رواية كفر صقر الفصل الحادي والستون 61 بقلم أم فاطمة (شيماء سعيد)
رواية كفر صقر الجزء الحادي والستون
رواية كفر صقر البارت الحادي والستون
رواية كفر صقر الحلقة الحادية والستون
ولجت مايسة إلى فارس الذى مازال فى غيبوته تحدثه كما تفعل كل يوم .
وتقص له عن أولاد إخوته وشقاوتهم .
ثم دعت له بالشفاء وقبلته من جبينه وهمت أن تغادر الغرفة ولكنها جال فى اذنها صوت يهمس
ألماااااااااااس .
ألتفتت مايسة لتجده يحرك شفتيه هامسا بتكرار ألماس ألماس .
فاتسعت عين مايسة متسائلة..هو معجول اللى أنا سمعاه ده ولا أنا متهيألى ؟
فأقتربت منه على ارتجاف لتفاجىء أن إشارات العقل اخذت مسارها الطبيعى بعد سنين من التوقف .
لتصرخ مايسة بفرح…..ولدى ولدى فارس.
ليأتى ياسين على صوتها …خير يا حبيبتى .
لتمسكه من يديه .
مايسة..ولدنا فارس هيتكلم يا ياسين ، أنا سمعته بودانى وإشارات المخ اتحركت اهى .
اللهم لك الحمد ثم سجدا الإثنان شكرا لله ولكن بعد السجود نظر بعضهم إلى بعض .
نظرة يفهمان معناها جيدا ، فهما يحمدان الله أنه فاق من الغيبوبة الطويلة ولكن أصابهم الذعر من مجرد التفكير إنهم معرضين الآن لفقده من أخرى من الصدمة إذا علم بحقيقة وفاة معشوقته وزوجته ألماس .
ياسين بلهفة…….أنا هبعت اجيب اتنين دكاترة حالا من جنا دكتور يشوف حالته وصلت لإيه ودكتور نفسى علشان يجدر يعرف ويفهم هنوصله كيف أن ألماس ماتت وربنا يستر ويعديها على خير .
زى ماعدت محنة الغيبوبة هتعدى بإذن الله المحنة دى
مايسة…….ربنا كريم ويسترها معانا .
قام ياسين لفارس
فمسح على وجه وهمس فى أذنيه …فارس يا ولدى أنت سامعنى .
ثم مسك يديه فقبض فارس عليه فابتسم ياسين ونهج لسانه بالحمد ….اللهم لك الحمد .
ثم أتصل ياسين بـ سيف ……ولدى أخوك فارس فاج واتكلم كلمة وسكت بس لسه مافتحش عنيه .
سيف بفرحة…….الله اكبر ولله الحمد ، حمد لله على السلامة .
ياسين ….دلوك عايزك تتدلى جنا بسرعة وهاتلى منها أحسن دكاترة مخ واعصاب ودكتور نفسى وتعال ماتعوجش يا ولدى ، الله يخليك
سيف…….حاضر يا بوى مسافة الطريج.
اتصلت بمايسة لأولادها جميعا لتخبرهم بحالة فارس ففرحوا وحمدو الله وقرروا النزول الصعيد للوقوف بجانبه حتى تمر هذه الأزمة بسلام .
مرت ساعتان كانت فيها مايسة تتلو كتاب الله بجانب فارس الذى تأثر كثيرا بسماع آيات الله فكانت عينيه تدمع وأحيانا يفتحها ثم يغلقها مرة أخرى .
حتى ولج إليهم سيف بصحبة الطبيبان ( عبد الرحمن استشارى المخ والأعصاب والآخر زين العابدين استشارى فى الطب النفسى )
وبالكشف عليه .
د/عبدالرحمن …. ماشاءالله إشارات المخ كلها مظبوطة وبتستجيب مع الكلام .
كمان أطرافه طبيعية وبتتحرك معايا بس أكيد فى البداية هيحتاج علاج طبيعى علشان حركته مع فترة الغيبوبة الطويلة دى أكيد تأثرت .
ياسين…بس عنيه لساها مش مركزة وهتجفل وهتفتح .
د/عبدالرحمن….بقاله سنين فى غيبوبة فأكيد الضوء هيكون حساس ليه شوية ومش قادر يتحمله زى الطفل اللى لسه مولود .
فأنا بقترح نخفض الإضاءة شوية ونشوف الحال.
مايسة…طيب يا دكتور هيفتح وهيعرفنا وهنكلم معاه عادى .
فرد الدكتور النفسى زين العابدين / الموضوع مش سهل عشان نكون صادقين مع بعض .
هو حاليا ذاكرته واقفة على وقت الحادثة اللى حصلتله ، يعنى أى تطورات حصلت فى السنين دى هو محتاج يعرفها بالتدريج مش مرة واحدة .
ياسين…ومرته اللى ماتت دى بعد ماتخطفت يا دكتور ،هنجولهاله إزاى ؟ وهيجدر يتحملها عشان خايف يدخل فى انتكاسة تانية ..
د/زين العابدين….هى اكيد صدمة بس إن شاءالله تعدى على خير بالتفاهم والحب اللى شايفه فى عيونكم ليه .
وأنا طبعا هباشر الحالة ولازم تكون معاه ممرضة محترفة تتابع حالته تجنبا لأى شىء متوقع حدوثه .
ياسين …ماشى يا دكتور ابعتها.
ودلوقتى نشوف حالا أباجورة بضوء خافت علشان يقدر يفتح عنيه ونبدء نتكلم معاه ونشوف التأثير .
ياسين…حاضر ثوانى أجبها.
فأحضرها ياسين سريعا وأطفىء النور إلا منها .
وبدأ الطبيب يتحدث معه فيما حدث وياسين تتحرك أطرافه .
وبدأت الدموع تنهمر من عينيه ثم افتح عينيه ببطىء وبصوت موجع….ألماس أنتِ فين ؟
لا لا مش هسيبك تخدها منى يا عبيد ،دى حياتى وعمرى اللى جاى .
ألماس ردى عليه ،ردى عليه .
بكت مايسة وبكى ياسين على بكاؤها وحاولت التقرب من فارس ولكن استوقفها الطبيب حتى ينتهى فارس من قول كل ما يريد .
وضع فارس يديه على صدره متألما .. اه جتلتنى يا عبيد .
ماتعيطيش يا ألماس ، لو ملناش حظ فى الدنيا هنتجمع فى الجنة ..ألماس ألماس .
ثم غاب الوعى عنه مرة أخرى
بكت مايسة بهيستريا وخوف قائلة…..ولدى _مالك لا اوعى تروح منى تانى.
الطبيب ….لا متخافيش ده بس مجرد احساس كأنه عايش اللحظة اللى اتجتل فيها وحس بنفس الألم .
ياسين……طيب هيفوج إمتى تانى ؟
الطبيب…..مش عارف احدد بس لازم يحضر معانا هنا كل اللى موجود ساعة الحادث معاه .
وعارف وشوشهم كويس .
ياسين …هو والده اللى رباه تعيش أنت والباجى اخواته ووالدته وحماته وحماه .
وأنا كلمت اخواته وهما جايين فى الطريج بس هيوصلوا الفجر أن شاءالله .
ودلوك ممكن ابعت لحماه وحماته .
الطبيب…تمام عشان تكون اغلب الوشوش اللى يعرفها جمبه لما يفوق .
وبالفعل آتى صهيب وسمية التى تجدد بها الحزن على فراق ابنتها وتمنت أنها تكون بجانبها ولو حتى فى غيبوبة لكن أن تفقدها للأبد من غير أن تراها فهذا شاق عليها جدا ولا تستطيع إستيعابه إلى الأن حتى وإن مر عليه السنون .
إستفاق فارس مرة أخرى وأفتح عينيه ليرى اول الوجوه أمامه مايسة فابتسم وأردف ….أمى نور عينى _ مالك ليه هتبكى أنا زين ماتجلجيش ،انا عايش أهو مَامُتش .
مايسة بدموع حارقة…حمد لله على سلامتك يا ولدى .
فارس…بس أنا فين المستشفى دى ولا ايه ؟
والبوليس قبض على عبيد صوح ؟
وألماس فين ؟ لو واجفة بره ناديها يا امى علشان اتوحشتها جوى جوى .
فهزت مايسة رأسها وخفق قلبها بشدة وشعرت بغصة مريرة .
فنظر فارس لـ ياسين….ازيك يا عمى ،تعبت نفسك وچيت ،ربنا يخليك .
ياسين ..عمك ؟ أناااااا يا ولدى .
الطبيب….معلش استنى شوية مش هيستوعب دلوقتى انك والده .
ثم نظر فارس لـ صهيب…..عمى طمن ألماس إنى كويس ،وناديها معلش .
فبكت سمية بألم ..ياريت نجدر نناديها وتيجى يا ولدى .
فارس…ليه ؟ هى فين ؟
اوعوا يكونوا عبيد عرف يخدها من ايديكم ،جولوا فين ألماس ؟
ليه محدش عايز ينطج ، ردوا عليه فين ألماس .
ثم حاول أن يقوم ولكنه شعر بالدوار ولم يسعفه جسده فارتمى مرة أخرى على الفراش.
أسرع إليه ياسين وأمسك بيديه…خليك مرتاح يا ولدى أنت تعبان
فارس ..أنا مش هرتاح غير لما اشوف ألماس ولازم اجوم أشوفها .
فصرخت سمية بدون شعور ليصدم الجميع …ألماس ماتت مع عبيد .
ماتت ألماس يا فارس …..ماتت
فأمسكها صهيب ليخرجها خارج الغرفة ليهدىء من روعها.
أما فارس فجحظت عينيه وصرخ فى مايسة…..امى جوليلى إنها هتكدب صوح ،مماتش ألماس ،لا أنا اللى أموت وهى لا .
امى ناديلى ألماس ،كفاية إكده هزار ،جلبى مش متحمل .
ارجوك يا امى ناديها
ياسين للطبيب……أتصرف هنعمل ايه دلوك معاه ؟
فأقترب منه الطبيب واردف…فارس أنت إنسان قوى وشجاع زى مابسمع عنك كتير وكمان هيقولوا عليك الصقر .
وكمان ايمانك بربنا كبير وعارف إن الموت علينا حق .
وربنا اختار ألماس فى حادثة هى وعبيد .
فاستغفر ربنا واحمده على قدره .
فهب فارس من فراشه صارخا ….لا انتوا هتكدبوا عليه ، أنا رايح لها .
مايسة…يا ولدى أهدى ، وده جدر ربنا ومكتوب .
فارس…لا ألماس لا مماتش
يعنى ايه ماتت يعنى أنا ماعرفتش احافظ عليها واحميها ؟
يعنى ماتت بسببى ،ثم نزل من على فراشه ولكن خانته قوته فسقط.
فأسرع له سيف ومايسة وحملوه من أكتافه وساعدهم ياسين ليرچعوه إلى الفراش .
مايسة بصراخ شديد … .ولدى هيروح منى يا ياسين .
الطبيب…لا متقلقيش هو بس منفعل زى اى شخص طبيعى مات ليه عزيز .
ودلوقتى هاديله حقنة هتريح أعصابه وينام شوية .
وعقبال لما يصحى هتكون الممرضة جت هتابع حالته .
مايسة…..ربنا يستر وتعدى على خير .
وظل فارس بعد الحقنة عدد من الساعات نائم وعندما أستفاق وجد بجانبه جميع اخواته .
فارس.. ..فريد وفريدة انتم إهنه ،شفتم اللى هيجلوه مش صوح صح
جولوا انتم أنهم هيهزروا معايا .
هى ألماس جت معاكم ، انا محتاج أشوفها جوى
فريدة ببكاء…ربنا يصبر جلبك يا خوى ويعوضك خير .
فارس …..أنتِ كومان يا فريدة،طيب أنا عايز أبوى إسماعيل هو اكتر واحد هيحس بيه .
ياسين…أنا معاك أهو يا ولدى .
فارس .. لا أنا مش عايزك أنت ضيف أنا عايز أبوى .
فاعتصر قلب ياسين محدثا نفسه…غصب عنى يا ولدى ، ماكنتش أعرف والله انك ولدى ،ورباك إسماعيل لكن أنا أبوك مش ضيف أبدا
مش ضيف أبدا .
مايسة…..ماتجولش إكده يا ولدى ، ياسين هو أبوك لكن إسماعيل اللى رباك يا ولدى .
فارس …أبوى كيف ؟ ومن امتى ؟
انا حاسس إنى زى ماأكون بحلم لا مش حلم ده كابوس .
انا عايز أبوى إسماعيل وألماس.
فريد بحزن ….. …فارس يا خوى.
ابوى إسماعيل مات من سنتين واكتر وأنت كنت فى غيبوبة ولسه فايج.
وعلشان تصدج أحنا جدامك أهو كبرنا واتجوزنا وخلفنا .
عجبال لما تجف على رجليك وربنا يكرمك ببنت الحلال اللى تسعدك .
فارس…..أبوى مات كومان وألماس ماتت ،وفاضل أنا اللى عايش ، طيب ليه؟
أنا كومان لازم أموت فأسرع النافذة فصرخت مايسة… ..لا لا يا ولدى ،أنت مؤمن بربنا .
ثم لحق به سريعا إخوته وأمسكوا به وأسرعت الممرضة لحقنه حقنة مهدئة مرة أخرى ليهدىء .
مايسة……وبعدين هيعيش إكده على المهدئات كتير .
الممرضة….معلش دى شىء مؤقت ، ومع الوقت هيهدى وهيستسلم الأمر الواقع .
ياسين بقهر شديد ….اقرا عليه يا صهيب يا خوى كتاب الله ،مفيش أريح منه للنفس .
وربنا يتولاه ويخفف عنه .
فتلى عليه صهيب ايات من الذكر الحكيم
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ [سورة البقرة:155، 156]
فتساقطت دموع فارس وردد ( إنا لله و إنا إليه راجعون )
ثم توالت الأيام “‘
زار فيها الطبيب النفسى فارس عدة مرات حتى استطاع تخطى موت ألماس وإسماعيل ولكن إن استوعبه عقله لكن قلبه مازال لا يصدق إنه لم يعد بالإمكان رؤيتها أو الحديث إليها
وأخذ ينشد “”
فراق أحبّتي وحنين وجدي! فما معنى الحياه إذا إفترقنا؟ وهل يجدي النحيب فلست أدري فلا التذكار يرحمني فأنسى ولا الأشواق تتركني لنومي فراق أحبّتي كم هزّ وجدي وحتى لقائهم سأظل أبكي.
………
أشار فريد إلى مايسة أن يأخذ معه فارس للقاهرة حتى يستطيع التغلب على محنته بالبعد عن الصعيد وأى شىء يفكره بـ ألماس .
مايسة…….مع إن يعز عليه يبعد عنى ، بس ماشى المهم أرجع أشوف ضحكته زى الأول .
فريد…..إن شاءالله يا أمى استبشرى بالخير .
هو بس لما ياخده الشغل فى المصنع مع يحيى هيبدء ينسى شوية ويعالم يمكن يقابل هناك وحدة تقدر تخطف قلبه من جديد ويحبها.
فضحكت مايسة…فتعجب فريد وتسائل بتضحكى ليه يا امى .
مايسة….علشان هتجولى يا امى مش يمه وهتكلم زى بتوع البندر ،ايه خلاص مابجتش صعيدى وهتكلم زيهم .
فريد بضحك …لا أنا صعيدى وجامد جوى جوى كومان.
بس اتعودت بحكم اختلاطى بالناس فى مصر اتكلم عادى وفريدة وعبير وعبدون ويحيى كلنا بنكلم عادى .
بس لما بتنزل الصعيد ونقابل الناس بنرجع نقلب لهجتنا الصعيدى علشان نتكيف معاهم ومايحسوش أننا اتغيرنا .
مايسة……عفارم عليك يا ولدى ربنا يكملك بعجلك .
ولج فريد إلى فارس فى غرفته فوجده ساجدا لله ويكاد يسمع نحيبه فتألم فريد لألمه وتساقطت عبراته .
وما إن انتهى فارس والتفت فوجد فريد أمامه .
فنظر الإثنين لبعض بحب عميق واقترب منه فريد واحتضنه .
فارس بقهر …..مش جادر يا أخوى انساها ، صعب عليه جوى .
أنا خابر إن أكيد ربنا ليه حكمة فى إكده .
بس جلبى مش مستوعب إنها ماتت واصل .
فريد…..حاسس بيك يا خوى ، ومحدش بيجولك إنساها بس على الأجل تعيش حياتك وهى فى جلبك وتدعيلها بالرحمة.
ثم أبتعد عنه فريد برفق…….ويلا حضر حاجتك أنا هاخدك معايا مصر تغير جو ولو عجبك الحال هناك إجعد وأنت مهندس شاطر وأكيد يحيى هيستفيد من خبراتك دى فى المصنع .
فارس.. ..تفتكر إنى اصلا هقدر اكمل حياتى من غيرها .
فريد…زى ماقولتلك ممكن مش هتنساها بس هتكمل لان الدنيا مش بتجف على حد والحياة هتستمر .
وخد حبيبك رسول الله صل الله عليه وسلم مثل وقدوة .
ازاى كان بيحب السيدة خديجة والسنة اللى ماتت فيها سميت بعام الحزن لكن تخطى حزنه وحمد الله على قدره وتزوج السيدة عائشة لكن فاضل شايل فى قلبه وفاء لخديجة ويذكرها بالخير ويكرم صحابتها .
فارس…..لا أنا مجدرش اتجوز غير ألماس ، ممكن اعيش واشتغل لكن جلبى يستحيل حد يدخله غيرها .
وبالفعل عمل فارس مع يحيى فى المصنع واستفاد يحيى من خبراته وكبر المصنع بفضل الله ثم فارس .
واصبحوا الأتنين من أكبر رجال الأعمال .
المشهورين فى الوطن العربى.
…….
مرت عدة سنين حاول فيها عبدون وفريد التأثير على فارس ليتزوج ووضعوا فى طريقه الكثير من الفتيات .
لكنه كان دوما يتجاهلهم ويعيش على ذكرى ألماس .
فى زيارة مايسة له فى أحد المرات.
مايسة…..يا ضنايا أنا كبرت ونفسى أطمن عليك جبل ماموت.
فقبل فارس يدها بحب …ماتقوليش كده يا امى ،ربنا يبارك فى عمرك .
مايسة…..طيب اتچوز علشان تريحنى وأشوف ولدك وافرح بيهم .
فارس…..وبعدين معاكِ يا ست الكل هو كل ماتشوفينى لازم تكلمى فى الموضوع ده.
ياسين…..جلبنا عليك يا ولدى ونفسنا نشوفك فى بيتك مرتاح.
فارس…يا بوى…أنا مرتاح كده ،ياريت ماتغصبوش عليه الله يكرمكوا.
ياسين ….بس إحنا مش مرتاحين يا ولدى ونفسنا تفرح ونفرح معاك .
فارس…سيبوها لربنا بس انتم أدعولى .
مايسة…..ربنا يفرح جلبك يا ولدى .
…………………………….
عاش حمزة سنوات دراسته فى المدرسة الداخلية بعيدا عن حضن ألماس التى كانت يتمزق قلبها حزنا عليها وتبكى على فراقه فى كل أجازة.
ويزداد عبيد نفورا منه كلما كبر فيكبر معه شبه بـ فارس كأنه هو وگانه يراه أمامه .
حمزة….أنا مش عارف ليه بابا مش بيحبنى ،وبيعامل حور أحسن منى ؟
هو أنا مش إبنه زيها ؟
ده حتى أنا مجتهد فى دراستى ودايما بطلع الاول وهى هتاخد السنة بسنتين .
ومع ذلك هيحبها ويدلعها وانا سايبنى فى المدرسة لوحدى.
أنا زهقت يا امى ونفسى ارجع اعيش معاكم .
ألماس بتنهيدة حزن ……معلش يا ولدى .
وماتجولش إكده ،هو هيحبك بس كان عايزك عودك يشتد إكده وتبجى راجل وأديك ماشاءالله كبرت وشاطر ووصلت للثانوية العامة
وحور لساها مخدتش الإعدادية ربنا يهديها .
ونفسك تدخل إيه كلية إيه يا ولدى ؟
حمزة…كلية الطب ان شاءالله يا أمى .
ألماس بفرحة…ربنا يعطيك كل اللى هتتمناه يا ولدى وتصبح اكبر دكتور فى الدنيا .
حور بسخرية …دكتور مرة وحدة كده ؟
حمزة…فيها إيه ؟ ماأنا الحمد لله مجتهد ، الدور عليكِ أنتِ بقه يا ساقطة إعدادية .
حور…أنا ساقطة ماشى بس محبوبة الدور عليك انت اللى مرمى فى مدرسة داخلية ومنبوذ .
فنكس رأسه حمزة بخزى وحزن فقد صدقت فيما قالته .
ألماس …عيب تكلمى إكده يا بتى ، أخوكِ محدش رماه ، ولا منبوذ وكلنا هنحبه .
واديه طلع كيف ما بتمنى .
حور…..اه ماأنتى شكلك هتحبيه اكتر منى ومفيش على لسانك غيره ، عمل سوا وأنا الوحشة اللى بسقط .
ولج عبيد على صوتهم فأسرعت إليه حور تبكى على صدره بإصطناع….شوف يا بابى ماما وحمزة هيتريقوا عليه عشان أنا مش شاطرة زى سى حمزة بتاعها بس اعمل ايه ملهو غصب عنى ودماغى كده .
فنظر عبيد لـ حمزة بضيق وبصوت جهورى….أنت إزاى تكلم أختك كده ؟
ألماس… براحة يا عبيد وحور هى اللى اتريقت عليه فى الأول .
عبيد بنظرة توعد ….لو سمحتى إسكتى انتِ ، ماأنا خابر انتِ ميلاله من سنين عن بتك .
ألماس …. ماتجولش إكده الاتنين وولادى وهحبهم وأنت اللى هتفرج بناتهم .
حور…….انتِ فرحانة بإبنك وبشهادته .
عبيد.. ….ماتزعليش يا بتى ، أنا هجبلك شهادة أحسن منه واعتبرى نفسك فى ثانوية زيه من النهاردة وشوفى عايزة تدخلى كلية إيه وأدخلك
حور بفرحة……بجد يا بابى .
لا أنا مش عايزة طب وقرف أنا عايزة حاجة سهلة فهدخل سياحة وفنادق عشان ألف الدنيا .
عبيد……اللى تحبيه يا اغلى ما عندى .
فقبلته حور من جبينه بينما نظر له حمزة بإنكسار متسائلا فى نفسه …..ليه يا بابا ؟
أنا حاسس زى ماأكون يتيم معنديش اب .
ليه بتعاملنى كده ؟ نفسى اعرف ايه ذنبى ؟
نفسى اشوف فى عنيك حب ليه .
نفسى أرمى نفسى فى حضنك .
أنا محتجالك اووى يا بابا .
بس رغم كل اللى بتعمله معايا ، أنا بحبك .
ألماس……أنت هتشترى شهادة بنتك بالفلوس يا عبيد .
عبيد….. أنا بشترى اى حاجة بالفلوس .
ألماس..بس كترة دلعك ليها كده هيخسرها .
عبيد ..مالكيش صالح أنتِ بيها.
…..
وبالفعل أكرم الله حمزة بكلية الطب أما حور فدخلت معهد خاص للسياحة والفنادق تعرفت به على صحبة فاسدة من الشباب والبنات .
حتى أفسدوها بالسهر وشرب الخمور والمخدرات ؟؟؟
……..
فكيف ستكون حياتها وحياة حمزة ؟.
وهل سيجنى عبيد ثمرة ظلمه لألماس وظلمه لأولاده ؟
وهل سيظل فارس يعانى إلى متى ؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كفر صقر)