رواية الصندوق الفصل السابع والعشرون 27 بقلم الهام عبدو
رواية الصندوق الجزء السابع والعشرون
رواية الصندوق البارت السابع والعشرون
رواية الصندوق الحلقة السابعة والعشرون
ظل سالم طوال طريق العودة من قصر ثريا هانم إلي منزله الجديد بالمنصورة يفكر ماذا تخطط تلك الأميرة و كيف وصلت لهذه المعلومات حتي بعث له رسالة زهور القطن!!
تلك الأميرة حادة الذكاء التي عرفت كيف تبرئه من جريمة قتل و تحرره من سنوات كان من الممكن أن يقضيها في السجن !!
يجب أن يُعد كل شئ جيداً كي لا تفاجئه بحركة غير متوقعة، ضاع مع الطريق عندما تذكر تلك الأيام عندما كانت تسعي بكامل قوتها و تذهب هنا و هناك لتنقذه فابتسم و لاحظت بسمة ابتسامة خفيفة ظهرت ع شفتيه ثم رأت ألماً ارتسم مكان الابتسام لم تفهم سببه أما هو فكان يتذكر رفضها الثاني له ثم كلامها المهين الذي انتهي بطردها له فجعل بينهما ما صنع الحداد!!
استفاق علي وجه بسمة الأسمر الرقيق يراقبه فنظر لها بلوم و غضب ثم عاود النظر للطريق من نافذة العربة حتي وصلا للمنزل و هنا …
صعدت بسمة السلم مباشرةً في محاولة واضحة للهروب لكنه أوقفها بصوته القوي قائلاً : انتظري … هناك حديث هام سنتحدثه !!
وقع داخلها خوف من غضبه فعادت للوراء ببطء ثم وقفت أمامه بخضوع كنعجةٍ صغيرة خائفة ملتجئة، عينيها عبرت عن كل شئ دون أن تنطق، ظهر عليهما الخوف و الترقب فأخفض حدة صوته قليلاً و قال لها : لا تخافي يا بسمة .. أعلم أنه حتي و إن تصرفتِ خطأ ف نيتك حسنة و خيرة .. أتعرفين أن أكثر ما أحزنني هو تعمدك الخروج دون علمي في وقت قيلولتي .. لماذا يا بسمة ؟!
قالت بسمة في حرج: هل كنت ستوافق ان قلت لك؟!
سالم : و هل بعدما ذهبتي وجدتِ أن ذهابك كان أمراً مجدياً ؟
طأطأت بسمة رأسها و قالت : في الحقيقة لا .. بل علي العكس .. تضايقت ثم ندمت علي ذهابي
قال سالم بتعاطف و قد ارضاه جوابها الصريح : هل ازعجوكِ كثيراً؟
تجمعت الدموع في عيني بسمة و قالت و هي تحاول استجماع قوتها : نعم .. أنت لا تعرف ثريا هانم يا سيد سالم .. كلماتها كانت دائماً قاسية في السابق أما اليوم فقد خرجت كلماتها كسهام مسمومة لكن لا بأس فقد عبر الموقف و انتهي!!
غضب سالم و قال: أليس بتلك العائلة شخصاً لم يصبه مرض الغرور!! ما هذا ؟! و تلك الأخري ماذا فعلت؟! هل الاختين اتحدتا لسحقك؟!
بسمة: كاريمان هانم عقلها في مكان آخر فأنا اعرفها جيداً .. لابد و انها مشغولة بالحرب التي بينكما خاصة بعدما ارسلت لك تلك الرسالة
قلق سالم ثم قال : هل ظننتِ انكِ عندما تذهبين و تتوسلين لهن سيبعثون معكِ حمامة سلام حاملة لغصن زيتون؟!! إلي متي ستظلين ساذجة يا بسمة !!
تعجبت بسمة من توقعه لمكان و سبب خروجها و قالت : وجدتني بسهولة ثم عرفت ما دار برأسي بذات السهولةٍ ايضاً!!
سالم : دعكِ من كل هذا و الآن عديني .. من اليوم لن تتحركي أي حركة دون معرفتي ..
ردت بسمة بابتسامة طفل : أعدك .. قد تعلمت من خطأي
ذهبت بسمة من أمامه بينما غرق هو في أفكاره مرةً أخري ..
___________ بقلم elham abdoo
ذلك الرجل الغريب الذي كان يحاصر عزيز و لاحقه حتي أسوان عاد إلي المنصورة مع عودته و طلب منه مالا كثيراً مرة جديدة، احتار عزيز فيما سيفعل فبالرغم من اصلاح الأمر مع والده قليلاً لكن كيف سيطلب منه كل هذا الكم من المال ؟! و إن حاول تدبيره بطريقته الخاصة فسيحتاج ذلك وقتاً و تدبيراً و به خطورة كبيرة فاليومين القادمين يتطلبان وجوده في القصر بكثرة لا غيابه …
فكر ملياً ووجد رجليه تقودانه نحو من تعشقه منذ سنوات، تلك التي ستوافق علي اعطاءه المال دون أن تسأل و لكن خالتها هي العائق !! فكيف سيتدبر الأمر
____________بقلم elham abdoo
ذهب بالقرب من قصر حفيظة هانم و نادي لإحدي الخادمات اللواتي كن يجمعن الزهور من أمام القصر، وضع في يدها عملتين ذهبيتين من خمس تبقت معه و طلب منها مناداة سيدتها فاتن سراً إلي هنا
خرجت له فاتن علي الفور فقد اشتاقت له كثيراً و سُرت لمجيئه، قابلها بابتسامة و قال
عزيز: كيف حال عروسي اليوم؟!
ابتسمت فاتن و قالت: بخير .. و أنت؟!
عزيز : أنا كنت متضايق قليلا لكن برؤيتكِ الآن أصبحت أفضل
تفاجئت فاتن من لهجته المختلفة و قالت : هل ما تسمعه أذناي صحيحاً .. عزيز يتحدث بلطف و رقة معي؟!
عزيز: نعم !! ستصبحين عروسي قريباً و يجب أن يكون بيننا لغة جميلة في الحوار بعد الآن!!
فاتن بتهكم: عزيز .. أنا لست حمقاء!! كل ما حدث بينك و بين سالم أعلمه و اعرف أنك لم تقبل بذلك الزواج الا بعد اتفاق !! أنا أحبك و هذا لن انكره لكن لا تحاول معاملتي كغبية .. قد احتمل كونك لا تحبني لكنني لن احتمل استغبائك لي .. لذا دعنا نلعب لعباً مكشوفاً كما يقولون!!
تعجب عزيز لصراحتها و قال : كيف ؟!
فاتن: لن تقول لي كلاماً كاذباً بمشاعر كاذبة و سنحاول استغلال تلك الفرصة كي نقترب .. إن نجحنا نستمر و إن لم ننجح نتوقف .. هل فهمت؟!
شعر عزيز أنها تعطيه مفتاح خلاصه منها في يده فليس هناك أسهل من إفشال تلك العلاقة و من ثمَ عودته حراً مرة أخري
قال لها : حديثك مقنع و مفاجئ للغاية ..
فاتن: الحب شئ جميل لكن العزف المنفرد مرهق للغاية و لذا لن أبقي معك إن شعرت أن الأمر ميؤوساً منه .. وافقت علي ذلك العرض لتقترب مني و تعرفني لا لكي اجعلك حبيساً لي طوال العمر رغماً عنك ..
قال عزيز بخبث: كم انتِ نبيلة و فريدة من نوعك يا فاتن !!
فاتن: قل اذن .. لماذا جئت؟!
عزيز: سأقول و لكن تذكري اننا اتفقنا ع المصارحة!!
فاتن : نعم .. لا تقلق
عزيز: هل لي أن اطمع في طلب مبلغ مالي علي سبيل الاقتراض و سأرده في أقرب وقت لأن والدي مازال شحيحاً معي كما تعلمين
فاتن: نعم أعلم.. كم تريد؟!
عزيز: أشار بيده لرقم خمسة فقالت
فاتن: خمسمائة قطعة؟
ضحك عزيز و قال: بل خمسة آلاف!!
اتسع بؤبؤ عيني فاتن و قالت : كم ؟! هذا كثيراً جدا .. ليس معي كل هذا المال ؟!
عزيز: محتمل و لكن خالتك لديها من المال ما يمكنها من الوقوف عليه و لمس نجوم السماء فلا تصعبين الأمر!!
فاتن: و ماذا سأقول لها فالمبلغ كبيراً جداً !!
عزيز: ترتيب الطريقة و الأسلوب سأتركه لكِ لكنني سأنتظرك هنا غداً في المساء مع دقات الساعة السابعة، لا تتأخري لأنني احتاج المبلغ بشكل عاجل !!
فاتن: و فيم تحتاجه؟!
أظهر عزيز ضجره و قال: هل لانكِ ستقرضينني مبلغ ما فستوجهين لي تحقيقاً .. لا اريد شيئاً .. انسي الموضوع
تظاهر بالغضب و الاستعداد للانصراف فأوقفته و قالت : سأحاول تدبير المبلغ .. انتظرني غدا كما قلت لكن لا تحزن إن لم استطع ..
أومأ عزيز بالموافقة و غادر القصر بينما تركها تفكر كيف ستطلب من خالتها مالاً هذا مقداره!!!
____________بقلم elham abdoo
الآن فاتن أمامها مهمة صعبة لأخذ ذلك المال و لم تكد تدخل القصر و تجلس لتدبر الأمر حتي أقبلت إحدي الخادمات لتبلغها بأن كاريمان هانم صديقتها جاءت و تود مقابلتها، بلغ القلق ذروته في داخلها الآن فكاريمان لم تعد صديقتها مثل امس.. تٌري ماذا تحمل معها في تلك الزيارة؟!
علمت أن كاريمان اختارت أن تنتظرها في قاعة الضيوف و رفضت أن تدخل لغرفتها كما اعتادتا الجلوس سابقاً فأيقنت أن ما ستسمعه لن يجلب لها راحة!!
دخلت إليها و ألقت عليها التحية فوجدت كاريمان تعاملها ببروتوكول الرسميات كما لو كنت تقابل شخصاً لا تعرفه أو تعرفه بشكل محدود، جلست فاتن و قالت : يبدو أنك قطعتِ عهداً علي نفسك بمحوي من حياتك و قد أصبحنا غرباء عن بعضنا البعض !! ماذا إذن في تلك الزيارة؟!!
ردت كاريمان بثبات: جئت كي اتمم اتفاقاً بات ناقصاً منذ امس!!
فاتن: اتفاق ماذا؟!
كاريمان : بمَ ستشترين سكوتي عن مهزلة خطبتكما هذه أمام خالتك؟!!
قالت فاتن بانزعاج: ظننت انكِ فعلتِ ذلك لأجل خاطر ايام مضت بيننا
ضحكت كاريمان بتهكم: لا وجود للعاطفة بيننا بعد الآن.. هل اختصر الوقت لي و لكِ و أعطيكِ الشطر الثاني من بيت الشعر؟!
فاتن بأسي: تفضلي لنري !!
كاريمان : أنت تعرفين ان خالتك تسيطر علي معظم الأراضي في المنصورة و البلدات المحيطة، الآن اقترب حصاد زهور القطن و اريد كافة المحصول لي و بصفقة جيدة .. خالتك كانت ترفض بالطبع أن تعطي ذلك المحصول سوي لأخيها سراج بك لأجل محلج القطن خاصته لكنها هذا الموسم بصدد اختيار مشتري جديد لذا سأكون انا ذلك المشتري.. بفضلك انتِ
صُدمت فاتن و قالت : قطن ؟! و ماذا ستفعلين به .. ألم يبع والدك محصولكم من القطن كل عام لخالي سراج بك؟!
كاريمان : نعم .. لكن من تلك اللحظة سيكون هناك تخطيطاً مختلفاً لذلك المحصول ..
مدت لها ورقة بها عقد لقيمة المحصول مقابل مبلغ مالي جيد و قالت : مهمتك هو اقناع خالتك و اعطائي تلك الورقة مختومة بخاتمها قبل حفل الخطبة لجعل تلك الليلة تمرؤ بسلام … مبارك لكِ أيتها العروس!!
غادرت كاريمان و تركت فاتن التي ألقت بجسدها ع كرسيها من فرط إرهاق التفكير، الآن هناك مهمتين شائكتين لا مفر من تنفيذهما .. هذا اليوم يعد عصيباً بالنسبة لها !!
____________<<<<< بقلم elham abdoo
دخلت فاتن غرفة مكتب خالتها حيث كانت تدقق حسابات خاصة بأعمالها، ابتسمت لها حفيظة هانم و قالت :
حفيظةهانم: أهلا بفاتن .. عروستي الصغيرة ..
ردت فاتن : أراكِ دوماً تعملين يا خالتي و لا وقت لدي للجلوس معكِ
حفيظة هانم: أنتِ محقة و خاصةً لأنك الآن تقتربين من اتخاذ قرار بحياة جديدة مع شخص آخر غير خالتك !!
فاتن: أشعر بالقلق يا خالتي .. احتاجك الي جواري
قامت حفيظة هانم و احتضنتها ثم قالت: سأوقف العمل قليلا لنتحدث.. اجلسي و افضي لي بما يقلقك
فاتن: أنا لست قلقة .. انا فقط متوترة لأجل موضوع الزواج ليس أكثر
حفيظة هانم: هناك قلق و ارتباك كبيرين تظهرهما عيناكِ .. هل انت مشوشة بشأن قبول العريس؟! يمكننا التأجيل أو حتي الالغاء .. كما تحبين؟! لم ارسل لهم الموافقة بعد
فاتن: لا .. بل انا موافقة و بشدة لكنني اريد منكِ شيئين
حفيظة هانم : ما هما؟!
فاتن: ألن نبعث رداً بالموافقة لنحدد ميعاد جلسة الطلب؟
حفيظة هانم: بالطبع عزيزتي !! هل انتِ متعجلة إلي هذا الحد ؟!!
فاتن : بل اقول ذلك لأنني أود أخذ بعض المال لتفصيل ثوب خطبة يليق بي و ايضاً شراء بعض اللوازم الأخري
ابتسمت حفيظة هانم لحماستها و قالت : و ما المشكلة في ذلك ؟! قولي ل شوكت أفندي مدبر المنزل و سيعطيكي كل ما تحتاجين ؟ هل خمسمائة قطعة تكفى؟!
فاتن : خالتي .. شوكت هذا يشعرني في كل مرة اطلب فيها مالاً أنني غريبة أو متطفلة.. هل يعاملني هكذا لأنني لست ابنتك ؟!
حفيظة هانم بعجب: ماذا فعل شوكت لتقولي هذا؟!
فاتن: يذهب لذلك القبو و يجعلني انتظر بالخارج و في النهاية يعطيني المال كما لو انه صدقةً منه
ردت حفيظة هانم بحكمة: يبدو أنك حساسة قليلا لأن شوكت هذا تربي هنا و يعلم مكانتك جيداً عندي
فاتن : أنت لم تقتنعي بحديثي عنه .. تثقين به اكثر من ثقتك بي !!
حفيظة هانم: لا يا عزيزتي .. انا احاول افهامك الصورة بشكل صحيح ولكن .. لكي اثبت لكِ مكانتك عندي و ثقتي الكبيرة بكِ سأجعلك تدخلين القبو بمفردك و تأخذين المال بنفسك .. هل أنتِ راضية الآن ؟!!
قَّبلت فاتن خالتها و هي تشعر بالسعادة و هنا قالت لها خالتها
حفيظة هانم : اذن تم حل الأمر الاول .. ماذا عن الثاني ؟!
فاتن بقلق: هو شئ كبير جداً يا خالتي و ارجو منكِ ألا تردينني ؟
حفيظة هانم : ما هو ذلك الشئ الكبير؟!
فاتن: صديقتي كاريمان تود أن تشتري محصول القطن خاصتنا كله هذا العام و اعطتني ذلك العقد لأوصله لكِ فما رأيك ؟!
نظرت حفيظة هانم بغرابة و مدت يدها و اخذت العقد و دققت به للحظات ثم قالت: و ماذا ستفعل كاريمان بالقطن .. ألم يبيعوا لنا محصولهم كل عام ؟! ماذا تغير؟!
ارتبكت فاتن قليلا و قالت : لا أدري… ربما سينشأؤون محلجاً القطن أو شئ من هذا القبيل !!
حفيظة هانم : ربما ؟!!! أليست صديقتك .. كيف لا تعرفين ؟!!
فاتن : بصراحة أشعر أن كل ذلك لهدف ما لم تٌصرح به لي
حفيظة هانم بدهاء: هل لسالم ذاك علاقة ؟! لأنه منذ عامين اشتري محلجاً للقطن قريب من هنا و جاء عدة مرات لطلب المحصول و رددته و حاول الوصول لبعض الاعيان مُلاك الأراضي الأخري لكنهم لم يستطيعوا تجاوز كلمتي، شرح لي انه يريد توسيع عمله بمجال الغزل و النسيج و انه يريد استيراد آلات من الخارج و الدخول في تلك الصناعة ..
اتعرفين شيئا؟!
فاتن: ماذا؟
حفيظة هانم : قد توسط في تلك الزيجة للسبب عينه .. هو يريد المحصول خاصة بعد توقف محلج خالك سراج عن العمل ذلك الموسم بسبب ما حدث مؤخراً مع اولاده ..
فاتن: اذن هي تريد ضرب السيد سالم !!
حفيظة هانم : بالتأكيد و الا لم قررت الشراء الآن ؟!
فاتن: ماذا سنفعل اذن يا خالتي ؟!
حفيظة هانم : سنعطي من يريد حقاً يا عزيزتي .. فتلك الزهور يعرف السيد سالم كيف يحولها لخيوط ثم لقماش .. هو يريد تطوير الصناعة كلها في مصر و هذا هدف نبيل اما صديقتك ف عذراً لكبرياءها .. لم تقولي لي ما الذي يدفعها للانتقام من سالم؟!
تلعثمت فاتن و قالت : أأأأأ … من اجل أأأأ … ه ه هه
حفيظة هانم : فاتن .. أنتِ ابنتي .. لا تخفِ شيئاً عني .. لا أحد سيحبك أو يتمني لكِ السعادة مثلي
فاتن : سأقول يا خالتي لكن عديني ان تساعديني من فضلك ؟
استشعرت حفيظة هانم وجود مشكلة فقالت باهتمام : لا يحتاج الأمر وعداً .. قولي علي الفور .. ماذا هناك ؟!
فاتن : السبب في صراعهم هو أنا
حفيظة هانم بتفاجؤ: كيف ؟!
فاتن : منذ فترة طلب عزيز مني خطابات اخته المرسلة لي من أسوان كي يطمئن علي ما يحدث معها هناك و انا أخطأت و اعطيتها له
ردت حفيظة هانم : ويحك يا فاتن!!
أكملت فاتن بدموع: نعم أخطأت و لكن .. هي لم تبقي ساكنة، احضرتني الي أسوان بخدعة و قدمت لي خاتم الخطبة و هي تعلم عدم استعداد عزيز لذلك لتهزأ بي فتدخل السيد سالم و اقنع عزيز لأجل موضوع القطن ذاك و بعث لي خطاب ليتأكد من موافقتي و عندما وافقت جاء و حدث ما تم حتي الآن
حفيظة هانم بصدمة: كل هذا يحدث معكِ و انا لا ادري ؟! فكأنما تعيشين بعالمِ اخر بمفردك لست فيه ؟!!!
فاتن : سامحيني يا خالتي .. انا اخاف من مواجهتك أحياناً
حفيظة هانم بعتاب: فضلتِ ألا تخبريني و تبقين هكذا دون حماية و كل من مر هنا و هناك يفعل ما يريد معك ؟ أليس كذلك ؟!
زاد بكاء فاتن و هي تقول: ربما أخطأت في ذلك ايضاً لكنني فعلت ذلك خوفاً من غضبك
احتضنتها حفيظة هانم و قالت: لا تبكِ فمن ستبكي بعد الآن ليست انتِ ..
انتبهت فاتن و قالت: ماذا تقصدين؟!
حفيظة هانم : ماذا وجد عزيز بتلك الخطابات ازعجها لذلك الحد؟!!
ابتلعت فاتن ريقها و هي ترتجف و قالت : إن كاريمان تعيش حباً مع طبيب فرنسي بأسوان و لم تخبر عائلتها أو تتحدث معهم حتي أنه قدم لها خاتم خطبة هناك و قبلته، شاع الخبر هناك من كثرة ظهورهما معاً
ابتسمت حفيظة هانم و قالت : أمسحي تلك الدموع الغالية و اذهبي لشوكت و افعلي كما قلت لكِ، لا تفكري سوي بيوم خطبتك و اتركي كل ما بقي عليَّ …
كفكفت فاتن دموعها و ذهبت بينما عادت حفيظة هانم لمكتبها و أمسكت بقلم الفحم خاصتها لتبعث برسالة عاجلة!!
___________ بقلم elham abdoo
خرجت فاتن من مكتب خالتها فوجدت شوكت أفندي مدبر المنزل واقفاً علي مقربة فأشارت له فاقترب، رجل علي مطالع الخمسين، أصلع متوسط الطول ، بنيته رفيعة بوجه دائري عريض، طوال الوقت يمسك بمفاتيح أقفال غرف القصر جميعها
قالت له: شوكت أفندي.. هل لك أن تفتح لي القبو ؟؟!
شوكت افندي: بالطبع يا آنسة لكن لم تبلغني السيدة كم تحتاجين هذه المرة ؟؟
فاتن: هذا الأمر لا يعنيك .. قد أبلغت خالتي عن رغبتي في الحصول علي المال بنفسي .. كل ما عليك هو فتح القبو و انتظاري بالخارج.. أفهمت؟!
لم يرق لشوكت أفندي ما سمع لكنه لا يملك حق الاعتراض فقال: بالطبع يا آنسة .. كما تريد سيدتي فأنا افعل !!
ذهب معها إلي القبو عبر ممر يصل إلي درج يهبط لاسفل ، في نهايته غرفة متوارية عن الانظار بابها مخفي كأنه جزءا من الحائط يُفتح بالضغط عليه للداخل ثم بعد ذلك الباب يوجد باب آخر عليه قفل له نسختان فقط إحداهما مع حفيظة و الأخري لدي شوكت!!
تركها تدخل للمرة الاولي، مشهد زكائب قطع العملات لا يُصدق!! ما هذا ؟!!
قالت فاتن محدثةً نفسها بالغرفة: كم أن خالتي سيدة ثرية!! لم أتصور كل ذلك ابداً ..
فتحت احد الزكائب و اخذت عشرون كيساً صغيراً،كل كيس يحوي خمسمائة قطعة معدودة و موضوعة بنظام و ترتيب، رفعت ثوبها بحرص و ربطت الأكياس في الطبقة الداخلية التي تحت الثوب و حاولت ضم الأكياس لبعضها و تفريغ الهواء لئلا تصدر صوتاً ثم افرغت جزءا من الأكياس التي في الزكيبة ووضعت قماشا في المنتصف يخفي الفراغ الذي حدث و اعادت الأكياس مرة اخري ثم نقلت الزكيبة للداخل وسط الزكائب الممتلئة و اخرجت واحدة مكانها أخذت منها كيساً واحداً فقط ثم خرجت تحمله أمام شوكت أفندي الذي شعر بغيابها لأكثر من عشر دقائق لكنه لم يعلق!!
دخل و نظر من خلفها فرأي أن كل شئ يظهر طبيعيا فأغلق الباب الداخلي ثم الباب الخارجي و ذهب…
______________________بقلم elham abdoo
شعرت فاتن بارتياح كبير بعدما اطمأنت لحل المسألتين، لم تستاء لما فعلته من اجل عزيز بعدما رأت الأموال الطائلة التي لدي خالتها، شعرت انها مثل فأر يسرق بقايا الجبن من مصنع هائل لصنعه!!!!
ارسلت حفيظة هانم مُرسل لمنزل السيد سالم يعلمه بتحديد ميعاد جلسة طلب ابنة اختها غداً مساءاً في السادسة و بها سيتم الاتفاق علي كل شئ …
عندما وصل الخبر لسالم أصبح سعيداً و متفائلاً خاصةً و أن حفيظة هانم أرسلت له جملة طمأنته كثيراً قالت فيها ” جزاء الصداقة قد تم إعداده فكن علي موعد مع ما انتظرته كثيراً ..”
__________بقلم elham abdoo
أرسل سالم علي الفور لصديقه الذي سيشاركه في ذلك المشروع، هو من جلب آلات الغزل و النسيج في سفينة قادمة من الخارج و هما الآن لا يحتاجان الا لموافقة حكومة الانجليز علي بدء المشروع، لم يبق هناك عوائق فالالات هنا و المحصول علي وشك الجمع ..
اما كاريمان فقد جلست في قصر اختها تمني نفسها بجولة قادمة رابحة بعد تلك المعلومات التي امدها بها زوج اختها فاضل أفندي زكريا و مساومة فاتن عليها !!
___________________بقلم elham abdoo
في الصباح كان جميع الخدم بقصر حفيظة هانم في حالة استنفار،كل ذرة غبار أُزيلت، كل قطعة أثاث تم تلميعها، المطبخ به فرقة أخري تعد الاطعمة و الحلوي و المشروبات، في جناح العروس تم إعداد حمام خاص بالورود و المعطرات الطبيعية و قد احتارت بين اثوابها العديدة فأياً منها سترتدي؟!!
دخلت إليها خالتها و رأتها سعيدة خفيفة كعصفورة صغيرة تطير في ارجاء الغرفة، أشارت للخدم بالخروج للتحدث معها علي انفراد لدقيقتين
حفيظة هانم : عزيزتي .. سعادتك تلك لا تقدر بثمن بالنسبة لي لكن .. وجب عليَّ نُصحك مما رأيت و سمعت منكِ و في النهاية القرار لكِ
فاتن: حديثك مقلق يا خالتي؟!
ربتت خالتها ع كتفيها و قالت: لا تقلقي ابداً فأنا من أجلك أفعل ليس الكثير بل المستحيل لكنني قلقة عليكِ ليس أكثر
فاتن: مم؟
حفيظة هانم: عزيز .. هل ترينه مناسب لكِ ؟ رفضه في البداية ثم موافقته .. كل ذلك مريب و غريب، أعلم أنه سليل عائلة معروفة ووالده رجل حسن السمعة شريف النسب لكن هو .. هل استطيع تسليمك له بثقة؟!!
فاتن: خالتي العزيزة .. لن انكر أنه متهور و غير راغب في الاستقرار .. صداقته ب السيد سالم جعلته يأتي بعد أن انتظرته طويلا لذا لن افوت تلك الفرصة .. ربما يجتمع حبي مع سعادتي!!
ابتسمت حفيظة هانم و قالت : و انا في سبيل سعادتك سأتخطي كل شكوكي و أجعلك عروساً له و سأبقي بجانبك دوماً .. لا تترددي ابدا في طلب مساعدتي إن وقعتِ في مشكلة أو إن أساء ذلك الرجل معاملتك يوماً
احتضنت فاتن خالتها بشدة و أوشكت ع البكاء لكن خالتها قالت : ليس اليوم للبكاء بل للاحتفال و الفرح .. ثم تركتها و ذهبت بينما وقفت هي امام المرآة تنظر لنفسها متسائلة هل سيجلب لها ذلك الاختيار سعادة ام تعاسة؟!..
___________بقلم elham abdoo
في منزل منصور بك الراعي، استعد عزيز ووالده للذهاب لقصر العروس و السيد سالم بانتظارهما في قاعة الضيوف لينطلق معهما ليتمم وساطة تلك الزيجة ..
وقفت فاتن في ثوبها الوردي الطويل تنظر من شرفتها قدوم العريس، رأته يتأنق في بذلة سوداء بجانب والده و السيد سالم و أتت معهم ثريا هانم اخته بينما اختفت كاريمان عن المشهد اليوم لأجل شجارها مع والدها
استقبلتهم حفيظة هانم علي أبواب القصر و من خلفها وقف شوكت أفندي كعادته..
دعتهم للداخل و بعد جلوسه بدأ تقديم الخدمة، نظرت حفيظة هانم لثريا و قالت بخبث
حفيظة هانم: كنا نود أن نحكي بحضور كاريمان هانم صديقة العروس .. عساه خيراً ؟!
ردت ثريا بشكل مقتضب و قالت: كانت ع وشك المجئ معنا لكن أصابها توعك شديد قبل موعدنا بقليل و لكنها تعتذر منكم و تعدكم بحضور حفل الخطبة بإذن الله
حفيظة هانم: شفاها الله و عافاها .. ارسلي لها تحيتي و دعائي بالشفاء
أقبلت العروس و ألقت التحية و السلام للجميع ثم جلست، نظر لها عزيز متسائلاً بعينيه عن طلبه فأومأت بنعم لطمأنته و هنا بدي عليه الارتياح فأسند ظهره للخلف و ترك لوالده المجال لطلبها
في أثناء جلسة الطلب سيقع خلافا كبيراً فما هو و كيف سيتم حله ؟! و في حفل الخطبة تنتظر كاريمان مفاجأة كبري ؟! هناك ايضاً دعوة سيتم ع أثرها العودة لأسوان …
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الصندوق)