رواية الشرف الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم قسمة الشبيني
رواية الشرف الجزء الخامس والثلاثون
رواية الشرف البارت الخامس والثلاثون
رواية الشرف الحلقة الخامسة والثلاثون
الخامس
أنهوا صلاة الفجر ليبدأ الجميع يقترب من مظهر يقبل ظاهر كفه بإجلال بينما يجلس يراقب إنصراف الجميع لينادى أحد مساعديه : همام
يقترب همام فورا ليجثو بين يديه فيصمت مظهر و هو يراقب إنصراف الجميع حتى لم يعد سواه وذلك الهمام ليقترب برأسه هامسا : عاوزك تفتح عينك جوى ضربة امبارح ديه أول ضربة للحكومة لسه جدامنا الطريج طويل .
يهز همام رأسه : خابر يا مولانا وبچهز للعملية الچديدة
يبتسم مظهر ويربت على كتفه : براوة عليك عاوزين الحكومة تفهم زين إن مش لازم الولاية تبجى فى سينا إحنا موچودين فى مصر وهنطهرها من نچاسة الكفرة .
اومأ همام مرة أخرى بإنصياع منكسا رأسه لحضرة سيده مظهر الذى ربت على كتفه بفخر : اعرف أنك دلوك أهم واحد اهنه وكل طلباتك مچابه بس شارو .
يرفع همام رأسه لتتضح ملامحه المصرية فهو ذو بشرة سمراء وشعر فاحم ،ملامحه جدية إلى حد كبير ليرفع عينيه لسيده ويقول بنفس الجدية : عاوز تنين من السبايا اللى هياچوا جريب .
ابتسم مظهر بخبث : وماله حجك.. وعذارى كمانى .
لتلين ملامح همام الجامدة ويبتسم قبل أن يحنى رأسه مقبلا كف مظهر ويغادر .
********************
توجه رفيع لمنزل والده الأخر لتفقد أخيه سويلم فهو الأقرب بعد رحمة لقلبه وهو يشعر بالقلق تجاه رد فعله لهذا الحادث المأساوي الذي أبكى الجميع بينما لم يبدى سويلم أى رد فعل أو رغبة للمساعدة وهو الذى كان يتوق لمساعدة الجميع .دق الباب لتفتح له حسنات فيخفض رأسه: السلام عليكم ، كيفك يا مرت أبوى ؟
تلوى حسنات فمها بضيق : نعمين
هو يعلم أنها تكرهه كرها لأمه لكن ما بيده حيلة ، فأمه ما كانت إلا فتاة أمرها أبيها أن تتزوج ففعلت .
لم يرفع عينيه وهو يقول: أنى چاى اطل على سويلم .
تفسح الطريق وهى تتحرك للداخل بخطوات وئيدة تاركة له مجالا للدخول : سويلم بيتسبح . أجعد استناه لو عاوز .
يتحرك من فوره لغرفة سويلم : هستناه فى اوضته .
لكنها لم تبد اهتماما ليدخل الغرفة زافرا بإرتياح لتخلصه من هذا اللقاء البغيض . توجه ناحية مكتب سويلم الذى يزدحم بالكتب فيجد أعلى الكتب كتيب يحمل اسم جذب انتباهه ” سؤال وجواب في السبي والرقاب ” .مد يده وإلتقط الكتيب وهو يستوى جالسا خلف المكتب يقرأ فيه باهتمام ، مر بعض الوقت وهو يتصفح الصفحات بأعين متسعة متعجبة قبل أن يفقد الكتاب أثر جذبه من بين أنامله .رفع وجهه ليرى سويلم ينظر له بغضب : مارايدش حد يمد يده على حاچة تخصنى .
تعجب غضبه وأسلوبه فى الحوار : من ميته يا سويلم ؟ طول عمرى باخد كتبك .
فتح سويلم أحد الأدراج ليضع فيه الكتاب لتلتقط أعين رفيع كتابا اخر لمح من اسمه كلمة ” الجهاد ” ليزداد حيرة بينما قال سويلم : من دلوك
نهض رفيع عن المكتب متسائلا: مش هتاچى معانا دفنة عم چرچس وبته ماتوا فى التفچير .
اتجه سويلم إلى خزانة ملابسه بإنفعال واضح : لاه دول كفرة حد الله بينى وبينهم .
اتسعت عينا رفيع : كفرة !!!! انت بتجول ايه يا سويلم ؟ دول أهل كتاب .
ليرمقه سويلم بنظرة غاضبة : هجول إيه ما انت چاهل .
لينفعل رفيع ويحتد صوته : إلزم حدودك يا سويلم أنى خوك الكبير .
يتجه سويلم ناحية المكتب فيحكم إغلاق الإدراج ويضع المفاتيح بجيبه وينطلق خارجا ليتبعه رفيع بتوجس فمنذ بدأ سويلم يبتعد عنه ويتوقف عن زيارته وقد تغير حاله كثيرا .
حتى قربه من رحمة الذى كان رفيع يعترض عليه لترققه الزئد والذى دفع رحمة لمد جسور ثقة وتواصل بينها وبين سويلم دون اخويه وقد ارجعت أمه ذلك لقربهما بالعمر .
******************
انتصف النهار بالمشفى لكن الطبيب يرفض زيارة طايع يظل البعض بقرب حجرته ويلزم البعض غرفة رفاعى .
لاحظت زينب اختفاء الرجال منذ الصباح عدا تاج ووهدان ومهران الذى يلازم باب غرفة العناية .
ينهض تاج : انا هروح أصلى الضهر فى المسجد وارجع .
وهدان : أنا چاى وياك يا ابو ريان .
يتجها للخارج بينما يتساءل رفاعى بألم : هو خميس وصالح فين ؟
تربت غالية على كفه السليم : راحوا يحضروا جنازة
انقبض قلب رفاعى بينما قالت زينب : يا خوى اللى يروح يروح واللى ياچى ياچى المهم دلوك صحتك .الحكيم جال ماتعصبش .
فتح رفاعى عينيه قدر استطاعته : عاوز اشوف ولدى .
زينب : حاضر يا خوى هنادم عليه .
رفاعى بحزم : عاوز اشوف طايع .
تتبادل غالية وزينب النظرات لتقول غالية بتلعثم : الدكتور مانع عنه الزيارة إن شاء الله هو اللى هيجى يشوفك .
يزداد انقباض قلبه وهو يعتدل متألما فتهب غالية وزينب فى محاولة لردعه عن التحرك لكنه نفض يديهما عنه وهو يعتدل جالسا ، شعر بالدوار ليغمض عينيه لحظات قبل أن يعود للتحرك .
ترنح بمجرد أن حاول الوقوف لتسرع زينب إليه : اعمل معروف يا رفاعى .
استند إلى كتفها لتقترب غالية ايضا : مفيش داعى تتحرك مش هيرضوا يدخلوك عنده
رفاعى : أنضره بعينى .
قالها بشرود وهو يتذكر ما حدث بالأمس
عودة للوراء
كان رفاعى وولديه بالسيارة وقد توجهوا للمركز لبعض المهام ليشير رفاعى بكفه : وجف اهنه يا مهران
مهران بتأفف : إيه الزحمة دى ؟
طايع : عيد بجا والناس رايحة تصلى فى الكنيسة .
مهران : انزلوا اهنه وانى هشوف راكنة للعربية وأچى .
ترجل رفاعى وطايع لينطلق مهران بالسيارة ، انتظرا لدقائق قبل أن يقول رفاعى : هم يا ولدى نتمشى لأول الشارع المحل هناك اهه .
سار طايع بجوار والده فى نفس الإتجاه الذى سلكه مهران ، خطوات قليلة وكانا بمحاذاة باب الكنيسة لينظر طايع للداخل مبتسما وفى لحظة واحدة دوى إنفجار اهتزت له الأرض .
دفع الانفجار رفاعى ليسقط على جانبه الأيمن وقد ارتطمت رأسه بالاسفلت وطاحت عمامته ليغمض عينيه بألم وهو يشعر بتكسر عظام كتفه وذراعه ليفتح عينيه بهلع رغم نزيف رأسه ليرى طايع ساقطا أرضا وقد إستقر فوقه بابا حديديا وتسيل دماء طايع من أسفل الباب ليصرخ رفاعى وهو يجاهد ليفتح عينيه : طايع !! ولدى
لكن طايع لم يحرك ساكنا ، يجاهد رفاعى لكن إصابته كانت أقوى منه ليغمض عينيه هو الآخر والصراخ اخر ما يصل لمسامعه .
يعود من ذكريات الأمس القاتمة ليتحرك متكئا على زوجته بينما تحاول غالية المحافظة على توازنه بلف ذراعيها حول خصره مع الإنتباه لإصابته .
**************
القلوب المتألمة ما أكثرها !! تقف ريتاچ وليليان وروان وسما خلف مهران بمسافة كافية جميعهن يشعرن بالألم فوضع طايع غير مستقر بعد .
إقتربت بصمت لتقف أمام الزجاج ليلتفت مهران ناظرا لها : زعلانة عليه ؟!!!
لم تجب لينظر إلى جسد أخيه عبر الزجاج : ياريتك خرچتى من چسمه ويا الدم اللى راح ، لكن انت چواه وماخبرش اسوى كيه .
تحدث لنفسه ليفيق على صوت سما وهى تشهق بفزع : عمى رفاعى .
إلتفت خلفه ليرى هيئه والده المزرية ، للمرة الأولى بحياته يرى والده ضعيفا ، هرول إليه بلهفة : انت جومت من فرشتك ليه يا أبوى ؟
نظرة ألم من عين رفاعى انكسر لها قلب مهران ورفاعى يقول : عاوز اشوف اخوك يا مهران .
يدق قلب مهران فزعا للمرة الأولى بحياته : بس هتشوفه من برة .
اومأ رفاعى موافقا ليتخذ مهران موقع زينب وتبتعد هى وغالية ليحمل ثقل جسم رفاعى وهو يسير معه ببطء حتى استقرا أمام زجاج الغرفة ليرى مهران للمرة الأولى بحياته دموع أبيه .
إلتفت إلى النساء بحزم : هملونا دلوك .
ما كانت إحداهن تملك القدرة على الإعتراض فهن جميعا تتمزق قلوبهن لأجل ضعف رفاعى الذى ظهر رغما عنه . أشارت غالية للفتيات ليبتعدن وتجذب هى زينب التى تسمرت قدميها للحظات قبل أن تستسلم وتغادر .
******************
أعاد وهدان وتاج رفاعى لغرفته بالإكراه فور عودتهما من الصلاة ليتتفس مهران براحة فلم يعلم أحد بسر أخيه بعد .
عاد الجميع وازدحمت الغرفة بهم بينما لاحظ هيبة شرود رفيع وعدم مشاركته لحديثهم على غير العادة ليتساءل : مالك يا رفيع ؟ شارد من صبحية ربنا
ينظر له رفيع بشرود : بالى مشغول شوى .
ثم ينظر ل تاج : عمى عاوز أسألك على كتاب فى الدين .
ابتسم تاج كعادته : كتاب إيه يا رفيع ؟
رفيع : كتاب اسمه سؤال وجواب في السبي والرقاب.
نظر له تاج بدهشة : أنا أول مرة اسمع إسم الكتاب ده !!!
بينما تساءل ريان بفزع : انت مين اداك الكتاب ده يا رفيع ؟
تعجب الجميع نظرة الفزع على وجه ريان التى تبدو لهم بلا مبرر ،ابتسم ضاحى بتوتر وهو يقول : وهو لازمن حد يديهوله يمكن إشتراه.. مالك معصب ليه ؟
ريان بنفس الطريقة : الكتاب ده مابيتبعش
اتسعت الأعين ؛ أى كتاب هذا الذى لا يباع !!!
شعر صالح بالتوتر والقلق لأجل رفيع فهو الأقرب لقلبه من ابناء شقيقه صخر ، تنحنح بقلق : مابيتبعش كيف يعنى ؟
نظر تاج لابنه بقلق وتساءل : وانت تعرف الكتاب ده منين يا ريان ؟
ليجيبه ريان بثقة : بيتوزع كتير فى الجامعة يا بابا .
ونظر ل رفيع كما فعل الجميع : جبت الكتاب ده منين يا رفيع ؟
اهتز صوت رفيع بإضطراب : شوفته مع واحد صاحبى وجريت فيه كام صفحة إكده بس فى حاچات مافهمهاش .
انتقل ريان ليجلس بجوار رفيع : اتمنى تقطع علاقتك بالشخص ده فورا الناس دى كل أفكارها غلط .
حاز ريان على اهتمام الجميع وزرع القلق بصدر والده بينما نهش الخوف قلب رفيع ، إذا هذا هو سبب التغيير الذي طرأ على سويلم ، لكن من هم هؤلاء الأشخاص ؟؟؟
قطع الحوار دخول الطبيب لتفقد رفاعى لتتبادل الوجوه نظرات قلقة خائفة .
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشرف)