روايات

رواية الخياط الفصل السادس 6 بقلم شروق عمرو

موقع كتابك في سطور

رواية الخياط الفصل السادس 6 بقلم شروق عمرو

رواية الخياط الجزء السادس

رواية الخياط البارت السادس

الخياط
الخياط

رواية الخياط الحلقة السادسة

.. ــــــــــــــــــــــــــــــــ
”تنام لتقتل شيئًا فيك،لتختبر لذة أن تأرق، أن يعذبك الأرق ، أن لا تقدر على النوم ،وأن تستيقظ متعبًا كمن يجد مخرجًا سريًا او نافذة في حائط،كمن يجلس بعد سير طويل.“-
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
عقارب الساعة تتسابق، من سينهى اليوم أسرع.. من يزيل عتمة الليل ومن يزيل ملل الصباح، يُقال ان بالصباح يفرز هرومون يحث الجسد على النشاط لتأدية جميع المهام.. والليل للسكينة والراحة والنوم، ولكن هناك من يتناقض مع طبيعة عمل الحياة.. وهناك من يسير كما تشير اليه الحياه.
انفض التجمع داخل احد المراكز التعلمية بعد انتهاء الحصة الدراسية لذلك المعلم، ليردف ” إيهاب ” صديق يحيي
_” انت هتحضر حصة الكمياء ولا اية ياسطا؟! ”
زفر “يحيي” بملل
_” هعمل اية يعنى، أمى خنقانى اوى عشان الامتحانات ”
ليقول ” إيهاب ” بحماس
_” طب تعالى نغير جو، نروح السايبر ”
هز ” يحيى ” رأسه باعتراض
_” لا يا عم انا هروح عشان ماعملش حوار مع امى، وكمان ” يونس” لو عرف انى لسة بكت من الدرس ممكن ينفحني “

ظل ” إيهاب ” على وسواسه
_” يابنى ده حصة مستر عواد مش مهمة يعنى.. وكمان الشلة كلها هناك فى السايبر هنروح نروق على نفسنا و محدش من اخواتك هيعرف بقى خليك جدع ”
1
نظر له ” يحيي ” بتفكير
_” مش عارف ”
_” اخلص بقى يا ” يحيي ” اخلص هى ساعة وهنخلص.. ”
تنفس ” يحيى ” مستسلما لوسواسه
” ماشى يلا، انا عارف انا مش هروح فى داهية غير بسببك.. ”
2
ابتسم “إيهاب” سريعا لنجاح افكاره ليغادروا من المركز التعليميى سريعا
.. §~~~~~~~~~~~~§
خلع ” يوسف ” خوذة الامان من أعلى رأسه وهو يضعها على المكتب الخاص به..
يردف الى أخيه الذى جاء مؤخرا اليه ” اية يا بنى فى اية؟! ”
اجاب يونس بنبرة خالية من التعابير ” أبوك خارج بعد اسبوع ”
نظر له يوسف نظرة مطولة ليأتى بعدها برده ” والمفروض؟ ”
نظر له يونس مستفهما ليقول يوسف بسخرية لاذعة ” بتبص لي كدة لية يا يونس، اية عايزينى اروح استقبله من السجن واقابله بالاحضان..؟ ”
بلل يونس شفتيه ليقول ” مقولتش كدة، وبعدين هو لسة ابوك.. ابوك تعب واتهد يا يوسف انت ما شوفتش شكله هو مابتمناش اكتر من انكم تسامحوا ”
قالها يوسف بنبرة قوية ” لا يا يونس.. لو انت هتسامح فى حقك انا مش هسامح ولا انا ولا امك ولا اخواتك.. “

نظر له يونس صامتا ليكمل يوسف مستنكرا ” انت نسيت يا يونس، نسيت لما اتمرمطنا انا وانت وامك اخواتك ، بعد ما اتسجن وخالك اللى ذلنا ومرضيش يدى امك حقها عشان ابوك اتسجن.. نسيت جابر عايرنا قد اية ومكنش راضى يخلينا نكمل تعليم بسبب ان ابونا حرامى واكيد مش هيطلع غير حرامية زيه.. نسيت اللى جابر عمله فيا انا وانت لما كنا بنروح نقعد عنده.. ، لو انت نسيت فانا عمرى ما هنسي يا يونس ان الراجل ده كان السبب انى اعيش اسوء ماضى فى حياتي.. ”
زفر يونس بعمق فهو لم ولن ينس كل هذا ولكن هو يريد ابيه فقط.. فا كل الاذى الذى تعرضا اليه سويا كان من ” جابر ” فقط وهو يدرى جديا ما سيفعله بجابر ولكن بعض الصبر..
تحدث يونس ببرود ” ابوك خارج يا يوسف بعد اسبوع وهيجي يعيش فى شقتي، مش هيجي العمارة عندنا.. انا هقول لزكريا ويحيي لما يطلع ان شاءلله، لو انت حابب تيجي انت اكيد هتبقى عارف العنوان.. ”
رمش تلقائيا ” صح انا هبدأ تجديدات فى الكافية لو عايز تيجى تبص عليه عشان تشوف محتاج اية انا حابب جدا ”
ابتلع يوسف لعابه ليسأل بشك ” الكافية ده نظامه اية يا يونس ”
ابتسم يونس ليقول ” فى السليم يا يوسف.. فى السليم متخافش ”
بادله يوسف البسمة ليقول ” هاجى يا يونس، حاضر ”
نهض يونس وكاد ان يودعه ولكن اردف يوسف ” متنساش العزومة بتاعة بكرة .. قراءة فاتحة اميرة بنت عمك عامر، وعمك جامع العيلة كلها عشان يعرفنا على العريس . ”
امتعضت ملامح يونس سريعا بغرابة ” عريس اميرة؟! هى اميرة هتتخطب ”
ارتسمت رسمة ساخرة على شفتى يوسف من رد فعل يونس ” اه وفقت على العريس اللى متقدملها . ”
نظر له يونس مستفهما ” مين اللى قالك؟! ”
_” زكريا ”
اتسعت اعين يونس ” زكريا؟! هو سلم ولا اية ”
ليجيب يوسف ” ياعم مانا قولتلك اخوك مش واخد الموضوع جد.. خليه هو حر بس ميرجعش يعيط فى الاخر.. ”
وضع يده فى جيب بنطاله ليتسأل ” وانت عامل اية مع خطيبتك ؟ ”
مسح يوسف وجهه بضيق ” زهقت والله يا بنى زهقت فرق الطبقات مقرف، مش عارف فرق طبقات ولا فرق سن بس هى تقريبا عندها عرق مطرقع وانا مش بحب التنطيط.. ”
3
ليقول بلامبالاة ” طب ما تفكس للخطوبة دى اية اللى جابرك ”
تحدث يوسف ” بحاول اديها فرضة وما اظلمهاش وبقول يمكن انا اللى غلط.. ”
هز رأسه ليقول ” طيب انا همشى ”
تسأل يوسف ” مروح؟ ”
نفى يونس ” لا هاعدى على الكافية اشوف الدنيا ماشية ازاى.. وبعدين هخرح مع بدر شوية ”
أمأ له يوسف سريعا” انا هخلص شوية فى المشروع وبعدين هروح.. ”
ودعه يونس قبل ان يغادر هابطا الى سيارته..
.. §~~~~~~~~~~~~§
انطلق اخر خيط الشمس معلنا المغيب بينما يجلس زكريا فى غرفته، على فراشه بضيق كسا على ملامحه الضيق والسخط فهو منذ ان عاد من المستشفي أمس وهو مازال قعيد بفراشه ممددا قدمه على الفراش
جالت عينيه بين جبيرة قدمه والى باب الغرفة..
اندفع يحيى الى الغرفة سريعا ليقول ممسكا حاملا حاسوبه المحمول ” اللاب بتاع يوسف اهو محمل عليه فيلم iron man, docter strange, thor, spider man. التلات اجزاء عيش حياتك يا برو.. ”
امتعض وجهه ليقول ” هات الماتش الاول بس ، وخلى الافلام للسهرة بليل.. ”
تسأل يحيى ” مين يبلعب دلوقتي ”
اجاب زكريا بصوت خالى من الحماس عكس كل مرة يتحدث بها عن تلك المباريات ” الكلاسيكو ،.. برشلونة و الريال ”
نظر له بغرابة ” الكلاسيكو؟!!.. بتهزر ده انت قبل الماتش ده بتعمل هيصة.. ده انا مبعرفش ميعاد الماتشات دى غير منك.. ”
زفر بضيق ” يحيى، اخلص هات الماتش يإما اطفى النور واطلع برة وسيبتى اتخمد ”
_” خلاص ياسطا حاضر ماتزقش بس ”
اتجهه يحيى ليفتح تلك البث المباشر الخاص بالمباراة.. ثم جاور زكريا فى الفراش حتى يتابع معه المباراة مستعينا ببعض من المسليات ومشروبات غازية..
اما عن زكريا كان شارد الذهن، مشتت غير واعِ تذكر مساء البارحة حين جاء جميع من بالمنزل للاطمئنان عليه..
جميعهم حضر عدا هي، لم تأت
لم يصدق حتي انها لم ترسل اليه اى رسالة نصية تطمئن عليه او مكالمة هاتفية
وما زاده فوق همه هما ذلك التجمع غدا.. لماذا؟! ولكن استطاعت اصابته ان تنفده من تلك الموقف
فهو غير مستعد تماما ان يشاهد ” العريس واهله ” جالسين مع عائلته ليستعدوا الى النسب الجديد من عمه بابنته أميرة..
فاق من شروده على صوت يحيى المنزعج ” يخربيتك يا كورتوا ازاى تدخل فيك دى.. ”
1
دقق النظر الى نتجة المباراة ليجدها خسارة فريقه ” الريال مدريد ” بفارق هدف لصالح ” برشلونة ”
اجاب زكريا على مضض ” اقفل يا يحيى.. الماتش مقرف ”
نظر له يحيى متعجبا ” اية يازيكو ده الريال يعنى ملك الريمونتادا.. هو انا هعرفك ”
لوى فمه ليقول ” راحت علينا الماتش ده.. ”
قالها من ثم اعتدل على فراشه ليخلد الى مستنقع افكاره التى لا تنتهى، واذا انتهت تصفر الى النوم..
.. §~~~~~~~~~~~~§
2
هبط يونس من السيارة بعد ان صفها، نظر الى بدر ليقول ” هو مش انا قولتلك طول مانت معايا متتهبش تشرب الزفت ده.. ”
نظر له بدر بملل ” يونس، ماتبوظليش الدنيا انت ماتعرفش انا صارف ومكلف قد اية عشان اوصل للدماغ دى.. ”
اتجهه يونس نحو تلك الملهى الليلى يتبعه بدر الشبة ثمل..
اتجه يونس نحو الطاولة الى تجلس بها أشجان التى سارعت بوصلة ترحيب به..
1
” اية يا يونس فين وفين.. كدة اوعى تكون امك اللى موصياك متجيش تشقر عليا يالا. ”
لوى فمه ساخرا ” امم، خايفة عليا لتخلينى انحرف ”
همس بدر اليه ” بقولك اية انا قايم القط رزقى ”
ليجيبه يونس بجمود ” لو شربت انا مش هعبرك يا بدر ”
انهى كلماته ليعقب بدر ” اخوك شديد ويستحمل ”
ثم تركه وغادر بينما تساءل يونس ” اومال فين ابنك الحيلة؟ ”
نظرت أشجان حولها ” مش عارفة هتلاقيه هنا ولا هنا.. ، ابوك خارج امتى؟ ”
اجاب يونس بدون النظر اليها ومازال يجوب بعينه فى صالة الملهى ” بعد اسبوع ”
هزت اشجان رأسها لتقول مبتسمة بمكر ” اناديلك البت سوسن يا يونس ”
نظر له ثم اطلق زفير وهو يخرج ورقة صغيرة ” ابقى هاتى ابنك وتعالى حفلة افتتاح الكافية بتاعي يا اشجان.. ”
امسكت الورقة بابتسامة ” الف مبروك يا بن الغالى.. ”
لم يجيبها ليستقيم كألاسد الذى لمح فريسته على بعد امتار..
تقدم من تلك الطاولة التى يجلس بها ” چيسيكا ” و ” أيمن ” بعد ان اقتحم خلوتها..
نظر ايمن الى يونس الذى سحب المقعد قبل ان يقول ” قوم يا حبيبى، امك بتنادى عليك ”
حولت چيسيكا نظراتها نحوهما على شفتيها شبح ابتسامة
لتجد أيمن يجيب بغضب مشتعل ” انت عبيط يا بنى انت ؟ ”
ضحك يونس وهو يقول موجهها حديثه لچيسيكا ” الواد ده اسمه ايمن بس انا عمرى ما شوفت شمال غيره ، امه بقى تبقى اشجان الرقاصة ، اهى هتقوم ترقص اهى ”
ثم نظر تجاه ايمن ” هى نمرتها امتى ، يا أيمن ؟! ”
اشتغل ايمن من الغيظ ليرفع ذراعه وكاد يسدد له لكمة ليمسك يونس يده سريعا قائلا ” تؤ تؤ، مش كدة يا أيمن ، مش كدة يا روح امك ”
عقب أن انهى جملته كان ليضربه بقوة فى وجهه لتصرخ اشجان وهى تتجه نحوه وهى تشاهد يونس الذى انقض على ايمن يضربه بقوة ” عشان خاطري يايونس ما سيبه ، ابوس ايدك سيبه ”
توقف يونس عن ضربه ليقول مهددا ” ده عشان وقفتك قدام بيتى النهاردة ، ومن غير حلفان يا أيمن لو لمحتك جنب بيتى او جنب حد من طرفي هخلي امك ترقص علي جنازتك.. ببدلة رقص سودا ، ماشى يا روح امك ” .
نهض أيمن يقول متوعدا ” هتشوف يا يونس انا هعمل فيك اية أنا هنهيك ، ورحمة ابويا لاهنهيك “.
سحبته والدته الى الداخل سريعا حتى تبعده عن يونس .
مسح يونس على مقدمة قميصه ” القميص الابيض اتعفر ”
نظرت له چيسيكا بكبريا ترسم بسمة على شفتيها ” مكنش ليها لازمة النمرة دى، مش لازم تبذل مجهود عشان تعجبنى انت كدة كدة عاجبنى أصلا ”
رفع حاجبيه ليقول بثقة ” هو أنا فعلا اعجب ، وجدا كمان بس ياخسارة انت مش ال type المضل ليا ”
خفضت ساقها لتقول ” نعم؟! ”
كررها ” انتِ مش النوع المفضل ليا ”
ثم حمحم بخفوت وهو ينهض من الطاولة ، يسير ببرود تاركا تلك النار التى اشتعلت بها عقب كلماته الاخيرة.
ومن ثم الى خارج الملهى كله بعد ان اخبره بدر انه سيبقى.
.. §~~~~~~~~~~~~§
دلف يونس الى الشقة بهدوء حين وجد البرهة فارغة والاضاءات مغلقة بالاضافة الى صوت المذياع مشتعل بصوت القرأن..
استشعر رائحة الخمر بثيابه.. ليتجه نحو الحمام حتى يغتسل..
..
كان يحيى قد خلد الى النوم.. اما عن زكريا فظل جالسا مكانه عابس الوجهه غاضب.. يشعر بألم يشع من الجزء الايسر من صفحة صدره.. ألم يشع برجفة
انتبه نحو الباب الذى فُتح دون سبق انذار. ” انت لسة صاحي؟! ”
ليقول زكريا ” اه خش يا يونس ”
قضب يونس حاجبيه متسائلا ” اشمعنا يونس؟ ”
ليفسر زكريا ” عشان يوسف قبل ما بيدخل الاوضة بيخبط.. محدش بيقتحم علينا كدة غيرك ”
2
ابتسم ” امم ده انتم معبين منى جامد ”
جامله زكريا ببسمة خافته..
تساءل يونس ” صاحى لغاية الساعة 6 الصبح لية، بتحب ولا اية؟ ”
نفي ” نايم طول النهار، عامل زى الست الوالدة ”
ليقول يونس ” مش انت اللى عملت فى نفسك كدة.. ولا حد فينا راح كسرلك رجلك”
صمت زكريا عن الحديث ليقول يونس ” قولتلك يا زكريا، انا قولتلك خد الموضوع جد شوية وانت ما سمعتش كلامي ”
_” هى اللى استغنت.. وقالتلى انها هتوافق ”
ليتساءل يونس ” وانت قولتلها اية؟ ”
اردف زكريا ” قولتلها براحتك، والف مبروك ”
نظر له يونس ساخرا ” بس كدة.. مادتيهاش نقطة الفرح ”
تأفف زكريا ” يونس انا تعبان خلقة ، حل عني ”
_” ولا، اتكلم عدل.. وبعدين كنت عايزها تقولك اية.. هستناك يا زكريا بس تخلص الحجز الخماسى… ولا اية.. وكمان انت لسة عندك جيش ”
مط شفتيه ” هاخد اعفا ”
ليقول يونس ” ده عندها، اعفا مين يا ابو اعفا.. وبعدين هو انت شغال او عندك شقة او اى حاجة تدل انك تستأمن عليها… ”
نظر له بحزن ليكمل يونس ” بص يا زكريا لو ليك نصيب هتبقى ليك.. بس اسعى عشان حتى لو ليك نصيب ومعاكش ما يؤهلك الجواز مش هطول ضافرها.. ”
نهض يونس لينظر على قدمه المجبرة ” مين ماضيلك يالا ”
اجاب زكريا ” يحيى.. ”
اخذ يونس القلم يفتحه بواسطة اسنانه وهو يوقع ب ” يونس الخياط ” على تلك الجبيرة البيضاء..
ليبتسم له زكريا حين قال ” نام بقى، يلا ”
تركه وغادر الغرفة..
جلس على الاريكة القابعة ببرهة الشقة يفتح هاتفه..
مط شفتيه بضيق وهو يشاهد تلك المنشور التى وضعته على حسابها مرفق بصور عديدة منها جوار احد صديقتها واخرى وحدها ولكن تلك الصورة التى تقف بها جوار احد الشباب..
مبتسمة وهو ايضا،
عبس ليعلق عليها ساخرا ” صورة بايخة ورزلة جدا ”
اغلق الهاتف بعد ان ارسل تعليقه الوقح وهو يتمدد على الاريكة ليخلد الى نومه
10
.. §~~~~~~~~~~~~§
صوت زقزقة العصافير صباح يعتبر اكتر صوت مزعج، يقلق النائم ويوقظه ولكن تراجعت تلك الزقزقة الى المرتبة الثانية فى الازعاج بعد ان جاءت ” ليان ” ابنة رضوى..
فابرغم انها تركت بيت ابيها منذ يومين الا انها جاءت اليوم لتحضر تلك المناسبة لشقيقتها الوسطى..
زمجرت مريم بقسوة وهى تمسك بابنة شقيقتها التى تحاول وضع القلم فى بؤبؤ عينها ” يابت لمي نفسك واتهدى بقى انا همدت ، هتخزقيلى عينى يا حبيبتى ”
صاحت أميرة بضيق ” يا مريم بصى معايا، انا مش عارفة اللى انا بعمله ده صح ولا اية، انا خايفة اوى ”
دفعت مريم ” ليان ” بعيد عنها وهى تجاهد للتتحدث بعيدا عن مشكاسة تلك الصغيرة ” صح يا أميرة صح وعين العقل.. وبعدين جربي حظك مش يمكن تحبِ بشّار ”
نفت أميرة بقسوة ” احب بشّار اية انتِ كمان.. ، قومى قومى اطلعى برة خلينى اغير.. ”
استقامت لتقول قبل ان تغادر الغرفة ” انا قايمة ياختى اشوف امك.. زمانها بتشتم عشان سايبنها لوحدها وفيروز و عمتك هما اللى معاها.. ”
خرجت مريم سريعا تاركة أميرة لتشتتها و قلقها.. لتنظر نحو تلك الطفلة التى لا تُطاق تجدها تبعث بأدوات مستحضراتها التجميلية..
لتنهض على الفور بفزع ” يخربيتك انتِ بتنيلى اية ”
اجابت ليان ” بحط روچ ”
أخذت منها احمر الشفاه الذى دُمر تقول ” اقول اية عليك يا رضوي انتِ وبنتك.. اطلعى برة يا بت، اطلعى برة ”
1
صرخت ليان بقوة وهى تنادى ب ” ماما ”
جاءت رضوى لتقول غاضبة ” يعنى مش عارفين تستحملونى ولا انا ولا بنتي يا ماما.. ”
لتقول أميرة بضيق ” رضوى خدى بنتك وابعدوا عنى.. ”
لتقول رضوى متوعدة ” ماشى انا مش قاعدة ليكوا فيها.. انا هطلع لسلوى مرات عمى ”
ثم قالت ” تعالى يا ليان نطلع نشوف عمو زكريا.. ”
قفزت ليان سريعا تسير خلف والدتها..
لتزفر أميرة بضيق وهى تذهب للحمام حتى تبدأ للاستعداد الى حدثها المنتظر..
.. §~~~~~~~~~~~~§
قبل ذلك بدقائق..
كانت سلوي تقف مرتدية جلباب بيتى مريح بالاضافة الى خمارها الطويل..
خرجت من الغرفة .. لتجد ” يونس ” نائم على الاريكة..
عقدت حاجبيها متعجبه، تتقدم لايقاظه
فتح عينيه بنعاس ليقول ” فى اية يا ماما..؟ ”
تسألت ” نايم هنا لية ”
رد وهو يفرك عينه ” مش فاكر ”
نظرت له بحدة تقول ” يونس انت مفكر انى هفضل نايمة على ودانى كتير ومش هعرف اللى انت عملته ”
امتعضت حاجبيه دهشة وهو يجدها تكمل ” مش هعرف انك اترفدت من شغلك ، عشان ضربت مديرك وعملك محضر فى القسم ”
بسط عضلات وجهه ليقول ” يوسف ابنك ولا أنهي مُرشد في عيالك اللى قالك ”
لتقول ” ملكش دعوة بمين اللى قالي، المهم ان الكلام صح ”
ليردف ” اه صح ، وانا مش عايز اشتغل تانى ”
لتقول غاضبة ” لا والله، وهتصرف على نفسك منين بقى ان شاءلله ، اية هتسرق ولا اية ”
اتسعت حدقتيه يمثل الصدمة ” هسرق؟!، بعد 27 سنة وانا معاكِ جاية تقوليلى انى هسرق، لا لا لا مكنتش متوقع خالص يا ماما ”
7
لكزته بخفة ” لا يا يونس اصلها چينات يا حبيبى ، وانت ابوك عاشرته عمرى كله وفى الاخر عمل اللى عمله. ”
رفع حاجبه ليقول ” عمل اية يا سلوى ، الراجل كان مُبهر و مكنش فيه عيب ده كفاية انك معرفتيش تقفسيه غير لما خانك ”
لتقول سلوى ” كان بيأكلنا حرام يا يونس ، بيصرف على عياله بالحرام ، واحنا بنتشعبط فى رضا ربنا هو كان بيأكلنا حرام لا وزود عملته وراح يلوف على الرقاصة اللى اسمها ”
رمقت الخلاء وهي تحاول تذكر الأسم تجده يكمل بهدوء ” اشجان ”
لتكمل ” اه اشجان..
صمت فجأه لتنظر له بريبة قبل أن تستفسر ” انت عرفت اسمها منين ؟ ”
نظر لها مبتسما استفزاز ” مش في مقام مرات ابويا اية مش عايزانى أصل الرحم ولا اية. ”
_ صلة رحم ، وانت ما شاء الله بتصل رحمك أوي ، ده انت خالك مش بتشوفه غير لما تهزقه يا مهزق .
سبته بغيظ شديد قبل أن يقول :
_ نفسي تشوفي جابر على حقيقته بقى وكفاية نظرة الملاك اللي انتِ مصدراه لينا عنه دي .
استقامت ناهضة من مكانها تهرب من هذا الحديث تقول ” انا هقوم يا يونس عشان مرارتى مش ناقصة ، وابقى ارجع الشغل يا حبيبى ارجع الشغل مش ناقصة عواطلية ”
تركته ليستقيم مرة اخرى على الاريكة يقول ” رايحة فين على الصبح كدة؟ ”
لتقول سلوي ” هنزل لكوثر اساعدها فى اى حاجة ”
كانت تغادر حتي صُدفت برضوي وابنتها لتقول ” ازيك يا رضوى”
صافحتها رضوى لتقول ” الحمدلله يا مرات عمي.. اية رايحة فين ”
لتقول سلوى ” نازلة لأمك اهو ”
لتقول رضوى ” ماشى، هو زكريا صاحي؟ ”
ضمت سلوى شفتيها ” لا والله نايم.. اخلى يونس يصحيه.. ”
نظرت لها مضيقة عينها ” هو يونس جوا؟ ”
هزت رأسها ” اه جوا ”
لتقول رضوى متراجعة ” طيب خلاص ابقى اجى لما يصحي بقى.. ”
6
” لية كدة يونس..
قاطعتها سريعا بابتسامة مهزوزة ” لا خلاص.. بعدين بقى، وألف سلامة عليه يا طنط.. يلا يا ليان ”
4
غادرت سريعا من امامها بين نظرات سلوى المتعجبة..
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
.
دقت الساعة السابعة مساءا فى وسط ساد اجواء الترقب والتوتر من جانب ” أميرة ”
والفرحة من جانب والدتها ” كوثر ” والانكسار فى قلب ” زكريا ”
نظر زكريا الى اخيه الصغير الذى يقوم بهندمة ملابسه ليقول ” هو انت رايح فرح اختك يالا ”
اردف يحيى ” ايوا ياسطا ماهى زى اختى فيها اية يعنى مش معنى انها حلقتلك انى مشرفهاش قدام عيلتها ميصحش برضو.. ”
زفر زكريا بضيق يقذفه بما امامه قائلا ” غور من هنا.. غور ”
ضحك يحيى ليقول ” خلاص يا عم متقفش.. مش معنى انها سابت نيش امها بما فيه من صينى و ازاز واختارت تكسر قلبك انت يبقى احنا مانقفش جنبها.. ”
4
رمي بكلماته وهو يغادر قبل هجوم زكريا بالسباب عليه..
اما فى تلك الحفل
بدأ عامر بتعريف ابناء أخيه على أهل ” بشّار” فى ابتسامة .
جلس يوسف جوار عمه ليجد هاتفه يدق برقم خطيبته ” ناريمان ”
استأذن مبتسما ليغادر حتى يستطيع الرد ” أيوا يا ناريمان ”
_ ” يوسف، انا عمالالك مفاجأة، انا تحت البيت ”
امتعض وجه يوسف ” تحت البيت؟ ”
اردفت ناريمان ” ايوا يا بيبي، انزل طلعنى بقى ”
اغلق الهاتف بعد ان ردد ” طيب، طيب انا نازل ”
نهض يونس بعد ان شعر بالضيق فى تلك الجلسات العائلية اتجه بعيدا حتى يشعل سيجار ويخلو بنفسه قليلا..
جاءت بخطواتها الخفيفة نحوه
التفت تجاهها ليجدها تردف ” اية الكومنت السخيف اللى انت كتبته ده ”
قال بعد ان دهس سيجارته بنبرة باردة دون ان ينظر لها ” نفس مستوى سخافة الصورة واللى فيها.. ”
ليكمل ” انتِ جاية مخصوص عشان تقوليلى كدة ”
عقدت زراعيها امام صدرها ” لا طنط عزمتنى، فى عندك مشكلة ”
قال ببرود ” لا ”
استفزها برده لتقول ” لو عملت كومنتات سخيفة كدة تانى هعملك بلوك يا يونس ”
هز كتفه بلا مبالة ” اعملى ”
كانت ستغادر حتى قال ” افتتاح الكافية بتاعى بعد. اسبوع ابقى هاتي جابر معاكِ ”
21
رفعت حاجبها باعتراض ” مش جاية “.
قالتها وغادرت..
2
.. §~~~~~~~~~~~~§
كانوا يقفون ببرهة البناية حتى يودعوا ضيوفهم..
1
امتعضت ملامحه حين وجد سيارة الشرطة تصطف امام البناية..
خرج الظابط ومعه عساكره يقفون امامه حين اردف” فين يونس حسن الخياط؟ ”
اشار على ذاته يجيب ” نعم ”
” انت مقبوض عليك بتهمة قتل صبحي عبد الواحد “..
5
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الخياط)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى