رواية حورية بين يدي شيطان الفصل السابع عشر 17 بقلم رحمة سيد
رواية حورية بين يدي شيطان الجزء السابع عشر
رواية حورية بين يدي شيطان البارت السابع عشر
رواية حورية بين يدي شيطان الحلقة السابعة عشر
دلفت حور من الحديقة للمنزل لتجد المنزل هادئ تمامًا بلا صوت، فنظرت للخادمة التي فتحت لها الباب لتسألها بنعومة:
-هل لا يوجد سواي في المنزل؟
فأجابتها الاخرى بجدية عملية:
-لا سيدتي، السيد عاصي مع الأنسة ريهام بغرفة مكتبه في الاعلى
كزت حور على أسنانها تلقائيًا، وبدأت مخالب الغيرة تنهش ثباتها المزيف الذي تجتهد في رسمه، لتصعد بخطى شبه راكضة نحو مكتب عاصي…
ومن دون ان تطرق الباب حتى كانت تفتحه لتدخل وهي توزع انظارها بحثًا عنهم، فصُدمت عندما وجدت ريهام تحتضن عاصي وابتعدت عنه ما إن دخلت حور، اقتربت ريهام من حور تصيح فيها بعصبية مفرطة وكأنها وجدت الحُجة لتخرج الغل الدفين داخلها:
-كيف تدخلين هكذا فجأة دون ان تطرقين الباب حتى؟ هل اعتقدتي أنكِ اصبحتي سيدة هذا المنزل فعليًا؟! ولكنني أعتذر يجب ان اذكرك انكِ مجرد فصلية ذليلة في هذا المنزل…!
ومع اخر حرف لها كانت حور تصفعها بعنف صفعة دوى صوتها في الارجاء الساكنة، بجرأة لم تدري هي نفسها من أين أتتها ولكن ربما الغيرة الحارقة تفعل اكثر من هذا بكثير…!
وقبل ان تتحرك ريهام بأي رد فعل كان عاصي يقترب باتجاه حور، اغمضت حور عيناها بقهر تحاول الثبات وداخلها يخبرها أنه سيرد لها الصفعة بالتأكيد ولكن خاب ظنها عندما وجدته يضع يداه حول كتفاها يضمها له ويلومها برقة شديدة:.
-لمَ فعلتي هذا حبيبتي؟ رد فعلك كان قاسي قليلاً…!
ذٌهلت ريهام حرفيًا، لم تتوقع رد فعله البارد الذي كان خلفية واضحة وقاسية لرفضه لها!
بينما كانت حور في عالم آخر وكلمة حبيبتي تتردد بأذنها بلا توقف…
انتبهت لصراخ ريهام المجنون وهي تردف متسعة الحدقتان:
-هل هذا ما ستفعله فقط يا عاصي؟ ألن تأخذ لي حقي؟!
رفع عاصي كتفاه بقلة حيلة مصطنعة:
-ماذا افعل ريهام؟ أنتِ التي أهانتها في منتصف منزلها بكل بساطة.
ظلت ريهام تهز رأسها نافية بعدم تصديق ثم حملت حقيبتها وهي تغادر مرددة بنبرة عاصفة:
-ولكني لن اصمت على تلك الاهانة يا عاصي فلتعلم ذلك لن اصمت…
حينها شددت حور من احتضانها لعاصي بقوة شديدة وهي تشعر بكيانها كله يرقص من الفرحة…!
ترك ثامر أسيل كما هي لفترة كبيرة بحجة أنه سيتركها تتهيء نفسيًا وجسديًا لما سيحدث، ولكن على العكس كل دقيقة تمر تشعر أسيل أنها تسحب روحها المتأججة نارًا بجسدها…!
تبكي بانهيار وتلعن نفسها ألف مرة لأنها هربت من علي، فالان تأكدت أن نار علي أهون من جنة ثامر الف مرة !..
دلف ثامر بخطى بطيئة باردة وهو يقول بهدوء تام:
-كيف حالك أسولتي؟
لم ترد عليه بل انزلت رأسها ارضا وهي تتمنى أن تنشق الارض وتبتلعها افضل من الحديث معه، لتجده فجأة اقترب منها ليرفع رأسها بحركة مباغتة وهو يستطرد بتنمر:
-أنا اعد لكِ مفاجأة يجب أن تنتبهي لي جيدًا الان!
توقفت عن البكاء وهي تسأله بخوف:
-ماذا ستفعل اكثر؟
تلاعب بحاجباه بسماجة وهو يخبرها بنبرة بطيئة متمهلة:
-سأتصل بزوجك الحبيب وأخبره مكاننا ليشهد على الحدث العظيم الذي سيحدث.
إتسعت حدقتاها بفزع حقيقي ولكن رغم ذلك شيء من الاطمئنان انتشر مسيطرًا على كل خلية بها، لتهمس تلقائيًا:
-علي…
جذبها من خصلاتها بعنف يصرخ بها بانفعال:
-لا تتجرأين وتذكري أسمه امامي، سأدمره كليًا اعدك
ثم نهض بالفعل يمسك بهاتفه ليتصل على الفندق الذي كان يقيم به علي وأسيل ثم طلب منها أن يتحدث مع علي وبالفعل اجابه علي بصوت حاد:
-خيرًا؟
رد ثامر ببرود قاتل:.
-هو خيرًا بالفعل يا علي، أسيل معي، في مكانها الطبيعي وبين احضاني، ولكني أنتظرك هناك ما يجب أن تراه بعيناك
حينها سمع زمجرة علي التي كانت كزمجرة ليث حبيس:
-أين أنت أيها ال أخبرني بمكانك إن كنت تملك ولو قدر طفيف من الرجولة
-نحن ننتظرك ب ، لا تتأخر لانني لن انتظرك كثيرًا…
ثم اغلق الخط وهو ينظر لأسيل التي عادت تبكي مرة اخرى بابتسامة مستفزة…
مر بعض الوقت ولكنه قصير وبالفعل كان علي قد وصل وهو ينادي باسم أسيل، لترد أسيل بلهفة صارخة من وسط شهقاتها:
-انا هنا علي، تعالى ارجووووك
وخلال لحظات معدودة كان علي امامهم ولكن بمجرد ان دلف كان رجلان يمسكان به بإحكام بينما هو يحاول التملص من بين يداهم وهو يهدر بصراخ عالي يصم الاذن:
-أمرهم يتركوني إن كنت رجل وواجهني رجل لرجل ولكنك لا تعرف معنى الرجولة من الاساس.
بالرغم من الاحتراق الذي نشب داخل ثامر ولكنه قال بصوت اشبه لفحيح الافعى:
-اعتذر سيد علي ولكني سأكون مشغول بشيء اخر، وهذا الشيء تحديدًا سيُثبت لك أنني رجل فعليًا!
ثم اقترب من أسيل التي كانت تهز رأسها نافية بسرعة مذعورة تردد بهيسترية:
-لا لا اياك أن تقترب، لا تلمسني ابتعد اتركني.
ولكن لا حياة لمن تنادي، ثبتها على الارض جيدًا ثم بدأ يمزق ملابسها بعنف بينما هي تصرخ بأسم علي الذي كادت أن تنفجر اوردته العصبية وهو يحاول تحرير نفسه من بين يداهم و…
بعد فترة…
أرسل ظافر أحد الموظفين لمنزل ريم ليجلب ملف هام خاص بعمله قد نساه مع ريم عندما أوصلها لمنزلها، كان ذلك الرجل يكاد يصعد ولكن فجأة وجد من يكتم فاهه ويخدره فسقط ارضًا بعد أن فقد وعيه تمامًا، ليقترب رجل اخر ويحمله بكل سلاسة بينما الثاني يصعد لمنزل ريم بدلاً من الموظف الاساسي…!
بدأ يطرق باب منزل ريم بهدوء تام لتفتح له بابتسامة هادئة وهي تقول:
-أنت الموظف الذي ارسله ظافر بالتأكيد كذلك؟
اومأ الرجل مؤكدًا بخبث:
-نعم أنا هو…
-انتظر هنا دقيقة سأذهب لأجلب ذلك الملف
قالتها ريم وهي تستدير لتجلب الملف بالفعل وهي تتذكر توصيات ظافر العشر عن المحافظة على ذلك الملف وعن اهميته الكبيرة له ولشركته…
عادت ثم مدت يدها له بالملف وهي تحذره بجدية يشوبها مرح:
-تفضل ولكن كن حذر لأن ذلك الملف مهم جدًا
اومأ الرجل مؤكدًا ولمعت عيناه بنصر لم تلحظه ريم البريئة وهو يهتف:
-لا تقلقي يا سيدتي في عيناي!..
وبالفعل اخذ ذلك الملف وغادر فتنهدت ريم بارتياح ظنًا منها أنها سلمت الملف بنجاح ولكنها لم تعلم أنها تودي بمستقبل للتهلكة!..
وبعد رحيل عاصي كانت حور تجلس في المنزل بملل امام التلفاز، عيناها على التلفاز بالفعل ولكن عقلها وقلبها مشغولان ب شقيقها علي الذي على حسب ظنها لا يجيب على اتصالاتها المتكررة بالرغم من انه اخبرها بوضوح ان تتصل به إن واجهت أي مشكلة!..
استفاقت من شرودها على صوت الخادمة وهي تخبرها بنبرة هادئة:
-سيدتي هناك مَن يريدك؟
عقدت حور ما بين حاجباها وهي تسألها:
-مَن؟
رفعت الخادمة كتفاها بجهل فأومأت حور موافقة وبالفعل نهضت تسير نحو الباب فوجدت حسين الذي تراه لأول مرة…
حدقت به بتركيز وهي تسأله بتهذيب:
-تفضل يا سيد، انا هي حور ماذا تريد؟
اقترب قليلاً واخفض صوته وكأنه يخبرها بسر خطير وهو يتابع:
-أرسلني شقيقك علي يا سيدة حور ويخبرك أن تأتي معي لترينه!
للحظة داهمها الشك بعنف وهي تستطرد مستنكرة:
-ولكن لمَ لم يحدثني على الهاتف اولاً؟!
بدا وكأنه متلهف وهو يتشدق بسرعة:.
-انا لا اعلم شيء ولكن ارجوكِ سيدتي اسرعي ليس لدينا وقت
وبالفعل بكل سلامة نية خرجت مع حور بعد أن اخبرت الخادمة أنها ستعود سريعًا ولن تبتعد، ولكن يبدو أنها ستبتعد، ستبتعد كثيرًا…!
وقبل أن تخطو معه خطوة واحدة خارج بوابة المنزل كانت تقف متجمدة مكانها، والعهد الذي قطعته لعاصي يمر على عقلها كشريط للذكريات التي تُحيي او تُميت نبتة الحياه…!
بدأت تهز رأسها نافية وهي تنظر لذلك الرجل:
-لا، لا لن افعل، انتظرني هنا
ثم استدارت وكادت تذهب ولكنه اوقفها متساءلاً بحروف قلقة متوجسة من تلك الاجابة التي تنتظرها:
-إلى أين تذهبين سيدتي؟
تنهدت وهي تخبره ببراءة:.
-سأذهب لأخبر زوجي ثم اعود لك سريعًا…
لم تلحظ نظرة عيناه التي خلعت عنها ستار البراءة لتتمركز الشياطين في محوريه…!
وقبل ان تتركه حور كان يُخرج من جيب سرواله مُخدر وقطعة قماش صغيرة ثم كمم فاهها قبل ان تستطع الصراخ لتسقط حور بعد دقيقة فاقدة الوعي بين ذراعاه…
لتتسع ابتسامته الساخرة وهو يهمس جوار اذنها:
-هل تعتقدين أن دخول المرحاض كخروجه يا سيدتي!؟
ثم حملها بين ذراعيه برشاقة ليغادر حاملاً اياها وهو ينظر حوله يمينًا ويسارًا خوفًا من عودة حارس المنزل وبدقائق معدودة كان يضعها في احدى السيارات لينطلق السائق بهما الى مكان مجهول…
بعد فترة عادت والدة عاصي إلى المنزل تنظر هنا وهناك بحثًا عن حور ولكن لم تجدها فنادت الخادمة التي أتت بسرعة لتسألها مستفسرة:
-أين السيدة حور؟
عقدت فاطمة ما بين حاجبيها ثم رددت مستنكرة:.
-كيف!؟ أنا رأيتها عندما خرجت مع احدهم واخبرتني أنها لن تتأخر، وذهبت أنا للمطبخ واعتقدت انها عادت لا ادري اين هي تحديدًا!؟
إتسعت حدقتاها بقلق وهي تحدق بها، فر السكون هاربًا، وبقي الثبات خاضعًا لسطوة التوتر رغمًا عنها، لتقول بسرعة وهي تسير باحثة عنها:
-ابحثي عنها معي بسرعة، واسألي الحارس إن كان رآها، هيا بسرعة يا فاطمة.
وبالفعل ركضت فاطمة تفعل كما امرتها، لم تستطع سوى أن تظهر قلقها وذعرها الذي سيطر على خلفية روحها المعهودة بالصلابة، بالرغم من عدم حبها لحور ولكن تبقى الفطرة هي مكنون الفعل ورد الفعل…
إلى أن ذهبت للحارس الذي اجابها بجدية:
-لم ارها سيدتي اطلاقًا…
زمجرت فيه بانفعال:
-بالتأكيد لم تخرج بطائرة، مؤكد خرجت من تلك البوابة اللعينة وأين كنت أنت؟
ابتلع ريقه وهو يجيب بتلعثم:.
-لقد آآ كنت أشتري بعض احتياجات فاطمة للمطبخ كما طلبت مني، وعندما عدت لم يكن هناك شيء مُريب..!
سارت بسرعة وهي تضرب الحائط بانفعال صارخة:
-اللعنة عليك وعلى ارتيابك، ماذا افعل الان اين ذهبتي يا حور، كيف سأخبر عاصي كيف؟!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حورية بين يدي شيطان)