفه من جيب بنطاله المنمق ، دلف إلى الصور ليرة الصور التي ألتقطها لها ، أنزوت شفتيه بإبتسامة عاشقٍ ولهان ، اغلق الهاتف ليضعه بجيبه مجدداً و مقلتيه برقت بشعاعٍ حاسم ، أشار بإصبعه بعنجهية للحارس الواقف خلفه ليقترب الحارس ملبياً أمره ، هتف “رعد” بغموض :
– ألغي السفرية ..
• • • •
دس المفتاح بـ باب القصر ليدلف و هو يغلقه خلفه ، خطى لأعلى مركزاً بصره على غرفتهما ، للحظة تمنى لو أنها لم تفيق و لم ترى الرسالة ، تمنى أن تصحو و تجده بجانبها ، و لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ، وضع كفه على مقبض الباب ليلفه ، أنفتح الباب ببطئ ، وجدها واثبة كالجبل مركزة بأبصارها على الفراغ أمامها ، شاردة و كأنها بعالمٍ آخر ، حتى أنها لم تلاحظ وجودة ، كانت بغاية الجمال بقميصه الأبيض الذي جسّم جسدها الممشوق بحرفية ، و خصلاتها المنسدلة خلفها ببراعة فـ بدت كاللوحة التي لن تزيح بأنظارك عنها ، تباً كيف كان سيتركها ؟
وضع الحقيبة أرضاً ليلاحظ الرسالة الممزقة والملقية أرضاً ، عندها لاحظت وجودة عندما رآها تلتفت نحوه رامياه بنظرة لا روح بها ، تحركت شفتيها قائلة بقوة تلبستها :
– جاي ليه ؟!!!
لم يتفاجئ مطلقاً من سؤالها ، ثُبت بمكانه و هو يجيب بنبرة ربما حانية :
– عشان أكتشفت أني مقدرش أعيش من غيرك ..
دوى صوت ضحكاتها الساخرة و هي تصفق قائلة بمدحٍ ساخر :
– براڤو ، حلوة الكدبة دي ، ها وبعدين ؟ المفروض بقا أجي أترمي في حُضنك و أقولك أنا كمان ؟ بتحلم !!
رقت نظراته و هو يقول بثقةٍ :
– لو مش عايزة كدة دلوقتي بلاش براحتك ، بس هتترمي في حضني بعد مـ نفتح صفحة جديدة ..
لم تتلاشى أبتسامتها الساخرة من على ثغرها و هي تقترب منه بخطواتٍ أنثوبة متغنجة ، وثبت أمام عيناه بالضبط و هي تحدق به قائلة بسخرية :
– للصفحة الجديدة اللي بتتكلم عليها دي اللي أنا حاولت أفتحها أمبارح أنت قطعتها وحرقتها كالعادة ..
أغرورقت عيناها بالعبرات المتحجرة لتقبض على تلابيب قميصه المنمق مقرباه منه و نظرة الثقة لم تتبدد من عيناه ، لتحتل عيناها أيضاً نظرة ثقة أمرأة قوية و هي تقول بخبثٍ :
– بس أنا مش هلم هدومي و أروح بيت أمي لاء ! أنا هفضل هنا عشان أعلمك أن كيدهن عظيم .. و أن مش توليب ياسر اللي يتعمل فيها كدة !
أبتسم أمام عيناها ليفرد ذراعيه بالهواء بجانبه قائلاً بعبث :
– و أنا مستني و عايز أتفرج !!
• • • •
منذ البارحة و هي تتجاهله تماماً ، و هو حارص على إغلاق باب الشقة بالمفتاح حتى و هو بالبيت واضع إياه بجيبه ، منذ ساعتين ألقى عليها أمر شديد الصرامة بتجهيز الغداء له ، و هي بالطبع لتتحداه دلفت للمطبخ ، و ها هو جالس على طاولة الطعام الطويلة منذ أكثر من ساعة منتظر الفرج حسب ما يقول ~
منذ أكثر من ساعة و هو يسمع صوت تكسيرات بالداخل و لكنه لن يتدخل و هو يشتم دخان بغيض .. يبدو أنها أحرقت شئ ، و هو بارد كالثليج و بين الفينة و الأخرى يصرخ عليها لتأتي بالطعام الذي يبدو أنه لن يؤكل اليوم ، تخلى قليلاً عن غروره لينهض ليرى ماذا فعلت ..
دلف للمطبخ عاقداً ذراعيه و هو ينتوي لها شراً ، و لكن صُدم عندما وجد الطبخ بحالة مزرية ، بقع الزيت بكل مكان و الطحين أيضاً منثور على الأرضيةو على جسدها و وجهها أيضاً ! وبعض الأكواب و الأطباق الزجاجية محطمة تماماً ، جحظت عيناه عندما وجد كوبه المفضل الموضوع عليه صورةٍ له و أسمه أيضاً منقوش عليه مُحطم إلى قطعٍ صغيرة على الأرضية ، مضى نحوها و هي ممسكة بـ قالب الطحين ، جذبها من بيجامتها لينحنى آخذاً قطعة من الكوب ليلوح به أمام وجهها قائلاً بصدمةٍ :
– أنتِ اللي كسرتيه ..
أبتسمت “حلا” شبح أبتسامة خبيثة لتتلاشى أبتسامتها راسمة ملامح الحزن على وجهها و سرعان ما أمتلئت عيناها بالعبرات و هي تقول ببكاءٍ زائف :
– مكنتش أقصد يا زين هو وقع مني لوحده ..
حدجها بغضب ليقرب وجهها من وجهه بحركة عنيفة مزمجراً بها :
– لا والله ؟ وقع لوحده ليه هو صاحي ؟
تصنعت البكاء بحرفية ليرق قلب “زين” ، مسد على خصلاتها التي أصبحت باللون الأبيض لينفضها عنها و هو يقول :
– طيب خلاص كفاية عياط ..
لم تكف “حلا” عن البكاء المصتنع و هي تقول :
– لاء أنت لسة مسامحتنيش لاء ..
أبتسم “زين” ليضع خصلة ثائرة وراء أذنها قائلاً بخبثٍ :
– طب و كدة ؟
ثم قبل ثغرها بحركةٍ سريعة لترتد “حلا” إلى الخلف بجانب وجهها الذي أعتلى بحُمرةٍ محببة و هي تردف بتلعثم :
– طيب خلاص ..
همت بالتحرك بتلك الفوضى لولا أمسكه بها من خصرها مقربها منه و هو يتسائل بمكرٍ :
– على فين يا قمر ؟
– زين إياك تلمسني .!
قالتو و هي تزيح يداه بعيداً بغضبٍ حقيقي و كلماته التي قالها البارحة تتردد بأذنها ، أمتلئت عيناها بالدموع عندما جذبها من خصرها مجدداً بذراعيه المفتولين و قد تحولت ملامحه إلى الخشونة كعادته :
– أسف ..
أنزوى جانب شفتيها بسخرية مريرة و هي تعقب بأسى واضح :
– للأسف أسف بتاعتك دي مش هتصلح اللي أنت كسرته ، حتى لو سامحتك يا زين مش هقدر أنسى اللي أنت قولته .
ثم نفضت يداه لتذهب للغرفة ، بينما هو غرس أصابعه في خصلاته بغضب شديد ليركل إحدى الأطباق التي على الأرض بقدميه ..
– طيب يا إياد و بعدين ؟
قالت “لينا” بحزن فـ هي حقاً قلقة على تلك الفتاة ، ليعقب “إياد” بقلة حيلة :
– أنا مش عارف حقيقي هنعمل أيه .. هي مجربتش تكلمك طيب ؟
– تكلمني أزاي بس من ساعتها و موبايلها مقفول ..
ألتمعت عيناه ليقول :
– مافيش حل غير أننا ندور على قرايبها ..
نظرت “توليب” لنفسها بالمرآة بمكرٍ ظاهر على محياها ، تجولت عيناها على أنحاء جسدها الأنثوي ، كانت ترتدي قميص نوم باللون الأحمر لا يخفي شئ ، وضعت أيضاً أحمر شفاه قاني بنفس اللون ثم أسدلت خصلاتها خلف ظهرها مع بعض الخصلات الغجرية التي سقطت على وجهها ، تغنجت بمشيتها ورنين خلخالها المحاوط بقدميها يصدح بالأرجاء ، نزلت على الدرج بتؤدة و هي ترى “رعد”منشغل بالحاسوب المتنقل واضعه على قدميه ، لفت أنظاره الكتلة المشتعلة التي أمامه ، سرعان ما رفع عيناه بصدمة ، جحظت مقلتيه بقوة و هو يقول :
– أيه الأحمر اللي جاي عليا دة !!!
لم تعايره “توليب” أدنى أهتمام و هي ترفع أنفها بعنجهية لتنفض خصلاتها خلفها .. ، جلست بجانبة قليلاً و هي تشاهد التلفاز مندمجة به ، تفحصها “رعد” من رأسها إلى أخمص قدميها بقميص النوم ذلك الذي يصل لمنتصف فخذيها و به فتحات حتماً ستجننه ، أمسك بالحاسوب ليضعه جانباً و هو يقول بنبرة بمتأهبة :
– لاء أستنى أنت كدة ..
أقترب من جلستها و هي حتى لا تنظر له ليستطرد بخبثٍ :
– أيه القمر دة ؟!!
نظرت له بطرف عيناها لتعود بأنظارها للتلفاز ، برقت عيناه ظلمةٍ و هو يقول بتوجس :
– مش دة العقاب أكيد صح ؟ نظام شوّق و لا تدوّق وكدة ؟
أنزوت شفتيها بإبتسامة شامتة لتلتف له أخيراً قائلة بنبرة لعوبة :
– أحب فيك نباهتك !!
– و حياة أمك ؟!!!!
تشدق بزمجرة لتقهقه “توليب” بضحكةٍ أنثوية ، أقتربت منه قليلاً و هي تقرّب وجهها منه قائلة :
– عيب ي رودي !
زاغت أبصاره عندما داعبته رائحة عطرها القوية و الرقيقة في آنٍ واحد ، أغمض عيناه بتلذذ و هو يقول و كأنه باللاوعي :
– بس دة عقاب قاسي أوي !!
عادت لمكانها و هي تهز كتفيها العاريان مضيقة عيناها بشماتة :
– و مضطر تستحمله يا حبيبي ..
نظرت للتلفاز أمامها مبتسمة بمكرٍ بينما مسح “رعد” وجهه بتحمل مغتصب لينظر للتلفاز بغضب و هو حقاً سيفقد السيطرة على حاله بأي وقتٍ ..
دلف للغرفتهما ليجدها تتفحص هاتفها و مقلتيها حزينة ، مضى نحوها ليجلس على طرف الفراش و هو يقول بصرامة مصطنعة :
– ايوة يعني أنا هاكل دلوقتي و لا أجي أكلك و لا أعمل أيه ؟
لم تنظر له متجاهلاه تماماً ، بينما أراد “زين” إخافتها قليلاً لتبرق بعيناه فكرة ، نهض مقترباً منها لينحني بجزعه و هو محاصرها بذراعيه ، نظرت “حلا” لذراعيه المفتولين بتوجس لترفع أنظارها نحوه ، بينما أستطرد “زين” بمكرٍ و نظرات حقاً جائعة :
– تصدقي خلوة فكرة أكلك دي ؟
تسلل ذراعيه لتقبض على خصرها و هو يزيح جسدها للطرف الأخر من الفراش ليجلس بجانبها و ذراعبه مازالا على خصرها ، قرّب ثغره من وجهها ليكشر عن أسنانه التي أخذت تعض وجنتي “حلا” الممتلئة ، لم تكن عضاته مؤلمة إطلاقاً رُغم ذلك شهقت “حلا” و هي تقول بغضب :
– أنت بتعمل أيه ؟
أبتعد مغمضاً عيناه بتلذذ و هو يطلق صوتٍ يدل على شهيتها ليقول ببساطة :
– باكلك ..!!
ثم عاد الكرة مجدداً و هو يعضها بتلذذٍ ، نظر لشفتيها بخبث لتشهق “حلا” واضعة كفيها على ثغرها و هي تنفي برأسها ، دوت صوت ضحكاته بالغرفة لينظر لها بمكر ، تسللت أصابعه لمعدتها لتدغدها مما جعل “حلا”تتلوى بين ذراعيه وصوت ضحكاتها هي الأخرى يصدح بالغرفة و هو يضحك معها قائلة بشهقاتٍ متتالية :
-زيينن خـلاص .. كـفايـة !!
أبتسم “زين” ملء فمه ليقبض على رسغيها مثبتهما بجانب رأسها ، و لم يُعطيها الفرصة لينقض على شفتيها متلذذاً بشهدها ، بينما هي كانت مستسلمة بين يداه تماماً ، و للحظة ترددت كلماته القاسية في أذنها مجدداً لتدفعه بقوة جعلته يُصدم ، هي بالغت قليلاً فدفتها له كانت قوية لربما ألمته ، حمت وجهها بكفيها حتى تبتعد عن بطشه و الغريب أن ملامحه كانت جامدة و لم يُبدي رد فعل عنيف ، إلا أنه سرعان ما أقترب منها لاوياً رسغيها خلف ظهرها بقوة لتصرخ “حلا” بألم من شدة قبضته ، أستطرد هو بقسوةٍ بدت شديدة على محياه :
– أنتِ عارفة أنتِ عملتي أيه دلوقتي ؟
نظرت صوب عيناه الخضراوتان بقتامة ، للحظة نست ألامها و كلماته الجارحة حتى وجهه القاسي لم تنتبه له ، أصبحت مركزة أنزارها بأعماق عيناه و تاهت في غاباتهما ، عقب هو وسط ملامحها الشاردة :
– أنا أعتذرت على اللي قولته أعمل أيه أكتر من كدة ؟
تلوت بين ذراعيه بإمتعاض فهو أخرجها عن شرودها مع عيناه و قبضتيه حقاً تشتد حتى شعرت أنه سيقطع معصميها ، زمجرت بألمِ و هي لازالت تحاول جاهدة في الفكاك من بين براثنه :
– يا زين أبعد .. أيدي ….
لم يتركها و لم يخفف قبضتيه عنها ، بل أثقل بجسده عليها وهو يردف ببرود :
– مش تقوم غير لما تسامحيني .
للحظة برقت عيناها بخبث لتصيح بوجهه بنبرة ساخرة :
– و تفرق معاك في أيه أسامحك ولا لاء ؟
– لاء تفرق
عقَّب بغموضٍ ليشيح بأنظارها للجانب و كفيه الفولاذين يشتدا على رسغيها بقوة جعلتها تصرخ من الألم ، تركها “زين” ليستلقى بجانبها واضعاً ذراع على عيناه و الأخر على معدته ، لتنهض “حلا” بتثاقل و هي تنظر لرسغيها الذي تلونا بالإحمرار القوي مما جعلها تنهض و هي تصرخ بحزن :
– شايف عملت فـ أيدي أيه ؟
أزاح ذراعه من على عيناه ليمسك برسغيها مقبلهما متأسفاً :
– أسف ..
زمت “حلا” شفتيها حتى كادت أن تنهض لولا أمساكه بها من مرفقها برفق ، ألتفتت له “حلا” بتساؤل ليمسك “زين” بخصرها جاعلها تستلقي ليضت رأسه هو على خصرها ليجعل ذراعها يحاوط ظهره و كأنه طفلها ، مسحت “حلا” على ظهرها بحنو و على خصلاته أيضاً لتهمس بسرها أنه إذا قالها ستسامحه ، أقسم ستسامحه ..
– بحبك ..!!!!
شهقت “حلا” بأبتسامة زينت محياها ليُنزلها “زين” صوبه منقضاً على شفتيها مرةً أخرى و لكن تلك كانت و كأنه يعبر بتلك القبلة عن شوقه لها و يداه تحسست جسدها الغض ..
لازالت “توليب” على وضعيتها و هو بجانبها يسب بسره بنابية ، ألتفتت له “توليب” لتحدق به بنظرة خبيثة ، وضعت ذراع على ظهر الأريكة والأخر على المسند وراء “رعد” مما جعله يتوجس قليلاً لكنه صُدم بقوة عندما جلبت كأساً به شاي لترتشف منه بتلذذ واضعة إحدى قدميها على الإخرى ، و “رعد” يكاد ينفجر من الغيظ ، كظم غيضه ذلك لينهض دالفاٌ لغرفته بخطوات حانقه ، إلتوى ثغرها بإبتسامة أنها و أخيراً جعلته غاضب ، تشدقت بمقلتيّ شيطانية و هي تقول :
– و لسة !!
نهضت بتأهبٍ لتمسك بالريموت و هي تشغل إحدى أغانيها الشعبيه المفضلة ، رفعت الصوت للأخر لتتمايل برشاقة مع الأغنية و هي ترقص ببراعة ..
نزل “زين” من على الدرج و هو يراها تتمايل بتلك الطريقة ، أندفعت قدميه نحوها ليمسك بذراعها الغض قائلاً بعينان مظلمتان :
– عايز أفهم بتعملي أيه ؟
رفعت كتفيها ببساطة و هي تجيب :
– برقُص !!!
نظر لتلك الفراولة الجاهزة للأكل أمامه ، أزسك بالجهاز المتحكم ليكتم الصوت ، ألتفت لها مجدداً قابضاً على خصرها وسط تذمراتها لأنه كتم الصوت ، أُظلمت عيناها و هو يتحسس ظهرها الشبه عاري قائلاً بحشرجة :
– أنتِ عارفة أني ممكن أطنش العقاب دة دلوقتي و أعمل اللي أنا عايزه يا توليب ؟
أطلقت ضحكة متغنجة لتحاوط عنقه قاصدة إظهار جسدها و هي تنفي قائلة بمكر :
– و مين قالك أني هسمحلك تعمل كدة ؟
– و مين قالك إنك هتقدري تمنعيني عنك ؟!!
هتف بخبثٍ أكبر لتتسلل أصابعه لأزرار قميصها من الخلف ، شهقت “توليب” بهلع و هي تشعر أن كل ما تفعله يذهب إدراج الرياح حاولت الأبتعاد عنه دافعة إياه بصدره و لكن الأوان قد فات و هو يفتح أول زرين من قميصها لتصرخ به بخوفٍ :
– رعـد لاء و الله هسيبلك البيت يا رعد ..
كان شارداً تماماً بها و هو لا يسمع ما تقول ، أسرعت أنامله لتفتح باقي الأزرار ليقع القميص أرضاً و سط شهقات “توليب” و هي تصرخ به محذرة :
– رعد مش هسامحك بعدها والله !!
– هبقى أصالحك بعدها ..
و عندما حلَّ الليل كان “رعد” خارجاً من المرحاض و هو يسمع شهقاتها الباكية ، زفر بقنوط ليردف بسخرية :
– أنا جوزك ع فكرة .. وبعدين و ربنا كله كان برضاكِ ..
أزدادت شهقاتها و بكائها و هي تلعن غبائها ، ضمت ركبتيها إلى صدرها لتدفن وجهها بركبتيها و هي تبكي بقوة ، رق قلبه لمشاهدتها بتلك الطريقة ليمضي نحوها و هو يجلس على طرف الفراش بجانبها ، مسد على خصلاتها الطويلة قائلاً بنبرة ظهرت فيها تألمه :
– للدرجادي ندمانة يا توليب ؟!!!
رفعت أنظارها لتحدق به بغلٍ و هي تجأر به قاصدة أن تؤلمه :
– أيوة ندمانة جداً يا رعد ..
علت ملامحه ألمٍ جاهد في أخفائه ليرتدي قناعه الجامد ناهضاً من جوارها و هو يقول بقوة :
– تمام يا توليب أوعدك مش هقرب منك غير لما تكوني راضية ، توجه نحو غرفة الملابس مجدداً ليرتدي بنطال بيتي مريح ثم بقى عاري الصدر رُغم الطقس البارد ، خرج من الغرفة ليمضي نحو الأريكة ، أستلقي عليها ليضع ذراعه خلف رأسه ، أغمض عيناه و ملامحه كلوح الثلج ..
كانت “توليب” تتابعه حتى نام على الأريكة ، دُهشت أهي أذته هكذا حقاً ؟ حاولت أقناع نفسها أنه من أخطئ ، و لكن لم يطاوعها قلبها تتركه هكذا ، شددت الغطاء إلى صدرها و هي تستطرد بخفوت سمعه :
– أنت هتنام هنا ؟
لا إجابة ..
زمت شفتيها و هي تستطرد بقليل من الشفقة :
– بس أنت كدة هتبرد …
لم يجيبها أيضاً لتنهض بتثاقل مرتدية قميصه ، أخذت غطاء سمك من ضلفة الخزانة لتمسك به ذاهبة صورة ، فردت الغطاء على جسده ليبعده “رعد” بسرعة ملقي به بالأرض في قائلاً بقسوة :
– مش عايز حاجة منك !!
رفعت كلتا حاجبيها لتبتلع الغصة بحلقها لتجأر به بعدم مبالاة مصطنعة بالطبع :
– براحتك خليك تنشف م البرد .
ثم ذهبت نحو الفراش لترمي بالغطاء على جسدها و هي مركزة بأنظارها عليه ، كانت تهز قدميها تحت الغطاء قلقاً عليه فالطقس حقاً شديد البرودة ..
نهضت سريعاً و هي تمسك بغطائها ذاهبة نحوه ، رُغم أن الأريكة لم تكُن بذلك الأتساع إلا أنها أرتمت بأحضانه ملقية بجسدها عليه حتى أصبحت شبه نائمة عليه ثم رمت الغطاء على كليهما ، صُدم “رعد من فعلتها و هي تطوق عنقها و جسدها ملتصق بجسده بحميمية ، كاد أن ينهرها لتسبقه قائلة بإنفعال :
– و الله لو زعقتلي هشيل الغطاء وهنبرد أحنا الأتنين و أنا مش لابسة غير قميصك و أنت عارفني لما بمرض بقعد أكح و …
بتر عبارتها مغلقاً فمها بكفه و هو يقول بإنزعاج :
– أيـه راديو أتفتح عليا أفصلي شوية ..
زفرت بقنوط لتفرد إحدى ذراعيه و هي تضع رأسها عليه و ذراعيهل مازالا محاوطين بعنقه ، بينما هو جمِد جسده ليظل كما هو حتى أن ذراعه لم يحاوط خصرها ، نظرت له بحزن لتلتمع عيناها بالعبرات و هي تقول بنبرة مبحوحة :
– مش هتحضني ؟
نظر لها بعتاب قائلاً :
– مش أنتِ اللي عايزاني مقربش منك ؟
نفت بقوة قائلة :
– لاء والله .. أنا بس كنت بضايقك شوية بس مكنتش أعرف أنك هتضايق كدة ؟
رقت نظراته عندما شاهد دموعها تنساب ببطئ على وجنتيها ليمسحهما بأصابعه الخشنة ، جذب رأسها لصدره محاوطها بكلتا ذراعيه لينعما بنومٍ هادئ و جميل ..
كان ينظر للرقم أمامه بشرود .. هو وجد رقم أخيها أمامه و لكن أهو سيفعل الصواب أم سيخطئ ؟!
أهي حقاً تريد الهرب من صديقه أم أنها تُحبه ؟..
أهو سيفسد حياتها الأن ؟ لا لن يفعل ، لن يخرب حياة صديقه مجدداً ، عندما رأى لمعة حدقتىّ صديقة تيقن أنه يعشقها و هو لن يخرب حياتهم أبداً ، مزق الرقم ليهاتف “لينا” عوضاً عن ذلك ، كان هاتفها مغلق مما أثار الريبة في نفسه
فتحت عيناها السوداويتان مغالبة نعاسها ، نهضت نصف جالسة و هي تطالع المرحاض وصوت المياه بالداخل ، لمعت عيناها بخبث لتنهض بقميصه المعتاد ، دلفت لغرفة الملابس التي كانت تجاور المرحاض و هي تصفق بخفوتٍ طفولي ، أنتظرت قليلاً حتى سمعت صوت الباب يفتح ، تأهبت بقوة وعندما ظهر “رعد” كانت تخرج من الغرفة صارخة في وجهه بقوة حتى تفزعه :
– عـــو !!!
أرتفعا كِلتا حاجبيه بذهولٍ ، ضرب كفاً بالأخر و هو يقول بتهكم :
– عو ؟ لا والله مربي بنت أختي أنا ؟!!!
صفقت “توليب” بمرح و هي تقول :
– خضيتك صح ؟!!
سُرعان ما جذبها من خصرها ليلصقها بصدره العاري بينما هي حاوطت عنقه بنظرات باحت بـ مكنون قلبها ، نظر لقميصه المثير عليها ليطالعها بخبثٍ :
– هاتي قميصي !!!
شهقت بقوة لتضم كفيها لقميصه و هي تحاوطه ، لم يكف هو عن إخافتها ليبعد كفيها ثم هم بفتح أزرار قميصه لتضرب “توليب” يداه غاضبة :
– بس يا رعـد ..
– الله ؟!! عايزة ألبس قميصي حد قالك تلبسيه ؟
تشدق بها بمكر ليحاوط خصرها بقوة بينما هي تتلوى بين ذراعيه حتى يبتعد عنها قائلة :
– طب أبعد بقى عايزة أدخل الحمام ..
نفى برأسه بنظراتٍ شيطانية ، ظلت تحاول إبعاده و بلا فائدة ، عندها قال :
– لو جيبتي بوسة هسيبك ..
توقفت عما تفعل لتنظر له بحقد قائلة :
– أستغلالي ..!!!
قهقه ملء فمه لينظر لها بعشقٍ خالص ، أقتربت بثغرها منه لتختطف قبلة من ثغره ثم أبتعدت ..
كان هو مغمض العينان و كأنها أسكرته ، كم كانت رقيقة قبلتها ، و كم عشق فرواليتها ، فتح ذراعيه لتبتعد و هو يناظرها بإبتسامة ، جائت أن تدلف للمرحاض بجانبه و لكنه عاد ليقبض على خصرها بذراعٍ و الأخر ثبَت عنقها من الخلف لينقض بثغرها على ثغرها بقبلةٍ عميقة دامت لدقائق تليها ذراعيه التي وضعتها على فراشه دون فصل القبلة ..
• • • •
كانت شاردة به ، بأدق تفاصيلة المهلكة لروحها ، أطلقت تنهيدة نابعة من قلبٍ عاشق ، توترت ملامحها عندما شاهدت تقلباته ، و لكن شهقت بفزع عندما ناظرها هو الأخر بذهولٍ ، تجمد جسده عندما وجدها عارية سوى من غطاءٍ محاوط بجسدها ، أغمض عيناه بقوة و أسنانه مطبقة حتى كادا أن ينكسروا ، شدد على خصلاته بقوة ليزيح الغطاء من على قدميه بعنف ثم دلف للمرحاض صافعاً بابه ..!!!
أعتلت ملامحها حُمرة غاضبة ، شديدة الغضب ..!! أهو نادم ؟!!! أحقاً !!!!! غطت وجهها بكفيه ضاربة الفراش بقدميها عدة مرات كاتمة بكائها بين كفيها و هي تصرخ بحرقة :
– يارب هو أنا مش هخلص بقا !!!
• • • •
– يا رعــد عايزة أخرج عشان خاطري ..
هتفت بها “توليب” و هي تضم كفيها معاً إلى صدرها ناظرة له بعينيها السمرواتين تترجاه بشدة ، زفر “رعد” بنفاذ صبر ليحاوط كتفيها و هو يقول بهدوءٍ :
– حبيبتي كلامي واضح مافيش خروج ..
ركلت “توليب” الأرضية بقدميها كالطفلة الممتعضة لتقول :
– يارعد م أنا مش هخرج لوحدي والله هكلم حلا ..
نفى “رعد” برأسه محافظاً على هدوءه ، هم بأن يذهب من أمامها حتى لا يفقد أعصابه و لكنها أوقفته و هي ممسكة بكتفيه و مقلتيها أغرورقت بالدموع :
– عشان خاطري أنا مش بخرج من هنا زهقت يارعد حاسة كأنك حابسني !!
حاوط وجهها و خرجت نبرته باردة :
– عايزك تعرفي أن أنا مش باجي بدمعتين يا توليبي ..
كفكفت دموعها من لقبه الذي رفرف قلبها “توليبي” ، أخذته من ذراعيه لتجعله يجلس على الأريكة بينما هو يناظرها بحنقٍ ، صعدت هي على الأريكة خلفه لتضع كلتا قدميه حول رقبته بينما هو زمجر على أفعالها ، تمسكت بـ رأسه و هي تقول :
– يلا أمشي بينا يا أُسطى ..
رفع كِلتا حاجبيه بتعجب و لكنه تمسك بقدميها الغضة العاريتان بسبب قصر السروال الذي يصل لما قبل فخذيها بقليل ، نهض بقلة حيلة لتصقف “توليب” و هي تشجعه :
– حبيبي اللي هيخليني أخرج مين ؟ روديي !!!
إنقبص فكه ليجأر بها :
– لو قولتي رودي دي تاني هرميكي ع الأرض !!
زمت شفتيها و هي تقول بغنج :
– أهون عليك ؟!!
– لا والله ؟
زمجر بسُخرية لتجاريه “توليب” قائلة :
– يعني أنت أعترضت ع رودي مش ع الخروجة ؟ يعيش رودي يعيش !!
قالت و هي ترفع يداه مشجعة إياه حتى كاد أن يقبض على خصرها لكني يُنزلها ولكنها أمسكت بكفيه و هي تقول :
– لاء خلاص ونبي مافيش رودي خلاص أمشي يا رودي أمشي ودينا ع المطبخ بقا يا بيبي ..
– بيبك ؟!!!
جأر بها بسُخرية لتقهقه “توليب” :
– بدَلعك الله أنت مش عاجبك حاجة ؟!!
– كفاية رغي بقا !!
زفر بقوة و هو يقولها ليتحرك صوب المطبخ بينما هي ترقص أعلى كتفيه بحماسٍ مصقفة بيداها ، عندها لم يتحمل “رعد” لينفجر بالضحك بقوة بطريقة جعلت “توليب” تحمد ربها أنهما وحدهما أقسم لو كانت خادمة بالبيت ورأته يضحك هكذا كانت وقعت بعشقة لا محال و عِندها هي ستخنقها أقسم !! ، ضحكته الرجولية تلك تُنهك كل خلايا جسدها ، و من قوة ضحكاته كادت “توليب” أن تقع من أعلى ظهره لتزمجر به :
– يا عم هو أنت تضحك و أنا أقع يعني ، يلا بقا ودينا المطبخ ..
لم تتلاشى أبتسامته من على وجهه ليذهب نحو المطبخ ، وقف أمام المنضدة لتملي عليه “توليب” ما يفعله بينما هو بين الفينة والأخرى يصرخ بها لكي تكف هو من الأساس ماهر بالطبخ و هذا ما رأته عندما كان يقطع الخضروات بحرفية ومهارة ، أسندت رأسها على رأسه و ذراعيها محاوط رأيه أيضاً و هي تحرك قدميها بإستمتاع و هي تشاهده هكذا ، كانت تمسح على ذقنه الخشنة ، زمجر بها “رعد” كي تكف عن لمساته التي ستذيبه و خوفه أيضاً ان تُجرح أصبعها بذقنه الخشنة ، بدت كأنها لم تسمعه ، كانت شاردة به و كأنهما بعالمٍ أخر ، أبتسمت و هي تسند وجنتيها على رأسها ، ألتمعت عيناها بالدموع لتقول بنبرة من أعماق أعماق قلبها :
– رعد أنـا بحبك ..
أبتسم “رعد” ليُمسك بخصرها كي ينزلها أمامه ، أبعد يداه الملوثه ببواقي الخضروات حتى لا تلوثها ليكوب وجهها باليد الأخرى ، سُرعان ما جذبها من رأسها بيده لتستقر على كتفه ، قبَل خصلاتها بقوة لتحاوط “توليب” ظهره و هي تدفن رأسها بتجويف عنقه ، شعر بدمعاتها تسقط على قميصه ليبعدها قليلاً و هو يقرب ثغره من عيناها ليمسح دمعاتها بشفتيه مقبلاً عيناها برقة شديدة ، خارت قوتها عند تلك الحركة حتى كادت أن تسقط لولا قبصة ذراعيه على خصرها لتسند هي كفيها على كتفيه ، دةمت قبلاته لوقتٍ طويل و هو يوزعها على كامل وجهها و لم بغفل بالطبع عن كرزتيها ، أبتعد عنها بعد أن قبَل جانب ثغرها ليلتفت مجدداً للطبخ أمامه ، أغمضت عيناها و كأنها غير واعية ما يحدث لها ، بعد لحظات فتحت عيناها لتجمع أشلاء روحها التي بعثرها بقبلاته ، جلست على الطاولة أمامه مُربعة قدميها تحدج بما يفعل ، إختطفت منه جزر لتلوكه بفمها ، نظر لها “رعد” بحقد ليصرخ بها :
– هو أنا أعمل الأكل و أنتِ تخلصي عليه قبل م أعمله ، أنجري قومي ساعديني ..!!
وقفت قطعة من الجزر بحلقها لتبتلعها بصعوبة ، هزت كتفيها قائلة :
– أنا ماليش دعوة أنا بعاقبك دلوقتي ومش هساعدك في حاجة .
ضيق عيناه محدقاً بها بشراسة لتتحاشى هي نظراته أكمل وضع الخضروات على النيران لتنظر له “توليب” برجاء و هي تقول معتدلة بجلستها :
– رعد عشان خاطري سيبني أخرج لو سمحت ..
نظر لها بتفكيرٍ ليقول بنبرة جدية :
– السواق هيبقى معاكي أنتِ والزفتة ..
صفقت بظفرٍ ولكنها قطبت حاجبيها بقنوط و هي تقول :
– أنتوا لية متصالحتوش أنت وحلا ؟
لم يجيبها ظل يفعل ما يفعله بهدوءٍ ، نهضت الأخرى من على الطاولة لتلتفت وراءه محتضنة إياه من ظهره ساندة رأسها عليه ..
• • • •
ركضت نحو هاتفها لتهاتف “حلا” لتخبرها خروجهم ، ظلت دقائق ترن ولم يجيبها أحد ، و لكن حد الصفيرة الأخيرة كانت “حلا” تقول بنبرة بدى الحزن فيها جلياً :
– أزيك يا توليب ..؟
قطبت “توليب” حاجبيه بتفاجئ ، دق قلبها بخوف أن يكون أصابها مكروه لتستطرد :
– أنا الحمدلله ، مال صوتك ؟!!!
سُرعان ما صمتت السماعة حتى لا تسمعها “توليب” لتنفجر بالبكاء ، عندما أنقطع الصوت فجأة عِند “توليب” التي أخذت تصرخ بـ “حلا” كي ترد و لكن لا إجابة ، عندما أنتهت “حلا” من وصلة بكائها كفكفت عبراتها لتفتح الصوت مجدداً و هي تقول بنبرة ظهر بها بحة بكاء :
– معلش يا توليب الموبايل هنِج بس ، كنتِ عايزة حاجة ؟
لم تطمئن “توليب” لاسيما صوتها الذي بدا و كأنها كانت تبكي ولكنها قررت إغلاق ذلك الموضوع حتى تراها :
– طب يلا أجهزي عشان هنخرج أنا و أنتِ .. و السواق هيبقى معانا
طأطأت “حلا” بنظراتها و هي تقول :
– تقول لـ زين و أكلمك ..
ثم أغلقت بدون حتى أن تستمع لإجابتها ، ذهبت “حلا” لغرفتهم لتجده ينثر عطره على قميصه الأسود ثم شمَّر أكمامه ، لملمت “حلا” أشلائها لتخرج نبرتها قوية أكثر مما أعتقدت :
– أنا خارجة مع توليب ..
لم تستحسنه نبرتها التي بدت وكأنها تقول واقع أقرت به و لن تأخذ أستئذانه ، نظر لها عبر المرآة ليقول :
– خُدي السواق معاكي .
أنزوت شفتيها بسُخرية لتذهب نحو الخزانة مُخرجة ملابسها :
– سواق رعد هيبقى معانا .
– كويس .. في فلوس ع الكومودينو خوديها
عقَّب بنبرة فاترة ..
أخذت ملابسها لتلج لغرفة الملابسة صافعة الباب وراءه ، إنتقت بنطال طويل ضيق تعلوه بلوڤر شتوي ثم لفَّت وشاح حول رقبتيها ، رفعت خصلاتها الناعمة كـ ذيل حصان ثم أسدلت بعض الخصلات الرقيقة على وجهها ، أكتفت بوضع أكمر شفاه باللون الكشمير الرقيق ثم خرجت و لم تجده بالغرفة ، منعت سقوط عبراتها بصعوبة ..
• • • •
تكاد تُجزم أنها ليست طبيعية ، هندمت حجابها الأنيق و هي تنظر لنفسها برضا ، كانت ترتدي جيب باللون الأسود تعلوها بلوڤر شتوي أيضاً باللون النبيتي الرقيق ، لم تضع مساحيق تجميل البتة ، إنتعلت حذائها الرياضي ، لتخرج من الغرفة ، عبرت الدرج و هي تركض صوب”رعد” الذي كان يتحدث بالهاتف ، أرتفعا كِلتا حاجبيه بإعجاب و هو يواصل حديثه ، بينما هي تقف أمامه منتظراه ..
أغلق الهاتف ليحدجها بإعجاب بينما هي قالت :
– أنا همشي بقا هو إنت مش نازل ؟
أومأ قائلاً بتأكيد :
– نازل .. مش هتاكلي ؟!
نفت سريعاً لتودعه مقبلة إياه على وجنته ثم أخبرته :
– هنروح الأول نعمل shopping و بعدين تروح أي كافيه نقعد أنا و هي شوية بيدك بلا ع الكريدت كارد بسرعة ..
دوت صوت ضحكاته الرجولية ليقول بمزاح :
– دة أنتِ ناوية تفلسيني بقا ؟
أومأت بتأكيد ليدس “رعد” يده بجيبه ثم يخرج الفيزا ، أعطاها إياها و هو يقول بحنان :
– أشتري اللي أنتِ عايزاه يا زفتة ..
عاودت تقبيله على وجنتيه الأثنتان ثم سحبت منه الفيزا و هي تودعه ، أستقلت السيارة مع السائق الذي رحب بها ..
• • • •
بعد أكثر من ساعة ، كانتا يتجولان بالأسواق و بين الفينة و الأخرى كانت “توليب” تنظر إلى “حلا” الحزينة وباءت محاولاتها بالفشل في إخراجها من تلك الحالة ، أشترت “توليب” الكثير من الأشياء مثل العطور و المناميات و ملابس للخروج و لكن وقعت عيناها على فستان كاد أن يودي بعقلها ، لكزت “حلا” في كتفيها لتنظر لذلك الفستان الذي أمامها ، كان باللون الكشمير يصل لما قبل الفخذين من الأمام ومن الخلف يتدلى لما بعد الركبتين ، عاري الظهر تماماً مما جعله أكثر إثارة وجمال ، ذهبت نحوه “توليب” فوراً لتسحبه ، ذُهلت “حلا” من جماله لتقول :
– جميل أوي ما شاء الله ..
أبتسمت “توليب” لتضمه إلى أشيائها ، لاحظت عدم شراء “حلا” أي شئ ، أنتقت لها فستانٍ أنيق لتريه إياه و هي تقول بحماسٍ :
– أيه رأيك ؟
نظرت “حلا” للثوب بحزن لتأخذه من “توليب” ، نظرت لمدى رقته فـ قد كان يلُف حول المنكبين و يصل لما قبل الركبة بفتحة ظهر على شكل قلب ، كان باللون البنفسجي .. اللون المفضل لها ، و لكنها أعادته بإنكسار إلى “توليب” و هي تقول :
– معجبنيش ..
حدقت بها “توليب” بسُخرية ، أتظنها غبيه ؟ هي رأت بريق عيناها عندما نظرت للفستان ، أخذته “توليب” لتضعه بـ عربتهما بدون حرف ثم أكملت تسوقها ..
توترت “حلا” عندما تذكرت أنها لم تأخذ نقود ذلك اللعين قاصدة ، هو غبي .. لا بل أغبى شخص على الكرة الأرضية بأكملها ، أيظنها ستأخذهم حقاٌ ؟!!!!
أكملت سيرها مع “توليب” التي ملئت عربتها بالأشياء ..
• • • •
بعدما أنهوا تسوقهم أستقلوا السيارة ثم ذهبوا إلى كافيه بجوار البحر الذي كانت نسماته الخفيفة تضربهم برفق ، أخذت “توليب” ترتشف قهوتها بتلذذ لتبدء حديثها قائلة :
– أفهم بقى اللي حصل من الأول خالص خالص ..
نظرت لها “حلا” بحزن ، لم تستطع منع دموعها من الأنسياب على وجنتيها بحرقة ، و سرعان ما تحولت عبراتها إلى شهقات باكية ، أحتضنتها “توليب” لكي تهدأ لتبدأ الأخرى بـ قص كل ما حدث من البداية ، كانت تتحدث بصعوبة و هي بين الفينة والأخرى تشهق ببكاء ، كانت “توليب” تسبه بغلٍ ، لو رأته الأن ستنقض عليه لتلكمه بمنتصف وجهه ..
تنهدت “حلا” بحرارة لتقول لـ “توليب” برجاءٍ :
– توليب روحيني لو سمحتي ..
أومأت “توليب” بصمت لتدفع الحساب ثم نهضا كلتاهما ذاهبين نحو السائق و هي تسند “حلا” التي شعرت بوخزٍ كبير في قلبها ، أستقلا السيارة ليذهبوا صوب بيت “حلا” أولاً ..
• • • •
ترجلت “حلا” من السيارة لتودع “توليب” بنبرة مُنهكة ثم صعدت عبر المصعد ، وقفت أمام الباب لتلعن نفسها عندما تذكرت أنها مجدداً لم تأخذ نسخة لمفتاح ذلك السجن ، سمعت باب الجار الذي بجانبهم لتلتفت له ، طالعها “آسر” بتهذيب زائف و هو يقول مزاخ ماكر :
– الظاهر أن حضرتك نسيتي المفتاح بردو ..
أبتسمت “حلا” بسُخرية لتومأ ، كان رأسها يكاد ينفجر من ليلاحظ هو ذلك مما جعل تلك فرصته الذهبية في العرض عليها بالولوج عندما قال :
– طيب أتفضلي أرتاحي شوية لحد من ييجي ..
لم تمانع “حلا” كالمرة الأخرى فـ هي حقاً تشعر بإنها ليست طبيعية ، تنحى هو جانباً و عيناه برقت بـ شر ، كادت هي أن تهِم بالذهاب نحوه و لكن قاطعها باب المصعد الذي فُتِح ريقة فجة علمت من خلالها “حلا” من صاحبها ، ظهر “زين” الذي كان ينظر إلى “حلا” القريبة من شقة ذلك القذر الذي سيفصل رأسه عن جسده الأن ، و بحركة أندفاعية أزاح “حلا” من أمامه ليقف بمواجهة “آسر” الذي أزدرد ريقه بتوجس ، و بلحظة كان “زين” يسدد لكمة شديدة العنق إلى فك الأخير ، أطرحته اللكمة أرضاً لتصرخ “حلا” بصدمة مما فعل لتزمجر به :
– زين بـس !!
أنحنى “زين” بجزعه إلى “آسر” الذي كان يتآوه من الألم ليهمس له ببرودٍ :
– إنا حذرتك قبل كدة أنك حتى ترمي السلام عليها ولا ترفع عينك بس !!! و أنت الظاهر فاكرني بهزر !!!
أعتدل بوقفته ليركله بقدمه أسفل معدته مما جعل “آسر” يتكور حول نفسها متآوها بحدة ، أمسكت “حلا” بـ “زين” من ذراعيه و هي تترجاه :
– زين عشان خاطري سيبه ..
ألتفت لها “زين” بوجهٍ جامد ، وقع قلب الأخيرة أرضاً من نظراته التي تقدح نيران و لَهب متأجج لاسيما عندما قال بنبرة جعلت رجفة باردة تسير بجسدها :
– هنتحاسب جوا !!!!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية انت ادماني)