رواية إلى لقاء آخر الفصل السادس 6 بقلم آية محمد
رواية إلى لقاء آخر الجزء السادس
رواية إلى لقاء آخر البارت السادس
رواية إلى لقاء آخر الحلقة السادسة
” أنا.. مراتك. ”
“مراتي؟!”
“الظـاهر اني الشخص الوحيـد اللي اتنسي من ذاكرتك..”
تحركـت زينـة للخـارج فأنسحب سليـم خلفهـا وبقي والديه بجـواره.
وبالخـارج جلست زينـة وهي تمنـع دموعها بصعوبة حتي آتي سليم يقول بجديه:
“مكنتيش قولتيـله، كنا استنينا نشوف رأي الدكتـور!؟”..
قالت بسخرية:
” بتخاف علي صاحبك أوي يا دكتور سليم صح؟! “.
” اه اكيد طبعـا؟! اي النبـره الغريبة دي؟! هو في حاجه حصـلت؟! “..
وضعـت الهاتف بوجهه وقالت بنبرة متألمة:
” صاحبك كان بيعمـل اي في نفس المركب وفي نفس اليوم؟! و ازاي متقولوليش حاجه زي دي!! ولا صاحبك شريكـه في الجريمـة؟! و انت!! انت سيبتنـي بموت وانت كنت الواعي الوحيد بينهم؟!! “..
” شريك في الجريمة!!! لا؟ لا طبعا ادهم معملش حاجه والله العظيم، أنا هشرحـلك كل حاجه.. “..
استمعـت له يقص لهـا كل الحقيقه وبكـل صدق وهي تستمع لـهم بأعين بـاكيه وسألته بحزن:
” يعني أدهم اتجـوزني شفقه؟!! “..
” لا؟! أدهم في الأول كان متأثر بأحلامه بيكـي، أدهم كان مقتنع مية في الميه انك مراتـه وانك حقيقـة مش مجرد وهـم، ادهم شافك مره واحده و كان ساعتها شبه فاقد لوعيـه وكل اللي حصل كان مجرد خواطر نفسيه و ازمـة عدي بيهـا وانتهـت، لما انا سألته انت ليه مكمل قالي انه مرتـاح و مبسوط، مكانش لسه حبك ساعتها بس دلوقتي والله العظيم ادهم بيحبك، حتي الصور دي ياسر كان باعتها لأدهم علشان يهدده بيهـا وساعتها أدهم وقفـله وقدامي قاله ان محدش هيقدر ياذيكي طول ما هو عايش، كل دا عمره ما يكون شفقـه، حتي في البـداية ادهم لما كان فاكر نفسـه غلط كان كل همه يكفر عن ذنوبـه مهما كانت العواقب، الحمد لله ان الحقيقه بانت قبل ما كان يتهم نفسه قدامك بذنب ملوش ايد فيه.. بصي مهما قـولت ف أنتي محتاجه تسمعي الكلام دا من أدهم بس مع الوضع دلوقتي أدهم غالبا مش فاكر حاجه عنك، نصيحه من أخ انتي دلوقتي مرات ادهم مش خطيبتـه، لازم تكوني جمبـه وتثقي فيه “..
تـركهـا سليـم وعاد للداخـل ليظـل بجـوار صديقـه، كـان أدهم صامتـا وقد أدرك بأنهـا قد فقد ذكريات آخر شهـرين من حيـاته، منذ تلك الرحـلة مع أصدقائه، قـال بتعب:
” مش فاكر غير ما لما سيبت الزفت اللي اسمه ياسر دا لمـا حطلي حاجه في العصيـر، مش فاكر بعد كدا اي حاجه “..
دلفـت زينـة وجلست في زايـة ما بالغرفـة بعيدا عنه و هو تابعهـا بطرف عينه يحـاول تبين ملامحها لعله يتذكـرهـا ولكن قطـع ذلك دخـول الطبيب وهو يحمـل ملف حالتـه فأبتسـم يقول بهدوء بعدما أخبره علي بما حدث:
” لا كـدا كويس احنا كنا في خطر انك تفقد كل ذاكرتك، والكلام هنا بشكـل دائم “..
” يعني الحاجـات اللي أنا نسيتها دي خلاص مش هفتكـرها!!!؟ “..
” لا للأسف، أنا قولتلك ننسي لمره واحده بدل ما كل شوية تفقد ذكريـاتك، ايوا انت كنت بتنسي وبتفقد ايام من حيـاتك بتكون ناسي اي اللي حصـل “..
قال سليم بهدوء:
” يعني أنت نسيت قبل كدا اني خطبت وانك جيت وحضرتك خطوبتي كمـان “..
نظـر له أدهم بدهشه:
” يعني أنت خطبت وأنا اتجـوزت؟! كل دا حصل في الشهرين اللي فاتوا؟! ”
“اه ابسط يا عم هتعيش قصة حبك من الأول تـاني”..
نـظر أدهم تجـاه زينـة فتحركت بتردد تجـاهه وابتسمت بخـفوت فقال بهدوء:
” أنا أسـف “..
ابتسمت أكثـر ثم جلست بجـواره وامسكت بيده:
” لا عادي أنا وأنت كنا حاسيـن ان دا اللي هيحصـل، خصوصا ان معظم المشاكل اللي حصلت بسبب الورم كانت من أول ما اتعرفنا كدا، علشان كدا أنت اصريت نكتب الكتاب قبل العمليـة علطول.. احنا لسه كاتبين الكتاب امبـارح علفكرا “..
” ايوا انا فعلا ممكن اعمل كدا.. ”
قالت زينـة بهدوء:
” شكلك تعبت يا أدهم، ارتاح شوية و كفايا كلام وتفكـير اهم حاجه دلوقتي صحـتك، غمض عينك وارتاح “..
تحـرك سليـم للخـارج و خلفه علـي و ظلت زينـة و ليلي بجـوار أدهم الذي غفـا يشعر برأسه يدور بالفعل من كثرة التفكيـر والحـديث..
قـال سليم بجدية:
” عمي أنت لازم تقعد مع أدهم وتشرحـله وضعه مع زينـة بالظبـط، لازم يكون عارف عنها كل حاجه علشان ميحصلش موقف يتصدم فيه “..
آتي والد زينـة من نهـاية الممر وسأل بإهتمام:
” أدهم فاق؟! “..
اومأ له الإثنين وقال سليم بهدوء:
” بس هو مش فاكر اخر شهـرين لكن احنا قولناله انه اتجـوز.. ”
شعـر بالحزن لأجل فتاته ولكنه قال بهدوء:
“ربنا يتم شفاءه علي خير يا ابني، أنا هدخله الأكل زينة كانت عمـلاه وقالتلي وانا جاي اجيبه هيكون فاق”..
قال علي بإبتسامة:
” كتير خيـرك، ادخـل واتطمن عليـه هنستناك ننزل نقعـد نشرب حاجه الواحد ريقه نشف طول اليوم “..
تحـرك للداخل يطمئن علي زوج ابنتـه و ابنته نفسـها فهو الوحيد الذي يشعر بها و بمـا بقلبهـا في هذه اللحظـه، ولكن برغم كل شئ هي تشعر بالرضي و ستواجه ما سيحدث بكـل سلام…
بعـد ثلاثـة أيـام…
سـاعد كـلا من سليـم و علـي أدهم للجـلوس علي فراشه، فهو لا زال يعـاني من دوار اثر الجراحه و بعد فحـصه أكد الطبيب بأنه سيتعافي مع العلاج و الإهتمـام، وعلي ذكـر الإهتمـام دلفت زينـة وهي تحمـل الطـعام ثم وضعته أمامه وجلست كعادتهـا في الايام الماضيه لتطعمـه، قال أدهم:
” أنا مش قادر والله شبعان “..
” أنت لو مأكلتش الدوخـة دي مش هـتروح، كل حاجه بسيطه و بعد شوية ابقي كمـل.. معلشي يا أدهم كل علشان خاطري “..
قال بإستسلام:
” أنا مش هسلم منك.. أكليني يا ستي حد يلاقي دلع وميتدلعـش “..
قـال علي بضحك:
” ادلـع يا أخويـا، قومي يا ليلي هاتيلي أكل وأكليني، اتعلمي من مرات ابنك “..
ضحكـت ليلي و اتجهت تأخذ زوجها:
” تعالا يا حبيبي ولا تزعـل نفسـك “..
قال سليم:
” الله؟ طب وأنا؟! يا خـالتي أكليني أنا كمان “..
تحرك سليـم للخـارج خلفهـم وظـلت زينـة بجـواره تهتـم بـه وقالت بهدوء:
” لو حابب ننفصل أنا مش هعترض.. المهم تكـون مرتاح “..
” ليه بتقـولي كدا؟! ”
“علشان حاسه انك مجبـر عليا، حاسه انك مش بتتجنبني علشـان بس متضايقنيش”..
” بالعكس خالص أنا مرتاح بوجودك”..
ابتسمت تقـول بحب:
“أنت عارف انك قولتلي الكلمة دي قبل كدا؟! قولتلي انك جيب اتقدمتلي علشان كنت مرتاح، الراحه بالنسبالك مهمة أوي كدا؟!”..
” أيوا طبـعا مهم الإنسان يحس بالراحه في كل حاجه بيعملهـا “..
قالت بهدوء:
” طيب أنا في حاجه عاوزة اوريـهالك “..
” اي هي!!!؟ “..
ابتسمت وأخرجت هاتفـه و وضعت الفيديو نفسه أمامه يشاهد نفسه به منذ بضعة أيام فقط، يشاهد خديقه لها و نظراته و اعترافه بالحب لهـا وبكلمـات لا يعرف حتي كيف نسجهـا سويا، نظر لها وسأل بتعجب:
” معـقول؟! كنت بحبك كدا؟! “..
” ولسه بتحـبني.. انت اختارتني لتـاني مرة، حتي بعد ما والدك قـالك عن اللي حصل معايا، احتارتني ومترددتش “..
ابتسم يقـول بهدوء:
” أنا كل دا ميهمنيش و المهم ان ربنا جابلك حقك في الأخر، المهم انك متزعليش مني ان وقتها خبيت اني كنت موجود و متزعليش من سليم انا وهو أكتر من أخوات، هو وحيد أبوه وأمه وكذلك انا فهو حرفيا زي اخويا مكانش لينا غير بعد وهو ارتبك وخاف عليا.. ”
“أنا مش زعلانه منـه ولا منك يا أدهم خلاص أنا عاوزة انسي كـل دا، عاوزة أنسي كـل حاجه ونبدأ من جديد”..
” وأنا عن نفسي ناسي جاهز و جايلك طازة “..
ضحكـت زينـة علي حديثـه وتحـركت تأخذ الطـعام من أمامه فأمسك بيدها وقال بهدوء:
” اقعـدي كـلي أنتي مكلتيش حاجه النهاردة ”
“لا هاكل برا مع عمي وطنط و انت نام وارتاح”..
ضحك أدهم:
” انتي مفكره انك ممكن تلاقي اكل في البيت طول ما سليم عندنا؟! دا مستحيـل دا زمانه واكل ابويا وامي نفسهم “..
ضحـكت زينـة و بدأ أدهم في اطعامهم كما فعـلت معه فاخذت منه الطعـام برضا وسعادة…
…………………………
بـعد مرور عام..
” والله العظيـم ظلم.. يعني انا أخطب الأول و انت اللي تتجوز الأول؟! ”
“كفاية قر بقي عينيك جابتنـا الأرض، بقـولك اي انا أجرت عربيـة ليا انا وزينة و انت تعالي بعربية ابويا وهاتهم معاك”..
” اي دا احنا مش اتفقنا انت هتاخد عربية ابوك وانا هاجي بعربية ابويا؟!! ”
“لا يا اخويا انا مش مستغني عن ابويا وامي في فرحي، دي لو اعتمدنا عليها هنقابلكم واحنا راجعيـن”.
” اخص عليك الله يسامحك “..
” اعمل اللي بقـولك عليـه، انا اساسا متوتر و قلقـان و خايف اليوم يبوظ ”
“يا ابني اي اللي هيبوظـه، كدا كدا هي ساعة زمـن وهتعـدي يعني”..
” ان شاء الله “..
” يـلا أنا ماشي، ومتتأخرش عليا في السيشن علشان نعرف نتصور انا وبابا وماما “..
” طب وأنا؟! دا شاري بدله مش مأجر حتي؟! مش هاخد صورتين؟! “..
” حـاضر هبقي اخليه يصورك بالبدلة “..
تحـرك أدهم للخـارج في البداية سيذهب لأخذ عـروسه ثم سيذهـب معها للتصـوير وبعد ذلك لحفل زفافهم البسيط في احد القاعات المتخصصه للأفراح الإسلاميـة..
آتاه اتصـال من زينـة وهي فيه طريقه اليها:
” انا اسف والله انا خلاص قربت أهوه “..
قالت ببكاء:
” الطرحـة بتاعة الفستـان اتقطـعت يا أدهم و الميكب ارتست بتقـولي مش لازم في بنات كتير مبتلبسهاش بس كان نفسي اوي البس طرحـة “..
” اهدي بس يا زينـة انتي بتعيطي في يوم فرحنا؟! اهدي وكل حاجه هتتحـل، أنا هروح محـل الفساتيـن واجيبلك واحده أحلي منهـا ومش هأجرها زي الفستان لا هشتريهـا علشان تبقي بتاعتك بس متعيطيش كـدا “..
” أنت لو رجعت يا أدهم هنتأخر علي السيشن والقـاعة “..
” لا يا حبيبتي متقلقيش الطريق مش زحمة خالص، هروح وأجي علطول، اتبسطي انتي و اهم حاجه متحطيش ميكب كتير زي ما قولتلك. ”
“لا يا حبيبي متقلقش انا حطيت حاجه بسيطه خالص، بس هو باظ تقريبا هصلحه علي ما تيجي”..
ضحك أدهم وقال بحب:
” ماشي يا حبيبتـي وانا مش هتأخر عليـكي “..
وبالفعـل في أقـل وقت ممكـن كـانت تجـلس أمام المرآة وهو خلفها ينظر لها بسعـادة ويضع لهـا طرحة العروس بنفسـه:
” أتمني تكون عجبتك “..
قالت بإبتسامة:
” دي حـلوة أوي.. ”
“أنتي اللي حـلوة اوي يا زينـة”..
التفتت له تقف أمامه وهو يطـالعها بحب وقال بهدوء:
” يلا يا عـروسة؟! ”
اومأت له وتحـرك الإثنـين لقاعة زفافهم ليبدأو سويـا حياة جـديدة مليئة بالحب والسلام.. و الراحة..
تمت..
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية إلى لقاء آخر)