روايات

رواية ولكنها فيروز الفصل الثاني 2 بقلم الشيماء محمد

رواية ولكنها فيروز الفصل الثاني 2 بقلم الشيماء محمد

رواية ولكنها فيروز الجزء الثاني

رواية ولكنها فيروز البارت الثاني

رواية ولكنها فيروز الحلقة الثانية

لقيت حد سحب كرسي وقعد قدامي على الترابيزة وبرف عيني لقيته هو..
مصطفى! قولت الإسم بحماس وفرحة برجوع غريب كأنه غايب عني ما هو كان غايب فعلاً لأنه بقاله أكتر من شهرين من يوم خطوبتي وهو غطسان ومعرفش عنه حاجة، لما نطقت الإسم بصلي بفرحة وخبث ده خلاني رجعت ندمت على تسرعي لأنه مينفعش أكون ملهوفة ومينفعش أكون فرحانة كده لأنه في في حياتي راجل وأنا لازم أحترمه.
تراجعت عن حماسي وبدأت ألم في الورق إلي قدامي وأنا بقوله: الحمد لله على السلامة يا دكتور.
وفي أقل من دقيقة لقيت إيده مسكت إيدي وقفتني عن إلي بعمله ومن خضتي بصتله لقيته باصص ليا بعصبية وبعدها رجعت نزلت عيني على إيده إلي مش راضية تفلتني
لقيته بيقول بعد ما اتنهد: فيروز أنا هفلت إيدك وآسف على إلي عملته ده بس من فضلك بصيلي ومتقوميش تمشي.
نفذ كلامه وساب إيدي فعلاً وأنا سحبت إيدي بسرعة وتلقائي بصتله وفضلت ساكته وسرحت دماغي كانت فاضية من كل الأفكار وكأن دماغي عطلت!
اتنحنح عشان ينبهني وأنا انتبهت إني كنت سرحانة وبصاله، فابتسم ورفع إيده يرجع خصلات شعره لورا وهو بيقول بغرور: أنا عارف إني وسيم وعيني خضراء بس مش لدرجة تسرحي مني أوي كده؟!
كان بيقول الجملة بمرح وتساؤول ليا في محاولة منه إني أنتبه، وفعلاً نجح بس أنا مبصتش ولا سمعت كلام ولا لمحت حاجة غير إيده اليمين إلي فاضيه من الدبلة.
سألته وأنا بنقل بصري بينه وبين إيده: فين دبلتك؟!
وكأنه افتكر وشه انقلب واتعدل على الكرسي وقالي بهدوء وهو بيتنحنح: أنا وهند سبنا بعض!!
رديت بسرعة وحزن: ليه؟! إزاي تعمل كده إزاي متقولش لا احنا لازم نشوف حل أكيد فيه حل، أنتوا بتحبوا بعض وكمان مينفعش كده لازم نشوف أ/نورا وتقولها تكلم هند وأنت برضوا تكلمك وتقعدوا تاني أكيد في حل الموضوع مش هيخلص كده، قولت كل الكلام بسرعة وأنا بلم حاجتي وعيني مدمعة على صحبتي اه بحبه بس متمناش ليها كده!
مصطفى حس إني مصدومة أو مش مستوعبة الأمر لقيته بيشد الشنطة من إيدي وبيقولي بزعيق: هو أنتِ عبيطة يا فيروز بقولك سبنا بعض، أكيد حاولنا بس الطريق مسدود الدنيا وصلت معانا لحيطة سد فاهدي كده واركزي عشان احنا فعلاً معدش ينفع نرجع تاني.
قعدت على الكرسي بإنهيار وأنا بعيط ومش عارفة بجد بعيط على إيه؟ على نفسي إلي صعبانه عليا ولا على هند صحبتي ولا عليه!!
لقيته بيقولي بغضب شوية: أنتِ بتعيطي ليه دلوقت!
رديت عليه وأنا بمسح دموعي وباخد شنطتي منه: على هند صحبتي أكيد زعلانة، صعبانة عليا أوي لأنها بتحبك.
لقيته بيضحك بأعلى صوت عنده ومن حسن حظنا إنه المكان كان فاضي نسبياً والناس الموجودة بعيد عننا فقال من وسط ضحكه عشان يرد على إستغرابي وحاجبي المرفوع وهو بيديني منديل: إمسكي يا فيروزة إمسحي دموعك، صحبتك كويسة متقلقيش.
رديت عليه ببرود وأنا بزق إيده قولتله: أنت بنأدم عديم الدم بقولك بتحبك تقولي متقلقيش!
سبته ومشيت لقيته بيقولي بعد ما اديته ضهري: أنتِ تعرفي إن صحبتك هي إلي سابتني عشان مفكرة إن في حاجة بيني وبينك وإني خطبتها عشان أوصلك، أصلك صعبة المنال قال آخر جملة بضحكة مقدرتش أحدد هل هي إستهزاء ولا خبث.
وقفت دقيقة مصدومة وبعدها مشيت سمعت صوته تاني وهو بيقول: براحتك يا فيروز ديه المرة التانية تهربي مني بس المرة التالتة بتاعتي قالها بضحكة تسلية، وأنا لفيت بصيت عليه كام ثانية وبعد كده مشيت انعزلت أسبوع بعيد عن كل حاجة، لحد ما أمي دخلت عليا الأوضة قالتلي: وبعدين معاكِ يا بنتي أسبوع وأنتِ معطلة نفسك ورافضة تشوفي حد من حتى أصحابك وخطيبك واحنا.
أخدت نفس عميق ولسه هتكلم لقيتها بتقولي: شادي جاي يا فيروز كل مرة بيجي يسأل عليكِ تقوليلي قوليلوا إنك تعبانة ومرهقة وقافلة تليفونك مش عارف يوصلك حتى عليه، هو رن عليا قالي الموضوع مهم يا بنتي شوفيه هو ليه عليكِ حق.
سكتت تشوف رد فعلي ومستني ردي وواضح جدًا إن وشي مضايق لأني مش عاوزة أشوف حد، اتنهدت وغمضت عيني وأنا جوايا بقول فعلاً أمي معاها حق هو ملوش دعوة بكل ده!
فتحت عيني وقولتلها: خليه يجي يا أمي
قالتلي: ربنا يجبرك يا بنتي، هروح أرن عليه أقوله، بس افتحي تليفونك البت رَوان يا عيني هي ومنال وسارة هيموتوا ويطمنوا عليكِ، وكل مرة يروحوا زعلانين يا بنتي حرام العيال ديه بتحبك، من يوم ما اتفسخت خطوبة هند وأنتِ قاعدة في أوضتك، أكنها خطوبتك أنتِ إلي اتفسخت ده هند من تاني يوم نزلت وعايشة حياتها، أنتِ مالك بقا؟!
رديت عليها وأنا باخد نفس وبقوم من على السرير: الموضوع ملوش علاقة بهند يا ماما أنا مش زعلانة ومليش دعوة ده أولاً، ثانياً بقا أنا كنت عاوزة أخد إستراحة يا أمي ولا مش من حقي أريح نفسي!
قولت آخر كلمة بخيط دموع ملحوظ في عيني وصوت مهزوز.
لقيتها جاية ناحيتي وبتطبطب عليا وهي بتقولي: حقك يا نضري حقك بس شوفي صحابك والله بيرنوا عليا كتير خالص كأننا مخطوبين.
ضحكت وقلتلها: هما علطول كده والله حتى معايا.
خرجت من الأوضة وسابتني رتبتها وجهزت نفسي عشان أقابل شادي
بعدها بساعتين لقيته جه قعدت معاه والغريب إنه مسألنيش سبب إختفائي أو إيه إلي حصل لا لقيته بيقولي: فيروز أنا جايلك النهاردة في موضوع مهم جدًا
قولتله: أيوه عارفة ماما قالتلي، قالي: بصي من غير لف ولا دوران أنا جاتلي السفرية إلي كنت قايلك عليها فاكرة، هزيت راسي بمعني أيوه، كمل كلامه: دلوقت أنا المفروض قدامي شهر وبعدها هسافر..
قولتله: ربنا معاك ويوفقك فرحت جدًا.
رد قالي: بس في مشكلة يا فيروز أنا مش هعرف أنزل غير بعد ٣ سنين، فدلوقت أنا بقترح نكتب الكتاب وبعد سنة أبعتلك تجيلي على هناك، لأنه مينفعش أخدك معايا غير لما أشوف مكان نقعد فيه، ها قولتي ايه؟!
سكت بصدمة بستوعب هو بيقول إيه فكرته في الأول بيهزر بس لقيت وشه لا يحمل غير معنى الجد بعدها قولتله: إزاي يعني، يعني أفضل سنة متشعلقة مش ضامنة هتاخدني ولا لا يا إما أستناك ٣ سنين؟! أكيد بتهزر قولت آخر كلمة بصوت علي شوية.
لقيته بيقولي وهو متعصب: فيروز أنا بحبك وأكيد مش هتخلى عنك وبرضوا مش عاوز نفضل مخطوبين ٣ سنين
قولتله: على أي أساس أنت بتتكلم أنت مش ضامن أصلاً يا شادي تلاقي سكن، وحتى مش هتعرف تنزل غير بعد ٣ سنين وأنا مش هكتب كتابي وأنت في الغربة، مينفعش
قالي بعصبية وغضب: يعني أنتِ بتتخلي عني يا فيروز!!
قولتله: لا مبتخلاش عنك، بس أنت واعي أنت بتقول إيه أنت عاوز نكتب الكتاب وتسافر ٣ سنين وأنا أفضل هنا، فين العدل يا شادي ولا الإسم أكون متجوزة بس قاعدة في بيت أهلي لا طايلة سما ولا أرض.
قالي بتريقة: أيوه فهمت أيوه قولي كده بقا، كلام هند طلع صح لما جاتلي وقالتلي إنك بتحبي مصطفي، مصدقتش كلامها بس شكيت لكن دلوقت إتاكدت.
رديت عليه بعصبية وأنا بقف: إتأكدت من إيه على أي أساس أنت بتتكلم على كلام هند!!
عشان قالتلك كلمتين صدقتها!! سكت وبعدها قولتله: أما كان ممكن أتنازل ووافق يا شادي بس دلوقت لو هتموت قدامي عشان أوافق مش هوافق طالما شكيت فيا مرة هتشك ألف مرة، وبعدين إلي أنت بتتكلم عليه ده صاحبك وزي أخويا، ولو في حاجة بينا زي ما بتقول يا أستاذ يا محترم كان هيوافق يخلي والدته تيجي بيتنا وترشحك ليا ليه!!
بصلي بصدمة وكأنه بيستوعب هو عمل إيه وقال إيه
لقيته بيتكلم بصوت واطي وهادي وبيقول: فيروز أنا..
قولتله: متتكلمش متقولش حاجة أنا متخلتش عنك لا كان ممكن أقبل بوضعك على فكرة بس أنت إلي غلطت يا شادي وغلطك كبير، لقيت والدي خبط ودخل وشافني وأنا واقفة ومتعصبة ولقيته بيقول: في إيه يا ولاد.
رديت قولتله: بابا عندك شادي شوفه هيقولك إيه ورأيك في إلي هيقوله
ومشيت وسبتهم وفعلاً كنت عارفة إنه والدي هيرفض، لدرجة شادي قاله طاب نكتب الكتاب وياخدني معاه لكنه رفض وقاله إنه ال ٣ ستين هيضيعوا عليا فرص كتير والكلام ده ممكن يحصل لو فضل مثلاً سنة أو سنة ونص هينزل وهو ضامن إنه ليه سكن هناك لكن غير كده يبقا بيظلمني.
“فسخت خطوبتي”
قولت الكلمة بمنتهى البرود وأنا بقعد على الترابيزة في النادي ومنال ورَوان وسارة وقاعدين اتصدموا طبعاً من صوتي وكلهم قالوا بصوت واحد: احييييه، بتهزري.
طبعاً قبل ما أحكي إيه إلي حصل بدأت وصلة العتاب بينا وإني غلطانة عشان اختفيت وكلام كتير إنتهي بأحضان وبكلمة: ولا يهمك حاجة في الدنيا.
رجعت الأوضاع زي ما هي وشغلي في المعمل زي ما هو مبختلطش بمصطفى كتير رجعت عاملة زي الفراشة وده الكل مستغربة رغم إنهم عرفوا الكلام إلي هند إلي قالتله لشادي وقالته لناس تانية فالكل كان متوقع إني أتأثر منه بس أنا كنت عاوزة أثبت العكس ، لحد ما جه اللواء محمد تاني المعمل عشان يعمل تحاليل وطلبني بالإسم وموافقش حد ياخد العينة منه غيري، أول ما خبطت ودخلت قولت: السلام عليكم..
رد الكل السلام إلا اللواء قال: أهي إلي بتضحك عليا وتاخد مني الدم جات أهي..ابتسمت له واتحرجت الصراحة لأنه قالها قدام ابنه ود مصطفى
قولتله: طاب يلا يا سيادة اللواء أخد من حضرتك العينة.
قام معايا بهدوء وكل ده ود مصطفى متابعنا بهدوء.
أخدت العينة من اللواء وقالي: عارفة يا فيروز كنت هزعل جدًا لو مكنتش لقيتك، ضحكت وأنا بقوله: قولت لحضرتك قولهم بس فيروز وأنا هجيلك، قالي: أنا ليا عندك عزومة على كوباية شاي، قولتله: حاضر هخلص العينات وأبعت أجبهالك عند مكتب الدكتور.
قالي: ربنا يباركلك يا بنتي، الوحيدة إلي مبتعصبش عليها قوليلي هل كده أنتِ عملالي سحر؟!
قولتله بضحك بصوت عالي: والله أنا شخصياً مستغربة نفسي إني قدام لواء ومش خايفة.
حطتله اللزقة وبعدها قال كلامه لد مصطفى إلي كان بيحط العينات: أحسن حاجة عملتها في المعمل يا د مصطفى إنكوا جبتوا الدكتورة فيروز.
ابتسم د مصطفى وقال: طاب يلا بينا يا سيادة اللواء لأحسن الدكتور مستني حضرتك من بدري عشان تلعبوا دورين طاولة.
رديت بصدمة:طاولة!!
ضحكوا وقالي اللواء: مستني كوباية الشاي يا فيروز.
طلبت يعملولهم شاي في البوفيه خبطت ودخلها العامل مكنش فيه غير الدكتور مصطفى واللواء وابنه ، وكنت لسه هخرج لقيت اللواء بينادي عليا بيقولي: تعالي يا فيروز أنا بتفاؤل بيكِ، الواد يحىٰ شكله هيغلبني.
استغربت شوية مين يحى فعرفت إنه ابن اللواء لأنه فيه شبه كبير منه.
قعدت بهدوء وكانت عيني مركزة مع اللعبة ولما لقيت اللواء محتار استأذنت منه أدخل والكل استغرب إني بعرف ألعب طاولة فقولتله يعمل إيه وفعلاً اللواء كسب، وديه كانت تاني صدمة للكل.
وبعدها اللواء قالي: أنتِ مش بس إيدك خفيفة، لا وطلعتي حريفة طاولة كمان.
ضحكت على فرحته إنه كسب واستأذنت وخرجت.
حياتي كانت هادية وأنا بعيدة عن كل وجع الدماغ إلي عيشته الفترة إلي فاتت مكنش محليها غير سيادة اللواء ونكشه فيا وده إلي خلاني مستمسكة بالشغل في المعمل، وفي يوم لقيت والدتي بيتقولي إنه في غريس متقدم قولتلها: يا أمي احنا رجعنا للموضوع ده تاني مش اتفقنا الفترة ديه أي حد يتقدم نقوله لا أنا مش عاوزة أقعد مع حد.
وطبعاً كأي أم مصرية أقنعتني إني أقعد ولو مرتحتش أرفض، وتحت إصرارها الغريب المرادي وافقت.
جه اليوم إلي المفروض أقابل فيه العريس، وأنا داخله الريسبشن لقيت سيادة اللواء قاعد استغربت ومن صدمتي قولتله: سيادة اللواء محمد هو حضرتك العريس!!
الكل ضحك بصوت عالي بس كان النصيب الأول من الضحك ليه هو وقالي: يا نهاري يا فيروز عليكِ مش للدرجاتي يعني هكون أنا العريس إزاي ده أنا قد جدو.
اتحرجت وقولتله بصوت هادي: لا متقولش كده ربنا يديك الصحة.
ضحك وبعدها بص لوالدي ولإبنه وقال: يا زين ما ربيت يا حج خالد، ودلوقت عرفت إصرار إبني يحىٰ إنه يتقدم لفيروز بالذات، قال آخر كلمة وهو بيبصلي وأنا رفعت عيني للشخص إلي قاعد قدامه لقيته بيبتسملي وهو فرحان.
وبعد دقيقتين قال اللواء: طاب ايه يا حج مش نسيب الولاد يقعدوا مع بعض؟! ونشرب كوباية شاي سوا مع إني كان نفسي تبقا من إيد فيروز بس ماشي المرادي نعديها.
ابتسمت بهدوء وسكت وهما خرجوا فضلت ساكته لحد ما لقيت يحىٰ بينطق وبيقول: عاملة إيه يا فيروز؟!
وديه كانت أول مرة أسمعه بيتكلم مع إنه جه أكتر من مرة مع اللواء بس كان بيفضل ساكت وببصلي فكان بيوترني ودلوقت موترني برضوا.
بصتله بصدمه فقام ضحك عليا وقالي: أنا قولت عاملة ايه بس والله اتصدمتي.
لقيته فرقع إيدي قدام وشي عشان أفوق من الصدمة
فاتنحنحت ورديت بصوت هادي قولتله: الحمد لله، وبعدها مش عارفة جاتلي الجرأة منين أقوله: اشمعنا أنا بالذات زي ما قال والدك؟!
كان عندي فضول أعرف وكان جوايا إحساس مستني يقول كلام معين منكرش!
قالي بعد ما أخد نفس هقولك: أنا أعرفك من زمان من قبل المعمل ومن قبل ما والدي عرفك أصلاً!
استغربت وقولتله: إزاي؟!!!
قالي هقولك: أنتِ كان ليكِ ابن عم فاتح محل في المكان إلي جمب الدروس بتاعتة الثانوي بتاعتك صح؟!
هزيت راسي بمعني آه، كمل قالي: قصاد المحل ده كان فيه كافيه هناك أنا كنت علطول بقعد هناك كنت بشوفك وأنتِ جياله بس ولا مرة صادف إنك شوفتيني، وكنت عارف إبن عمك لأننا كنا دفعة واحدة في الدراسة بس هو سافر برة وأنا كملت، كنت لسه هتكلم قالي: ثواني هخلص بس واسألي كل إلي أنتِ عوزاه، كمل وقال: كنت ببقا قاصد أقعد هناك لدرجة حفظت أغلب مواعيد دروسك يا فيروز عشان بس أشوفك كان نفسي أعرف إسمك وفي يوم كنت جاي لإبن عمك سمعته بيقولك يا فيروز فعرفته، لما دخلتي الكلية كان الموضوع صعب إنه الأقيكي عشان أنا كمان مشيت من المكان وبعدها دخلت شرطة ولما اتخرجت كنت بدور عليكِ عشان كنت عاوز أتقدم بس ظروف شغلي مسمحتش في الأول ولما جيت هنا تخيلي أول قضية أمسكها في القسم إيه؟!
قولتله: إيه؟!
قالي بضحكة حماسية جميلة: تفتكري من سنة لما شنطة صاحبتك اتسرقت وأنتوا جيتوا تقدموا بلاغ؟!
قولتله بتذكر وتسرع: أيوه أيوه.
قالي: أنا الظابط إلي دخلتوله، وهنا عرفت اسمك وعنوانك وكل حاجة عنك.
هنا بقا افتكرت أنا شوفته فين قبل كده، تلقائي ابتسمت لأنه كان منتهى الزوق فعلاً معانا.
كمل وقال: تعرفي بعدها بيومين صادف إنه والدي كان بيحكي مع أخويا سيف عن بنا جميلة في المعمل اسمها فيروز وقعد يوصف فيكِ حسيت إنه أنتِ لحد ما قال إنك مخطوبة وهنا كانت الصدمة بالنسبالي، لكن لما جه تاني مرة من المعمل وقال إنك مفيش في إيدك دبلة فرحت ولما اتأكدت من كده ظهرت قدامك، بس يا ستي شوفي أنا قد إيه قدامك وأنتِ ولا مرة أخدتي بالك قال: آخر جملة وهو بيبتسم.
فضلت شوية أستوعب القصة الغريبة واللغة الطويلة إلي قالها وكل الأحداث إلي بدأه من زمان وأنا فعلاً مكنتش واخدة بالي من كل ده.
رديت بكلمة واحدة بصوت متسائل وقولتله: وأنت بعد السنين ديه كان عندك أمل وميأستش يا يحىٰ؟
قالي بإبتسامة أجمل ما تكون: ولا مرة يا فيروز ملقتش جوايا أمل من ناحيتك يا فيروز، ولا مرة صدقيني.
تعرفي أنا أول مرة في حياتي حد يقولي يحىٰ بالطريقة الحلوة ديه.
معرفتش أقوله إيه على قد ما أنا مرتاحة على قد إستغرابي إنه ممكن في حكاية تبقا كده إنه أكون حلم حد من زمان أوي كده! أنا فعلاّ مستغربة ليه ما ديه حكايتي أنا!!
فضلت بصاله فهو فهم حيرتي فقالي بإبتسامة هادية وبسيطة زيه: هسيبك تفكري بس متطوليش لأنه الغيبة المرادي وأنتِ قدام عيني هتبقا طويلة يا فيروز!
وبعدها استأذنت فضلت باصة لطيفه وهو ماشي لحد ما خرج
وفعلاً سابلي يومين كنت مرتاحة فيهم، وافقت عليه وهو كان عوض جميل عن كل حاجة وحشة وعن كل الناس شوفت في عيونه هو ووالده حب كبير ليا ومنافسة قوية جدًا مين فيهم بيحبني أكتر فبدل ما كنت بحلم بالحب بس بقا عندي الحب والأمان والسند والونس والأب والصديق والأخ، متجمعين في يحىٰ ووالده وأخوه ومراته إلي كانت بتعاملني زي أختها.
ودلوقت؟!، نطقها يحىٰ بعد كتب الكتاب، قولتله: دلوقت إيه؟!
قالي: لا بقا معلش يا فيروز معلش يا عمي لمؤاخذة يا سيادة اللواء، معلش مراتي وأنا مستني اللحظة ديه من زمان أوي، ولقيته غمزلي بعد ما قال الكلمة دية وفجأة شالني ولف بيا
وقالي وهو بيبوس راسي: “مبارك على قلبي الفوز بحب الفيروزة”.
المذيع: وهو ده السر يا مدام فيروز ورا اللوحة الجميلة ديه؟!
السر كله في الحب؟!
رديت بإبتسامة وأنا ببص على شخص معين في وسط الجمهور وهو “يحىٰ”: قولتله آه هو ده السر السر في الحب وفي العيون في تداخلها وفي تشابك الآيادي السر في اللغة الصامتة سواءً بالعين أو الإيد كل واحدة فيهم لغتها مميزة..
شخص مرة قالي” تبحث العيون طوال الوقت وتظل تبحث وتتحرك، ولكن فجأة تجدها عند لحظة معينة ومكان معين وشخص معين تتوقف عن حركتها ولا يبقى منها سوى البريق، وهذا البريق الصامت هو الحُب”
وفجأة سمعت الكل بيسقف والمذيع بيقول: نحب نشكر الأستاذة فيروز على تواجدها معانا في برنامج: الفن والحياة، كان معكم المذيع: نادر أحمد، راديو القاهرة.
وأول ما خرجت من مبنى الراديو لقيت “يحىٰ” كعادته واقف قدامي وساند على العربية ومعاه بوكيه ورد روحتله فرحانة وبقوله بعتاب: خرجت ليه كنت بدور عليك؟!
قالي وهو بيديني الورد وهو بيقرب من ودني: كنت حابب أشوف عينك وهي بتتحرك وبتدور عليا وفجأة تقف عندي وأشوف بريقها الصامت يا “أم سليم”.
وبعدها وقف وهو بيضحك بخبث وبقوله وأنا مصدومة وبقوله: واضح إن بابا محمد فتنلك وأنا كنت مخلياها مفجأة.
ضحكت وهو بيحط إيده على بطني: بابا محمد عرف ونقىٰ الإسم من غير ما أنا أعرف حتىٰ.
قولتله: وإيه يعني؟ هو أنت كنت عاوز تعترض ولا إيه؟!
ضحك وقالي: أنا فرحان يا فيروز فرحان جدًا وفرحتي بوجودك في حياتي وشقاوتك وعينك إلي بتطلع قلوب كل لما تشوفني ديه كبيرة، ولو حد كان قالي من كام سنة إن قلبي هيقع في بنوتة حلوة شبهك مكنتش هصدق.
رديت عليه وأنا بقوله: ” وإلى هنا عزيز قلبي تنتهي رحلتك في البحث عن قِبلة آمنة، لأن جميع الإتجاهات أدت إلي قلبي”.
انتهت.

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ولكنها فيروز)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى