رواية فيكتور دراكولا الفصل الرابع 4 بقلم سارة بركات
رواية فيكتور دراكولا الجزء الرابع
رواية فيكتور دراكولا البارت الرابع
رواية فيكتور دراكولا الحلقة الرابعة
الفصل الرابع
أمسكت بيده ووضع يده الأخرى خلفها يقربها نحوه قليلًا ببطئ، بدأ يُراقصها على ألحان الموسيقى والإبتسامة الهادئة تعلو ثُغره؛ أما هي كانت لا تنظر إلا إليه، يتحرك جسدها على خطوات رقص الأمير المحترفة .. ظلت الأعين تتحدث و”أوليفيا” لا تدري لماذا هي هكذا بين يديه؟؟، تشعر أنها كالفراشه التي تطير بحرية، بدأ الجميع يتراقص حولهما بعد أن كانوا يطالعونهما لأنه من الغريب أن يتراقص الأمير مع خادمة، كانت “تالا” تراقب نظرات ولدها ل “أوليفيا” وكانت تشعر أن هناك قصة حب كبيرة تقترب، وليس من الخطأ بالنسبة إليها أن يتزوج الأمير فتاة من عامة الشعب، لأنها تزوجت الملك “فلاد” عندما كانت من عامة الشعب أيضًا .. راقبت إبنها كيف بخطواته إبتعد عن حلبة الرقص وهو يراقص ” أوليفيا” التائهة بعينيه، إعتلى ثُغرها إبتسامة لطيفة لأنها أدركت أن “فيكتور” يريد التحدثث قليلًا مع “أوليفيا” …
“هل يُحبها؟”
ذلك ما أردف به الملك “روبرت” وهو يراقب نظرات “فيكتور” للخادمة التي يُراقصها .. إلتفتت “تالا” له متحدثةً بهدوء ..
“فيكتور إذا أحبّ فتاة سيتزوجها على الفور، لكنني لا أعرف حقيقة مشاعره حاليًا، لم نتحدث بعد.”
همهم “روبرت” وهو ينظر لمكان خروج “فيكتور” و ” أوليفيا” ..
“إذا لا يحبها.”
رفعت “تالا” أكتافها تشير إلى عدم علمها ..
“يجب أن يعيش فيكتور حياة الملوك، تالا”
إلتفتت “تالا” له بدون فهم … ولكن “روبرت” أردف بتوضيح أكثر..
“لديه كل الحق في أن يعبث مع خادمات القصر ويقضي ليلته مع إحداهن كما كنت أفعل وكذلك كان والده.”
“إبتعد عن بُني روبرت، لا أريد منك إفساده.”
ذلك ما قالته “تالا” عاقدة حاجبيها بضيق شديد منه، ثم تركته وعادت لغرفتها .. أما “روبرت” نظر لأحد فرسانه وأشار إليه بالقدوم وبدأ بالتحدث معه في أمرٍ خاص .. أومأ الفارس ثم توجه نحو إحدى خادمات القصر وتحدث معها بنفس الأمر الذي تحدث به معه الملك “روبرت” من قبل .. إمتثلت لأمره وبدأت بالتنفيذ .. أنهى “فيكتور” رقصته مع “أوليفيا” التائهة بعمق عينيه … إبتعد خطوة عنها وإبتسم ..
“لم أكن أعتقد أنكِ بارعة في الرقص هكذا.”
أردفت “أوليفيا” بتلقائية …
“لقد كنت آخذ دروسًا في الرقص عندما كنت صغيرة.”
تعجب “فيكتور” من حديثها ذلك، ولكنها أدركت خطأها ذلك ..
“لم أكن أعلم أنهم يعطون دروسًا في الرقص لعامة الشعب.”
“في قريتي.”
ذلك ما أردفت به “أوليفيا” بسرعة …
“يبدو أنكِ تُحبين قريتكِ كثيرًا، لدرجة أنكِ تريدين العودة إليها.”
ذلك ما أردف به “فيكتور” بإبتسامة هادئة .. أما هي شعرت بالخجل من حديثه وأطرقت رأسها أرضًا …
“أوليفيا”.
“نعم سموك.”
لم تنظر إليه خجلًا من حديثه وبسبب المشاعر المضطربة التي تشعر بها أيضًا .. تفاجأت عندما رفع رأسها لتنظر بعينيه بسبابته الموجودة أسفل ذقنها …
“هل تقابلنا من قبل؟”
كانت تشعر بالتوتر بسبب لمسته تلك ..
“لا، سموك.”
“إذًا، لماذا أشعر أننا تقابلنا من قبل؟”
تحدث بذلك السؤال هامسًا وهو ينظر في عينيها في المقابل .. إستفاقت “أوليفيا” من موجة المشاعر التي إجتاحتها تلك وإبتعدت عنه بضع خطوات ..
“لقد إنتهينا من الرقص سموك، إئذن لي بالرحيل.”
تحدثت بتلك الجملة متلعثمة وخجلة، ولكن جملته كانت كالجليد بإبتسامته الهادئة تلك ..
“لكنني لم أنهي حديثي بعد، أوليفيا.”
إقترب بضع خطوات حتى لم يعد يفصل بينهما شئ..
“أنا أعلم جيدًا أنكِ تخفين شيئًا ما.”
صُدمت من حديثه ذلك ولكنه إبتسم إبتسامة مطمئنة ..
“لا تخافي، يمكنكِ أن تخبرينني بكل ماتخفينه وسأساعدكي.”
أماءت رأسها دون وعي …
“يمكنكِ أن ترحلي الآن.”
عادت لقاعة الحفلة مسرعة تحت أعين “فيكتور” الذي لا يعلم لماذا تبتعد عنه هكذا؟؟ .. هل تعلم شيئًا هو لا يعلمه؟؟ … تنهد بعمق ثم قرر العودة لغرفته .. أما أوليفيا كانت تسير تائهة لبعض الوقت تفكر بحديثه .. هل من الممكن أن يساعدها لكي تعود لعالمها؟؟ ولكن كيف؟؟ هل يمكنها أن تثق به؟؟ .. إذًا لماذا تشعر بالخوف منه؟؟ .. هل هناك شئ لا تعلمه؟؟ إهدأي أوليفيا .. لا تقلقي .. لقد عرض مساعدته عليكي، إذًا لما الخوف؟؟ بدلًا من بقائكي وحيدة هنا في روايتك، هناك شخص يريد مساعدتك .. هيا وافقي على المساعدة وأخبريه بكل شئ .. أخبري “فيكتور” ..
أخذت نفسًا عميقًا مقررة العودة إليه للتحدث معه .. عادت للحديقة ولكنها لم تجده .. سألت أحد الفرسان وأخبرها بأنه قد عاد إلى غرفته .. صعدت لغرفته وتوقفت أما الباب تحاول أن تتحكم في وتيرة أنفاسها وقامت بطرق الباب ثم دخلت للغرفة وتفاجأت مما رأت .. فتاة عارية تستلقي بفراشه الملكي وفي ذات الوقت خرج “فيكتور” من حمامه واضعا منشفة حول خصرة ولكنه تعجب من وجود “أوليفيا” أمامه وتعجب أكثر من وجود تلك الفتاة العارية في غرفته .. شعرت “أوليفيا” بإنكسار قلبها ولا تدري ما السبب .. وأردفت مسرعة ..
“أعتذر سموك، لم أكن أعلم أن الوقت غير مناسب.”
خرجت من غرفته مهرولة أما “فيكتور” كان يحاول فِهم ما يحدث … ولكنه إستفاق على يد الفتاة التي تلمس كتفه ..
“أنا كُلي لك سموك، يمكنك أن تفعل بي ماتريد.”
“من أرسلكِ؟”
ذلك ما أردف به “فيكتور” ببرود وهو يعلم الإجابة مسبقًا ولم ينتظر حتى قرأ أفكارها ..
“إرتدي ثيابكِ، ثم أخرجي من غرفتي … الآن.”
نطق آخر كلمة بغضب وعينيه أصبحت شديدة الإحمرار والدماء بدأت تخرج منها مع ظهور أنيابه … فزعت الفتاة ولم تستطع حتى أن ترتدي ثيابها ولكنها أمسكتهم وفرت هاربة من الغرفة .. هدأ “فيكتور” وعادت عينيه كما كانت وإختفت أنيابه وقام بغسل الدماء من وجهه متذكرًا مشاعر “أوليفيا” التي شعر بها .. إرتدى ثيابه ثم خرج من غرفته واقفًا أمام غرفتها .. ثم طرق عليه عدة طرقات .. لم يأتيه ردها ..
“أوليفيا، أنا أعلم أنكِ بالداخل، يمكنني سماع صوت أفكارك من هنا.”
إنتظر لعدة ثوانٍ حتى قامت بفتح الباب .. كانت هادئة كأن لم يحدث شئ ..
“هل يمكنني مساعدتك في شئٍ سموك؟”
“نعم، يمكنك أن تسمعينني ولو قليلًا، لم يحدث بيني وبين تلك الفتاة شئ، أنا حتى لم أعلم أنها موجودة بالغرفة.”
“لا يهمني ما يخصك سموك، يمكنك أن تفعل ما تريد وقتما تريد.”
كاد أن يتحدث ولكنها قاطعته..
“هل هناك شئٌ آخر تريده منى قبل أن أنام سموك؟”
عقد “فيكتور” حاجبيه من طريقة حديثها تلك ثم تركها وبدلاً من أن يذهب لغرفته ذهب للملك “روبرت”، أما أوليفيا ظلت في غرفتها تشعر بالضيق..
“لماذا كتبت ذلك المشهد؟؟؟؟ لقد تكرر في جميع الروايات والأفلام والمسلسلات التليفزيونية، عندما أعود سأقوم بحذفه أو تعديله أو حذف تلك الرواية لا أعلم.”
كانت تسير في غرفتها ذهابًا وإيابًا تتحدث بغضب مع نفسها حتى صرخت بغضب..
“أهذا هو شعور البطلة التي تشعر بالخيانة من البطل؟؟ شعورٌ سخيف.”
صرخت مرة أخرى ثم أردفت ..
“أوليفيا، أنتِ تدركين جيدًا أنه لم يفعل شئ، لذا لم كل هذا الغضب؟”
“لقد جرحني مظهر تلك الفتاة وهي نائمة بفراشه.”
صمتت ولم تعد تتحدث لنفسها ولكن بعد دقائق ..
“لقد زادت الأمور عن حدها، أنا لا شئ بالنسبة إليه، لا تفعلي بنفسكِ ذلك أوليفيا، إنه مجرد شخصية في روايتك، تذكري ذلك جيدًا … أنتِ في روايتِك أيتها الغبية.”
أخذت نفسًا عميقًا لكي تهدأ .. أما فيكتور كان يتحرك بغضب نحو ” روبرت” الذي كان يتحدث مع أحد فرسانه في قاعة الحفل .. كان ممسكًا بوتد خشبي وعندما إقترب نحو الملك، قام برميه بقوة نحوه ولكن “روبرت” إنتبه وأمسك الوتد قبل أن يخترق قلبه … ونظر بذهول نحو “فيكتور” الذي إحمرت عينيه و ظهرت أنيابه ..
“قلت لك مرارًا وتكرارًا أنني لا أريد ذلك، لا تُجبرني على قتلك روبرت.”
كاد أن يقترب فرسان الملك نحو “فيكتور” ولكن الملك أشار إليهم بالإبتعاد …
“لما كل هذا؟؟!!”
ذلك ما أردف به “روبرت” بتعجب ..
“كُن ملكًا عاقلًا ولا تدع طفلا صغيرًا بالنسبة إليك يعلمك أن لا تعني لا.”
إلتفت “فيكتور” للعودة ولكنه شعر بشئٍ غريب وإلتفت للخلف وتفاجأ بأن الوتد يتم تصويبه نحوه ولكنه أمسكه بسرعة …
“كُن طفلًا عاقلًا إذًا كما تدعي وحاربني والخاسر سيخضع للآخر.”
ذلك ما أردف به الملك “روبرت” وهو يلتقط سيفًا من أحد فرسانه ويقترب نحو “فيكتور” مسرعًا ولكنه تفاداه بسرعة رهيبة …
“كان والدك دائما يتحدث عن مهاراتك المذهلة، هيا صغيري أمسك السيف وأرني بعضًا من مهاراتك تلك.”
أعطي أحد فرسان الملك سيفًا “لفيكتور” .. وسادت حالة من الضوضاء في القصر على إثر صوت مشجعي الملك في القاعة .. وذلك مما جعل “تالا” تنتبه لما يحدث وأيضًأ “أوليفيا” … خرجت الإثنتان من غرفتهما وركضا نحو القاعة القادم منها الضوضاء وهي قاعة الإحتفال والتي تحولت في ثوانٍ إلى قاعة الحرب … ذهلت الإثنتان مما رأوه … الحاكم و”فيكتور” .. يتقاتلان بشراسة …
“روبرت، إبتعد عن بُني وأنهي ذلك الأمر الآن.”
لم يستمع “روبرت” ل “تالا” ..
“فيكتور، أرجوك إبتعد.”
كان “فيكتور” في عالمٍ آخر وهو يُقاتل الحاكم ولم يستمع لحديث والدته .. عينيه حمراء تنزف منها الدماء وأنيابه كبيرة للغاية، يتحرك بسرعة كبيرة وكان “روبرت” يحاول مجاراته في حركاته .. كانت “أوليفيا” تقف خائفة من مظهر “فيكتور” .. خائفة كثيرًا مثلها مثل الجميع الذين خافوا على حاكمهم … كان “فيكتور” يقاتله بشراسة دون تعب أو إرهاق .. سرعته كانت كبيرة عن سرعة الملك .. حتى أوقعه أرضًا .. كاد أن يطعنه بالسيف …
“فيكتور.”
ذلك ما همست به “أوليفيا” بخوف وهي تنظر إليه .. توقف “فيكتور” عندما سمع همسها وإلتفت ينظر إليها، إستقام الملك “روبرت” وعلق بإستنتاج ..
“إذًا كل ما يحدث بسبب تلك الخادمة، لك مني تلك الهدية ستشكرني عليها لاحقًا.”
إلتفت “فيكتور” ينظر للملك ولكنه تفاجأ به يصوب السيف نحو “أوليفيا” … ذُهلت “أوليفيا” مما تراه .. ذلك السيف القادم نحوها هل تلك نهايتها؟؟؟ … ولكن فيكتور قام بالوقوف أمامها ومنع السيف من الوصول لها بسيفه الذي يمسكه بيده وإرتمى سيف الملك أرضًا بعيدًا عن “أوليفيا” .. إقترب “فيكتور” من الملك ممسكًا بالسيف يصوبه نحوه … حتى رفع الملك يديه الإثنتين بإبتسامة وإستسلام …
“أعترف، أنت أقوى بكثيرٍ من والدك أيها الفتى.”
“سنعود غدًا إلى مملكتي، أشكرك على إستضافتك لنا.”
ذلك ما قاله “فيكتور” بعد أن هدأت عينيه وإختفت أنيابه وألقى السيف أرضًا، وبدأ الحضور بالتصفيق له حتى الملك أيضًا .. أغمض “فيكتور” عينيه بضيق وترك القاعة دون النظر لوالدته أو حتى لـ “أوليفيا” .. إقتربت “تالا” من “روبرت” مردفة بضيق …
“كيف لملك حكيمٍ مثلك أن يتصرف هكذا؟؟”
“إهدأي أرجوكِ، أريد التحدث معكِ قليلًا منفردين.”
تبعته “تالا” وتعجبت زوجة الملك من إبتعادهما ..
“ما بكِ تالا؟ لقد كنت أمزح معه ولكنه لم يتقبل مزاحي هذا كل ما في الأمر، ثم إنني أثبت لكي وللجميع أنه يحبها.”
تحولت ملامحها للإستفسار …
“أعني خادمتكِ، ألم تري كم كان متلهفًا لحمايتها، لقد أفقدته عقله ولا أصدق كيف تمكنت من ذلك.”
نظرت له بتشوش…
“إنتبهي عليها جدا، يمكن أن تتسبب في مقتل الأمير يومًا ما.”
“تلك مجرد ترهات روبرت.”
“أنا أخبركِ بما أشعر، وأنا لا أشعر بأي خير نحو تلك الفتاة، وعندما يراها فلاد أيضًا سيشعر بذلك، بل من الممكن أيضًا أن يقتلها عندما يراها، ولا أعلم كيف خدعت الأمير هكذا، إنه يعشقها تالا، متى تقابلا؟؟”
“لقد تقابلا منذ عدة أيامٍ فقط.”
ضحك روبرت عندما سمع تلك المدة ..
“لقد سحرته.”
“ماذا تعني؟”
“أقصد أن تلك الفتاة من الممكن أن تكون قد عقدت إتفاقًا مع إحدى السحرة لفعل ذلك.”
“لا أعتقد ذلك روبرت، أنا وفلاد كانت قصة حبنا لا تتعدى أيام وكان الأمر كذلك بالنسبة إليك أنت وسيرينا أيضًا، من الممكن أن يكون ذلك حُبًا من النظرة الأولى كما رأينا.”
نظر إليها “روبرت” في حيرة من أمره .. هو فقط قلق على طريقة قلق “فيكتور” عليها ..
“بم تفكر؟؟”
“لقد كان متلهفًا لإنقاذها.”
“لماذا أنت مصرٌ على ذلك الحديث؟؟ حتى لو كان متلهفًا عليها، من الممكن أن نطلق على ذلك عشقًا.”
“أنا معها في ذلك الأمر.”
ذلك ما قالته “سيرينا” وهي تقترب نحوهم …
“توقف عن تلك الشكوك زوجي العزيز، إن الفتاة لطيفة للغاية ورقيقة أيضًا … ولن أسامحك على مافعلته اليوم، كيف ترسل فتاة إلى فيكتور دون رغبته؟؟”
إندهشت “تالا” مما سمعت للتو ونظرت لـ “روبرت” بضيق ..
“قلت لك أن تبتعد عن بُنيّ روبرت.”
“لقد كنت أريدُ أن يحظى بقليل من المتعة ليس إلا.”
أردف بتلك الجملة ببراءة …
“إن فيكتور يقدس تلك الأمور كثيرًا، لذا أرجو أن تبتعد عنه.”
“حسنًا.”
أردف بتلك الكلمة بلامبالاة، ثم عادت تالا لغرفتها ولكنها قبل أن تدخلها رأت “أوليفيا” تقف عند باب غرفة “فيكتور” تريد أن تطرق الباب ولكنها لم تفعل .. تنهدت بإستسلام ودخلت غرفتها .. إبتسمت “تالا” لمشاعر تلك الفتاة وتحركت في إتجاه غرفة “فيكتور” ..
“فيكتور.”
نطقت إسمه وهي تطرق الباب عد طرقات حتى فتح الباب ..
“نعم أمي؟”
دخلت والدته الغرفة … أما هو أغلق الباب وجلس بفراشه وجلست أمامه …
“ماذا بك بُني؟”
“لا أعلم.”
“أنا أعلم.”
نظر لها “فيكتور” بتعجب لكلمتها تلك ..
“لقد مر والدك بكل تلك المشاعر، عندما تلتقي بنصفك الآخر تصبح تصرفاتك غير طبيعية، تشعر أنك أصبحت كالمراهقين .. أعلم جيدًا كل ماتشعر به.”
“لقد أهلكتني أمي .. أهلكت عقلي عندما رأيتها بأحلامي … أهلكت قلبي عندما تقابلنا سويًا … لا أعلم ماذا يحدث لي، ولكن كل أرغب به الآن هو أن أتزوجها، لقد أرسلت لأبي صباحًا بعض الرسائل ومن بينها أنني أرغب بالزواج من الفتاة التي سرقت قلبي عندما يعود.”
إبتسمت “تالا” من حديثه ذلك، وقامت بإحتضانه …
“أنا معك في أي شئ تريده بني، ولكن هل تحدثت مع أوليفيا في ذلك الأمر؟”
“سأتحدث معها عندما يحين الوقت.”
“حسنًا، كما تريد عزيزي… فيكتور.”
“نعم أمي؟”
“أنت مخطئ فيما حدث اليوم بني، لما بدأت العراك بينك وبين الملك.”
“أعلم أني مخطئ ولكنه تسبب في ذلك، لقد…..”
“أعلم ماحدث بني، ولقد تحدثت إليه، لا أريد أن تنتهي علاقة والدك بروبرت إنهم أصدقاء منذ زمن.”
“لا تقلقي أمي، لن يحدث خلل في تلك الصداقة أبدًا.”
إبتسمت “تالا” وقبلت مقدمة رأسه ثم خرجت من الغرفة مودعة إياه .. أما “فيكتور” نظر نحو الشرفة .. يعلم جيدًا أن “أوليفيا” تقف بشرفتها تنتظره لتتحدث معه ولكن لا … لن يتحدث معها إلا حينما يريد ذلك .. ظلت تنتظره لكي يخرج وتتحدث معه ولكنه لم يخرج .. تأففت ثم عادت إلى غرفتها وتحاول أن تهدأ … سيتحدثان غدا .. لكن الآن ستنام وتستريح.
……………………………………………
“رواية/ فيكتور دراكولا .. بقلم/ سارة بركات”
في اليوم التالي:
قام “روبرت” بإحتضان “فيكتور” مودعًا إياه …
“لا تحزن مما حدث أمس، حقيقة كنت أمزح معك.”
“لا تقلق .. وأنا أعتذر عن ما بدر مني.”
“أنت بُني يا فتى، لك الحق في أن تفعل ما تريد.”
ذلك ما أردف به “روبرت” بعطفٍ أبوي لمس قلب “فيكتور” الذي يعلم أن “روبرت” و”سيرينا” لم يُرزقان بطفلٍ حتى الآن .. كانت سيرينا تقوم بتوديع “تالا” أما “أوليفيا” كانت تقف جانبًا تنظر إلى “فيكتور” الذي لم يتحدث معها منذ الصباح وحتى لم ينظر إليها .. يقتلها تجاهله لها .. كان الموكب الملكي الذي جهزة الملك “روبرت” جاهزًا .. وصعدت أوليفيا مع الملكة .. أما فيكتور إمتطى أحد الأحصنة وخلفه بعض الفرسان لحماية الموكب ….
…………………………………….
كانت جالسة على فراشها في غرفتها الجديدة التي أعطتها الملكة “تالا” إياها في القصر، في البداية تعجب جميع من بالقصر بذلك الأمر ولكن الملكة أوضحت أن “أوليفيا” إرتفع شأنها بسبب إنقاذها لها .. تنهدت أوليفيا وهي تنظر بشرود نحو شرفتها لقد مر أسبوعين على ذلك اليوم .. و هي تتألم لعدم تحدث “فيكتور” معها .. حتى أنها لم تراه كثيرًا منذ أن عادوا للقصر .. كأنه يقصد أن يتجنبها .. ماذا فعلت يا تُرى؟؟؟ … إستفاقت عندما طُرق باب غرفتها وبعد ثوانٍ دخلت إحدى الخادمات ..
“أوليفيا، إن الملكة تطلبكِ في غرفتها.”
أومأت أوليفيا وقررت الخروج من الغرفة … دخلت غرفة الملكة ونظرت لها بإستفسار .. كانت إحدى الخادمات تزينها والسبب معلومٌ بالطبع؛ فاليوم سيعود الملك “فلاد دراكولا” …
“أوليفيا، أريدكِ أن تتأكدي من أن كل شئ جاهز دون أي نقصان.”
أومأت “أوليفيا” ثم خرجت من الغرفة ونفذت أمرها وبعد أن إنتهت وقفت في حديقة القصر تستنشق بعض الهواء النقي …
“تتجنبينني من أن عُدتي، أوليفيا.”
إلتفتت للخلف ووجدت “روبن” يقف قبالتها ..
“لا روبن .. لا أتجنبك، أنا فقط أحتاج للراحة، في الأيام السابقة كنت أشعر بضغطٍ شديد كنت أريدُ أن أرتاح فقط.”
لم يفهم “روبن” مصطلحاتها تلك، ولكنه قرر أن يُلطف الأمور قليلًا ..
“أعتقد أنه يجب أن تُريحي جسدكِ وعقلكِ من أي تفكير يرهقك.”
إبتسمت لتفهمه إياها … ولكنها تعجبت لتغير ملامحه …
“أعتذر يجب أن أرحل بسرعة، لقد أتى الملك.”
تركها ورحل أما هي تعجبت من ذلك؟؟ كيف علم أن الملك قد عاد؟؟ … سارت قليلًا في الحديقة شاردة … حتى سمعت تصفيق من الجميع وترحيب، ذهبت في إتجاه الصوت وإقتربت أكثر و ظلت تدخل بين الزحام حتى وجدت هناك في المنتصف رجلا قويا ذو شعرٍ أسود وذلك ما رأته منه لأنه كان يعطيها ظهرها، ولكن لدهشتها قد إلتفت إليها ذلك الشخص ولكن بأعين حادة حمراء قاسية وتقابلت عينيها مع خاصتيه، عقد الرجل حاجبيه وهو ينظر إليها بقوة يغلفها القسوة تفاجأت به أصبح أمامها مباشرة ….
“إذًا، أنتِ هي .. أوليفيا.”
……………………………………………………..
آرائكم؟؟ توقعاتكم؟؟
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فيكتور دراكولا)