رواية بيت السلايف الفصل الثلاثون 30 بقلم خديجة السيد
رواية بيت السلايف الجزء الثلاثون
رواية بيت السلايف البارت الثلاثون
رواية بيت السلايف الحلقة الثلاثون
ركضت اسيف سريعا وسط ضحكتها قائله بنهج:
-يا ماما حد يلحقني
ركض جلال خلفها بغضب مصطنع:
-تعالي هنا والله ما انا سايبك بقى كده راحه تحرضى ماما عليا و تخليها تقرصني من وداني ماشي يا بنت السيوفي
وقفت تضحك رغما عنها وهى تومئ براسها حتي امسك بها فاحتضنها جلال ورفعها عن الارض قليلا وهو يدور بها قائلا:
– كده تعملي فيا كده
ابتسمت اسيف له وقالت:
– في ايه يا جلال مالك قافش كده ليه انا كنت بهزر معاك
هز راسه برفض قائلا بعناد :
– برده مش هاسيبك
استمعت الي صوت بكاء ابنتها الصغيرة لتقول بابتسامة انتصار:
– اوعى كده بنتك صحيت خليني اروح اشوفها
انزلها جلال ارضا قائلا بغيظ:
– ماشي روحي ليها، بنتك انقذتك مني حسابك معايا بعدين
ذهبت تحمل حياه من فراشها الصغير الذى كان بغرفتهم حملتها بين ذراعيها تضمها الى صدرها بحنان وهى تتمتم له كلمات مهدئه
شعرت بذراعى جلال تحاوطها من الخلف جاذبا اياها حتى اصبحت تستند بظهرها الى صدره مستكينه بحضنه مقبلا كتفها بحنان وهمست بصوت حنونه:
-مش عارفه ده انا لو بقعد قدامك ليله ونهارا مش هجيب حياه نسخه منك بالمنظر ده
قال جلال وهو ينحنى عليها متناولا شفتيها فى قبله خاطفه قائلا بخبث:
– علشان بتحبينى وبتموتي فيا، اكده من هنا ورايح مش هتقدري تنكري حبك ليا
هزت اسيف راسها وهى تتامله بشغف:
– وانا هنكر لي انا وقعت خلاص في حبك ودلوقتي انا بحبك و بعشقك وانت روحي وعقلي وحياتي كلها
ابتسم جلال بعشق يحتضنها وهي تحمل ابنتها الصغيرة النائمه براحه وضمهم اليه بحمايه
***
بعد اسبوع رحل زين ونادين وفي المساء دخل عيسي لتبتسم فرحه بسعاده لكن تلاشت ابتسامتها عندما ظهرت خلفه فتاه شابه ترتدي فستان قصيره لونه احمر فوق الركبة حمحم عيسي قائلا بصوت اجش:
– احم سلام عليكم
اجابت اسيف بتعجب وهي تنظر الى الفتاه باستغراب وجانبها فرحه تشتعل بغضب شديد وغيره حين قال عيسي بهدوء:
– دي ست مروه كانت چايه فسحه اهنه بس عربيتها عطلت في الطريج واني شفتها بالصدفه واخذتها اوصلها عجبال ما تصلح عربيتها
تابع حديثه قائلا بجدية:
-ادخلي اجعدي مع الحريم لحد ما الغفير يصلح عربيتك
أبتسمت له مروة باتساع وهي تشاور بيدها اليه وهو يذهب فتحت فرحه فمها بصدمه لتتقدم مروه وتجلس جانبهم قائله بابتسامة :
– هاي انا مروه
ابتسمت فرحه لها ابتسامه صفراء:
– هاي عليكي يا اختي واني مرات المحروس اللي لسه ماشي وكنتي بتقولي لي باي بايدك
قالت مروه بسعاده:
– واو يا طنط انتي مرات عيسي ده جنتل مان اوي بجد يا بختك بيه
فرحه بغضب شديد:
– البنت دي بتجول ايه هي بتشتمني واني مش واخذه بالي ولا ايه
كتمت اسيف ضحكتها بصعوبة قائله:
– بتشتمك بس ايه يا فرحه دي بتقول لك ان عيسى راجل
رفعت حاجبيها متسائلة باستهزاء:
– شوف ازاي واحنا اللي كنا فاكرين جنس ثالث وانتي لسه خابره دلوج انه هو راچل
عقدت مروه حاجبيها بدهشة متسائلة بعدم فهم: سوري يا طنط بس مش بفهم اوي اللغه الصعيديه تقصدي ايه بكلامك
صاحت فرحه بعصبية مفرطة:
– ايه طنط اللي ماسكها لي دي من ساعه ما دخلتي انتي عندك كام سنه يا اختي عشان تجولي لي يا طنط ديه انتي شكلك اكبر مني بس لولا عمليات التچميل اللي انتي عاملاها هي اللي مصغراكي
نظرت مروه إليها بغيظ متحدثه: madha ! انا مش عامله عمليه تجميل وعيب قوي حضرتك تسالي سؤال زي كده ولا الذوق ولا الاتيكيت ! يسمحوا لحضرتك تقول لي كده ولا حتى تساليني على سني
جزت فرحه علي اسنانها بغيظ متحدثه بغضب:
-ايه كميه البرطمه بالانجليزي اللي قالتها دي شاتوه صوح
قالت اسيف وهي تمسك ابتسامتها:
-يا ستي مش بتشتمك هي بس مكسوفه تقول سنها الحقيقة
نظرت فرحه الي فستانها القصيرة بسخرية هاتفه:
-ومش تطويله شويه
مروه بعدم فهم:
– هو ايه ده؟
فرحه بغيظ شديد:
– الفستان اللي انتي لابساه ولا عاجبك الخلج يتفرجوا عليكي
مروه ببرود:
-دي ال almuda يا طنط
كادت ان تنهض فرحه بحده لتصيح بعصبية :
-كده شتمت صوح اني كنت مستنيه تغلط من الاول اوعى سيبيني عليها يا اسيف
لتمسكها اسيف بصعوبة وقالت:
– يا ستي مش بتشتم بتقول لك دي الموضه
فرحه بحده تصيح:
– موضه ايه يا مسخه يا مايعه ديه جله حياء وادب
نفخت مروه بضيق شديد من اسلوب فرحه معها حتي دلف الغفير يبلغها ان تم تصليح السياره لتنهض لتقول اسيف بابتسامة مجامله:
-شرفتينا يا انسه مروه ابقي كرري الزياره ثاني
مطت شفتها بتفكر لتقول بابتسامة:
-مش عارفه هاجي مره ثانيه ولا لا بس مش مطوله بس اكيد هاجي مره ثانيه حتى عشان اشوفك استاذ عيسي
ثم نظرت الى فرحه قائله بعدم مبالاة:
-nice to meet you
ترجمت اسيف اليها المعني سريعا (سعيد بلقائك) فرحه بضيق:
– وانتي كمان يا اختي
توقف فجاءه ونظرت اليها بابتسامة مشرقة:
-بليز اوعي تنسى تسلمي لي علي استاذ عيسي يلا باي
جزت فرحه علي اسنانها بغيظ متحدثه بتوعيد:
-بس اكده من عيني ديه اني هسلملك عليه ومش اي سلام
***
=ااه يا بنت العضاضه ذراعي
صاح عيسي بها بألم حين دلف جناحه الخاص وتفاجأ بزوجته تندفع اليه وامسكت ذراعيه دون حديث واطبقت عليه باسنانها بشراسة وقال بحده:
– في ايه يا مجنونه انتي، اني جيت جنبك ولا اتحدت امعاكي ..ايه اللي انتي عملتي ديه
صاحت فرحه بعصبية وغيره:
– وكومان ليك عين تسال بعد اللي عملته مين البنت الملزقه اللي جبتها السرايا و علاجتك بيها ايه
امسك عيسي ذراعيه بألم وقال بغيظ:
– واني مالي ومالها ولا اعرفها حتي.. شفتها واني راچع بالصدفه واجفه في الطريج لوحدها جنب عربيتها وكانت متعطله اسيبها اكده هي دي الاصول اخذتها وصلحتلها العربيه و مشيت
زفرت بضيق شديد:
-لا ياخوي متسيبهاش بس جيبها تجرفني (تقرفني) اني وتحرج دمي وكل شويه عماله تبرطم بكلمتين انجليزي مفكره نفسها اجنبيه وحلوه.. وهي ولا حلوه ولا حاچه دي شبه المومياء اللي عدى عليها سنين
ضحك عيسي عليها بقوه:
– انتي غيرانه منها
صاحت فرحه بعصبية مفرطة:
– اني اغير من دي ليه دي كلاتها حتي سيلجيكون ونفخ وما فيهاش حاچه طبيعيه كلاتها صيني عامله كيف الفراخ البيضه تشبع ما ترمش انما اني چمال وحلاوه رباني مش
ثم نظرت الى عيسي بغيره:
– هو انتي شايفها حلوه يا عيسي
هز راسه بيأس ثم تفاجئت به ينحنى فوق جبينها يقبلها ويقودها ليضمها اليه برقة وقرب أذنه من اذنيها وهو يقبل بشرة عنقها هامس بصوت اجش :
– اني ما شفتهاش اصلا عشان جلبي وعجلي وعيوني كانوا معاكي انتي وبس حتى لو كنتي بعيد عني
همست فرحه بالحديث بشغف:
– صوح يا عيسى
ليستمر فى تقبيلها برقة وشغف جعلها تائهة عما حولهم لكنها حاولت الإعتراض ليسرع بلفها اليه يحتضنها بين ذراعيه بحنان يخفض شفتيه الى شفتيها يهمس امامهم:
– صح يا جلب عيسي
همت بالتحدث مره ثانيه لكنه لم يمهلها ليسرع بالتقاط كلماتها داخل شفتيه يقبلها بحنان وسرعان ما تحولا الى شغف وجنون لا تستطع مجاراة اياه بعشق فاخذ ببطء تقبيلها لتبادله قبلته علي استحياء تقوم بكل ما تستطيع به من خبرة وتنسي كل ما حولها إلا عشقها وحبها الاول عيسي فقط
***
وقف ضاحي امام ثلاث قبور وهم اولاده الثلاثه كم كان الالم الشديد والانكسار الذي اصبح يشعر به فا فقدان العزيز الابن الغالي من اصعب الفراق في الحياه لكن الله له حكمه في ذلك
رفع ضاحي يده يقرا الفاتحة لهم و بدموع عزيزه تملئ عينيه بحزن وقال:
– ربنا يرحمكم يا اولادي
اشهق في بكاء حاد ليقترب منه حارس القبور قائلا باشفاق:
– لا حول ولا قوه الا بالله استغفر ربنا واهدي يا ابني انت كل يوم تيجي وتجعد لحد ما الليل ياليل عليك وانت عمال تعيط و تجرا جران ليهم اني خابر ان فراجهم صعب عليك بس اللي بتعمله ديه مش حل
مسح دموعه بمرارة وقال:
– مش جادر دول ولادي كانوا كل حياتي في الدنيا ماليش غيرهم دلوج
قال الراجل بابتسامة طيبه:
-ليك ربنا يا ابني
هز راسه بهدوء وقال بصوت حزين:
– ونعمه بالله
حرك رأسه بهدوء ليلمح من بعيد شابه صغيره السن في سن العشرين تقريبا تجلس امام قبر وتنظيفه من اوراق الشجر , ثم ذهبت وفعلت المثل امامه 3 قبروا ايضا عقد حاجبيه متسائلا:
– الا جولي يا شيخ احمد مين الست اللي هناك دي هي بتشتغل معاك اهنه اصل كل ما باجي بشوفها و بتكون بتنظف الجبور الثلاثه دول وبس!
نظر الي مكانه ما يشاور ليعرفها علي الفور ويقول بحزن:
– لا يا ولدي اني بشتغل اهنه لوحدي البنت اللي هناك دي اسمها صفاء حالها يصعب على الكافر والثلاثه جبور دول ابوها وامها واخوها الصغير ماتوا الثلاثه مره واحده في حادثه عربيه و هي الوحيده اللي عاشت ما بينهم من سنه تجريبا وسابوها يا عيني لوحدها
اشفق ضاحي عليها ليقول متسائلا:
-لا حول قوه الا بالله صحيح اللي يشوف بلاوي الناس تهون عليه بلوته وما لهاش جريب علي اكده
هز راسه برفض قائلا باشفاق:
– لا يا ابني ما لهاش حد حتى دكان البجاله بتاع ابوها حاولت تفتحه وتشتغل مكان ابوها بس ما عرفتش لوحدها اكمنها طيبه و ما لهاش في الشغلانه الناس ضحكوا عليهم ونصبوا عليها
نظر اليها بحزن عميق علي حالها متحدث بفضول:
-امال هي عايشه منين دلوج
قال الراجل موضح:
– على الله يا ابني شويه تخدم في البيوت شويه تبيع خضار جدام دارها واهي ماشيه حالها اكده
تنهد بقوه ضاحي ونظر لها بترقب واشفاق عليها عندما لاحظ دموعها تنزل بحسره والم وهي تقف أمام احد القبور وتبكي بشده ولا يعرف لماذا جاء في عقله حديث اخيه دياب عندما اخبرة يتزوج ويكون له عائله اخرى لكن يجب ان يكون الاختيار هذه المره صحيح ولما لا هي فتاه صغيره وطيبه عاشت معاناه مثله و تريد الستر و لرجل بجانبها يحميها من غدر الزمن
***
كانت جميله تجلس بجانب دياب يشاهدون التلفاز وهي تحمل حماد الصغير وكان يحتضنها بحنان وهي تبتسم اليه ، حتي بعد لحظات انتبه دياب انها غفت على صدره اخذ الطفل بهدوء و وضعه في فراشه وبعد ربع ساعه ايقظها بلطف فاقت رغم انها مستمتعة ولاترغب بالنهوض وقال:
– چميله حبيبتي جومي نائمه في فرشتك
استندت الى المقعد وقالت باستغراب:
– ايه ده انا نمت
ابتسم لها دياب بلطف لتنتفض مكانها بخضه وذعر:
-حماد ..حماد فين
قال دياب يطمنها:
– اهدى يا چميله اني نجلته فرشته روحي نامي وارتاحي انتي كومان
تنهدت جميله براحه وهزت راسها برفض وقالت بابتسامة عريضة:
– لاء هقعد معاك اتفرج على الفيلم انا وانت
بادلها الابتسامه بحب وهتف:
– طب روحي الاول حضري لينا الغداء عشان ناكل انا وانتي
هزت راسها بالموافقه ولم تتكلم وتحركت للنهوض الي الخارج لتحضر له الطعام ولكن دياب امسك بها و لفها ناحيته وانحني وقبلها بقوه بينما يديه تشد خصرها و تعمق اكثر بالقبله حتي شعرت شفتيها تتورم وحاولت دفعه عنها عندما شعرت بالاختناق تريد الهواء ابتعد عنها اخير وادخل يديه تحت شعرها امسك للخلف عنقها ليثبت بشفتيه برقة بقبلة يمتص بشغف وابتعد ناظر اليها بقوه قائلا بهمس:
-كان نفسي اعمل اكده من ساعه ما جيت من بره
قالت جميله بخفوت وخجل:
– وايه اللي كان منعك
دفن دياب راسه بين عنقها يهمس :
– ولادك الله يسامحهم لجيتهم هما كلاتهم موچودين في الاوضه
كان ينظر الى عينيها اللامعة بشدة لتتسارع انفاسه وتشتعل عينيه بالنيران ليسرع بحملها الى الفراش خلفهم يضعها فوقه برقة واهتمام كما لو كان يحمل بين يديه شيئ مصنوع من الخزف ينظر اليها بشغف وحنان مسد اصابعه خصلاتها الى الخلف لينحنى فوقها لتهمس جميله بصوت خجل متلعثم :
-دياب مش قلت عاوز تتغدى
لتمتد انامله الى ظهرها يقوم بفك تلك الازرار باصابع خفيفة تكاد تلامسها لتسمع انفاسه تتعالى بشرتها بينما ترتفع اطراف اصابعه تلامس بشرة ظهرها برقة لتسرى القشعريرة ليهمس هو:
– انتي غدايا النهارده يا جلبي
***
كانت صفيه جالسة على الفراش وسط عدد كبير من الاطعمة التى اعدتها حماتها و والدتها ورفضوا مساعدتها, خرج مصطفى من الحمام وهو يجفف شعره بالمنشفة وما ان راها حتى ابتسم قائلا:
– ايه ده انتم عاملين وليمه ولا ايه
ضحكت صفيه قائلة:
– دي امي واما ناهد شكلهم بيزغطونى انا وانت عشان حامل شايف حاطين واكل جد ايه تعالي كول جبل ما الواكل يبرد
اقترب منها مصطفى بحماس وجلس جاورها قائلا بابتسامه:
– والله حماتي وامي دول ستات بيفهموا هي والدتك مشيت ليه ما كانت باتت النهارده وانا كنت روحتها بكره
وضعت اليه بعض الطعام له وقالت:
– حاولت معاها والله يا مصطفى بس هي جالت لي مش رايده تتعبك وكومان مش هتعرف تبات بعيد عن فرشتها
هز راسه بتفهم وقال باهتمام:
– انتي لازم تاكلى كويس عشان نفسك والبيبي الايام اللي فاتت بصراحه مش عاجباني خالص حتى الدكتور قالك كده بنفسه كمان
هزت راسها له بالايجاب بابتسامة خفيفه وبدات تقلب في الطعام بشرود ليلاحظ مصطفى وقال فجاه:
– مبسوطه يا صفيه معايا
انتبهت وتطلعت اليه بصدمه:
– ديه سؤال يعنى اكيد
قال مصطفى بتردد:
-يعني مش ندمانه انك اتجوزتنى
تركت ما بيديها واجابت باستغراب:
– وهندم ليه بس يا مصطفى اني لو لفيت الدنيا كلاتها مش هلاجي راچل ضفرك و لو رچع بيا الزمن برده كنت هختار اكمل معاك
– حلو الكلام بس ياتري قلبك لسه ميال لجلال
هتف بها مصطفى بحزن , نظرت اليه بدهشة وقالت بانكسار:
– اني مش بفكر في چلال وحاولت بكل الطرج اطلعه من جلبي يا مصطفى , والله العظيم ما عدت افكر فيه ولا بجي ياچي في بالي حتي ، اني مش وحشه جوي اكده يا مصطفى عشان ابجى على ذمه واحد وافكر في واحد ثاني
– امال ليه اتوترتي لما عرفتي اني اسيف ولدت
نظرت اليه بألم وقالت بمرارة:
– هو ديه اللي خلاك تشك ان اني لساتني بفكر فيه لاه اطمن يا مصطفى , اني اتوترت و زعلت عشان افتكرت اللي اني عملته فيه هو ومراته زمان افتكرت اني كنت جد ايه وحشه معاهم افتكرت اللي بحاول انساه معاك بس ولا بحبه ولا بفكر فيه, ولو لسه شاكك فيه ورايد تسيبني مش همنعك اني خابره انك استحملت اللي مافيش راچل يستحمله مني
احس بغضه عندما راى دموعها تتساقط نهض سريعا بلهفة يجلس جانبها فضمها مصطفى الى صدره:
-هزعل منك لو قولتى كدا تانى والله العظيم بحبك بس انا بغير عليكي قوي يا صفيه , وقلبي واجعني لما شفت منظرك كده لما عرفتي ان اسيف ولدت لتكوني لسه بتفكري في جلال وانتي كمان عمرك في حياتك ما قلتلي انك بتحبيني رغم كل اللي عملته معاكي
لتقول وسط شهقاتها بياس:
– يا مصطفى والله ما بفكر فيه اني مش رايده اكدب عليك واجول لك ان اني باحبك بس مش بكرهك بالعكس بفرح جوي لما تبجي جنبي ولما تجرب مني كمان و بزعل لما بتبعد ما اعرفش الاحساس ديه ايه عاوز تسميه حب سميه
أجابها مصطفى وهو يقبل جبينها بحب:
– خلاص يا حبيبتي اهدي انا مش هستعجل عليكي وهاسيبك براحتك لحد ما تبقي تقوليها من نفسك
لم تجيب عليه لكن ارتفع بكائها فضمها مصطفى الى صدره قائلا مشاكسه:
– بس بقى مش عايز البيبي يطلع مبوز ولا مكشر
مسحت دموعها لتقول بضيق:
– لاه هيطلع حلو زيك
ابتسم وهتف بها مصطفى بابتسامة حب:
– يعني انتي شايفاني حلو .
أجابته صفيه بخجل:
-اه طبعا
ابعدها عنه مصطفى قائلا بجدية:
– ناكل بقى علشان انا مش مسؤول علي اللي ممكن يحصل دلوقت و ممكن اتولى انا مهمة تزغيطك بدل حماتي وامي
اخذ قطعه من اللحم وقربها أمام فمها بحنان: -افتحي بقك الجميل يلا
اومات صفيه برأسها إيجاباً وهى تبتسم بسعادة وفتحت فمها تاكل ما بيده .
***
بعد مرور شهر دلف جلال الى غرفته ليتفاجا باسيف تركض اليه بابتسامة سعيده:
-بارك ليا يا جلال لسه دلوقت حالا مكلمني في الجامعه واتعينت في شركه كبيره قوي في القاهره
نظر لها بدهشة وقال بتوتر:
– بجد مبروك
عقدت حاجبيها متسائلة باستغراب:
– في ايه يا حبيبي مالك بتقولها كده ليه.. ايه يا جلال انت هترجع في كلامك ولا ايه انا يوم ما اتخرجت كنت في الشهر الخامس واتفقنا مع بعض على موضوع الشغل ده بس قلت لي لما تولدي صح
قال جلال بتوضيح:
– يا حبيبتي صح انا ما قلتش حاجه بس انتي بتقولي في القاهره معنى كده انك لازم تكوني هناك موجوده على طول في القاهره
تنهدت اسيف بضيق وهي تقترب منه قائله بحنان:
– طب وايه يعني يا جلال انا حياتي وعيشتي كلها كانت في القاهره و جيت الصعيد عشانك ما فيهاش حاجه لما انت كمان تتنازل وتخلينا نعيش في القاهره
نظر لها بدهشة جلال متسائلا:
– طب وشغلي اللي هنا في الصعيد
اسيف بجدية:
-جلال انا سمعتك وانت بتتكلم مع الراجل بتاع المكن اللي قال لك عليه عيسى وقال لك على موضوع التصريح اللي انت عاوزه مش موجوده هنا في الصعيد وصعب تجيبه لو جبتها هتكلفك جامد قوي وسالته احسن بلد ممكن تلاقي فيها كل المكن اللي انت عاوزه بتصريح وسعر مناسب وهو قال لك ايطاليا وانا الشركه اللي انا هتعين فيها ليها فرع في ايطاليا ولو قلت لهم عاوزه اروح هناك اكيد مش هيرفضوا
جلال بغضب :
– انتي بتصنتي عليا يا اسيف افهم من كلامك ده ايه عاوزاني اجي معاكي اعمل المشروع في ايطاليا وانتي تشتغلي
هزت راسها برفض هاتفه بجدية:
– جلال انا سمعتك بالصدفه وانت كان صوتك عالي و انت بتتخانق معاه عشان كنت متضايق قوي من الموضوع ده وبعدين فيها ايه يا حبيبي إحنا رايحين عشان مصلحتنا وشغلانا
جلال بجدية وهو يسحب المقعد يجلس:
-الموضوع مش سهل كده يا اسيف انا حياتي وعائلتي كلها هنا لو رحت قلت لهم حاجه زي كده ممكن يزعلوا مني
ابتسمت له اسيف برقه وتوجهت الى احد المقاعد تجلس جانبه:
– متهيالك يا حبيبي هما بيحبوني وهيفرحوا لينا حاول انت تمهد ليهم الموضوع واحده واحده وبراحه
ليقول بقلق شديد:
– مش عارف يا اسيف خايف من رد فعلهم
***
فتح زين باب المنزل وهو يقول بابتسامة عريضة:
– دندن.. انتي فين يا حبيبتي
جاءت له نادين تركض بلهفة قائله : -ها طمني عملت ايه عرفت تعرض تصاميمك و رسوماتك على حد ورضي يعمل لك المشروع بتاعك
اندفع اليها تلقاها ذراعيه تحتضنها بعشق شديد وهو يمرر يده على جسدها بحنان ثم قبل اعلى راسها وهو يقول :
– انا فرحان.. فرحان قوي يا نادين ميرسي قوي يا حبيبتي انتي اللي شجعتني على الموضوع ده يا وش الخير
ابتسمت له بسعاده لتقول بحب:
-ربنا يفرحك يا حبيبي افهم من كده انك خلاص عرفت تلاقي حد يساعدك في موهبه الرسم بتاعتك
رفعها بحنان بين ذراعيه وهو يتابع حديثه بفرح:
-طبعا لقيت ده الراجل اول ما شاف الرسومات بتاعتي انبهر بيها واعد يشكر فيها وقال لي لازم تروح لواحد اسمه شريف الراوي هيهتم قوي بموضوع الرسم وهيساعدك تنشر رسوماتك و العالم كله يشوفها
وضعها على المقعد وجلس بجانبها وهو يتامل وجهها بعشق لتقول بسعاده:
– بجد طب مستني ايه يلا روح لي
حمحم زين قائلا بتردد:
-هو بصراحه الراجل ده موجود في امريكا هو اداني العنوان بتاعه وقال لي لازم تروحله في اسرع وقت في ناس كتير بتروحله من اخر العالم عشان بيهتم اوي بالموضوع ده
نظرت نادين بدهشة متسائلة باهتمام:
– امريكا وانت وافقت تسافر
ليقول زين بارتباك شديد:
– هو مادنيش فرصه اصلا يا نادين ارفض قالي تبقى مجنون لو رفضت فرصه زي دي بس وانا جاي في الطريق اقعدت افكر ان فعلا ليه اضيع الفرصه من ايدي دي فرصه مش هتجي ليا ثاني وطبعا مش هقدر اسافر من غيرك ولا من غير بنتي وتين عشان كده بترجاكي يا نادين تيجي معايا
مررت نادين يدها بحب بداخل خصلات شعره السوداء الغزيره وهي تقول بتردد:
– يا حبيبي انا ما عنديش مانع وطبعا هبقى جنبك و بساعدك وبشجعك وبسندك علي طول بس موضوع شغلي هعمل فيه ايه
قال زين بلهفه:
– ايه رايك تفتحي شركه هناك وانا عارف انك شاطره وفي خلال شهور هتعرفي تخلي لينا اسم هناك وتبقي عائله الجبالي كمان ليها اسم بره مصر صدقيني يا نادين المواضيع دي بيهتموا بيها قوي بره البزنس اهم حاجه عندهم
عقدت حاجبيها بصدمه وهتفت بحيره:
– افتح شركه هو انا ليه حاسه من كلامك كانك خلاص عاوزنا نستقر هناك
قال زين بخفوت:
-ما انا لو نجحت في الموضوع ده بره مصر ايه اللي يخليني ارجع القاهره تاني
تنهدت نادين بقوه واشاحت وجهها بضيق شديد ليلف وجهها زين و ابتسم بهدوء:
-نادين انا مش عاوز احس ان انا اناني وعاوز اخذ رايك و موافقتك في الموضوع كله عارف ان الموضوع كله غريب عشان حياتنا من الاول هنا بس انا حياتي في الاول كانت في الصعيد وكان ممكن لما نتجوز نعيش في الصعيد بس انتي وقتها قلتلي مش هاخذ على العيشه هناك وانا ساعتها وافقت وقلت لك ماشي نعيش في مصر انا مش باقول لك الكلام ده عشان تردي ليا دلوقت الجميل اللي انا عملته زمان بس باقول لك زي ما انا اخذت على العيشه في القاهره انتي كمان وانا هناخد على العيشه في امريكا مع الوقت وانا محتاجك قوي معايا مش هقدر اسافر من غيرك
نظرت اليه بصمت وهي تفكر اذا رفضت سوف تحطم احلامه فمنذ ان دخل وهو سعيد جدا من الأساس فكيف سترفض وهو يتحدث أنه يحتاج اليها لتقول نادين بعد تفكير بقله حيلة :
– اعمل اللي انت عاوزه يا زين وانا اوعدك هبقى في ظهرك علي طول و مش هبعد عنك
***
كانت جميله جالسة على الفراش تتابع دياب بعينيها وهو يحادثها عن إتفاق زواج ضاحي اخيه و عقد قران علي المدعوة صفاء غدا فهي لم تذهب معه وجلست مع الاولاد ابتسمت وهى تخبره:
-مبسوطة اوى عشان ضاحى سمع بنصيحتك ودور على واحده كويسه يتجوزها ربنا يتم لي على خير
كان دياب جوار جميله بالفراش قائلا بحنان: -واني والله ما صدجتش نفسي لما ضاحي جيه وجال لي في واحده بشوفها في المجابر بتزور اهلها و شكلها طيبه وبنت ناس و رايد اتجوزها
لتقول جميله متسائلة باهتمام:
-هو على كده ضاحي هيعملها فرح
هز راسه برفض قائلا بجدية:
– الاثنين رافضين بشكل نهائي و عندهم حاله وفاه من مده جريبه ورايدين حاچه على الضيج المهم تبجى اخلاجها (اخلاقها) زينه مش كيف اللي جبلها هي وماهر واللي جايلنا منهم
هتف بها دياب بملامح منزعجة وهو يلاحظ نظرات جميله الحزينة فحاوطت وجنتيه بكفيها قائلة:
-ان شاء الله ربنا يرزق ضاحي بواحده كويسه عشان هو طيب وما لوش ذنب في اللي عملته مراته
ثم اقتربت منه اكثر قائله بحب :
– ثم انا نسيت كل حاجه حصلت من احلام او من ماهر مش ده كان اتفقنا مع بعض كفاية عليا وجودك جنبى دى نعمة كبيرة اوى يا دياب من ربنا
قبل دياب يديها الاثنين بحب قائلا:
– ربنا يخليكى ليا يا حبيبتى
هتفت جميله بحب وهي تميل بجسدها على الفراش قائلة ويخليك ليا
***
جلس عيسي بجانب والدته عديله وقال بهدوء:
-خير رايداني في ايه
هزت كتفها عديله بعدم معرفه :
-علم علمك يا خوي هما نادوني زيك وجالوا لي رايدينك انتي وعيسى في موضوع مهم
نظر عيسي الي جلال وزين قائلا باستغراب:
-موضوع ايه ديه
تطلع جلال الي زين بتوتر واضح لا يعرفون بماذا يتحدثوا عقدت حاجبيها متسائلة بشك:
– ما تنطجوا هو انتم جايبين تسمعنا سكتكم
نظر زين اليه حتي يتحدث هو و ابتلع ريقه جلال وقال بارتباك:
-هو بصراحه يعني هو انا و زين , او يعني انا و اسيف هنسافر ايطاليا
عيسي متسائلا:
– رايحين زياره يعني ولا فسحه وهترچع ثاني
هز راسه جلال بتردد وقال:
-لا مش هنرجع ثاني او هناجي ليكم في الاجازات زياره اكيد بس هنعيش هناك و بنفكر نستقر هناك, اسيف جالها جواب تعيين شغل هناك وانا مش لاقي تصريح مناسبه لشغلي هنا فا هكملها هناك برده في ايطاليا
اتسعت عيني عديله بصدمه كبيرة وعيسي ايضا ليقول بذهول:
– ايه
هتف زين وقال بتوتر:
– وانا كمان انا ونادين هنسافر امريكا هنشتغل انا وهي برضه
ليقول عيسي بعدم استوعب :
– هو في ايه هو انتم الاثنين مرتبينها مع بعض من جله الشغل اهنه عاوزين تسيبونا
قال جلال سريعا :
– لا مش هنسيبكم ولا حاجه بالعكس هنتصل بيكم كثير وهنيجي زياره كتيره اوي
هز راسه زين بالإيجاب وقال:
– ايوه يا عيسي والله زي ما كنت عايش في القاهره كده وبنجلكم زياره انا ونادين هنبقى على طول عندكم
عيسي بسخرية وقال:
– لا تفرج يا زين القاهره وبين الصعيد كام ساعه وتبجى اهنه انت ومراتك و معاكم في نفس البلد و لما يبقي في حاجه حصلت تيجيلنا علي طول انما امريكا اللي رايد تروحها ديه بعيد علينا جوي ومش مع بعض ولا في نفس البلد طياره وجطع تذكره ومن الاخر اكده هتستخسروا المشورة بعد اكده ومش هتجي اصلا
زين برفض:
-لا يا عيسي طبعا انت ليه حاسبها كده مش صح
هز راسه عيسي برفض قائلا بحزن:
– لاه صوح يا ولد ابوي انت وهو ممكن في الاول هتجلنا على طول هتبجوا كل اسبوع حتي اهنه في البدايه بس انما بعد اكده هتفوت مره على مره لحد ما هتنسونا من الاساس
قال جلال بضيق شديد :
– صدقني يا عيسى هنيجي نزوركم على طول وهنفضل محافظين علي الود اللي ما بينا لحد اخر العمر وهنيجي زياره دائما انا وزين اتفقت علي كده
نظر إليهم باعين ثاقبة حزينه ليقول: -واني باجول لك مش هتيچي يا چلال ولا انت ولا زين بعد اكده والود هيتجطع يا اخوي ولما نيجي تحسبكم ساعتها هتجولوا معلش مشاغل الدنيا واخدانا
صمت جلال بحزن من حديثه وهو ينظر الى زين الذي اخفض راسه بغضه وهو يفكر ليقول جلال بخفوت:
-وانتي ياما ايه رايك
كانت عديله تجلس تستمع الحديث الدار بصمت حتي رفعت عينيها تنظر اليهم باعين دامعه وقالت بهدوء:
– خذ بيدي يا عيسى طلعني اوضتي يا ابني
زين بزعل:
-يا ماما طب ردي علينا موافقه ولا مش موافقه
نهض عيسي وامسك يدها وهي ضغطت عليها بقوه قائله بعمق:
-ما انتم خلاص قررته يبجى هيفيد بايه الحديد سافروا واعملوا اللي انتم رايدنوا ربنا يكرمكم هناك
***
قالت فرحه بصدمه :
– بتجولي ايه يا اسيف هتسافرى انتي وچلال وتسيبونا وانتي كومان يا نادين وزين برضه
قالت اسيف بتردد:
– ما تقلقيش يا فرحه هنيجي نزوركم على طول
هزت راسها نادين بتأكيد لتقول فرحه بحزن شديد:
– طب ليه ما انتم وسطينا و واخذين بحس بعض ..الدار اكده هتفضي علينا كلاتنا على الاجل انتم جريبين مننا لو حد حصل له حاچه ولا تعب نحس ببعض
صمتت نادين واسيف ولا يعرفون ماذا يتحدثوا, تطلعت فيهم فرحه لتقول بالم:
– خلاص براحتكم في النهايه انتوا احرار ربنا معاكم
نهضت اسيف واحضنتها بحنان قائله بحب: – والله هتوحشيني قوي يا فرحه انتي بالنسبه لي كنتي زي اختي واكتر كمان , انا عمري ما هنسى اي موقف عملتيه معايا بس صدقيني غصبا عننا
قالت نادين بحزن شديد وضيق فهي كانت لا تريد السفر من الاساس لكن لا تريد ان تقف امام حلم زين فهو كان متحمس بقوه ولا تريد اطفاء ذلك الحماس واحباطه فقد سعي كثير بذلك الحلم : -ولا انا كمان يا فرحه انتي عارفه انا باحبك قد ايه مش هنساكي وهفضل اتصل بيكي كثير قوي وانا هناك
ابتسمت لهم فرحه ساخره بحزن:
– المهم ما تنسونيش اني من الاساس
وقبل ان يجيب عليها أحد جاءت ام العربي
تركض بلهفة قائله ببكاء :
– الحجي يا ست فرحه ست عديله تعبانه جوي وعماله تجول رايده عيسى
***
بداخل مكتب العمل جلس عيسي وامامه جلال وزين يتحدثون معه، كان مستندا الى ظهر المعقد بعينين نصف مغلقة بوجه محتقن بينما سلط نظراته الفارغ وليس اليهم وهما مازالوا يتحدثان و بداخله عاصفة يحاول اخمدها اخذ جسده يهتز بعنف من شدة الغضب الذى يعصف به حاد كنصل السكين, لا يصدق ان جلال وزين سيهاجرون للخارج صعب عليه الموقف، فهم ليس أخواته بلا اولاده ثمرة حياته اخذ سنوات طويلة يزرع فيها و يرعاها والان تذهب من بين يده الان فقط فهم لماذا والدته أجبرتهم علي العمل في مجال واحد فقط و أيضاً فهم شعورها عندما كان يتزوج واحد منهم وتأخذه زوجته منها .. افاق علي صوت جلال يقول برجاء:
– ممكن ترد علينا يا عيسى بقالنا فوق النصف ساعه قاعدين جنبك بنكلمك وانت ولا هنا
لم يجيب ليقول زين بجدية:
– خلاص يا عيسي ما تزعلش مننا ما احنا عمالين نوعدك ان احنا هنيجي نزورك على طول مهما حصل
تنهد جلال بضيق شديد من صمته ليقول بغضب:
-خلاص يا عيسى ولا تزعل نفسك انا مش هسافر خلاص و…
قاطعه متمتما بصوت حاد من بين اسنانه المطبقه بقسوة:
– خلاص اعملوا اللي انتم رايدينه انتم ما عدتوش عيال صغيرين مستنيين الاذن مني , ياريت بس تفتكروا وعدوكم وما تنسوش
اسرع زين قائلا:
– ما تقلقش يا عيسي والله هنسافر مسافه اسبوع واحد وهنيجي علي طول ليكم لحد ما نزهق زيارات
هز راسه بهدوء عكس ما يشعر به وهو يريد ان يكسر ارجل كل واحد منهم حتي لا يرحل عنه لكن تنهد بقوه محاولة تهدئه نفسه ليسمع صوت هاتفه يرن أجاب بصوت هادئ حتي تحولت وجهه شاحب كشحوب الاموات و سقط الهاتف منه ارض وتحرك يركض للخارج سريعا
وخلفه جلال وزين الذي احسوا بشعور القلق والتوتر الشديد وهو يهتف أحدهم بخوف:
– عيسي في ايه طب قلنا ايه اللي حصل
***
اخذت فرحه تبكى بحرقة وهي تقبل يد عديله : سلامتك يا مرات عمي سلامتك يا حبيبتي مالك ان شاء الله اني وانتي لاه
أخفضت اسيف عينيها الباكية تجلس جانبها:
– انا اسفه يا طنط عديله لو كل ده عشان موضوع سفري انا وجلال سامحيني وقومي بالسلامه .. والله ما هنسافر خلاص
اخذت نادين تهز راسها بالرفض مع كل كلمة تخرج منهم تهتف بألم:
– ولا انا يا طنط عديله انا اصلا ما كنتش عاوزه اسافر من الاول بس انا وافقت عشان خاطر زين وهرفض دلوقتي عشانك انتي بس بالله عليكم قومي
رفعت عديله وجهها تنظر الى عينيها قائلة بصوت متعب بشده:
– فرحه
اسرعت اليها فرحه بلهفه شديدة وبكاء:
-اؤمريني يا مرات عمي
قالت بصوت مرهق:
– سامحيني يا بنيتي علي كل حاچه عملتها معاكي ومتزعليش مني
لتنهار فرحه فى بكاء مرير وهى تقول:
– عمري ما زعلت منك والله العظيم يا مرات ولا علي اي حاچه عملتيها معايا اني كنت بحبك وعفضل احبك كيف امي واكتر
قالت اسيف بدموع حاره :
– مش هينفع نستنى كده انا هروح استعجل الدكتور يجي بسرعه يشوفها
نظرت اليهم نظرة اقل مايقال عنها قاتلة تحمل من الانكسار والالم اطنان هاتفه بصوت هامس اجش:
– هاتوا لي عيسي يا ولاد.!
***
فتح عيسي الباب بقوه ابتسمت عديله بصعوبة شديدة وهي تجلس اعلي الفراش قائله وهي تمد يدها له بابتسامة باهته:
-تعالي يا عيسي ..جرب يا ولدي
دون تفكير ركض عيسي اليها يجلس بركبته تحت الفراش وهو يردد ويقبل راسها ويدها وجبهتها بصوت متقطع:
– اني اهنه يا حبيبتي.. اني اهنه يا عمري و روحي اني اهنه جارك ومش هسيبك أبدا ياما
بهت وجهها بألم فقد اصبح الالم لا يحتمل : -شكلها اكده خلاص يا عيسي خلاص يا ولدي مهمتي في الحياه خلصت وهتشيل الحمل كله لوحدك يا عيسى
اجابها عيسي بالم وهو يشدد من ذراعيه حولها بحمايه فور رؤيته للالم المرتسم فوق وجهها ليقول مبتسماً بصعوبة :
-جومي يا عديله بطلي دلع عاااد تلاجيك بس رايده تعرفي انتي غاليه علينا ولا لاء مع انك مش محتاچه تعملي اكده عشان انتي خابره زين انتي بالنسبه لي ايه
أجابت عديله بصوت مرتجف متعب وهى تضع يدها فوق خده بحنان:
– ما تزعلش من اخواتك يا عيسى وسيبهم يمشوا ويشوفوا حياتهم مع عيالهم واجوازهم ما تبجاش اناني زيي يا عيسى ,زمان غصبت عليهم كلاتهم يدرسوا زراعه عشان يبجوا جنبي وما يخرجوش عن طوعي و تبجوا جنب بعضكم كومان بس بعد اكده لما فكرت فيها حسيت ان اني غلطت , كفايه اللي عملته في زين ولدي وكنت السبب في المشاكل اللي ما بينه وبين مراته وانت يا عيسى اللي شلت الليله بدالي سيبهم يا عيسى.. سيبهم يشوفوا حالهم مع اني فراجهم (فراقهم) هيكون صعب جوي عليا بس معلش هستحمل
قال عيسي شاعر بنغزه بقلبه لاجل فراقهم :
-حاسس كانهم عيالي اللي ربيتهم بعد سنين طويلة ودلوج بيخرجوا عن طوعي ياما
ابتسمت له عديله بصعوبة قائله بصوت متقطع:
-خابره زين الاحساس ديه يا ولدي بالذات بعد ما اني كومان هروح للي خلجني واسيبك
قاطعها عيسي و هو يبتلع الغصة التى تشكلت بحلقه:
-بعد الشر عليكي ياما بس عشان خاطري ما تجوليش اكده
ابتسمت له عديله بشحوب:
-الموت عمره ما كان شر يا ابني دي راحه كبيره مع ان هيعزه عليا اسيبك لوحدك يا عيسى ..ديه انت جلبي وروحي من جوه
كان قلبه ينقبض داخل صدره بألم كلما استمع الى هذه الكلمات لتدمع عينه بغزارة:
– بس هيكون شر بالنسبه لي ياما ابوس يدك ما تروحيش مني انتي كومان ما تكسريش ظهري ياما .. كفايه عليا ابوي واخواتي
رفعت يدها تمسح دموعه بالم شديد والدموع تلمع في عينيها بحزن:
– اني يا ولدي لو مامتش دلوج هموت بعد اكده من الوحده وهم بعيد عني وانت معاك حج.. بعد اكده مش هيفتكرونا بس دي سنه الحياه يا عيسى
هز عيسي راسه بغير تصديق واخفض راسه يحضنها برفق شديد وانفجر في بكاء حادة مثل الاطفال :
– لااا ..يـامـا.. لاااا
احتضنته عديله بشدة و قالت بصعوبة بحنان:
– بس يا ولدي بس يا حبيبي وبعدين متزعلش ديه اني راحه للحبايب يا عيسى وحشوني يا ولدي
انحنى عيسي مقبلا جبينها و هو يربت فوق راسها بحنان غير قادر عن النطق بحرفا واحدا شاعرا بسواد يتخلله لكنه انتفض فارغا يقول بصوت مهزوز:
– والحبايب اللي اهنه هتسيبيهم لمين ياما؟.
أغمضت عينيها بألم وابتسامة شاحبه تخلل وجهها ولم تشعر بشئ بعدها إلا وغمامه سوداء وهي استسلمت لها دون جهد…!
** ** **
يتبع……
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بيت السلايف)