رواية قلوب منهكة الفصل الثالث 3 بقلم جهاد وجيه
رواية قلوب منهكة الجزء الثالث
رواية قلوب منهكة البارت الثالث
رواية قلوب منهكة الحلقة الثالثة
يا سيدتي أنا الضال أمام عشقكِ المُرصع بين طيات قلبي …
أنا المُعذب على عرش قلبكِ……
وأنتِ الفتنة المُحركِة لي …….
كما طُبعت صورتها بعقله كما قال رُسمت صورته لها بإحترافية فائقة، كان يقف مستندًا على سيارته، ببذلته الرسمة السوداء التي أعطته وسامة إضافية، هبطت بنظرها لملامحه، تبدو مرهقة ومتعبه ولكن لم يمنع ذلك من ظهور بشرته القاسية وعيناه البنيتين وتلك اللمعة بهما، أنفة الحاد الملائم بشدة لتلك اللوحة الرائعة، ولم تغفل عينيها عن مظهره الرجولي المهلك، بعضلاته التي رسمها قميصه الأبيض الظاهر من بذلته المغرية، يُقال الجمال للنساء والوسامة للرجال ولكن هذا الماثل أمامها كتلة من الوسامة والرجولية المُنكهة للأوتار، وأُضيفت للوحة وسامته الهواء الذي يداعب خصلاته السوداء التي تمردت خارج أناقته لتضيف هالتة من الجاذبية والثبات له ! …..
أنتبه هو لشرودها به وفيروزتيها الثائرتين على ملامحه، ابتسم خلسة على أفتتانها به فدائمًا كان محط أنظار الفتيات أينما تقع قدماه، زُينَ ثغره ببسمة لن تصلح لغيره وهتف بقوة وثقة : صباح الخير
رزان ببلاهه: صباح النور، أنتَ مين؟
يبدو أنها لم تتمعن به جيدًا أمس مثل الآن فلم يصور عقلها صورته الآن أختفت بسمته وكسب وجهه القاسي جدية وثبات وأكمل حديثه: أنا ماجد الحارس الشخصي ليكِ من النهارده، كل مكان هكون معاكِ فيه، أعتبريني زي ظل ليكِ من هنا وطالع
رزان بغباء وأعجاب لم تفشل قزحيتيها بردعه ليظهر للقابع أمامها كوضوح القمر بمنتصف الشهر : لما أنتَ الحارس الشخصي أخويا يبقى غفير!
ماجد محاولًا كتم ضحكاته من براءتها ونقائها العلني : أتفضلي عشان فاضل نص ساعه بس على ميعاد شغلك
ترجلت سيارته ولم يفصل تواصلهم البصري الغامض غير جزيئات الرياح التي تتراقص بينهم، تتطلع له وعلى ثغرها ابتسامة من هيئته الفاتنة متناسيه كل ما مرت به منذ ساعاتٍ قليلة فقط تبدي أفتتانها ووقوعها لها! عقلها يخط أسئلته ويدور بها جميعًا حوله!
كيف سيظل ذلك لجوارها طيلة اليوم؟ ، يا إلهي ألهمني الصبر، قالت ذلك بعقلها وما زالت شاردة به، من الواضح أيضًا أن الغافلة جوارها لم تتعرف عليه فلم َيكنَّ بحالة تسمح لهم بتتبع هيئته، ولكن يكفي أن أشجار عينيها الزيتونية ستخرج قلوبًا هائمة به !!
نورسين بهمس وتعجب : أخوكِ جايب المز دا عشان نغتصبه يا رزان !!
رزان بتأكيد: شكله كدا يا نور
نورسين بهيام: دا خد قلبي وكبدي وطحالي كمان يا رزان
رزان بوجه عابس: ملكيش دعوة بيه يا نور
نورسين بضحك: لو أخوكِ المحترم شافنا كدا والله لياخد فينا حكم مؤبد
رزان شاردة: ماجد
كانت تنطق حروف اسمه ببطءٍ وكأنها تستشعر كل حرفٍ داخلها، نست قسمها بأن تجعله يُقلع عن العمل وأن يذهب ويتركها، هل جُنَّ مركز تفكيرها لتقع له من نظرة واحده! منذ متى وأنتِ بهذه السذاجة واللهو يا صغيرة ؟ كيف لأحدًا سرقة وجدانك بلمحة خاطفة!؟ بالواقع ليست خاطفه فعينيها أسترقت أسهم حبتي القهوة خاصته وخبأتها جيدًا داخل جفنيها لتحتضن خاصتها، ولكن مرت ذكرة سريعة عن ماضٍ جعلها عاجزة عن بلع لعابها وإيصاله لحنجرتها، نهرت نفسها عما فكرت به، فكيف لها أن تكرر خطأها السابق؟! وهو حارسها الشخصي!! عزمت انه مجرد إعجاب بمظهره فقط ولن يطول الأمر!! لكن هيهات الندامة يا صغيرة ….
*******************
بعد مدة وصل أمام الشركة وكان له حضورًا طاغي على الجميع، كان خلفها كظلها، لم يفارقها سوى أمام مكتبها ولم ينبت ببنت شفة ولا بهمسة، لم تهتم رزان كثيرًا بأمرة ولا لما يفعل، لم تكن يومًا رزان تلك الفتاة اللعوب، بل كانت كالجرو الصغير ذو العيون البريئة والقلب النقي، لم تعتاد المُكر بمشاعرها ولا التلاعب بغيرها، كانت واضحه ولكنها اليوم لا تعرف أين هي وجهتها تحديدًا، ولكنها واثقة أنها لن تُعيد تلك التجربة مرة اخرى على الأقل ليس الآن فندبتها لم تزول بعد ولم تلتئم جراح قلبها ولم تكف عينيها عن البكاء مهما تظاهرت بعكس ذلك، كيف لها المحاولة من جديد وهي أسيرة سِجنًا وضعت روحها به، خارت جميع قواها لأجل سَجّانها وبالنهاية تلقت أبشع العقوبات وهي فتاة لم تُكمل ربيع عمرها بعد.
ركضت لإيصال مبتغاي وبنهاية الطريقة تعثرت قدامي فخارت قواي ووقعت صريعة عشقٍ خائن !
نورسين بصياح: يبنتي فوقي فينك
رزان بشرود: ها
أقتربت منها نورسين وأحضنتها بقوة لعلها تمتص ألمها ولكن نحن فقط من نعاني أثر جراحنا لا غيرنا، نحن من نحزن، نتألم، نبكي، نضعف، نذبل، ننطفىء، نثور، نفقد أنفسنا، نحن فقط !
نورسين بحزن جاهدت لإخفاؤه: أرجعيلي
رفعت رزان أمواجها الحزينة ونظرت لها بعينان تفيضان من الدمع، تشبثت بها أكثر وأكثر، تريد التأكد أنها ليست بمفردها ولن يسمح لها احدًا للعودة لذلك العالم اللعين هل هذا صحيح!، ألن تعود!؟ ألن تختنق ليلًا بكوابيسها وترى أبشع مخوافها تتنقل حولها كمهرة خفيفة ! اسيبتعد عنها ماردها الشرير ويتركها لتضم بواقي كيانها!
رزان وهي تجفف دموعها: أنا معاكِ، مش معنى أني بسرح كتير أو ببكي أكتر أو حتى بنام أكتر يبقى أني مش معاكِ، عارفه لما تبقي فاقدة روحك!، لما تحسي بفراغ جواكِ، في جزء منك وقع وللأسف أنتِ شيفاه قدامك بس مش قادرة ترجعيه تاني، بل على العكس أنتِ واقفه مش حاسه بحاجه وبتظهري عكس اللي جواكِ، متقلقيش أنا كويسه، مش قادرة أتنفس، بشوفوا قدامي في كل مكان، لسه طيفه محاوط روحي، أنا المُلامه الوحيدة، أنا اللي خسرت هو مخسرش حاجه، أنا اللي ضيعت يا نور فاهمه أنا اللي مش هينفع أحب ولا أكمل حياتي تاني أنا …أنا مبقاش عندي قوة أواسي نفسي ..
قالت أخر كلماتها بتنهيدة حاربت لإخراجها، لم تعلم لما تفوه لسانها اللعين بتلك الخرافات فهي صدقًا بخير، لديها رفيقة رائعة وشقيقًا تتمناه أي أخت وأبًا حنون، ماذا تريد أكثر من ذلك، هي حقًا أنانية، أنانية لأنها لم تُطالب سوى بقلبٍ يهيم بها، أنانية لأنها أحبت بكل جوارحها وقدمت روحها قربانًا لجلادها ولم يتوانىَّ عن ذبح قلبها وإخماد ثورة عشقها اللانهائي له، هي أنانية بالفعل …..
جميعنا نستحق الحب بجميع طوائف كرمه، نستحق أن نُصان وأن تُجرىّ لنا الدماء، جميعنا نستحق أن نُحب ! ..
أحتضنت صغيرتها هي بالفعل صغيرتها، تشعر أنها ابنتها البكرية لا صديقتها المماثلة لعمرها، كم يؤلمها قلبها عندما تذرف دموعها الغالية عليها، أمتدت يديها لتحتضن شطر وجهها بين كفيه بحنانٍ جارف وهمست لها:
هتحبي تاني صدقيني، هتحبي حد يلف الدنيا عشانك، لما تغيبي هيتجنن، لما تفرحي قلبه هيرفرف، لما تبكِ هو يتوجع، حد يخاف النسمه عليكِ، هتحبي حد هيخاف يتوجع لو وجعك، أنتِ جميلة أووي يا قلبي، بس مش لازم تتضعفي بالشكل دا، وحتى لو ضعفت قوتك مره لازم تقومي بعدها بقوة نمرة شرسه وتواجهي كل مخاوفك وكوابيسك، هتحبي حد بيحبك يازان، هو الخسران، بلاش تفتكري يا قلبي حاولي تنسي، كله هيكون بخير أنا واثقة وخليكِ أنتِ كمان واثقه
عن اي خيرًا تتحدث عنه؟! عن من تركها لتواجه أمواج البحر العالية وألقاها بين صخور الحواجز بلا مبالاة! عن أي خير هي واثقة منه! عن قلبها ااذي يلتوي ألمًا وحزنًا ! …
صمتت نورسين تجفف دموعها وتابعت محاولة تغير مجرى الحديث : إيه رأيك نحضر حفلة إيهاب الليلة، هو عيد ميلاده وأنتِ أول حد دعاه
رزان بتردد وإرتباك، فأخر خروج لها لم تحصد منه سوى كسرتها من جديد : مش عارفه يا نور أنا ..
نورسين بإصرار مقاطعه إياها : لالا لازم نحضر
رزان بتنهيدة : ماشي اللي تشوفيه
نورسين بمرح كالأطفال: هي دي زان حبيبتي
رزان بحب: ربنا ميحرمنيش منك أبدًا
نورسين: ولا منك يا زان قلبي أنتِ
__________________________
على الجانب الأخر من كل شيء جيد، بمكانٍ لم تُخلق به الرحمة ولم يعد للقلب حديث، كل ما يجول هنا هو لغة الدم والتلذذ بالألم، هنا حيث يتواجد كل أنواع المُحرمات والشهوات المريضة، تلك قلوبٍ لم تمر الرأفة بها منذ نضوجها، أشخاصٌ أظلِمت حياتهم ولكنهم ما زالوا يستمتعون، هنا لا يُسمع سوى صوت طلقات الرصاص الحي، تدفق الدماء، صُراخ الفتيات، نحيب الأطفال، هذا العالم يُتاجر بكل شيء لأجل الحصول على المال، لا مكان لصلة الدم أو الحب بينهم لا مكان للمشاعر هنا، منذ أن تطأ قدماك داخل هذا الدائرة فقد حكمت على ذاتك بالموت الحتمي، تجارة الأعضاء، المواد المُخدرة بأنواعها، الأسلحة، الآثار، القُمار، تسوية المنازعات، القتل؛ أجل يتاجرون بالقتل ويعتبرونه إحدى صفقاتهم اللعينة، هذه هي اليابان أولى دول العالم للمافيا فهي تمتلك أشرس زعماء المافيا منزوعي القلوب، تعد المافيا الأقوى والأكبر على مستوى العالم، لم يقدر احدًا على مجابهتم رغم الحقد السائد بينهم إلا أنهم وقت الحروب يقفون جنبًا إلى جنب، كأعواد ثقاب تتأهب لمحو شجرة صُنعت منها، الغدر ببعضهم أحد أهم شماهم، يذهبون لمضجعهم ليلًا بكفوفٍ مُشبعة بالدماء والعُهر، عند النظر لهم فقط يتسرب الخوف تدريجيًا لقلبك من هيئتهم، كان يجلس زعيمهم والأقوى من بينهم رغم أنه أصغرهم سنًا! وصل لمنصبة بقطع روؤس لا تحصى ولا تعد، بدماء الأبرياء، ودفعه لتولي منصبه ذكاؤه الذي ساعده للوصول للقمة وجعلهم كالجراء تحت قدميه، جعلهم كالدمى وهو الممسك بطرف الخيوط يحركهم كما يشاء، يجلس بكامل أناقته، ولكن رغم وسامته الطاغية وحدة ملامحه إلا أنه فارغ!
سلط كامل بصره على الحائط المقابل له، مرت بعقله ذكرى زارت أحلامه لعامين….
#فلاش بااك
كان ينظر لمعصمه بين الثانية والأخرى ينتظر قدومها ككل يوم، جوهرته ومعشوقته الصغيرة، رآها تودع صديقتها وتتقدم منه، بثوبها النبيزي المحتضن لجسدها بطريقة بثت القشعريرة بجميع خلايا جسده، أسرع بفتح السيارة لها لتأخذ من المقعد المجاور له مكانها، دقيقة وأخرى تركها حتى تهندم من أغراضها وثوبها، ألتقط كفها الصغير بين خاصته ولثمه بعمقٍ ودلال! أجل تدلل بقبلته لها، رفع نظره لها ليرى أروع ما تقع عليه عيناه، بسمتها التي سلبت لُبه وأطاحت بثباته، احتضن كفها ووضعه أعلى يسار صدره تمامًا موضع نبضاته المتسارعه! ضغط بكفه الممسك ليدها على خافقه ليسمعها ثورة مشاعره، سجن عينيها بين طيات خاصته بنظرة أودع بها عشقه وهيامه بها، لامس كفه الآخر شطر وجهها الأيمن بنعومة ورقة لتتناسب مع طبعها الهاديء، غامت عيناه بنظرة تعرفها جيدًا، نظرة تخبرها على أنه أوشك على سرقة قبلة خفية منها!، لم يطول تفكيرها حيث ألتهم شفتيها بين خاصته يداعبها بحميمية شديدة وحبٍ وتتيم خالص، تعمق بقبلته وقربها منه أكثر لتندمج ذرات الهواء من حولهم، شعر بمقاومتها له ورفض فك حِصار نعيمه الذي بين فمه، ترك يديها الموضوعة على قلبه وأمسك بيديه وجهها ليجبرها على مبادلته ثوران مشاعره لها! ترك شفتيها بعد مدة طالت وطالت حبست أنفاسها بها وفقدت شراستها المعتادة بمواجهته، بينما ألقى هو نظرة متعالية على ما أخلفته شفتاه لها وابتسم بفخر وهتف بحبٍ شديد : أحبك رزان
#باااك
فاق من هذه الذكرى على حمحمة صديقة ليوقظه من شروده بمعشوقته….
جاك بنبرة خالية من المشاعر: ماذا حدث بأخر مكالمة لك معه
لم يُسمع بحضوره سوى صوت الأنفاس التي جاهدوا لكتمانها، كان الوحيد القادر على التحدث معه هو ماكس صديقه المقرب والوحيد أيضًا هو فقط من كان معه منذ نعومة أظافرة وها هو الآن لجواره رغم كل ما تعرضوا له معًا!!! …
ماكس: رفض الأمر مجددًا
جاك بهدوء مخيف: وماذا عن شقيقته ؟!
ماكس: كلف صديقه بالعناية بها كحارس شخصي لها
جاك بغموض: رائع، وماذا عن صديقه الآن
ماكس: هو لا يفارقها رغم أنه اليوم الأول له بالعمل
جاك: جيد، سيأتي عما قريب
ماكس باستفهام : من؟!
جاك بصوتٍ مُخيف: مهند
لو كانت النظرات تقتل لكان مهند الآن من تعداد الموتى فنظرة ذلك الغامض كانت رغم سوداويتها إلا أنها كانت مرعبة، هو حقًا فارغ !
__________________________
كان جالسًا بين طيات أفكاره، يفكر كيف يخبرها بذهابه، هو يعلم مدى تعلقها به، فهي تأتيه كل ليلة خائفة من أصوات عقلها الحزين، لم يكن يومًا مجرد شقيقٍ لها بل كان كل ما تملك، كيف له أن يخبرها أنه سيتركها لأسبوعين كامل دون رؤيتها وهذا لم يعهده من قبل معها، هي الآن بأضعف لحظاتها، تحارب لأجلهم، لم تتمكن بعد من الهروب من انتكاستها، يدري بكوابيسها التي تجاهدها منذ ذهابها بالنوم، يعلم بمدى إنهاك قلبها وحصونه المصدعة، كيف سيتركها ! …
كانت في طريقها للذهاب لمكتبها عندما إصتدمت بكتفه وهو شاردًا، لم يعطي لها أية اهتمام ظاهري لها وامرها بأن تتبعه لمكتب شقيقته فقط، كعادته معها لا يطرق الباب، بدون حديث، سحبها وجلسوا سويًا على الإريكة المقابلة لمكتبها، أمسك يديها معًا وضمهم بين قبضتيه . …
مهند بتنهيده حارة قاذفًا حروفه دون مقدمات : زان حبيبتي، أنا عندي سفرية ضرورية بكرا لطوكيو
كان ينوي البقاء يومين معها لتعتاد على تواجد ماجد معها ويطمئن عليها ولكنه رغمًا عنه مُضطر للذهاب بموعده..
رزان بتعجب وبسمة تهكميه : تسافر ليه وفين يا مهند، هتسيبني لمين !؟
مهند محاولًا تصنع الهدوء عكس النار المُقادة بصدره: حبيبتي السفرية دي مهمه بالنسبالي، عارف إني أول مرة أسافر وأسيبك أنتِ وبابا بس مجبور على كدا صدقيني
رزان والدموع تأخذ مجراها بين حدقتيها: وأنا هفضل مع مين يا مهند
مهند محاولًا الهدوء لأجلها : ماجد هيكون معاكِ في البيت، هيقعد في بيت الجنينة، نورسين هتسافر معايا هيا كمان
نفضت يديه ونهضت بغضب دون النظر إليه، ألا يكفيه أنه سيذهب ويتركها لا وسيجلب ذلك الماجد للمكوث ببيتهم ولم يكتفي بذلك سيأخذ رفيقتها معه، من سيبقى لها الآن ؟! …..
نهض تابعًا خطواتها الفارة بعيدًا عنه، أدارها إليه ومد يديه لمحو عَّباراتها برقة وحب، يتمنى بداخله الآن مساعدة العالم أجمع له، يعلم مدى عِناد شقيقته وأيضًا مدى حبها له …
مهند بثبات: هتصل بيكِ كل يوم، ماجد مش هيفارقك، أعتبريه صاحبك مؤقتًا، لازم نور تكون معايا بحكم إنها السكرتيرة بتاعتي
رزان بتفهم: تمام، بس تكلمني علطول يا مهند
مهند متماسكًا للضحك أمامها، فهي لأول مرة يسهل إقناعها : حاضر يقلب مهند
كان كل ذلك وسط تعجبها ودهشتها، أحقًا ستسافر ولأين!؟ …
ستذهب لطوكيو التي طالما حلمت بها وتمنت الذهاب لها وتمضيه ولو دقائق بها، كانت البسمة لا تفارق شفتيها حتى انتهاء حديثهم، رغم حزنها على صديقتها وأنها لأول مرة ستتركها إلا أن حديث مهند لها وتقبلها الأمر أسعدها وطمأن قلبها، من الواضح أن القادم من أسعد أيامها وأكثرها حظًا …..
دائما ما يبث العشق بنا حياة جديدة تُعيد بناء شتات قلوبنا، يمدنا بالدفء الداخلي، ولكن ماذا إن تجمع عشقنا بقلبٍ مُنهك! ؟ …..
ما العلاقه بين جاك وزان ؟
ما سر تمسك رزان الدائم بشقيقها؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قلوب منهكة)