رواية دموع ممنوعة الفصل الرابع عشر 14 بقلم هناء النمر
رواية دموع ممنوعة الجزء الرابع عشر
رواية دموع ممنوعة البارت الرابع عشر
رواية دموع ممنوعة الحلقة الرابعة عشر
الطبيعى أن تحاول كل امرأة الفوز بالرجل الذي تريده ، وإن كانت تملكه ، فمن الطبيعى أن تحافظ عليه بشتى الطرق ، لكن الوضع مختلف جدا مع فريدة ، فهى لم تملكه لتحارب من أجل أن تحافظ عليه ، وليست متأكدة من أنها تريده من أجل أن تحاول أن تفوز به ، كل ما يحدث لها هو اضطراب فى كل الأساسيات التى بنت نفسها عليه ، فهى لم تترك قلبها ابدا لرجل ، ولم تسمح لأى أن كان أن يقترب ، لكن مع عادل الأمور مختلفة ، فهى تشعر سيطرتها على نفسها تذهب أدراج الرياح فى وجوده ، تشعر بأن قدرتها على أبعاده تقل ، وهذا بالفعل ما كانت تخافه ، أن تغرق أكثر في بحره ، فهى تحتاج لكل ذرة فى قوتها لتنهى ما بدأته ، لكن الآن ماذا سيحدث معها .
********
فى داخل مكتب الشئون القانونية فى مبنى وزارة التموين ، تجلس فريدة على مكتبها وبجانبها الكاتب يباشر عمله ، وأمامها أحد الموظفين لتكمل معه التحقيق ،
…. كل الأوراق اللى قدامى بتقول انك طلعت الطلبية من غير امضائات كفاية ، يعنى المفروض أنك مختلس ، يعنى لازم القضية تتحول نيابة عامة …
…ارجوكى ياأستاذة فريدة ، انا كدة هتسجن ، وولادى هيتشردوا. …
… مفيش بأيدي حاجة اعملهالك …
…والحل ، الله يخليكى ياست هانم …
…اسمع ، فى حل واحد ….
…الحقينى بيه …
…قسيمة الخروج ، لو قدرت تتصرف بقسيمة خروج رسمية بنفس التاريخ ، وتمضى عليها المورد ….
…لو على القسيمة ، اقدر اعملها ، وعم مسعد موافق انه يمضى على الحاجات اللى استلمها منى ، المشكلة أن المدير هو اللى رافض يمضى ويطلع الختم من عنده …
….سيب موضوع المدير عليا ، هاتلى القسيمة بس وانا هتصرف …
…حاضر ، ربنا يخليكى ياست هانم. ..
…تقدر تتفضل انت وهاتهالى بكرة …
دخلت مشرفة المجموعة
…أهلا يامدام نهلة …
…أنتى هنا ليه يافريدة ، ومين سلمك التحقيق ده …
…براحة بس ، هو فى ايه …
…فى انك عروسة يافريدة ، قومى يلا اتفضلى …
…خضتينى والله ، انا اللى طلبت استلم ، وبعدين انا بقالى 10 أيام ، كفاية عليا …
…أنتى هبلة ولا ايه ، هى حد يقول للعسل كفاية ، قومى يلا ، ليكى 10 أيام كمان ، تيجى تمضى وتمشى …
…هههههههههههههههه ، ياسلام على الدلع …
…أه طبعا ، ياما شلتيهم ، خليهم هم يشيلوكى شوية …
…ماشى ياستى ، حاضر …
**********
عادت للمكتب مرة أخرى ، فالبطبع لا تريد العودة الفيلا بأى شكل ، امضت فى المكتب أكثر من 5 ساعات ، حتى أصبحت الرابعة والنصف ، ومازالت لا تريد العودة ،
اتصل بها عادل ليسألها عن مكانها ، وهل وصلت للبيت أم لا ، أخبرته أنها مازالت لديها عمل لتنهيه ، وأنها غير جاهزة للعودة للبيت الآن ، أحس عادل بما بعتليها من ضيق داخلها ، سمح لها أن تبقى ، وأنه سيمر عليها بعد ساعة ، ليتناولا طعامهما فى الخارج سويا ،
… هو احنا رايحين فين ؟
…إيه ، خايفة لأخطفك . ..
… هتخطف مراتك …
… اعملها على فكرة …
…ياسلام ، بالمناسبة قولتلهم ايه فى البيت …
…قولتلهم أن جاتلنا عزومة مفاجئة …
… وهنروح فين دلوقتى. ..
…خلاص ، وصلنا …
كانت السيارة قد أبتعدت تماما عن العمران ودخلت أحد المزارع الشاسعة ، وصلت لأحد المبانى فى منتصفها ، كان مبنى واسع جدا من دور واحد ، شكله بسيط من الخارج ، من الداخل عبارة عن صالة كبيرة ب أثاث راقى تربط أربع غرف ببعضهم ، فى نهاية الصالة يوجد ركنة واسعة إلى حد ما مصممة كمطبخ تحضيرى مكون من دوران رخام يحوطه بعض الكراسى المرتفعة ، تبدو من بعيد كأنها بار للمشروبات ،
… هروح أعمل حاجة نشربها لحد ما الأكل ييجى ، وانتى خدى راحتك ، تابعته بعينيها حيث ذهب لأحد الكراسى ، وضع جاكت بدلته عليه ثم فتح بعض أزرار قميصه ، ثم أزرار الاكمام وطواها لأعلى ، خلع حزائه وشرابه أيضا ، وبدأ يتحرك حافي القدمين باتجاه المطبخ ،
اندهشت من طريقته فى التكيف مع المكان ، لكنها اتجهت لنفس الكرسى وفعلت المثل ، خلعت الطرحة والجاكت الخارجى والحزاء أيضا ، واتجهت إليه وجلست على أحد الكراسى الموجودة أمام الرخام ،
كان عادل يتحرك بثلاثة جيدة فى المكان وكأنه مكانه الفعلى ،
…بيت مين ده …
…هيكون بيت مين يعنى ، بيتى …
…أنت عامل لنفسك صومعة بعيد عنهم …
… ههههههههه ، صومعة مرة واحدة ، لا ياستى للدرجادى ، ده كان بيت أبويا ، اصله كان شارد شوية عنهم ، وكان بيسيب البيت كتير …
انتهى من عمل النسكافيه ، وضع أحد الأكواب أمامها والكوب الآخر أمامه وجلس فى الجهة المقابلة ،
…أنتى كلتى أى حاجة ن الصبح …
…أه متقلقش ، عملولى عزومة فطار انهارضة بمناسبة رجوعى. ..
…كويس ، شكلهم بيحبوكى. ..
…الحمد لله ، وانت ، أكلت حاجة ، انت مبتفطرش اصلا ، …
…الصبح ، لا ، بس بأكل أى حاجة على الساعة 11 كدة ، بفكر انا مجدى دايما هناك ، لكن لو فى الكلية ، باكل اى بسكوت مع شاى وخلاص …
…أنت صحيح هترجع امتى …
…بعد يومين ، واخد 15 يوم ياستى …
..الله يساهلك، ووافقولك على 15 يوم ….
..هو انا اللى عملتها ، انا لقيت عمى اللى جايبلى ورقة الإجازة ، أذاى، ومين اللى عملهاله ، معرفش.. ..
….راجل طيب عمك أكرم ده ….
…ماهو خالك انتى كمان …
صمتت فريدة ولم ترد
…فريدة ، لو قلتلك أنى حاسس أنى بتبعدى عنهم ، صح ولا انا غلطان …
…سيبك من الموضوع ده ياعادل ، وقوللى ايه لازمة العزومة الجميلة دى …
قبل أن يجيب ، رن جرز الباب ،
…الأكل جه ، طلبته قبل ما أوصل عندك …
استلم الاوردر وبدأ فى فتحه وتجهيزه ، قامت من مكانها لتساعده وبدأت فى فتح العلب ،
بدأ الاثنان فى تناول الطعام ، رغم قلقها من الموقف بكامله، بدأ توترها يقل من معاملته البسيطة وعدم التلميح لأى نية نحو أى شئ ،
وفجأة وهم يتناولوا الطعام ، سألها
…امبارح، لم قولتيلى أن انا اللى نويت أنهى علاقتنا ، كنتى تقصدى ايه ،، تقصدى ميس ،،
تجمدت فريدة وتوقفت حركة فمها عن المضغ ، لكنها لم ترد ، تابع ما يقول
… احنا تلاتة بس اللى شايلين اسم العيلة ، انا ومجدى وعصام ، عشان كدة جدى كان رافض أن أى واحد فينا يبعد نهائى ، حتى فى الجواز ، صمم يجوز كل واحد فينا واحدة من بنات عمو، مجدى وعصام ، كان قدامهم فرصة يختاروا ، لكن فى وقتى ، مكانش متاح غير سهام ، للأسف كانت نصيبى انا ، نصيب مقدرتش ارفضه ، أو بمعنى أصح مقدرتش اصمم على رفضى ،
مع الوقت اتعودت عليها ، لكن للأسف إلى مقدرتش اتعود عليه تقليدها لأمى وأنها تحكيلها كل حاجة بتم بينا، وللأسف فى الآخر كدة تحررها زيادة عن اللزوم .بقى الخناق والمشاكل بينا مبتنتهيش ، كرهت وجودى فى البيت ، وبقيت طول الوقت برة ، يافى الشغل ، يااما هنا مع بابا ، خاصة أن فى الفترة الأخيرة كان تعبان اوى ،
أبويا مات ، وجدى تعب اوى من زعله عليه وسافر ، وعمى اتشغل اوى فى الشغل ،
بدأت أحس بالوحدة مع المشاكل اللى كنت فيها مع سهام ، ومشاكلى مع ماما .
فى الوقت ده ، ظهرت ميس ،…
عند سماع الاسم رفعت فريده وجهها له ، منتظرة الباقى
….اتعينت عندى فى المصنع بسبب مشاكل فى الحسابات ، هى فعلا عملت شغل كويس فيها ، بس الشغل الأكبر كان عليا انا ، اهتمام وحب ومواساة ، زى ما انتى عايزة ، وزى ما الكتاب بيقول ، مكانش عندها مشكلة خالص أنى متجوز ، كانت مقضياها معايا على أمل أنى أطلق واتجوزها. ..
سألته …مقضياها معاك يعنى إيه …
…بصراحة ، كل حاجة متاحة ماعدا العلاقة الفعلية …
…ومازالت كدة لحد دلوقتى؟
…هتصدقينى ؟
…وايه يخلينى اكدبك، انت اللى اتكلمت لوحدك ، مش انا اللى طلبت …
…أنا بعيد عنها من يوم ما عرفتك …
…من يوم ما عرفتنى …
…أيوة ، تقريبا من تانى مرة اتقابلنا فيها ، ومشوفتهاش من يوم ما اتجوزنا غير مرة واحدة فى المصنع …
حاولت فريدة سبر اغواره من عينيه لكنها لم تلقى نجاحا بينا فى ذلك ، فقررت تأجيل التفكير لوقت لاحق ، لتدعه الآن يخبرها بما يشاء ،
… فريدة ، انا مكنتش مخطط لأى حاجة حصلت ، كلها لحظات قوة على لحظات ضعف ، طريق اترسملى ومشيت فيه …
…وانت سعيد وانت بتقول كدة …
..اكيد لأ ، بس مش بأيدي …
…أنا مبحبش السلبية ياعادل ، مش هقولك أن كل حاجة حصلتلى كانت بأيدي ، لكن على الأقل كل حاجة انا عملتها ، كنت أنا اللى بحددها وانفذها بالشكل اللى انا عايزاه. ..
أنهت آخر كلماتها ورفعت الطبق الخاص بها ورمت به فى السلة ، غسلت يدها وبدأت فى تجهيز الشاى ، فهى من عاشقى الشاى بعد الطعام ، كل هذا وهو يتابعها بعينيه ، وهو يفكر فيما قالت ،
لكنه فاجأها بما لم تتوقعه منه ، والآن بالذات
…انا اسبابى واضحة فى جوازى منك ، وأعتقد أنها مقنعة ، لكن انتى ، مش مقتنع ابدا بأسبابك فى جوازك منى ، انتى وافقتى تتجوزينى ليه يافريدة ؟
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية دموع ممنوعة)