روايات

رواية روحي تعاني الجزء الثاني الفصل الثالث عشر 13 بقلم آية شاكر

موقع كتابك في سطور

رواية روحي تعاني الجزء الثاني الفصل الثالث عشر 13 بقلم آية شاكر

رواية روحي تعاني الجزء الثاني الجزء الثالث عشر

رواية روحي تعاني الجزء الثاني البارت الثالث عشر

رواية روحي تعاني الجزء الثاني الحلقة الثالثة عشر

«سمر»
بصيت للأرض وسكتت، مكنتش عارفه أرد بإيه ومش عارفه أنا موافقه فعلًا! ولا اتحطيت قدام الأمر الواقع! طيب أنا بحبه فعلًا ولا عايزه أعمل اللي المفروض يتعمل وأتجوز زي ما كل الناس بتتجوز لما طال سكوتي قال والدي بضيق:
-وهي كمان هترفض! دي…
قاطعته وقلت:
-موافقه.
قولتها من غير أرفع راسي، فبص والدي لياسين وكرر عرضه بنبرة فيها بعض الحدة:
-زوجتك ابنتي….
بلع ياسين ريقه ورد:
-وأنا قبلت زواجها على كتاب الله وسنة رسوله….
أعطت نسمه الذهب لياسين وقالت:
-خد لبسه لها…
فتح ياسين العلبه وأخذ منها الدبله، بدل نظره بين العيون المسلطه عليه وانحنى قدامي، كنت لسه باصه للأرض والتساؤلات بتدور في راسي…
مسك ياسين ايدي ولبسني الدبله، وبعدين حط العلبه على رجلي، فرفعت راسي وبصتله، ابتسم وقال:
-تحبي تلبسي الباقي؟
هزيت راسي بالنفي واتعلقت نظراتي بنظراته مر علينا لحظات بنبص لبعض كنت حاسه إنه بيقرأ اللي جوايا من عمق نظرته ليا، لكني اتطمنت لما ابتسملي ياسين قبل ما يقوم يقف، فقال ياسر بحسرة:
-أخدوا مننا ٧ مليون!! ومش عارف هرجعهم لآلاء ازاي!
قال ياسين بصدمة:
-٧ مليون!! يا ولاد الـ… إنت مش هتتخيل اللي حصلنا اليومين اللي فاتوا! دول معتوهين! دا أنا لما صحيت الصبح افتكرت إن الحلم خلص!
قال ياسر بنفاذ صبر:
-طيب احكولنا حصل ايه؟
-أ… أنا همشي أنا عشان عندي شغل مهم…
قالها والدي فبصتله باستغراب وأنا بسأل نفسي ازاي مش فارق معاه للدرجه دي! ليه حاططنا أنا وأختي على الهامش وسايبنا! لكن حتى وإن كان مش شايفنا فمجرد وجوده في حياتنا محسسنا بالأمان.
استغفروا♥️
*********
وصلت نسمه والدها للباب فبصلها وقال:
-إنتِ هتيجي تاخدي عيالك ولا ابعتهملك مع كريم؟
بصت نسمه ناحية ياسر اللي بيتكلم مع أختها وياسين ورجعت بصت لوالدها وقالت:
-أنا عايزه أحكيلك حاجه مهمه…
حكت نسمه لوالدها كل حاجه من لما عرفت بجواز ياسر عليها لحد دلوقتي وهي حابسه دموعها، فقال والدها:
-أنا مش فاهم إنتِ إيه مشكلتك! الراجل مغلطش…
قالت بدموع:
-بقولك ياسر طلع مخبي عليا إنه متجوز… أنا مش قادره أعيش معاه… هسيبله البيت وهاجي…
قاطعها والدها وقال بضيق:
-هتيجي فين! هو أنا أخلص من هم واحده تطلعلي التانيه! إنتوا مش بس ناقصات عقل دا انتو معندكوش عقل خالص…
نفخ بزهق وسكت بيحاول يهدى وبعدين طبطب على كتفها وقال بهدوء:
-اقعدي في بيتك يا بنتي… أنا كبرت يا نسمه وعايز أطمن عليكم قبل ما أموت… وياسر محترم وجدع وأكيد هيعدل بينكم وبعدين هو عنده حق طيب ما أنا قولت لأمك قبل ما أتجوز عملت ايه يعني! اتقهرت واتوجعت… ياريتني ما كنت قولتلها….
ظهر الحزن على وشه وكمل:
-من بعد جوازي وكل ما كنت أخرج من البيت كنت بشوف الدموع محبوسه في عينيها كنت بحاول أعدل بينهم لكن كنت عارف إنها بتتألم… لو رجع بيا الزمن تاني مش هقولها إني هتجوز…
قالت نسمه بانفعال:
-كنت هتخبي عليها! أنا مش شايفه أي مبرر يخلي الراجل يتجوز على مراته لأي سبب من غير ما يقولها وهي ليها الحق ترفض أو تقبل…
-لكن هو معملش حاجه غلط هو اتجوز بشرع الله.
-وشرع الله برده زي ما أحل للراجل إنه يتجوز اكتر من واحده أحل لينا الخلع أو الطلاق… وعلى فكره يا بابا مش شرط إنه عشان حلال يبقى اتقبله غصـ ـب عني… الرسول صلى الله عليه وسلم لما سيدنا علي طلب يتزوج ابنة أبي جهل رفض وقال: وإِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي ، يُؤْذِينِي مَا آذَاهَا. مع إنه كان حلال!
-دي غير دي يا نسمه لأن أذية الرسول تسبب الهلاك والرسول أشفق على سيدنا علي…
بصت نسمه للأرض لثانية وبعدين رفعت رأسها وقالت:
-بابا لو طلبت منك تاكل لحم جمال هوافق؟
مكنش فاهم قصدها لكن رد:
-لـ… لأ… لأني مش بحبه…
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي نسمه وقالت:
-ليه يا بابا ما هو حلال! لازم تتقبله وتاكله!
فهم والدها قصدها، فكملت نسمه:
-يبقا مش كل الحلال لازم أكله وأتقبله يا بابا! والحمد لله إن ربنا أحل لنا ده…
بص والدها ناحية ياسر اللي مشغول بالكلام مع ياسين وسمر وتنهد بعمق، وقال:
-ياسر بيحبك… هو عمل كده عشان خايف عليكِ وبعدين يا ستي ما هي مراته التانيه أيامها معدوده زي ما بتقولي يبقى واجب عليكِ تقفي جنبها… اركني عاطفتك وغيرتك وفكري بعقلك يا نسمه…
رفع صوباعه في وشها وقال بتحذير:
-واوعي يا بنتي تطلبي منه يطلقها حرام عليكِ… الرسول صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل لامرأة تسأل طلاق أختها لتستفرغ صحفتها؛ فإنما لها ما قدر لها.
طبطب عليها وقال:
-حافظي على جوزك وبيتك… وفكري في كلامي وبيتي مفتوح يا نسمه… ولما تعقلي ابقي كلميني وأنا ابعتلك عيالك مع كريم.
باسها من دماغها ومشي…
وبعد ما مشي رجعت نسمه وقفت جنب أختها وكلام والدها بيدور في عقلها وبتسأل نفسها هل والدها وياسر صح! ولا هي اللي صح! يمكن الست بتفكر بعاطفتها أكتر وأحيانًا مش بتعرف تتحكم في الغيرة لكن هل ده يعطي الحق لزوجها إنه يتزوج عليها من غير ما يقولها!!
كانت متضايقه من ياسر ومش طايقه تتكلم معاه وفي نفس الوقت مُقيده مش عايزه تتطلق وعيالها يتربوا بين أب وأم منفصلين وكمان ملهاش أي مصدر دخل تصرف منه على نفسها، ندمت إنها مسمعتش كلام والدتها واشتغلت بعد ما خلصت جامعه، على الأقل مكنتش هتحس إنها قليلة أوي ومحتاجه جدًا لراجل يسندها.
هل فعلًا البنت ضعيفه وبتحتاج راجل يسندها في كل وقت يعني محتاجه أب أو أخ أو زوج يقف في ضهرها! ولا لو كان معاها فلوس هتستغني عن الجنس الأخر تمامًا، سألت نفسها هل الفلوس ممكن تحل محل الراجل ولا برده هتفضل البنت ضعيفه!!
خرجت نسمه من أفكارها لما بدأ ياسين يحكي اللي حصل من بدايه ما حد ضـ ـربه على دماغه لحد ما لقوا نفسهم في نفس الشقه اللي كانت سمر مأجراها لكن تخطى إنهم أجبروا سمر تغني…
-يعني دول هما نفسهم البنات اللي سمر كانت عايشه معاهم!
قالتها نسمه باستغراب، فقالت سمر:
-لأ كان فيه ولاد… سعيد سبانخ قصدي سعيد كفته ده و…
قاطعتها نسمه وقالت بابتسامة باهتة:
-عشان كده كنتوا بتهلوسوا وتقولوا سبانخ وكفته!
حمحم ياسين بحرج وسأل:
-هو احنا يعني… احم… قولنا ايه واحنا بنهلوس؟
قال ياسر:
-إنتوا فضحتونا… عاملين تحضنوا بعض… دا حضرتك كمان ضـ ـربتني وضـ ـربت هيثم…
قال ياسين بخفوت:
-يا نهار أزرق!!
ياسر وياسين قعدوا يتكلموا، وسمر ونسمه بعدوا عنهم شويه فسألت سمر نسمه:
-أنا قلت ايه في الهلوسه؟
قالت نسمه:
-وإنتِ كنتِ بتغني…
شاورت سمر على نفسها وقالت بذهول وقلق:
-أنا! غنيت إيه؟
ميلت نسمه على أذن سمر وقالت بهمس:
-أنا عبيطه و…
كملت سمر بسرعه وبنبرة قلقه:
-وبرياله حرمت ضـ ـرب الرجاله!
ضحكت نسمه بخفوت وقالت:
-وجربانه حيرت كل الرجاله…
سألتها سمر بهمس:
-طبعّا محدش سمعني وأنا بقول كده!!
هزت نسمه رأسها بالنفي وهي بتقول بابتسامة وسخرية:
-لأ لأ… ما… مكنش فيه حد غير أنا و… وياسر وهمسه وهيثم وبابا… وألاء… وبس…
حطت سمر ايديها على بوقها وهي بتردد:
-وبس! يا نهار أبيض!!
لما ذكرت نسمه اسم آلاء قلبها وجعها وكأنها داست على جرحها فكشرت وظهر الحزن على ملامحها، لفت نظر سمر اسم آلاء، بصت لنسمه شويه وبعدين سألت:
-مـ… مين ألاء؟!
تنهدت نسمه بألم وقالت بلامبالاة زائفة:
-مرات ياسر التانيه…
ضحكت نسمه بسخرية وكملت:
-مش ياسر طلع متجوز عليا من غير ما يقولي!
اتسعت عين سمر بدهشة وقالت:
-وإنتِ عرفتِ إزاي؟
وقبل ما تنطق نسمه بكلمة لفت نظرهم ياسين اللي وقف وقال لياسر:
-أنا هروح أجهز نفسي عشان صلاة الجمعه…
-استنى أفطر معانا.
قالتها نسمه وهي بتقرب منهم، ووقفت سمر مذهوله بتبص عليهم وبتسال نفسها ازاي أختها قادره تتماسك كده!
رفض ياسين يفطر وقام ياسر هو كمان وقال:
-أنا كمان مش هفطر عندي مشوار هروح أخلصه قبل الصلاة.
بصت نسمه للناحية التانيه من غير ما ترد ومن جواها حاسه بالغيره لأنها شبه متأكده إنه رايح عند آلاء…
خرج ياسر وياسين وبصت سمر لنسمه اللي دمعت وسالتها:
-إنتِ عرفتِ ازاي أنه متجوز؟!
شهقت نسمه باكية فحضنتها سمر وبعد شويه هديت وبدات تحكيلها كل حاجه….
صلوا على خير الأنام ♥️
★★★★★★
«آلاء»
بغض النظر عن التفاصيل في حياة كل شخص إلا إن نهاية الفيلم واحدة إننا هنمـ ـوت في الإخر… ويمكن اللي عارف إن العد التنازلي بدأ يستعد للحساب.
وقفت في البلكونه أبص للحديقه وللمباني حول البيت ولعائلة همسه اللي دايما بيتجمعوا يوم الجمعه، بحب أشوف ضحكهم ولعبهم ومرحهم عندهم اليوم ده زي يوم العيد…
اتمنيت لو عائلتي كانت زيهم، أشرف زوجي كان ابن عمي برده واتربيت في بيتهم بعد ما اهلي اتوفوا لكن أعمامي كانوا دائمًا على مشاكل مع عمي «والد أشرف».
اتصدمت شويه لما عرفت إن ولاد عمي أخدوا فلوسهم بالطريقه دي!
فيه مثل بيقول لو صبر القـ ـاتل على المقـ ـتول كانت مـ ـات لوحده…
وانا كنت ناويه أرجعهالهم من غير ما يعملوا اللي عملوه لأن أشرف كان ناوي يرجعهالهم، كنت مجهزاهم وخلاص هرجعهم لكن لما ياسين وسمر اتخـ ـطفوا قررت اساعد ياسر وبعدين أبقى أجمعهم مره تانيه! مع إني مش عارفه هعرف أجمعهم ولا لأ!
يمكن اتأخرت وهما زهقوا فأخدوا الفلوس بطريقتهم والمهم إن الفلوس رجعتلهم…
ضميري بيأنبني ولازلت محتاره اقول لياسر ولا لأ!
-الحلو واقف بيعمل إيه؟!
التفتت لصوت همسه وابتسمت عارفه إنها بتحبني أوي وكنت أتمنى أعيش كتير أوي وأكون صديقه ليها طول العمر لكن مش بإيديا…
-ما شاء الله وشك منور النهارده وحاسه إنك أحسن من كل يوم.
قلت:
-فعلًا حاسه بنشاط وكاني مش تعبانه أبدًا…
كملت بابتسامة:
-يمكن دي صحوة المـ ـوت اللي بيقولوا عليها…
قولتها وضحكت لكن لما بصيت لهمسه شوفت ملامحها اللي كلها حزن، صعبانه عليا جدًا لأني عارفه إني بلمس جرح مـ ـوت سجى صاحبتها اللي مش بيلم، قالت همسه:
-متقوليش كده يا ألاء…
سكتت وأنا بفكر في حياتي قصدي مماتي…
فمسكت همسه ايدي وقالت بانفعال:
-متقوليش كده أرجوكِ.
تجاهلت كلامها وقلت:
-عايزه أحكيلك على حاجه مهمه جدًا وخايفه أقولها لياسر… والصراحة مكنتش عايزه أقولها لحد خالص بس حاسه إني لازم أقولهالك.
-خير؟!
-بخصوص عيال عم أشرف… قصدي عيال عمنا احنا الاتنين… وإن هما اللي كانوا خاطـ ـفين ياسر وسمر.
حكيت لها وحسيت وكأن صخره اتزاحت من على صدري، قالت همسه:
-ياسر جه… أنا شايفه إنك تقوليله…
قلت بتوتر:
-لأ لأ… بلاش… خايفه يطلقني أو يعمل اي تصرف متهور… بصي يا حبيبتي إنتِ بعد فتره كده ابقي قوليله…
-فتره اد إيه يعني!!
-يعني بعد ما أمـ ـوت…
وهنا بكت همسه وسابتني ومشيت….
دخل ياسر بوشه البشوش وابتسامته الدائمة وهيئته الجذابة ووسامته، ليها حق نسمه تغير عليه، لكن ملهاش حق تغير مني لأن أكيد مش هعجبه بملامحي الباهته وشعري الواقع وجسمي الهزيل ولا ذراعي الأزرق من كتر الحقن…
وبعد السلام وقف قدامي وقال:
-هنفطر مع بعض؟
-وليه مفطرتش مع نسمه؟
تنهد بعمق وقال:
-نسمه زعلانه مني… هسيبها فترة على ما تهدى و….
-إنت بتقول ايه! لا طبعًا إوعى تسيبها لدماغها… الست مننا لما بتقعد مع دماغها ممكن تتجنن… اتكلم معاها يا ياسر واعتذرلها وقولها تسامحني… واهي فتره بسيطه و… وخلاص مش هبقى موجوده…
-متقوليش كده… مفيش حاجه بعيده على ربنا خلي عندك ثقه في الله… كل متوقع آت فتوقع ما تتمنى…
قلت بابتسامة:
-أتمنى أدخل الجنه مع بابا وماما وأشرف وولادي ونتقابل كلنا فيها… وأفتكر أيام الدنيا والوجع اللي فيها وأضحك…
بصيتله وقلت برجاء:
-ولادي يا ياسر… مش هوصيك عليهم.
اتجمعت الدموع في عين ياسر لكنه حاول يبتسم وقال:
-إن شاء الله إنتِ اللي هتربيهم وتشوفي ولادهم وولاد ولادهم كمان.
ابتسمت وتنفست بعمق كان نفسي أقوله ايوه بس أنا حاسه إن نهايتي، لا مش هقول نهايتي هي نهاية ألمي ووجعي وبداية راحتي إن شاء الله، قلت بابتسامة:
-إن شاء الله.
استغفروا♥️
★★★★★★
«سمر»
بعد ما صليت العشا وقفت أبص للسماء، وأفتكر اللي حصل اليومين اللي فاتوا وأضحك شويه وأزعل شويه…
كنت مستنيه ياسين يجي يتكلم معايا أو ياخدني معاه شقته ما أنا بقيت مراته خلاص! مش عارفه مكلمنيش من الصبح ليه دا أنا مجهزه شنطتي عشان أطلع الشقه بتاعتنا اللي بحس فيها بالراحه والسكينة…
اليومين اللي قعدتهم فيها كانوا أجمل أيام حياتي…
-مش هتنامي؟
طلعني من تفكيري صوت نسمه، التفتت وقلت بارتباك:
-اه… ايوه هنام طبعًا… بس شويه كده.
لقيت نسمه بتنفض السرير بتاعي وبعدين رقدت عليه وقالت:
-طيب أنا كمان هنام… تصبحي على خير.
قلت بتعجب:
-مش هتنامي في أوضتك؟!
-مش طايقه أنام جنبه يا سمر…
كنت لازم اواسيها فقلت:
-معلش هما كلهم كده صنف واحد… ماشين بمبدأ امرأه واحده لا تكفي…
غيرت نسمه الكلام وقالت:
-هو ياسين كلمك؟!
-ولا عبرني مش بقولك كلهم صنف واحد… أهو لما ضمن إن أنا بقيت ليه اتمرد وعامل نفسه واد ثقيل… أنا أصلًا مكنتش عايزه أتجوز و…
كنت هكمل لكن نسمه سحبت الغطاء عليها وغطت وشها وقالت:
-كفايه يا سمر أنا مش ناقصه…
قلت:
-طيب فين موبايلك أدخل على النت شويه… ما إنتِ عارفه موبايلي خدوه ولاد الحراميه الـ… دول عملوا فينا حاجات… منهم لله… دا أنا..
قاطعتني مره تانيه:
-سمر! كفايه مش ناقصه والله ومش عايزه أتكلم ولا أسمع أي حاجه…
-ماشي أنا غلطانه إني بحاول أهون عليكِ اللي إنتِ فيه… واواسيكِ ما احنا أخوات وملناش إلا بعض لكن إنتِ اللي مش عايزاني أتكلم ولا….
قاطعتني نسمه لما قعدت وقالت بزهق:
-ايه يا سمر إنتِ مكنتيش رغايه كده… مش هعرف أنام كمان…
-روحي نامي عند جوزك… جايه تنامي عندي ليه!! وبعدين انتي نايمه على سريري وأنا مبحبش حد ينام جنبي… قومي افرشي على الأرض…
-ملحوظه مهمه دي شقتي وأنام في أي مكان فيها وإنتِ اللي قاعده عندي… افرشي إنتِ على الارض لو مش عايزه تنامي جنبي.
شهقت وقلت بصدمة مصطنعه:
-إنتِ بتطرديني يا نسمه؟
قالت بانفعال:
-بقولك إيه… الحكايه مش ناقصه هبل يا سمر… هو أنا كده بطردك!!
قلت بنفس الانفعال:
-كلامك معناه كده… إنك مش عايزاني هنا!
شبكت نسمه ذراعيها قدام صدرها وقالت:
-هرمونات دي!!
افتكرت ياسين لما قالها، وخطر لي فكره، فقررت أكبر الموضوع واستغله لصالحي، قلت:
-طلما مش مرتاحه لوجودي في البيت… أنا هاخد هدومي وأطلع لياسين…
سحبت شنطة هدومي اللي كنت مجهزاها ونسمه مشيت ورايا وهي بتقول:
-بطلي هطل رايحه فين!!
-أنا أروح لجوزي لا يقولي دي شقتي ولا إنتِ اللي قاعده عندي ولا يطردني زيك… اشبعي يختي بشقتك…
-والله!!
قالتها نسمه بضيق وطلع ياسر من أوضته على صوتنا فخرجت وقفلت الباب وابتسمت بانتصار وأنا طالعه لياسين…
سبحان الله وبحمده 🌹
*******
بعد ما قفلت الباب وراها قرب ياسر من نسمه وقال:
-إيه اللي حصل؟
نفخت بضيق وقالت:
-مفيش…
اتنفس ياسر بعمق وجري وراها وهو بيقول:
-استني لازم نتكلم…
مسك ذراعها، ولما بصت لعنيه ونظراته اللي بتقدر تقرأ فيهم حبه ليها، قلقت يكون بيبص لألاء كده فقالت بغيرة:
-روحتلها الصبح طبعًا؟!
قال ببعض الارتباك:
-أيوه كنت عند هيثم وهي هناك… فشوفتها…
قالت بانفعال:
-أنا مش مسمحاك يا ياسر… مش قادره أسامحك… ومبقاش عندي ثقه فيك.
-بس أنا بحبك…. والله بحبك ولولا الظروف عمري ما كنت هفكر في غيرك.
قالها باستعطاف، لكن كل ما تفتكر أنه متزوج عليها بتحس بوغزه في قلبها قالت بخيبة أمل:
-وعايز مني إيه دلوقتي يعني!!
سكت وهو باصص عليها، وقبل ما يرد رن موبايله، كان رقم ألاء فخاف يرد، سألته نسمه بسخرية:
-هي طبعًا!
معرفش يجاوب فقالت بهدوء عكس اللي جواها:
-رد يا ياسر وافتح المايك…
سكت وهو بيبدل نظره بين موبايله وبين نسمه فقالت بنفاذ صبر:
-قلت رد يا ياسر…
اتنفس ياسر بعمق ورد وفتح المايك زي ما طلبت فسمع أصوات صراخ الأطفال وصوت الدادة اللي بتقول بذعر:
-الحقنا يا أستاذ ياسر مدام ألاء مبتردش علينا…
بلعت نسمه ريقها بارتباك واتوتر ياسر لكن من جواه حاسس انها اغماءه عاديه زي ما بيحصل معاها دائمًا، سكت ووقف مكانه مصدوم، فزعقتله نسمه:
-إنت هتفضل واقف! يلا نلحقها…
نسمه مكانتش عارفه هي بتلبس ايه ولا ازاي وياسر حالته مش أقل منها، خرجوا بسرعه من البيت وهما بيدعوا تكون بخير….
«احساس الفقدان صعب ولو كان لـ قط أليف في بيتك»
من ناحية تانية خبطت سمر على باب ياسين ورنت الجرس أكتر من مره وهو مشغل قرآن بصوت عالي في الشقة وبياخد دش وسرحان في الأحداث السريعه اللي حصلت اليومين اللي فاتوا…
ولما مردش ياسين قعدت سمر بشنطتها قدام الشقة ولما جت تنزل سمعت صوت باب شقة أختها بيتقفل وخرجت نسمه مع ياسر، نادت عليهم لكنهم مسمعوهاش ومشيوا بالعربيه….
ووقفت هي لوحدها مع شنطتها حتى مش معاها فلوس تروح لوالدها ولا موبايل تكلم حد، وفوق كل ده لابسه هدوم بيتي…
بدأ الجو يمطر فطلعت تخبط تاني على ياسين يمكن يرد ففتح الباب، شعره كان مبلول ولافف فوطه حول رقبته، لوت فها لاسفل وقالت بمكر:
-نسمه طردتني من الشقه وما صدقت إني مشيت فخرجت مع جوزها من غير ما تسأل فيا….
ابتسم وقال:
-طيب تعالي ادخلي…
دخلت وهي بتستنشق ريحة عطره اللي ماليه الشقة، رفع إحدى حاجبيه وسألها:
-نسمه طردتك بجد؟!
هزت رأسها بالإيجاب وقالت:
-ايوه اومال هكون مثلًا استغليت الموقف عشان أطلعلك ولا ايه!
عضت لسانها وسكتت، فبصلها بمكر وبعدين قال:
-معلش معرفتش أتكلم معاكِ النهارده كنت بخلص شوية حاجات و… ونورتِ شقتك…
كان فيه إزازة مايه قدامها فشربت منها بوق عشان تخفي توترها، سكتت شويه وكل ما تبص عليه تلاقيه بيبص عليها قتشرب مايه، حضنت الازازة وقالت بغباء أشد:
-منهم لله العصابه سلبوني أعز ما أملك…
كرمش وشه وقال بصدمة:
-إيه!
قلت بأعين متسعة:
-قصدي يعني الأيفون بتاعي أخدوه مني… ما هو ده أعز ما كنت أملك…
قال:
-معلش ما أنا موبايلي اتسرق برده! بس أنا بلغت الشرطه وإن شاء الله هيوصلولهم…
وقف وقال:
-أنا هديكِ نسخه من المفتاح عشان تبقي تدخلي… ومتقفيش على الباب كده.
قالت:
-تمام…
قعد ياسين قصادها ومشالش عيني من عليها والإبتسامة مرسومه على وشه، كانت متبعاه بطرف عنيها، حمحمت وقالت:
-احم… بتبصلي كده ليه؟
-خايف أكون بحلم.
قالها بابتسامة وقام قعد جنبها فبعدت عنه وقالت بارتباك:
-ايه!
قرب منها تاني وهو بيقول:
-محتاج أثبت لنفسي إني مش بحلم…
وقفت ورفعت صوباعها في وشه وقالت:
-لأ إنت محتاج تتعلم ازاي تتعامل بأدب مع…
بلعت باقي كلامها وسكتت ووقفت تلعن نفسها عشان جت عنده برجليها، قالت بخفوت:
-ما أنا كنت عارفه إن كلهم صنف واحد وتفكير واحد!
وقفت تبص يمين وشمال بضيق فقال:
-مالك يا حبيبتي متوتره ليه؟
قالت بسخرية وذهول:
-حبيبتي!! علطول كده!
سكت شويه وهو بيبصلها بابتسامة وتنهد بعمق وقال:
-سمر هو أنا مين؟
ضحكت وقالت باستهزاء:
-إيه السؤال الغريب ده… إنت فقدت الذاكره ولا ايه! إنت ياسين…
ضحك بخفوت وقال:
-قصدي أقربلك ايه؟
-إنت أخو جوز أختي…
-ولما اتكتب كتابنا بقيت مين؟
-بقيت ياسين اللي مكتوب كتابي عليه…
بصت للسقف وبعدين لباب الشقة اللي هي سجنت نفسها فيها بكامل ارادتها، ولما لقيته بيقرب منها بعدت عنه، لكنه مسك ايديها وقال:
-سمر إنتِ بتحبيني؟
حاولت تتظاهر بالغباء وقالت:
-وأنا هكرهك ليه بس يابن الناس!
-طيب قوليلي بحبك…
سحبت ايديها منه وقالت بخوف:
-مالك يا ياسين؟
قال بابتسامة ونبرة لينه:
-خايف أكون بحلم… عارفه أنا أمنيتي دلوقتي ايه؟
هزت راسها بتسائل وشربت من إزازة المايه اللي لسه حضناها فقال:
-امنيتي إني أحضنك…
معرفتش المايه خرجت من بوها ازاي وأمته وغرقت وشه وهدومه، وجريت بعيد عنه…
وقف ياسين يمسح وشه بايديه وهو مبتسم فرجعت سمر خطوات لورا وهي مبتسمه لكن نظراتها كانت خايفه! كانت بتقول جواها مش هو ده ياسين المحترم اللي أعرفه! ولا دي نظرات شخص محترم أصلًا! ولما وقف قصادها وحست أنه هينفذ اللي قال عليه قالت:
-عارف بقا أنا أمنيتي دلوقتي ايه؟
قال بنبرة لينه:
-إيه يا قلبي؟
تسارعت دقات قلبها وكلمة قلبي اللي هو قالها بتتردد في عقلها، لما طول سكوتها سألها:
-إيه أمنيتك وأنا أحققهالك؟
بلعت ريقها وقالت بنبرة مرتعشة:
-أمنيتي أنزل أبوس راس أختي نسمه وأنام عندها ولو تحت السرير عادي…

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية روحي تعاني الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى