رواية الصندوق الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم الهام عبدو
رواية الصندوق الجزء الحادي والأربعون
رواية الصندوق البارت الحادي والأربعون
رواية الصندوق الحلقة الحادية والأربعون
#أتخجلين_بي
نظر سالم داخل عينيها من جديد غير مصدق لما باح به قلبها أخيراً و خاصةً في وقت كهذا غير متوقع بالمرة !!
سالم : تُري لمَ أنا مدين بتلك الكلمات الجميلات كالسحر ؟!!
ابتسمت كاريمان و قالت : أنت لست مدين لأحد بل أنا التي أصبحت أراك بعيونٍ مختلفة في كل يوم .. أحببت محبتك لي و تقديرك و انتظارك، أحببت صبرك الكبير .. لا أنسي أنك حتي في وقت الغضب و الخصام حملت في عينيك الحب و عرفتني أنني لا أهون !! أعطاني احتمالك و حبك شعور الأمان ..
شد سالم علي يديها اللتين بين يديه و قال : لن أنكر أنني غضبت كثيراً من ردك المتكرر لي لكن الحب لا يعرف الكراهية و لا الهوان، ستظلين داخل قلبي و عقلي .. غالية و ثمينة و فريدة، ليس مثلك في نظري بأي زمان و مكان !!
كاريمان : و أنت فريد عندي ايضا و لكن .. لا تظن أن اعترافي هذا لأنك بطل حاربت الاحتلال أو لأنك ظهرت أمامي قوي و شجاع
سالم بابتسامة : إذا لمَ يا أميرة ؟!
كاريمان : بل لأنك في وقت الخطأ نادم و في طريق الشر غير مقبل و في محبة الأحباء ثابت و صادق و في وقت الخطر و الشدة صديق و سند .. عندما تخطئ تعترف و عندما تحب تبوح ..
سالم : كم أخذتِ قلبي ربعاً يليه ربع حتي ملأتِ الغرف الأربعة بالدماء التي تحن لكِ و تجري مسرعة في قربك .. باعترافك هذا غيرتِ رائحة الهواء من حولي كأنه أصبح يحمل رائحة الزهر و برغم ما حدث من سوء جعلتِ صدري متسعاً و مقبلاً و مستعداً لمجابهة كل ما هو آت ..
نظر منصور بك من النافذة فوجد منظر العاشقين من بعيد فلم يرق له وقوفهما هكذا ثم جاء عزيز ووقف بجواره يراقب أيضاً و قال
عزيز : ألم أقل لك يا أبي .. هما عاشقان !!
منصور بك : قلت لي من قبل عن ذلك الطبيب ايضاً
عزيز : و هل كان كذباً .. جاء للخطبة و شاهد الهمز و اللمز و لم يفعل شيئا فانتهت علاقتهما .. أنت تعرف كاريمان و عزتها!! بالطبع لم تقبل ما فعل !
منصور بك : و سالم ؟!
عزيز : سالم يحبها منذ زمن و أراه أفضل من ذلك الطبيب الفقير البائس !!
منصور بك : سالم رجل أقدره و احترمه كثيرا لكنه أيضا لا يناسبنا !! تقدم لخطبتها أمراء عديدون لكنها في المرتين التي اختارت بها أمسكت بيد رجلا من العامة !!
عزيز: تلك ابنتك و اختياراتها فهل ستعارض علاقتهما ؟!!
منصور بك : الوقت غير مناسب فنحن اوشكنا علي السفر لكنني حتما سأتناقش معها في الأمر ..
عزيز : ليكن …
__________ بقلم elham abdoo
كاريمان : برغم أننا علي الاقل لن نُعدم لكن السفر هرباً لجزيرة بعيدة شئ قاسي بعض الشئ ..
تأوه سالم و قال : نعم .. أمي هي سبب حزني الكبير .. كم أود رؤيتها قبل السفر لكن التأخير ليس في صالحنا و مجيئها سيتطلب وقتاً
كاريمان : كما أن مجيئها إلينا يعد خطراً
سالم : نعم .. و لكنني اشتقت لها كثيراً من الآن، لا أعرف كيف ستمر الكثير من الأيام بدونها، النظرة في وجهها لا تقدر بثمن !!
كاريمان : والدتك سيدة قوية جدا .. ربما تأتي هي إليك و لو علي سبيل الزيارة!!
سالم : يا ليت .. أحبك و أحبها بنفس درجة الجنون مع اختلاف طعم الحب
كاريمان : نعم .. اعرف لكنها لا تحبني و حاولت مؤخراً أن تجد لك عروس .. أتتذكر؟!
سالم: نعم .. هي فعلت ذلك ليس لأنها لا تحبك بل لانها تعلم برفضك المتكرر سابقا!!
كاريمان : هل كنت تقص عليها كل ما يحدث بيننا
سالم : ليس تماما لكنها في كثير من الأحيان لا تحتاج للتحدث إليَّ كي تفهم !! بل تفهم من ذاتها دون أن يخبرها احد
كاريمان: أنا أعلم أن السيدة بثينة قوية و ذكية كثيراً
سالم : نعم.. تلك حقيقة
صمتا بعد ذلك الحديث لكن أيديهما ظلتا متشابكتين و عيونهما واصلت الحوار و قلبيهما ضخا الدم علي وتيرة متناغمة حتي جاء عزيز فأحسا بوقع قدميه ع العشب فتركا أيدي بعضيهما و التفتا اليه فقال : لنذهب الآن لأن العربة تنتظرنا و امامكما العمر بأكمله يا زوجي اليمام !!
ابتسما له ثم ذهبا من خلفه بينما كان منصور بك داخل العربة في انتظارهم
_______بقلم elham abdoo
عند دخولهما العربة رمقهما منصور بك بنظرة حادة بعض الشئ فجلست كاريمان بجواره بينما جلس سالم في مقابلهما بجوار عزيز ..
و مع نزول شمس الاصيل إلي ماء البحر و كأنها ستنام داخله، وصلت العربة إلي منزل صغير أمام البحر في مدينة الإسكندرية، بالرغم من أن حفيظة هانم تمتلك عدة منازل في الإسكندرية لكنها اختارت لهم هذا المنزل الصغير البعيد الذي يملكه أحد عامليها احتياطاً من نبش ذلك الضابط خلف اي خيط يصله بهم !!
نزلوا ثم دخلوا للداخل فوجدوا غرفتين فقط للنوم فبقي عزيز مع سالم في غرفة أما كاريمان فبقيت مع والدها و جميعهم كانوا في انتظار الرجل الذي سيجلب لهم تذاكر السفينة التي سيرحلون عليها ..
_______بقلم elham abdoo
في قصر ياقوت بك جلست فاتن في حزن و كآبة علي أحد الكرسيين المقابلين لمكتب خالتها التي جلست علي رأس مكتبها لتكتب خطاباً لوالدة سالم كما اتفقت معه كي تعّرفها بكل ما جري ..
أثناء ذلك قالت فاتن : هل فعلتِ ذلك عمداً يا خالتي ؟!
رفعت حفيظة هانم عينيها من الخطاب و أوقفت الكتابة ثم قالت: ماذا فعلت ؟!
نظرت لها فاتن بلوم و لم ترد
حفيظة هانم : أتقصدين عزيز ؟! و قصة ابتعادك عنه ..أليس كذلك ؟!
فاتن بانفعال : نعم.. لم تنطلي عليَّ الحجة التي وضعتها فمن الممكن قول أنني سافرت للخارج للعلاج أو للدراسة أو أي شئ و حتي إن شك ذلك الضابط بشئ فعليه أن يثبت أولا !!
حفيظة هانم بلطف : عزيزتي .. وحيدتي.. ألم تلاحظي لا مبالاة خطيبك .. هذا الشاب لا يحبك و انا أم و أشعر بهذا … لم يعترض حتي أو يظهر عليه بعض التأثر لفراقك، راقبته جيداً .. اتعرفين .. إن أصر أو شعرت بتمسكه بكِ لكنت سمحت لك بالسفر معه و لكن في وضع كهذا لا أتركك تذهبين معه بعيداً هكذا .. لا أطمئن عليكِ معه
ردت فاتن بغضب مما سمعت : هذا ما تظنينه فقط لكنه يحبني و انا واثقة من ذلك .. ألم تري ما فعله حين اختطفوني ؟!! لم تري كيف استقبلني بشوق ؟!!
حفيظة بتهكم : بدليل أن سالم هو من وجدك !!
فاتن : ألم يكن يبحث عني في كل مكان أيضاً .. نعم وجدني سالم قبله و لكن لا تنسي أن سالم يعرف المكان أكثر و له نفوذ اكبر هناك
حفيظة هانم : يا ابنتي .. انا أتمني لك أن تعيشي كملكة مع الرجل الذي يحبك و يقدرك و عزيز هذا .. سامحيني و لكنه ….
فاتن : لا تكملي … أنتِ وضعتِ في عقلك أنه شخص سئ و لذا لا ترين به الا ما تريدين !!
أيقنت حفيظة هانم أن حديثها هذا لن يغير شئ فقالت و هي تعيد امساك القلم الفحمي من جديد لتكمل الرسالة : ماذا تريدين الآن.. هل ألحقكِ بهم ؟!
قفزت فاتن بسعادة و قالت : هل سيسعفنا الوقت ؟!
حفيظة هانم: السفينة أمامها يومين علي ما اظن فيمكنك السفر إذا أردتِ و لكن للمرة الأخيرة سأنصحك .. اتركيه يسافر من دونك لتعرفي قيمتك عنده، هل سيفتقدك و هل سيحاول التواصل معك بأي شكل؟! هل سيحاول العودة بأقرب فرصة أم لا ؟! تلك فرصة لا تعوض لاختباره
فاتن : لا .. أنا لن أختبره فمازال حديثاً عنده التعلق بأحد لذا سأصبر و سأجعله لا يغيب عني للحظة و سألحق به
حفيظة هانم بغير رضي : أنتِ تعرفين أنه سيفشل ان اختبرته و لذا تغالطين نفسك بهذا الكلام و لكن كما تريدين تذكري أنني حذرتكِ يوماً
فاتن بغير اكتراث: سأتذكر و لكن و أنا سعيدة معه في وسط أطفالنا !!
أغلقت حفيظة هانم الخطاب بعدما أنهته و قالت لها : أتمني ذلك من صميم قلبي فقد بذلت كل ذلك الجهد لتهريبهم من أجلك..
فاتن : سأذهب الان لأعد حقيبة تليق بهجرة طويلة ..
حفيظة هانم بأسف : و هو كذلك.. ارسلي لي فائقة لتأخذ ذلك الخطاب و تعطيه للحراس أمام الباب ليرسلوه خطاباً مستعجلاً ..
فاتن : تمام ..
_________بقلم elham abdoo
في المساء جلس منصور بك في الشرفة المطلة من غرفته علي البحر و في يده كوب الشاي، أقبلت كاريمان و جلست علي كرسي آخر مقابله فقال
منصور بك : أري تقارباً ملحوظاً بينك و بين سالم .. ما الخطب ؟!
برقت عيني كاريمان ثم أجابت قائلة : نعم .. حدث بيننا تقارب بفعل الاحداث الأخيرة..
منصور بك : إلي أي مدي وصل هذا التقارب ؟!
كاريمان : لنتحدث بصراحة كعادتنا يا أبي .. هل رأيتنا اليوم معاً قبل سفرنا في الصباح ؟!
منصور بك : نعم .. كنتما متقاربين و ممسكين بأيدي بعضكما البعض و عيناكما لا تري شيئا حولكما !! لم يعجبني ما رأيت فقد تخطيتما حدود اللياقة !!
شعرت كاريمان بالاحراج ثم تحشرج صوتها حين قالت : يا أبي .. كانت لحظة تأجلت مرات عديدة و في المستقبل القريب سيكون هناك اسماً لما بيننا كي لا نصبح خارج حدود اللياقة !!
تعجب منصور بك و قال : أنت متخذةً للقرار و عاقدةً للعزم!! مثلما فعلتِ من قبل في قصة الطبيب!.. أليس كذلك ؟!
كاريمان : آسفة يا أبي، لم أقصد في أي وقت أن أتعداك لكن تلك الأمور أحيانا تتطور دون منطق أو حسابات !!
منصور بك : أصبتِ .. لم تُعملي عقلك في المرتين و لم تأتي لطلب مشورتي في المرتين أيضاً !!
كاريمان : هل موقفك من سالم مثل موقفك من إيفان؟!
منصور بك : بالطبع لا فسالم يختلف عن ذلك الطبيب لكن سالم ايضاً لا يعد مناسباً !!
كاريمان : لأنه ليس من عائلة عريقة، لم يدعي اميراً أو من الأصول الشركسية .. أليس كذلك؟!
منصور بك : لن أراوغ و سأقولها لكِ.. نعم
كاريمان : كانت تلك وجهة نظري في البداية و رددت أمامه بابي عدة مرات فاحتملني و استمر بمحبتي، عندما هجم عليَّ عزيز أنقذني من بين يديه و عندما تهامس الناس يوم الخطبة دافع عني أمام الجميع، قد أجد أميرا أو رجلا من السلالة الشركسية يليق بنا لكنني لن أجد شخصاً يحبني و يقدرني مثله..
منصور بك : كلامك أصبح يحمل حباً كبيراً له و بدفاع مستميت !
كاريمان محاولةً استمالته و اقناعه : يا أبي. تعلم أن وجودك دائما يمثل لي الطمأنينة و الأمان، عندما ذهبت لأسوان كان هو في مكانك .. وجوده يطمئنني و هذا شعور لا يتكرر الا نادراً ..
منصور بك : لن أرغمك علي اتباع رؤيتي للامور و لكنني أطلب منكِ التريث قبل اتخاذ القرار .. ذلك زواج و حياة كاملة ستعيشينها ..
ربما فكرة أنكِ ستبتعدين عن عالمك أعطتكِ تشجيعاً لتقبلين به رغم موضوع وصيفتك التي جعلها خطيبته في السابق و لكن قد يتغير الوضع و تعودين فهل ستكونين مستعدة لمواجهة وسطنا و عائلتنا و ما سيقال؟!
ابتلعت كاريمان ريقها و قالت : التفكير في تلك النقطة خاصةً أرهقني و جعلني أرده ثلاث مرات لكنني وجدت عنده أماناً و طمأنينة و محبة صادقة و لا أود خسارته رغم ما حدث
منصور بك : إذن ارتضيتِ بالوضع !!
كاريمان بصوت خافت : نعم …
منصور بك : انظري .. لا تتعجلي كي لا تندمي فيما بعد و فكري مجددا إذا أردتِ
كاريمان بقلق : أدخلت القلق و التوتر لقلبي مرةً أخري بعدما هدأت و ارتخت اعصابي
منصور بك : إن قررت السير معه فلن أعارضك و لكن لتتحملي مسئولية القادم بعلاقتكما
لم ترد كاريمان بعد أن اصابتها كلمات والدها بالقلق من جديد !!
___________بقلم elham abdoo
استمر الضابط هوارد في التحري و ظل يبحث عن أثر لهم حتي حل الليل و أضيئت المشاعل و لكن دون فائدة فأمر فرقةً منهم بالذهاب إلي مسقط رأس سالم حيث قال لهم : الذئب حينما يحاصر يذهب نحو مخبأه القديم !! .. أمرهم بالبحث هناك في كل مكان و ان يصنعوا كمينا له علي حدود البلدة من جميع الجهات حتي إذا فكر بالعودة يجدهم قبالته
بعدما اعطي أوامره عاد إلي المخفر مستاءاً فوجد اليوزباشي جلال فقال له : هل من جديد ؟! أود تقدماً في تلك القضية بأسرع وقت
اليوزباشي جلال : ليس بعد ..
هوارد : لا أريد رفع الأمر الذي أراه لرؤسائي !! هذا من أجل مصلحتك !!
جلال : هل هذا تهديد ؟!
هوارد : بكل تأكيد !! إن لم تتعاون معي في القضية فسأعرض الأمر علي رؤسائي و لن أخفي عليك ..حينها سيتم نقلك
رد جلال بانفعال: اذن … افعل ما تشاء و انا علي استعداد للنقل بكل ممنونية!!
ذلك الرد استفز هوارد فقال : اذن ابق في منزلك حتي صدور قرار نقلك !!
انصرف جلال غير نادم علي ما قال فهو لن يقبل بأن يعمل ضد الوطنيين لصالح المحتلين ..
إستدعي هوارد زوج من المخبرين و أمره بالتحري عمن ذهب اليه سالم و رياض في القاهرة ثم السفر للبحث وراء الأسباب هناك و من ثم العودة بالمعلومات ..
_________________بقلم elham abdoo
في اسوان انتظرت ثريا بقلق حضور باقي أفراد عائلتها للافتتاح حيث أن الليلة الأخيرة تمر الآن و هم غائبون إلي الان فتٌري ماذا يجري هناك ؟! قالت في نفسها : تري ما علاقة الانفجارات التي حدثت بتراجع كاريمان عن المجئ و هل لحبيبها الجديد سالم علاقة بما حدث !! هل م حدث كن توتر بسنه و بين الانجليز في الفترة الأخيرة دفعه لفعل مجنون كهذا !!! إذن ماذا وجدت كاريمان عند عودتها و لمَ تأخرت ؟!!
فكرت في السفر إليهم و لكن كيف ستترك الحفل لايفان و بسمة فربما يغيرون كل ما فعلته و يعودون للأفكار التقليدية التي رأتها و حتي لو تركت لهم كل شئ فقد تذهب هي لهم فيكونون هم في طريقهم إلي هنا و يفوتها الحفل و ما سيحدث به!! تملكتها الحيرة فقالت لفاضل الذي كان جالساً مع السيد أنور يدققان بالحسابات
ثريا : فاضل … برأيك هل تأخرهم حتي ذلك الوقت يعد طبيعياً ؟!
فاضل : بالطبع لا .. تأخروا كثيرا بالفعل و لم يتبقي علي الحفل سوي ساعات !!
ثريا : ماذا نفعل اذن ؟! شاركنا الرأي يا أنور أفندي ..
أنور: أري ضرورة معرفة ما يحدث و لكن ربما عدم ارسالهم خطاب لإلغاء الحفل يعد شيئا ايجابيا !!
رد فاضل بتعجب : و أنا أري العكس فلمَ لم يرسلوا خطاباً يطمئنونا به ع الاقل .. ربما هناك شيئا خطيراً منعهم !!
ثريا بقلق: مثل ماذا؟!
فاضل : لا أعرف لكن ما اعرفه عن كاريمان أنها ملتزمة في مواعيدها و محبة لعملها و لا يمنعها عن المجئ سوي ضرورة قصوي !!
ثريا بغضب: قلت لك في تلك الليلة لنبقي و لكنك لم تستطع الصمت!!
فاضل : و هل كنت أدري أن هذا سيحدث !!
أنور: اقترح أن نرسل خطابا أو شخصاً يعود لنا بخبر أكيد !!
ثريا : المشكلة أن كلا الاقتراحين سيحتاجان إلي وقت كي نعود منهما بخبر .. و لكن لا بأس .. هناك حل منهم يعد الافضل
فاضل : ما هو ؟!
ثريا : سنجهز عربة تنطلق بك الان إلي هناك و عند وصولك أيا كان ما ستجده أرسل لي لأطمئن و أنا سأبقي هنا لاتابع الحفل فلم يعد بإمكاننا الغاؤه بعد دعوة الضيوف و تجهيز كل شئ ..
تفاجأ فاضل من اقتراحها لكن لم يكن أمامه سوي التنفيذ فذهب علي الفور ليستعد ..
_______بقلم elham abdoo
في الغرفة التي جمعت سالم و عزيز، استلقي كلا منهما علي سرير و نظرا لسقف الغرفة في صمت ليكسره عزيز بعد دقيقتين قائلا: أتعرف .. منذ يومين لو قال لي أحد أننا سننام متجاورين بنفس الغرفة لكنت قلت له انه مجنون !!
ضحك سالم و قال : و أنا مثلك.. جمعتني الأقدار برجل مبتز و حقير في غرفة واحدة و لكن اتعرف شيئا؟!
عزيز : ماذا ؟!
سالم : فاجأتني بموقفك الوطني فقد كنت قلقاً من أن تشي بي أنا و اختك للضابط الانجليزي !!
عزيز بتهكم : هذه وجهة نظرك عني و هي لا تعنيني فأنا أعرف نفسي حق المعرفة و كل ما فعلت و لم يعجبك من قبل، كانت له أسبابه و مبرراته
جلس سالم علي السرير و قال بتعجب : و هل هناك مبرر لهجومك علي اختك بسكين أو هجومك علي إيفان و محاولة قتله و أخيراً ضحيت بالمسكينة فاتن كي يقتلها المختطفين لولا أننا تدخلنا في الوقت المناسب !! هل هناك مبررات لكل ذلك ؟!
عزيز : نعم ..فأختي ليست ملاكا كما تظن و دفعتني للجنون في تلك الليلة فلم أكن واعيا لما فعلت .. كانت لحظة جنون فحسب و لحسن الحظ أنك منعتني .. انا أعذرك فأنت متيم بها و بالطبع لن تري اخطائها!!
سالم : أنت مخطئ لأنني أعرفها جيداً و لامس قلبي كل مواطن ضعفها و تقبلها و لكن هل ستعتدي أنت بالالات الحادة علي كل من يخالفك؟!! سلوكك هذا إجرامي و يحتاج لمعالجة فورية !!
عزيز : ربما أكون عصبي قليلا و لكنني لا أرغب أبدا في أن أكون قاتلا فحاولوا ألا تغضبونني!!
سالم : علي الرحب و السعة يا عزيز بك !!
عزيز : أتسخر مني!!
سالم : بالطبع نعم أيها العصبي قليلا !!
عزيز : اذن لأعطيك دليلا علي حسن نيتي .. هناك معلومة تهمك كثيراً، قد تحزنك لكنها مهمة بالنسبة لك
سالم بفضول : ما هي؟
عزيز : والدي لا يروق له علاقتك بكاريمان و في الغالب سيحاول عرقلتها !!
سالم بتفاجؤ: غير ممكن !! أنت توقع بين الناس كعادتك !!
عزيز بسخرية : و ماذا سأستفيد ؟! ثم أنني أقول لك ما سيحدث مستقبلا فانتظر و شاهد !!
سالم : منصور بك يحترمني و يقدرني و مواقفه تشبه مواقفي فما المشكلة ؟!
عزيز : المشكلة في كون نسبك من العامة أي أنه ليس مثلنا
رد سالم ب انفعال : نفس السبب!! مرة أخري!! أتحسبون أنفسكم من طينة مختلفة عن سائر البشر أم ماذا ؟! لا أفهم !!
عزيز : و ما زاد علي ذلك موضوع الوصيفة التي خطبتها فقد فعلت خطئا كبيرا يا سالم !!
سالم : كاريمان كانت تردني لهذا السبب أيضا و لكنها تراجعت و قبلت بالوضع الراهن في النهاية .. مسألة وقت و سيقبل والدك أيضا ..
ضحك عزيز باستهزاء و قال : كاريمان تشجعت من اجل أنها ستبقي بعيدة عن مجتمعنا و عائلتنا فالوضع القادم يناسبها كثيرا و لكن هناك سؤال هام يخطر ببالي منذ رأيتكما بين الزروع !! و هو .. هل لو عدنا لحياتنا كما كنا..هل ستقبل بك و تعلن علاقتكما ام ستتراجع ؟!
نظر له سالم بشك بالغ و قلق لان كلامه لامس في عقله ما يعرفه مسبقا عن كاريمان و يجعله يصدق احتماليه صحة ما يقول .. قال له في هدوء يخفي نخراً في العقل : أنت تعبث بعقلي في أمور شديدة الحساسية .. لن اصغي لك !!
عزيز: كما تريد و لكن .. ليكن ما قلته و ستدرك صحته يوما ما دليلا علي أنني كنت أقول الصدق.. تصبح علي خير ..
عاد سالم ليستلقي علي سريره و هو مدرك تماما أن ما سمعه سيمنعه من النوم تلك الليلة!!
_________بقلم elham abdoo
استيقظت ثريا في بكرة الصباح و بدأت في جمع كل العاملين و إلقاء التعليمات عليهم، لاحظت غياب إيفان و بسمة من بين الحاضرين و قبل أن تسأل عنهم رأتهما قادمين معاً إلي الاجتماع ثم جلسا ضمن الموجودين دون كلمة واحدة ..
أثار كلامها دهشة إيفان فلم يتمالك نفسه و قال لها : في الحقيقة يا ثريا هانم أذهلني تخطيط سيادتكم للحفل!! هل سمعنا من قبل عن شراشف و ملاءات مشفي وردية اللون ؟! وهل سبق أن رأينا زي لطاقم طبي يتضمن أثواب حريرية للتمرجيات و معاطف ملونة للأطباء خلاف اللون الأبيض المتعارف عليه !!
ردت ثريا بثبات: ربما لم تسمع و لم تري من قبل لكنك ستسمع و ستري من الآن!!
ايفان : أخشي ان رغبتك في التغيير تدفعك لامور لا منطقية !!
ثريا : أعرف جيدا ما أفعل و ارجو منك الا تتعدي حدود وظيفتك كمدير الطاقم من الناحية الطبية !!
إيفان: اذن ذلك الاجتماع لا يخصني. لاستأذن من جميعكم ..
قام إيفان لينصرف بينما وقفت بسمة لتتبعه فانفعلت ثريا عليها و قالت: هل نسيتِ انكِ ضمن طاقم التمريض يا بسمة ..عليك سماع باقي التعليمات و تنفيذها ثم استلام الزي الخاص بكِ و التأكد من قياساته!!
اومأت بسمة بالموافقة بينما لم تٌسر ابدا من الشكل الذي بدي عليه المشفي !!
_________بقلم elham abdoo
في الإسكندرية استيقظت كاريمان أولا و ذهبت للمطبخ لتري ماذا هناك من طعام لتعده للإفطار فوجدت عدد من البيض محفوظ في إناء من الفخار و مجموعة من الخضروات و الفاكهة موضوعه في سلة خشبية مفرغة و هناك أيضاً خبز في سلة أخري و علي الجانب الاخر وضِعَ الموقد و بجواره إناء خشبي صغير مغطي بقطعة قماش بيضاء نظيفة، أزاحت القماش فرأت جبناً طازجاً تم وضعه البارحة بكل تأكيد .. الطقس البارد و المنزل الذي علي البحر ساعدا في بقاء كل تلك الاطعمة علي حالها منذ أمس ..
بحثت عن آنية مناسبة لتحضير البيض و بعد ذلك بدأت في تقطيع الخضروات و الجبن ..
استيقظ بعد ذلك عزيز و بعد أن استحم و ابدل ثيابه لحق بها و بدأ بعصر ثمار البرتقال لصنع شراب طازج علي الإفطار ثم بعد قليل أقبل سالم بوجه متغير و طقس غائم و ألقي عليهما تحية الصباح بفتور فقالت له كاريمان : ماذا بك ؟!
سالم : لا شئ .. أحزن لأجل أمي فحسب !!
عزيز : ربما عليها القدوم إليك في وقتٍ لاحق ..
سالم : هذا احتمال ضئيل لكن ربما .. ماذا حدث .. أتعدين الإفطار بنفسك يا أميرة!!
كاريمان : لا تهزأ فهذا ما يطلبه الموقف الراهن. و هاك تري أن نتيجة محاولاتي في إعداد البيض المسلوق و تقطيع الجبن و الخضروات ليست سيئة، فتلك من المرات المعدودة في حياتي التي أعد بها الطعام !!
عزيز :و انا أعددت عصيراً من البرتقال الطازج سيجعل مزاجكم في أعلي درجة و سينسينا الظرف الذي نمر به و اننا ع وشك الرحيل !!
كاريمان : نعم .. رائحة البرتقال أنعشتني بالفعل حتي قبل أن أتذوق منه !!
سالم : أنا سأعد شاياً لأن عندي بعض الألم في رأسي .. هل يريد أحدكما كوباً معي ؟!
عزيز : بالطبع لا .. ساتناول البرتقال الطازج
كاريمان : أبي يحب الشاي مع الإفطار.. سيكون لطفا منك إن أعددت له كوبا معك
اوما سالم بالقبول و بدأ بإعداد الشاي بينما حاول ابعاد نظره عنها ريثما يستقر عقله عما سمعه ليلة أمس من أخيها!!
________بقلم elham abdoo
قلب السيدة بثينة كان متوجساً و شاعراً بقلق حول سالم بالرغم من أنها تعودت غيابه لفترات طويلة وصلت احيانا أكثر من شهر بسبب أسفاره و تجارته لكن منبع قلقها كان غياب تلك الأميرة عن حفل مشفاها و مصاحبة ذلك لغياب سالم خاصةً و انه ذكر في خطابه الأخير أنه قادم في خلال يوم او يومين علي الاكثر لكنه لم يأت و لم يبعث خطابا اخر يعلل سبب غيابه!!
تركت أمينه في المنزل و ذهبت قاصدة المشفي لتعرف ماذا هناك من شقيقة تلك الأميرة فقلبها يعرف ضعف ابنها امامها و انه بنسبة كبيرة واقع في خلاف معها او كعادته يسعي لاستمالتها!!
دخلت و سألت احد العاملين عليها فقال إنها في غرفة المدير فاتجهت إلي هناك
عندما طرقت الباب و دخلت رأت ثريا قد حولت المكتب لغرفة فاخرة من أثاث و زهور و لوحات معلقة علي الجدران فظهرت الغرفة كما لو أنها معدة لمدير أحد الفنادق و ليس لمدير مشفي ! انتابتها الغرابة لكنها لم تعلق لأن لديها هم أكبر الان فسألتها قائلة :
صباح الخيرات .. أهنئكم في البداية لقرب حفل الافتتاح ..
ثريا بتفاخر : أشكرك.. تفضلي بالجلوس..
جلست السيدة بثينة و قالت : هل كاريمان هانم هنا ؟! أود الحديث معها بشكل عاجل ؟!
ثريا : في الحقيقة هي لم تأت بعد.
تظاهرت السيدة بثينة بالتفاجؤ و قالت : حقاً .. هل سيتم الحفل دونها ؟!
ثريا : يظهر أن شيئا ضروريا و طارئا عطل قدومهم و لكنني ارسلت زوجي السيد فاضل ليري ماذا هناك و يخبرني فقد انتابني بعض القلق حيال ذلك و لكن .. يمكنك قول ما تريدين لي فأنا محل كاريمان هنا ..
السيدة بثينة : نعم بالتأكيد و لكن عذرا منكِ فأنا كنت أود مقابلتها شخصياً ..
امتعضت ثريا و قالت: هل حضر السيد سالم ام هو هناك ايضاً ؟!
السيدة بثينة : ليس بعد ..
ثريا بتهكم : ربما بقي ليراقب عودة أحدهم أو إحداهن ؟!! من يدري !!
السيدة بثينة بانفعال : ابني سافر للعمل و هو عائد في غضون أيام بإذن الله ..
ثريا : للعمل !! محتمل
عادت السيدة بثينة لمنزلها فرأت مجموعة جنود انجليز يحاصرون البيت و يفتشون في كل شبر ثم قال أحدهم بالإنجليزية: هل أتي ابنك ؟! فلم ترد لانها لا تعرف الإنجليزية فقالت أمينة له : هي لا تعرف الإنجليزية و لكن أنا ساجيب عليك : لا لم يأت.. و لكن ما الخطب ؟! اشرح لنا من فضلك
رد الجندي في عصبية : هو متهم في قضية خطيرة للغاية و هرب من محبسه مع ثلاثة اخرين و نحن بصدد البحث عنهم
أمينة: قلت لك هو لم يأتي.. حقاً فما نعرفه أنه سافر للعمل ليس أكثر!!
الجندي : و لكن إن أتي و تسترتم عليه ستعاقبون مثله .. ليكن بعلمكم ..
انصرف الجنود من المنزل بينما شرحت امينه للسيدة بثينة الحوار الذي دار مع الجندي
غلي قلب السيدة بثينة في ضلوعها ثم أشارت للخدم بالتحضير للسفر فوراً فسالتها أمينة عما ستفعل فقالت لها لا وقت للشرح الآن فأصرت علي السفر معها و الوقوف بجانبها حتي يطمئنا علي سالم و يعرفان اين هو الان و بالفعل غادرا علي الفور عبر الطريق ..
___________بقلم elham abdoo
تناول جميعهم وجبة الإفطار عدا سالم الذي تعلل بألم رأسه فأخذ شايه و ذهب ليقف أمام البحر ليستمتع بالهواء برغم الطقس القارس و الموج العالي لكن غليان قلبه لم يشعره بتلك البرودة من حوله ..
قلقت كاريمان بشأنه فذهبت لغرفته ثم نظرت لأغراضه و أخذت معطفاً و ذهبت به إليه، مدت يدها به فأخذه ووضعه ع كتفيه و لازم الصمت فقالت له : ماذا حدث لك لتستيقظ مكمدا بهذا الشكل ؟! هل رأيت كابوساً افزعك أم أن فكرة السفر في حد ذاتها تزعجك؟!
سالم برتابة : كل ما يحدث حولي يزعجني و يعكر صفوي .. خرجت كافة الأمور عن السيطرة !!
كاريمان : أعلم بصعوبة موقفنا و لكن . لم تكن هكذا البارحة فبعد مصارحتنا لبعضنا البعض تحسن مزاجك و لم تكن في فتور و ملل هكذا !!
سالم : كاريمان .. أنا شخص واضح و مباشر فهل نتحدث معاً بصراحة؟!
كاريمان : بالطبع .. قل ما لديك ..
سالم : خطرت لي فكرة امس و هي سبب الم رأسي و تغير مزاجي و أود منكِ إجابة صريحه بشأنها
كاريمان : فكرة ماذا ؟!
سالم : لنتخيل للحظة أن كل ما نهرب منه قد انهار و انتهي و الآن سنجمع أغراضنا و نعود لحياتنا السابقة من جديد ..
كاريمان : جيد، ثم !!
سالم : ثم طلبت منكِ أن اتقدم لخطبتك من والدك رسميا و أن نعد لحفل خطبة كبير يضم كل معارفك و معارفي و كل اقربائك و أقربائي .. ماذا سيكون ردك ؟!
تحشرج صوتها و قالت : تلك الفكرة خيالية جدا فعودتنا الآن علي الاقل مستحيلة !!
سالم : هذا ليس رداً علي سؤالي !! هل ستوافقين علي ما قلت؟!!
ردت كاريمان بصوت متهدج و عيون زائغة : نعم … و لما لا ؟!
رد سالم في أسي : لسانك يقول نعم و عينيكي تقولان لا … صدقتِ يوم قلتي لي أن بسمة ستظل بيننا و أن ما حدث بالنسبة لكِ لن يٌنسي ..
كاريمان : لا تفسر ما تقوله عيناي كما يحلو لك
سالم : إذن قولي الصدق ..
كاريمان : الصدق أنني بالفعل سأجد حرجاً في وسطي و عالمي إن حدث ما قلت و لكنني سأواجه نفسي و الناس و سأحاول تخطي ما فعلت لأجل حياتنا معاً
سالم بتهكم : بما معناه انكِ ستعيشين صراعاً من اجل علاقتنا !!
كاريمان بتردد : والدي تناقش معي بالأمر ليلة أمس و له وجهة نظر معارضة و رغم ذلك سأكمل الطريق معك
سالم : سؤال واحد سيحدد كل شئ
كاريمان : قله ؟؟!
سالم : هل شجعك ظرف السفر من هنا علي مصارحتي بمشاعرك ؟!!
كاريمان بعد تردد: نعم …
سالم: و أنا أرفض الارتباط بإمرأة تخجل بي في مجتمعها، لم أفعل شيئا مشيناً بل أنتم بطبقيتكم ترون هكذا …
كاريمان : سالم .. أنا لم أقصد ذلك مطلقاً .. أنت حقاً لا تفهمني
سالم : بل فهمت ما عليّ فهمه و انتهي.. انا ذاهب
اوقفته كاريمان و سألته : إلي أين؟؟
سالم : لن اسافر خارج وطني، بقائي مطاردا في الداخل أفضل لي !! سافري مع أسرتك إذا أردتِ
كاريمان : سالم .. لا تخاطر بحياتك من اجل غضب أعمي.. من فضلك لا تفعل هكذا
سالم: لا تنهمي لأجلي فأنا أعرف كيف سأتدبر أمري و إن تم الإمساك بي فليكن .. أنا مستعد !!
بكت كاريمان و أمسكت يديه و قالت : من فضلك تعالي معنا .. بقائك خطر شديد عليك .. من فضلك استمع لي للمرة الأخيرة
سالم : آسف يا أميرة ..
تركها سالم و ذهب بينما ركعت هي أمام البحر لا تقوي علي الوقوف !!
_________بقلم elham abdoo
عندما عاد سالم للمنزل وجد العربة التي تقل فاتن متوقفة أمام الباب، فوجئ بها و ألقي عليها التحية ثم قال : لم تقوي بالطبع علي مفارقة حبيبك ؟!!
فاتن بابتسامة : نعم .. أين هو ؟؟
فتح سالم الباب لها و قال : ها هو جالس .. تفضلي
فوجئ عزيز و هب واقفا ثم رسم الابتسامة سريعا علي وجهه و قال : عزيزتي .. هل حدث شئ !!
فاتن : لا.. اطمئن و لكنني سآتي معك …
ابتلع عزيز ريقه و قال : يا لسعادتي فنظر له سالم بابتسامة تهكم و قال : بالطبع !!
جلست فاتن بجوار عزيز ثم أقبل منصور بك من غرفته و رحب بها ثم جلس معهم و في أثناء جلستهم سمعوا صوت طرق علي الباب ففتح سالم فإذ هو رجل غريب عّرف نفسه قائلا : دبرت لكم تذاكر السفينة كما أمرت حفيظة هانم ..
دعاه سالم للدخول و الاستراحة من عناء الطريق فدخل ثم بعد قليل انضمت كاريمان للجلسة بوجهٍ واهن !!
مد الرجل يده بأربعة تذاكر و أعطاهم لمنصور بك و قال : السفينة ستنطلق بعد ظهر الغد و ستستغرق خمسة أيام في عرض البحر حتي تصلوا سالمين و هناك ستقابلون رجلنا ” عثمان ” الذي سيدبر لكم كل شئ هناك ..
فاتن: جيد و لكننا بحاجه لتذكرة اضافية لي !!
نظرت لها كاريمان بضيق و لم تعلق فقال الرجل : قالت لي حفيظة هانم أن المسافرين أربعة فاعددت كل شئ وفقاً لذلك!!
فاتن بانفعال : ماذا يعني هذا ؟! ألن استطيع السفر ؟!!
سالم : لا .. ستسافرين بالطبع.. انا تراجعت عن فكرة السفر، سافروا أنتم بألف سلامة لكنني سأبقي في مصر
منصور بك بتعجب: ماذا تقول؟! هذا خطر شديد ؟!
سالم : أفضل الهرب في الداخل عن الهرب في الخارج يا منصور بك ..
عزيز : و ان أمسك بك هوارد فأنت شغله الشاغل الآن؟!!
سالم : سيكون هذا قدري إذا !!
منصور بك : فكر يا بني .. لا ترمي بنفسك للموت و تقول القدر !! الله أعطانا العقل لنفكر به و هذا ليس صوت العقل بل صوت التهور
سالم : ربما هذا أفضل لي .. و لكم !!
نظرت له كاريمان بحزن و أطلقت زفيراً طويلا
عزيز : أين ستبقي اذن ؟!
سالم : سأرحل غدا في الصباح نحو أسوان لأري أمي أولا ثم بعدها سأفكر فيما سأفعل !!
كاريمان : ستعود لمنزلك !! الانجليز لابد و أنهم يفتشون عنك هناك !!
لم يرد سالم علي سؤالها فعلم الجميع أن توترا شديدا حدث بينهما فقالت فاتن: احترس يا سيد سالم فهؤلاء لن يرحموك إن وقعت في قبضتهم مجددا
سالم : لن أعود لمنزلي بل سأبقي في مكان بعيد و سأعرف كيف اصل لأمي دون أن أثير الانتباه . لا تقلقوا ..
منصور بك : لا أفهم!! ماذا غيّر فكرك و دفعك لهذا الجنون !!
نظر لكاريمان بغضب و قال : الخجل يا منصور بك !! أخجل من مغادرتي هكذا
منصور بك : هذا هروب من وجه الشر حتي يعبر و ليس به شيئا مخجل
سالم : ليكن .. لكن ذلك هو قراري الأخير!!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الصندوق)