رواية انت ادماني الفصل الرابع عشر 14 بقلم سارة محمد
رواية انت ادماني الجزء الرابع عشر
رواية انت ادماني البارت الرابع عشر
رواية انت ادماني الحلقة الرابعة عشر
الفصل الرابع عشر
كان يطوق خصرها بتملك كأنه يخاف من أن تهرب منه ، بينما لم ينام قط ظل يفكر بها وبحياتهما التي تسير على طريق مجهول ، كان يؤنب نفسه على تأخره عليها وسيظل يؤنب نفسه حتى يقبض الله روحه …!
بينما هي غفت مش شدة الإرهاق و هو فقط يتأمل ملامحها الطفولية والقوية في آن واحد .. إرتعش جسدها بين يداه و هي تعبس بهلع ، أرتجفت شفتيها أمام أنظار “رعد” الذي شعر بالقلق من حالتها ، لينهض قليلاً يتفحصها ، أخذ تتمتم بخفوت شديد والعرق يتصبب من جبينها :
– أبعد .. أبعد عني .. رعد متسبنيش !
أقترب “رعد” من أذنها ليسمع تمتمتها الخافتة ، علم أنها تحلم بكابوس و علم ماهية ذلك الكابوس ، أخذ يتواعد لذلك القذر “ماجد” عمت فعله ، ربت على مقدمة رأسها إلى خصلاتها و هو يطمئنها ، لم يزيد ذلك “توليب” إلا إرتعاداً وخوفاً لينتفض جسدها صارخة بهيستيرية وهي تقول كلمات غير مفهومة أبداً ، قبض “رعد” على رسغيها يثبتها على الفراش بينما هي تصرخ بجنون وصدرها يعلو ويهبط ليصرخ “رعد” بها قائلاً :
– توليب أهدي ده أنا رعد …!
لانت ملامحه و هو يراها هدأت قليلاً وفتحت عيناها برعب ليهتف مطمئناً إياها :
– اهدي أنا جمبك .. محدش هيعملك حاجة متخافيش ..
ترك رسغيها عندما وجدها هدأت قليلاً لتنام مجدداً ممسكة بيد”رعد” كالطفلة الصغيرة ،
غرس رعد اصابعه في خصلاته و عيناه شرارات مشتعلة …
أمسك بهاتفه الموضوع على الكومود ليتصل بـ إحدى حراسه و هو يضعه على أذنه قائلاً :
– عملتوا أيه في الواد الزبالة الي جبتوه المخزن ..
– هرب يا باشا ….!
أنتفض “رعد” من جلسته وحدقتاه متسعة ليصرخ بحدة ناسياً تماماً “توليب” التي تجاوره :
– يعني أيه هرب و أمتى مشغل معايا بهايم أنا !!!
عندما قابله حارسه بالصمت فهو لن يستطيع الرد عليه ، أستطرد “رعد” بغضب جارف محذراً :
– أقسم بالله على بكرة الصبح لومكنتوش جبتهولي هيكون أخر يوم في عمرك فاهم ؟ لو رجعت من غيره يبقى تجهز كفنك ..
أغلق الهاتف ليغرز أظافره في خصلاته ، نهض من على الفراش ليدلف إلى الشرفة ممسكاً بسيجارة ينفث دخانها ببطئ و عيناه لا تقل أحتراقاً مثل تلك السيجارة ، أستند بمرفقه على سور الشرفة ليتنهد و قد بدا مرهقاً بشكل غير طبيعي ، كم الضغط المحاوط به جعله يريد أن يعيش بعالم و حده لا يوجد معه سواها …!
وقف ربما أكثر من ساعتين والهواء البارد يلفح بشرته ، شعر بيد توضع على منكبيه .. يعلم أن تلك اليد الرقيقة يداها .. ومن معه بالمنزل لتكون غيرها ؟ ، هتفت برقة منادية بإسمه :
– رعد ..
اغمض عيناه بإسترخاء و هو يسمع أسمه بين شفتيها ، تمنى لو يسحق شفتيها في قبلة مميتة و رقيقة بنفس الوقت .. ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يحصل عليه ..
لم يرد عليها لتقف بجانبه سانده مرفقيها على السور بجانبها واضعة يداها تحت ذقنها تتأمل روعة منظر الحديقة ليلاً ، ألتفت له قائلة ببراءة :
– أنت كويس ؟
نفى برأسه و لم يتحدث للتنهد بحرارة و أعتلت تعابيرها هم واضح ليلتفت لها عندما رأى خصلاتها يضربها الهواء قائلاً بحدة :
– أدخلي البسي الاسدال متقفيش كده ..
زمت شفتيه لتنظر من الحديقة الخالية من أي شئ حيث الحراس فقط يقفون بالخارج و من المستحيل أن ينظروا إلى هنا ..
عبس جبينها قائلة و هي ترفع منكبيها :
– أصلاً مافيش حد ..
– سمعتي ؟!
كانت لهجة آمرة و محذرة لتستعيد عنادها التي أشتاقت له قائلة بعناد :
– لاءء !
رفع حاجبيه الأيسر لتيشح بأنظارها عنه قبض على رسغيها ليلج للغرفة قائلاً بحدة و يداه تشتد على رسغيها :
– يبقى مافيش وقوف في بلكونات ..
أنقبضا ملامحها لتحاول نزع رسغيها من كفه قائلة و هي تتلوى بين يداه :
– رعد سيبني ..
ترك رسغيها و ياليته لم يفعل ، حيث قبض على خصرها لترتطم بصدره الصلب قائلاً بتحذير أرعبها :
– أسمعي يا توليب أنا مش باجي بالعند فاهمه ؟ لو هتعندي فـ أنا هعند أكتر منك و أنا دماغي بنت *** ناشفة فـ بلاش نتعب بعض ..
قبضت على يداه الممسكة بخصرها و التي رغم أنه لم يشدد ولكنها صرخت بألم شديد ليتركها بفزع ..
شرع في رفع كنزتها قليلاً ليرى كدمة شديدة الزرقة و هو بغبائه وضع يده عليها ، أقترب من خصرها ليلثمها بهدوء لتنتفض “توليب” مبتعدة عنه ، تفاجأت من رد فعله لتبتعد قليلاً جالسة على الفراش بوهن ، من دون قصد رأت يداه المجروحة بشدة لتنتفض و هي تجذب يده تسأله بقلق :
– إيدك مالها ؟
قال غير مبالياً :
– مافيش ..
تركته لتذهب للمرحاض تبحث عن صندوق الإسعافات الأولية لتقطب حاجبيها و من الواضح أنها غاضبة ، أخذت تعقم له الجرح بعناية فهي تفهم بالجراحة بعض الشئ ، ضمدت الجرح بشاش خفيف لتتركه بعد أن أنتهت
بدت جدية للغاية و هي تقول :
– رعد أنا لازم أسافر ..
وضع يداه على رأسه و قد بدأ يشعر بالصداع قائلاً و هو يعتقد أنها تمزح :
– توليب أنا والله م ناقص سيبيني دلوقتي
تنهدت و هي تنهض بلا مبالاة :
– براحتك أنا بس حبيت أقولك و حجزت الطيارة خلاص على 7 الصبح إن شاء الله ..
أنتفض من جلسه ممسكاً بذراعيها بتساؤل حاد :
– أنتِ بتتكلمي بجد ؟
أومأت و قد ظهر الحزن على وجهها ..
أستشاط غصباً ليجذبها من ذراعيها معتصراً إياه و هو يصرخ بها :
– وانتِ ازاي تاخد قرارات من غير ما تقوليلي أنتِ أتجننتي ؟!
أستطردت برجاء و قد لمعت عيناها بالعبرات :
– رعد أفهمني بس صدقني أنا محتاجة أبعد يا رعد حاسة اني مش توليب حاسة أني ضعيفة محتاجة أرجع توليب القديمة عشان خاطري أفهمني ، هنطلق بهدوء من غير شوشرة و أنت شوف حياتك و أنا هشوف حياتي .. أنت بقيت كويس مش محتاجني خلاص ..
أغمض عيناه و هو يشعر إن صدرت كلمة أخرى منها سيلكمها بوجهها ، تنهد قليلاً يحاول إستعادة هدوءه لترتعب من مظهره حتى حاولت الهرب و لكنها للأسف قد وقعت في براثنه ..
فتح عيناه واللواتي تحولا إلى جمرتان مشتعلتان ليهمس بجانب أذنها كفحيح الأفعى : أنتِ مش هتمشي من هنا فاهمه ؟ على جثتي ..!
أغمضت عيناها بإرتعاد من ذلك القرب وتلك النبضات التي أصبحت تقرع كالطبول لتهتف مبتلعة ريقها :
– رعد أيه اللي يمنع أني أمشي ؟
صرخ بها ممسكاً بوجهها بشدة لتجحظ عيناها عندما قال بصراخ :
– عشان بـحـبك أفهمي بقى !!
لم ينتظر ردها ليطبق على شفتيها بقسوة جعلتها ترتد للخلف ، لم يكُن للحب وحود في تلك القبلة ، فقط شعرت بالبرودة تسري في أطرافها ، لم تشعر حتى بتلك الدغدغة التي تكون في معدتها عندما تقبل حبيبها ، فقط شعرت ببرودة قارسة تغلف قلبها المدمى ..
حاولت دفعه من صدرة و لكنه كان كالأعمى لا يرى أمامه سوى أنها إن رحلت سيقتلها حتماً ، أبتعد عندما شعر بها تحتاج للهواء ليلهث أمام وجهها ، دفعته من صدره لتهوى على وجنته بصفعة لم تحرك إنشاً واحداً به ، صفقت و هي تحييه قائلة بفخر مصطتنع :
– برافو .. حقيقي برافو مكنتش أعرف أنك ذكي أوي كده ، طبعاً قولت أما أقولها بحبك دلوقتي و هي مكسورة عشان متقدرش ترفض مش كدة ؟ أنت أستغلالي يا رعد مكنتش أرف أن حقير و واطي كده ..!
بضع ثواني مرت ليلف خصلاتها على كفه لتصرخ بألم قائلاً :
– أقسم بالله لو مـ لميتي لسانك لكون موريكي الحقارة بجد ..!
اكمل و هو يزيد على قبضته عليها قائلاً بقوة أخافتها :
– لو العشق ده هيخليكي تدوسي على كرامتي هكون مموت قلبي بإيدي و مموتك بعديها يا توليب .. إلا كرامتي فاهمه ؟ و مش هتمشي من هنا و هتتحبسي زي الكلبة في البيت مش هتخرحي منه .. الظاهر أني دلعتك أوي بس أنتِ لسة مشوفتيش حقارتي يا توليب .. مكنتش أتمنى تشوفيها بس أنتِ اللي طلبتي بلسانك ، أستحملي بقا يا قطة ، دفعها لتسقط على الأرضية لتتأوه بألم معنوي و ألم جسدي ..!
تركها في الغرفة ليغلق الباب عليها بالمفتاح تاركاً إياها تلعن حالها
***
كان يهرول و هو يوزع نظراته بين الطريق أمامه و خلفه حتى لا يراه أحد ، ظل يركض بأقصى سرعة لديه كالفأر الخائف من المصيدة ، وصل لبيته ليركض على الدرج و هو يطرق على الباب بسرعة ، ظل يطرقه بعنف لبضع دقائق لتخرج له سيدة من المنزل المجاور لمنزله تخبره أن زوجته وطفلهم الرضيع و الجنين الذي لم يرى الضوء بعد تم نقلهم ثلاثتهما للمشفى بسبب تدحرج زوجته على الدرج لينتهي به المطاف يركض نحو المشفى التي أخبرته عنه جارتهم ، أستقل تاكسي ليخبره العنوان سريعاً ، ولج من التاكسي يهرول نحو المشفى ، سأل موظفة الإستقبال قائلاً وهو يلهث :
– لو سمحتي مراتي و عيالي جُم هنا ..
سألته بإستفسار عن إسم زوجته ليخبرها أسمها الثلاثي ، أخبرته عن رقم الغرفة ليركض نحو الغرفة ، كاد أن يصل لها لولا منعة من قبل دكتور يبدو عليه كبر السن و هو يقول برسمية :
– للأسف يا فندم مرات حضرتك و الأطفال ربنا رحمهم .. البقاء لله .
جحظت عيناه بشدة رافضة مايقوله ذلك الذي لا يفهم في أي شئ ، تهاوت قدماه ليسقط على الأرض بعنف ليساعده طبيبٍ ما و هو يواسيه ، تركه “ماجد” ليهرول نحو الغرفة ليرى جثتهم ، دلف ليشعر بقبضة تعتصر قلبه بعنف و هوى يرى ملاءة بيضاء تحاوط جسدهما من رأسهما حتى أخمص قدميهما ، ذهب لطفله الرضيع ليرى مشهد سيظل بذاكرته مهما حيى ، رأى وجه طفله مبتسم .. أنهار في وقفته ليطالع زوجته يراها تبتسم مثل طفلها ، شعر أن الحياة تأخذ منه ببكئ ، تُرى ماذا يروا ليكونوا بتلك الفرحة ؟
تذكر كل ما حدث ، تذكر أنه كان سيغتصب فتاة لم يكُن ذنبها إلا أنها عشقته ، عاقبه الله عندما أخذ زوجته و أطفاله ، أخذ يجهش بالبكاء كطفل صغير نادم عما أقترفه ، ركض خارج الغرفة و خارج المشفى بأكملها ليذهب إلى قصر “رعد” و عيناه يغطيهما عبراته ، أمسك بالسلاح الذي كان في جيب بنطاله و عيناه تلمع بوميض غامض …
***
بينما في قصر “رعد البناوي” ، قرر و أخيراً أن يطلق سراح “توليب” الصامتة تماماً ، فتح غرفتها و هو يرمقها بإزدراء عندما وجدها تحتضن ركبتيها لصدرها ، رفعت وجهها بتلك العينان التي تورمت من كثرة البكاء لتجده يحدق بها بتلك الطريقة ، أندفعت نحوه ممسكة بتلابيب قميص حلته قائلة بجنون هيستيري :
– متبصليش كده ! أنا مش جارية عندك عشان تعاملني بالأسلوب ده و لا هسمح يا رعد البناوي ، أنا توليب ياسر الجندي محدش يقدر يدوسلها على طرف ولا يهينها فاهم !
أمسك بكفيها الممسكان بتلابيبه ليلويهما خلف ظهرها و هو يحدق بها بإبتسامة ماكرة على ثغره :
– و أنا رعد البناوي يا شاطرة .. محطم قلوب العذارة ، و هو نفسه الي هيكسر رقبتك ومناخيرك المرفوعة دي محدش بيقولها رايحة فين ، مش هفضل أقولك كتير بلاش تتحديني هتزعلي يا توليب ، هتزعلي جامد !
ظل على وضع يحدق بها بنظرات أثارت إشمئزازها لتحاول الفك من ذلك الحصار و لكن لا فائدة ، كادت أن ترد عليه لتجحظ عيناها بشدة حتى كادا أن يقتلعا من أماكنهما و هي تنظر وراء “رعد” ، هتفت بعدم تصديق :
– ماجد !
ألتفت “رعد” ليرى عن ماذا تتحدث ليرى فعلياً “ماجد” يقف مصوب سلاحه نحوهما ، و بمباغتة جعل “توليب” تقف وراءه محتمية به ليقف هو كالسور المنيع يحتفظ عليها ، أبتسم “ماجد” بسخط لينزل سلاحه أسفل و هو يقول بتهكم :
– أنا مش جاي اقتلكم ، أنا جاي أتأسف لتوليب عن كل اللي حصل ..
أنقض “رعد” عليه ليلكمه في وجهه و هو يرطم ظهر “ماجد” بالحائط قائلاً و هو مازال يسدد له لكمات وسط صرخات توليب ليتوقف لكنه هتف بصراخ :
– إياك تنطق أسمها على لسانك يا *** أنت جيتلي برجليك يا ابن ال***
ركله بقدمه في معدته ليبثق “ماجد” الدماء قائلاً بأعتذار و هو يجهش بالبكاء موجهاً كلماته لتوليب :
– أنا أسف أرجوكي سامحيني ..
أوقفه رعد ممسكاً بتلابيبه و قد ظهرت عروق عنقه و هو يهدر به بسباب عنيفة :
– مـ تكلمني أنا يا روح أمك ولا أنت ملكش كلام غير مع النسوان ..!
ابتلع “ماجد” مرارة الإهانة ليصمت بضعف مطأطأ رأسه ..
لان قلب “توليب” لتقول بجفاف :
– عايز أيه يا ماجد .. سامعاك ..
شعر بأمل يغزو أطرافه لينظر لها قائلاً بألم :
– أنا بس جاي أتأسف ، أن لما هربت يا رعد بيه لقيت مراتي وأبني الي مكملش شهرين وأبنس التاني اللي في بطن مراتي كلهم ماتوا ، وقعت من على السلم و ماتوا ، ده عقاب ربنا ليا أنا عارف ، أنا أسف يا مدام توليب على كل حاجة ، من أول أتفاقي مع الست اللي فاكراها أمك أني اوقعك في شباكي و بعدين أغتصبك عشان هي كانت بتغير منك جداً عشان أنتِ احلى منها ، بس أبوكي كشف لعبتي وفكر الناس كلهم أني مُت عشتن يبعدك عني ، أنا أسف ..
بعدما أنتهى “ماجد” وهو يرى أنهيار “توليب” ليمسك بالسلاح و هو يصوبه ناحية قلبه مغمض عيناه ، سمع صرخات “توليب” و هي تترجاه أن يتزقف و أن لا ينهي حياته بتلك الطريقة البشعة و لكن لم يسمع سوى صوت شيطانه ليضغط على الزناد منهياً حياته ..
وقع مضرجاً بالدماء في مشهد أرعب “توليب”
..
وضعت “توليب” يداها على فمها تكتم شهقاتها لما حدث أمامها و ما قاله “المرحوم” من حقائق صادمة جعلتها كمن أرتطم بالزجاج بشدة ، بينما “رعد” يراقب رد فعلها عما قاله ماجد ، ذهب لها ليدفن رأسها في صدره مربتاً على خصلاتها الظاهرة و التي لثاني مرة يراهما “ماجد” ، هتفت “توليب” و شهقاتها تطالعة بألم :
– اللي قاله بجد .. يعني أنا .. أنا .. طب فين ماما إذا كانت الست دي مش ماما ! ، فين ماما يا رعد قولي عشان خاطري ..
تنهد “رعد” لتنظر له بتعجب ، ربطت الأحداث ببعضهما لتجحظ عيناها و هي تقول بصدمة :
– رعد أنت كنت عارف ؟!!! بابا قالك قبل ما يموت مش كده ؟
صمت “رعد” لتدفعه “توليب” صارخة بهستيرية :
– ايــه تـاني ، في أيه تاني لسه مخبينوا عني ! أنا تعبت حراامم كده و اللهه تعبت كله طلع كدب ، حنى الست اللي كنت فاكراها امي طلعت كدابة ، حتى ماجد طلع … ، أنا تعبت وأخرتها ؟ هفضل كدة يعني ؟ مش هرتاح أبداً ، أنا تعبت بقا سيبوني في حالي ….
أقترب منها رعد و هو يحاول تهدئتها لتضربه على صدرة عدة مرات تبعده عنها .. تهدجت أنفاسها لتسقط مغشي عليها …
***
بعد أكثر من ثلاثة أشهر …
تبدل الحال تماماً ، حيث “توليب” تتفاقم حالتها للأسوء و “رعد” يتجاهلها تماماً فجرحه مازال عميق منذما رمت به سهام على هيئة حروف مميته ، لم يسامحها بعد بل و أزداد غضباً بطريقة غير طبيعية ، حتى أنه حاول العودة للمخدرات مجدداً و لكن رأته “توليب” ومنعته من أخذها ، يتظرب أكثر بكثير حتى أصبح أكثر ضخامة و هو تقريباً يومياً يسدد ضربات لكيس الملاكمة ذلك ، تكاثفت لحيته و لكن لم يزيده هذا إلا وسامة فوق وسامته القاتلة ، صبره أصبح ينفذ سريعاً حتى أنه يكسر كل شئ في القصر ، لم يتحدث إلى ” توليب” طوال تلك الثلاثة أشهر إلا بعض كلمات لا تذكر ، بعده عنها يزيده غضباً و ضعف داخلي ، لِمَ احبها هكذا و تعلق بها بينما هي لا تبادله المشاعر ذاتها إطلاقاً – في مخيلته – ..
بينما توليب تبحث عن والدتها في كل مكان وقطعت صلتها تماماً بتلك السيدة المحسوبة عليها والدة ! ، تشعر أن كل ما حولها جاف طوال تلك الثلاثة أشهر ، منذ ثلاثة أشهر و لم تحتضنه .. لم تنعم بذلك الدفئ الذي يقبع في أحضانه ، ليتها لم تتفوه بتلك الكلمات ، ليت لسانها قُطع قبل أن تقول ذلك ، تتألم و هي تراه كل يوم يخرج منذ الصباح و يعود فجراً بفتاة ليل منحرفة ليأخذها لغرفته ، وهي ؟ هي ليس لديها الحق للأعتراض .. فقدت جميع حقوقها عندما تفهوت بتلك الحماقة ، وهي مثل البلهاء تجلس بغرفتها و لا تنام إلا عندما تسمع صفعة باب القصر وضحكات الفتاة الجديدة ، و كأنه يقصد ذبحها ببطئ ، و كأنه يقول لها تلك حقارتي التي لم تري منها شئ عزيزتي ، طوال تلك الثلاثة أشهر و هي تتعذب بتلك الطريقة ، ليت ماجد قتلها بذلك اليوم لترتاح قليلاً غرفتها أصبحت باردة كبرود القارة القطبية الجنوبية ، تأكدت “توليب” بالفعل أنها تعشقه ، ولكن بالطبع لن تتنتزل وتدهس على كرامتها و تذهب له ..
‘ كِلاهما يعاني أكثر من الأخر ، ولكن كلاهما عنيدين ومتكبرين ، و مادام هم هكذا .. فلن يبدأ أحد بالتنازل وسيظلا هكذا طيلة حياتهم ‘
***
بينما “جاسر” الذي تبدل حالة بنفس درجة “رعد” ، سهر وفتيات وخمر فقط يحاول نسيان أي شئ ، ربما يحاول نسيان “سمر” ..
بينما “سمر” ذهبت للعمل في إيطاليا كـ طبيبة ، تطمئن دائماً على “توليب” برغم إنشغالها إلا أنها لم تنسى “جاسر” بأي شكل من الأشكال ، بل إزداد حبها له أكثر من قبل !
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية انت ادماني)