رواية كفر صقر الفصل السادس والستون 66 بقلم أم فاطمة (شيماء سعيد)
رواية كفر صقر الجزء السادس والستون
رواية كفر صقر البارت السادس والستون
رواية كفر صقر الحلقة السادسة والستون
الممرضة …حضرتك بس ساعتين وهتيجى حتى قبل ماتقوم من النوم .
أحمد .. طيب تمام ، خلى بالك منها ولو فاقت قبل ماأنزلها كلمونى بسرعة .
الممرضة…حاضر يا دكتور .
عيونى ماتقلقش عليها .
…………….
وجد حمزة والدته فى رادهة الإستراحة جالسة مهمومة تضع يدها على وجهها لتخفى دموعها.
نظر حمزة لها بآسى وود لو شق قلبها ليعلم ما به ثم يزيل الحزن العالق بها سنوات طويلة ثم يملؤه بالسعادة التى افتقدتها .
أقترب منها حمزة وربت على كتفها بحنان ففزعت ألماس ليقول لها..أنا يا امى حمزة ماتقلقيش .
ألماس …حمزة يا حبيبى ، ربنا يحفظك
ها اطمنت على اختك ؟
حمزة…ماتخافيش عليها هى فى امان هنا وهو وبس هتعدى يومين صعبين وبعد كده هتفوق.
ألماس…يارب يا حبيبى .
انت راجل من صغرك يا حمزة وأنا ربيتك صح ،ربيتك علشان تطلع صقر وفعلا الحمد لله طلعت ؛بس للأسف شكلى قصرت مع اختك بدون قصد بس السبب أبوك ربنا يهديه ويشفيه .
حمزة…معلش يا امى ، ماتزعليش ،كل الأمور هتتحل بإذن الله .
ألماس..بإذن الله يا حبيبى .
ودلوقتى هنروح ولا لسه شوية.
حمزة……لا هنروح بس ادينى خمس دقايق هروح لبابا اطمن عليه وأوصى عليه طاقم التمريض واسلم عليه واجى بإذن الله .
ألماس….ماشى يا حبيبى ،ربنا يبارلكك على قد برك بأبوك مع أنه يعنى …؟
حمزة…….ملوش داعى يا امى ،انا حاسس إن ورا حزنك وأفعال بابا دى ليها قصة طويلة ، وعارف برده إن مش وقتها دلوقتى .
بس اللى اعرفه اكتر أنا بابا محتاجنى يمكن اكتر ما أنا كنت محتاجله كمان ويستحيل أسيبه مهما كان .
فدمعت عين ألماس وضمت حمزة لصدرها قائلة ……مش بقولك ربيت الصقر ،يااه أنت مش شبهه بس فى الشكل أنت شبهه فى كل حاجة .
أبتعد عنها حمزة برفق هامسا….هو مين ده يا امى اللى أنا شبهه ؟
اضطربت ألماس فتلعثمت…أنا قلت شبهه ، أنت سمعت غلط ، وروح يلا عند أبوك وأنا هستناك هنا بس ماتغبش علشان تعبانة وعايزة اروح استريح .
نظر لها حمزة بتعجب ..محدث نفسه….أنا كده أتأكدت أن الموضوع فيه راجل وعلشان أنا شبهه بابا بعدنى عنه .
بس ده ده اكيد قريب لينا مش غريب علشان كده شبهى.
بس هو مين وفين قرايبى اصلا ،انا عمرى ماشوفت ليه عم ولا خال ولا جد ولا جدة .
وكل ما أسأل يقولوا إحنا ملناش حد .
حاجة غريبة فعلا وأكيد وراها سر ومسيره اعرفه فى يوم من الايام.
حمزة…..حاضر يا امى .
ثم ذهب مسرعا لزيارة أباه ، فولج إليه فوجده لاول مرة يذكر الله وعندما أقترب منه فوجىء إنه يكبر
فهو لا يذكر الله فحسب بل يصلى .
حمزة بذهول……معقولة دى ،سبحان ربنا الهادى ، اول مرة أشوفه يصلى بس سبحان الله دلوقتى بيصلى وهو لا حول له ولا قوة وبيصلى برموش عنيه وكان مش بيصلى وهو بكامل صحته على رجليه .
علشان كده حبيبى النبى كان بيقول اغتنم صحتك قبل مرضك .
بس برده الحمد لله كنا فين وبقينا فين ربنا يقبل توبته ويشفيه ويعافيه .
انتهى عبيد من صلاته ودموعه قد بلت الفراش من الندم على ما فعله فى حق الله وحق ألماس وأبنائه وفى حق نفسه .
فرق قلب حمزة له واقترب منه وأمسك بيده يقبلها قائلا…تقبل الله يا بابا .
عبيد بحزن دفين…تفتكر يا ابنى ربنا هيقبل منى توبتى .
حمزة……وليه لا ربنا غفور رحيم ويقبل توبة العبد مهما فعل .
عَن أبي طويلٍ شَطَبٍ المَمدودِ رضيَ اللَّهُ تعالى عنهُ أنَّهُ أتى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ أرأيتَ رجلًا عملَ الذُّنوبَ كلَّها فلم يترُكْ منها شيئًا وَهوَ مع ذلِكَ لم يترُكْ حاجَّةً ولا داجَّةً إلَّا أتاها فَهَل لذلِكَ من توبةٍ قالَ أليسَ قد أسلَمتَ قالَ أمَّا أَنا فأشهَدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهَ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ قالَ نعَم تَفعلُ الخيراتِ وتترُكَ السَّيِّئاتِ فيَّجعلُهنَّ اللَّهُ لَكَ حسَناتٍ كُلَّهُنَّ قالَ وغدَراتي وفجَراتي قالَ نعَم قالَ اللَّهُ أَكْبرُ فما زالَ يُكَبِّرُ حتى توارى .
فزداد بكاء عبيد ….رحمتك يارب بعبد ضعيف زيى .
انحنى حمزة ومسح له دموعه وغسل وجهه ليزيح إثر الدموع .
ثم جاءت العاملة بالطعام ، فرفض حمزة أن تطعمه هى وأبى إلا أن يطعمه بيديه .
عبيد…ماتتعبش نفسك يا حبيبى وروح شوف دراستك وشغلك .
حمزة بحب …..أنت شغلى الأول يا بابا واهم حاجة فى حياتى .
دقق النظر فيه عبيد .ثم حدث نفسه ( فعلا انت فارس صح علشان كده كله كان هيحبك )
عبيد…يعنى مسامحنى يا ابنى
أمسك حمزة يديه مقبلا لها قائلا…أنا إيه من غيرك ، أنت يا بابا وأنا ايه علشان اسامحك ، انت بس ارضى عنى .
عبيد والدموع انهمرت من عينيه كالفيضان محاول مد يديه لكنه لا يستطيع ولكن فهم حمزة ما أراد فانحنى له مرة أخرى واحتضنه بحب ، حضن يعادل سنوات طويلة حُرم بها حمزة من أحضان ورعاية والده .
ثم أبتعد عنه برفق وسأله عبيد عن حور ؟
حمزة….حور كانت عايزة تيجى معايا بس حست بهبوط شوية واضطرينا نحجزلها جمبك كده علشان نعملها فحوصات نطمن عليها وأول ماتشد حيلها هجبهالك تشوفها إن شاءالله .
عبيد بقلق…..حور تعبانة وليه من إيه ؟ يا عينى عليكِ يا بنتى حتى مش قادر أقوملك أنا أشوفك .
حمزة ..معلش أن شاءالله نفرح بخروجكم وشفائكم سوا انتوا الأتنين .
ماتشغلش بالك أنت ومتقلقش على حور .
ودلوقتى اسيبك اروح ماما البيت علشان مجهدة شوية.
عبيد ……خلى بالك من حبيبتى الكبيرة وحبيبتى الصغيرة وأنت كمان ، أنا معنديش غيركم فى الدنيا دى .
انتم كنزى ، فحافظ عليهم يا ابنى علشان لو جرالى حاجة تتحمل مسئوليتهم .
حمزة…ماتقولش كده يا بابا أن شاءالله هتخف وتقوم بالسلامة وهترجع تمشى على رجلك تانى وتبقى أحسن من الأول .
عبيد ..أن شاءالله يا حبيبى .
ثم غادر حمزة لوالدته وأوصلها إلى المنزل .
…………………..
ياسين منادى على مايسة ..
مايسة…نعم يا ياسين .
ياسين…تعالى نجطيلى النجط فى عينى عشان هتحرجنى حبتين .
مايسة… سلامتك .
ياسين ..الله يسلمك يا حبة جلبى .
مايسة بضحك ..لساك جادر يا راجل هتجول كلام حلو ، ده انت بجيت جد ماشاءالله من زمان واحفادنا كبروا جربوا يجزوا كومان .
ياسين …وهو الكلام الحلو ليه سن ،دى حاجة بتطلع من الجلب وأنا جلبى عاشج ليكى وهيفضل إكده لغاية أخر العمر .
مايسة…ربى يطولى فى عمرك ،ويلا ميل إكده علشان أنجطلك النجط .
فوضعت له مايسة النقاط فى عينيه ثم بعدها أخذ يفتح ويغلق فى عينيه .
مايسة بتعجب من فعله…مالك يا ياسين لساها عيونك تعباك ولا إيه ؟
ياسين….لا خفت الحمد لله لدرجة إنى مش خابر أنتِ عمالة كل يوم تحلو إكده ليه ؟
وزى ماتكونى هتصغرى مش هتكبرى .
ضحكت مايسة بملىء فمها قائلة…اه منك أنت يا راچل ، بس تعرف إنى حبيتك من كلامك الحلو ده .
ياسين …يعنى كلامى بس اللى هيعجبك ؟
مايسة…لا الشهادة لله كلك على بعضك حلو إلا بس حاجات زمان بس خلاص راحت لحالها .
ياسين…لساك شايلة منى يا مايسة.
شعرت مايسة بأثر كلماتها عليه فحاولت تغيير النقاش حتى لا تكون سبب فى حزنه .
مايسة…بقولك ايه يا ابو فارس.
فارس وأخواته وحشونى جوى جوى وعايزة أدلى مصر اشوفهم ،فإيه رأيك نحضر حاجتنا ونتكل على الله يوم الجمعة الچاية .
ياسين….مع إنك غيرتى الموضوع بس ماشى يا مايستى ، كل اللى هتطلبيه عيونى ليك ِ .
بس تعال أجعدى جمبى شوية رايد أجولك كلمة فى ودنك .
مايسة بضحك…جول من إهنه أنا سمعاك .
ياسين..لا جربى أحسن .
مايسة بخجل … …لا مش هجرب يا جليل الرباية.
………….
اتصلت هاجر بـ رقية .
هاجر……عاملة إيه يا جولييت ؟
رقية بضحك…بقيت جوليت مرة واحدة وسى رميو ولا على بالو .
هاجر……لا رميو بتاعك كويس اوى ومش بتاع كده ولا كده وهتلاقى قدامك طالب ايدك بدون مقدمات .
عقبالى يارب لما سى فارس يعبرنى .
رقية …والله يا اختى هو هيحبك بس الصبر حلو ، استنى بس السنادى وهيكلبشك .
هاجر….يارب يا حبيبتى .
بس صح تصورى صح حمزة فيه شبه كبير مع خالك فارس .
سبحان الله زى مابيقولوا يخلق من الشبه اربعين .
رقية…شوفتى علشان تصدقينى لما أقلك ودى حاجة جذبتنى فيه .
هاجر…….يعنى يا أختاه لو مكنش شبه خالك ماكنتيش هتحبيه .
رقية…….لا طبعا مش كده بس ، ماأنكرش أن دى اول حاجة عجبتنى بس بعد كده اتعلقت بيه لأخلاقه العالية وانه لما بيجيله اى فرصة إنه يساعد غيره مش بيتأخر وبيعملها بصدر رحب غير إنه بيتقى الله ومش بيرفع نظره فى اى زميلة ومداومته على الصلاة فى مسجد الكلية ..
يعنى حاجة كده زى مابيقولوا كله على بعضه حلو .
ضحكت هاجر قائلة…يا جامد أنت ، أنتِ بقيتى شاعرة كمان .
رقية……اه بس يحصل اللى فى دماغى وأنا أكتب فيه أشعار .
هاجر……ياريت ولى فى دماغى كمان على أستاذ فارس ونعملها فى يوم واحد أنا وانتى ياسلام ده هيكون أحلى يوم فى حياتى.
تنهدت رقية بحرارة….ربنا يسمع منك يا هجور .
ويلا بقه اقفلى حضرتك علشان اعرف اذاكرلى كلمتين.
هاجر…….ماشى يا ستى ،ماأنتى دحيحة شبه حضرته .
سلام يا قمرى.
رقية …سلام يا هجور .
………….
استيقظت حور من نومها على ألم يعصف برأسها فكادت أن تُجن وأخذت تضرب رأسها بالحائط وتكسر فى كل ما أمامها ولم يكن جاء بعد دكتور احمد فهى قد استيقظت سريعا من تأثير احتياجها للمخدر .
فجاءت لها الممرضة ( سعاد ) محاولة تهدئتها ….فأمسكت حور بيديها تقبلها وتترجاها .
حور…ابوس ايدك خلينى امشى من هنا ، مش قادرة بموت حرام عليكم .
سعاد..ماينفعش يا آنسة ، واللى حاسة بيه ده طبيعى ، ومعلش هى فترة وهترجعى لطبيعتك فاستحملى شوية معلش علشان تخلصى من الإدمان وماترجعيش ليه تانى .
حور ..ملكيش دعوة بس انتِ،طيب أقلك ، أنا همشى نص ساعة وأرجع صدقينى اوعدك بده .
سعاد ..ماينفعش دى مسئولية عليه ،لو عرفوا يرفدونى .
فقامت حور بخلع كل مشغولاتها الذهبية التى ترتديها .
فجحظت عين سعاد وابتعلت ريقها بنهم .
حور…مستعدة اديكى كل ده بس تسبينى امشى وماتخفيش مش هتتأذى ولا حاجة .
هقولك تعملى ايه ؟
كإنى كنت هخنقك أو اضربك وأنتِ ماقدرتيش عليه .وهربت .
سعاد وهى تأخذ المشغولات الذهبية بعين متسعة طامعة …..بس أنتِ يعنى صعبانة عليه وكان نفسى تتعالجى علشان الموضوع مايكبرش اكتر وماتعرفيش تسيطرى على نفسك.
حور…ملكيش بس أنتِ دعوة وطلعينى بسرعة ،قبل مايجى احمد .
سعاد ..حاضر يا حبيبتى من عينيه .
تعالى ورايا …
فاخرجتها سعاد الطامعة التى باعت ضميرها مقابل لمعان الذهب من الباب الخلفى للمشفى .
فأسرعت حور راكضة بأقصى سرعتها فى الطريق .
متوجهة إلى منزل ياسر مرة أخرى ليمدها بالحبوب المخدرة فقد فقدت السيطرة على عقلها وجسدها وأصبح المخدر هو قائدها للأسف كغرار كثير من الشباب الضائع الذين وقعوا فريسة له .
وياليت اكتفوا بالإدمان فقط ولكن بسببه أقدموا على السرقة من أجل الحصول على المال اللازم لشرائه وربما أدى بهم إلى فاجعة أخرى وهى القتل .
بينما كان ياسر مع فتاة عابثة على الفراش وجد من بطرق الباب عدة طرقات متتالية سريعة .
الفتاة…….إيه أنت مستنى حد يا يسور ولا إيه ؟
ياسر…لا مش عارف مين قليل الذوق اللى جاى فى الوقت ده .
بقولك خليه يخبط وخلينا إحنا ، إحنا كنا بنقول إيه ؟!
فضحكت الفتاة ضحكة عالية مدوية . سمعتها حور من الباب .
فزادت حدتها فى طرق الباب بعصبية لإنها علمت بوجوده بالداخل .
ياسر بغضب..وبعدين بقه ، مع اللى أيده تقيلة ده ،وهيكسر الباب ..
لما اروح اشوف مين خلينا نخلص ، وهجيلك تانى يا جميل.
الفتاة…متتأخرش بس .
ياسر…هو أنا أقدر .
اسرع ياسر لفتح الباب ليتفاجىء بـ حور .
ياسر…حور ،ايه اللى جابك تانى ويا ترى وراكِ الأستاذ إياه تانى ولا لأ ؟
ولجت حور للداخل وهى تفرك بأصابعها تارة ثم تحيط يديها بذراعيها تارة ويظهر على وجهها التوتر .
حور برجاء…الله يخليك يا ياسر أدينى البرشام .
مش قادرة هموت .
ياسر بسخرية …..بتترجينى دلوقتى بعد مابهدلتينى وكسرتى بخاطرى يا حور وأنا اللى بحبك وكنت عايز اريحك .
حور…….خلاص لو بتحبنى صح ،ادينى البرشام .
ياسر…لا خلاص العرض المجانى خلص .
حور …..هديك اللى انت عايزه ،هكتبلك شيك وتكتب فيه اللى انت عايزه .
ياسر بضحك ..أنا مش محتاج فلوس .
حور..امال عايز ايه .؟؟
أقترب منها ياسر هامسا بصوت كفحيح الأفعى…..عايزك أنتِ يا قلب ياسر .
نظرت له حور بغل واشمئزاز……أنت إنسان سافل .
غضب ياسر وبرزت عروقه…أنا _ ماشى يا ستى ، طيب يلا مع الف سلامة ، أنا مش هجبرك على حاجة أنتِ مش عايزاها .
حور…….والبرشام أنا تعبانة اوووى .
ياسر…البرشام ليه مقابل أنتِ عرفاه كويس ، لو موفقة عيونى ليكى ، مش موافقة خلاص .
أشوف عرض كتافك .
……….
افتح احمد عينيه ببطىء لينظر فيما حوله ليتذكر إنه فى سكن الأطباء ليهب واقفا قائلا بلهفة…حور حور .
يا ترى عاملة ايه ؟ فاقت ولا لسه ؟
طيب اتصل ولا انزل على طول ؟
لا أنا نازل أحسن أطمن بنفسى بس ادخل اغسل وشى علشان افوق بسرعة .
فولج للمرحاض فغسل وجه ولكنه تذكر صلاة المغرب فتضوء ثم خرج ليصلى ودعى الله أن ييسر علاج حور .
وما أن أنهى صلاته حتى أسرع لغرفة حور فى المشفى .
ولكنه تفاجىء إنها ليست موجودة ، فاضطرب وشعر بالفزع وتسائل…راحت فين دى ؟ لا معقول تكون هربت , لا بس إزاى ؟ لا لا .
ثم بصوت جهورى غاضب صارخا…أنتِ يا سعاد .
فاضطربت سعاد لسماع صوته ثم جاءته بخطوات متثاقلة ….وعندما وصلت إليه وجدته الغضب يطل من عينيه فتوترت واصابها الخوف من هيئته .
وبصوت ضعيف …نعم يا دكتور احمد ….
أحمد بصوت عالى غاضب. فين حور ؟
جالت سعاد بتصنع فى الغرفة لتصيح..فين هى ده أنا لسه مطمنة عليها من عشر دقائق كده وكانت لسه نايمة.
أحمد .يعنى ايه اختفت ،قولى راحت فين بالذوق ولا اخليكى تتكلمى بالعافية .
سعاد بخوف…ماأعرفش راحت فين ؟ والله يا دكتور صدقنى .
ماأعرفش ماأعرفش. .ممكن تكون هربت ماأنت عارف المرضى اللى فى أول علاجهم مش بيستحملوا
وبيلجأ كتير منهم للهرب علشان يتخلصوا من الالم .
لاحظ أحمد توترها محاولة تغطية معصمها فقد كان يظهر منه أنسيال ذهبى الخاص بـ حور .
فأمسك احمد يدها بقوة أوجعتها قائلا ..وبدال هى هربت الدهب بتاعها وصلك إزاى ؟
سعاد بتلعثم ..بتاعها إيه ده بتاعى أنا يا دكتور والله .
أحمد…كمان بتحلفى كدب ،وبتاعك حطة عليه حروف اسم حور ليه .
لاذت سعاد بالصمت ثم جاء على صوت احمد دكتور حسين ليخبره بآسى هروب حور التى ساعدتها سعاد
حسين …معقولة يا سعاد تعملى كده ؟ فين امانتك وفين حلفانك لليمين .
وأتفضلى يلا اعتبرى نفسك مفصولة .
سعاد باكية…خلاص والله يا دكتور ، صدقنى اول واخر مرة هى علشان بس صعبت عليه وحالتها كانت وحشة اوى .
حسين..أنتِ كده مش ساعدتيها أنتِ دمرتيها اكتر .
وقلت خلاص أتفضلى من غير مطرود .
فغادرت سعاد المشفى وهى تشعر بالندم على ما فعلته .
حسين….هدى نفسك يا احمد علشان تعرف تركز هى ممكن تكون راحت فين .
أحمد غاضبا…..اكيد راحت للمجرم طبعا اللى علمها تدمن ومش بس هيكتفى أن يديها المخدر ، ده ممكن كمان يعتدى عليها.
حسين…….وأنت تعرف مكانه ؟
أحمد……ايوه .
حسين..وحضرتك واقف ليه ماتجرى تلحقها .
نكس احمد رأسه بحزن قائلا…خايف فعلا اروح ، ألاقيها انتهت .
حسين..علق قلبك بالله وهى بنت شكلها نضيف من جوه وأكيد ربنا هيحفظها .
روح انت بس بسرعة وان شاءالله هتلحقها .
فأسرع احمد والدموع تتلألأ فى عينيه إلى سيارته متجها إلى العمارة التى يقطن بها ذلك الفاسد ياسر .
أحمد بندم…….يارتنى ماسبتك لحظة يا حور ،يارتنى .
مش هسامح نفسى ابدا لو عمل فيكِ المجرم ده حاجة
…………
سمعت حور صوت فتاة تنادى على ياسر من الداخل.
حور…هو أنت عندك حد.
ياسر……..سيبك أنتِ من اللى عندى ، لو وافقتى هرميها قدامك فى الشارع وهتكونى أنتِ بس ملكة قلبى .
بكت حور …حرام عليك يا ياسر ، مش كفاية خلتنى ادمن ، كمان عايز تقضى على روحى .
ماكفاية الاصناف اللى انت بتعرفها ، فلو فى قلبك محبة ليه بجد زى مابتقول ، ادينى البرشام وخلينى امشى وهسيبك تقضى وقتك براحتك.
ياسر بسخرية…لا يا حلوة ، المرة دى مفيش برشام غير لما تنفذى اللى فى بالى ياأما مع السلامة .
ثم خرجت الفتاة على صوتهم فقضبت جبينها عندما رأت حور.
الفتاة……مين دى يا يسور ؟
تلفت ياسر لها ونظر لها بحدة قائلا..بقولك ايه البسى هدومك وفى ستين الف داهيه يلا علشان مش فضيلك دلوقتى
الفتاة…….كده يا ياسر هتبعنى بسرعة علشان الوجه الجديد ده .
ياسر…….وابيع الدنيا كلها ، يلا مع السلامة .
الفتاة …بقه كده ، طيب مترجعش تبوس الايادى علشان اوافق اجيلك تانى .
ياسر ……لا ماتخفيش ، اخلصى يلا مش عايز اشوف وشك .
أسرعت الفتاة وهى تطلق السباب والشتائم لإرتداء ملابسها ثم غادرت المنزل لتفسح له المجال مع حور .
أقترب ياسر من حور وأمسك يديها وقبلها بحنان…قائلا ….تعالى بقه استريحى وهجبلك اجمد نوع برشام مستورد هيخليكِ طايرة كده فى السما .
بكت حور وحاولت بشدة استعطافه ولكنه أصر على مواقعتها ولم تجد مفر سوى الإنصياع حتى يعطيها ما تريد .
فالأدمان اول خطوة للإنحدار فى كل ما هو اسوء بكثير منه .
فهل يا يترى سينقذها احمد هذه المرة ام لا ؟؟.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كفر صقر)