رواية متعجرف وقع في شباك ناضجة الفصل الثاني 2 بقلم فاطمة سلطان وداليا عز الدين
رواية متعجرف وقع في شباك ناضجة الجزء الثاني
رواية متعجرف وقع في شباك ناضجة البارت الثاني
رواية متعجرف وقع في شباك ناضجة الحلقة الثانية
________________________________
فى الصباح الباكر أفاقت نور قبل اشقائها.. ونزلت إلى غرفته وظلت واقفة امام الغرفة قليلا وهي تشعر بالتشتت … ولا تدري هل تدخل إلى غرفته أم لا تدخل حتي تعلم من هذا الشخص يجب أن تبحث عن أي شئ يثبت شخصيته فهو مجهول والله وحده فقط من يعلم في أي ورطه قد وقعوا في المِحنه الصعبه
و لكن بعد وقت من التشتت والخوف والتردد قررت أن تدلف إلى الغرفة لتبحث عن أي شئ يثبت شخصيته
دخلت وهي تنظر له بقلق قليلاً لتقترب منه وتحاول أن تركز في تفاصيله فهى لم تراه جيدًا بالأمس لا شك أنه وسيم جدًا و لكن نفضت تلك الفكره من رأسها فهى لم تأتي للأرتباط به هي تريد معرفة هوية الشخص الذي ينام في بيتهم ..
حاولت أن تضع يديها في جيبه ربما تجد أي شئ وما إن اقتربت يديها من جيب بنطاله حتي فتح أنس عينيه فجأة ونظر لها وامسك يدها بسرعه
لتبتعد عنه على الفور قائلة بنبرة حاولت جعلها واثقة و لكن خرجت نبرتها خائفة قليلاً : انتَ كويس ؟
نظر لها انس لعدة ثواني بهدوء تام ليحاول ان يعتدل و هو يتظاهر بالتعب الشديد : انتِ مين ؟ انا مصدع اوي .. و مش عارف اجمع حاجه
حاول انس ان يدقق بملامح تلك الفتاه التي اثرت به بحديثها عن خوفها من والدها فلم يشعر حتي الآن بانه يخطئ حينما يكذب .. و لكن ليُرضي ذلك الجانب الوقح و المُتعجرف به .. فهي لديها شامه جميله في عُنقها مميزه تماما فقط يرافقه الكثير من الأفكار المُنحرفة و لكن ليكون شهماً قليلا فتلك الفتاه يبدو انها جيده و لكنها فاتنه فلن يسكت ذلك الجانب الذي اعُجب بجمالها
– حضرتك اللي حصل اني كنت راجعه انا و اخواتي بليل و لقناك بتعدي طريق معرفش بتعدي في حته مقطوعه زي دي ليه بس اللي حصل اني يعتبر ملحقتش اخبطم و لقناك اغمي عليك و واضح انك خارج من خناقه
قالت جملتها الاخيره و هي تشير الي جسده و ما به من جروح
– بجد انا مش فاكر اي حاجه
نور بقلق ” ارجوك ياريت تفتكر اي حاجه هتلاقيك عشان لسه فايق بس انا مش هينفع اخليك في بيتنا يوم تاني دور في هدومك اكيد معاك تليفون او اي حاجه بطاقه دور في جيبك “
ليتصنع أنس انه يبحدث في جيوب بنطاله لتعطيه نور ظهرها ليقول بنفس نبرته السابقة التي تحمل كل معالم الدهشه
– مش لاقي اي حاجة
نور بغضب ” ازاي يعنييي دور كويس “
ليتحدث أنس بنبره خبيثه ” ما تدوري انتِ احسن “
‘ استغفر الله العظيم ارحمني يارب .. ازاي يعني عايز تفهمني كنت ماشي من غير ما يكون معاك تليفون او حتي معاك بطاقه كارنيه اي حاجه تثبت انتَ مين ؟
قالت آخر كلماتها بنبرة متوترة ليبتسم الآخر و تحدث بنبرة مُجهدة و مُزيفة
– طيب دلوقتي انا مش فاكر اي حاجة و مش حاسس غير اني مش قادر حتي ارفع رجلي من علي السرير
صمتت نور قليلا و هي تفكر هل تجعله يبقي هنا الي أن يتذكر أم تجعله يرحل خوفا منه و علي سمعتهم فهي لا تثق به ففي النهاية هي لا تعلم من هذا الشخص و لما ظهر فجأة امام سيارتها و ما هي حكايته ، لكنها لا تستطيع طرده ايضا فهو مُصاب و مُتعب و لا تعلم حتي اسمه شُعرت بالتشتت لم تعد تدري ماذا تفعل لتأخذ نفسا عميقا و تتحدث اخيرا
– انتَ ممكن تفضل هنا النهاردة بس و انا هحاول أسأل حد بيفهم في المواضيع دي انا معرفش المفروض تعمل ايه المهم ان اكتر من يوم تاني تكون فيه في بيتنا للأسف مش هقدر انا عايشه مع اختي و اخويا و بس و وجودك هيسبب مشاكل لينا و حاول تدور تاني و تحاول تفتكر حاجه و انا هكلم الدكتور
اومأ الآخر برأسه و هو يلعنها داخله هل هي تتعامل معه بشفقة الآن ام ماذا ؟؟ كيف تجرأ علي ذلك؟؟؟ حتي و لكنه حاول تهدئة نفسه ليقوم بشكرها علي مضض لترحل هي تاركة إياه بمفرده ليرتاح قليلا
– يا ساتر علي دي بنت بس بنت ايه دي مزه الله يحرقها الواحد و لا منه عارف يعاكسها ولا منه عارف يهزقها
___________________________________________
ما إن خرجت من الغرفة التي كان يجلس فيها حتي وجدت اختها تنزل علي الدرج
– نور انتِ كنتِ فين كل ده لفيت الأوض كلها ملقتكيش و برن تليفونك في اوضتك
حاولت نور تهدئة اختها فهي تعلم انها في أشد حالات الذعر و الخوف الآن من ما حدث معهما بالأمس
– متقلقيش يا رهف انا كويسة انا دخلت ادور علي اي حاجة تثبت شخصيته و هو فاق
زفرت رهف بأرتياح شديد فاخيرا قد حدث لهما شئ جيد في هذا اليوم المشؤم ” طيب الحمد الله انه فاق يعني كده خلصنا من الموضوع ده”
– مخلصناش يا رهف هو للأسف مش فاكر اي حاجة اصلا و كمان مش معاه اي حاجة تعرفنا هو مين
صمتت رهف و لم تتفاجأ للغاية بهذا الكلام فقد قال الطبيب هذا الشئ من ضمن الاحتمالات
– طيب يا نور ما ده كلام الدكتور احنا لازم نخليه هنا لحد ما يفتكر هو مين
– لا طبعا احنا مش ضامنين هو ممكن يعمل ايه و ده مين اصلا احنا هنخليه عندنا النهاردة بس و انا قولتله كده و لو لحد الصبح مفتكرش حاجه هقول للمحامي يتصرف المهم انه مش هيقعد اكتر من كده
– يا نور اهدي إن شاء الله مفيش حاجة هتحصل و لازم نقف جنبه افردي احنا كنا اتعرضنا لموقف زي ده الله اعلم اهله عاملين ازاي عليه و خلاص نبقي نشوف ايه اللي هيحصل بكره و بلاش نفكر في اي حاجة تانية
لتصمت نور فرهف قد أثرت بها بتلك الكلمات البسيطة فهي فعلا خافت ان تتعرض لنفس الموقف و لا تجد من يقف بجانبها و لكن في النهايه هذا هو الحل و بعد وقت حضروا الغداء و يتجه له الصغير ليعطيه طعامه ليبتسم له انس و يتعلق به رغم انه أول مره يراه
_________________________________________
بعد مرور ساعتين تقريبا … توجهت نور مرة اخري الي الغرفة لتسأله اذا كان قد وجد اي شئ ام لا ؟؟ .. و اذا كان يحتاج شئ … و تسأله عن وضعه الصحي و لكن لنكن صادقين هي تريده فقط ان يرحل من هنا .
لتدخل إلي الغرفة بعد أن طرقت الباب و سمح لها انس بالدخول
– لقيت حاجه او افتكرت حاجه
– ملقتش اي حاجة انا حتي مش فاكر ايه هو اسمي !!
– طيب انتَ محتاج اي حاجه و صحتك تمام و اخدت العلاج اللي رهف جبتهولك ؟
– اخدته .. بس انا محتاج هدوم جديدة
دهشت نور بشدة من هذا لتقول باستنكار ” هدوم ! و دي اجيبهالك منين معندناش حد في البيت في سنك معندناش الا يوسف و تلبس هدومه في دراعك “
لوي أنس شفتيه باستفزاز ” اتصرفي بقي دي مش مشكلتي “
نظرت إليه نور بحنق و غيظ و هي ترغب حقا في ضربه في تلك اللحظة ” هو ايه اللي مش مشكلتك هل هي مشكلتي انا يعني ؟؟؟؟ دي مش شغلتي اصلا انتَ بتتعامل كأني شغالة عندك ؟ “
تنهد أنس بضيق فهو لا يستطيع الرد عليها فهو قلق من ان يتم طرده من البيت و عندها سيقع في مشكلة كبيره فكيف يخبر والده بأنه مازال داخل مصر و انه لم يسافر من أجل المؤتمر
– معلش يا آنسة بس انا تعبان اوي و كمان هدومي اتقطعت فبعد اذنك يعني ممكن تتصرفيلي في اي هدوم اكيد منظر بنطلوني المقطع و رجلي مش حلو بنات زيكم يدخلوا يشوفوا المنظر ده ده ما شاء الله بنطلوني مهوي
– استني اشوفلك اي حاجة تلبسها شوية و راجعة
ما إن انهت كلامها حتي خرجت من الغرفة مُغلقة الباب خلفها بقوة ليفزع الاخر عندها ليقول بنبرة خافتة
– هقطع الخلف الله يخربيت اهلك دبش و عصبية بس مزة بصراحة الحاجة الوحيدة اللي منعاني اني اعمل حاجة دلوقتي هي أن هما بيساعدوني مش هينفع بردو ابقي قليل الذوق اوي كده هحاول اقلل من كلامي الرخم ده
عادت نور بعد دقائق قليله مرة اخري إلي الغرفة لتعطيه بعض القمصان و البناطيل التي بقيت من والدها ليمسك أنس بواحد منهم و تحدث بدهشة و سخريه
– ايه ده انتِ جايبه دول عشان البس منهم و لا أعوم فيه
– ده اللي اقدر اعمله قولتلك من الاول ان معندناش حد في سنك و دي هدوم بابا و اكيد مش منتظر اني اروح اشتري لجنابك هدوم
– بس تصدقي يا اسمك ايه انتِ الهدوم دي انا اقدر البسها انا و انتِ سوا و هتبقي واسعة كمان بس ممكن من تحت لا ..
نور بغضب من وقاحته ” متنساش نفسك و مش معني اني بتكلم معاك و سيباك في بيتنا يبقي هسيبك تقل في ادبك “
زفر انس بملل فهي لا تفعل اي شي غير التذمر و الغضب ” ما تهدي نفسك يا جميل في ايه كده متعصبه ليه ده انا فاقد الذاكره يعني انسان مريض صحيح ربنا مش بيدي خفه الدم و الجمال مع بعض “
شعرت نور وقتها بفوران دمها و بالغضب الشديد لتمسك أحد الوسائد المتواجدن علي الاريكه التي تتواجد بجانب فراشه و تقذفها في وجهه بقوة شديدة لا تعلم من اين اتت لها ليتأوه الأخر بألم و كان ان يسبها و يلعنها و لكنه تمالك نفسه
نور بنبره تحذيريه ” احترم نفسك انا ساكته من الصبح بس علشان صعبان عليا بس لو قليت ادبك تاني هطردك بره و مش هيهمني حاجه و لو فعلا فاقد الذاكره يبقي اقعد و فكر مع نفسك بدل ما تطول لسانك عليا انتَ فاكر نفسك بتشقط “
حاول أنس الأعتدال و هو يضع يده علي رأسه بتعب ليحدث نفسه قائلا ” اه يا بنت المفترية دي بنت دي و لا جون سينا دي رمية بنت مينفعش والله دي اقوي مني دي يستحيل تكون بنت “
لتقول نور بنبرة حادة عندما رأت انه يتكلم بصوت خافت و لا تسمع منه شي
– انتَ بتقول ايه ؟ سمعني كده
تحدث انس بقلق من ان تقوم برمي وسادة اخري فقد ألمته رأسه بشدة ألا تري هذه الحمقاء ان وجهه ايضا به كدمات فحاول ان يكون لبق قليلاً و يكسب استعطافها علي الأقل ” مبقولش حاجة يا ستي .. انا هاخد تيشرت و بنطلون و خلاص و خدي الباقي و مكنش قصدي اعصبك بس انا كمان معرفش ايه اللي حصل و اللي انا فيه مصيبه بس حضرتك بتتعاملي معايا بطريقه تعصب برضو “
نور بعدم رضا او أرتياح فهي لا تستطيع النوم بسبب وجوده هنا و لكنها يجب ان تخرج من الموقف بأقل الخسائر فهل كل ذلك من اجل كذبه ؟
– طيب
و خرجت تاركة أنس ورائها و هو يفرك رأسه بتعب محاولا تخفيف ألمه ليقول محفزاَ لنفسه ” انشف يا عم في ايه مكانتش ضاربة دي .. بس بتوجع والله مفترية اوي
إن شاء الله يترد في عيالها قادر يا كريم ..بقي انا أنس يحصل معايا كل ده ؟؟ ده كنت ادخل اي مكان رجاله و ستات يتمنوا انهم يخدموني والله يا زمن يا شماتة صحابي فيا “
قال آخر كلماته ساخرا من نفسه و هو لا يزال يضع يده فوق رأسه بألم
___________________________________________
بعد منتصف الليل ..كان يجلس في غرفته و هو يفكر في الذي سوف يفعله غدا .. لينهض و يقترب من الباب ليفتحه بهدوء لينظر في الخارج محاولاَ معرفة اذا كان هناك أحد في الخارج ام لا و لكنه لم يجد أحد ليتنهد براحة فعلم انهم قد ناموا غالباً
فأغلق الباب بنفس الهدوء الذي فتحه به و اخذ هاتفه الذي كان يخفيه اسفل الفراش في صندوق قديم علي الأغلب أن هذه غرفه النفايات ليسخر من حاله و يتذكر أنه قد خبأ هاتفه الذي كان يتواجد في سترته في جيب من الداخل و علي الاغلب حينما حاولت رهف قطع ملابسه لم تركز في تلك الاشياء …
ا تصل بصديقه الذي رد بعد فترة قصيرة
– بقولك ايه انتَ لازم تتصرفلي في مكان اروح فيه بابا ميقدرش يوصله لغاية ما الاقي حجه مقنعه لرجوعي البيت بعد يومين تلاته لان و كمان انا ببعتله رسايل علي الماسنجر بس طبعا بيرد بعد ميه سنه و عايز يكلمني فيديو كول و انا وشي فيه كدمات تخلي ابويا يولع فيا
صديقه : ………………
– اقولك ايه مزه مزه مش هزار اقسم بالله بس تنكه دي حدفتني بالمخده عشان ممسكتش نفسي و عاكستها و هتمشيني بكرا و مش ضامن انها توافق تخليني عندها اكتر من كده ده ممكن تقوم من النوم تطردني مجنونه …
صديقه : بص هحاول اشوفلك مكان تروحه
ليقول أنس بنبرة متضايقة و لكن خافتة : انتَ اللي ورطني في كل ده انتَ اللي لازم تتصرف مش ده صاحبك و كنت بتقولي جاي في الطريق و لبستني و خلعت
صديقه : طيب طيب خلاص هحاول اتصرف في مكان ميجيش في باله و مش لازم تقل ادبك معاها علشان شكها قويه
– طيب سلام دلوقتي احسن تخبط في اي لحظه ياريت بس متتأخرش الواحد لولا أن كل الفيزات اللي معاه باسمه و لو قعدت في اي فندق هيعرف علطول و لو سحبت فلوس هيعرف برضو كنت اتصرفت انا
صديقه بهدوء : متقلقش مش هتاخر سلام
اغلق أنس الهاتف بضيق لينظر حوله بقلق خفيف خوفا من أن يكون أحد قد سمعه ثم يذهب و يخبأ الهاتف مجددا و يتجه الي ذلك السرير الذي يري أنه لا يليق به ليستلقي عليه و هو يفكر في الذي سوف يفعله الآن ..
__________________________________________
في الصباح الباكر خرج ممدوح من “المنصورة ” متوجها إلي ذلك الكمبوند الذي يجلس فيه أولاد أخيه … بعد المكالمه التي أتت له من شخص لم يصرح بهويته و لكنه قال كلمات كفيله بإشعال ممدوح
حتي انه رفض ان يأخذ زوجته معه .. فحدث نفسه و هو يجلس في الاتوبيس الذي سينقله الي عندهم
– ماشي تسافروا لوحدكم و جايبين راجل في البيت الغلط مش عليكوا الغلط علي اخويا اللي سابكوا في أمانة نور علي اساس تاخد بالها منكوا و هي اصلا محتاجة الحرق بس ماشي يا نور مش هعديهالك بالساهل و ديني لأقتلك ..
كان يجلس علي كرسيه و هو يشتعل من الغضب و تذكر تلك المكالمه
فلاش باك
كان يجلس في بيته كالعاده بعد انتهائه من تناول الإفطار مع زوجته ليرن هاتفه فجأة ليجد أن الرقم غير مسجل
– الو مين معايا
– مش مهم مين معاك المهم انا عايز اقولك ايه
– عايز تقول ايه
– انا عايز اقولك أن بنت اخوك المحترمه نور سافرت هي و اخواتها و رجعوا فجأة و جايبه راجل غريب عندهم في البيت و رايحه جايه معاه بقالهم ايام و الله اعلم بقي بيعملوا ايه دلوقتي
صدم ممدوح عندما سمع تلك الكلمات .. كيف حدث هذا من الأساس ؟ كيف فعلوا هذا ؟ نفي برأسه بضيق و هو يحاول إقناع نفسه أن هذا الكلام غير صحيح
– انتَ بتقول ايه يا جدع انتَ .. انتَ بتألف الكلام ده مستحيل يكون صح انتَ عارف بتتكلم عن مين
– براحتك بقي تصدق متصدقش انتَ حر لو مش مصدق روح اتأكد بنفسك اعتبرها نصيحة من فاعل خير انا كنت شاري نور و نفسي اتجوزها بس دلوقتي ميشرفنيش حتي اني اتقدملها سلام
ما إن انتهي من كلامه حتي أغلق الهاتف دون سماع رد ممدوح
– لو الكلام ده اكتشفت انه صح هخلي ايامك سودا يا نور
باك
لنعود الي ارض الواقع في الأتوبيس كان ممدوح يدعي ان يمر الطريق باقصي سرعه …
__________________________________________
بينما عند هذا المجهول يجلس براحة علي كرسيه و هو سعيد بما حدث ليقول بنبرة تشفي و كره : كده انا خدت حقي منك يا نور رفضتيني اكتر من مرة و ممثلة عليا دور الشريفة اللي خايفة علي اخواتها بس خلاص كل شئ بان و بقيتي باينة علي حقيقتك و هنشوف بقي ايه اللي هيحصل دلوقتي و عمك هيعمل ايه
___________________________________________
في بيت نور و عائلتها قام أنس من نومه و هو يشعر بالتقزز و الانزعاج من ملابسه فهو لم يبدلها حتي الآن بتلك الملابس التي أتت له بها
فكان يريد الذهاب للمرحاض فمر يومان تقريبا بنفس الملابس فكيف يغير ملابسه ؟ قبل ان ينعم بحمام دافئ و تلك الطريقه التي تعاملت به جعلته يريد قتلها و ما كان يستطيع ان يقول شيئاً او يطلب طلب آخر و هل يُعقل ان أنس الشريف سيكون هذا مصيره يوماً ؟؟
لم يتوقع ان تلك الأكذوبات التي كان يقترفها منذ سنوات دون ان ينكشف من قِبل والده و يدعي المثاليه أمامه و من خلفه يفعل كل ما يريده حتي لا يكن يوماً ظل له كشقيقه ..
هل يكون مصيره الأهانة من تلك الحسناء من أجل شي لا يفعله لربما كان يكذب دائما باشياء تخصه و لكن هذه المره كان علي وشك الموت من أجل شي لم يقترفه .. و لكنه مُصر ان يعيش حياته كيفما يشاء دون الأستعانة بوالده ….
ظل جالس علي الفراش و قد تخطت الساعه الحاديه عشر صباحاً و لم تأتي تلك الحسناء حتي الآن و لم يسمع اي حركه في الخارج هل قد قتلت أخواتها ؟ و سيأتي عليه الدور ؟ و لكن كان يصح ان تبدأ به هو
وبخ نفسه بسبب تلك الأفكار الطفوليه و الغريبه و حتي انه تجرأ و نهض من علي فراشه و فتح باب الغرفه و هو ينادي علي الصغير تاره و تاره أخري ينادي علي أي شخص و لكن لا احد يُجيب عليه ليفهم انهما قد غادروا المنزل لسببٍ ما
فخرج و اخذ يستكشف المنزل فهو لم يخرج خارج الغرفه إلا مره واحده و كان الصغير يلازمه إلي المرحاض المخصص للضيوف .. اكتشف ان البيت مكون من طابقين ربما لم يكن بهذا السوء الذي يتخيله فتلك الغرفه هي مُجمع لتلك الاشياء التي استغنوا عنها و ربما للضيوف
و بعد دقائق من تجوله و تأكده بأن المنزل فارغ صعد للطابق الثاني و دخل الي اول غرفه قابلته بها فراشين .. يبدو انهما يخصان الطبيبة الصغيره و يوسف ذلك الطفل الذي يمتلك ضحكه جذابه للغايه فوجد كثير من الصور و الألعاب و ايضا الكُتب فهي غرفه متناقضة تماما في محتواها..
– واضح ان البت دي ظالمه اخواتها و نايمه في اوضه لوحدها طب ما تاخدني معاها نتكلم كلمتين بدل السرير ابن الكلب اللي نايم عليه ده أموت و اعرف عندها كام سنه الواحد و لا عارف هي تنحه ولا فرسه الله يحرقها خلت الواحد تفكيره شمال اكتر من الأول
و ظل يقلب في الكُتب التي كانت اغلبها عن الطب و تخص جامعه رهف و هناك كتب صغيره تناسب سن يوسف و دراسته موضوعة علي المكتب الصغير الذي يتواجد في ركن ما في الغرفه فلا شك أن الغرفه مساحتها كبيره .. و قلب في دولابهما بمنتهي الحُريه و كأن المنزل منزله دون اي إحترام لخصوصيتهم و حينما وجد أن هذه الغرفه لا تنفعه خرج منها و توجه الي غرفه اخري و علي ما يبدو انها ليست لتلك الحسناء
لوجود تلك الصورة لرجل و امرأة يحضتنان بعضهما البعض يبدو انهما في الثلاثينات من عمرهما و لكن تلك المرأة نسخه طبق الاصل من الفتاه التي تقذفه بالوسائد ربما لون العيون فقط هو من يختلف فعلم انها بالتاكيد والدتها و فتح الدولاب ليجد جزء خاص بملابس نسائيه قديمه و ملابس رجاليه قد يكون بعضهما اجدد مما أتت به نور و لكن ايضا لم يعجبوه و وجد ان المرحاض الخلفه مغلق
– انس باشا علي اخر الزمن يلبس تيشيرت كبيره كده اهو ميضرش اخده معايا لو ملقتش اي حاجه تنفع هخش أستحمي و ألبسه ..
ليخرج و يذهب الي الغرفه الثالثه و علي ما يبدو لا يوجد غيرها فتوقع انها لنور ليدلف و يجد ان الغرفه مختلفه تماما من حيث الأثاث الموضوع بها فاغلبه كلاسيكي و السرير كان كبير و لكنه لا يعلم انه يكفي احيانا لنوم ثلاثه اشخاص فوقه …
و هناك حائط ملئ بالعبارت الاجنبية المختلفة و صوره لها و هي ترتدي فستان لا يتعدي ركبتيها و تحمل قبعه التخرج في شكل مرح ربما باختلاف ملابسها المحتشمه الان الي حد ما رغم انها غير محجبه و لكن ملابسها مغلقه تماما مقارنة بالصوره
– اه يخربيتها تاني انا مش عارف فيها ايه عدل عشان تلفت نظري ده انا اول مره اتشد لواحده تنحه كده ده كانوا بيترموا في حضني و مش بعبرهم بس عليها جسم يودي القسم
ليضحك علي مرحه و ينظر في المرآه علي نفسه
– هو انا بقيت بيئه اووي كده ليه .. و بقول تعليقات مستعاره و مبضحكش ليه و الألعن اني ضحكت منك لله يا ضلمه شكل أنس الشريف جاب ورا و بقي عيل بيقول إيفهات تكاتك
فتح دولابها و اخذ يقلب و لكن بالطبع فما سينفعه سوي الكُتب و الروايات التي يراها ليست لها قيمه و ايضا كتب خاصه بالترجمه و شهادات تقدير ليس لها عدد
– دي اكيد ضاربه الشهادات دي ده ابويا نفسه معندوش كل ده بقي دي مترجمه دي اخرها تترجم
what’s your name
و اقطع دراعي من هنا اذا ما كانت تترجمها بالفصحى غلط دي شرشوحه بتتعامل مع ناس ازاي دي عندها يا تري كام سنه ؟؟؟
و كأنه يجيب علي نفسه : امم متزيدش عن ٢٤ و اقل يمكن بس ما شاء الله عليها لسان معدي الخمسين سنه و بعدين انا مالي ايكش تولع …
ليصمت تماما حينما وقع نظره علي تلك الاكياس اللامعه التي تتواجد في حقيبه سفر موضوعه عند الشرفه مفتوحه … ليذهب و يفتش بها و يجد الكثير من الملابس الرجالية و النسائيه الجديده ربما ليس من ذوقه و لكن علي الأقل تنفعه اكثر من تلك الملابس التي تكفي فرظ اخر معاه
– انا من الأول حاسس انها مش سهله هتكون جايبه اللبس ده لأيه و مش مهم ليه … متجبليش ولا لازم طوله لسان و خلاص و قال ضميري النقي الطيب يقولي يا أنس انتَ ظالمها و بدور في حاجتهم بس … انا بقول استحمي و البس
ليحدث نفسه قائلا مره أخري بعد تفكير
– انا بقول اخش اخذ الشور المتين و البس اللبس الجديد و أمشي كده كده هي هتطردني النهارده و لسه قدامي وقت استحمي و اخذ راحتي و البس و امشي و خلاص قبل ما تيجي و اريحها من وشي
– و ارتاح انا من اللي هتخليني ارتكب جريمه و هي بصراحه تستاهل معقوله مش متجوزه و لا مخطوبه اصل هي مش لابسه دبله معقول محدش شايف الغزال ده
ليرد علي نفسه بنبره غاضبه : هو انا بعمل ايه ولا انا مالي اصلا
ليخلع تلك الملابس المقززه بدمائه و يرميها علي ارضيه الغرفه و ينوي ان ياخدهما حينما ينتهي و ترك ملابسه الجديدة علي الفراش في الخارج
_________________________________________
دخلت نور المنزل بعد شعورها بألم في معدتها غير طبيعي و بسبب حزنها علي وفاه صديقة والدتها ليؤلمها كل شي فهي كانت تعتبرها امها الثانيه
و لم تستطع سوي أن تبكي و تذهب الي العزاء ربما خافت ان تترك اخواتها معه حتي و ان تركته في المنزل فليحرقه لا يهمها سوي هما دخلت البيت
بعد ان ذهب اخواتها لشراء اشياء من السوبر ماركت كاحتياجات يوميه و دخلت الي غرفته بعد وقت طويل و هي تدق و لكن لا يجب مما جعلها تدخل بسرعه دون ان تتردد خوفا من ان يكون حدث له شئ و لكن وجدت الغرفه فارغه تماما و شباك الغرفه مفتوح فظنت لأنها اغلقت باب المنزل هل من الممكن ان يكون خرج بهذه الطريقه ؟
لتمشي في جميع الأنحاء و في المطبخ و المرحاض الخاص بالضيوف و لكن لا يوجد أحد لتصعد و هي بدأت تشعر بالاطمئنان بأنه قد ذهب لتدخل غرفه غرفه و لكن كل شي كان علي ما يرام و حينما دخلت غرفتها و هي مطمئنه لأنه كان بداخل المرحاض و يفتح بابه و قد اغلق المياه من دقائق فالمنظر من الخارج يجعلك تظن ان كل شي علي ما يرام لتخلع سترتها السوداء و التي ترتدي أسفلها تيشرت بحملات و بنطال اسود
و تجلس علي الفراش و حينما جلست وجدت تلك الملابس لم يجعلها حتي أن تخمن ما يحدث حينما وجدته يخرج من المرحاض عاري الصدر تماما و يلف منشفة علي خصره و منشفة اخري علي عنقه ليتفاجئ هو بها فهي تكتب علي ملاحظاتها اليومينة سترجع الساعه ثلاثه
لتصرخخخخ نورررر .
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية متعجرف وقع في شباك ناضجة)