روايات

رواية بيت السلايف الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم خديجة السيد

رواية بيت السلايف الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم خديجة السيد

رواية بيت السلايف الجزء الثامن والعشرون

رواية بيت السلايف البارت الثامن والعشرون

بيت السلايف
بيت السلايف

رواية بيت السلايف الحلقة الثامنة والعشرون

ادمعت عينيها بألم شديد قائله بحسره وهي تصيح بعصبية:
– امال رايد ترچعني ليه متمسك بيا جوي اكده ليه اديني سبب واحد يخليني ارجع معاك
صاح بغضب شديد وقال بعشق اخفاء داخله سنوات طويلة :
– رايدك ترچعي عشان بحبك
شعرت بالهواء ينعدم من حولها من الصدمه لتصرخ بفرحه:
– جالها إبن الجبالي أخيراً
صاح عيسي بانفعال قوي وشغف:
– انتي غبيه يا فرحه كل ديه ولساتك بتسالي باحبك ولا لاه ورد بنت خالتك طلعت انصح منك عشان كانت شكه ومتاكده من اول يوم جوازي منها ان في واحده في جلبي غيرها كانت خابره اني محبتهاش كيف ما هي حبتني كانت دائما تسالني وتجولي مين المحظوظه اللي عرفت تكسب اللي اني ما كسبتهوش وبجى ليها حب في جلبك يا عيسي بس كنت بنكر واخبي عليها كيف مخبيت حبي ليكي سنين طويله عشان خابر انك مش لي يا بنتي عمي
تراجعت فرحه الى الخلف متفاجئة حابسة انفاسها بقوة وقد اخذت دقات قلبها تزداد بعنف حتي ظنت بان قلبها سوف يغادر جسدها من شدة السعادة فها هو حلمها اخيرا سوف يتحقق وعيسي يعترف بعشقه لها لكن فجاها عيسي ايضا بانه يعشقها منذ سنوات طويلة همست بصوت مرتجف:
– بتحبيني من سنين ومن ساعه ما اتجوزت كومان من ميتى وما جلتليش ليه
اقترب منها واضعا اياها فوق صدره لتشعر بضربات قلبه السريعة الغير منتظم تحت راحة يدها انصبت عينيها فوق يدها و ضربات قلبها تماثل سرعة اضطرابات دقاته قبل ان يهمس بصوت اجش من قوة المشاعر التى تعصف به: -من واحنا عيال صغيرين يا فرحه لما كنت باجي دارك عشان العب مع دياب كنت بفضل ابص عليكي من بعيد وانتي بتلعبي مع البنته وضفائرك الذهبيه لحد ظهرك وملامح البراءه كانت مداريه وشك الجميل ملامحك كلها ما كانتش بتروح عن بالي لحظه واحده يا فرحه كنت باجول لنفسي ميتى عتكبري عشان نتجوز ويجمعنا دار وسجف واحد بس حصل اللي ما كنتش متوجعه و الجدر لعب معايا لعبه غدر وبعدك عني وما بجتيش لي
احاط عيسي وجهها بين يديه يمرر اصبعه بحنان فوق وجنتيها بصوت مهلك مؤلم وهو يتذكر تفاصيل ما حدث في الماضى : ابوكي وابوي ماتوا في حادثه واني ودياب اتخانجنا مع بعض على موضوع الارض وانجطع الود كان صعب بعد كل اللي حصل ديه اطلب من امي تيجي تطلب يدك ماكنتش عتوافج طبعا , وانتي خابره زين ما كنتش بعرف ارفض لامي طلب ولما مات جوز خالتي طلبت مني امي اتجوز ورد عشان يبجى لهم راچل وسند اضطريت اوافج عشت مع ورد بروحي لكن جلبي وعجلي كانوا معاكي طول الوجت يا فرحه
خابر انه كان غلط وظلمتها معايا بس ربنا وحده اللي عالم اني كنت بتجطع كيف من جوايا و كنت عامل كيف وانا مع غيرك
شعرت بجسدها يتجمد ابتعدت عنه متأملة وجهه الذي يصرخ منه العشق بصدمه وهو يقول من بين شفتيه واضعه يدها فوق قلبه:
– واللي زاد اكتر لما عرفت انك عتتجوزي ماهر غضبت جوي ومسكت نفسي بالعافيه من اني اروح امنع جوزك من ماهر باي طريجه عشان اكده اتحججت باي حجه وسافرت وسبت البلد وجت بعد فرحك ما جدرتش استني اسمع زفتك في البلد على واحد غيري يا فرحه ورجعت واني تعبان اكثر وحاولت اجرب من ربنا اكتر وادعي في صلاتي يلهمني الصبر والجوه وحاولت اركز اكتر في حياتي ما بين شغلي و ورد عشان مظلمهاش معايا بالذات لما عرفت انها حامل بس بعد اكده سابتني وماتت، جالتلي جبل ما تموت حاول تتجوز اللي كنت بتعشجها لو جت الفرصه جدامك وكاني فعلا ربنا كافاني ولجيت امك الله يرحمها بتطلب مني اتجوزك
اغرورقت عينيها بالدموع فور سماعها كلماته تلك كانت تتمني منه الحب فقط لكن هو الان أعطاها العشق ايضا ارتمت تحضنه اكثر وهى تحيط عنقه بذراعيها قال عيسي من بين انفاسه اللاهثه و راسه مدفونا بحنايا عنقها مشددا من ذراعيه حولها وقال بصوت حزين:
– اتصدمت واتلخبطت وما عرفتش ارد اجول لها ايه وانا اصلا نفسي اصرخ بعلو صوتي واجول لها انتي بتترجيني انفذ حلم كنت بحلمه من سنين ويئست منه عشان اكده حولت استغل الفرصه وفعلا ووافجت اتجوزك ولما اعترفتي بحبك لي الدنيا ما كانتش سيعاني يا فرحه
رفعت عينيها نحوه وصوتها المرتجفه تهمس بدون وعى و لازال عقلها لا يستوعب الامر:
-ياااه يا عيسي كل ديه شايله في جلبك طب ما جلتليش ليه من الاول ديه اني كنت اتمنى من زمان تجول لي كلمه عشج واحده بس وانت بتحبني جوي من الاول اصلا طب حتى بعد ما اتجوزتني خبيت ليه
ليجيب بصوت مهزوز صدم فرحه عندما رات عينيه تلتمعان بالدموع لكن امسك نفسه بصعوبة بينما كان جسده يرتجف بقوة:
– ما اعرفش اعتبري غباء مني كنت فاكر لما
اصارحك بمشاعري اكده هيبتي عتروح أو ممكن تستغلي ديه ما اعرفش ما جلتش ليه وجولت احسن اخبي عشجي جوه جلبي بس خلاص ما بجتش جادر اخبي اكثر من اكده بالذات بعد ما جلتلي رايده تسيبني واني بس رايد ارجعلك عشان امي وابني بس لا يا فرحه اني رايداك ترچعي عشان بحبك حتى لما كنت مخصماك ومش بتحدد امعاكي عشان جابلتي ماهر من ورايا كنت كل اللي باعمله ديه بدافع الغيره عليكي عشان اكده ما كانش فارج معايا بتخلفي ولا مش بتخلفي اني اما صدجت بجيتي ليا والله العظيم يا فرحه حتى لو ما كنتش مخلف صالح جبل ما اتجوزك ما كنتش عمري في حياتي عتجوز عليكي برضه وكنت عبجى راضي كيف دلوج و اكثر وانتي چايه بعد كل ديه تجولي رايده ارجعك ليه
شعرت بجسدها يتجمد فور نطقه كلماته تلك اقتربت منه بحنان دفنت وجهه بعنقها حبست انفاسها عندما شعرت برطوبه فوق عنقها و بقلبها يتضخم بحبه احاطته بذراعيها تضمه اليها بشده تبكى بينما تمرر يدها بحنان فوق ظهره حتى يهدئ ظلوا على هذا الوضع عدة دقائق قبل ان يرفع راسه اليها علي صوتها قائله بصوت عاشق:
– واني كومان بحبك يا عيسى ومش رايده ابعد عنك ولما جلتلك رايده اسيبك كان من وراء جلبي جلتلك اكده واني جلبي بيتعصر من جوه بس كنت تعبت و اني مكمله معاك ومش خابره انت رايداني ولا لاء وانت عمرك ما صارحتني بمشاعرك كنت فاكره اني بحبك بس وانت لاه
وضع عيسي يده فوق وجنتيها هامسا و هو يمرر يدها بين خصلات شعرها بحنان و فوق وجهه يرتسم نظرة هائمة عاشقة:
-اني باحبك يا فرحه باحبك جوي عترجعي معايا صوح
قالها بترقب وحذر لتقول فرحه بابتسامة:
– حاضر
بادلها الابتسامه بحب وهتف بصرامة: – ولو طلبتي تطلجي ثاني ولا انك تسيب الدار و تهمليني عربطك في السرير غصب عنك ولا اني اسيبك ثاني تبعدي عني فاهمه
اخذت فرحه تراقبه شاعرة بقلبها ينقبض بشدة لتقول بنعومة :
– اعمل فيا اللي انت رايده بس ما تحرمنيش من انك تجول لي كلمه باحبك ثاني
انخفض عيسي متناولا شفتيها فى قبله رقيقه للغايه شاعرا بالذنب يعصف به بسبب منع نفسه من الاعتراف بحبه من البداية لاعنا نفسه بقوه، رفع راسه متمتما بعشق:
– بس اكده حاضر بحبك وبعشجك يا جلب عيسي
***
كان جلال يجلس اعلى الفراش واسيف تجلس فوق ركبته تمسك فوطه وتجفف شعره من قطرات الماء المتساقطه, وكان جلال كل حين يخطف قبله صغيره منها وهي تطلع فيه بضيق وتحذير مصطنع وهو يبتسم عليها بعشق جارف ليقول:
-اسيف بحبِك ، انتي مش عارفة قد ايه انا مبسوط
ابتسمت له بخجل وقالت بخفوت:
– قد ايه
ارجع خصلات شعرها خلف اذنها ليقول بحنان: -مش سامعة قلبي
وضعت يدها فوق قلبه الذي يدق بعنف وكانه سوف يصرخ من العشق:
-سامعة
قال مبتسماً بحب:
– بيقول اسيف احمد السيوفي حرم جلال الجبالي ، اخيرا بقالي كتير مستني اليوم ده
تنهدت اسيف بعمق لتقول:
-وانا كمان كنت خايفة اوي ميحصلش
جلال متسائلاً بحذر:
– ليه
مسحت علي وجنتيه بحنان قائله بحب خالص:
-اصل كل اللي بيحبوا مبيكملوش ، دايمًا في الاخر في جرح و وجع، انما انا اتجوزت حبيبي وحامل منه و دلوقتي معاه ، الراجل اللي اتمنيته، الراجل اللي حلمت ابقي معاه و اكمل باقي عمري وانا مراته، انت اغلي حاجه عندي يا جلال
قربها اليه بلهفه تلقاها ذراعه تحتضنها بعشق شديد وهو يمرر يده على جسدها باطمئنان ثم قبل اعلى راسها وهو يقول:
– انتي عمري كله ، انتي اول و اخر ست في حياتي
هتفت متسائلة باهتمام:
– بجد
مرر جلال يده على شفتيها وهو يقول بعشق:
-طبعًا بجد
قالت بحزن داخلها حاولت اخفاءه بقلق:
– طب اوعدني يا جلال ، اوعدني اني هفضل اخر واحدة في حياتك وانك عمرك ماهتجرحني ولا تلمس واحدة غيري اوعدني
مرر جلال يده بتملك بداخل خصلات شعرها وهو يقول بجدية فقد فهم مخاوفها تريد الاطمئنان:
-اوعدك ان مفيش واحدة هتعرف طعم ولا ريحة حضن جلال الجبالي غيرك وان عينيا و قلبي عمرهم ما شافوا ولا هيشوفوا غير اسيف ، اقول تاني
تنهدت اسيف وهي تقول براحه:
– قول
مال جلال على شفتيها يقبلها وهو يقول بشغف:
-اوعدك ان مفيش واحدة هتعرف طعم ولا ريحة حضن جلال الجبالي غيرك وان عينيا و قلبي عمرهم ما شافوا ولا هيشوفوا غير اسيف ، اقول تالت
وضعت يدها على وجنته وهي تقول بحب:
– قول
أبتسم لها جلال بعشق واقترب اكثر و لكن هذه المرة تحدت بلغه فنون العشق الخاص بينهما فقط
***
عقد حاجبيه بدهشة وتعجب وهتف بحيره:
– صفيه انتي بتعملي ايه هنا
نظرت صفيه الي مصطفى بتردد كبير وفركت يدها بتوتر ثم لاحظت اثار الضرب علي وجهه قائله بقلق:
– سلامتك هو انت مال وشك
تنهد مصطفى بضيق مكتوم وقال:
– اصلي خبطت في حيطه
عقدت حاجبيها بدهشة متسائلة بعدم فهم:
– حيطه ايه اللي تعمل اكده ديه كيف ما يكون حد ضربك
جز علي اسنانه بغيظ وقال بحده:
-انتي جايه ليه يا صفيه هو انا مش قلت لك بعد شهرين هبعتلك ورقه الطلاق ايه مستعجله قوي شكلك
نظرت اليه بحزن عميق وقالت بارتباك شديد: -مصطفى اني مش رايده اطلج
خفق قلبه بعنف من حديثها فماذا تقصد ليقول مصطفى بجمود مصطنع:
-مش فاهم قصدك يعني ايه مش عايزه تطلقي
أخفضت راسها صفيه بضعف :
– اني بجي الكل يكرهني وما حدش تقريبا طايج يشوف خلجتي حتى ,عشان اكده حبست نفسي في اوضتي ما بجتش اشوف حد اني فكرت كثير جبل ما اجيلك اهنه جايز عطلب منك طلب غريب عشان ما اعرفكش زين عشان اثج فيك بس مش لاجيه حد غيرك وانت املي الاخير وانت كمان الوحيد اللي حبتني او ممكن تكون بطلت تحبيني بعد اللي سمعته مني و ده حجك
مصطفى باستغراب:
– طلب ايه ده
رفعت عينيها تنظر اليه بانكسار هامسه والدموع تنهمر من عينيها بالم:
– انا عايزاك تديني فرصه اصلح من نفسي نفسي ابجى زينه يا مصطفى نفسى كل اهلي يرجعوا يحبنوا كيف الاول نفسي ما بجاش وحشه في نظركم كلاتكم مش رايداك تطلجني ورايده ابدا معاك صفحه چديده واني اجسم بالله هصون العشره زين ما بينا
لتتابع حديثها بندم:
– اني خابره ان اني وحشه جوي وضيعت حاجات كثير من يدي اولهم انسان كويس زيك ما يستاهلش واحده زيي بس اني ندمانه على كل حاچه عملتها وحشه في حج نفسي وحج غيري ونفسي تديني فرصه اثبت ليكم ان جوايا لسه حاچه زينه
تنهد مصطفى بضيق وحيره لا يعرف ماذا يفعل او هي صادقه حقا ام تخطط لشئ اخر لكن لا يعرف لما اشفق عليها وعلى حالتها ودموعها اثرت فيه وشعر بالصدق لا يعرف لماذا لكن سال نفسه لما لا يصدقها هي من الاساس لم تكذب عليه او تخدعه فعيسي هو من كذب بانها مواقفه على الزواج ولما لا يعطيها فرصة هو لم يعرفها جيدا ,ومن الممكن تتحسن مع الوقت
نظرت اليه صفيه بتردد وقالت بالم:
– مش مواجف تديني فرصه صوح
قبل ان يجيب عليها لمح والدته في الداخل اشارت له بابتسامه حب وتشجيع بالموافقه تنهد مجيب بعمق :
– لا
ادمعت صفيه عينيها بمرارة اكثر ونهضت بانكسار لترحل واشففت عليها امه ليقول مصطفى:
-قصدي لا موافق
ابتسمت صفيه بسعاده واقتربت والدته تضمها بحب:
– نورتي بيتك يا مرات ابني
بادلتها الابتسامه بخجل الذي اعجب به مصطفى ليقول بجدية:
– لازم الاول اتصل بعيسي واقوله انك عندي عشان والدتك زمانها قلقانه عليكي وبعدين دي الاصول
ذهب مصطفى يحادث عيسي تحت انظار صفيه بدهشة من ذلك الانسان رغم كل ما حدث منها ومن عيسي لاجل زوجه منها بدون موافقتها ورغم كل ما فعلته به وسمع منها بلسانها حبها لغيره لكن بداخله مازال يتحدث عن الاصول ابتسمت لطيبته وهي تفكر أن يجب عليها ان تحافظ على رجل مثله ولا تخسره ولا تبحث عن المتاعب ولا الحب ايضا فمن الممكن ان هذا نصيبها في هذه الحياه لكن حتى العشق اصبحت لا تريده بل تريده هو فقط لكن من يعرف ربما العشق هنا مع مصطفى
***
أغمضت نادين عينيها آسف واعتصر قلبها الما علي حالها منذ طلاقها وهي تحبس نفسها في منزلها الذي شهد علي حبها بينها وبين زوجها زين او طليقها الان لا تستوعب فكل ما حدث في غضون ثواني كشف كل شئ وفي ثانيه واحده بعدها تم طلقها بكل قسوه دون سماع مبرر حتي لها رفض السماح رفض الاستماع وهي رفضت ترك منزلها بعد ان طلقها بغضب ورحل معتقدا انها رحلت بعده تعلم انه خطأها من البداية بانها سمحت لنفسها بالتحدث عن علاقتها بزوجها مع ابنه عمها حتي اقترحت عليها تلك اللعبه التي اوصلتها الي النهايه لكن أردت التصليح واقتربت منه مره ثانيه كزوجته .
كشفت له عن تلك المشاعر فهى الان توصد بابها امام انجرافها نحوه اعترفت بحبه وبكل عشقها له فعلت الكثير والكثير حتي تنجح تلك العلاقه وبالفعل لقد وصلت اخيرا الي بر الامان لكن لم يخفي شئ كثير وتم كشف كل مخططها وانها هي اسيل طلبت الغفران طلبت الاستماع وطلبت فرصه اخيره لكن رفض.. رفض تام الم تستحق فرصه ثانيه فهي قد أعطت فرص كثير لتلك العلاقه وضحت اكثر
افاقت من شرودها علي صوت باب المنزل يفتح ويدلف منه زين الذي تطلع فيها بدهشة وغضب شديد وقال:
– انتي لسه هنا بتعملي ايه انا مش طردتك
حاولت تمالك نفسها امامه فاردفت وهى ترسم الثبات:
-ازيك يا زين عامل ايه
شعرت نادين بغضب عارم اجتاح زين ووقف كالثور الهائج ثم امسك راسه بيديه كانه يعاني من صراعا او الما حادا ثم بدا يقترب منها ، وبدات حركته تثقل شيئا شيئا، وسكنت ملامحه واصبح وجهه جامدا كالثلج، غير ان عينيه حمراوان يطل منهما الشرر والغضب وسمعته وهو يقول بصوت مرعب بالرغم من هدوءه :
– هو انا مش قلتلك مش عايز اشوف وشك هنا ثاني ولا في اي حته هو انتي ايه ما عندكيش دم ولا احساس بعد كل اللي عملتيه ولسه ليكي عين توريني وشك تاني انا ما شفتش في حياتي انسانه بجحه ذيك كده
كانت نظراتها مليئا بالحزن شعر انه يرى دموعها تنهمر على خديها وهذا ماكان يحدث كانت دموعها تنهمر وهي تحاول ان تنظم نفسها:
– يا زين حرام عليك انا عارفه ان انا غلطت ومعترفة بكده بس اديني فرصه واحده بس اشرحلك انا عملت كده ليه من البدايه انا ما رضيتش امشي من هنا على امل انك تيجى وابرر موقفي
تنهد وتفوه قائلا ساخراً :
– ايه هتدوري على كذبه جديده المره دي وتقولي ايه
قالت وكان قد اعتصرها الالم قلبها :
– هقول لك انا حبيتك بجد وكان نفسي اكمل معاك باقي حياتي كلها هاقول لك كان نفسي نبقى اسره سعيده هاقول لك ان انا تعبت قد ايه عشان احاول اكمل وابني امل ان العلاقه دي تنجح هاقول لك ان انا عمري في حياتي ما حبت ولا هاحب قدك في الدنيا
اغمض عينيه وقال في الم شعرت به :
-امشي يا نادين اطلعي بره وبطلي كذب بتحبيني باماره ايه انتي عملتي كل ده عشان تطلقي مني اصلا انتحلتي شخصيه واحده تانيه وكنتي بتكلميني على النت وتقربي مني عشان تمسكي عليا زله وتوريها لوالدك عشان يوافق على الطلاق طب ما فكرتيش ساعتها هيكون انا موقفي ايه قدام اهلي لما اطلع في نظرهم واحد خائن يعرف واحده على مراته
قالت في الم أصابها وهى تحاول التحكم في سيل الدمع التي سالت على وجنتيها :
-قلت لك انا عارفه ان انا غلطت وندمت ودفعت ثمن غلطتي وكرهت نفسي اوي وقتها عشان عملت كده فيك بس كان غصب عني انت طول الوقت بعيد دافن نفسك بين الرسم و كل تركيزك فيه وشلتني انا وبنتك من حياتك خالص عاوزني اعمل ايه لما ما بقتش حاسه بالامان مع الراجل اللي انا متجوزاه عاوزني اعمل ايه لما الاقي صوره لمرات اخوه معاه وهو اللي رسمها بايده وكاتب عليها اهداء الى عشقي اسيف
حاول استيعاب زين ما قالته اتعرف علاقته السابقه مع اسيف في الماضي واي صور تحكي عنها هو لا يتذكر حاول ان يجد مبررا لما كان يدور بعقله وقتها فاردف وهو يحاول استمالتها نحوه :
– جبتي الكلام ده منين انا ما فيش حاجه بيني وبين اسيف خالص وصوره ايه دي اللي رسمتها
قالت وابتسامة حزينة علت وجهها : -صوره موجوده ليها في ورشتك تحت ابقي انزل ودور عليها بنفسك لو مش مصدقني انا شفتها عندك بنفسي وما فيش داعي تنكر يا زين الموضوع ده عشان انا متاكده منه اوي وكمان شفتك و انتوا بتكلموا بعض مره في السرايا
صمت لحظه بغضب شديد يحاول تذكر تلك الصورة حتي تذكر بالفعل رسم لها صوره وكان سوف يعطيها اليها قبل الانفصال عنها تقدم نحوها بغضب وتحدث بكل صدق:
– انا مش بكدب يا نادين وما تفكريش كده عرفتي تمسكي عليا حاجه عشان تطلعي لنفسك عذر ومش هنكر انا فعلا كان في بيني وبين اسيف زمان اوي علاقه عاطفيه لا كمان ما تتسماش علاقه لاننا حتى ما كملناش ست شهور وانفصلنا وحتى ما كناش بنتقابل مع بعض في الست شهور على طول كنت انا في الصعيد وباجي الجامعه اشوفها فين وفين وعلاقتنا متطورتش خالص والدليل على كده لمجرد اسباب تافه سيبنا بعض يعني اللي بنا ميتسماش علاقة حب او اي حاجه ,هو ده بقي اللي خلاكي تعملي لعبه اسيل وطبعا رحتي قولتي لبنت عمك ريم علي موضوع اسيف هي وفرحه علي اسرار بيتنا وممكن يوصل الكلام لجلال وتعملي مشاكل ما بينا وانتي هتبقي مبسوطه وفرحانه ساعتها مش كده انتي فعلا غبيه
تحدثت بوهن وهى تحاول وقف شلالات اللالئ المتدفقة من بين مجريات اعينها:
– انا ما قلتش لحد خالص علي موضوع اسيف , ممكن قلتلهم انك كنت علي علاقه بواحده قبلي بس ما قلتش اسمها ولا مين لاني بعتبر عيلتك هي عيلتي وتهميني زي ما تهمك بالضبط واكثر كمان بس ما كنتش اعرف طبيعة علاقتكم ببعض ايه وانت ما جيتش في يوم وحكيتلي على علاقتك بيها حتى لو زي ما بتقول ما كانش بينكم علاقه اصلا بس كان من حقي اعرف طالما هي دخلت العيله ثاني وانت رجعت تشوفها بدل ما تخلي عقلي يقعد يصور حاجات ويخمن افكار مش حقيقيه ومع ذلك مش مهم مش ده موضوعنا اصلا , وانا بقيت متاكده سواء انت او اسيف ما بتفكرش فيها خالص انا كان عندي دوافع كثيرة تخليني ما عنديش ثقه في العلاقه دي وافكر في التفكير اللي انا فكرت به انا عارفه اني غلطت لما فكرت ادخل اكلمك عن طريق الفيسبوك على اساس اني واحده ثانيه واحاول اوقعك عشان اطلق منك , بس ساعتها ما كنتش واعية باعمل ايه وعرفت متاخر ان انا غلطت غلطة كبيره قوي بس والله ندمانه وبحاول اصلحها
احتدت قليلا فور تذكرها الالم النفسي الذي كانت تشعره معه واردفت في مرارة:
– والدليل على كلامى اني ندمانه اني بطلت اكلمك بشخصيه اسيل من مده وحاولت اقرب منك بشخصيتي انا نادين و لو رجع بيا الزمن ما كنتش هعمل كده، انا اسفه يا زين سامحني اوعدك ان دي اخر غلطه هعاملها في حياتي او اني اخبي عليك حاجه بس انا وانت بنحب بعض عشان خاطر حبنا اديني فرصه واحده كمان
قال رغم معرفته حقيقة مشاعره:
– ومين قال لك ان انا باحبك ده انا عمري في حياتي حتى ما قلتهالك
تساءلت نادين بصدمه وخزع:
-يعني ايه
تحدث بكل قسوه قلبه:
-يعني انا مش باحبك يا نادين ولا عمري حبيتك ولا عمري اعترفت لك اني باحبك انتي اللي عماله تبني خيالات في دماغك و تصدقيها لكن انا مش بحبك
ابتلعت ريقها بصعوبة شديدة ومرارة:
– لا انت بتقول كده عشان تحاول تضايقني وترد اللي انا عملته فيك عشان متضايق مني صح
هز راسه برفض وتوتر وهو يرى دموعها تنهار امام عينيها بالم وقال محاولا التماسك:
-لا يا نادين دي الحقيقه انا مش بحبك حاولي كده تفتكري مره واحده لمحتلك بكده ولا اعترفت بمشاعر ليكي حتى
تطلعت فيه بنظرة الحزن التي صوبتها نحوي كادت ان تخترق قلبه وتجعله يذرف الما وهى تتفوه:
– انا عمري في حياتي ما طمعت يوم في حاجه مش لي حتى لما حبيتك حاولت اقرب منك عشان كنت فاكره انك لي ومن حقي انا ولا طمعت ان اكون في اولوياتك يا زين رغم انشغالك طول الوقت بامور الرسم وهوايتك وحلمك اللي ما عرفتش تحققه حتى ساعات كنت بحس انك بتشيلني ذنب كل حاجه في حياتك كانت غلط ان السبب فيها , حتى شغلك وشركتك الخاصه بيك انت انا اللي كنت شايله كل امورها فوق دماغي وعمري ما اشتكيت وكنت باحترم رغبتك جدا بل بالعكس تماما كنت باجي على نفسي كتير اوي واديت كثير من عمري عشان العلاقه دي تنجح وانت تيجي بعد كل ده تقول لي انا مش بحبك
ما تركن بها من ضربات قاسية نعم هى تتحدث عن واقعها معه كانت تظن ان وجودها في حياته لهذا الغرض فهى كانت وعاء لافراغ شحنته العاطفية فيها دون النظر اليها وحتي ولا اعطاها عشق ولا كلمه وعد حب وهو الان يضعها امام نفسها بكل صراحة وهو الذي كان يظن انه لم يظلمها يوم كم كان مخطئ في تصوره هذا لتقول هي:
– تقدر تقول لي انا كنت فين من حياتك انا وبنتك عمرك عرفت حاجه عن وتين كده تقدر دلوقتي تقولي لو سالتك هي في سنه كام هتقولي ايه لما كانت بتقع في المشكله حتى لو بسيطه كنت بتلاقيك جنبها رحت معاها انترفيو مدرسه مره فكرت هي تعبانه ولا زعلانه ولا متضايقه ولا جعانه ولا اي حاجه كانت حصلت لها وانت جنبها ولا مشغول كالعاده ومتنكرش كنت بلفت نظرك دائما لاهمالك لبنتك وانشغالك بامور الرسم حتى يوم ما حملت فيها قلتلك انا حامل رد فعلك كان قاسي قوي وقتها اتصدمت و سكت ولما سالتك مش مبسوط ولا ايه هزيت راسك بلا ومشيت وسبتني طب بلاش بنتك انا فين ، عمرك فكرت انا عندي مشاكل ومحتاجة ليك ولا لاء وانا كمان كنت بحتاج كثير جدا لزوج وحبيب و كنت برجع من الشغل تعبانه وانا بشتاق لحضنك وانت علي طول تائه في زحمة الانشغال بامور الرسم و عشان كده كرهت الرسم بسببك حبك لي كان اكتر مني وانت نسيت كل اللي انا عملته ده وفكرت بس في غلطة واحدة قصاد 100 غلطة كنت بتعملها كل يوم في حقي انا وبنتك ورميت عليا الطلاق بكل سهوله من غير ما تفهم اي حاجه
نظرت اليه بحزن وهي عينها تتحدث اليه لا تشعر سوى بانها وعاء لتفريغ ما يمر به من شحنات وتنهدت وهى تستردف:
-ولما كنت ابطل اهتم بيك ولا ابعد شويه في ثانيه تقلب عليا الترابيزه وتطلعني انا اللي غلطانه وانت لا لانك ما كنتش بتشوفني كشريكة ليك لا كنت بتشوفني شئ مفروض عليك طول الوقت عشان عائلتك وبس انا كنت خارج اهتماماتك انت اصلا ما كنتش شايفني من الاساس غير انك كنت تتصيد الاخطاء ليا عشان تبعد وعاوزني بعد كل ده محاولش ابعد عنك واطلب اطلق اي كانت الطريقه شكلها ايه
يالقسوة ما شعر بها الان فهى وبرغم من حزنها من افعاله تتخذ حجه له كم احتقر نفسه هي رغم انها أخطأت بحقه بل تتحدث بكل رقي يالا رقة مشاعرها التي جعلت قلبه يهوى تحت قدميها الان يطالبها بالغفران وعدم الهجران قامت بتنظيف حنجرتها التي تحشرجت بها الكلمات وقالت:
– على فكره لو حسبنا موضوع اسيل من زاويه تانيه هتطلع ساعتها انك خنتني يا زين عشان لو ما كنتش اسيل انا كنت زمانك دلوقتي رميني انا وبنتك و متجوزها هي ما تنساش انك طلبتها للجواز وبعد كل ده انا لسه بحاول اصلح علاقتنا
نظر لها بدهشة وهو يفكر في كلماتها هو خانها بالفعل لتكمل بصوت متحشرج:
– انا اديت العلاقه دي كثير قوي قصاد واحد زي الحجر وعمره ما حس بيا و خلاص تعبت ومش هفضل ادي مقابل قصاد ولا اي حاجه انا هامشي يا زين و اوعدك مش هتشوفني ثاني اصلا انت خلاص طلقتني يعني ما بقاش في حاجه تربطنا ببعض
ذهبت الى الداخل تفيق ابنتها الصغيرة بابتسامة مصطنعة حتي تنهض وتذهب الى والدها وبدات في تجهيز حقيبتها للرحيل
اغمض عينه اسفا واعتصر قلبه الما لانهيارها امامه وما وصوله اليه الان من المخطئ بينهما اصبح في دوامه افكار كثيرة بعد حديثها معه قد تكون أخطأت ولكن عليه الاعتراف بانه اخطا ايضا وليس مره واحده ، يتسال لما انتظرت كل ذلك الوقت معه ولم تشتكي من البداية لم تطلب الرحيل وتتركه لو فعلت ذلك لم يحاسبها فمعها كامل الحق فهو لم يعطيها اي اشاره انه يراها في حياته، اذا جاء وقت الحساب فلا بدّ يحاسب نفسه اولا لكن يتسال هل سوف يتركها تذهب وتتركه بعد ما حدث ومازال يحبها هو بالاساس عشقها وانتهى الامر
استمتعت نادين صوت هاتفها يدق بنمره غريبه خارج مصر تقدمت نحوها واجابت باستغراب:
-الو مين معايا
-استاذ نادين معايا مش كده
اجابت بتعجب قائله بهدوء:
– ايوه انا مين حضرتك
عقد زين حاجبيه متسائلا بحده مع من تتحدث ونهض يستمع الحديث ويعرف مع من تتحدث..
-انا چو ممكن حضرتك ما تعرفنيش بس انا اعرفك كويس , انا بقالي اكثر من شهر بحاول اوصل لك انا چو ابن خالتك والدتك حكيتلي عنك كثير اوي وهي دلوقتي تعبانه قوي ما بين الحياه والموت وهي في امريكا وكل اللي طالباه منك انك تيجى تشوفيها لو مره واحده وتسامحيها قبل ما تموت فارجوكي اعتبريه رجاء مني و تعالى شوفيها و بلاش تقول لي لوالدك عشان انا حاولت اكلمه بس هو ما سمعنيش حتي و اقفل التليفون في وشي
انزلت الهاتف من اعلي اذنها وسقطت دموعها بانهيار والم شديد ، دلف اليها زين بدهشة وبقلق قائلا:
– في ايه مين كان بيكلمك
التفتت وهى تمسح وجنتيها واقتربت في تعجب وهي تردف بحزن عميق:
– ما فيش حاجه ما تشغلش بالك
تقدم نحوها وهو يتملكها براحتي يدي اللاتي استقرت على كتفيها واردف:
– هو ايه اللي ما تشغلش بالك من بيتصل بيكي وقال لك ايه مخلي حالتك كده ردي عليا
صاحت بغضب شديد والدموع تنهمر من عينيها بالم:
-قال لي ان ماما ما بين الحياه والموت ولازم اروح اشوفها عشان عاوزه تشوفني قبل ما تموت وبابا رافض ارتحت
زين بعدم تصديق قائلا:
– والدتك
هزت راسها بالايجاب بمرارة وقالت بصوت منكسر:
– زين ممكن تخلي وتين معاك وتخلي بالك منها لحد ما اروح امريكا اشوفها وارجع ويا ريت ما تقولش لبابا عشان لو عرف هيرفض اكيد عشان هو من ساعه لما طلبت الطلاق وسابتنا و مش عايزه يسمع عنها اي حاجه
حدق بها بناظريه نظرة تمنيتها منذ بداية زواجهما قائلا بحنان:
– اهدي يا نادين ان شاء الله هتبقى كويسه بس انا مش هقدر اسيبك لوحدك انا هاجي معاكي
حاولت تحرير كتفيها في ضجر وهى تردف :
– لا مفيش داعي ان..
قاطعها زين قائلا بلهجة حادة وأمر:
– انا قلت كلمه مش هتسافري لوحدك
***
كانت فرحه تسير تبتسم بسماجة كاللبهاء كل حين وآخر، وهي تمسك بقوه ذراع عيسي وتنظر له بنظرة حالمة لا تصدق بانه منذ قليل كان يعترف بعشقه لها حمحم عيسي باحراج وهو يرى الجميع ينظر اليه قائلا بحنق:
– چري ايه يا فرحه مالك ماسكه فيا اكده كيف اللي جفشه دكر بط هيهرب منك
هدرت به بزعل مصطنع:
– بحبك الله بلاش احبك يعني
اوما براسه في سخط:
– اني خابر رايده تفرجي الخلج علينا انتي ما لكيش خروج من الدار معايا تاني
نظرت له بابتسامه حب وقالت:
-طب جلي باحبك مره كومان
هز راسه برفض شديد, تركته فرحه بضيق وحزن علي حزنها قائلا سريعا:
– بحبك خلاص ارتحتي اكده
ابتسمت له بسعاده وشددت علي ذراعيه مره ثانيه ليقول بضيق شديد:
– ما بلاش المسكه اللي ماسكهالي دي هو اني هاهرب منك يا بنت الناس
هزت كتفها بدلال قائله بابتسامة:
-لاه عشان اثبت لاهل البلد كلاتهم انك ليا لوحدي وبتاعي اني
عيسي بحده قائلا:
-لمي نفسك و متدلعيش اكده واحنا وسط الخلج بدل ما جسم بالله ارميك اهنه في الترعه واخلص منك
– ترعه يعني اجول لك اثبت لاهل البلد انك بتاعي اني وانت تفرج الناس عليا وانا في الترعه ياسلام على الحب
قالتها بغيظ شديد ثم هتفت بهدوء:
– وبعدين اهون عليك
هز راسه بقله حيله ومال الي راسها يهدر مبتسماً :
-ما انتي خابره مفيش في الجلب غيرك تهوني كيف بس
ابتسمت له بحب واخفضت راسها بخجل تسير جانبه بهدوء عقد حاجبيه باستغراب مضحك قائلا بخبث:
– خلاص اكده من اهنه ورايح عرفت ايه اللي يسكتك
***
وضع جلال يده حول خصرها بتملك ليسحبها ودلف الي احد المطاعم الفخمه يقودها الي طاولة ليسحب كرسي ليجلسها علي مقعد ويجلس امامها ليكون وجهها ناحيه بعض فتيات جميلات ينظرون الى جلال باعجاب شديد مما اغاظها بشده لياتي النادل ويسال جلال ويعطي طلبه واسيف مازالت تنظر الى البنات بغضب مكتوم ليذهب النادل لياتي بطلبهم لينظر جلال لها يلاحظ ملامح الغضب عليها وعينها تطق شرار ليستدير ينظر بفضول الي ما تنظر ليرى الفتيات يبتسمون له لينظر اليهم بنفور و قرف ويوجه نظره الي حبيبته اسيف قائلا بحنان:
– حبيبتي
لتفيق اسيف وتنظر له قائلة بحزن:
-نعم يا جلال
عقد حاجبيه بدهشة من حزنها ليداعب يدها بحنان باصابع يده قائلا بمشاكسه:
– حبيبتي غيرانه
لتقول اسيف بضيق وهي تبرز شفتها للاسفل كطفله صغيره:
– مممم اه شويه بس خايفه اكون مش في نظرك جميله للحد ده اللي يخليك تفضل تبصلي انا لوحدي وبس
ليخفق قلبه بعنف وهي تعترف بغيرتها عليه ليقول بهمس وبعشق يخفق قلبها:
– ازاي ابص للنجوم والقمر جنبي انتي اجمل مليون مره في نظري و انك تقارني نفسك بدول ولا اي ست في الدنيا انا بحبك انتي بس انتي اجمل النساء بعيني
نظرت له بحب ولمست خده برفق:
– وانا كمان باحبك وانت اجمل راجل في حياتي
ضحك بعدم تصديق من كلماتها ليقبل يدها بحنان ليتحدث معها جلال عن عمله وعن حياته واخواته و والدته وكانت تستمع له باهتمام ولم يشعروا بالوقت يمر ليقطع حديثهم النادل وهو يضع امامهم الاطباق وقد شعرت بالجوع الشديد بسبب منظر الطعام اللذيذ الموضوع امامها لتاخذ الطبق اعلي الطاوله و تشم رائحه الطعام بتلذذ وتبدا تاكل بشراهه عقد حاجبيه مبتسماً عليها ولم يعلق يعرف كونها حامل لذلك جائعة لذلك تركها تاخذ راحتها حتي انتهوا من الطعام وطلب جلال لها عصير وهو قهوه ليقول مقترح :
– تحبي نقوم نرقص شويه
لتهز راسها بالايجاب بصمت مبتسمه ذهبوا للرقص وكانت اغنيه هادئه امسك بيدها وخصرها و وضعت اسيف يدها علي كتفه وعينيهم كانت تغوصان ببعضها نظرات متبادلة مليئه بالمشاعر واسيف مغمضة العينين بابتسامة حالمه
قال جلال بصوت دافئ:
– مش عارف امتي هنرجع الصعيد و ابوكي مش راضي قالي خليها اخر الاسبوع شكله كده عارف ان لو روحنا هناك مش هخليكي تبعدي عني ثانيه واحده بعيد عن حضني ثاني
ختم حديثه بمزحه لتفتح عينيها تضحك قائله بهدوء:
– مش عارفه عمال تتكلم علي رجوع الصعيد وناسي امتحاناتي قربت
ليقول جلال بحب:
– انا عمري ما نسيت حاجه تخصك يا حبيبتي بعت حد يسال على الامتحانات وعرفت المواعيد وجدول امتحاناتك معايا وان شاء الله هتنجحي وبتفوق
ابتسمت له بسعاده اسيف لتقول بحنان:
-بحبك
-انا اللي بموت فيكي يا اسيف نفسي نبتدي مع بعض بدايه جديده خالص هننسى فيها كل اللي فات، كل الالم والعذاب والظلم الي شفتيه لوالدتك انسيه وافتكري بس حياتنا وحبنا وابننا اللي جاي وانا اوعدك اني اعوضك عن كل الي فات
كان يتحدث بهمس اما هي شعرت انها ستتقيئ من رائحته لتدفعه بخفه وتضع يدها على فمها بسرعه وتركض تبحث عن المرحاض بداخل المطعم لترى باب مكتوب عليه المرحاض لتدفعه بسرعه وهي تهبط علي ركبتها تفرغ ما اكلته بتعب وهي تضع يدها اعلى بطنها بقلق، بعد فتره كانت تفتح صنبور المياه وتغسل وجهها لتنتهي وتسحب منديل ورقي تجفف وجهها وذهبت للخارج ، كان جلال ينتظر بالخارج بتوتر امام المرحاض بخوف حتي خرجت تتقدم بصعوبة لتقول بصوت مبحوح:
-جلال انا اسفه .
اسرع يحتضنها جلال وضمها اليه بقوه وهو يقول بصرامه حانيه:
– اسفه علي ايه بس يا حبيبتي ولا يهمك المهم انتي بخير حاسة بتعب تحبي نروح للدكتوره بتاعتك اللي بتابعي معاها
رفعت اسيف وجهها اليه وهي تبتسم بارهاق:
– لا يا حبيبي مش لازم انا هبقى كويسه دلوقتي اللي بيحصل لي ده عادي عشان حامل
هز راسه بتفهم ثم احتضنها مره اخرى وهو يهمس لها باهتمام :
– طب تحبي نمشي ولا نكمل سهرتنا
***
ابتسمت عديله بسعاده وهي ترى فرحه تدلف من السرايا مع عيسي اطلقت ام العربي زغروطه سعيده بعودتها مره اخري الي السرايا قائله بسعاده:
-حمد لله بالسلامه انك رجعتي من ثاني الدار يا ست فرحه
فتحت عديله ذراعيها قائله بابتسامة عريضة:
-تعالي في حضني يا حبيبتي تعالي يا فرحه سلمي عليا وحشتنى جوي يا بت
بادلتها فرحه الابتسام بحب وركضت الي حضنها الدافئ تضمها عديله وتلمس ظهرها برفق قائله بحزن:
– اكده يا فرحه هونت عليكي تسيبني يا بنتي حسك عينك تسيبي الدار تاني فاهمه حتى لو عيسي زعلك ولا عملك حاچه تزعلي اهنه في دارك وتعالى اشتكيلي منه واني اجيبلك حجك منه
ادمعت عيني فرحه بسعاده تهز راسها بالايجاب بصمت ليعقد عيسي حاجبيه بضيق مصطنع:
-هي بجت اكده ياما ماشي المهم ان فرحه رجعتلك
ليتابع حديثه قائلا بخبث:
– وتبطلي كل شويه في الرايحه وفي الچايه تجولي لي رايده فرحه.. صالح فرحه ورجعهالي الدار بجيت ضلمه و كئيب من غيرها
ابتعدت فرحه عنها بصدمه تنظر لها بعدم تصديق,لتشيح عديله وجهها باحراج الي الجهه الاخري بارتباك واضح ابتسم عيسي عليها لتقول فرحه بابتسامة عريضة:
– وانتي كومان وحشتيني جوي يا مرات عمي
نظرت اليها عديله ببطء وابتسمت تلامس وجهها بحب حتي وصلت الى اذنها من تحت الحجاب وقرصتها بقوه اطلقت صرخه صغيره تقول بالم: طب ليه اكده يا مرات عمي اني عملت ايه
عيسي باستغراب:
– ليه اكده ياما
ابتسمت لها بخبث هاتفه بمكر:
لا يا حبيبه مرات عمك اصل اني نادره نادر اجرص ودن كل واحده من نسوان مرات عيالي عشان يحرموا يسبوا دارهم بعد اكده ولسه الباجيين
***
هم دياب بفتح الباب ولكنه تفاجا بجميله التى فتحته فجاة وعلى وجهها ابتسامة واسعة , بادلها ابتسامتها قائلا:
– الجمر بنفسها بتفتحلى الباب
احتضنته جميله بقوه قائلة بعشق:
-وحشتنى اوي على فكرة انت بقالك يوم بحاله سايبنى .. يعني 24 ساعة يا دياب
حملها دياب عن الارض قليلا وهو يدلف بها الى الداخل ويغلق الباب بقدمه قائلا:
– ديه اني ما لحجتش 24 ساعة يعده يا مفترية اول ما اطمنت علي فرحه وعيسي جيت علي طول بس هو عيسي اللي اصر اتغدي معاه وبعدين انتي بجيتى تجيله اكده ليه
نظرت اليه وهو مازال يحملها بصدمة قائلة بزعل:
– بجد تقيلة
هتف بها دياب يهز راسه بضيق مصطنعة:
– جوي الصراحه
ضمت شفتها بعبث فهتفت جميله قائلة بحزن: -معقول تخنت ده انا مكلتش النهاردة غير محشي ورق عنب و مكرونه بالبشاميل وفراخ ومعاهم سلطة وقولت هكمل معاك لما تاجي
عقد حاجبيه بدهشة وقال بسخرية:
– جيتي على نفسك ليه ما كنتي اتغديتي بالمره وما سبتليش حاچه اكلها
نزلت من بين ذراعيه ولم تجيب وهى تتوجه للمرأة الموضوعة بجانب الباب مباشرة, تطلعت الى جسدها قائلة بحزن:
– تخنت اوي فعلا تصدق بس هو يعني بمزاجي ما عشان حامل
رفعها دياب من على الارض ثم وضعها فوق ساقيه وهو يمرر يده على بروز بطنها بحنان ويحتضنها بعشق وغزل يلامس منحنيات جسمها برغبه:
– يا ريت تفضلي حامل على طول الحمل مخليكي كيف الغزاله الناعمة كيف طبج مهلبيه بالمكسرات بجسمك الملبن ديه
احتضنته جميله ودفنت وجهها في عنقه وهي تقول بخجل شديد:
– بس يا دياب ايه الكلام اللي انت بتقوله ده عيب كده
عقد حاجبيه بدهشة وتعجب وهتف بغيظ:
-هو ايه اللي عيب اني جوزك يا هبله انتي
رفعت جميله وجهها تطلع اليه قائله بضيق:
– ما تقولش يا هبله
رفع دياب وجهها العابث اليه وهو يقول بمرح: معاكي حج انتي مش هبله
ثم مال على شفتيها وهو يقول بمكر:
-انتي غزاله ناعمه و رايده تتروض
نهض دياب وهو يحيط خصرها بيده ويقربها من جسده بشده في حين مرت يده الاخرى على بطنها برقه وهو يقربها منه يلتهم شفتيها ليقول بشغف:
– بحبك يا چميلتي
همست وسط قبلاته بعشق:
– وانا كمان بحبك
لتتوه معه في بحور عشقه وحنانه
***
بعد عدة ساعات طويلة وصل زين و نادين الي المستشفي الموجود بها والدة نادين فابن خالتها (چو) لقد أخبرها علي العنوان باكمله قبل ان تغلق معه، وصلت تركض الي الاستقبال لتسال نادين عن والدتها وقبل ان تتحدث مع الممرضة سمعت شخص خلفها يتحدث قائلا:
– مفيش داعي تتعبي نفسك يا نادين للاسف جيتي متاخر والدتك تعيشي انتي
صمت زين بصدمه, التفتت اليه نادين سريعا بلهفة تنظر اليه وتخمن قائله:
– انت اللي اتصلت بيا صح
هز راسه الشاب بحزن لتقول نادين بابتسامة خفيفه وكانها لم تسمع او لا تريد التصديق انها جاءت الي هنا متأخرة ولن تري والدتها ولو لمره واحده في حياتها :
– طب كويس انا نادين انا جيت علي طول و متاخرتش يلا قولي هي فين.. ماما فين
اشفق جو علي حالها ليقول: -الله يرحمها يا نادين قلتلك ماتت لسه دلوقتي من خمس دقائق بس الدكاتره شايلين الاجهزه فصلوها عنها قبل ما تفارق الحياه
ابتلعت نادين ريقها بخوف وهي تدرك جديته في الحديث وان والدتها فارقت الحياه بالفعل لتشعر ببوادر وجع شديد في راسها وكأنه كابوس
انتفض زين واقفا بخوف وتوتر شديد:
-نادين انتي كويسه
جو بقلق:
-نادين انتي بخير
نظر زين لذلك الشاب بغيظ شديد فمنذ ان دلفت نادين الي المستشفي وهو ينده باسمها بغير ألقاب بالإضافة إلى الاهتمام الواضح لها هو يعرف انه ابن خالتها فقد سال نادين في الطريق من الذي تحدث معها وهي اخبرته لكن لم يعجبه الامر لولا الوضع الذي به نادين كان له تصرف اخر معه
لم تجيب نادين في البداية لتشعر بقلبها يتمزق من شدة الالم, نظرت نادين لهم بالم ودموعها تتساقط من شدة الوجع لتصرخ بالم شديد من الوجع
انتفض زين من مكانه بصدمه وخوف عليها ليقترب منها يضمها لكن اقترب جو بخوف عنه سريعا يمسك ذراعيها بحنان ويقربها يضمها الي صدره
لكن يد زين أوقفت إياه وهو يسحب ذراعيها برفق شديد قليلا ونظر له بحده واستنكار فمن يظن نفسه حتي يضم حبيبته واحتضنها زين بحنان شديد يهمس لها بكلمات تهديها وهي استكانت بين ذراعيه تكبت الالم الشديد داخلها
***
بعد رحيل دياب من دار عيسي واطمن على فرحه ، دخلت فرحه للغرفه فقام عيسي فجاه بحمل فرحه بين ذراعيه لتشهق بخضه ثم ابتسمت بخجل واحاطت رقبته وهي تنظر لعينه مباشره, ليقول بابتسامة ساحره يغمز لها بطرف عينه قائلا:
– الليله ليلتك يا شابه
دورت وجهها لكن عينها لم تبرح عينه ووضعها على الفراش وهو يقبل جبينها ويقول بحنان:
-نورتي دارك من تاني يا فرحه
ابتسمت له ثم اتجه الى الفراش واستلقى عليه وهو يرفع فرحه بين ذراعيه ويضمها اليه بحب وحمايه وتملك و يدفن راسه في عنقها بعشق شديد ليضع شفتيه على شريانها النابض وهو يقول بعشق شديد:
– نورتي دارك من تاني يا عشجي ووجعي اللي مش رايد ينتهي
اغمض عيسي عينه بتعب وهو يشعر بشعور من الراحه والطمانينه يغمره لتبتسم بسعاده وهي تندس اكثر في احضان عيسي لتقول باستغراب: عيسي انت هتنام
مرر عيسي يده بحنان في خصلات شعر فرحه وهو يضمها بتملك اكثر لداخل احضانه ليقول بصوت مرهق:
– هموت من التعب يا فرحه الايام اللي فاتت مكنتش بشوف فيها راحه ولا نوم طول ما انتي بعيد عني
لتنظر له بعشق وهي تبتسم بسعاده همهمت فرحه برقه وهي تضمه اكثر :
-نام يا جلب فرحه
***
ابتعد دياب عنها وهو يجذبها لجانبه ويده تلتف حول خصرها بتملك لصقها به وهو يحتضنها بشده وشعور العشق يعتريهما الاثنين استكانت جميله صامته في احضانه تشعر بعضلاته الشديد وهو يحتضنها بحمايه لتتنهد بشوق وهي تشعر بدقات القلب مال عليها وقبل جبينها بحنان متسائلا بمشاكسه:
– هي البطيخه دي ناويه تفضي ميتى
نظرت إليه بغيظ متحدثه:
– ما تقولش على ابني بطيخه انت مالك مستقصدني ليه النهارده مره تخنتي ومره بطيخه
ليتنهد بتوتر وهو يمرر يده في خصلات شعرها و يميل على عنقها يقبل شريانها النابض بعشق وهو يقول بحنان:
– مشتاق لي جوي بحلم جوي باليوم اللي يجي واشيله ما بين ايديه
ابتسمت له بسعاده لتقول بحب:
– خلاص يا حبيبي هانت كلها شهرين ويشرف و ما يبطلش زن
ضمها دياب اليه وهو يقول بحنان :
– ملكيش دعوه انتي خليه يجي الاول واني مستعد استحمله عيبجى على جلبي كيف العسل
وابتعد قليلا بتوتر وهو يراها ثم رفعت عينيها تنظر اليه قائلة وهى تعبث باصابعها فى ذقنه: -دياب دقنك طولت اوى مش تقصرها شويه
عقد حاجبيه متسائلا فقد شعر بها شئ:
– مالك يا چميله فيكي حاچه يا حبيبتي
تنهدت جميله بحزن:
– قلقانه قوي من الولاده وخايفه اوي مش عارفه ليه ساعات بحلم بكوابيس وحشه ليها علاقه بالولاده خايفه قوي علي اللي في بطني يا دياب
نظر لها بخوف ثم مال مره اخرى على عنقها يمرر يده عليه وكانه يطمئن نفسه اول ثم ليتابع بلهفه:
-ما تجلجيش يا حبيبتي تلاجي بس خوف عادي عشان اول مره تولدي بس كل عيبجي زين ان شاء الله
***
بعد مرور اسبوع كان جلال يسوق سيارته بابتسامة عريضة ونظر الي اسيف تجلس بجانب الشباك تبتسم بحب وهي مغمضه العينيه تشعر بالهواء المنعش.. كانوا في طريقهم الى الصعيد اخيرا فوالدها وافق على الرحيل بصعوبة شديدة كان يريد التقرب من اسيف اكثر حتي لا تتدهور حالتها , لكن في النهاية وافق فزوجها وهذه حياتها وهو قد وعدها انه سيتحدث معها طول الوقت وياتي يزورها
ابتسمت اسيف ابتسامه باهته وهي تتامل قبر والدتها حياه لتتقدم منه وضعت الورد الارجواني الداكن التي كانت تحبها امها دائما وجلست امام القبر بركبتها لترفع يدها تقرا الفاتحه لها بصوت هادئ وفعل المثل جلال وهو يقف خلفها يراقبها بقلق شديد من حالتها كان يريد ان يرفض طلبها عندما طلبت تزور قبر والدتها في البداية خوفا علي حالتها لكن استسلم لها و وافق حتي لا تحزن و فاق علي صوتها المؤلمة
– ماما حبيبتي وحشتيني انا ما جيتش المره دي لوحدي جيت ومعايا جلال اللي كنت بحكيلك عنه دائما ، ماما انا وافقت ارجع لجلال جلال مش وحش وانا بحبه ومتاكده كمان من حبه لي وكان نفسي تبقي موجوده معايا دلوقتي اوي عشان تتاكدي من حبه انتي كمان
اقترب منها جلال يجلس جانبها على الارض وهو يمرر يده على وجنتها ويحتضنها بعشق لتكمل حديثها بمرارة وحسره
– وجع قلبى على فراقك مش بيخف خالص لسه بتمنى انك تبقى موجوده وان يكون كل دة حلم واصحى على صوتك تانى واقوم افطر معاكى من تانى واحكيلك كل مشاكلى وزعلى اشوفك وانتى بتضحكيلى تانى واشوفك وانتى خايفه عليا من اي حد يقرب مني احكيلك قد اي تعبانه وقد اي محتاجكى قد اي كنتى صح في كل حاجة قلتيها لي قد اي وجعنى انك سبتيني لوحدى قد ايه ندمانه انى زعلتك يوم بسبب حاجة بقيت اكبر تعب ليا في حياتى ياريتنى سمعت كلامك من الاول ياريتك موجوده عشان تهونى زعلى وتعبى عارفه انك مكنتيش هتسمحى لاى حد يزعلنى ولا يوجعنى بس انتى اول حد وجعنى بجد غيابك وجعنى اوى مش عارفه ارجع تانى زى الاول مش محتاجه حاجة غير قعده معاكى وضحكه من قلبى زى الاول نفسى اوى انزل اشترى معاكى لبسى زي زمان، وحشتنى كل حاجة معاكى صوتك وحشنى اوى البيت والدنيا كلها وحشه من غيرك كنتى ماليا عليا الدنيا
مكنتش بحب اتكلم مع حد ولا حد فارق معايا غيرك انتي وحشتني اوى بصتك ليا اللى بتفهمى بيها كل حاجة انا حقيقى ناقصنى كل حاجة بغيابك، كان نفسي ترجعي ليا محدش بيفهمنى غيرك
انصدم جلال من حالتها و دمعت عينيه بحزن شديد عليها وقال بقلق:
– اسيف حبيبتي ما ينفعش كده ارحميها وارحمي نفسك استغفري ربنا وارضي بقضاء ربنا
______________________
انصدم جلال من حالتها و دمعت عينيه بحزن شديد عليها وقال بقلق:
– اسيف حبيبتي ما ينفعش كده ارحميها وارحمي نفسك استغفري ربنا وارضي بقضاء ربنا
احتضنته اسيف ودفنت وجهها في عنقه وهي تقول بضعف وكأنها مصره علي الحديث:
– كنت بحاول اعمل كل حاجه عشان ابسطها كانت تعبانه اوي وارتاحت بس سبتني بدري لسه محستش باي حاجه غير انها وحشاني وان فراقها وحش و ان المكان اللي هي فيه حزين و كئيب كانت بتتمني ربنا يريحها من الدنيا ربنا اخدها عنده عشان كانت جميله و مفيش زيها فراقها اللي وحش بس اللي مصبرني انها كانت بتموت كل يوم بالبطئ قدامي وارتاحت اخدت قلبي و روحي و عيني و مشيت بس عمري ما الوجع اللي انا فيه هيروح غير لما اجيلها ربنا يجمعني بيكي علي خير
مرر جلال يده بحنان على جسدها وهو يقبل وجنتيها ويحتضنها بعشق:
– بعد الشر عليكي يا قلبي وبعدين ما تخلينيش اندم اني جبتك هنا ، حبيبتي انتي حامل غلط كل ده عليكي
مسحت دموعها بهدوء لتنظر اليه بابتسامة حب: ما تخافش عليا يا جلال انا كويسه هابقى كويسه اكتر لما اطلع اللي جوايا ليها و احاول اقنع نفسي انها خلاص راحت كان نفسي تبقي موجوده قوي وتشوفك كانت هتفرح
تحدث براحه وهو يضمها اليه ويحتضنها بشده ويده تمر على جسدها يطمنها ثم ابتسم وهو يهمس بحنان شديد:
– انا كمان يا حبيبتي بس خلاص امر ربنا الحمد لله على كل شئ ربنا يرحمها ويجعل مثواها الجنه
هزت راسها لها بالايجاب لتقول بصوت هادئ: -استغفر الله العظيم الحمد لله ربنا يرحمها
***
في أمريكا كانت نادين وزين انتهوا من إجراءات الدفن وتم دفن والدتها بالفعل كان ذلك اصعب اسبوع يمر عليها وكان زين معها ولم يتركها ولو ثانيه واحده ويحاول التخفيف عنها طول الوقت وهي استغربت ذلك بشده ولم تعلق لكن لم تعطي امل داخلها حتي زين كان لا يتركها ترحل لوحدها في اي مكان لكن هي لا تعرف ان زين دائما جانبها حتي لا يعطي فرصة لذلك الغريب للتقرب منها وكان زين غاضب دائما منه وكانوا الان جالسون في منزل والدتها القديم وفي العماره الاماميه كان يسكن جو .
ابتسمت نادين ابتسامه باهته وهي تتامل ابنتها الصغيرة تلعب مع ابن چو (يوسف) بمرح بجو يملؤه الحب والبراءة ربما ليست الحياه ظالمه, بل تعطي المرء فرصه واحده ليشتري حياه اخري حياه مختلفه مليئه بالاطمئنان ربما أيضا العشق هو طريق تلك الحياه ، العشق الذي يهب كالعاصفه علي الانسان ليباغته بمشاعر جديده مشاعر تاتي بعذاب وغيره ولوعه وخوف وبرغم من ذلك العشق مهما حدث, ربما لا يستطيع الاستغناء عن ذلك العشق ولا التخلي عنه مهما تعبنا منه
اقترب زين يجلس جانبها و قال باهتمام:
– عامله ايه النهارده
هزت راسها بهدوء تحاول التماسك والتحمل لتقول:
– كويسه او بحاول ابقي كويسه عدي اسبوع كامل وانا حاسه اني لسه في صدمه من فراقها كل حاجه فيها وحشتني كانها كانت معايا طول الوقت مع اني كانت اول مره اشوف ملامحها وانا في المستشفى , بس جايز تكون ده غريزة الابن تجاه والدته فاكره قبل ما اغسلها وانا قاعده حضنتها لاول مرة وببوس فيها وبقولها سامحيني عشان اتاخرت عليكي تعرف حسيت ساعتها كانها حاسه بيا وسمعاني وبتقول لي سامحيني انتي مش عارفه اتخطي موتها لحد دلوقتي وجعت قلبي اوي وسابتني و مشيت انا عارفه انها ما كانتش في حياتي عشان اتعلق بيها كده من البداية بس انا كان نفسي كثير قوي اشوفها واحضنها بس فجاه من غير ما تقولي حاجه مشيت تعرف لو كانت لسه موجوده كنت ناويه اقولها واحكيلها حاجات كثير قوي عني واني ما كرهتهاش ذي ما هي فاكره وبحبها الله يرحمك يا حبيبتي ويجمعني بيها في الجنه
اكملت حديثها بمرارة و دموعها تتساقط بالم: -وانا في الطياره كنت بفكر وانا جاي ليها في حاجات كثير قوي من ضمنهم كنت ناوية اني اسامحها بعد ساعات بعد ما اشوفها، بس مكانش فيها ساعات بعد كده اصلا
الي هنا لم يعد يحتمل ما بها وسحبها زين الي حضنه وضمها بذراعيه بحب وقال برفق:
– ده نصيبها قدرها يا حبيبتي ما ينفعش نعترض ارضي بقضاء ربنا وقولي الحمد لله انك عرفتي تشوفيها قبل ما تروح. حتى لو جيتي وهي ميته
هزت راسها بالايجاب وهي داخل حضنه ومسحت دموعها بحزن وقالت: -وانت كمان هتسيبني على فكره، صح يبقى بلاش شفقه واللي عمال تعمله معايا من ساعه ما جينا هنا
نظر زين لها بضيق وقال بعتاب:
– ايه الكلام اللي انتي بتقوليه ده بس يا نادين حبيبتي انا مش بشفق عليكي زي ما انتي فاكره عشان ده واجبي فعلا ولازم اعمل كده ولينا كلام ثاني بعد ما نرجع مصر ان شاء الله
ابعدت يده بقوه قائله بحده:
-اظن اننا انتهينا من اي شئ بينا يا زين يبقى ملوش لازمه الكلام بعدين ولا دلوقت
هز راسه برفض قائلا بجدية: -لا يا نادين انا لسه ما انتهيناش وصدقيني انا ما كنتش اقصد اللي حصل ولا كنت بتعمد اصطاد الاخطاء ليكي زي ما قلت لي واحنا في مصر قبل ما نسافر انا كنت غافل لا كنت اسير لي معتقدات غلط جويا انا كمان كنت غلط يا نادين وكنت غبي وجاهل علي النعمة اللي ربنا رزقني بيها عارف مدى صبرك وتحملك ليا ، او عرفت ده للاسف متاخر سامحيني يا نادين و خلينا ندي علاقتنا فرصه ثانيه
كان يطمع وقتها بالسماح منها ،وندم ما افتراه في حقها, لكن هي ابتسمت بمرارة كانت سعيده بذلك الحديث لكن حزنت عندما تذكرت عدم حبه لها فاردفت متنهده له :
-و ايه اللي هيخليك تيجي على نفسك وتستحمل وتكمل حياتك مع واحده مش بتحبها
نظر لها بدهشة وقال بحب صادق:
– نادين هو انتي بجد صدقتي كلامي لما قلت لك ان انا مش باحبك تبقى غبيه عشان انا عمري ما حبيت ولا هحب حد غيرك في الدنيا دي كلها
اتسعت عينى نادين من حديثه , لم تستوعب ما تفوه به للتو , هل اعترف بحبه ام انها تتوهم ذلك لاحظ هو شرودها فحاوط وجنتيها بيديه قائلا:
– انا بحبك ، بحبك من لما قولتهالك زمان واحنا مخطوبين من اول مره قلتهالك ومبطلتش احبك لحظة يا نادين بس يمكن هي الفجوة اللي كانت ما بينا اللي كانت مخليانا بعيد عن بعض ومش عارف ده
ابتلعت نادين ريقها وهى مازالت تطالعه باعين متسعة , ابعدت يديها عنه فنظر لها باستغراب قائلا وهو يمسك بكتفيها:
– مالك انتي مش مصدقانى
دفعته نادين برفق وهى تبتعد عنه , سارت تجاه الاريكة ثم جلست فوقها دون ان تتحدث وهتف قائلا يعيد باصرار :
– نادين انا بحبك بجد
لم تجيبه نادين فتوجه اليها قائلا وهو يجاورها بالاريكة:
– ادينى فرصة اصلح كل اللى فات فرصة واحدة بس يا نادين
كانت نادين تتطلع امامها دون ان تجيبه او تطالعه فامسك بذقنها كى يدير وجهها اليه قائلا: – انتي كمان بتحبينى مش كده
نظرت اليه بضيق شديد وقالت بحده:
– زين هو انا لعبه في ايديك شويه مش بتحبيني دلوقتي بتحبني انت عاوز تجنني ولا عايز مني ايه بالضبط قلت لي ابعدي عني و طلقتني وانا وافقتك وقلتلك هبعد
ابتسم بخفه وقال بهدوء:
– متصدقيش اي حاجه قلتها انا بحبك ومتمسك بيكي لما قعدت افكر مع نفسي هنا في كلامك اللي مش راح عن بالي ولا لحظه واحده عرفت ان انا مفروض احاسب نفسي قبل ما احاسبك اذا كان على طلاقنا اول لما نرجع مصر على طول هرجعك على ذمتي
كادت ان تخضع لما يريده ,فكانت تنتظر الاعتراف ذلك بشده ولكن ابى نابضها مجاراة عقلها في السماح لها بالفرار لتنهض الى داخل غرفه ابنتها الصغيرة هاربه لتقول:
– وايه اللي يخليني اصدقك عملت ايه يخليني اصدق انك حبتني مش مجرد كلام بتقوله عشان عاوز تكمل معايا وخلاص
ولكن هو استوقفها مترجي بعد ان كادت تهجر المكان :
– استني يا نادين بالله عليكي انا مش هقف قدامك دلوقت مش هفرض نفسي عليكي بس كل اللي عاوزه فرصه عشان اصلح اللي حصل وانا عارف ان انا السبب في من الاول مش انتي
اقتربت وهو ينظر بتملك لها وهي تعتصر كفها بين قبضت يدها قائله:
– مش هينفع يا زين
هتف بها زين باستنكار غاضب:
– هو ايه اللى مش هينفع
عادت جملتها قائلة بجدية:
– مش هينفع اسامحك على اللى عملته على الاقل دلوقتى محتاجه وقت افكر
نهض بحده هو الاخر ممسكا بذراعيها قائلا بصدمة:
-مش هينفع تسامحينى عايزة وقت اكتر من كده ليه يا نادين هو انتي لسه مش مصدقة ان انا باقول لك بحبك
تنهد زافرا وهو يخفف قبضته ويهدئ من حدته عليها فور استشعار حزنها تقول:
– محتاجة وقت عاوزه اصدقك بس زي ما انت عاوز فرصه انا كمان عايزه فرصه اتاكد فيها من حبك لي
استمالتها لم تكن صعبة المنال فهى لينة القلب رقيقة المشاعر لكن تريد ان تكون عنصر مؤلم في حياتها القادمه ابتسم بسعاده عندما فهم معني حديثها, أردف في خضوع :
– طب ايه اللي ممكن اعمله عشانك صدقني اني بحبك
حاولت التحكم في سعادتها الداخلية ورسم الجمود على محياها بعد ان كادت تخرج بسمة من بين ملامحها لفضح ما يستره نابضها فاردفت له :
– هو انا اللي هقول لك تعمل ايه السؤال ده المفروض تسأله ليك شوف انت هتخليني اثق فيك ازاي وأصدق انك بتحبني اعتبر ان احنا لسه مخطوبين وشوف ممكن تعمل ايه عشان تكسب قلبي من اول و جديد
نظر لها باستنكار وقد فهم ابتسامتها الان ليقول بجدية:
– طب تمام بس لازم اردك لعصمتى الاول
انتصر اخيرا ونجح في اقناعها ,اردفت وهى تحاول التحكم في خجلها وسعادتها الواضحه بانه وافق على الفور لتقول بهدوء:
-تمام موافقه
اتسعت ابتسامه زين بفرحه وراحه ليسمع صوت طرقات علي الباب المنزل ليذهب ليفتح الباب لتختفي ابتسامته ليقول جو بابتسامة سمجه وهو يدلف:
– ازيك يا نادين , معلش اتاخرت عليكي وسبت ابني عندكم فتره طويله بس كان عندي شويه شغل
ابتسمت له نادين مجامله:
– لا عادي ولا يهمك ربنا يخليهلك
اغلق زين الباب بقوه وجاء اليهم بغضب مكتوم منه بادلها جو الابتسامه وقال بشرود في ملامحها: -سبحان الله حاسس ان خالتي هي اللي واقفه قدامي انتي شبهها قوي يا نادين نفس العيون الملونه الجميله ولون الشعر وبشرتك الصافيه نفس جمالها كله و..
قاطعه زين بغضب شديد:
– وايه ثاني يا حيوان انت لسه هتكمل ما تحترم نفسك وتسكت انت ناسي اللي قدامك دي مراتي
جو ببرود:
– و انا ابن خالتها مش حد غريب يعني
جز علي اسنانه بعنف شديد وقال:
-لا بالنسبه ليها برضه غريب بقى هو انت كنت متربي مع بعض ايه ابن خالتها يعني
اقتربت نادين بسرعه منه تمسك يده وتنظر له بضيق ان يهدأ ليقول زين بجدية:
– احنا بكره ان شاء الله هنرجع مصر
جو بحزن:
– ليه بس ما تخليكي شويه يا نادين انتي عاوزه تمشي
نظر زين لها بقلق ان ترفض الرحيل معه, لتقول نادين بهدوء:
– معلش يا جو كفايه كده وبعدين احنا حياتنا هناك في مصر عشان بابي ما يشكش في حاجه كفايه كده لازم ارجع مصر مع زين وبنتي
تنهد زين براحه البال ونظر اليها بعشق وهو يفكر ماذا سوف يفعل لها حتي تتاكد من حبه تجاهها
***
سمعت احلام صوت طرقات خفيفة علي منزلها ابتسمت بخبث لقد عرفت من الطارق فتحت الباب قائله بسخرية:
– كنت متاكده انك عتيجي
نظرت زينب حولها بترقب وحذر وقالت بخوف شديد:
-طب دخليني بسرعه جبل ما حد يشوفني من اهل البلد عندك ويروح يجول لي دياب
ادخلتها احلام وجلست امامها وقالت بغضب شديد:
– بقى اكده يا زينب تروحي تفتني عليا لدياب
ابتلعت ريقها بصعوبة شديدة وقالت بتوتر:
-معلش يا ست احلام اصلك ما شفتيش شكله كان عامل كيف لما ست چميله كانت عتسجط اني خفت بصراحه على اكل عيشي
جزت علي اسنانها بعنف هاتفه بحده:
– هي لساتها حامل صوح
اومات لها براسها بخوف لتقول احلام بتوعيد:
-كانت! لكن من اهنه ورايح هي مش حامل ومش موچوده اصلا في حياتي ولازم اخلص منها
شعرت احلام بنيران الغضب تشتعل بداخلها فور سماعها كلماتها تلك مما جعلها ترمق زينب بنظرات حاقدة تلتمع بالغل والكراهيه, اخذت تمرر يدها تفركها بعصبيه وهي تغرز اظافرها بغل فى كفة يدها بقوة قائله بغل:
– دياب ليا اني.. بتاعي اني و علي جثتي اسيبه ليها ولو فيها موتى
تمتمت زينب بارتباك:
– احب على يدك ياست احلام خرچيني من خطتك ديه ربنا سترها المره إللي فاتت وسي دياب ما طردنيش وعدهلي علشان اعترفت علي كل حاچه بس المره الچايه لو عملت حاچه هيوديني بنفسه للحكومه
اخذت تزفر بحدة محاولة تهدي ذاتها حتي نجحت في نهايه الامر رفعت وجهها بحده وقد التمعت عينيها بقسوة وهي تقول باصرار:
– وانتي عتحتاجي تشتغلي مره ثانيه ليه لما يكون معاكي مليون جنيه
ارتسمت علامات الجشع علي وجه زينب فور سماعها ذلك لكن تجهم وجهها مرة اخري قائله بتردد:
-ااا م مليون جنيه انتي بتتحددي چد يا ست احلام عتديني مليون جنيه
هزت راسها بالايجاب بثقه وقالت بمكر:
– لو چميله ماتت المره دي صوح عديكي مليون جنيه بس لازم نخلص منها خالص ما بجتش جارده اتحملها اكتر من اكده
لتكمل وهي تنظر اليها بخبث:
-هاااا موافجه
اجابتها زينب علي الفور وهي تلهث بجشع:
موافجه.. موافجه طبعا طب كيف عنموت ست چميله
اجابتها احلام وهي تخرج زجاجة صغيرة من حقيبه جانبها ثم رفعتها امام عينيها قائله وعينيها تلتمع بمكر:
– من الازازه دى خذي الازازه دي فيها حبوب اطحنيها وحطيها في اكلها ومن اول خمس دقائق الجلب عيجف وتموت وهيبان انها ماتت بسكته جلبيه قضاء وجدر
هزت زينب راسها وهي تبتسم بسماجة واخذتها منها تدقه بها لتقول احلام بحده:
– وبعد اكده هديكي الفلوس وتهربي من اهنه خالص
وضعت الزجاجه علي الطاوله جانبها تنظر لها بضيق وهي تردف بعدم تصديق:
– لا معلش يا ست احلام اخد نصيبي الاول اني بصراحه مضمنش بعد ما تموت هتديني الفلوس ولا لاء
نظرت بحدة وهى تجز علي اسنانها بغضب قائله بقرف:
-كنت خابره انك طماعه وعتجولي اكده عشان اكده عملت حسابي هاديكي نصف المبلغ دلوج ,والنصف الثاني بعد ما چميله تموت
اجابتها زينب وهي تنهض على الفور وهزت راسها قائله برضا:
– ماشي موافجه فين النصف مليون
نظرت احلام الي اولادها الثلاثه يلعبون علي بعد امتار قليلة ونهضت علي قدميها هي الاخري هاتفه بحده:
– تعالي معايا اديهملك جوه عشان العيال مايشوفوش حاچه ويجولوا لابوهم لما يرجع من بره
هزت زينب راسها بالايجاب وهى تبتسم كالبلهاء خلف احلام بهدوء وهي تشير اليها لكي تقترب منها الي داخل الغرفه معها واغلقت الباب خلفها باحكام
نهض طفل من الأطفال الثلاثه بلهفة يركض نحوه الطاوله ياخذ زجاجة السم قائلا بحماس: -تيجوا نلعب اني دكتور وانتم عيانين واني بديكم الدواء في بقكم كيف ما بنشوف في المشفي
هز راسه كلا من الاطفال الاخرين يبتسمون بحماس…!!!
بعد مده ليست طويله خرجوا كلا من احلام و زينب التي تحمل كيس اسود صغير تحضنه بيدها بقوه وعينيها لازالت تلتمع بجشع نظرت اليها احلام بغضب شديد وقالت:
– الفلوس اهي بجت معاكي المهم تنفذي واياكي حد يشوفك ولا..
لكنها ابتلعت باقى جملتها شاهقه بفزع عندما وقعت عينيها علي اولادها الثلاثه المستلقون اثنين منها بالارض و واحد منهم فوق الاريكة دون حركه و وجهه متورم وملئ بسائل ابيض ينزل من فمه صاحت زينب بذعر:
– يا لهوووووي دول شكلهم شربوا من السم
شحب وجه احلام فور سماعها ذلك همست بصوت مرتجف وهى تنظر الى جسدهم المتهالك والى جسد كل واحد منهم الشبه مدمر فاقدين الوعي تماما قد تحجرت عينيها بقسوة مرعبة : ولادددي… ولادددددي
ركضت تصيح بعنف اليهم تركض بلهفة الي كل واحد فيهم تحاول معه ان يفوق لكن دون استجابة صرخت هابطه جالسه فوق الارض المقابلة لهم بانهيار :
– ولادددددي.. لااااا.. ولادددددي
رفرفت بجفنيها عدة مرات و هى تتطلع اليهم باعين متسعة ظنا منها بانها تحلم او ان عقلها قد صور لها من شدة الصدمه، لكن عندما شعرت بعدم استجابه اي واحد فيهم وهي تضع يدها فوق وجنته تضربه في وجهه بقوه وعنف لعل واحد يفوق منهم وهي تصيح بحسره بكل اسم ولد من اولادها لكن لم يحدث! و علمت بان هذا ليس حلما وأنها من دفعوا ثمن اخطاءها بالفعل انفجرت فى البكاء فور ادراكها ذلك
نظرت زينب بصدمه كبيرة وقالت بعدم تصديق: شكلهم ماتوا خلاص يا ست احلام ربنا يرحمهم
نظرت اليها بحقد خطير وهي تنهض واقفه جذبتها على الفور من رقبتها بين ذراعيها تحاول تخنق فيها احمر وجهها زينب ثم ِبدات تزيد من ضغط يديها حول رقبتها حتي شعرت زينب بالهواء ينعدم من حولها فلم تعد تستطع التنفس فاخذت تضرب بقبضتها فوق يدها المحيطه بعنقها محاوله جعلها ان تبتعد عنها وافلاتها لكن احلام تضغط بكل ما لديها ولم تتحرك من مكانها وظلت تعتصر عنقها بقبضتها القوية حتي اغلقت عينها وسقطت بالارض فاقده الوعى تماماً.
تمتمت بصوت ضاحك بهستريه وشهقات بكائها التى اخذت تزداد وهي تصيح بعنف مثل المجانين :
– جتلتها.. جتلتها كيف ما جتلت ولادي
دلف ضاحي علي الصوت بخوف ليتجمد مكانه من الصدمه فقد راي ابشع منظر في حياته موت اولاد الثلاثه امامه ثم راي زينب ساقطه بالارض هي الاخرى دون حركه اقترب منها يصيح بشراسة ليقول مبتلعا الغصه التى تشكلت بحلقه بصعوبه :
-ايه اللي حصل اللي حصل لولادي مين عمل فيهم اكده انطجي
انفجرت ببكاء شديد تضحك معا بانهيار و هي تلتقط انفاسها بصعوبه وهتفت بجنون :
– چميله ايوه چميله هي اللى جتلتهم لااااااا دياب ايوه دياب هو اللي جتلهم لااااااا زينب اللى جتلتهم ايوه هي عشان اكده اني جتلتها الهبله من غبائها راحت حطت دواء السم اللي اني اديته ليها جدامهم وهم صغيرين ما يعرفوش حاچه رايحه شربوه بس ما كنتش رايده اجتلهم هما اني كنت رايده اجتل چميله عشان دياب
اخذت احلام تضحك بهستريا متمتمة من بين ضحكاتها تلك قائله بابتسامة عريضة:
– ايوه رايده اجتل چميله عشان باحب دياب ايوه اني بحبه لا بعشجه بس هو عمره ما بص ليا علي اني حبيبه كان دائما بيبصلي على ان مرات اخوه بس حاولت كثير معاه يحبني بس كان بيكرهني جوي وكومان حب چميله عشان اكده كنت رايده اخلص منها بالسم بس ولادي هما اللي شربوا السم ااااه يا حرجه جلبى عليكم يا واولادي
نظر لها ضاحي بذهول شاعرا بالم يكاد يحطم روحه الي شظايا ما الذي تقول له هي من كانت تخطط الي قتل جميله و تعترف بعشقها لاخيه دياب و هو من تسبب فى المه هذا عالما بانه قد كان قاسيا معه خلال الايام الماضية و غير هو من تسبب في فضيحه زوجته واتهمها بالزور معني ذلك هي من كانت تحبه وليس هو عندما رأى الساعه في غرفتها كانت هي تخطط و توقع بينهما حتي تبعده عن اخيه وتقترب من دياب
اهتز جسد ضاحي بعنف كمن ضربته الصاعقة فور سماعه كلماتها تلك سقط ارض بانهيار والم يصرخ بقلبه علي فقدان اولاده ببكاء :
– ااااه يا ولاددددي
خرجت احلام تبكي بشدة وتضحك بشده بشكل هستيرية للخارج دون حجاب وهي تصرخ مثل المجانين وتجمع الناس اهل البلد حولها بترقب وصدمه من حالتها وهي تقص ما فعلته من تخطيطها لجميله و عيسي وعن عشقها لدياب.. ومن هنا ظهرت براءه جميله وعيسي .
***
كان دياب راقد فوق الفراش وفتح عينه وهو يشعر بخيال امامه ليجد ماهر كان واقف يراقبه بصمت كما يراقب الاسد فريسته ذلك الذى يحمل سكينه حاده يضعها قريبه من رقبته بابتسامة شر لينهض بفزع ليقول بحده:
– انت دخلت اهنه كيف و بتعمل ايه اهنه يا ال**
ماهر ببرود شديد:
-تؤ تؤ عيب عليك كده ومن غير شتيمه ده انت فاضل لك ثانية وهتقابل وجه كريم وابقى ساعتها سلملي على ابوك وابوي
ابتسم بسخرية هاتفا بشجاعة:
-صدج عيسى لما جال أنك كيف النسوان بتتحامى في سكينه طب تعالى راچل لراچل
جز علي اسنانه بعنف وقال بغضب شديد:
– انا شبه النسوان طب قسما بالله لا اموتك يا دياب دلوقت واخلص عليك
ليكمل متمتما من بين اسنانه بقسوة وقد التمعت عينيه يشراسة :
– وبعد كده هروح لعيسى عشان اموته واشرب من دمه هو كمان وهعرفه مين فينا اللي شبه النسوان
استغل دياب غضبه وانتفض مبعدا السكينه بحده من يده التى كانت بين يده ليسقط من شده اندفاع دياب بعد ان اختل توازنه ودياب معه لتفتح جميله الغرفه سريعا بخوف شديد من الاصوات لتجد ماهر ساقط علي الارض
انتفض دياب واقفا على قدميه و هو يهتف بشراسة مرعبة:
– اطلعي بره يا چميله بسرعه
سحب ماهر السكينه يحاول النهوض سريعا انحنى نحو جميله قابضا علي السكينه بين يديه ساحبا اياها بحده حتى اصبح يقف امامها وهي متجمدة بمكانها بذهول ورعب مما حدث سريعا وقبل ان تحاول الفرار منه غرز ماهر السكينه في احشاء بطنها بعنف وقوه صاح بضحك:
– كده اني حرجت جلبك يا دياب علي ابنك ومراتك
ليركض هارب للخارج سريعا تطلع دياب فوق جثه جميله الهامدة بالارض والدماء تسيل منها بغزارة التي كانت جاثيا فوق الارض و قد شحب وجهه بشدة غير مدركا ما حدث هامس بصوت مرتعش:
-اا جميله.. جميله
اسرع راكضا اليها سحبها الي احضانه برعب اخذ يهزها بقوه متمتما من بين انفاسه اللاهثه والدموع الحارقه تتساقط من عينيه بوجع :
– لااا يا جميله اوعى تسيبيني ابوس يدك ردي عليا چميله لااااااا
في الخارج كان ماهر يركض سريعا بلهفة هارب وهو يضحك بشر خطير وسعاده علي ما فعله في دياب و زوجته وغير غائب بتلك الشاحنه الكبيره التي جاءت نحوه بسرعه البرق ولم يراه السائق
وقف ماهر يصيح بذعر صارخ بلهاث حاده مرعبه، من السيارة التي تقدمت نحوه لتدوسه بعنف:
– لااااااا

يتبع……

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بيت السلايف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى