رواية فيكتور دراكولا الفصل الثاني عشر 12 بقلم سارة بركات
رواية فيكتور دراكولا الجزء الثاني عشر
رواية فيكتور دراكولا البارت الثاني عشر
رواية فيكتور دراكولا الحلقة الثانية عشر
في ظلام دامس يجلس في غرفته ينظر لقلادتها التي يمسكها بيده .. القلادة التي سهر يومًا طويلًا لكي يصنعها لها خصيصًا .. لقد قامت بإعطائها لإحدى الخادمات لم تُبالِ لمشاعره إطلاقًا كما فعلت مع والديه .. حتى لو كانت إبنة عدو والده كان الممكن أن يصبح هناك شئ قبل أن تفعل ذلك بوالديه وذلك إذا تخلت عن فكرة إنتقامها وإعترفت له بكل شئ قبل أن يحدث كل ذلك .. هز رأسه وزمجر بغضب ..
“إستفق فيكتور إنها كاذبة وقاتلة لا تعرف ماهو الحب أبدًا.”
ذلك ماتحدث به لنفسه أثناء تفكيره بها ثم ألقى بالقلادة في إحدى صناديقه الأثرية وخرج من غرفته غاضبًا من نفسه ومنها ينوي فعل شئٍ أقبح بها ..
………………………………………….
“كيف أقوم بتصديقك؟”
ذلك ما سألها به روبرت بعدما ترجته .. تنهدت أوليفيا بخيبة أمل ..
“كنت أعلم أنك لن تصدقني.”
“من قال أنني لا أصدقك أوليفيا .. أنا أريد إنقاذكِ من ذلك البلاء الذي أوقعتي نفسكِ به ولكنكِ لا تساعدينني البته، ثم إنني لا أصدق أنكِ من أمر بقتل فلاد و تالا، أوليفيا التي كانا يحبانها لن تفعل ذلك بهما.”
عاد الأمل لملامحها بعد أن كان قد إختفى ..
“ولكنني لا أعلم ماذا حدث أو كيف حدث ذلك؟”
“صدقني جلالتك، أنا لم أفعل أيٌ من ذلك .. لم أكن أعلم أي شئ.”
“كيف لا تعلمين أوليفيا؟؟ كيف تظلين هكذا في متاهة اللامعرفة؟؟”
“ماذا تقصد؟”
“أقصد .. كيف تتركين نفسكِ لنسيانك أحداث هذه الرواية؟ وذلك إذا كنتِ تقولين الحقيقة بالطبع.”
طالعته بإستفسار وعدم فهم ..
“لو شخصٌ آخرٌ غيركِ لوضع نفسه في مكان كاتب هذه الرواية لكي يستعيد ذكرياته كلها ..تخيلي معي .. أنتِ كاتبةٌ شريرة تقتلين أبطال رواياتك ثم في رواية ما ولسبب ما لا تعلمينه توقفتي في منتصف الأحداث ولا تذكرين كيف تُكملينها أو لا تعلمين كيف تكملينها .. أخبريني إلى أين سيكون إتجاهك في تلك الرواية في الأحداث التالية .. فكري جيدًا وسأترككِ اليوم وسأعود غدا لآخذ منك الإجابة التي سأراها في الأيام القادمة، أوليفيا.”
رحل روبرت تاركًا إياها في حيرة من أمرها أو بمعنى آخر أظهر لها شيئًا كان أمامها طوال الوقت ولم ترَه .. كيف لم تأتِ تلك الفكرة على مخيلتها قط؟؟ .. لقد ألهاها خوفها من ذلك العالم .. ألهاها حبها لفيكتور وتفكيرها به .. لو كانت فكرت بشكل جيد قبل كل شئ لكانت أنقذت نفسها وتالا وفلاد قبل أن يحدث كل ذلك ..
“كم أنتِ غبية.”
هزت رأسها بإستيعاب لحديث روبرت .. ظلت تفكر قليلًا ثم إعتدلت من فراشها بألم من جراح جسدها تحاول البحث عن شئٍ ما ووجدت حجر صغير ملقى أرضًا .. ذهبت لأحد جدران الغرفة وطالعته قليلًا ثم أخذت نفسًا عميقًا..
“كيف كنتِ تكتبين رواياتك أوليفيا .. تذكري.”
“رواية/ فيكتور دراكولا .. بقلم/ سارة بركات”
فكرت قليلُا ثم بدأت بتدوين أفكار وعناصر رواية “Victor Dracula” .. “فيكتور دراكولا” منذ البداية بناءًا على ما حدث بها تحاول الوصول للأحداث الحالية التي هي بها وقفت برعبٍ وفزع قليلًا ترى مشهدًا قادمًا في روايتها .. ثم كتبت ..
“عاد فيكتور إلى الغرفة و….”
إلتفتت إلى الخلف برعبٍ عندما سمعت صوت باب الغرفة يُفتح.. كان يقف أمامها بعينيه السوداوتين المخيفتين وجناحيه العملاقين ظاهرين خلفه ..
“هل قاطعتُ عملاً مهمًا تقومين به زوجتي العزيزة؟”
سأل وهو يطالع الجدران حوله ينظر لما كُتِبَ بهدوء .. ثم عاد ينظر إليها وإستأنف ..
“هل تكتبين قصة حياتي؟! مع الأسف لن تستطيعي التحدث عنها لأنكِ ستموتين قبل ذلك.”
“ماذا تفعل هنا، فيكتور؟”
أردفت بإرتعاش وهي تطالعه ..
“كنت أفكر قليلًا .. لما لا أقوم بتغيير طريقة تعذيبي لكِ .. لنتجه إلى الجزء العاطفي قليلًا.”
طالعته بعدم فهم ولكن سرعان ما وسعت عينيها من الصدمة للفكرة التي وصلتها .. إبتسم فيكتور بشر وإقترب منها بهدوء ..
“لم يحدث شئ بيننا على الرغم من أنكِ زوجتي .. ما رأيك أن نترك خلافاتنا قليلًا ونتحدث عن الأمور العاطفية فأنا أشتاق لجسد زوجتي.”
أردف بتلك الكلمات القبيحة وهو يطالعها بنظرة أرعبتها ..
“فيكتور .. أنت لست كذلك .. تلك ليست مبادئك.”
“ذاك فيكتور الأحمق الذي كان أعمى في حبه لكِ لم يعد موجودًا الآن.”
كادت أن تتحدث ولكنه في ثانية واحدة كان أمامها يمزق ثيابها حاولت الهرب منه ولكنه أمسكها بقوة لدرجة أنه كسر ذراعها .. صرخت أوليفيا بألم ولكن فيكتور لم يبالي ودفعها أرضًا بقوة مما جعل رأسها تنزف بشدة نتيجة إصطدامها بأرضية الغرفة ..
“فيكتور أرجوك.. لا تفعل بي ذلك.”
أردفت بوهنٍ تحاول أن تُخفي جسدها العاري عنه بذراع واحدة وهي تزحف للخلف بألم أما هو كان يقف أمامها بجمود تحرك خطوة نحوها في نية منه لإنهاء ما بدأه ولكن قاطعه صوت طرقات الباب العالية ..
“من؟”
أردف فيكتور بوحشية …
“جلالتك لقد أتى وزراء الممالك المحيطة بنا كما تم الإتفاق مسبقًا.”
نظر لأوليفيا بوحشية لثوانٍ ثم أردف ..
“أنا قادم.”
وقبل أن يرحل ..
“هذا يكفي قليلًا لليوم.”
غادر الغرفة أما هي فقد فقدت وعيها بعدما قال تلك الكلمات .. وبعد عدة ساعات إستيقظت وهي ترى سيرينا تراعيها هي وبعض الخادمات ..
“أرجوكِ .. إتركيني أموت .. أنا أريد الموت.”
أردفت بوهن من ألمها الذي تشعر به في جسدها .. نظرت سيرينا لها قليلًا ..
“لا .. يجب أن تجعلي فيكتور يرى الحقيقة .. إن كنتِ صادقة فيما قلته لزوجي فيجب أن تُكمِلِي.”
“لقد كسر لي ذراعي الأيمن .. لا أستطيع الكتابة.”
“يوجد لديكي ذراعًا أخرى .. حاولي لكي تثبتي أنكِ محقة.”
بعد أن إنتهوا من ما يفعلون خرجن من الغرفة .. أما هي فشرعت بالبكاء .. لم تشعر أنها ضعيفة هكذا قبلًا .. إن جسدها كله يؤلمها .. ودون أن تنتبه حركت ذراعها الأيمن بالخطأ .. صرخت بقوة من الألم الذي شعرت به .. ظلت لوهلة من الوقت تبكي .. حتى بدأت شمس يومٍ جديد تُشرق وإستنتجت ذلك من خلال الضوء البسيط الذي أنار غرفتها قليلًا .. إعتدلت بألم وذهبت لتلك الحجارة الصغيرة وأمسكتها بيدها اليسرى .. حاولت أن تتخطى ألمها الصعب ذلك ولكنها لم تستطع وعلى الرغم من ذلك عزمت على فعل ماتريد وهو أن تجعل فيكتور يصدقها حتى وإن لم تعد علاقتهما كالسابق فيكفي تصديقه لها .. شرعت بالكتابة ..
“في صباح اليوم التالي .. كان الملك روبرت يقف أمام الخادمات الأسيرات من مملكة الملك ألبرت يلبي عليهن بعض الأوامر الملكية لكي يبدأن بعملهن الجديد في القلعة وكان من ضمنهم الخادمة التي تُدعى مارثا الخائفة والتي تفكر دائما في زوجها الغائب الذي لا تعلم له أي طريق .. إختفى نهائيًا.. ..
“أنا آسفة مارثا لقد مات زوجك.”
إنهمرت عبرة من عيني أوليفيا وأكملت الكتابة وهي تبكي بسبب حزنها على مارثا…
“ذهبت الفتيات إلى أشغالهن، أما بالنسبة للملك روبرت أراد أن يعود ليرى هل أوليفيا كتبت ما أرادت إثباته له أم لا .. طرق على باب غرفتها و……..”
توقفت عن الكتابة عندما طرق باب الغرفة وإلتفتت للخلف كان روبرت يدخل الغرفة وهو ينظر لجدرانها التي يملؤها الكثير من الكلمات المدونة عليها .. ظلت عيناه تتابعان ماكتب على الحائط حتى توقفت على ما سردته منذ قليل وهو وقوفه مع الخادمات … إبتسم روبرت ..
“لقد فعلتها أوليفيا، أنتِ محقة.”
طالعته مردفة بألم..
“إن مارغريت تخطط لشئ قوي يفوق قوة فيكتور، شئ من الممكن أن يقتله .. بل إنه سيقتله .. يجب أن تمنعها من ذلك.”
“إهدأي عزيزتي .. أعتقد أنه يجب أن تستريحي الآن .. لقد أثبتي صدقكِ لي .. والآن .. يجب أن أقوم بإقناع فيكتور بصدقك وهو شُرب دمائك.”
إبتسمت بشحوب ثم أردفت ..
“أتمنى أن تنجح في ذلك، فإن فيكتور عنيدٌ قليلًا.”
“لا تقلقي .. إستريحي الآن.”
خرج من الغرفة في نية منه لإخبار فيكتور؛ أما بالنسبة لأوليفيا فقد فقدت وعيها مرة أخرى عندما زاد ألم جسدها .. وأردفت بكلمات متقطعة ..
“لاأستطيع أن أُكمل الكتابة .. إنها تستنزف روحي .. إنها لم تعُد جزءًا مني بعد الآن.”
كان فيكتور يقف في شرفته ينظر أمامه بشرود .. يفكر لما لم يقتلها؟ لما يُبقي على حياتها؟ لينفذ إنتقامه منها .. لن يُفيد بشي إذا قام بتعذيبها .. إلتفت للخلف عندما شعر بروبرت يقف خلفه ..
“ماذا هناك؟”
“إني أتعجب كيف لم تقم بمص دمائها إلى الآن؟”
نظر إليه فيكتور ولم يُجِبه ..
“أنا جديٌّ فيكتور .. تريد الإنتقام منها حقًا إشرب دمائها كلها .. لا تقم بتعذيب نفسك أنا أعلم جيدًا أنه في كل وقت يمر بوجودك معها في مكانٍ واحد يجعلك ضعيفًا أكثر من ذي قبل.”
إقترب منه أكثر ..
“لما لا تتحدث؟ إذا لم تُرد أن تقتلها فأنا أريد قتلها فهي من قتلت صديقي وزوجته .. كيف تصمت على قتلها لوالديك حتى الآن … لقد قتلت والديك، فيكتور!!!”
وهنا كَبُرَ غضب فيكتور بداخله وذهب مُسرعًا لغرفة أوليفيا التي تحاول أن تستفيق من الإغماءة التي آتتها فجأة .. تفاجأت عندما وجدت فيكتور أمامها لم تستطع أن تتحدث بكلمة لأنه إنقضّ عليها وبدأ بشُرب دمائها في نية منه للتخلص منها وإنهاء حياتها، ولكنه رأى كل شئ…..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فيكتور دراكولا)