رواية بيت السلايف الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم خديجة السيد
رواية بيت السلايف الجزء الحادي والثلاثون
رواية بيت السلايف البارت الحادي والثلاثون
رواية بيت السلايف الحلقة الحادية والثلاثون
والله لسه بدري والله يا شهر الصيام
والله لسه بدري والله يا شهر الصيام
حيانا هلالك ردينا التحية
زهانا جمالك بالطلعة البهية
دي فرحة سلامك ولا وداع صيامك
دي فرحة سلامك ولا وداع صيامك
والله لسه بدري والله يا شهر الصيام
والله لسه بدري والله يا شهر الصيام
تم البدر بدري
والايام بتجري
تم البدر بدري
والايام بتجري
والله لسه بدري والله يا شهر الصيام
والله لسه بدري والله يا شهر الصيام
يا ضيف وقته غالي وخطوة عزيزة
حبك حب عالي في الروح والغريزة
ايامك قليلة والشوق مش قليل
ايامك قليلة والشوق مش قليل
والغيبة طويلة ع الصبر الجميل
لسه بدري حبة يتمنى الاحبة
لسه بدري حبة يتمنى الاحبة
والله لسه بدري والله يا شهر الصيام
والله لسه بدري والله يا شهر الصيام
تم البدر بدري
والايام بتجري
تم البدر بدري
والايام بتجري
والله لسه بدري والله يا شهر الصيام
والله لسه بدري والله يا شهر الصيام
بتحلف يتيمك ما تلمح دموعه
وتسره بقدومك وتنور شموعه
بتحلف يتيمك ما تلمح دموعه
وتسره بقدومك وتنور شموعه
وتسيب يوم وداعك فوق الارض عيد
وتسيب يوم وداعك فوق الارض عيد
يا هالل بفرحة ومفارق بفرحة
يا هالل بفرحة ومفارق بفرحة
والله لسه بدري والله يا شهر الصيام
والله لسه بدري والله يا شهر الصيام
تم البدر بدري
والايام بتجري
تم البدر بدري
والايام بتجري
والله لسه بدري والله يا شهر الصيام
والله لسه بدري والله يا شهر الصيام.
حين ياتي القمر ويتكون هلاله ويهل علينا ذاك الهلال فحينها نعلم انه اقترب شهر الخير و البركة والرحمة والمغفرة ذلك الشهر الذي يهل هلاله سريعاً ويختفي بنفس ذلك السرعة وتفتقد كل تلك النعم والخيرات التي تهل بهلال ذلك الشهر
ثلاثون يوماً يمر علينا من الخير والبركه في رمضان جاهد نفسك قدر استطاعتك واغسل قلبك قبل جسدك ولسانك قبل يديك وافسد كل محاولاتهم لافساد صيامك واحذر ان تكون من اولئك الذين لا ينالهم من صيامهم سوى العطش والجوع اقترب من احلامك البعيدة اكتشف مواطن الخير في داخلك واهزم نفسك الامّارة بالسوء اكتب رسالة اعتذار مختصرة لاولئك الذين ينامون في ضميرك ويقلقون نومك ويغرسون خناجرهم في احشاء ذاكرتك لاحساسك بانك ذات يوم سببت لهم بعض الالم افتح قلبك المغلق بمفاتيح التسامح واطرق الأبواب المغلقة بينك وبينهم و اضع باقات زهورك على عتباتهم واحرص على ان تبقى المساحات بينك وبينهم بلون الثلج النقي..
كانت تمر الأيام الحلوه سريعه والليله هو اخر ليله من ليالي رمضان و قد مرت سنتين علي عائله الجبالي بحلوها ومرها ..
في منزل كبير الجبالي و هو عيسي حسنين الجبالي كان الصوت عالي من الداخل والكثير من الرجال تتحدث بصوت واحد بينما هو كان يجلس ينظر ارضا ولا يتحدث ولكن يستمع الى صوتهم العالي وتركهم يتحدثون بصوت عالي وكان ينظر الي الفراغ بعيونه السوداء بينما يضغط على يده بغضب بارد ويستمع اليهم قائلين
-يا كبير ما هو ما ينفعش اللي اخوك بيعمله ديه بصراحه المفروض المزاد المره ديه بتاعنا احنا
– ايوه يا عمده احنا كل مره بنتفج احنا وتجار السوج مع بعض المزاد هيرسي على مين المره دي واتفجنا على الحديد ديه مع زين بيه وهو جال موافج
-بس نكتشف النهارده واحنا في المزاد يچي ويعلي علينا السعر وياخذ المزاد كله لوحده بصراحه الحديد ديه بجى ما يرضيش ربنا
عيسي وهو يرجع جسده الي الخلف ويعدل من عبائته وهو عاقد حاجبيه بقوه وبصرامه:
– وهو برضه يرضي ربنا يا حاج فواز تغرج ارض زين اخوي والزرعه تبوظ و المحصول كومان
ارتبك وصمت الجميع وابتلع ريقه بتوتر فواز وقال بكذب:
– اني ما فهمش انت بتتحدد علي ايه يا عيسى بيه
قال عيسي بصوت اجش ولهجه قويه :
– اسمعني زين انت وهما اني خابر مين اللي غرج الارض بتاعت اخوي زين بس معتبتش حد فيكم لحد دلوج حتى اخوي ما جاش واشتكى منكم والمزاد اللي اخذوا ديه حجه مجابل أرضه اللي غرجت والمحصول اللي راح ومش رايد اسمع حس حد منكم ثاني, المجابله انتهت.
عـيـسي.
كالاسد انا في غابته يعيش كالملك يهبه الجميع ويحترمه لا يستطيع احد التعدي عليه ولا يعرف ان يعبر عن مايكنه ولكن لكل اسد حصن منيع يوجد بداخله ولا يخرج منه ايعقل ان تاتي من يحطم هذا الحصن لتحررني منه تاتي من اكون معها كالدب الاليف لا استطيع الهجوم اتاتي من تملكني وتكون اللبوؤه ولكن ايعقل ان يتحول الاسد الي دب اليف ام ساظل هكذا كالاسد دائما
وقف عيسي بطوله الشامخ و بعيون سوداء كالصقر الذي ورثها عن امه ورموش كثيفة وبشره السمراء من حرارة الصعيد وذقن خفيفة وبها شعيرات بيضاء تميزه بالوقار من السن و شيل الهموم عدل من لباس الصعيد ونظرات حاد كجبل لا يهزه شئ, ركضت الخدامه من السرايا تلهث بانفاسها الاهثه :
– الحجني يا سي عيسى ست فرحه اغمي عليها ومش راضيه تفوج
***
في نفس الوقت علي جانب اخر في الصعيد ايضا علي ارض مساحتها كبيره وبها معدات ومكن واصوات عاليه كاصوات المكن واصوات العمال فقد كان بها اكثر من 100 عامل وهي أرض جلال فاخيرا أنشأ المشروع الذي كان يحلم به منذ ان عاد الي الصعيد
حاول بكافه الطرق الحصول علي المكن بسعر مناسب حتي يتم المشروع في الصعيد ولا يتركها أبدا اخذ وقت طويل جدا حتى فعلها لكن في النهاية فعلها وها هو المشروع تم منذ سنه تقريباً
كانت هي تقف وسط الحيوانات والمواشي بضيق شديد وغيظ ,تنهد جلال بتعب وارهاق مصطنع وقال :
-ممكن الملف اللي هناك على المكتب لو سمحت يا اسيف
نظرت اليه بحنق وذهبت الى الداخل و احضرت له الملف وتطلع فيها بابتسامة سمجه وقال بهدوء: -معلش يا حبيبتي منديل ورق كمان و امسحي لي حبه العرق اللي على جبيني اصل الجو حر قوي وانتي عارفه ان الواحد صايم وكده
نفخت بضيق شديد وفتحت الحقيبه التي حول خصرها وأخرجت منديل واقتربت منه تجفف جبهته بغضب ليعقد جلال حاجبيه:
– ما براحه الله
لم تجيب عليه وابتعدت تقف مكانها وهو رفع الاوراق بيده ليقول:
– حبيبتى ممكن ال..
صاحت اسيف بحده ونفاذ صبر:
– بس بقى ايه انت اما صدقت كل شويه طلب شكل ايه تحب اهرش لك كمان في ظهرك لو حبيت مش هتبقى انت والصيام عليا النهارده
جلال ببرود:
– لا مش دلوقتي يا قلبي بس لو حسيت اني عاوز اهرش هاخليكي تعملي كده ,وبعدين مالك مش انتي برضه السكرتيره بتاعتي لازم تعملي كل اللي يريحني عشان ابقى مبسوط وانا بشتغل ومرتاح
جزت علي اسنانها بغيظ متحدثه بغضب شديد:
-انت حد قالك قبل كده انك بارد وتلم ورخم انا مش عارفه كان فين عقلي لما وافقت على اقتراحك اني اشتغل معاك والسكرتيره بتاعتك كمان هي طلباتك ما بتخلصش النهارده خالص ولا انت بتعمل كل ده عند فيا عشان اللي عملته امبارح
هتفت جلال بشراسة وهي يتذكر ما حدت أمس :
-طب كويس والله انك عارفه و فاكره عاملتك السوداء وغلطتك انا كل ما افتكر اللي حصل امبارح ببقى نفسي اخنقك انتي والحيوان اللي عينه كانت هتطلع عليكي بسبب الزفت اللي كنتي لابساه امبارح مع اني حذرتك بدل المره عشره ما تلبسيش اللبس ده ثاني وخصوصا لو احنا في المشروع وبين العمال اللي كلهم رجاله ولا عاجبك قوي البلوزه اللي كنتي لابساها ومبينه دراعاتك الاثنين
هزت راسها بياس ونظرت اليه متحدثه بتوضيح:
-ما قلت لك انا ما كنتش قصدي والله بنتك هي السبب كنت شايلها الصبح وباكلها راحت وهي بتلعب مطوحه الاكل على الجاكيت اللي كان فوق البلوزه القصيره وانا كنت خلاص متاخره قلعتها ونزلت بسرعه من غير ما اركز وبعدين انا لو كنت اتاخرت وغيرت هدومي ما كنتش هخلص منك ده انت بتطلع عيني لو اتاخرت دقيقه واحده بس
جلال بجدية :
– امال مفكره عشان مراتي هاعديلك تاخيرك عادي لا وحياه بنتك ما هيحصل زيك زيهم هنا
اسيف بغيظ:
-شوفت اديك قلت بنفسك عشان تعرف ان كان غصب عني فعلا وانت السبب اصلا
جلال بغضب وغيره:
-لا يا اختي مش انا السبب و ما تحاوليش تجيبيها فيا كان ممكن تشوفي اي حل او حتى تتصلي بيا وانا اتصرف بدل ما الاقيك داخله عليا بالمنظر ده وانا وسط العمال
تنهدت اسيف لتقول بترجي:
– خلاص معلش انا اسفه ما كنتش قصدي مش هتتكرر ثاني خلاص ممكن بقى نركز في شغلنا و نبطل نطلب طلبات هايفة زيك
نظر لها جلال بحده قائلا بغضب مصطنع:
– انا هايف طب استلمي بقى اتفضلي جهزي نفسك عشان هتروحي معايا مزرعه الخيل عشق بتولد ومحتاجك تساعديني مش انتي السكرتيره بتاعتي
اتسعت عيني اسيف بصدمه وهلع لتقول باشئمزاز:
-لااا كله الا كده انا مالي انا ما تولد بعيد عني كنت الدكتوره بتاعتها ولا حتى بفهم فى الحيوانات اقول لك على حاجه طالما وصلت للحيوانات اعتبرني قدمت استقالتي سلام
ركضت اسيف سريعا من امامه وسط العمال وانفجر ضاحك بهستريه عليها قائلا:
-خذي يا بنت هنا انا بهزر استني بس يعني انا اللي بفهم في الطب استنى يا مجنونة انا بهزر معاكي انا كنت هبعتلها دكتور يولدها
جـلال.. .
كالمراوض انا لا اعرف اهو لحسن حظي ام ذلك التخاطر التي كنت اسمع عنه لقد اختارني القدر ولعب لعبته لاراوض تلك القطة الشرسة نعم قطتي التي اعلم ان خلف تلك الشراسه ماهي الا قطه سيامي هادئه وشقيه تلك القطه التي لم تقع عيوني عليها سوي مره واحد وها انا الان من ارواضها هل ساستطيع التغلب على شراستها بالحنان والدفيء ام هي من تتغلب علي بسطو الحب.
***
فتحت فرحه عينيها لتقابل غرفه بيضاء دليل انها في مستشفى لتسمع صوت عيسي قائلا بجدية: -يا دكتوره اكشفي عليها زين ديه مش اول مره تفجد الوعي فيها حتى الاكل ما بجتش تاكل كويس
قالت فرحه بوهن:
– يا عيسي برده وديتني المستشفى اني جلت لك اني زين شويه تعب بسيط وهيروح لحاله
تجاهل حديثها وتحدث مع الطبيبه باصرار ان تكشف عليها بينما أبتسمت الدكتوره فى وجه فرحه المستلقية بضعف بعد انتهائها من الكشف قائلة بعملية:
-مفيش اى داعى للقلق يا استاذ عيسي ده شيئ طبيعى وخصوصا فى الشهور الاولى ليها
هز عيسي راسه بعدم فهم واتسعت عين فرحه بذهول تسألها بعينيها لتهز الدكتوره لها رأسها قائلة بابتسامة:
-ايوه يا مدام فرحه مبروك انتى حامل وفي الشهر الاول كمان
صمت عيسي لحظه بذهول أخذ يتقدم الى فرحه الراقدة اعلي الفراش ببطء عينيه مسلطة فوقها هى فقط لاغير تتابع عينيه كل تعبير يرتسم فوق وجهها لتتقابل عينيهم بينهم حوار دائر باكثر من سؤال لتقطع فرحه الصمت بصوت حادة :
– شكل حضرتك لسه چديده في الطب ولا حاچه اني بجيلي فوج ال 10 سنين مش بخلف ابجى حامل كيف اكشفي عليا زين يا دكتوره ولا خلاص .. اني جلتلكم اني زينه
قالت الدكتورة بهدوء:
-انا مقدرة اللي حضرتك فيه ومش هاخد كلام حضرتك زعل ولا انه تقليل من قمتي في الطب بس انا متاكده من اللي انا باقوله حضرتك حامل في الشهر الاول عاوزه تروحي تعملي تحاليل في مستشفى ثاني براحتك جدا تقدري
خرجت الطبيبه بهدوء وتركت اوراق التحليل اليهم ارتفعت انفاسها فرحه بصعوبة تنظر الى عيسي تهتف بهمس ودموعها تسبقها:
– عيسي سمعت اللي جالته
لم يجيب بل ايده سبقته تحتضنها بين ذراعيه بقوة يهتف بسعادة شديدة كمن ملك السماء بين يديه:
-الف حمد وشكر لله اخيرا هشوف ولادي منك يا فرحه وهفرح بيهم جبل ما اموت
انفجرت فى البكاء فورا عندما جذبها عيسي على الفور بين ذراعيه شعر بألم يكاد يحطم روحه عندما راها تبكى بهذا الشكل فهي لا تصدق ما سمعته وهو يكره رؤيتها تتالم تمتمت بصوت ضعيف و شهقات بكائها التى اخذت تزداد تمزق قلبه:
-انت بتجول ايه يا عيسي انت مصدج حديدها اني معجول اكون حامل بعد السنين دي كلاتها
تنهد بعمق قبل ان يرفع عينيه اليها تخطف نظراته تلك دقات قلبها منها فما راته لم تكن تحلم به فى اقصى احلامها وطموحات بداخلها رأت اقصى درجات الفرح والسعادة مشاعر تتداخل بقوة وعنف بهم سمعته يهمس لها بتوتر:
– مش مصدجه بس ليه يا حبيبتي وهي الدكتوره هتكذب عليكي ليه ما هي كشفت والتحليل في ايديها بتجول انك حامل ربنا رضاكي يا فرحه افرحي بجى
همست بصوت مرتجف:
– يعني اني حامل
اوما لها عيسي براسه بالايجاب وهي ابتسمت و تبكى فى ذات الوقت فلم تكن تتوقع ان تكون حامل في يوم ، ابتعد عنها بصعوبة شاعر بانه في حاله صعبه جدا عليه ليقفز قلبها بداخل صدرها بعنف فور رؤيتها عينيه الملتمعه بدموع حبيسه ثم أخفض رأسه وهو يقبل يدها,اتسعت عيني فرحه وهي ترى الدموع تتجمع في عيني عيسي من السعاده بلا حول ولا قوه منه ضمته تخبي وجهه بين ثنايا وجهها تخفي دموعه بصدمه قائله بابتسامة:
– عيسي انت زين
صمت لبرهة تراه فى حالة من التخبط لم تراه عليها من قبل ليهتف بعدها بلهفة:
-اه اه اني زين انتي حامل يا فرحه
هزت رأسها وهي تطير فرحا فقد تحقق حلمها اخيرا بعد طول سنوات طويلة سوف تنجب طفل وستكون أم وتسمع كلمه امي نظرت إليه بعدم تصديق ثم امسكت يده و وضعتها أعلي بطنها بحنان والدموع تنهمر من عينيها بغزارة شديدة : الحمد لله ..الحمد لله ان اني جوية اهنه حته منك يا عيسي
نظر لها بصمت قبل ان يخفض راسه ويبعد عنها نازل أرضا ليسجد شكراً لله ليظلا على هذا الحال عدة لحظات لتشهق هي بصدمه لم تصدق رده فعله لتدمع عينها فرحه حين اقترب منها عيسي فجاءة ينحنى فوق بطنها يقبلها قبلة طويلة لتقول بحنان ودموع :
– عيسي هو انت فرحان للدرچه دي اني حامل للدرچه دي كان نفسك في عيال ثاني
أخفض راسه مرة اخرى يقبل بطنها ولكن تلك المرة برقة وحنان ليضع راسه فوقها برفق يقول بهمس:
-اني مش جادر اوصف لك سعادتي جد ايه يا فرحه اني حاسس ان اني اللي كنت مش بخلف مش انتي اني كل يوم كنت بدعي في صلاتي ربنا يرزجك بطفل حتى لو واحد بس عشان ما شوفش اي لحظه ألم وحزن على انك مش بتخلفي وكان عندك دائما احساس انك ست مش كامله اني يا فرحه فرحان جوي عشان انتي حامل مني وحلمك اخيرا اتحجج مش عشان هيجي ليا عيال تاني
نظرت فرحه اليه بحب وحزن علي حديثه تهمس باسمه برقة وحب ليرفع راسه اليها ببطء ينظر اليها فرفعت اناملها تتلمس ملامحه وتمسح دموعه برقة وحنان لتهمس له:
-ولو جلتلك انى اسعد واحدة فى الدنيا فى اللحظة دى دلوج انى شايلة حتة منك جوايا وان الدنيا مش سايعنى من الفرحة دلوج اني مش مصدقه انك بتحبيني للدرچه دي يا عيسى
اغرقت عينيها بالدموع و ارتمت تحضنه اليها اكثر وهى تحيط عنقه بذراعيها همس عيسي من بين انفاسه اللاهثه و راسه مدفونا بحنايا عنقها مشددا من ذراعيه حولها كما لو كان يرغب بضمها حتى تصبح بداخل صدره:
– اني بحبك وبعشجك جوي يا فرحه
فـرحه.. .
كالنحل انا بخفته اطير علي الازهار لاخد رحيقها وانتج العسل الذي اتصف به ولكن حين ياتي الامر علي استطيع ان اجرح وجرحي ليس بالامر السهل ولكن عندما يكون القرار اليك يتوقف كل شيء حولي اصبح غير قادره الا علي انتاج العسل فقط افقد حينها السيطره علي كل من حولي ومن ضمنهم انا اتيت لتاخذني لعالم لم يخلو من الرحيق لاظل احيا طوال حياتي لانتاج العسل فقط
***
صف زين سيارته امام مصنعه في الصعيد الذي استطع اخيرا ان يبني بمساعده زوجته نادين أصبح زين له إسم كبير وسط الصعيد ولا احد يستطيع ان يخلف له أمر من هيبته وسط البلد, ابتلع السوق في غضون شهور فقط اصبح الكل يعمل له حساب في العمل وسط اهل البلد، فلقد احب العمل اخيرا والتميز و استطع توسيع نشاطه
ليتقدم زين بخطواته الواثقة الي داخل مكتبه ينظر حوله يحل ازرار قميصه ببطء بعد ان القي بجاكيت بدلته فوق الكرسي وخلفه السكرتير الخاص به ليقول زين بصوت اجش :
– ايه الاخبار عملت ايه في الملف اللي وصيتك عليه
مد يده له السكرتير قائلا بجدية:
– خلص يا مستر زين اتفضل وعندنا طلبات كثير جت لنا الصبح بس مش عارف اذا كنا هنلحق ولا لا
هز زين راسه بغضب وأتاه صوته بأمر قائلا:
– ما فيش حاجه اسمها مش هنلحق امال انا مشغللكم ليه في حاجه اسمها هشتغل بكل جهد وعمل ومنضيعش اي وقت مننا في لعب ولا كلام فارغ سامعني كويس وقول الكلام ده للعمال بره الطلبيات دي كلها لازم تكون جاهز في ميعادها اهم حاجه عندي الميعاد المضبوط وانت عارفني كويس تمام
هز راسه السكرتير بطاعه وتوتر و أكمل موجه حديثه زين متسائلا:
-في حد سال عليا
اجاب عليه بارتباك واضح:
-ااا هو بصراحه
عقد حاجبيه باستغراب وقال بحده :
– في ايه مالك بقول لك في حد سال ترد عل..
صمت زين ليفت انتباه ذلك الجسد الصغير المستقل فوق المقعد باخر زاويه المكتب براحة وهدوء تبين الهوية وعرفها علي الفور
-هي مستنيه حضرتك من بدري هنا
ابتسم بهدوء واشار له للذهاب ونهض تقدم منها لتقع عينيه علي كتلة من الشعر الطويل المنتشر فوق الأريكة يغطي وجه تلك النائمة بسلام فاخذ يمرر نظراته فوقها وبهدوء جلس بجوارها يمد يده مزيحا تلك الخصلات من فوق وجهها برقه لتنكشف امامه ملامحها الرائعة ببشرتها ناصعة البياض وفمها الوردي المزموم برقة اثناء نومها كطفلة صغيرة فلم يستطع مقاومة ان يمرر يده برقة فوق بشرتها يتحسس نعومتها لتصدر عنها تنهيدة رقيقة تحرك وجهها تحت لمسات لكنه لم يستطع امساك نفسه امامها لم يمهله نفسه التفكير ليسرع يقبلها برقة وحنان فوق وجهها سرعان ما اقتحم قبلته سبات نومها لتفتح عينيها لتتسع بصدمة تحدق بذلك المنحني فوقها براحة يقبلها بتسلية لتدفعه في صدره بقوة مبعدة اياه عنها تهب سريعا ناهضة من فوق المقعد:
– انت بتعمل ايه يا قليل الادب انت
ظهر شبح ابتسامة فوق شفتيه وهو يراها تتذمر كطفلة صغيرة ليحدثها برقة ينحني فوق اذنيها هامسا برقة:
– في ايه ببوس مراتي حبيبتي وبعدين مش انتي اللي قاعده لي في المكتب ونائمة عشان تغريني
جزت نادين علي اسنانها بغيظ لتنهض تتعثر في خطواتها تحاول تعديل وضع ملابسها وهمست بتلعثم:
-هي مين دي اللي بتغريك يا مجنون انا راحت عليا نومه كنت مستنيه حضرتك عشان عاوزك في موضوع مهم
عقد حاجبيه متسائلا باهتمام:
– موضوع ايه
قالت نادين بغضب شديد:
– ممكن افهم حضرتك ليه رفضت التصميمات بتاعه المشروع الجديد ورحت تقبل تصميم بتاعه شاب لسه متعين هنا جديد ومش كويسه حتى و تصميمات ما فيهاش شغل متعوب عليه وانا اللي سهرانه ليل ونهار واتعب على التصميمات وانت تيجي بكل سهوله ترفضه
زين ببرود:
-يعني اقبل حاجه مش عجباني يا حبيبتي ولا هتفيد شركتنا
اتسعت عينيها بذهول قائله بحده:
– نعم مش عجباك الله يرحم زمان من امتى كنت بتفهم في الشغل ده ولا ليك علاقه بيه حتي ده انا اللي فهمتك الصنعه وكل الامور ماشيه ازاي و لولا انا يا زين مكنش زمانك دلوقت ليك اسم في السوق ومعروف عند الكل ايه شغل علمناهم الشحاته سبقونا ده
زين باستفزاز:
-ايه المثل البيئه ده بس يا حبيبتي و مالك متعصبه ليه ما شئ طبيعي مفيش حاجه بتفضل على حالها ولا ايه
هتفت نادين بغضب وجمود:
– لا معاك حق تمام اوي يا زين بس خليك فاكر انت اللي ابتديت
اسرع زين قائلا:
– يا نادين استنى بس
هتفت وهي تتناول حقيبتها لتتجه للخروج وتقول بتحدي:
– ابعد عني وما لكش دعوه بيا
سارت تتجه للخارج الا ان الدوار هاجمها فجاه وكادت ان تسقط ليهرول زين اليها وهو يقول بلهفه:
– نادين مالك يا حبيبتي
لف يده حولها وحملها ووضعها على الاريكة التي كانت نائمة عليها وهو يقول بقلق شديد:
-مالك يا حبيبتي حاسه بايه انا هتصل بالدكتورة حالا
هزت راسها برفض نادين واغلقت عينيها وهي تشعر بالدوار يهدأ قليلا:
– لا مفيش داعي انا بقيت احسن متقلقش
رفعها زين من على الأريكة ثم وضعها فوق ساقيه وهو يمرر يده على بروز بطنها بحنان ويحتضنها بعشق وخوف:
– وبعدين معاكي هتفضلي تعندي وخلاص يا نادين يا حبيبتي ارحميني و ارحمي نفسك انا خايف عليكي يا حبيبتي انتي حامل في الشهر الخامس المفروض انك تقعدي في البيت و تاكلي كويس وترتاحي انا ما بقتش حمل كده ومش متطمن انتي وشك علي طول اصفر وشكلك تعبانه اوي حتى الصيام مصممه تصومي معاني رغم الدكتوره حذرتك وقالت لك الاحسن تفطري عشان اللي في بطنك
وضعت نادين يدها فوق يده بحنان وهي تبتسم بضعف:
– مفيش داعي للقلق ده كله يا حبيبي انا بقيت كويسه وبعدين دا شئ عادي في حالتي
ثم نظرت نادين له بغضب :
– وبعدين ما انت السبب مش خليتني احمل ثالث مره من الزن بتاعك لسه جايبه عاصم مابقالوش سنه وانت فضلت تزن عليا عاوز عيل تالت وانا من هبلي طوعتك وحملت تالت وما كنتش اعرف نيتك وانك عاوز تخليني احمل ثالث عشان تقعدني في البيت واربيلك العيال
مرر زين يده على وجهها يمسح العرق البارد عنها قائلا بلوم:
-ما تبقاش دماغك ناشفه انا ما قصدتش كده خالص وما عنديش مانع تشتغلي معايا ولا حتى تاخدي الشركه كلها ولما طلبت منك تحملي ثالث مره كان بجد نفسي في عيال كتير ثاني منك بس دلوقت ندمت لما شفتك تعبتك في الحمل المره دي قوي عشان كده عاوزك ترتاحي لو حصل لك حاجه بعد الشر مش هسامح نفسي ..و نفسي اعرف اللي بتعمليه في نفسك ده لزمته ايه
احست بنبرة الخوف منه احتضنته ودفنت وجهها في عنقه وهي تقول بضعف:
– ماهو انا مش متعوده على قعده البيت و بحب الشغل جدا وانت عارف كده كويس لو قعدت في البيت مش هرتاح وهاتعبك اكثر
مرر زين يده بحنان على جسدها وهو يقبل وجنتها:
– طب تعالي نعمل اتفاق صغير ما بينا انتي دلوقتي في الشهر الخامس فاضل لك اربع شهور وتولدي ان شاء الله على خير معلش تعالي على نفسك واستحمليهم واقعدي في البيت لحد ما تولدي والبيبي يكمل كام شهر كمان, وما تقلقيش في الشهور دي ممكن تبشري الشغل وانتي في البيت وانا هابعتلك الملفات لحد عندك وانا كل اللي بطلبه منك انك ترتاحي لحد ما تولدي واطمن عليكي وبعد كده يا ستي انزلي الشغل براحتك و مش همنعك
كادت ان ترفض نادين ليقول زين بجديه:
– نادين قبل ما تجاوبي خليكي فاكره ان انتي اللي هتستحملي المسؤوليه كلها لوحدك لو اللي في بطنك ده حصل لي حاجه هيبقى فيها زعل ما بينا جامد
صمتت تفكر جيد فهي بالفعل اصبح حملها هذه المره صعب عليها وهو محق لتقول بقله حيله: -حاضر موافقه ارتاحت كده، بس اعمل حسابك هتوافق على مشروعي برده.
ابتسم لها بشده وهو يضمها بتملك وعشق:
-حبيبه قلبي انتي انا كل اللي عاوزه راحتك انتي وعيالك
زيــن.. .
نعم اعلم اعلم انني لست كامل واذكر نفسي بها دائما انني لست كامل لا يوجد انسان في البشريه باكملها كامل لان الكمال لملك السموات والارض ولكن عندما تشعر ممن حولك انهم سئموا منك لايستطيعون تفَهُمك يشعرونك باحساس النقص دائما حينها فقط تشعر بالخذلان والحزن الشديد و تقف مع نفسك وتنظر اليها وتحلل وتفكر ماذا حدث ليفعلوا ذلك وحين تنتهي من كل ذلك يكون اسلم الحلول هو الابتعاد بصمت ولكن احيانا الحياه تعطي فرصه ثانيه.
***
دلف عيسي وفرحه السرايا ليجدوا الجميع جالسون من اخواته وازوجهم ليقول جلال باستغراب:
-كنت فين يا عيسي انت وفرحه احنا جينا ما لقيناش حد منكم
ابتسم عيسي بخفه واشار الى زوجته لتقول وهي تخفض راسها فرحه بخجل :
-كنا عند الدكتوره وجالتلي ان اني حامل
نظر الجميع الي بعض بعدم تصديق و سعاده انتفضت اسيف ونادين يتقدمون ليصرخوا بسعاده:
-مبرووووك ..مبروووك يا حبيبتى الف مبروووك
ابتسمت فرحه على وجهها ترتسم ابتسامه مشرقة واضعه يدها فوق بطنها هاتفة بسعادة و هى ترفع عينيها:
-الله يبارك فيكم
هرول زين وجلال نحوه عيسي يحتضنه بقوة و يبارك له بسعاده شديده هو و فرحه.
تنهد عيسي بهدوء ثم نظر الى اعلي وسحب نفسه من بينهم ابتسمت فرحه وقد فهمت الي اين سوف يذهب وصعد غرفتها كانت ممده علي الفراش تنام بهدوء اقترب منها هامس :
– اصحى يا نعسانه هتجضيها نوم طول يوم ولا ايه اصحى يا عديله عندي ليكي خبر بمليون جنيه
فتحت عديله عينيها بنوم وانزعاج :
– في ايه يا عيسى رايد ايه
ابتسم عيسي لها بحب وقال:
-فرحه حامل
نظرت اليه عديله بعدم تصديق لتدمع بسعادة هاتفه بفرحة عارمه:
-صوح يا جلب امك اخيرا يا عيسى ربنا طول في عمري وهشوفلك ولاد تاني نادي عليها يا عيسى رايده ابارك لها
دخلت فرحه الغرفه بابتسامة عريضة:
– اني اهنه يا مرات عمي
اعتدلت في جلستها ونظرت اليها بسعاده كبيرة و اشار لها ان تاتي وجاءت علي الفور وضمتها بحنان قائله بحزن علي ما كانت تفعله فيها في الماضي ودائما تريد ان يتزوج عيسي غيرها وقالت قائله بندم :
– ربنا نصرك عليا يا فرحه ورضاكي يا بنيتي الف مبروك يا حبيبتي ربنا يتمم لك على خير ويتربى في عزكم يا رب
ابتسم عيسي بشرود وهي يتذكر ما حدت قبل سنتين عندما كانت عديله بين الحياه والموت وكادت تفارق الحياه حين دخل الجميع وقتها في بكاء حاد شديد من الصدمه والذهول بان والدتهم بينهما بين الموت لحظات وندم جلال و زين وازوجهم بشده علي قرار السفر..
حتي جاء الطبيب وكان القلب توقف لكن الطبيب لم ييأس حاول انعاش القلب لعددة دقائق حتي اعتقد الجميع انها النهايه لكن الله عز وجل له راي اخر وقد بدات تحيى وتعود للحياه مره اخري
كم سعد الجميع حتي عيسي تنفس الصعداء عدة مرات لا يصدق بان والدته مازالت علي قيد الحياة وتفاجأ باليوم التالي حينها بان زين جاء ومعه حقيبته وأخبره انه لن يترك السرايا و قرر يعيش هنا للابد كانت صدمه كبيره لعيسي و عديله لكن فرحوا بعد ذلك و رحبوا به بشده وعندما أقترح زين علي نادين ان تنتقل معه الي الصعيد وافقت علي الفور وبدا زين في قفل شركه القاهره وفتح شركه هنا وحاول فهم امور الشركه جيد بمساعدة زوجته نادين التي سعادته بشده، واصبح لزين اسم كبير وسط الصعيد كما سعد عيسي باجتهاد اخيه بشده وما وصل له الآن.
أما عن جلال جاء في نفس اليوم صامت ومتردد ان يتحدث مع اسيف علي عدم الذهاب وقلق من أمرها لكن تفاجأ بها تخبره انها لا تريد الذهاب لخارج البلد وتترك عائله وانهارت في البكاء شديد وندمت انها وقفت واقترحت عليه هي في بدايه الامر بموضوع السفر وانه كان حدث شئ سيئ لوالدته كانت لم تسامح نفسها أبدا، احتضنها بحنان جلال وحب وتحدث معها بهدوء انها ليست السبب في ما حدث لوالدته واقترح عليها بعدها ان تعمل معه سكرتيره في نفس المشروع و وافقت بسعاده علي الفور و الآن تعمل معه
اخذ الجميع مرض عديله وقتها درس و اشاره من الله انهم لم يرحلوا أبدا ولا يتركوا بعض ولم يفترق الاخوات حتي بعد موت الأم عديله.. بعد عمر طويل .
***
دخل زين ليجد نادين تجلس على مقعد بجانب الفراش وهي غارقه في النوم وكان جانبها عاصم إبنه الصغيره ليعرف بانه نام بعد معاناة اتجه زين لها يحملها لداخل الفراش وهو يحكم الغطاء من حولها ويقول بحنان:
– نادين نادين فوقي يا حبيبتي
فتحت نادين عينيها بتعب وهي تقول بنوم:
– زين انت جيت امتى انا تعبانه اوي وعاوزه انام
رفع زين وهو يجلس خلفها على الفراش يسند جسدها المتعب بجسده الذي يحيطها بحنان من كل اتجاه وهو يقول بحنان ويقبل وجنتها برقه: -طب كلي بس الساندوتش ده واشربي كوباية اللبن انا خليت ام العربي تعملهملك عشان متاكد انك مشغوله مع عاصم طول اليوم واكيد نسيتي تاكلي وبعدها هسيبك تنامي ذي ما انتي عاوزه
نادين باعتراض :
– بس انا مش جعانه انا عاوزه انام
قبل زين وجنتها بحنان وهو يقول بصرامه مفتعله:
-وبعدين معاكي احنا لسه كنا بنقول ايه النهارده بطلي دلع يا نادين وكلي يلا
فتحت نادين شفتيها بطاعه وبتدئت في تناول الطعام من بين يديه وهو يتحدث معها و يحاول أن تفوق وتاكل بشبع حتى اطمئن لتناولها الطعام ليضع كوب اللبن الفارغ جانبا وهو يلفها بين احضانه ويقبل جبينها بحنان ويقول:
-نامي يا حبيبتي يلا
نظرت نادين اليه بحب لم تستطع السيطره وشعور بالامان يغلفها وهي بين زراعيه لتقول : -ربنا يخليك لي يا زين انت احلى حاجه حصلت في حياتي بجد.. عمرك يا زين ما بتزعل ولا ندمت انك ما سافرتش امريكا وحققت حلمك
ضمها زين اليه بتملك شديد وكانه لا يريد ابعادها عن احضانه ليتاملها بمداعبه:
– نادين انتي خليتيني اتعلم درس من الحياه عمري ما انساه طول عمري، مش كل حاجه بنتمناها في حياتنا وهنموت عليها ونفسنا تحصل بنبقى مبسوطين لما بتحصل في الاخر ساعات بعد مده طويله لما بتحصل ما يبقاش حبين تحصل ولا عندنا نفس الشغف بتاع زمان انا اصلا نسيت الرسم ونسيت حلمي وكل اللي بفكر فيه دلوقتي الشغل معاكي هنا و حياتي مع اهلي هي الاهم انا كل ما افتكر ان كنت هغلط اكبر غلطه في حياتي لما قررت اسافر واخذك معايا وانتي اصلا ماكنتيش عاوزه و وافقتي بس عشاني ولا تعب ماما اللي كان بسببي كل دي حاجات حصلت خليتني ابطل افكر في اللي راح وابص لقدام كويس
قالت نادين بابتسامة خفيفه:
– حبيبي انت مش السبب في اللي حصل لمامتك ده نصيبها تتعب عشان انت وجلال تقعدوا ومتسافريش وتسيبوها وبعدين ما بقيت كويسه و زي الفل اهو ما تحاولش تشيل الذنب
زين وهو يقبل الشريان النابض في عنقها بعشق:
– انتي عارفه انتي خليتني اخد بالي من حاجه مهمه اوي ، الواحد اوقات بيعيش طول عمره وفاكر نفسه مبسوط وبيقعد يلهي نفسه في حاجات كتيره اوي بس لما بتجيله احلى حاجه في الدنيا بيكتشف انه هو كان فايته كتير اوي وان حياته كلها اتغيرت للاحسن ,وانتي واولادي الحاجه الحلوه دي يا نادين
ابتسمت بسعاده ليقترب من شفتيها يقبلها بحنان ويضمها بين زراعيه وهو يستولي على شفتيها بقبله اودعها كل شغفه وعشقه بها ..
نـاديـن.. .
كالفراشه التي خرجت من شرنقتها علي يديك اصبحت لدي حيويه وخفة مثلها لا اكن اظن يوما ان املكهم ولكن كما يقولون عندما يكون مع من تحب تسطيع فعل كل شيء لاسعاده لان حين تفعل ذلك تشعر كانك ملكت كل ما في الدنيا.
***
وضعت جميله أبنها حماد ببطء في الفراش الصغير بعد ان نائم ثم تحركت الي الفراش بتعب لتنام لتتفاجا بدياب اقترب تجاهها ويده تجذبها الي احضانه وهو يبسط ذراعيه علي ظهرها بحنان و بنبرة عنيفه توضح به مده عشقه قائلا: -بجيتي كيف المرض اللي صابني ولا اني عارف اعيش من الخوف عليكي ولا رايد اتعالج منه عملتي فيا ايه يا چميله عشان حبي يوصل معاكي للدرچه دي
طوق خصرها ليضعها اليه اكثر الي صدره و تابع هامسه اللطيف:
– چميله انتي بجيتي كيف النفس اللي بتنفسه ما اجدرش استغنى عنك ابدا ولا اسيبك تبعدي عني
ابتسمت جميله بشده وهو يبتسم لها بحنان ترى شغفا مماثل يرتسم فيه عينيه ليقول:
– شكرا يا چميله
عقدت حاجبيها بدهشة متسائلة:
-على ايه
ينظر فى عينيها بعينين تلتمع بشغف وعشق قائلا -علي انك في حياتي ومعايا شكرا انك بجيتي نور حياتي ونورتيها بعد ما كانت مظلمه وما لهاش طعم
لم يمهلها دياب سوى ثانية لتجيب قبل ان يكتسح شفتيها بقبلة عاصفة اذابتها واذابت كل الحواجز بينهم جعلتها تنسى اى حديث قد يقال بينهما فى تلك اللحظة ليغبا سويا فى عالم ليس به احد آخر سواهم وحديثهم الذى قيل بينهم دون النطق حرف واحد.
جـمـيله.. .
كالعصفور المحبوس داخل القفص تلك التي وضعت به عندما جُرحت وفقد كل عزيز حينها فقط اكتشفت ان لا يوجد مفر من ذلك القفص التي وضعت به كنت اصرخ واصرخ لاطلاق صراحي ولكن لا يوجد صوت لا احد يسمع ايعقل ان لا يوجد صوت ام اني خائفة ولكن لمتي ساظل خائفة لمتي ساظل بهذا القفص اياتي يوما وياتي من يحررني من ذلك القفص لامارس طبيعتي التي خُلقت عليها ام ساظل هكذا محبوسه بداخل ذلك القفص اللعين ويظل خوفي هو المتحكم في الي الابد
***
تحركت اسيف للاستيقاظ لتتقلب فوق الفراش تننهد بخفوت لتفتح عينيها لتجد انها تلف ذراعيها حول خصر جلال المستلقى بجوارها تستند برأسها فوق صدره لترفع راسها لتجده يبتسم لها بحنان فيه عينيه بادلته الابتسامه لتقول:
-صاحي من امتى
لينحنى امام شفتيها يهمس:
– من شويه كده بس كنت مستنيكي تصحى عشان ماينفعش ابدا يومي من غير ما اطل في عيونك اللي سحراني دي، لو اقولك اد ايه حلمت واتمنيت اللحظة دى مش هتصدقينى ان احس بيكى بين أيدي كانى فعلا فى حلم جميل مش عاوز افوق منه ابدا ودلوقتي معايا بنت منك كمان
تنهدت اسيف بقوة وبهمس مثله شغوف و يديه كانت تتحرك فوق وجهها برقة وحنان لتغمض عينيها فور شعورها بذلك :
-عمري ما تخيلت ابدا ان ممكن احب حد للدرجه دي او اكون بتمنى قرب حد بس انت ما تعرفش ازاي حطمت كل الاسوار واقتحمتني من جوايا و غيرت حياتي كلها دخلت قلبي بدون استئذان مره واحده لقيتني بحبك و بتعلق بيك ما كنتش اعرف يعني ايه حب بس لقيتني بفرح بوجودك جنبي، حتى وانت معايا بتمنى قربك وبتوحشني اوي
همهم جلال بابتسامة حالمه لتكمل اسيف بابتسامه حب:
– تعرف يا جلال لما طردتني من السرايا وقلت لي امشي مش ده اللي كنتي عاوزاه بعد ما سبتك و وصلت البيت كان نفسي اكلمك واقول لك انا محتاجلك قوي كنت بستنى كل يوم تيجي تاخذني غصبا عني زي ما بتعمل كل مره، و لو كنت عملت كده كنت هوافق على طول واجي معاك
ابتسم جلال لها بشغف وهي تخفض وجهها ليمد يده يرفعها اليه برقة يتاملها لعدة لحظات بحنان ثم انحنى يقبلها بشغف وجنون يمضى الليلة كلها مثل كل يوم يروى شوقه اليها تاركين اى حديث اخر خلفهم ماعدا شغفهم
***
جاء اليوم التالي وكان عيد الأضحى وبدأت تكبيرات العيد بشرع الله تعالى للمسلمين التكبير في العيدين عيد الفطر والاضحى، فرحًا من العبد على ما وفقه الله تعالى لاداء الطاعة بصوم شهر رمضان المبارك، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: اذَا افْطَرَ فَرِحَ، واذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ»،
الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر، لا اله الا الله، الله اكبر، الله اكبر، ولله الحمد، الله اكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة واصيلا، لا اله الا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، واعز جنده، وهزم الاحزاب وحده، لا اله الا الله، ولا نعبد الا ايَّاهُ، مُخْلِصِين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صل على سيدنا محمد
بدأ الجميع في الاستيقاظ بداخل سرايا الجبالي جهز انفسهم للذهاب الي الجامع وبدا ازواجهم باعداد الفطور وكانت وجبه بسيطه حيث اول يوم عيد الفطر لا يقدروا على الطعام الكثير في البداية.
اغلقت جميله الهاتف كانت تتحدث مع فرحه تتطمن عليها واستدارت تبحث عنه بعينيها فوجدته مستند بيده على سور فراش ابنه حماد وهو يداعب الصغير فاقتربت منهم وهى تبتسم بحب:
– مش ملاحظ انه بقي وخداك منى
أبتسم دياب قائلاً وهو يقبل وجنة الصغير:
– لازم دى حبيب ابوي اخر العنجود
زمت جميله شفتها بعبث وقالت بزعل مصطنع: -وانا مش حبيبتك
التفت ضمها الى صدره قائلا:
-انتِي روح جلبى من جوه
ثم ابتعد عنها بهدوء واخرج من جبيه محفظته يعطي لها مبلغ من المال اخذت تبتسم بسعاده معتقده الي ابنها:
-ايه ده دي عديه حماد
هز راسه برفض قائلا بحنان:
– لا دي عديتك انتي عديه حماد هديهاله لما يكبر شويه واعملي حسابك كل عيد ليكي عيديه عندي كيف ولادك بالظبط.
***
بداخل غرفه زين الجبالي كانت نادين تقف بابتسامة مشرقة تحمل عاصم الصغير وارتدي زين عبايه بيضاء للذهاب للصلاة وتقدم من زوجته تناول زين شفتها بقبله عميقة ونادين شهقت بمفاجأة :
– زين انت بتعمل ايه
ابتسم لها بعشق وهو يغمز لها:
– بعمل اللي كان نفسي اعمله من اول ماشفتك بفستان العيد الجميله ده ولسه اما ارجع يا جميل
شهقت نادين بصدمه وخجل ولم تجيب عليه حيث ضحك عليها وقبل وجنتيه ابنه بحنان و خرجوا الي الخارج.
***
بداخل غرفه عيسي الجبالي كانت تقف فرحه امامه بروبها المغلق ترفع نفسها علي اصابع قدميها قبل ان تحظي فوق شفتيه بقبلتها الناعمة انصدم عيسي في البداية التي سرعان ماتحوّلت لقبلة نهمة وهو تعمّق بها بتحريض منها ابتعدت فرحه عنه بخجل شديد ليقول عيسي متسائلا:
-انتي يا بت بتتفرچي على افلام مش زينه من ورايا .
هزت فرحه راسها برفض سريعا:
– لا والله ابدا
ليقول عيسي بخبث:
-امال مالك اول ما صحيتي طلبه معاكي جله ادب اكده ليه كل شويه تجربي مني و دلوج بتبوسيني بتتحرشي بيا يا فرحه
أخفضت فرحه راسها بخجل شديد ليقول بمكر وهو ينظر لها بحنان:
– شكلها هرمونات الحمل بس و ماله واني ما اجدرش ارفض لابني حاچه من اولها اكده
***
بداخل غرفه جلال الجبالي كانت اسيف تجلس اعلي الفراش تلبس ابنتها الصغيرة حياه وتقول بابتسامه حب:
– حبيبه قلبي يا ناس.. حبيبه ماما انا، كبرت وجالها هدوم العيد يا اختي على العسل وجمالها
هزت نفسها الصغيرة حياه بسعاده لتضحك اسيف بفرحه:
– قلب ماما انتي وحدك وبس
كان جلال يعدل عباءه البيضاء امام المراه ويستمع لكلامها مع ابنتها بضيق وغيره حتي قال جلال بضيق شديد:
– اسيف تعالي هنا عاوزك
اجابت اسيف بعدم مبالاة لتقبل ابنتها الصغيرة بحب:
– مش فاضيه اصبر شويه
عاد جلال حديثه قائلا بحده:
– انا قلت تعالى
نظرت اليه باستغراب من نبرته حتي اشار لها بيده :
-تعالي وبوسيني قبل ما انزل اشمعنا بنتك بس
أبتسمت اسيف له وقد فهمت غيرته اقتربت منه بجرأة و وقفت على اطراف اصابعها تسلقت جسده الضاحك بسعاده و تعلقت برقبته فقبلت شفتيه وكادت تبتعد ولكن وجدت يده تحاوط خصرها لتقبله قبلة متعطشة و كانت ناعمة للغاية، فهو يعرف كيف يصل لمفاتيح المتعة لديها ابتعد عنها اخيرا قائلا بنبرة تملك:
-انتي بتاعتي انا وبس وانا ليك انتي وبس
***
نزل الجميع من غرفته ليتقدم كل واحد من الاخوه يقبل يد والدته عديله بحب وحنان قائلين: -كل سنه وانتي طيبه ياما
ابتسمت عديله لهم بسعاده لتقول بحب:
– وانتم طيبين يا أولاد ربنا يديني طوله العمر واشافكم بخير وما يحرمنيش من دخلتكم عليا ابدا
ابتسم عيسي لها بحب وقبل يدها بحنان قائلا:
-ربنا يخليكي لينا يا رب ولا يحرمنا منك وتعيشي وانتي وسطينا دائما وما يحرمناش من حسك في الدار
اجاب الجميع عليه مبتسماً:
-اللهم أمين.
لفت نظر عيسي نادين التي تحمل ابنها عاصم و وتين الصغيرة جانبها وبطنها المنتفخة امامها وجانبها اسيف تحمل ابنتها الصغيرة حياه حيث اقترب منهم بابتسامة عريضة ومده يده بداخل محفظته يخرج النقود قائلا:
-خذي يا اسيف انتي ونادين عديه ولادكم اهي حتى اللي لسه چاي في السكه كومان يا نادين
ابتسمت اسيف ونادين لتقول نادين بضحك:
– حتى اللي لسه جاي يا عيسى تسلم يا رب وتعيش وتديهم على طول ربنا يخليك ليهم
تقدم منه زين مبتسماً بسماجة وهو يمد يده:
-وانا فين عديتي يا عيسى
ضحك عليه جلال ليقول عيسي بضيق:
– ليه لسه فاكر نفسك عيل صغير ايااك ديه انت اللي مفروض تدي عديه لعيالي اللي لسه چايين
نظر زين وقال مبتسم:
– طب هات بس دلوقت وانا هاديهم بعدين لما يجوا
قطع حديثه فرحه تحمل طبق الكحك و وضعته اعلي الطاولة الصغيره ونظرت الي عيسي و جلال وزين وهم يرتدون العبايات البيضاء لتنفجر تضحك بشده:
– مالكم عاملين كيف مسرحيه العيال كبرت وانتم لبسين كلاتكم عبايات بيضاء
ضحكت نادين واسيف وقالت بضحك:
-اه تصدقي فيهم شبه منهم اوي ازاي مخدناش بالنا
ضحكت عديله قائله:
-الله يحظك يا فرحه .
نظروا إليهم ازواجهم بغيظ شديد وقال جلال لزوجته:
– يا سلام يا اختي عجبتك قوي
هزت راسها اسيف بضحك ليقول عيسي بضيق مصطنع :
– اكده بتتريجي عليا يا فرحه مجبوله منك يا بنت عمي
تراجعت فرحه تقول بلهفه:
– والله ما جصدي يا عوصه جطع لساني
نظروا الجميع بدهشة من دلع فرحه اليه بذلك الاسم ثم ضحك الجميع عليه ليقول عيسي بغيظ واحراج متحدث بحده:
-ما يلا عشان نروح نصلي في يومنا ديه
اخفضت فرحه راسها وهي تضغط على شفتها بخجل شديد من سرعه لسانها وهتف زين بمكر:
-طب برده مش هتديني عديه يا عوصه
نظر له عيسي بحدة قائلا بغضب:
– امشي يالا من جدامي واياك تجول الاسم المايع ديه ثاني
أبتسم زين أكثر ليقترب منه جلال ناظر اليه بحذر وقال بحده مصطنع:
– زين عيب كده متضايقش اخوك الكبير
حمحم عيسي بصوت اجش ليكمل جلال بخبث : يلا يا عوصه عشان ما تتاخرش على صلاه العيد
ضحك زين بمفاجاة بصوت عالي بشده وشارك جلال الضحك معه بينما نظر عيسي بغضب شديد لهم الاثنين وهو يرفع النبوت ويركض نحوهم اتسعت عينهم بصدمه وركضوا الاثنين سريعه للخارج وهم يرفعون طرف العبايه وخلفهم عيسي قائلا بحده :
-اوجف منك ليه اهنه والله لاربيكم من چديد يا ولاد الجبالي هتكبر عليا ياض منك لي ولا ايه
ضحكت النساء بالداخل عليها بسعاده وفي الخارج ركضوا بسرعة بلهفة وهو مازالوا يضحكوا بشده ليقف عيسي يلهث ثم ابتسم بخفه:
-ماشي يا اولاد حسنين بتدلعوا عليا، ماشي ادلعوا براحتكم … ما كنتوش هتدلعلوا عليا هتدلعوا على مين
***
في المساء كانت اسيف تسير بداخل السرايا ذهابا و إيابا بضيق شديد فجلال خرج منذ الصباح ولم يعود و عندما أتصلت عليه أخبرها بأنه سيسهر بالخارج مع اصدقائه ,غضبت بشده فهي كانت تريد ان يقضي العيد معها هي وابنتها فهم قليلاً ما ياخذوا اجازه وحتي يوم الاجازه خرج ولم يجلس معها، قالت عديله بضيق شديد:
– ما تجعدي في حته خيلتيني في ايه
توقفت ونظرت اليها لتقول بغيظ:
– شوفتي ابنك وعمايله حتي يوم الاجازه اليتيم اللي ناخدوا انا وهو من شغلنا بدل ما يقعد معايا انا وبنته خرج يقضيه مع اصحابه
لتقول عديله بضيق:
– ما انتي اللي مش خابره تشغلي باله كيف وتخلي يحب الدار و ميسبهاش
اسيف بغيظ:
– وابنك ده حد عارف ياخذ معاه حق ولا باطل
قالت عديله بينما رمقتها باستخفاف:
-ما هو مش شايفك ست دار بچد , خليكي ذكيه و شغلي مخك صوح مش بيجول لك اجرب طريج لجلب الراچل معدته ,يعني عندك عيسى مثلاً ما يبقاش طايج الوكل من ساعه ما فرحه بطلت هي اللي تطبخ عشان حملها
صمتت اسيف تفكر حتي أبتسمت قائله:
-يعني الاكل اللي هيقعده في البيت طب تمام نتعلم واطبخ ايه المشكله
دلفت فتاه صغيره تدعي نعمات تسال عديله قائله بهدوء:
– احضر الغدا دلوج يا ست عديله ولا استنى شويه
قبل ان تجيب عديله عليها اسرعت اسيف وقالت بابتسامة ثقه:
– استنى انتي يا نعمات انا اللي هحضر الغدا كله بنفسي النهارده و لوحدي كمان
فتحت فمها عديله باستنكار لتتحدث:
-هو انتي بتعرفي تطبخي انتي ناويه علي اجلنا النهارده ولا ايه يا مرات ابني
هزت راسها لها بعدم مبالاة وقالت بثقه:
– مش صعب يعني الطبيخ يا طنط وجوجل مخلاش حاجه وانا هعرف طرق الاكل منه ازاي.
رحلت اسيف وخلفها الفتاه نعمات باستغراب لتقول عديله متسائله بغضب:
– ويطلع مين سي چوچل ديه كومان هو انتي هتجيبي طباخ يطبخ بدالك ولا ايه
***
بعد عده ساعات طويلة واصلت فيهم اسيف الطبخ بعد معاناه طويله ورفضت ان يساعدها احد من البنات إطلاقا، دلف جلال مبتسماً وهو يغني بصوت منخفض حتي ظهرت له اسيف فجاه بشكلها الغريب و ملابسها مبعثرة بشده وبعض اثار الاطعمة عليها وشعرها الملفوف بطريقه يصعب وصفها ليصرخ جلال بهلع:
– بسم الله الرحمن الرحيم إيه اللي انتي عامله في نفسك ده هو البيت كان بيولع ولا ايه انتي كنتي بتطفي حريقه
اسيف بغضب شديد:
-لا يا خفه كنت بطبخ لي سيادتك الغداء
نظر لها ببلاهه وقال سريعا بصدمه:
– ليه كــده هي في حاجه حصلت انتي كويسه سخنه ولا حاجه , ليه يا ماما كده زهقانه ولا حاجه.. اشغلي نفسك باي حاجه غير الاكل تطبخي مره واحده
جزت علي اسنانها بغيظ متحدثه :
– تصدق انك بارد وما عندكش دم علشان انا بقالي فوق الخمس ساعات في المطبخ في عز الحر وانت تيجي تقول لي كده وتسد نفسي
قال جلال بقلق شديد:
– يعني انتي طبختي خلاص طب ربنا يستر من خسائر الارواح اللي هتحصل النهارده
بعد عده دقائق وضعت اسيف الطعام اعلي السفره وايضا البنات وضعوا الاطباق وذهبوا الي الداخل حيث جاء الجميع ليجلس لتناول الطعام ماعدا فرحه كانت نائمه فوق بغرفتها.
كانت الأطباق كشكل ومنظر رائعه، ابتسم عيسي متسائلا:
-مين اللي طبخ النهارده الوكل متزوق تزويقه عال جوي
_________________
كانت الأطباق كشكل ومنظر رائعه، ابتسم عيسي متسائلا:
-مين اللي طبخ النهارده الوكل متزوق تزويقه عال جوي
ابتسمت اسيف بفخر:
-انا
عيسي باستغراب:
-صوح طب تعبتي نفسك ليه
هزت راسها لتقول بحماس :
– ولا تعب ولا حاجه اهو تغيير المهم عاوزاكم تاكلوا بسرعه وتقولولى رايكم
ابتسم عيسي بخفه:
-من جبل ما ناكل اكيد زين كفايه تعبك فيه تسلم يدك
ابتسمت لها نادين وقالت:
– يا بنتي ده كفايه شكله يجنن
ابتسمت بتحدي لجلال الذي هز راسه بهدوء وبدا يضع الطعام الي الطبق لياكل وكانت تراقب تعابير وجهه اسيف باهتمام وضع الطعام داخل فمه وبدا يمضغ تجمد وجهه لحظه ونظرت اليه بقلق ثم بدات الابتسامه تعلي وجهه ناظر اليها بحب :
-تسلم ايدك يا حبيبتي
ابتسمت اسيف له بسعاده وحماس وبدات تضع لنفسها الاكل براحه ، قطعت نادين قطعه اللحم لتضعها داخل فمها ليمسك زين يدها هامس بحذر:
– نادين اوعى تحطي لقمه في بوقك واحده انا لسه باقي عليكي يا حبيبتي وما تنسيش انك حامل
نظرت اليه بدهشة وعدم فهم لتقول بضيق: -اوعى يا زين ايدك عيب كده خليني اتدوق الاكل واقول لها رايي
قال زين بخفوت:
– وانا باقول لك بلاش
تطلعت نادين الي الطعام بشك ثم اليه ليهز راسه زين بابتسامة مؤكداً لتترك الطعام بخوف، تحولت ملامح وجهه عيسي الي احمرار وبدأ يسعل بشدة ونظر الي جلال الذي أعطي له كوب الماء وغمز له بطرف عينه ليفهم، عقدت اسيف حاجبيها متسائلة باستغراب:
-مالك يا عيسي انت كويس
هز راسه بالايجاب ورفع الكوب الي فمه وهو يسعل بصعوبة حتي بدات ملامح وجهه تهدا وترجع الي الطبيعه
كانت عديله تاخذ ادويتها اولا حتي انتهت وبدات في الطعام ومع اول لقمه صاحت بغضب شديد: يا ساتر يا رب لا اله الا الله
نظر لها الجميع بقلق شديد ونظرت اليها اسيف لتقول بابتسامة :
– في حاجه يا طنط
اكملت صياح بصدمه قائله :
-لطفك يا رب لطفك
تساءلت اسيف بقلق شديد:
– في ايه يا طنط هو الاكل في حاجه معجبتكيش
اسرع جلال قائلا بابتسامة زائف :
– لا يا حبيبتي ده من حلاوته بس هي مصدومه
نظرت له تؤمي راسها بسعاده :
– يا ريت فرحه كانت صاحيه كانت اكلت معانا بالمره
همس عيسي قائلا:
-ديه من حظها الحلو
لتكمل اسيف بابتسامه هادئه:
– بس ما تقلقوش شلتلها نصيبها
همس مره اخري عيسي قائلا:
– اكده بجي من حظها الوحش
كتم جلال ابتسامه بصعوبة وهو يطلع منديل ورق يفرغ به الطعام بسرعه إدارات اسيف وجهها بابتسامه تضع طعام له مره ثانيه لتتفاجا به يفرغ الطعام بمنديل لتقول بغضب:
-جلال انت بتخبي ايه انا شفتك
لتقول عديله بعصبية مفرطة:
– اني اللي خلاني اتسحب من لساني واجول لك اجرب طريج لجلب الراچل معدته ديه انتي بالطريجه دي مش هيبجى فيها معده ولا يجعد معاكي ديه هيطلع على المدافن عدل ولسه بتسالي الاكل وحش ولا لاء
نظرت اليها بصدمه ثم تطلعت الي الجميع اعلي الطاوله لتلاحظ البعض لا ياكل يلعب بالطعام فقط لتفهم ان الطعام سيئ تحولت ملامح وجهها لحزن شديد علي تعبها الذي راح هدر لتقول بعبث:
-مالها اللحمة المفرومه بالبطاطس اللي انتي اكلتي منها يا طنط بس
قالت عديله بصدمه:
-هي دي لحمة أصلا ولله فكرتها عدس بجبة انتي عملتي فيها ايه يا بنتي
اجابت اسيف بتعجب قائله ببساطة:
-سلقتها
نظروا لها بدهشة الجميع وضحك عليها لتقول عديله بحده:
– سلجتيها اللحمة المفرومة مبتتعملش اكده طبعا دي لازم تتحط اكده في طاسة و يتحط عليها زيت وبصل وتوابل ومالها البطاطس عاملاها لونها اكده ليه كمان
ابتسمت اسيف تقول بحماس:
-اصلها قشرتها من النص بس وسبت الجنبين بقشرهم بذمتك يا طنط مش منظرها حلو
ضربت عديله كف علي كفه بياس هاتفه بقله حيله:
– ربنا يعينك على ما بلاك يا ابني
انفجر جلال ضاحك والجميع بهستريه لتنظر اسيف بضيق شديد ثم نهضت ليمسك جلال يدها لتنفض يده بغضب شديد وتذهب للاعلي
***
دلف جلال الى الجناح الخاص به ليجد اسيف تجلس فوق الفراش بضيق شديد واشاحت وجهها عنه ليتقدم منها اتجه الى الفراش واستلقى عليه وهو يقول بهدوء:
– حبيبتي انتي اتضايقتي ليه وطلعتي احنا كنا بنهزر ما كناش قصدي حاجه
لتقول اسيف بغضب شديد:
– يا سلام عجبك قوي الكلام وعمال تضحك انت وهما عليا تحت و والدتك عماله تتريق عليا عجبتك قوي وهي عماله تقول لك ربنا يصبرك على ما بلاك
اقترب ياخذها بين ذراعيه ويضمها اليه بحب:
-هي ما قصدتش المعنى اللي فهمتي هي بتهزر انتي قفشتي ليه مره واحده
صاحت اسيف بحده قائله بانفعال:
– لا كان قصدها وانت كمان كنت قصدك تضحك عليا
هتف جلال بصرامة:
– اسيف وطي صوتك في ايه اللي حصل لكل ده انا عمال اتكلم معاكي بهدوء رغم الموضوع مش مستاهل
تنهدت اسيف بضيق مكتوم ثم ابعدت يده ونامت وسحبت الغطاء عليها ,هز راسه بقله حيله واقترب منها يدفن راسه في عنقها من الخلف بعشق ليضع شفتيه على شريانها النابض وهو يقول بعشق شديد:
– مش قولنا مش هنام و احنا زعلانين من بعض ثاني
اجابت اسيف بحنق:
– انا مش زعلانه
مرر جلال يده بحنان في خصلات شعر اسيف وهو يضمها بتملك اكثر لداخل احضانه قائلا :
-طب عيني في عينك كده، يا حبيبتي انتي مش ملاحظة انك مكبره الموضوع طب انا اسف لو عملت حاجه ضايقتك من غير ما اقصد
التفتت اليه تنظر له بعشق وهي تبتسم بسعاده وقالت برقه :
-خلاص يا جلال مش زعلانه بجد وانا كمان اسفه عشان عليت صوتي عليك بس ما كنتش اقصد وما خذتش بالي اصلا
ابتسم جلال بشغف و وضع خصلات شعرها بحنان خلف اذنها ليقول بصبر اكتسبه من اخيه عيسي:
– خلاص احنا الاثنين مخدناش بالنا واحنا الاتنين اتاسفنا صح يا حبيبتي حليب يا لبن
ابتسمت اسيف له بسعاده علي مشاكسته لتقول:
-حليب يا قشطه
ضمها جلال اكثر اليه وهو يمرر يده بحنان في خصلاتها وهو يقول برقه:
– حبيبتي بعد كده حاولي تخلي بالك من تصرفاتك معايا وحافظي على وجهتي قدام الناس اتفقنا يا روحي
ضيقت عينيها متسائلة بعدم فهم شديد:
– يعني ايه احافظ علي وجهتك دي كمان
ابتسم بحنو وقال بلين:
– يعني قدام الناس حاجه و لما نبقى لوحدنا مع بعضينا حاجه تاني خالص ادلعي وحبي و اتخانقي معايا براحتك جوه الاوضه بس
نفخت بضيق شديد وقالت بعدم رضي :
– ايه يعني هو عيب الرجل يحب مراته قدام اهله
هز راسه برفض بهدوء ليقول بتوضيح:
– لا طبعا الحب عمره ما كان عيب ولا حرام طالما في الحلال بس احنا اتربينا وطلعنا لقينا كل حاجه ليها خصوصيه انا بحبك وبعشقك بس في اوضتنا بعيد عن عيون الناس
تنهدت اسيف بهدوء وقالت بعدم اقتناع:
– ماشي
ضمها بحمايه وتملك وقال بلوم:
-و ياريت حكايه انك تذوقي ايدي قدام اهلي تحت دي ما تتكررش ثاني اتفقنا
اخفضت اسيف راسها ببطئ واحراج لتقول باسف:
-اسفه ما اعرفش عملت كده ازاي انا عارفة ان انا ساعات ببقى دبش و عارفة اني هلكتك من يوم ما انت عرفتني بس انا بحاول اشتغل على نفسي، و فهمت انا ليه اعصابي بتفلت لما حد بيلومني او بيتهمني ان انا فاشلة
ضمها جلال اليه بحنان وهو يقول بصوت هادئ بينما يقبل اعلى راسها بعشق قائلا:
– حبيبه قلبي انتي مش فاشلة ،انتي بس مختلفة زيادة عن اللزوم ، و بدقي في كل حاجه كبيره قبل الصغيره , وانا مش باقول لك كده عشان زهقت منك ولا مش عجباني بالعكس انا بقيت احبك كده زي ما انتي بتعب اه معاكي ساعات كتير بس مش كل حاجة متعبة بتبقى حاجة وحشة في تعب كده بيبقى لذيذ و يستاهل
وكعادة تصمت امامه بابتسامة عريضة عاشقه وصامته امام حديثه المعسول كمرهم يعالج كل جرحها، ابتسمت برقه في حين مرت يده بلطف وهو يقربها منه يلتهم شفتيها بشغف لتتوه معه في بحور عشقه وحنانه.
اسـيـف.. .
كالقطة تبدو هادئه وجميله حين تلاقي اهتمام وامان ولكنها تتحول الي قطه شرسه حين تواجه صعوبه الحياه لا احد يعلم ما بها تتالم بمفردها ولكنها تظهر للجميع شراستها ولكن حين تنزع ذلك القناع التي ترتديه سوف نري ذالك الالم سوف نري روح مشتته لا تعلم اين مرسها ولكن اياتي من ينزع تلك القناع ويري روحها الممزقة ام ستظل قطه شرسه تخرج انيابها لكل من يقترب منها.
***
اقتربت دياب للداخل يرى جميله تجلس اعلي الفراش تحمل ابنها حماد نائم اعلي ركبتها وهي شارده الذهن في كل ما مر في حياتها من حزن وفرح اقترب منها بهدوء الى ان وصل اليها هتف قائلا بابتسامة:
-ايه اللى واخد عجلك
اجابته بصدق وحب تطلع فيه:
– انت طبعا
قال دياب وهو يداعب وجنتها:
– اني بچد ولا بتفكري فى حد تانى
ابتسمت جميله قائلة :
-مقدرش افكر فى غيرك انا اصلا ما حبتش غيرك فى حياتى
ابتسم هو يحاوط كتفها ويحتضنها بشدة وهمس باذنها:
– اني باحبك يا جميله ما تعرفيش يعني ايه دياب يحب ويعشج دي حاچه كبيره جوي وانتي خلاص اتحفرتي ما بين ضلوعي وبجيتي حته مني روحي بجت متعلجه بالنفس اللي بيخرج منك اني ببجى عامل كيف العيل الصغير التايه واللي ماليش نفس لاي حاچه وانتي مش جنبي ديه عشان بحبك وبعشجك يا چميله
ارتسمت ابتسامه واسعة علي ملامحها بعشق وقالت :
-بحبك
قبل جبينها بحنان قائلا بحب:
– واني كومان بحبك، فرحه لسه قايله لي على خبر فرحني جوي.. فرحه حامل يا چميله
ابتعدت عنه بعدم تصديق قائلة بسعاده:
– بجد يا حبيبتي اخيرا ربنا عوضها
ديـاب.. .
في هذه الحياة اعيش مثل الذي يعيش في السيرك يوجد حوله الكثير من البهلوانات التي يضحكون عليه ويحاولون جذبه للخوض معهم في تلك السيرك التي كل من به يضحكون علي بعضهم واظل انا واقف في المنتصف اشاهد كل ذلك واريد الصراخ ولكن لا يخرج لي صوت هل ساظل هكذا في المنتصف ام تاتي من تجذبني من ذلك السيرك لتريني نور الحياه لكن هاهي اتات الان وبين ايديه.
***
مرت الشهور علي حمل فرحه وقد عرفت انها حامل في توام كانت في سعاده غامره وقتها وحمده الله علي تلك النعمه الكبيره فقد عوضها بعد صبر طويل.
وضعت فرحه يدها على بطنها المنتفخة قليلا وكانت حاملة كوب اللبن بيدها لتجلس اعلي الاريكة وهي تتحدث مع اطفالها بابتسامه حب اقترب منها عيسي باستغراب:
– بتكلمي نفسك يا فرحه
هزت راسها برفض هاتفه بابتسامة عريضة :
– لاه بكلم ولادي بذمتك انت مصدج لحد دلوج اللي احنا فيه يا عيسي.. ابجى حامل بعد السنين دي كلاتها وكومان هخلف توأم
اقترب عيسي يحضنها بحب قائلا:
– ربنا عوضه چميل بعد صبر طويل صوح
احتضنت فرحه ذراعيه قائلة بهمس خجول:
-صوح الحمد لله ان رضاني في الاخر و منك انت بالذات يا عيسى
***
بعد تسع شهور في الصعيد أقام عيسي عقيقه أولاده الاثنين حيث ولدت فرحه توام ولدين واقام عزومه حفل كبير يذبح فيه الذبائح وقام بتوزيع الطعام علي البلد كلها من اصغر فرد الي اكبر فرد و بالتأكيد لم ينسى الفقراء والمحتاجين وكان يشرف على اعداد الوليمة بنفسه وسط دعوات اهل البلد
دلف عيسي الي الجناح الخاص به و وجد فرحه ترضع طفلها و الآخر نائم بهدوء بجانبها علي الفراش وكانت انتهت من ارضعه الثاني لتضعه جانب اخيه، علق قائلا بقلق:
– مش غلط عليكي يا فرحه ترضعي الاثنين خلينا نسال الدكتوره ممكن تديكي لبن صناعي ليهم
نظرت اليه بضيق قائله بفرحه بحزن:
– هو اني كنت أشتكيت ليك يا عيسي بس رايد تحرمني ليه من الفرحه دي اللي كنت مستنيها من سنين يبجى عندي عيل مني وامارس الامومه معاه
اقترب منها عيسي قائلا بحنان:
-مكنش جصدي يا حبيبتي بس اني كنت خايف عليكي لاتكوني بتتعبي ومش راضيه تجولي
نظرت الي اولادها الاثنين بحب وقالت بسعاده :
– احلى حاچه بالنسبه ليا تعبهم يا عيسي ياريت يتعبوني بس وما لكش صالح بيهم دول بجوا احلى حاچه في حياتي
عيسي بتذمر:
– من اولها اكده بتركنيني على الرف يا فرحه وتجولي لي ما لكش صالح اني اكده هبدا اغير من العيال دول على فكره
ضحكت فرحه بصوت منخفض تقول بعشق:
-ما اجدرش انت الاصل اني بحبك يا عيسي من اول ما وعيت على الدنيا وشفتك من اول لحظه عيني شافتك وانت ملكت جلبي باحبك وعمري ما حبيت ولا هحب غيرك
امسك عيسي ذقنها باطراف أصابعه ليرفع راسها أمامه وقال قائلا بحنان:
-بحبك يا فرحه بحبك ومن اول يوم عنيا شافتك فيه علشان اكده وعدت نفسي هتفضلي في جلبي طول العمر لحد ما في يوم تبجى كل دنيتى
***
جلست عديله متربعه الاقدام فوق الاريكة بابتسامة عريضة تعلي وجهها وهي تشاهد فرحت الجميع بأولادها مع ازواجهم فماذا سوف تتمني اكثر من ذلك تجمع اولادها حولها و الفرح والسعادة تملئ السرايا وتراها في عيونهم .
عـديـلـه.. .
العائله كالبيت وكل بيت له اعمده وعمود تلك البيت هي الام هي اساس البيت الذي يحتوينا وتجمع الابناء وتوحدهم وتزرع بهم الحب والتعاون والخير فالذلك بدون الام ينهار البيت لانها عموده وبدون العمود يسقط البيت ويصبح رمادا.
في الخارج بدا التحطيب المعروف بالافراح وظل يقفز جلال ويتحرك بخفه امام خصمه في ذلك النزال الراقص حتي بالنهاية هو من انتصر عليه بعد ان اوقع جلال العصا من خصمه ليهلل الجميع , ابتسم جلال له وهو ويدعي عيسي لساحه الرقص ليبارزوه هو الآخر
دخلت الخادمه تركض داخل السرايا بلهفة الي مجتمع السيدات وهي تهتف بفرحه :
– الحجوا سي عيسى وسي چلال بيحطبوا
هرع الجميع للمشاهده من امام البوابة والباقي من الشرفه والنوافذ المفتوحه ومعهم فرحه تحمل ابن من ابنائها والآخر كان مع عديله بالداخل لتشاهد زوجها بسعاده, وهو يتمايل بالعصا علي انغام الموسيقى الصعيدي و يحطب مع اخيه جلال وفي اخر الساحه يقف زين يبتسم عليهم .
وظلت المبارزة في ذلك النزال الراقص حتي كاد ان ينتصر عيسي بالنهاية لكن ترك جلال هو من ينتصر عليه بعد ان اوقع جلال العصا من خصمه عيسي ليهلل الجميع وتعالى الزغاريد السيدات, ابتسم جلال له وهو يمد يده اليه ليحتضنه عيسي بحب .
وبدأ المزمار الصعيدي يعزف الحانه لتتحول المباراة الي رقص في الساحه استعراض مواهب الرقص بالعصا.
اتسعت ابتسامه عيسي فورا عندما تقابلت عينه بعين فرحه وهي تحمل ابنها وهو يرقص فرمها بنظره والهه حانيه بعشق.
دخل الجميع الي السرايا بعد انتهاء السبوع واقترب عيسي يقبل رأس والدته عديله بحنان لتقول متسائلة باهتمام:
– هو مين اللي شايلاه نادين مرات زين ده هو مش ابنها عاصم كبر عن اكده
تطلع عيسي الي نادين وهي تحمل ابنتها الثالثة بحب بين ذراعيها ليقول عيسي بهدوء:
– دي مارية بنت نادين وزين اخر العنجود ليهم
عديله بحزن وضيق:
– ما بجتش اعرف احفادى جد ايه يا عيسى , بنسي عددكم كام يا ولدي
ابتسم عيسي ببساطة:
-معاكي حج ياما بجينا كثير جوي
هتفت عديله بلهفه:
-امسك الخشب الله اكبر ربنا يزيدكم كومان وكومان يا ولدي
قبل راسها بحنان قائلا بحب:
– يا رب دائما وانتي حسك معانا ياما
كانوا الاطفال يلعبون مع بعض مع مراقبتهم من اهلهم باهتمام من بعيد حتي قذفت وتين فجاه الالعاب من يدها بضيق طفولي ما ان نهضت ثم اقتربت من الجميع وجلست بجانبهم وهى متجهمة الوجه بغضب شديد , عقد زين حاجبيه قائلا متسائلا:
-مالها حبيبة بابا
اجابته وتين بضيق:
-مفيش يا بابي
قال جلال بابتسامة:
-مين بس اللى زعلك
ليقول عيسي بحنان:
– في ايه يا وتين ما تروحي تلعبي مع صالح هناك
قالت وتين بغضب شديد:
– هو اصلا مش راضي يلعبني معاه و عمال يلعب مع حياه وانا لاء
نظر الجميع ليرى صالح يحمل حياه ويلاعبها بسعاده وهي تبتسم بفرحه كانها تفهم حديثه معها عقد حاجبيه عيسي متسائلا:
= مش رايد تلعب معاها ليه يا صالح
صاح صالح من بعيد بيده بضيق شديد وقال :
-يوووه مش فاضي، اني رايد العب مع حياه بحبها جوي ولما تكبر هتجوزها .ما تجوزهالي يا عم چلال
صدم الجميع بالبداية ولكنهم ما لبثوا ان ابتسموا وهم يتطلعون لبعض حتي السيدات سمعوا حديث صالح ابتسموا عليه, اما جلال ضحك بصدمه قائلاً وهو يداعب وتين ليراضيها:
-يا ابني عيب كده انتم لسه صغيرين على الكلام ده
هز راسه بعدم اهتمام ليقول صالح باصرار:
– طب وايه يعني ما اني هكبر وبرده هتجوزها
انفجر الجميع بالضحك على حديثه وتصميمه , اما عيسي فنظر لاخواته قائلا بضحك ممزوج بغير تصديق :
– شكلها اكده هيبجى فيها بيت السلايف ثاني يا عيله الجبالي
كانت السعادة والعشق يملئ السرايا, وقد اصبح كل شيء يغمره الامان ربما الحياه ليست ظالمه بل نحن من لا نبحث عن السعادة.
– تـــمـــت بحمد الله –
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بيت السلايف)