رواية قلوب منهكة الفصل السادس عشر 16 بقلم جهاد وجيه
رواية قلوب منهكة الجزء السادس عشر
رواية قلوب منهكة البارت السادس عشر
رواية قلوب منهكة الحلقة السادسة عشر
الفصل السادس عشر
اشتاق القلب حد النخاع، أصيبت الروح بلوعة الفقد بغيابك! فلما لا نعود فأنتَ تعاني مثلما أعاني يا عزيزي! هل ملَّ قلبك كونك تحبني!؟
صوت ارتطام عظامها بالأرضية الصلبة شق صمت وظلام الغرفة من حولها، دقائق مرت عليها كأعمارٍ طويلة، تسترجع كابوسها المرير، أجل رأته يُعيد فعلة زوجها السابق، رأته ينتهك جسدها بوحشية شديدة، ارتخت جميع أعصابها ولوهلة أصاب ثائر جسدها شللٌ تام، تشعر فقط بأنفاسها البطيئة المُثقلة بالخوف، ببطءٍ شديد زحفت لتستند بجزعها على الجِدار من خلفها، ضمت ركبتيها لصدرها وأحكمت ذراعيها حول قدميها، أخفصت رأسها لتدفنه بعنف بين قدميها تمنع عقلها من استرجاع هذه الليلة بمرارتها وحسرتها، ترفض بشدة تذكر هذه الحادثه الشنيعة ولكن لعقلها شئٌ آخر !!
فلاش بااك
كانت لا تشعر بقدميها تسير بل تشعر أنها تحلق عاليًا بل أنها تسبح وخفيفة كفاية لتطفو فوق سطح الماء، ألقت نظرة عاشقة على الجالس جوارها يقود لوجهتهم، هي اليوم أصبحت زوجته وبعد شهرين ستصبح زوجته وله فقط، لقد ظلا لعامٍ كامل يحبون بعضهم سرٍ خوفًا من رفض شقيقها وهذا ما حدث وليس شقيقها فقط بل ووالدتها ووالدها الحبيب ولكن أمام رغبتها أنصاعوا جميعًا لها، وها هي الآن أصبحت له !
توقفت السيارة أمام بيتٍ فاخر، هذا بيته الذي آراهه لها على هاتفه، ترجلا سويًا من وسط صمته الذي أقلقها، وهذا ما دفعها للإقتراب والإمساك بكفه بقوة لينتبه لها فهو بدا لها شاردًا بالكامل
رزان بحب وقلق: مالك يا حبيبي
يونس بحنان: مفيش يقلبي يلا نطلع عشان تشوفي البيت
حجة واهيه أقنعها به ولكنها تثق به كثقتها بنفسها، هو إراد أن أول مكانٍ يذهبون له بعد أن أصبحت زوجته هو بيتهم المستقبلي ! وهي بكل حبٍ وهيام وافقت تحت نظراته العاشقة لها ! ألا يكفيها أنه أسلم ليتزوج بها !! بل وتعلم العربية لأجلها! وترك بلاده وجاء ليتزوجا هنا لتكون على مقربة من أهلها !
كانت تسير بهدوءٍ وتردد، لطالما شعر قلبها بما سيحدث! الآن تستشعر انقباضة قوية بداخل قفصها الصدري، دلفا للداخل وأغلق هو الباب جيدًا وهذا ما جعلها تبتسم له وتهتف بتوتر بالغ: قفلت الباب لي إحنا هنتفرج ونمشي
يونس بحب: متخافيش يا روحي، اهدي
كان يجب أن تهدأ بعد جملته ولكن علة العكس تمامًا فأنفاسها أصبحت ثقيلة وصدرها يعلو ويهبط بعنف وخاصة عندما رأته يقترب منها وعلى وجهه بسمة لا تعرف ما هي، أهي عاشقة ومحبة أم خبيثة وماكرة !!
شهقت بعنف عندما جذبها لتصتدم بصدره العضلي وأحكم قبضتيه على خصرها مما جعلها تئن ألمًا، رأت تحولٌ لأول مرة تراه بهذه الهيئة المرعبة والحزينة!
يونس ببسمة خفيفه : آسف
لم تستوعب أسفه ولا نبرة صوته إلا عندما قبض على خصلاته ساحبًا رأسها للخلف دافنًا وجهه بعنقها يلتهمه بوحشية لما تعهدها منه!! حاولت التملص منه بكل قوتها التي لم ولن تقارن بقوته ولكن! هذا دفعه للزحف بشفتيه غارقًا بين خاصتها وسط إعتراضها ومقاومتها المستمية!
رزان بضعف ودموع : بلاش عشان خاطري …متخوفنيش منك … بلااش يا يونس
ابتعد عنها ومازالت بسمته الغريبة تزين ثغره القاسي وهكذا ظنت أنه تركها لسبيلها ولكن!! بلمحة خاطفة شق ثوبها لأسفله كاشفًا عن جسدها أمام نظره مُشبعًا غريزته ورغبته بها، بكت بكل قوتها لضعفها وسذاجتها، بكت وصرخت ودفعته عنها ولكن كان مقابل ذلك صفعاتٌ متتالية أدمت وجهها الباكي، آخر شيء تتذكره هو عندما همس لها بقسوة: أنتِ بتاعتي وحقي ومهما حصل مبقاش ينفع تكوني لغيري
استيقظت بعد مدة ليست بقليلة بالمره فهي ظلت إسبوعين بغيبوبة بين اللاوعي، وجدت والدتها تحتضن كفها باكية عليها، شقيقها يبستم لها ووالدها بخفي عينيه عنها، وصديقتها!! تبكي كما لم تبكي من قبل!! علمت أنها فقدت أعز ما يمكن للفتاة فقدانه، أصبحت عاهرة كما يُقال فلن يصدقها أحد! مازالت كلمات الطبيب تترد بأذنيها للآن : الآنسة كانت جايه بنزيف رحمي شديد وتهتكات مستعصية وللاسف من الصعب جدا الرحم يتحمل جنين فيه
بااك
رفعت وجهها الذي غابت ملامحه وسط دموعها الغزيرة، شفتيها تنزف بكثرة من فرط ضغطها عليها، تدرجت عينيها للأحمر القاني بأغشية دمعية كثيفة تغلفه، وجسدها!! جسدها ينتفض بشدة وبصعوبة تلتقط أنفاسها، لقت أتتها نوبة هلع جديدة!! ظلت تنفي برأسها بهسترية شديدة وكأنها تحارب الواقع وتثبت له أن هذا مجرد كابوسٍ وماضٍ وانتهى ولكن! سقط جسدها متشنجًا بصعوبة وأصابعها مقيضة بطريقة مرعبة! صكت على أسنانها بقسوة وقوة وجسدها ينتفض كمن أصابة ماسٍ كهربائي صاعق!!
فُتح باب غرفتها بقوة شديدة، رأته وحينها فقط عادت للواقع، رأت نظرات الهلع بقزحيتيه، رأته يهرول إليها محتضنها لصدره، رفعها بسهولة ومددها على فخذه وظل يربت بحنان على خصلاته المبعثرة، يعلم أنها نوبة هلع فهو قرأ عنها من قبل، عبثت أنامله بخصلاتها الملتصقة بجبهتها بسبب تعرقها الدائم، ملس على كفيها بحنان محاولًا جعلها تُرخي أعصابها هامسًا لها بعبراته الحانية والعاشقة ونجج فعليًا بذلك وتدريجيا بعد خمسة دقائق كانت انتهت هذه اللحظات القاسية عليهم، رفعها بين ذراعيها ووضعها برقة وحنان على فراشها ودثرها جيدًا به، وتمدد جوارها، اقترب منها ضاممًا إياه بقوة لصدره، لا يصدق ما حدث للآن، كانت مُلقاه تنازع خوفها بمفردها، كانت بمفردها تبكي، عقله لا يستوعب كلماته ولا يقدر على تجميع حالتها وما أوصلها لذلك، طبع قبلة عميقة على جبينها المتعرق ومسح عليه عليه بحب وهمس لها: نامي يا زان، كله هيمر يا حبيبتي
********************************************
أتي الصباح وبقلوب الجميع الحزن والآسى هو الحصن المنيع، تنفست ببطء لتخرج كل طاقتها السلبية بعيدًا فاليوم زفافها!! رغم حزنها ابتسمت وانطلقت تجهز أشياؤها التي تحتاجها اليوم ومن اليوم، لن تكف عن المحاولة، فلا عيب بأخذ من نحب فمن الممكن أنه مقدر لنا! ألقت نظرة أخيرة على ساعة الحائط، هي العاشرة الآن بقي القليل فقط ! أفاقها صوت طرقات بابها، رأت صديقتها ومنبع أسرارها تخرج رأسها بشكلٍ مضحك هاتفة : مش يلا يا حاجه عشان تتورنشي وتتظبطي دا أنتِ عروستنا بردو
سلمى بغرور مصطنع: مش محتاجه حاجه هو عيونه هتطلع قلوب أول ما يشوفني دا أنا سلمى يبنتي
فرت دمعة خائنة من صديقتها هي شقيقته أيضًا ومن رشحتها له، فهي تعلم بحبها له منذ سنوات وهو لا يراها للآن! ولكن صديقتها ليست مِن مَن يندبون حظوظهم ويبكون بل تقف بمواجهة الإعصار حتى تخمد رياحه
ملك بحزن مقتربة منها : عمره ما هيلاقي زيك، أخويا وأنا عرفاه، صدقيني هيحبك لأن مفيش حد مبيعرفش يحبك يا لوما
احتضنتها لعلمها أن تحتاج هذه الضمة الآن، تحتاج من يثبت لها أنها ستعاني لتحصل على ما تريد، تريد قلب يشعر بما يعتمر صدرها دون التفوه به وقد وجدته وستجده دومًا جوارها
يا صديقي فقط كنت أحتاج ضمتك لي، همسك بي، بكاؤك لي، يفكي ملامسة كفك لقبضتي والتربيت عليها وكل شيء سيصبح وردي، صفعات الماضي ستخف آثارها وندبات المستقبل سيقل حجمها، فقد لو يكفيني كونك هنا تهمس لي بأن كل شيء سيصبح بخير، يكفيني لو تعلم !
******************************************
تحرك بصعوبة على أحد جانبيه ليخفف ألمه، فبعد ذهاب ماجد أمس وتركه وسط ظلمة الغابه استطاع الاتصال بأحد حراسه ليساعده، جميع خلاياه وعظامه تئن وجعًا ولكن ليس هذا ما يؤلمه حقًا، يتذكر نظرات ماجد المشتعلة عندما كان يسرد له كيف أخذ عذرية رزان وكيف اشغل ذلك فتيل غضبه وثورته وحوله لوحشٍ بريٍ مميت، هو كان يتوقع كل ما حدث يكفيه ألم هذا الرخيص وملامحه المقتضبة، علا ثغره المُضمد بسمة خبيثة عندما فكر برد فعل ما عندما يعلم بما سينفذه
*****************************************
تململت في نومتها، تشعر بتراخي شديد بجسدها، ولكن مهلًا من القابع فوقها محتضنًا إياها!! ابتلعت رمقها عندها علمت هويته، فورًا استرجع عقلها ما حدث معها أمس، رفعت أناملها تلقائيًا لتبعد خصلاته المتمردة عن جبهته حتى يتثنى لها رؤية وجهه، ليس بشديد الوسامة ولكنها بوقت ضعفها تجده معها، بأضعف قواها يضمها لأحضانه، هي وافقت بزواجهم لعلمها أنه الوحيد القادر على حمايتها، علاقتهم عجيبة، مرَّ مدة صغيرة على لقاؤهم ولن تنكر إنجذابها له، هي رأته إمس يحتضنها وهذا ما دفعها لتهدأ فقد ألتمست حنانه ورقته معها، شعرت بدفعة من الدفئ تغمر جسدها لتستكين على صدره وتسبح بغفوتها، فكت حصاره عنها وانتصبت واقفة تلملم خصلاتها التي هاجت وأصبحت في وضع لا تحسد عليه بالمره
ماجد بنعاس: صباح الخير
تلاقى جفناها رهبة من صوته النعاس الذي بس قشعريرة لذيذة بجسدها وسعادة باتت تطرق بابها مؤخرًا
رزان بخفوت : صباح النور
ماجد ببسمة رائعة سلبت كامل تركيزها: عاملة إيه دلوقت
راقبت تحركه من مضجعه ليقف أمامها مباشرة في انتظار الحصول على جوابها الصغير وحقًا قربه منها بهذه الطريقة لا يريحها بالمرة يسبب لها ألمًا بمعدتها وارتباكًا حاد بأعصابها
رزان بهدوء: بخير وأنتَ
ماجد بحماس: بقيت بخير، أول مره من وقت وفاة أمي الله يرحمها أنام مرتاح بالشكل دا
لن تنكر أنها مثله فلم تأتيها كوابيسها أمس ولأول مرة تنام بعمق رغم نوبتها وحالتها المذرية ولكن ضمنه كانت كافية ووافية لها
رزان بابتسامة صغيرة: كويس
ماجد بحنان وعشقٌ يتطاير من عينيه: ألف مبروك يا زان بقيتي مراتي
جف حلقها من تصريحه الذي ترفض تصديقه للآن فهو أصبح زوجها على أية حال ولكن مهلًا هل كان يعرف بمحنتها!! ولما تلك الأريحة والحب بصوته ونظراته! هل تقبل كونها كانت لرجلًا قبله ! يالسخرية بالطبع فهو رجلٌ على أية حال حينما يرغب بتبديلي لن يتوانىَّ عن فعل ذلك أبدًا
كان يراقب أنفعالاتها منذ استيقاظه، أصبح يحفظها كقلبه، تظنه لا يحبها! أو لا يعلم بما مرت به! ولكن لا يا فتاتي فأنا سأنتقم لكِ شر انتقام ولكن لا بأس بمداعبة صباحية الآن لجعل بسمتك تزين ثغرك الشاحب
اقترب منها حتى أصبح لا يفصلهم سوا أنفاسهم العالية فقط، مد أنامله ليحيط بوجهها بين كفيه، شعر بتصلب وجهها بين يديه ولكن مهلًا مهلًا سأجعلها تذوب، طبع قبلة عميقة بمنتصف جبينها قبلة بث بها أشواقه ونيران قلبه وسعادته بكونها بخير قبلة متمكنة لأقصى درجة ممكنة، ابتعد عنها بعد دقائق ينظر لوجهها المكتسي بحمرة شديدة جعلتها أشبة ببطلات أحد أفلام الكرتون وهي غاضبة أجل هي الجنية الغاضبة( تنه ورنه)
ماجد بعبث: أنتِ مكثوفه مني يا زان تؤ تؤ عيب دا أنا زي جوزك بردو
رزان بحده وخجل: ماجد عيب وياريت متقربش مني تاني، أنا مش جاهزه دلوقت
ماجد بخبث: مش جاهزه لإيه بالظبط دي بوسة أخويه بريئة ااه وأنا اللي فكرك محترمه طلعتي سوسه
رزان بتوتر من خجلها الظاهر وغيظًا منه: اطلع برا يا ماجد
ماجد بثقة: أوضة مراتي
رزان بغضب منه: بقولك برا عشان ألبس وأنزل الشركه مبتفهمش
بلمحة كان ممسك بخصرها جاذبًا إياها لصدره، أصبح كفيها جاثيين فوق ضربات قلبه المضطربة، كانت بموقف لا تحسد عليه، تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها الآن لم يجب عليها تحديه والغضب عليه فهءا الماكر ينتظر اصطياد أخطائها بأية لحظه، وسط منبع أفكارها شعرت بشيءٍ رطب يحط فوق شفتيها، أنه هو!!
تعمق بقبلته بشدة، كان يقبلها بلهفة ورقة، كانت قبلته في غاية الهدوء فقط تعبر عن عشقه لها وليست شهوانية ولا رغبة منه وإنما معزوفة رائعة يحط بها على حبتي الكرز الشاحبتين خصتها، يشعر بالنعيم وهي بين ذراعيه، وخاصة عندما استكانت له وارتخي جسدها على صدره، فصل قبلتهم بعد وقتٍ طويل من سيل مشاعره، وضع قبلاتٍ متفرقة على عنقها الظاهر له، دفن وجهه بين خصلاته، لا يعلم ما يصيبه عندما تصبح بين يديه، كانت قبلته ترتفع حتى وصل لخلف أذنها وهمس بصوتٍ متحشرج من فرط مشاعره: مفيش شغل، وإلا
قبل أن يكمل تهديده كانت فرت منه هاربة للمرحاض تحتمي به، استندت على الباب وضربات قلبها تصم الأذن، وضعت يديها على قلبها لعلها تهدأ من روعه ولكن لا حياة لمن وقعت بالعشق! صدرها يعلو ويهبط وكأنها خرجت للتو من سباق مارثون
********************************************
خرج من غرفتها متوجهًا لبيته، لن يتركها هنا بعد الآن وخاصة عندما ذاق قربها أمس، يحتاج كونها بين ذراعيه لا يريد أكثر من ذلك، علا ثغره بسمة ماكره لتذكره قبلتهم العاصفة، لم يكن ينوي ذلك ولكن عندما قربها منه هذا ما ألت الأمور إليه، يقسم أن أفضل لحظات حياته كانت منذ دقائق لقد شعر بقدماه بين السحاب، فاق من دوامته الخاصه على صوت انغلاق غرفة مهند وخروجه منها
مهند باقتضاب: صباح الخير
ماجد بتهكم: طالما مش قادر على بعدها بتعذب في نفسك ليه
لم يتعجب من معرفة ماجد فهو أمامه كالكتاب المفتوح، ولكن لهذه الدرجة تأثيرها بات واضحًا عليه!!
مهند بمرارة: مبتحبنيش
ماجد بتفهم: عشان غبي وحمار
مهند بغيظ: ما تلم نفسك يا شحط أنت هو عشان ساكتلك
ماجد ببرود: مين قالك اسكت
مهند مبتلهًا رمقه ببطء : وعلى إيه يا عم البوكس بتاع امبارح لسه معلم في وشي منك للي خلقك
ماجد بلا مبالاه: اتقل وهتجيلك، بس متتقلش وتخربها يا حمار
مهند بغضب مصطنع: ما تتلم يبغل أنت بقا
ماجد مقتربًا منه ببطء شديد بث الرعب بقلب القابع أمامه جالعًا إياه يهرول للدرج وسط نظرات ماجد التهكمية عليه
*****************************************
مر اليوم دون شيء يذكر ذهاب الجميع للشركة عداها فظلت هي ووالدها يمزحان وصورته لا تفارق عقلها، ما حدث بينهم منذ أمس لا يتوانى عن تركها وهذا ما لاحظه والدها بسبب شرودها الدائم، طلب منها تتقدم لتجلس أمامه وانصاعت لذلك وسط تعجبها فهي معه بنفس الغرفة ويتحدثان ولكن لا يهم، فور جلوسها احتضن يديها بحنان ابوي شديد
شهاب بحب: إيه شاغل بالك يا زان
رزان بنفي: مفيش يا حبيبي
شهاب بمكر: يبت دا أنا شهاب بردو، حبتيه!
جحظت عينيها من تصريح والدها فهذا حقًا ما يشغلها ولكن كيف علم
رزان باسنتكار: هو مين
شهاب بخبث: ماجد مثلًا
شعرت بارتفاع حرارة وجنتيها وسيران الدماء بشدة بعروقها واخفضت رأسها تهربًا من والدها فالجميع بات يعرفها !
شهاب بصحكة مجلجلة: بتتكسفي مني، بصي يا حبيبتي، الحب عمره ما كان لا عيب ولا ضعف، بالعكس الحب نعيم بنعيشه وبيحول حياتنا لورد جميل ومفيش ورد من غير شوك، هتلاقي في الحب مصدر ضعفك هو هو مصدر وسبب قوتك، متقارنيش ماضي بحاضر عشان متخسريش المستقبل، اسمعي قلبك وشوري عقلك بس متسمعيش منه، لأن قرارات العقل قاسية، بيحط استنتاج من غير فرائض ونظريات، لما هتحبي هتضحكي، رعشة قلبك ونفضة روحك هتحسيها بمسكة إيد من جوزك، ماجد مش وحش أبدًا يمكن أنتِ لسه محبتهوش بس أنا واثق أنه هيخليكي تقعي فيه يا زان، سيبي قلبك يحب وحب ماجد هيطيب أي وجع في قلبك
*****************************************
أسدل الليل ستاره على الجميع، جالسة تفرك يديها من شدة التوتر، بعد دقائق ستصبح له، هي تستمع لحديثهم الآن والمأذون ينتظر قدومها، خائفة مما هي مقدمة عليه ولكنها ليست مترددة! أجل فهل بالحب تردد!
كان جالسًا لا يعلم شعوره ولكن حلم أمس جعله هنا الآن، رفع نظره ليقع على جنيته الصغيرة البريئة، تتهادى بثوبها السماوي المنفوش، وكأنها إحدى أميرات ديزني المبجلات بحجابها البسيط وطلتها الخاطفه للأنفاس، صدق من قال للبساطة جاذبية مُهلكة فهي أثبتت ذلك بجدارة، جلست تستمع كلمات المأذون ولم يقع نظره من عليها طيلة الوقت، انتبه على تربيت والده على ظهره داعيًا له بدوام الفرحه وأن يرزقهم الله بالذرية الصالحة ويبارك لهم، هل حقًا سيبني بيتهم وسيرزقهم الله بأولادٍ منها!!
********************************************
كانت جالسة تستعيد حديث والدها، أصابت كلماته قلبها وجعلها في حيرة تامة لفعل أي شيء، سمعت صوت هاتفها يعلن وصول رسالة من رقمٍ مجهول، أنقبض قلبها فور رؤية محتوى الرسالة المميتة بالنسبة لها! سارت دموعها تغلف طبقاتٍ على صفات وجهها وهي غير قادرة على الحراك، كأن أحدهم غرس أظافره ليقتلع قلبها من موضعه وألقاه لقطيعٍ من النمور الضاله يمزقون به، لا تشعر بقدميها وكأنها أُصيبت بشللٍ تااام! ولكن خرج صوتها متحشرجًا عندما صرخت باسمه بلوعة قلبٍ ينزف
رزان بصراخ وانهيار: ماااااااااااجد
*******************************************
دلفا لغرفتهم بهدوء، لم يتحدثا سويًا منذ عقد قرآنهم، تشعر بارتفاع حرارتها أم أن الجو أصبح شائبًا الآن!
سامي بتوتر: ادخلي غيري عشان نتكلم مع بعض شوي
اكتفت بإمأة بسيطة له وسارت مختفية عن أنظاره، حينها فقط زفر بقوة ليطرد هواجسه، هل يخبرها دفعة واحده أنه لن يستطيع إعطاؤها حقوقها!! لكنه طلب منها فرصة بالطبع ستتفهم هي مشاعره فجنيته رقيقة ولكن مهلًا !!
هربت حروفه حينما أبصرها تخرج مرتدية قميصًا أسود بفتحة واسعة من الخلف توضح نعومة بسرة ظهرها الذي يتمنى ملامسته الآن! وبأربطة من الواضح أنها عجزت عن ربطها فتركتها حرة كما هي خصلاتها الفحمية الطويلة، رآها تتهدىَّ نحو المرأة تمشط شعرها غير مهتمة به مما جعله يتبعها ليصبح خلفها مباشرة !! ويديه تعبث بثوبها وكأنه منوم مغناطيسي ليس بوعيه بالمرة، وما يثبت ذلك هو صدره المضطرب وأنفاسه العالية
بهدوءٍ ورواية كان يقعد رِباط ثوبها الخلفي، كان على بُعد إنشاتٍ قليلة منها، ولكن لما الآن تشعر بأنفاسه تتهدج بعنقها!، شعرت بأصابعه تبتعد عن خصرها فزفرت أنفاسها المحبوسة داخل قفصها الصدري، كادت أن تلتف لتنهي هذه المشاعر الثائرة داخلها بقربه لولا أصابعه التي زحفرت بهدوء لوشاحِها الأسود المغطي لعنقها لتزيحه من وجهتها!، كانت مسلوبة الإرادة أمام هجومه الضاري عليها، امتدت أناملها لتحيط بكفه الذي أصبح محاصر لخصرها الدقيق لتحضتنه بتوتر، وأخيرًا خرج صوتها الضعيف بتعلثم …
_ أبعد أرجوك يا سامي
بالفعل استجاب لطلبها الصغير ولكن بإبعاد أصابعه ليحل محلهم شفتيه بحركتهم الماكره، شعرت بشفتيه تسير بطرق مفترقة على ثائر عنقها المرمي، خجلت أثر لمساته التي أطاحت بما تبقى من تماسكها ورفع الأدرينالين لكامل جسدها وجعلها بموقفٍ لا تُحسد عليه بالمره، ولكن رغم تصلب جسدها تحت شفتاه لم يتركها لتلوذ بانتصارها عليه وإنما أدارها إليه لتصبح في مواجهته ولكنها لم تقدر على مجابهة عيناه الخبيثه فخفضت بصرها أرضًا
_ بليز أبعد
خرجت حروفها خجولة ومتعلثمة من فرط توترها منه ومن قربه ولكن هل سيخرجها من سجنه!
= ليه عاوزاني أبعد ليه
حروفه ماكره، خبيثه، خبيره بوجهتها لتلك الصغيره البريئة بين أحضانه
_ عشان
ولكن قاطعها هو بهمسه الدافىء ضد بشرتها: هتبقي الليلة ملكي يا رزان
صدمة وأخرى جعلتها تبكي بين ذراعيه، هل ذكر اسم حبيبته وزوجته بين طيات صدره!! هل طعن أنوثتها الآن بعشقه الأبدي لأخرى! كانت مستسلمة له تمامًا تاركة إياه يبث عشقه لأخرى وهي بأحضانه بيوم زفافهم، شفتيه تتنقل من عنقها لشفتيها، أوشكت على استجماع شجاعتها ودفعه عنها والصراخ به بأنها سلمى زوجته التي تحبه وليس من تركته ولم تحبه أرادت إخباره بألا يجرحها بتلك الطريقة ولكن هي عاجزة تمامًا، شعرت به يبتعد عنها فور رؤية دموعها الغزيرة تزين وجهها، عروسه البريئة قلبها ينزف ندمًا وعينيها تُلقيه بنظرات معاتبة، حاول التحدث وتبرير فعلته وحديثه ولكنه لم يجد ما يبرر به لم يجد أعذار تغفر له فهل ستغفر له هيا!!!!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قلوب منهكة)