روايات

رواية الصندوق الفصل السادس والعشرون 26 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق الفصل السادس والعشرون 26 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق الجزء السادس والعشرون

رواية الصندوق البارت السادس والعشرون

الصندوق
الصندوق

رواية الصندوق الحلقة السادسة والعشرون

ذهبت بسمة قاصدة قصر عائلة الراعي، أوصلتها العربة ذات الخيول و لأول مرة ستدخل ذلك القصر و هي سيدة، سُيفتح لها الباب الأمامي و يتم الترحيب بها، لن تدخل من الأبواب الجانبية الصغيرة الخاصة بالخدم، عندما نزلت من العربة ووقفت أمام الباب اعتراها شعور غريب كما لو انها تفعل شيئاً خاطئاً أو أن ذلك القصر ليس هو القصر الذي اعتادت عليه و عاشت به منذ أن ولدت ..
رآها الحراس فعرفوها فوراً و أقبلوا لالقاء التحية عليها كزميلة لهم فهم لا يعرفون ما حدث لها هناك..
قال لها أحدهم : أتيت أهلا و حللت سهلا يا بسمة .. طالت غيبتك مع الأميرة!!
ظلت بسمة تحملق فيهم دون رد فقال آخر: لماذا لم تأت أمس معها ؟! هل جئتِ في ركب مختلف؟!!
لم تكن تعرف ما تقول او من أين تبدأ حتي نظرتها احدي الخادمات من بعيد فأتت لترحب بها و قالت : ما هذه الألبسة يا بسمة ؟! إنك ترتدين كالأميرات !! هل أصبحت كاريمان هانم تعطيك من ثيابها؟! تلك الأميرة التي يوماً ما طردت احداهن لأنها رأتها تعبث في خزانتها و ثيابها!!
هربت بسمة من سيل الاسئلة ذاك و اتجهت نحو الباب الرئيسي و قالت للحارس في ثبات: جئت لمقابلة كاريمان هانم لأمرٍ هام .. هل ممكن أن تخبرها؟!
رد حارس البوابة بتهكم : يبدو أنكِ أغضبتها قليلاً .. أليس كذلك ؟! مع ذلك سأقول لك أنها ليست هنا .. يمكنك انتظارها في غرفتك كما تعلمين !!
قالت بسمة بهدوء: إلي أين ذهبت ؟! أريدها عاجلاً
قال الحارس: ما بالك يا بسمة تتحدثين هكذا بشكل مختلف ؟! . هل وقعت مشكلة ما ؟! ام انك طُردتِ و أتيت لطلب السماح!!
انفجرت بسمة فيهما كالبارودة الخارجة بعد ضغطة الزناد و قالت : ليس هناك مشكلات .. أريد التحدث معها كسيدة .. لم أعد خادمة مثل ذي قبل!!
أشارت لثوبها و أكملت قائلة : لا ارتدي ثيابها القديمة بل تلك ثياب أعدت لي خصيصاً
ثم أشارت للخاتم الذي بيدها و الحلي التي ألبسها لها سالم و قالت : هذه الحلي التي ترونها هي من السيد الذي قام بخطبتي .. السيد سالم .. اكبر تجار منطقة أسوان بأسرها.. لم أعد خادمة و لم آت هنا كتابعة لكريمان هانم بل جئت للتحدث .. فتاة ل فتاة .. افهمتم؟!
أصابتهم الدهشة جميعاً و ظلوا صامتين شاخصين إليها حتي قالت : ألن يفتح احد هذا الباب ؟!
قال الحارس : بالطبع سيٌفتح لكن يجب أن أقول لكِ أن كاريمان هانم غادرت أمس و ستستقر تلك الفترة بقصر ثريا هانم اختها بعد جدال وقع مع منصور بك كما سمعنا ..
نظرت لهم بسمة وهي تراقب صدمتهم ثم خرجت و وقفت إلي جوار العربة، راقبوا المشهد من بعيد حيث رأوا الحوذي و هو ينزل السلم ذو الدرجات لتصعد عليه للعربة ثم يغلق الباب من خلفها، استمرت دهشتهم حتي توارت العربة عن النظر، تلك الخادمة التي سألت عن ثوبها فغرت فاها من الدهشة!!!
___________بقلم elham abdo
وصلت العربة أمام قصر ثريا الراعي، مازالت بسمة متوترة مما حدث في قصر منصور بك و الآن هي علي موعد مع مواجهة جديدة في ذلك القصر، انتظر الحوذي سليمان ذو الخمسة و أربعون عاماً خروجها من العربة بعد أن فتح لها الباب و انزل السلم لكنها بسبب التردد بقيت ضائعة مع افكارها تنظر من شباك العربة نحو القصر و تتذكر ايامها القليلة به فقد كانت تكره المجئ هنا لأن ثريا هانم حادة الطباع مع الخدم و الوصيفات، تعاملهم كقطع جامدة علي رقعة الشطرنج، إن كاريمان بكل ما فيها من غرور لا تساوي في غرور ثريا قدر ريشة في جناح طاووس كبير !!
وجد انها ضائعة بشكل مطلق فأصدر سعالاً بسيطاً بفمه لينبهها لكن دون فائدة فاضطر ان يطرق علي باب العربة و ينادي لها : سيدتي .. قد وصلنا !!
انتبهت اخيراً و هبطت السلم الصغير و عندما كانت أمام الباب الكبير صارت تتخبط ماذا ستفعل و هل سيتكرر ما حدث أمام باب قصر الراعي الكبير، قررت اخيراً تجنب المواجهة و اتجهت نحو الباب الجانبي الصغير، نظرت للخلف خارج السور فوجدت سليمان الحوذي ينظر لها بغرابة فاوقفت ساقها الذي أقدم علي الدخول و ارغمته علي العودة للخلف، وقفت حائرة و قالت في نفسها: ماذا أفعل الآن .. إن دخلت من الباب الكبير لن اعبر بهدوء دون تعليقات الخدم هنا و هناك لأنهم هنا ايضاً يعرفونني و إن دخلت من باب الخدم فكأنني مازلت أعَّرف نفسي كخادمة و احط من قدري أمام كاريمان و جميع من بالداخل … رباااااه .. ماذا عساي ان افعل ؟! وقفت و كأن حجري رحي يدوران داخل رأسها بلا هوادة يعتصران خلايا عقلها بينهما!! تعاطف معها سليمان الحوذي فهو شعر بحرجها منذ البداية و من طريقة تحدثها معه شعر انها أصبحت سيدة حديثاً فلم تشر له ابداً كالسيدات، هي خافتة الصوت عيناها تنظران دائماً لأسفل فلم تعتاد بعد علي النظر بكبرياء و طبقية !! رق لحالها و حيرتها و اقترب منها و قال : سيدتي .. هل اساعدك؟!
نظرت له و كأنه المنقذ و قالت: بالطبع .. و لكن كيف؟!
سليمان: ستذهبين أمامي نحو الباب الأمامي و انا ساتبعك ثم اتركي الباقي لي
سارت بسمة بيرائة علي الفور نحو الباب و سليمان خلفها، وقفت أمام الحارس فهمس لها سليمان بهدوء: سيدتي.. من الذي تريدين مقابلته؟!
قالت بسمة بهدوء: كاريمان هانم
نظر سليمان بقوة للحارس و قال: سيدتي بسمة زوجة السيد سالم المستقبلية تريد مقابلة كاريمان هانم بشكل عاجل !!
عندما سمع الحارس تلك اللهجة و لقب سيدة الذي سبق اسم بسمة ظهر التعجب علي وجهه لكنه لا يستطيع السؤال ففتح الباب في صمت و قال لخدم الداخل : افتحوا قاعة الضيوف للسيدة بسمة و أخبروا كاريمان هانم بحضورها لأمر عاجل، انتقل العجب لخدم الداخل لكنهم امتنعوا عن التعليق او السؤال لئلا يصيبهم ضررا من فضولهم!!
ابتسم لها سليمان و انصرف لينتظرها في الخارج بجوار العربة بينما انتظرت هي في قاعة الضيوف مجئ الأميرة !!بقلق
___________ بقلم elham abdoo
في أسوان، انشغل إيفان بترتيب و جرد كل المستلزمات التي اشتراها من اجل المشفي و عكف مع سيمون و باقي العاملين علي ترتيب كل شئ و جهز كشفاً بكل المصروفات و بالمتبقي من المال، كانت كاريمان قبل سفرها أخبرته أنها ستسافر لأجل امرٍ عاجل و ستعود في غضون ايام دون ان تعطه تفاصيل ..
تعود خلال الايام الفائتة ان يمشي ليلاً حتي تتعب قدميه فيعود للنوم، مازال يدعو أن يُعثر علي السارق ويعود المال، ذهب أكثر من مرة لليوزباشي ماهر و سأله : هل من جديد ؟! لكن الإجابة كانت واحدة دون تغيير حتي كف عن السؤال !! كان يطوف البلدة كلها لا يعرف عما يبحث او ما الذي ممكن أن يجده، ربما كان ذلك نابعا من رغبته في ايجاد عزته التي ذهبت مع ذلك المال لكن كل ذلك لم يحرز أي تغيير أو تقدم!!
__________بقلم elham abdoo
في وقت انتظار بسمة بقاعة الضيوف،كانت كاريمان جالسة مع اختها و ابنتها هدي في الحديقة الخلفية، دخلت احدي الخادمات و قالت و هي تخفي ضحكتها : كاريمان هانم .. السيدة بسمة زوجة السيد سالم المستقبلية تنتظرك بغرفة الضيوف لأمرٍ عاجل !!
رفعت كاريمان حاجبيها واستعدلت في جلستها بانفعال و قالت : جاءت هنا !!! ما هذا ؟!
حاولت ثريا ان تفهم ما يحدث و قالت : من تلك ؟
قالت كاريمان بتهكم: ألم تسمعي؟! بسمة وصيفتي . أصبحت سيدة و تنتظرني بقاعة الضيوف!!
ثريا بتفاجؤ: ماذا؟! بسمة التي نعرفها؟! انت تمزحين؟؟!
كاريمان بسخرية : مع الأسف لا امزح . فسالم الذي ذكرته لكِ تقدم لي لخطبتها و بالفعل تمت خطبتهما و من حينها تدعي انها ” السيدة بسمة”
ضحكت ثريا ضحكة مجلجلة و قالت : لااااااا لن افوت ذلك المنظر ابداااا لابد لي من رؤيتها و هي تعيش دور السيدة !!
أدركت كاريمان أن ثريا ستفعل فعلتها ببسمةفقالت : ماذا نويتِ؟!
ضحكت ثريا و قالت : لم احدد .. اتركي ذلك لروح الارتجال داخلي
نظرت كاريمان و قالت للخادمة: اذهبي و نحن آتيتان خلفك
نادت ثريا الخادمة فأوقفتها قائلة : انتظري .. قولي لها اننا ننتظرها بالحديقة الخلفية و اتركيها تأتي بنفسها فهي تعرف المكان جيداً
ضحكت كاريمان و قالت : إن كان لديها ذرة ذكاء لم تكن لتأتِ هنا مطلقاً
ضحكت ثريا و قالت : علي السيدة بسمة أن تتحمل !!
__________بقلم elham abdoo
تلقت بسمة ما أُخبرت به بخنوع و ذهبت بنفسها لتعبر طرقات القصر الداخلية و ممراته لتصل لباب الحديقة الخلفية، فتحت الباب و دخلت و عندما اقتربت من موقع جلستهم ألقت عليهم التحية قائلة: صباحكما جميلاً يا أميرات
نظرت لها كاريمان بشفقة لما سيحدث لها بينما نظرت لها ثريا بتهكم و قالت: أهلا و سهلا ببسمة … عذراً قد أخطأت ..اهلا و سهلا بالسيدة بسمة
نظرت لها بسمة بضيق لأنها تعرفها جيداً و لم ترد و قدميها في الأسفل يرتعشان بعصبية
أكملت ثريا: منذ متي أصبحت سيدة يا بسمة؟!
ردت بسمة : منذ أن تمت خطبتي للسيد سالم !
ثريا بسخرية : أخشي أن يقع منكِ ذلك اللقب لأنه يبدو أوسع قليلا من مقاسك
بسمة في ضيق : لا تخافي يا أميرة فأنا أعرف كيف احافظ عليه
ثريا : اخبريني كيف إذن؟! هل ستكسبين وزناً اضافياً لتعبئة الفراغ ام ماذا؟!
احمر وجه بسمة من زيادة السخرية و التهكم فقالت كاريمان: دعك من كل هذا يا ثريا .. ماذا أتي بك إلي هنا يا بسمة؟!
قالت بسمة : جئت اطلب منكِ إنهاء الحرب التي بينك و بين السيد سالم فأنا لا اريد حرباً او معارك بها كاسب و خاسر .. أريد أن أعيش بسلام
نظرت لها كاريمان بتعاطف و قالت : ليتك جئتني في طلب متوفر عندي و لكن ما تطلبينه مستحيل !!
ثريا بتهكم: هل أرسلك زوجك المستقبلي ليرفع الراية البيضاء و يستسلم قبل بداية المعركة!!
بسمة: لا .. هو لا يعلم بقدومي
كاريمان: لماذا فعلت ذلك فهو قطعاً سيغضب منكِ و انت لن تتحملي !!
بسمة: كاريمان هانم .. قد ساعدتِ السيد سالم في محنته و كنتِ تعيشين بمنزله، كان بينكما ود و عمل .. أليس هناك مجال للتراجع عما يحدث هنا و العودة لأسوان بسلام !!!
كاريمان: مع الأسف.. لا مجال للعودة الآن و زوجك هو من أشعل فتيل الحرب .. كان عليكِ نصحه بدلا من تكلفك عناء المجئ إلي هنا !!
بسمة: لم يقل لي تفاصيل لكنني شعرت من كلماته أن هناك خلاف شديد بينكما حتي أنه قال عليكِ غريمته
ابتسمت كاريمان بينما قالت ثريا في قصف جديد : ربما لم يشرح التفاصيل لكونك بسيطة التفكير فلم يرد ارهاق عقلك!!
في تلك الأثناء جاء خبراً من الخارج مع أحد الخدم يقول : السيد سالم خارج القصر يطلب زوجته المستقبلية للحضور اليه حالاً
قالت كاريمان لبسمة: ألم أقل لكِ .. لم يكن عليك فعل ذلك ؟!
ارتبكت بسمة بشدة و نظرت للأسفل في صمت فقالت ثريا: اذهبي له بسرعة و انا متأكدة انكِ ستنجحين بامتصاص اهاناته لكِ سريعاً
امتعضت بسمة و ذهبت بسرعة نحو الخارج بينما ذهبت كاريمان و اوصت احد الخدم بجلب شيئا ما سريعاً
ذهبت ووقفت أمام باب القصر الخارجي و شاهدت بسمة تعبر نحو الاسوار الخارجية في عجالة و عندما أحضر الخادم ما طلبت أخذته و نادت لبسمة و اوقفتها بينما سالم ينتظرها غاضباً خارج الاسوار، شاهدها من بعيد تعطيها باقة من زهور القطن البيضاء الناصعة الناعمة ثم شاهدها تقول لها شيئا ما..
عندما وصلت اليه بسمة أعطته الباقة و قالت : كاريمان هانم بعثت لك هذه و معها رسالة تقول فيها: دقت طبول الحرب!!
تسلم سالم الباقة و هو يعي جيدا ماذا تعني فأمامه جولة أمام تلك الأميرة و لا يجب أن يخسرها تحت أي ظرف !!!
تُري إلي ماذا تشير باقة القطن تلك؟! و كيف ستكون الجولة القادمة بين سالم و كاريمان ؟! من سيفوز ؟! و ما هي أحداث خطبة فاتن و عزيز الشقة؟!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الصندوق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى