رواية كهرمان الفصل الحادي عشر 11 بقلم ياسمين الهجرسي
رواية كهرمان الجزء الحادي عشر
رواية كهرمان البارت الحادي عشر
رواية كهرمان الحلقة الحادية عشر
سبحان الله وبحمده ✨ سبحان الله العظيم
✨️✨️✨️✨️✨️
اذا كانت كل الأشياء تنكمش في الشتاء من شدة البرد، فلماذا يشذ الحنين عن هذه القاعدة، ويزداد اتساعاً مع كل ليلة باردة. الشتاء يترك إحساساً عميقاً في داخلنا …..
✨✨✨✨✨✨✨✨✨
كانت تنام وحيده في فراشها تتقلب ذات اليمين وذات اليسار من شدة الأرق تشعر بالبرد الذي ينهش روحها من الداخل وجسدها الذي يرتجف من بروده الفراش التى خلفها فراقه كانت عيونها معلقه على نافذة الشرفة التي يخترقها صوت حفيف اوراق الأشجار الذي يخترق أُذنها من شدة وحدتها يحمل رسائل توئنسها في غيابه تحاول أن تغلق عينيها تجبرهم أن يسبحوا في ظلام دامس كي يستريح عقلها الذى يهاجمه عدة أفكار لا تعلم من أين تأتى لها كل مساء، ويبدأ خيالها في تصور أصلان وهو في أحضان غيرها، زفرة أنفاسها بغضب وتسطحت مره أخرى ووضعت الوسادة علي رأسها تتمني أن تكف عن هذا التفكير…
مرت دقائق وهي تدفن رأسها تحتها لكي يرحمها عقلها من التفكير القت الوساده أرضاً وجلست تستند بظهرها على مخدع الفراش تحدث نفسها قائله:
— نفسي أنام بقالي شهر من يوم أصلان ما سافر وأنا مش عارفه أنام شكله اتعرف على ست تانيه وهيتجوزها ولما يرجع هيطلقني ما هو مش معقول هيسيب كل الستات الرهيبه دي جسم وشكل واكيد تعليم ويتمسك بيا…
كانت تتحدث وهي تشعر بغصه في قلبها اغمضت عينيها تتذكر لحظاتها معه منذ أن انتقلوا الي الفيلا الشهر المنصرم وبالتحديد من تلك الليله التي سافر فيها بعدما اعتادت على وجوده معها والتنعم بدفئ أحضانه ونعيم قربه لأكثر من ثلاثون ليلة لم يتهاون في إسعادها، تتذكر قبلتهم الأخيرة قبل سفره وهو يقبلها انحني على شفتيها يلتقهم بين خاصته بعشق ثم بادلته قبلته مغمضه عينيها تجاريه إلا أنه تمسك بها يضمها أكثر إليه يدمغ بشرتها بشفتيه متنقل بين وجنتيها وعنقها شعرت أنا قدميها لم تعد تحملها جلس بها على اقرب مقعد وهو يدفن وجهه في صدرها ويلف ذراعيه حول خصرها وهي تضم رأسه وتمرر أناملها بين خصلات شعره الاسود وتنحني تطبع قبله على راسه حتي جاء موعد طيارتهم طبع قبله على مقدمه رأسها وغادر الفيلا تحت عبراتها التى سمحت لها ان تعبر عن اشتياقها له قبل أن يبرح دفئ أحضانه صدرها…
فاقت من شرودها فى لحظاتهم سويا على صوت هاتفها يعلن عن مكالمه فيديو كول منه، اعتدلت وبسطت يدها تلتقط هاتفها ووباليد الأخرى جففت دموعها بأنامل كفها اليسرى تغتصب ابتسامه لكي تجيب عليه
قائله بلهفة :
— وحشتني قوي يا أصلان مش كان المفروض ترجع النهارده قالت كلمتها جملة واحده
طالعها باشتياق ينظر لها نظرات تحمل العشق الذي يكنوا لها في قلبه قائلا بتساؤل :
— ممكن اعرف كنت بتعيطي ليه.
تعجبت لسؤاله وظهرت ملامح الدهشه على محياها تجيبه بسؤال اخر :
— أنا مكنتش بعيط ولا حاجه أنا كنت نايمه وصحيت على تليفونك أنت ببتهيألك يا حبيبي أطمن انا كويسه.
ابتسم بحزن لانه يعلم أنها تكذب علية حتى لا يقلق
تحدث بتحذير:
— صدقيني هحاسبك لما ارجع عشان كدبتي عليا وحاولتي تداري وجعك بعيد عني.
انخرطت في البكاء وانهمرت دموعها وهي تبكي بقهر من غيابه الذي طال شهرا كاملا ثم تحدثت من بين شهقاتها:
— صدقني يا اصلان انا فعلا مبقتش قادره استحمل غيابك عني وحياتي عندك تيجي في أقرب وقت أنا من يوم ما انت سافرت وأنا بحاول اشغل نفسي بتجهيزات فيلا “جميله” علشان فرحها كمان أسبوع ورغم كل ده حاسه اني وحيده وهموت من غيرك قبل ما اشوفك.
ظل ينظر لها وداخله طوفان من المشاعر الذي يغزوه يتمنى أن يأخذها بين أحضانه يتنعم بعشقها الذي لا يرتوي منه ابدا
عقب عليها بطمانينه:
— مستحيل أقدر أبعد عنك هاجي لك في أقرب وقت وقبل ما تسأليني جاي أمتى مش عارف أمتى لسه.
هزت راسها بطاعة تحاول كبح دموعها التي تهدد بالهطول مجددا
حاول أن يغير مجرى الحديث حتي لاتحزن أكثر من ذلك
أكمل باستفهام لين
— قولي لي بقى الفيلا بتاعة جميله كده مش ناقصها حاجه.
هزت رأسها بنفي وظلت تروي له ما فعلوه من تجهيزات الفيلا لزواج جميله أخته، وهو يستمع لها ويشعر بالسعاده التي لم يعيشها من قبل الا عندما اقتحمت حياته فى ليالى الشتاء الممطره ليكون عشقها الغيث الذى أزهر صحراء حياته القاحله..
ظلوا هكذا يتحدثون حتى غفت اثناء حديثهم كعادتها ، اتسع ثغره مبتسما على فعلتها الطفوليه، سكنت نظراته عليها يتشبع من محياها ثم أغلق الهاتف وعاد يستكمل عمله على اللاب توب…..
✨️✨️✨️✨️✨️✨️✨️
في صباح يوم جديد بعد مرور ثلاث ايام كانت تجتمع هي وصفاء وجميله على مائده الطعام ينتظروا عودة أصلان من السفر بعد أن طهت كهرمان جميع الأكلات التي يحبها زوجها اصلان والسعاده ترفرف داخلها من كونها سوف تلقاه به بعد كل هذا الغياب، تركتهم وجلست على الأريكه مقابل باب الفيلا تسلط عيونها على الباب تنتظر طلته عليهم لتكحل عينيها بملامحه التي تعشقها وتملأ رئتها بعطره الذي ينعش روحها من الداخل وتتخيل لحظاتها معهم بعد كل هذه الفترة.
بينما صفاء تضعها نصب عينيها تراقب أقل التفاته منها عندما يأتى ذكر ولدها، بداخلها سعادة ام طبيعيه تفيض من عينيها فرحه بحسن اختيار ابنها لزوجه تعشقه باستماته، تحمد الله على زوجة ولدها التى منذ الصباح لم تبخل بجهد تقف تعد له أكلاته المفضله لكي تسعده وتنال رضاه، ولكنها
ارادت ان تراوغها
بمكر سألهتا وهي تغمز الي جميلة :
— قولي لي يا كهرمان رتبتي جناح أصلان .. أصلوا كلمني وقال لي أن محدش من الخدم يرتبها أو يدخلها غيري أنا وجميله.. وأنا زي ما انتي شايفه تعبانه ومهلوكه ومش قادره.. وجميلة زمان شادي جاي مع أصلان ولازم تبقى في استقباله……
استقامه كهرمان قائله بلهفه :
— أنا هطلع أرتبها يا ماما متقلقيش بسرعه هتكون جهزت..
قالتها وهي تكبح دموعها التي تكاد تفضحها أمامهم.. هي كانت تريد أن تراه وتملي عينيها من وسامتة التى اشتاقتها..
انهت كلمتها وهرولت تصعد الى غرفته فتحت بابها ودخلت تستند على ظهره بعد أن اغلقته، أغمضت عينيها تستنشق عطره المنتشر فى الارجاء بانتشاء أخذت شهيق عميق وحبسته داخل صدرها كأنها تحتضن عطره متجسد فيه توغلت رائحته لثنايا روحها لتسلب منها عقلها تحدث نفسها بصوت مسموع:
— ليه كده بس يا ماما صفاء انا كان نفسي اشوفه واطمن عليه وحشني جدا
تابعت بعزيمه
— انا هخلص بسرعه ترتيب وانزل أول ما يكون هو داخل الفيلا
دست يدها داخل جيب فستانها لم تجد هاتفها اغمضت عينها تلوم نفسها
— أكيد نسيتوا تحت .. هعرف منين قدامه قد إيه…
جففت دموعها وبدأت تهرول داخل الغرفه ترتبها وتنظفها هنا وهناك حتى مرت الدقائق سريعا، ثم ذهبت الى خزانة ملابسه أخرجت له ترينج رياضي لكي ياخذ راحته في النوم،
اغمضت عينها تحتضن ملابسه تتمنى أن يكون هو مكانه، ظلت هكذا تعبث في خزانه ملابسه حتى انتهت من انتقاء ملابسه وذهبت تنظر من شرفه الغرفه لعله يكون قد عاد، لم تجد شيئا ذهبت الى فراشه ارتمت عليه تحتضن وسادته وتغمض عينيها لا تعرف كيف ذهبت في نوم عميق ….
✨️✨️✨️✨️✨️
في نفس الاثناء كانت جميلة تنظر الى والدتها بلوم وعتاب قائله :
— ليه بس يا أمي عملتى كده البنت هتموت وتشوف أصلان أول ما يدخل من ساعة ما قال إنه خرج من المطار وهي ما رفعت عينها من على باب الفيلا.
ابتسمت صفاء بمكر تنظر لها وهي ترتشف من قهوتها مردفه :
— ما هو انتي مش عارفه انا عملت كده ليه أخوك بعث لي رساله على الواتس آب قال لي أنه خلاص قدامه أقل من عشر دقائق وفي نفس الوقت هي كمان جالها رساله.. عرفت انه هو اللي باعتها لها يعرفها هو جاي أمتى وأكيد لو هي هتموت عليه ايراط انا عارفه ان اخوك هيموت عليها 24 قيراط فقلت يطلعوا يسلموا على بعض في جناحهم احسن .
صفقت جميله كالأطفال قائله :
— الله عليكي يا أمي لما تخططي وتكتكي بتبقي ولا المفتش كرومبو بذات نفسه طب وانتي ناويه بقى تعرفيهم انك عرفتي ان هم متجوزين .
اعتدلت صفاء في جلستها واسندت ظهرها تتنفس بعمق قائله بتوعد :
— ده انا هوريهم النجوم في عز الظهر الاثنين وخصوصاً السهونه اللي فوق دي.. اتفرجي لما تعرف ان جايبه عروسه لأصلان هتطلع صفاء اللي جواها وهو كمان لما يعرف اني جايبه لها عريس هيطلع شبح جدك اللي جواه هو كمان .
قهقهت جميله بصوت عالي :
— طيب غيرة أبيه ودي معروفه وارثها عن جدي وكلنا عارفين ده.. لكن غيرتها هي منين عرفتيها مين وكمان بتشبهيها بيكي كده كثير صح.
اخذت صفاء شهيق من عبير الماضي تخبر ابنتها
— هو أنا كنت اسمح لواحده تبص لابوكي حتى لو نظره من بعيد .. يا نهار أبيض ده أنا كنت اخزق عينيها الاثنين واشيلهم مكانهم.. مستحيل كنت اسمح له انه يبتسم في وش ست غيري .. وكهرمان صدقيني هتبقى اكتر مني وهتشوفي لو مربيتهم الاثنين مبقاش صفاء.
حدقت جميله بعينيها وأفرجت فمها ببلاهه قائله بعدم تصديق :
— انت بتهزري صح يعني انتي هتعرفيهم الاثنين انك جايبه عروسه لأصلان وجايبه عريس ل كهرمان وكمان متاكدة من غيرتهم اللي هتقلب الدنيا .. لا حرام عليكي يا امي الصدمه كده تبقى كبيره عليهم هم الأثنين.
رفعت حاجبيها بعناد كما لو ان تلبسها شيطان وتبدل حالها من الفرح الى الحزن قائله:
— وانا لما خبوا عليا أنهم اتجوزوا ما كانتش صدمه كبيره، ليه هو انا كنت هقف في طريق سعادتهم، بالعكس انا أتمنى افرح بيهم، ومكنتش اتمنى لاخوكي احسن منها بنت معدنها طيب ونظيفه من جوه هي بس اللي الظروف قسيت عليها والزمن غدر بيها وهي ما لهاش ذنب احاسبها عليه ولا اقف في وش ساعدتها .. اللي مزعلني وحازز في نفسيتي انهم خبوا عليا وحرموني من فرحتي بيهم وانا بتمنى اليوم ده من زمان.. ما انا عارفه ان اخوكي كل يوم بيبات عندها وعشان كده انا مطمنه عليه وما بسألوش أنت بتتأخر بره ليه ولا بتبات بره ليه.. قولت أعود نفسي على أنه مسيره هيتجوز ويبقى في حياته ست شغله وقته وتفكيره….
كانت جميله تستمع الى والدتها وتعلم انها ستفعل ما برأسها وأكثر ولكن حاولت أن تهدئها قائله
— معلش أنا عارفه انك زعلتي بس بالراحه عليهم علشان هم حبهم مختلف شويه.. يعني اصلان هيبقى في عنده حساسيه جامده لما تجيبي له سيره راجل عاوز يتجوزها علشان الظروف اللي مرت بيها فلو سمحتي كوني رؤوفه بحالتهم اكثر من كده.
عقت صفاء بتوضيح
— مش ظروفها اللي هتخلي أخوكي ما يستحملش أنى أجيب له سيره ان في راجل هيتجوزها.. اخوكي حتى لو محدش لمسها غير أبوها مش هيسمح ان حد يجيب سيرة حبيبته بكلمه.. فعلشان كده انا عارفه رد فعله كويس قوي وعامله حسابه.
استقامت جميله وهي تنظر الى والدتها قائله بامتعاض
— شكلنا يا أمي داخلين على مرحله كبيره قبل فرحى اللي كمان يومين.
اشارت لها صفاء بعينيها على الباب عندما استمعت الى صوت أصلان وشادي أن تصمت وتغير مجرى الحديث…
اقبل عليهم أصلان وشادي وعيونه تبحث عنها ولاكنه تغاضى عن غيابها يتوعد لها ان يسقيها ملاذ العشق الذي نبت من لوعة الفراق في كل مكان لم يجدها، أقترب من والدته يفتح زراعية الإثنين يضمها اليه ببر ابن وينحني باحترام يقبل كف يدها ثم يرفع قامته يسألها عن حالها.
ابتسمت له بحنان الأم تتطئمنه علي صحتها
— الحمدلله يا حبيبي أنا كويسة اقعد يالا اتغدا علشان انت مش بتحب تاكل في الطياره.
حول نظره الي طاولة الطعام ظهر على وجهه شبح إبتسامة هادئة عندما علم هوية صانع الطعام من رائحتة وطريقة تقديمة قائلا
— معلش يا امي أنا هطلع أخد شاور علشان أنا نازل كملن شويه ورايا مشوار مهم .
أبتسمت بمكر تنظر له بنظره غامضة أرادت ان تبس القلق عليها داخله
— أجل أي مشواير النهارده لأني عاوزاك ضروري أنت وكهرمان .
هز رأسه بتساؤل قائلا :
— هي فين كهرمان مش المفروض انها هنا .
ارادت والدته ان تزيد من توترها رفعت أكتافها بلا مبالاة قائله:
— معرفش كانت هنا ونسيت تليفونها.
رفع حاجبة وتلبسته شياطين الإنس والجن معاً وهدر بصوتة الأجش :
— يعني إيه كانت هنا ومتعرفيش هي فين .
ثم حول نظره الي جميلة يعيد عليها نفس السؤال:
— فين كهرمان يا جميلة هي دائما بتبقي معاكي .
اشارت برأسها علي الدور الثاني ولو تجيبه بلسانها فهم من أخته ماذا تقصد وهرول بخطوات سريعه يصعد الدرج ومنه الى غرفته.
ابتسمت صفاء الى شادي قائله :
— انت هتفضل واقف كثير اقعد يلا علشان تاكل قالتها بأمر.
هز شادي رأسه اليها بطاعه يجيب عليها :
— حاضر يا امي .
ثم مال على جميله يسألها بفضول:
— أنا حاسس ان في مؤامره بتحصل وممكن أموت لو ما عرفتهاش.
كان صوته يصل الى أذان صفاء التي رفعت لهم رأسها تشير اليهم بسكينه الطعام تخبرههم :
— خليكم في نفسكم محدش له دعوه باللي بيحصل بدل ملغي الفرح وكل واحد يروح لحاله.
استقام شادي وتقمص شخصيات المهرج وهو يطبق على رأسها بكفيه الاثنين يقبلها قائلا بتودد مرح:
— أبوس إيدك يا حماتي يا أمى يا ست الكل يا سيده المجتمع الراقي صفاء هانم، ياملكة الطبقة المخملية انك تسيبيني اتجوز بنتك المصون علشان أنا ما اقدرش اعيش من غيرها
كان يتحدث وهو يطبع قبله على راحتيها بين كل كلمه واخرى.
ابتسمت صفاء على فعلته وقهقهت جميله قائله :
— خلاص روح اقعد وبلاش تحشر مناخيرك في اللي ما لكش فيه.
ضم كفايه الإثنين على بعضهم وهو يمثل حركه الصينيين :
— تحت أمرك يا ست الكل أنا علشان خاطر جميله أعمل لك كل اللي تؤمريني بيه
وجلس يأكل من طبقه وهو ينظر الي جميله ويغمز لها بطرف عينيه.
✨️✨️✨️✨️✨️✨️✨️
بالتوقيت ذاته داخل جناح أصلان
فتح أصلان الباب بلهفه وجدها نائمه في فراشه تحتضن وسادته اقترب منها وجثي على ركبتيه يحتض كل انشن فيها يمرر يده على خصلات شعرها يهمس في أذنها بعشق مشتاق :
— وحشتيني يا كساندرا ….
تململت في نومها كمن تحلم بحلم سعيد يدغدغ اوصالها، ابتسمت واغمضت عينها وعادت الى النوم مره أخرى، ولكن عندما أيقنت أن هذا ليس بحلم استفاقت بلهفه واعتدلت جالسه ناطقه اسمه بضعف :
— أصلان انت هنا
بسطت يدها تسحبه يجلس جوارها تحتضن وجهه بكفيها وتضمه اليها باشتياق تقبل كل أنش في وجهه، لم يتحمل هو هيئتها المهلكة التي اشتاقها ولا رغبته فيها كانت يده كفيله أن تفتح ازرار فستانها يزيحه عن جزئها العلوى وانحني يستنشق عطرها يدفن وجهه في تجويف عنقها يهمس براحة:
— يا الله على الراحة اللي بلاقيها في حضنك مستحيل كنت اتوقع ان ارتاح مع ست بالشكل ده.. بعد كده أي سفريه لازم تكوني معايا فيها .
ضمته أكثر اليها تبكي بصمت كمن وجدت طوق النجاة هامسه برجاء
— متبعدش عني تاني يا أصلان مش هقدر أعيش من غيرك تاني…
واكملت بصوت جعل قلبه يحزن لحزنها
— انا من يومها وحاسه انى كنت تايهه.. انا كنت خايفه اخرج من الفيلا اتعامل مع حد واكتر فكره كنت مرعوبة منها انك تعرف ست تانيه وتطلقني وتبعد عني.. .
رفع ذقنها واحتضنت نظراته عينيها يحتويها بنظرة عشق مطمئنه
— مستحيل تبعدي عني تاني وبعدين انتي مجنونه ازاى بتقولي كده .. انتي بنتي قبل ما تكوني مراتي حبك بيجري في دمي ….. وبعدين هبعد عنك ازي وانا سلمت نفسي ليكي.. ده انا الموت اهون
عليا من اني ابعد عنك كساندرا.. شكلك نسيتي ان سبت كل اللي قدامي واللي ورايا علشان تخفي.. والسفر ده كان سببه فترة ازمتك فكره أنا سهرت عشانك وانتي تعبانه قد ايه وكان فى شغل متاخر ولازم يخلص… انا مكنتش بنام يا قلب اصلان الا لما اطمن عليكي ولو نمت كان بيبقي نوم قلق….. ومكنتش بفكر في حاجة غير ازاى اخد ليكي حقك واحافظ عليكي… وامحي من ذاكرتك اي حاجه وحشه….وابعد عنك اي مشاكل ممكن تواجهك حتى لو مكنش ليا فيكي نصيب…..
…. ومكنش قلبي بيدق الا لما تكوني جانبي….انتي احتلتي كياني واصبحتي النور اللي عايش عليه عارفة ان الحاجه الوحيده اللي كنت ھموت عليها انك تبقي ملكي….
وقلبي طار من الفرح لما طلبتي انك تكوني مراتي لأن كنت منتظرها وخايف اطلبها تفهميني غلط وتفكري أنى استغليت الموقف عشان حميتك لحد ما أنتى طلبتيها مني مش متخيله كنت بموت وبتعذب وانا بقولك انك هتتجوزي راجل غيري قلبي كان قايد نار يا حبيبتي … انا عمري ما توقعت اني احب حد بالشكل ده .. صدقيني انت النبض اللي انا عايش عليه، اوعدني انك تفضلي معايا العمر كله ومتبعديش عني أبدا……
كانت كهرمان تستمع له والدموع تنهمر من عينيها لا تصدق ان الله رزقها بالعوض الجميل هاتفه من بين شهقاتها:
— أنت أجمل حاجه حصلت في حياتي لو عشت عمري كله حاول اسعدك مش هيبقى ربع السعاده اللي انا حاسها انا بحبك قوي أصلان..
وبدون وعي منها انحنت تقبله برغبه جياشه ان تلتحم معه بحميميه تشعر بوجوده كى يطمئن قلبها، رحب هو بهجومها الكاسح الذى بادرت به والتهم خاصتها بين شفتيه الغليظه حتى فقط الاثنين السيطره على رغبتهم الجامحه ليتبادلوا قبلات الغرام بشغف
اخيرا ارتاحت القلوب ابتعد عنها وهو يلهث كما لو انه عائد من سباق دراجات نارية أسند جبهته على خاصتها يلتقطوا أنفاسهم المهدوره، هندم لها فستانها يغلق ازراره ومن ثم رتب لها خصلات شعرها التي احتبست داخل الفستان واستقام واقفاً عندما تذكر انتظار والدته لهما..
أما هي لم تحملها قدميها من فرط مشاعرها التي جمحتها داخلها من تماديها معه فى بحر قبلاته التى لا تشبع منها، خجلت منه ومن نفسها وأسقطت نظراتها لاسفل توارى تورد وجنتيها وكسوفها من رغبتها الباديه على كل خليه بجسدها…
سرعان ما تفهم أصلان عليها جلس جوارها يضمها الي صدره يهمس في أذنها باعتذار
— أنا آسف لازم اعمل لينا فرح بأسرع وقت وأعلن عن جوازنا وعمري ما اسيبك توصلي للحالة دي ابدا
تشبست في ملابسه بعض دقائق حتى هدءت ثورة مشاعرها، وانسحبت من احضانه تخفض وجهها تتهرب من عينية وضع انامله تحت ذقنها يرفع وجهها يطالعها بعشق
— ماالك يا حبيبتي أنتي كويسة.
أومات له برأسها تهتف بخجل
— أيوه
وقبل أن يميل عليها يقربها منه استقامت واقفه تهتف بتلعثم :
— اسفة يا أصلان أنا ما صدقت اني قدرت اتلم على نفسي.
قهقهه بصوت عالي قائلاً :
— وحياة حبك في قلبي لنفسك دي تبقي ملكي بس اصبري يا حبيبتي بتهربي مني .
هرولت الدرج وهو ورائها يضحك عليها حتي دلفت غرفه الطعام وهو خلفها على وجهه أبتسامة مضئبه كشروق الشمس..
✨️✨️✨️✨️✨️✨️✨️
كان الجميع يتناولون طعامهم في صمت وتبادل النظرات بينهم يعبر عن ما يدور داخل كل واحد منهم كلا منهم في دوامته، أما صفاء تراقب الجميع وتعلم ما يدور بخلدهم فهمي تقرأ أفكارهم وتعلم ما يفكرون فيه اثنتيهم .
كانت كهرمان تعبث في طعامها لا تأكل منه شيء نظر لها اصلان بلوم وأشار بعينه على صحن طعامها أن تكف عن العبث في الطعام، ظلوا هكذا طوال فتره تناولهم لوجبة الغداء..
نظرت لهم صفاء بمكر وعلى وجهها ابتسامة سمجة كمن تخبرهم بما خبئوه عليها قائله بأمر :
— عاوزاكي يا كهرمان انتي واصلان في غرفه الصالون حالا
ارتجفت كهرمان خوفاً وسألت صفاء بخوف
— هو في حاجه حضرتك يا امي عاوزني فيها.
زفرت صفاء انفاسها بضيق قائله :
— وهو لازم يبقى في حاجه عشان اطلبكم وحتى لو في حاجة تعالي ورايا الصالون وانتي هتعرفيها
أنهت حديثها معها وحولت نظرها الى جميله تصب عليها غضبها تملى عليها اوامرها
كان اصلان يستمع لها هو يعلم والدته جيداً من المؤكد أن ورائها شئ كبير ظل على صمته حتي يعلم ما في جعبتها، قطع تفكيره صوت والدته وهي تنثر غضبها على اخته هذه المره ولابد يا صديقي من أن تأخذ من الحب جانب اصلان ……
بعصبيه صاحت صفاء
— وانتي ياست جميله اطلبي لينا القهوه وحصليني على الصالون
ثم أشارت الى شادي قائله :
— قوم يلا وصلني للصالون علشان حاسه اني تعبانه وطبعا انت ماتتدخلش في اللي بيحصل بيني وبين ولادي مفهوم يا شادي بدل ما افشكل الجوازه
قالت كلمتها وهي تتطلع بطرف عينيها على ابنتها أرادت أن تبث الرعب بداخلهم….
هرورل اليها وهو يضحك يسألها
— مالك يا حماتي متعصبة ليه وبعدين ما انتي كويسة ربنا يديك الصحه
تعلقت في ذراعه قائله :
— أنا كويسه جدا بس حاليا لابسني عفريت وهضرب كرسي في الكلوب..
ثم رفعت حاجبها الأيمن تنظر له بتحذير
— خاف على نفسك بدل ما يعفرتك وتبقى لا طايل سما ولا ارض.
قهقه بصوت عالي يدعي الخوف كمن يمثل مشهد مسرحي يجمع بين السرور والخوف قائلا :
— لا بركاتك يا حماتي كله اللي عفاريتك يانهار ابيض
— وانحنى يقبل كتفها وهو ينظر عليهم بعدما ابتعدوا عنهم يترجاها
— انتي طلبتي مني أن مدخلش بس أصلان ده تؤام روحي خفي عليهم شويه يا أمي.. بتكلم بجد انتي مش متخيله أصلان بيحبها ازاي وهي كمان اتعذبت اوي ومحتاجة له فعلاً وساعه جوازهم كان مضطر يتصرف برجولة كعادته.
أجابته وهي تهز رأسها تخبره
— لا عارفه هو بيحبها قد أيه وعلشان كده أنا قلت أربيه شويه
وان كان عليها أنا شاهده على رحله علاجها والعذاب النفسي اللي مرت بيه.. بس لازم اقرص ودانهم علشان تبقى آخر مره يستغفلوني فيها..
جلست على مقعدها المفضل وهى تتابع بوعيد
— ده انا هسويهم على الجانبين الإثنين .
جلس جوارها شادى وهو يرمقها بنظرات مرتابه وتوجسات كثيره تخيفه من ردة فعل صديقه، ثم تنفس بعمق قائلا بخفوت:
— ربنا يسترها عليهم ياامي .
✨️✨️✨️✨️✨️✨️
في نفس الأثناء كانت كهرمان تبكي وهي تقف مع جميله وأصلان تسألها بخوف والقلق يعتليها :
— هي ماما صفاء عايزاني ليه.. وليه حساها متغيره من ناحيتى..
نظرت جميله الى أصلان بقلق ظاهر على وجهها هاتفه بتهويل
— بصراحه يا أبية في موضوع كبير وماما عايزاكم فيه وأنت عارفني مش هقدر اتكلم ولا كلمه آسفة يا كهرمان.
دب الرعب داخلها وامسكت كف يدي أصلان تستمد منه القوه والدموع تتجمع في عينيها لا تعرف لماذا القلق والخوف أصاب قلبها..
هتفت بصوت مترجي :
— عشان خاطرى أنا حبيبتك وهتحكي ليا.. أنا أول مرة أخاف من ماما صفاء بالشكل ده قلبي وجعني من الخوف.
رفعت لها جميله كتفيها الاثنين وذمت شفتيها برفض تعز رأسها بنفي قاطع تجيبها :
— صدقيني ما اقدرش اتكلم وأبيه فاهم الكلام ده كويس دي تدبحني .
شعر اصلان ان الأمر خطير وضع يده على كتف كهرمان يعطيها الأمان الذي تفتقده وحول نظره الى جميله قائلاً بتفهم:
— طب يا حبيبتي روحي قولي لهم على القهوه وادخلي انتي الصالون واحنا جايين وراكي ……
هزت جميله رأسها له بالموافقه ودلفت باتجاه المطبخ تأمر الخادمه ان تعد القهوه لهم وعادت مره اخرى وجدت كهرمان تبكي من الخوف وقفت بصدمة تنظر لصلان بتسأل……
اشاره لها أصلان برأسه أن تنصرف
أومات له بطاعه وغادرت جميله دون أن تتفوه بكلمه .
سحبها اصلان إلى احضانه يقبل عينيها التي تنهمر منها الدموع، يجفف عبراتها بخاصتة، تعلقت في رقبته تترجاه الا يبعد عنها
— خليك جانبي أصلان ما تسيبنيش لوحدي أنا اول مره احس بالخوف من يوم ما دخلت البيت ده.
ابعدها قليلا عن قصه الصدرر وعو يهندم لها خصلات شعرها المتمرده على وجهها مردفا بتروى:
— ممكن تهدي وتبطلي تبكى لأن خوفك ده ملوش معني .. أولا أنا جانبك ومستحيل اسمح ان حاجه تزعلك.. ثانيا انتي عارفه ماما طيبه وأكيد مش هتعمل حاجه تضايقك.. تعالي بس نعرف في إيه..
امسك كفها يقبله بحنو وخطي بها بخطوات بطيئة يسحبها من زراعها وهي تسير بجواره تقدم ساق وتؤخر الأخري حتي دلفوا الي الغرفة.
جلس وأشار لها أن تجلس على المقعد المجاور له وحول نظره إلى والدته قائلا باحترام
— نعم يا أمي أؤمرى حضرتك..
اجابته صفاء باندفاع:
— شوف يا أصلان لما كنت مسافر يا حبيبي خالك وأولاده زارونا ووقفوا جانبنا زي ما أنت طلبت منهم في تحهيزات الفيلا بتاعت أختك.
قاطع اصلان حديثها قائلا :
— كل ده انا عارفه يا امي وكنت متابع بنفسي .
اكملت بضيق تجيب عليه
— أنا عارف انك كنت متابع بس مش ده اللي أنا عايزاكم فيه.
تابعت بتوضيح
— بصراحه خالك كلمني وطلب مني إيدك لبنته عزه .. وإنا بصراحة شايفها مناسبه ليك..
ثم وجهت حديثها ل كهرمان لتثير حفيظتها
— طب بذمتك أنتي يا كهرمان البنت مش زي القمر طب قولي رأيك كده يمكن النظره اللي انا شايفاها في عينين اصلان دي تتغير ويوافق على الجواز من بنت أخويا اللي بتمناها ليه طول عمرى….
انتفضت كهرمان كمن سقط عليها صاعق كهربائي جعلها ترتجف من شده قوته قائله بغيره واضحة على ملامحها وصوتها :
— وانا مالي أقول رأيي ليه هو أدرى الناس بمصلحته… ومدام حضرتك بتتمنيها له من زمان يبقى هو اللي يقرر عايزها ولا لأ..
دقات قلبها الان تعلن عن العد التنازلى لمفارقة الحياه فها هى طعنه جديده ولكن أشد قسوة أدمته بنزيف قاتل لن تبرأ منه إلا بالموت فهو الراحه لها مدام سيرحل قلب أصلانها ليسكن قلب غيرها فما الجدوى من حياه لا يشاركها فيها أصلانها…
بينما هو كان يستمع لها وعقله لا يستوعب ما تتفوه به يحدث نفسه:
— انتظريني صغيرتي سوف أُلقنك درسا يجعلك لا تتنازلي عني وعن عشقي مهما كانت الضغوط .
ابتسم لها يطمئنها بعد أن قرر يرأُف بحالها لحبن ان يختلى بها قائلا :
— اقعدى يا كهرمان وحضرتك يا امي اطمني وبلغي خالي
قال جملته وهو يضغط على حروف كلماتها كى تصل لمن تجاوره وتتفهم معناها
— أنى رافض الجواز من بنت خالي او من أي ست تانيه لأن في ست امتلكته وفي الوقت المناسب هعرفك عليها..
قلبت صفاء شفتيها من الخلف بعلامه لا مبالاه قائله بتهكم
— طيب أنت وعرفنا انك بتحب وهتعرفني عليها بعدين .. اهوو مستنيه لما أشوف اختيارك وقع على أنهى عروسه…
ضحك الجميع بسخريه، إلا كهرمان التي كانت تأكل أظافرها من الغضب والغيره تتطاير من عينيها كألسنه اللهيب المشتعله مما تسمعه من والدته عن طلب يده للزواج من ابنه خاله..
قطع تفكيرها صوت صفاء تاخذ رأي أصلان في طلب زواج كهرمان الذى تقدم به ابن أخيها
تحدثت صفاء بمكر
— دلوقتي بقى ملكش حجه
ابن خالك شاف كهرمان وعجبته وعاوز يجي يتقدم لها….
احتلت الدهشه ملامح الجميع وهم ينظرون الى بعضهم من هيئة أصلان التي ترعب أعتي الرجال .
اما كهرمان كانت ترتجف من الخوف منه حتى صاح بصوت عالي قائلاً:
— هو ابن أخوك جاي يساعدنا ولا جاي يبص على حريم البيت هي دي الأصول اللي خالي رباه عليها.
استقامت صفاء واقفه تجيب عليه بصوت عالى مماثل لتطاوله فى حضرتها:
— وهو أيه اللي عمله ابن خالك برا إطار الأصول.. محمود قعد معاها واتكلم وارتاح للبنت ولما سألني عنها قلت له أنها جوهره يتجوزها وهو مغمض عينيه.
حول اصلان عينيه الى كهرمان والغضب يسيطر عليه وعينيه تنزف نيران لو سقطت على الارض لاحرقتها بالكامل اقترب منها يسحبها من ذراعيها يضغط عليه يكاد يخلعه في يده من شدة عنفه،
حاولت جميله أن تقترب منه لتنقذ كهرمان من براثم غضبة، اشار لها بكف يده أن تعود إلي مكانها مرة أخرى….. دب الخوف داخلها من هيئته المزريه وعادت الى الخلف بظهرها وقفت بجوار خطيبها تنظر الى والدتها برجاء أن تنقذها من غضبه.
اقتربت صفاء منهم تقف أمامه تحاول ان تسحب كهرمان اليها ولكن كانت يده الغليظه تمسكها بشده
هدرت بصوت عالي :
— أنت اكيد اتجننت ازاي بتزعق لها بالشكل ده وماسكها كده ليه ولا كأنها عملت عامله وأنت بتحاسبها عليها.
حول نظره الى كهرمان يهزها بعنف قائلا
— أيوه ليل حكم عليها ودلوقتي جاوبيني ازاى تقعدي مع دكر من غير ما تقولي لي.
اجابته بتلعثم وخوف وصوتها كانت مخارج كلماته متقطعه من شده بكائها تخبره بنحيب
— صدقني ما قعدناش لوحدنا خالص كله كان قدام ماما صفاء وجميله والله ما عملت حاجه غلط
قالتها وانهارت في البكاء..
عندما وجدها هكذا ارتخت يده التى تقبض على ذراعها بقوه، ارتمت في احضان والدته تبكي بحرقه على شك بها.
صاحت والدته بغضب :
— وأنت بتزعق لها ليه.. أنت مالكش حكم عليها هي بس اللي تقول عاوزه ايه..
صاح بغضب يضرب المنضدة بقدمه قائلا بخشونه فجه
— لأ ليا حكم عليها عشان دي تبقى مراتي وابن أخوكي ده هدفنه صاحي .
انسحبت كهرمان من احضانها تنظر له باندهاش من إعلانه لزواجهم.
عقبت عليه صفاء بسخريه
— ما أنا عارفه انكم متجوزين
تابعت تهكمها بتوضيح
— بس اللي انا حابه أنكم تعرفوه ان أنا أكتر واحده كنت هفرح ليكم أنتم الاتنين عشان انت عارف إنى بتمنى اليوم اللي اشوفك فيه متجوز وكهرمان زيها زي جميله افرح ليها من قلب.. ليه خبيتوا عليا.
نطقت الأخيره بحزن بالغ ظهر على محياها واهتزت به نبرة صوتها
اقترب منها أصلان يحتضن كفيها بين راحتيه يعتذر منها :
— أنا آسف يا أمي صدقيني مكنش قصدي أنى أخبي عليكِ بس هي الظروف اللي جت كده وكنت متأكد ان حضرتك هتعرفي علشان كده سيبت الموضوع على الله وهو اللي ييسره من عنده .
سحبت كف يدها تربت على كفيه وهي تنظر الى كهرمان التي تريد أن تنشق الارض وتبتلعها من الإحراج
ابتسمت مهنئه أياها
— مبروك عليكم الجواز يابنتى وربنا يتمم لكم بخير وتعيشوا في سعاده
واسترسلت بشاشه تعلمهم
— عايزه اشيل ولادكم بسرعه وعاوزه فرح مصر كلها تتكلم عليه .
ابتسمت كهرمان وهرولت اليها جميله تحتضنها واقترب شادي من اصلان وصفاء يبارك لاصلان ويأخذهم بالأحضان لكي يبارك زواجهم.
كهرمان اقتربت من صفاء و انحنت تقبل كف يدها وراسها وارتمت في احضانها قائله:
— بجد يا امي سعيده انى مرات ابنك.
انهمرت دموع صفاء قائله
— انتى مش مرات ابني بس انتى بنتي وحبيبتي وطول ما ابني سعيد وشايفه الضحكه منوره وشه هشيلك جوه عيني.
أطلق شادي صافيرا عاليا كتحيه لهم قائلا:
— وانا هتشيليني فين يا حماتي وبنتك ما شاء الله عليها اهي الضحكه ما بتفارقش وشها.
ابتسمت له بحنان أموي
— أنت عين وهما عين ربنا يسعدكم يا ولاد ..
اردفت بحبور
— رتب نفسك يا أصلان لفرحكم انتم الاربعه عايزه افرح بيكم.
رفع لها إحدى حاجبه يستحلف لمن تطاول ونظر لما يملكه
— مش قبل ما أربي ابن أخوك اللي اتجرأ و عاوز يتجوز كهرمان …
قطعت كهرمان حديث قائله
— وأنا عايزه انتف شعر بنت أخوكي ازاي تحب جوزي يا ناس ودوني ليها أكلها بسناني .
ضحكت صفاء وهي تنظر الى كهرمان واصلان قائله:
— يا أختي اتنيلي أنتي وهو.. هو كان حد طلبكم للجواز كن أصله ولا عبركم حتى.. أنا اللي قلت أربيكم شويه .
تنفس اصلان براحه يحدجها بامتنان قائلاً :
— طب الحمد لله قبل ما كنت اطربق الدنيا على دماغهم.
بسط يده الى كهرمان مشيرا لها بعينيه أن يغادرا .. اقتربت منه وشبكت كفها بين كفه الغليظ وتطلعت إلي جميلة بابتسامة رقيقه خجله..
أما صفاء كانت تنظر لهم بتوعد صاحت تسألهم:
— على فين يا حلوين رايحين.
علم أصلان من نبره صوت والدته وهيئتها أنها تدبر شئ ابتسم لها يجيبها بمرح
— رايحين بتنا يا أمي.
إجابته بحزم وصوت غاضب
— اسمع يا أصلان مفيش بيتكم ومفيش بيات في جناح واحد لحد ما تعلنوا جوزاكم للناس..
أشارت بيدها للأعلى تتابع بحزم
-‘ اتفضل اطلع أرتاح في اوضتك لوحدك يالا انت راجع مرهق ..
ضغطت كهرمان على كف يده الا يتركها وينفذ حديثها، مرر ابهامه على اناملها يرسل لها الطمانينه وحول نظره الى والدته قائلا:
— شوفي يا أمي انا هعمل ليكي كل اللي انت عايزاه. فرح مصر كلها تتكلم عنه وهخلف لك أورطه عيال اللي نفسك فيهم.. لكن تبعديني عنها انسي الموضوع ده نهائي مش عاوزانا نروح الفيلا بتاعتنا هاخدها واطلع أبات بيها في الجناح بتاعي وعليا الطلاق ما نايم لوحدي طول ما هي موجوده في نفس المكان اللي انا فيه.
نظرت له وهي ترفع حاجبيها بذهول
اردفت باستسلام
— ماشي يا أصلان خدها واطلع ارتاح
اشار لها براسه قائلا:
يلا قدامي انت سمك كهرمان وخالولد الى جناحه
اقترب من والدته يقبل را٦سها وكف يدها قائلا بمحبه
— ربنا ما يحرمني منك أبدا يا امي شوفي اللي حضرتك عاوزه الفرح يبقى شكله ايه وابعتي لي ملحوظه على الواتس آب وأنا انفذ كل اللي انت عايزاه
وانحنى من أذنها هامسا
— علشان ابنك تعب من كتر الصبر.
واستقام واقفا
ألقى التحية علي شادى يستأذن منه:
— معلش بقى يا أبو نسب أنت عارف ان أنا راجع مطحون محتاج انام اسبوع لحد ميعاد الفرح
قالها وهو يضحك
رد علي شادي قائلا بمزاح
— ومين سمعك وانا كمان هروح علشان ارتاح وربنا يقرب البعيد بقى
قالها وهو ينظر الى جميله
تركهم اصلان وصعد الى جناحه
اما جميله التي نظرت الى والدتها تطلب منها السماح ان تصطحب شادي الى باب الفيلا:
— ماما بعد اذنك هوصل شادي وارجع على طول.
اشارت صفاء اليها ان تذهب معه قائله بدعابه
— هي جت عليك يا كتكوت يا صغير اتفضلي وانا كمان هطلع جناخى ارتاح شويه علشان عندي شغل كثير
قالتها وهمت واقفه تصعد الى جناحها.
امسك شادي كف يدها وطبع قبله عليها يقربها منه لكي يصطدم جسدها بصدره الصلب يهمس في اذونها
— انا بحبك مش قادر أصدق أن جوازنا بعد اسبوع.
لفت جميله يدها حول رقبته تحتضنه وتهمس بكلمات اذابت فؤاده:
— انا مش عارفه كنت هعيش من غيرك ازاي فعلا انت كل حياتي وبحمد ربنا انك نصيبي الحلو من الدنيا.
ضمها اكثر يريد ان يدخلها بين ضلوعه يهمس بكلمات يعترف لها بعشقه الذي اذاب فؤاده منذ سنوات:
— ربنا يقدرني واسعدك و اخليك اسعد ست في الدنيا
طبع قبله على وجنتيها يسالها
— عاوزه حاجه يا حبيبتي.
هزت راسها بنفي وهي تشعر بفراشات ترفرف موضع قلبها وودعته وعادت الى جناحها.
✨️✨️✨️✨️✨️✨️✨️
بعد مرور عام كامل
كان اصلا يصرخ في منتصف فيلا والدته يصيح باسمها ومعه ابنه الذي لا يكف عن البكاء.
هبطت له تهرول اليه قائله بلوم:
— في أيه مالك عمال بتزعق بالشكل ده ليه ايه اللي حصل وبعدين فزعت الولد.
هز رأسه وهو يجز على شفتيه السفلى يتنفس بغضب
— الولد مش كان نفسك في حفيد اتفضلي أنا سايبه لك ربيه انا تعبت بسبب الواد ده من أول ما اتجوزت امه وهي حملت في أول ليله تعبت وقلت استحمل تروح للدكتور يقول بلاش تلمسها ولا تقرب منها عشان الجنين والحمل ضعيف قلت خلاص مفيش مشكله استحمل شهور الحمل مدام أنت عاوز تتنيل وتبقى أب ما انت اتحايلت على امك تصبر عليك سنه تتمتع بمراتك قالت لا مستحيل عايزه حفيد قولت ماشي خليك عاقل اصلان للآخر…
تابع يعترض باحتقان
— لكن سيادته يشرف عشان يقرفني لا يا حبيبتي مش بيقولوا أعز الولد ولد الولد أهووو الولد اتفضلي ربي حفيدك اسبوع إياك تتصلي عليا وتقولي لي تعالى خد ابنك أو تكلمي أمه تقولي لها ابنك بيعيط ولا تعالي شوفيه.
ظلت تهدد حفيدها بين ذراعيها تنظر بغضب الى اصلان قائله:
— انت اتجننت انت بتتكلم كده ازاي وبعدين هي الدنيا طارت ما مراتك معاك والعمر قدامكم في إيه يا ابني ما تهدى.
وضع يده الاثنين في خصره وهو يغمض عينيه قائلا
— في أنى مش عارف اعيش كأى زوج وزوجه.. ولا اتمتعت بمراتي ولا حتى شبعت منها بسبب الحمل اللى نغص علينا فى شهر العسل والخلفه اللى بمجرد ما تمينا سنه البيه شرف.. أنا عايز أحس ان أنا متزوج خليه معاكي الليله دي بس.
نظرت له بتشكيك في كلامه قائله
— مش انت لسه قايل اخليه معايا اسبوع.
اخذ نفسا عميقا قائلا
— يا امي يا حبيبتي ما انتي عارفه ان مش هنقدر نبعد عنه اسبوع ولا هو هيستحمل يبعد عنها اسبوع.. شوفي يا ست الكل انت خليه معاكي الليله دي وبكره زي دلوقتي انا هاجي اخده منك تمام.
اجابته وهي تهز راسها بالموافقه:
— تمام يا حبيبي خلاص روح ربنا يسعد لياليك وايامك سلم لي على مراتك.
اقترب منها يقبل راسها وانحنى يطبع قبله على كف يدي ابنه قائلا:
— عمر يا حبيبي ما تغلبش تيته علشان خاطر تستضيفك كثير
وحول نظره الى المربيه قائلا بتحذير
— اياك عينك تنام دقيقه واحده لحد ما زميلتك تيجي تستلم منك عمر.
اجابته بطاعه واحترام قائله
— حاضر يا فندم
ألقى قبله في الهواء لوالدته وغادر الفيلا.
ابتسمت على جنون ابنها الذي لم تعهدوا عليه سابقا واشارت الى المربيه
— هاتي حبيبتي شنط الولد وحصليني على فوق
وقبل أن تتحرك خطوتين وجدت جميله تقبل عليها وهي تضع يدها خلف ظهرها وبطنها امامها تخطو بألم وتصيح قائله:
— الحقيني يا ماما انا تعبانه جدا ومش عارفه في ايه.
انفزعت صفاء من بكائها قائله:
— يا بنتي يا حبيبتي حرام عليك مغلباني معاكي وممرمطه جوزك ما احنا لسه جايين من عند الدكتوره بقى لنا ساعه وقالت انك كويسه ما فيكيش حاجه هو ايه اللي انتم بتعملوه فيا ده .. ده انتوا كانت قلت جوازك أنتى وأخوكي احسن ليا .
جلست على المقعد تبكي
— حرام عليكى يا ماما حسى باللي انا فيه..
سرعان ما صرخت في شادي زوجها:
— قلعني الجزمه مش مستحملاها رجلي وارمه وتعبانه.
انحنى بقلة حيله وجلس يربع قدميه الاثنين ونزع حذائها ووضع قدميها فوق قدمه يدلكهم لها وينظر الى والدتها بيأس من أفعال ابنتها المدلله.
اعطت صفاء عمر الى المربيه قائله
— اطلعي الدور الأول أول جناح على إيدك اليمين ادخلي نيمي الولد وانتظريني فوق.
ثم اقتربت من ابنتها قائله بحسم وصرامه:
— أيه المهزله اللي انت عاملاها دي ومسيبه جوزك شغله وحاله وممرمطاه جانبك طول النهار والدكتوره قالت مفيش اى حاجه لا انتي أول ست حملت ولا آخر ست هتحمل ودلع الستات ده أنا مبحبوش .. اطلعي اوضتك فوق انت وجوزك علشان يرتاح وما اسمعش صوتك خالص ومش عايزه دلع نهائي انت لسه في اول الشهر الثامن ولحد ميعاد الولاده هتفضلي معايا هنا وأنت يا ابني لو عاوز تفضل هنا خليك مع مراتك شايف انها مقرفه ومتعبه فمبتخليكش ترتاح روح الفيلا بتاعتك نام فيها وبالنهار تعالى وبالليل روح نام
انهت حديثها وصعدت الى جناحها.
كان شادي يستمع لها قائلا
— ربنا يخليكي لينا يا ست الكل.
ظلت جميله تصيح بصوت غاضب تلوم على والدتها فيما قالته لها:
— بذمتك أنتي ام أنتي ده بدل ما تقولي له اقعد جنب مراتك وسيب اللي وراك واللي قدامك علشان خاطر هي تعبانه وهتخلف لك تؤام مطلعين عينيها .. تقومي تقوميه عليا وكمان بتقوي قلبه وتقولي له روح نام في بيتك.. أنا اللي همشي وخليه هو يرتاح عندك.
استدارت صفاء بجسدها لها وهي في منتصف الدرج تتحدث بصوت عالي قائله
— جميله اسمعي الكلام وخدي جوزك واطلعي اوضتك فوق ارتاحي علشان انت مش تعبانه واللي بتعمليه ده هو اللي هيتعبك ومش في مصلحه ولادك أن هما يتولدوا دلوقتي
لوت ثعرها بتهكم بعدما انهت حديثها وأولتهم ظهرها واكملت الدرج الى جناحها.
كان شادي يشعر بالانتشاء والسعاده داخله انحنى يحمل جميله بين ذراعيه قائلا:
— يلا يا بسكوته علشان ترتاحي لانك تعبانه ومعايا في الشنطه كل الحاجات الحلوه اللي بتحبيها ونفسك بتروح ليها ..
أدارت وجهها الى الجهه الاخرى قائله
— مش عارفه انت وامي جايبين جبروت القلب ده منين.
ظل يضحك عليها ويتحدث معها حتى صعد الى غرفتها.
✨️✨️✨️✨️✨️
في نفس الأثناء كانت هناك امرأة جميلة تتزين الي زوجها وهي تدندن على على لحن أغنية
لو في منك مره كمان كنت هحبك مره كمان.. ده انا كل ما باخدك في حضني ببقي نفسي اخدك في حضني كمان وكمان..
ظلت هكذا حتى انتهت وذهبت الى مكبر الصوت ووضعته على الاغنيه المفضله التي سترقص عليها الى زوجها..
دلف أصلان وجد المكان هادئ والاضاءه خافته ورائحه عطرها تفوح في المكان، اقترب منها وهي تضيء الشموع يحتضنها من ظهرها يهمس في أذنها
— اتمنيت ادفع نص عمري عشان اوصل للمرحله دي..
ضحكت بغنج من حديثة والتفتت له تقف على أطراف أصابعها لكي تضاهي طوله تهمس امام شفتيه
— وأنا هعيشك ليله عمرك ما تحلم بيها
نظر الي هيئتها كانت صادمة تحبس الأنفاس وتخطف الأبصار بدٱ من اكتافها العارية الي نهاية فستانها التي تنتصف قدميها بفتحته الجانبية التي تصل الي منتصف خصرها قائلا:
— يا الله كل الجمال ده ليا أنا وحملها وظل يدور بها حتي وقف كانت هي تتعلق فى عنقة وهو يضمها بحميميه خامسا
— يلا بينا نطلع جناحنا .
ابتعدت عنه تهز رأسها بنفي
— مش قبل ما ارقص لك
وذهبت وادارت مكبر الصوت على أغنيه بوسي لو في منك مره كمان وامسكت كف يده اجلسته فى منتصف الاريكه وظلت تتمايل على نغمات الموسيقى، يشعر أنها فراشه ترفرف على مشاعره وغرائزه التي تطالب بها، انتهت الأغنيه وهي تقفت تلهث وقبل أن تخطو في اتجاه مكبر الصوت لكي تغلقه وجدت نفسها معلقه في الهواء ينظر لها قائلا
— أنتى حلالي ولازم ادخلك جنه أصلان تتنعمي بعشقها
وصعد بها الى غرفته ليعيشوا ليله جديده من ليالى الشتاء الممطره التى جمعتهم سابقا ليمحى أصلان أثرها السيئ ويبدلها بذكرى جميله تسكن قلب كهرمان……..
النهايه تمت بحمد الله..
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كهرمان)