روايات

رواية حكاية ليله الفصل الحادي عشر 11 بقلم ملك منصور

رواية حكاية ليله الفصل الحادي عشر 11 بقلم ملك منصور

رواية حكاية ليله الجزء الحادي عشر

رواية حكاية ليله البارت الحادي عشر

رواية حكاية ليله الحلقة الحادية عشر

_ إنت بتستغفلنــ….
قطع أونكل طلال بابا بخفة.
_ استنى إنت يا طلال، إنت بتستغفلني يا يونس؟
بتمثل علينا إنت وليله إنكم مبسوطين ومتجوزين وعايشين مية مية وجاي تاخدها إمبارح من عندي وإنت بتأكدلي قد إيه أنت هتشيلها في عينيك، وأنتم أصلا متفقين تتطلقوا بعد ست شهور؟
كأن دش مياة ساقعة وقع على دماغي في لحظة مكنتش متوقعاها، اتصدمت بطريقة مكنتش متخيلاها، أعصابي سابت لدرجة إني كنت هفقد سيطرتي على جسمي، بس تمالكت نفسي، قربت من يونس ببطيء بطريقة تلقائية مأدرتكش حركتي غير وأنا واقفة وراه واخداه كساتر في الوقت اللي حسيته لمس خوفي، حط ايده على دقنه ولف ايده التانية ورا ضهر من غير ما يلفت الإنتباه، شنكل صوابعنا الصغيرة في بعض كطريقة إنه يمدني بالأمان، والحقيقة كانت أنسب طريقة.
_ بتستغفلني يا بيــه، بتضحك على أبوك، فاكرني مش هعرف لعب العيال بتاعك؟
تدخلت بسرعة أم يونس كوسيلة منها لتهدأة جوزها.
_ يوه، استهدى بالله يا طلال، أديله فرصة يتكلم.
_ ما ترد يخويا، ولا آه صح هترد تقول إيه، هيرد يقول إيه يا بليغ نعلش كنت ملبسكم العمة.
_ استهدى بالله يا طلال وخلينا نسمع منه.
_ أيوة يا بليغ، أنا عارفه يونس كويس، وعارفه ليله بنتي، مستحيل يعملوا كده.
_ هتفضل ساكتلنا كتير؟
شددت ضمت صوباعي بإصبعه، كان الخوف اتملك مني ومعرفش هنخرج من الموقف ده إزاي، عدت لحظات صمت ما بين شرارات الغضب المتنقلة من عنين أونكل طلال ليونس وعيون بابا اللي كانت زي الأسهم موجهه لقلبي، لحد ما يونس بدأ يتكلم وأنا خوفي ازداد من اللي جاي.
_ خلصتوا؟
_ شوفت، شوفت الرد يعم بليغ، قاصد يحرق دمي، ابني وأنا عارفه.
_ ممكن أفهم إنتوا بتقولوا إيه ؟
_ إنت هتستعبط عليا؟
كمل جملة أونكل طلال بابا.
_ بلاش الشغل ده يا يونس عشان عرفنا كل حاجة.
_ أيوة، إيه بقى كل حاجه اللي عرفتوها…
_ إنت لسه هتمثل إنــ…
_ لو سمحت يا بابا بعد إذنك أنا سبتك تتكلم وسمعتك للآخر، ممكن أفهم بقى إيه اللي أنتم بتقولوه ده، أو حتى جبتوه منين؟
إنتوا بتخلقوا قصص وتيجوا تعاتبوني عليها؟
هو عشان مكنتش عايز أتجوز في الوقت دة يبقى خلاص لما اتجوزت ابقى بضحك عليك وبمثل عليك وعامل عليك فيلم ؟
اتصدمت من كلام يونس قبل ما يتصدم بابا واونكل طلال، قلب الترابيزة عليهم ولا كأننا مكناش بنمثل عليهم فعلا!
كانت الصدمة اتخذت مواضعها في وجوههم وبالذات أونكل طلال، مع ضحكات كريم اللي كان بيحاول يداريها.
_ أحب اقولك يا بابا إنت وعمي، إني أول مرة أسمع الكلام ده منكم دلوقتي، وبصراحة معنديش أي فكرة أنتم جبتوه منين، ومش مهتم أعرف، عشان حقيقي ميفرقليش، جو المسلسلات التركي ونتطلق بعد ست شهور.
أنهي حديثه بقهقهه.
إنتوا بجد مستوعبين أنتم بتقولوا إيه، ضحكنا عليكم وعملنا فيلم واتفقنا نتطلق بعد ست شهور، كل ده أنا عملته؟
أنهي جملته وهو بيشير على نفسه بإستعجاب، وأكمل بسخرية.
طب ههاودكم أنا شرير وضحكت عليكم وعملت كل ده، دي تعرف تعمل كده؟
ده منظر واحدة تعرف تمثل؟
ده لما بصيتلها يا عمي بشوية عصبيه كشت وحست إنها عامله مصيبة،
أنا حقيقي مش قادر استوعب إزاي وصلتوا للفكرة دي!
_ إنت.. إنت لسه بتضحك علينا يا ولد.
_ استنى بقى يا طلال، مش كفاية الموقف اللي حطتنا فيه، سيبنا نسمعه،
يعني إيه يا يونس يا ابني اللي إنت قولته ده.
_ يعني يا عمي أنا معرفش حاجة عن اللي بتتكلموا فيه ده، ومعرفش إيه اللي وصلكم الفكرة دي، ده حتى أحنا مسافرين بعد خمس ساعات، رايحين نغير جو، آه صحيح يا بابا ده الموضوع اللي كنت عايزك فيه، أنا هاخد اجازة من الشغل أسبوعين كده.
هتفوا في نفس واحد.
_ إيه!
كمل يونس بابتسامته الواثقة.
_ أيوة مسافرين في إيه، إنت عارف يا عمي كنا زعلانين أنا وليله من كام يوم بما إن حياتنا بقت الى المشاع كده، فقولت أصالحها.
نقل بصره لساعته بثقة وكمل.
_ يدوبك نلحق نكمل الشنط، سلام يا بابا يا حبيبي شكرًا على التهزيق اللي مفهمتوش ده بس أي حاجه منك عسل يا عسل.
سلمنا على الكل وأنا لسه في حالة الصدمة، سبناهم في هدوء يستوعبوا صدمتهم، وبالذات أونكل طلال اللي وشه إبيَّض من الفرحة باين!
_ عاجبك كده، عاجبك قلة القيمة اللي حطتنا فيها دي.
_ أنا مالي، تعالي هنا يا بت يا ندى إنت مش قولتيلي إنهم بيمثلوا علينا ها؟
_ يا بابا أنا معرفش ده الكلام اللي هو قالهولي أنا ايش عرفني إنه كان بيضحك عليا.
تدخل كريم بسخرية.
_ ما أكيد هيضحك عليكِ، مش أخته الصغيرة.
_ كريم يا ابني، هي ليله قالتلك حاجة عن الكلام ده قبل كده، أنا عارف إنها بتقولك كل حاجة.
_ أبدًا يا بابا، أنا أول مرة أسمع الكلام ده منكم دلوقتي، ده حتى إمبارح لما قعدت معاها كانت زعلانة إن يونس كل ده مجاش يجيبها من عندنا، أنا حقيقي مش عارف جبتم الكلام ده منين، طب كنت اسألني طب واتأكد مني بدل الكسفة اللي إنتوا فيها دي.
نقل بليغ بصره لطلال بغضب.
_ عاجبك كده يا بيه، قولتلك الكلام اللي بتقوله ده كلام ميدخلش الدماغ على رأي ابنك جو مسلسلات، خليت رقبتنا قد السمسمة، قال إيه رايح يقوله إنت بتمثل على أبوك وبتضحك عليا وهو أصلا واخد مراته ومسافرين، اتقي الله يا راجل كسفتنا واحرجتنا.
*******
بصيتله وأنا بتعدل من على كتفه، وبعدل طقيتي اللي هزها هوا البحر.
_ أنا حقيقي مش مصدقاك، إنت إزاي اتكلمت كده من غير ما تتهز حتى، أنا خلاص ثانية وكنت هقع إنت مشوفتش بابا كان بيبصلي إزاي.
قهقهه وقال.
_ عيب عليكي يبنتي مش واثقة فيا ولا إيه،
مش قولتلك مهندس، يعني الكلام ده بالنسبة لي لعب عيال.
قومت من على كتفه وأنا ببصله بغضب مضحك.
_ والله، مهندس تاني؟
_ ما دي حقيقة الله، أتبرى من مواهبي،
بس سيبك، شوفتيني وأنا بقوله مسلسلات تركي، حسيت ببابا وهو بيبلع الكسفة اللي كان عايز يوقعني فيها.
ضحكت:
_ يلهوي عليك بجد، إنت شرير.
ده أونكل طلال معرفش يتكلم، مقالش كلمة من بعد كلامك، بس تفتكر عرفوا منين.
_ ندى.
بذهول:
_ اشمعنا؟
_ قفشتها بتتصنت علينا من كام يوم بس كنت اتأخرت، كان بابا سبقني وإنتِ عارفه الباقي بقى.
_ مش زعلان منها؟
_ بالعكس، مش فارق معايا تقول أو متقولش، في كلتا الأحوال مش هيغير حاجة من الحقيقة.
_ حقيقة إني بحبك؟
قام بسرعة وبصلي بحماس:
_ قولتي إيه؟
_ بقولك حقيقة إنك بتحبني.
ضحك.
_ مش ناوية تقوليلي كنتِ بتعيطي على كتفي ليه؟
_ ياه ده أنا نسيت.
” يكون الأمر مخيفًا عندما نتأمله من بعيد، ولكن الواقع أن كلما اقتربنا كلما رأينا روعة المشهد، لم أختر طريقي معه، لم أختره شريكًا لي، ولكني اخترت أن أكمل معه، أخترت أن أكون شريكته.
نتراقص على ألحاننا كاتبين أيامنا، نعيش تفاصيل لا أحد يعلمها، نتشارك الظلال، والأحاديث، والمحبة، نتأمل عيوننا كأننا نراها لأول مرة، نسبح في لمعتها تائهين بين بسمتنا، نعش اليوم ونحن نضحك على الأمس متأملين الغد الذي يحمل الكثير من البسمات، والكثير من الظلال التي تحمل حبنا بين طياته، فأبدو كأني أسبح في عينيك، وأتوه بين ثغريك؛ مُتأمله جمال روحك، ونقاء بسمتك، أحمد ربي على وجودك في حياتي؛ مُتأملة الربيع الذي حلّ عليّ مُضيفًا زهرًا لقلبي، وألوانٍ تُنعش روحي منذ مجيئك..”
النهاية.

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حكاية ليله)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى