رواية رفيف البدر الفصل الأول 1 بقلم ريم رضا
رواية رفيف البدر الجزء الأول
رواية رفيف البدر البارت الأول
رواية رفيف البدر الحلقة الأولى
– يا ابني شوفها ده عروسة زي القمر ومش عشانك ده علشان ابنك اللي مكملش شهرين مين هيربيه وبعدين المرحومة الله يرحمها ده قضاء ربنا يا ضنايا.
نظر لها بـحزن دَفين ، فـاغمض عينيه مردفًا بـحسرة :-
-مكملش علي وفاتها شهرين يا أمي وعيزاني اتجوز غيرها … اتجوز غير اللي قلبي عشقها .. مش هقدر يا أمي مش هقدر .
وضعت يداها علي كتفيه تـمُده بـالقوة والحنان ، ثم أردفت :-
– يا ضنايا انت حتة مني وانا عمري ما آخد قرار يأذيك يا ابني ، وانت قريب من ربنا وعارف كويس إن حرام اللي بتعمله فـنفسك ده وفي ابنك يرضيك يكبر من غير أم ، أنا والله اعلم هقعدلك في الدنيا ده أد اي..
قاطعها سريعا قائلا بـلهفة :-
– بعد الشر عنك يا أمي ، هو أنا أد بُعدك عني.
ثم أغمض عينيه بـتفكير وقد اتخذ قرارُه :-
– خلاص يا أمي اللي يريحك شوفي البنت اللي تريحك وهكتب عليها ومش ضروري أشوفها.
قالت مبتسمة ، داعية في سرها بالفرحة لهُ والسعادة :-
– حاضر يا حبيبي اللي تشوفه يا ابني .
____________________
– حرام عليكم بقا اي خلاص معندكمش دم ، ده انا ليل نهار بشتغل وبتعب علشان اصرف عليكم وعلي ابنك بتاع المخdرات وفي الآخر عايزين تجوزوني لواحد أد أبويا مطلق ومخلف و….
أسكتتها تلك الصفعة القاsية علي وجنتيها ، وجذب والدها شعرها بـعnف قائلا :-
– اسكتي يا فاجىرة هنلمك أحسن ما تجيبي لينا مصيبة ، وهتوافقي وإلا قسما بالله لأكون دbحك دلوقت و ولا يهمني حد .
ثم قالت تلك الافعي ، زوجة ما يسمي بوالدها ( هناء ) :-
– وبعدين انتي تطولي ده بدر الرواي اللي مفيش واحدة تطول بصة منه ، ولا فلوسه اللي تسوي الرز ، يعني هنتغني يا هبلة ده انتي تبقي خداmة تحت رجليه ، ونلمك من فضaيحك السودة.
نظرت لها رفيف بـكُره وحزن فـبالطبع تلك الأفعي لن يهمها غير المال.
سحبها والدها ( علي ) بـقsوة إلي مخزن المنزل ، والقي بها بعnف في المخزن الملئ بالحشرات والأتربة :-
-هتفضلي هنا لحد ما تتربي وتعقلي ، والست أم بدر بيه جايه بكرة المسا.
ثم أكمل مقتربا منها بـشرس :-
-وهطلعك من هنا العصر بكرة ويمين تلاته لو ملقيتك عقلتي لأقtلك وأخلص منك جتك القرف.
بصق عليها ثم خرج مُقفلا المخزن من الخارج ، بينما هي أخذت تبكي وتدعي ربها بـأن ينجيها فـلقد صبرت كثيرا وبـالنهاية يريدون تزويجها بالغصب!!
انكمشت علي نفسها سريعا عندما سمعت صوت صرير في أزقة المخزن ، واستمرت بـالبكاء بـخوف وفزع.
____________________
*بعد أسبوع*
ختم المأذون كلامه بـ :-
– بارك الله لكما وبارك عليكما.
قالت والدة بدر ( هبة ) بـفرحة :-
-مبروك يا ابني مبروك يا حبيبي.
نظر لها بدر بـجمود يخبئ ذلك الحزن بداخله ، لقد تزوج غيرها غير التي لا يوجد سواها بـقلبه ولكنها ذهبت وتركته!
نظرت لهم هناء بـحقد ثم اصطنعت الطيبة والخوف قائلة بـصوت لا يسمعه غير بدر ووالدته :-
-مبروك يا بدر بيه ، أنا حابة انصحكم نصيحه لله.. البت ده عامله مtدينة وبتاع وهي كانت مقضياها وكنا مش عارفين نلمها كل شويه تجيبلنا مsيبة ، أنا قولت اعرفكم علشان ده فى ذمتي ولو كان عندي بنت كنت جوزتهالك مش وش الفقر ده.
نظرت لها هبة بـتفحص ذلك الوجه الذي لا يخلو من الدهان والمكياج وملابسها الضيقه وتلك العلكة اللي تمضغها بـعهر ثم قارنتها بابنه زوجها ذات الأدب والأخلاق فـدعت عليها من افترائها الواضح.
بينما همهم بدر بـصوت غير مسموع ناظرا لها بـنفور:-
-ده امها يبقي البنت هتبقي عامله ، الله يسامحك يا أمي.
ثم قام من مجلسة قائلا بـجمود :-
-هسبقك علي العربية يا أمي هاتي العروسة وتعالي.
ذهب سريعا تاركًا خلفه علي الذي يقول :-
-مش هتشوف العروسة يا..
ولكنه صمت عندما وجده قد ذهب ، فـنظرت له هناء لاوِية فمها باستهزاء ثم ذهبت علي غرفتها.
باركت هناء للعروسة رفيف وأخذت تقرأ عليها من الحسد ، وجعلتها تودع والدها ثم أخدتها وذهبت للسيارة.
سارت معها رفيف بـحزن ، نظرت لـحماتها التي يظهر عليها الطيبة والعطف فـقد أحبتها من الوهلة الأولي ولكن ماذا عن ابنها أي زوجها !
لقد أصبحت زوجة لـرجل مطلق لا تعرفه ولم تراه من قبل ، وغير ذلك احتراما لزوجته المتوفية لم يقيم فرح أو أي مظهر من مظاهر الفرحة ، فـلقد كُتب كتابها كأنها جنازتها ، لقد ضاعت كل أحلامها وآمالها.
وصلن للسيارة فـوجدت رفيف رجل يعطيها ظهره فـنظرت له بـحيرة، ولكن قاطعت هناء تفكيرها قائلة بـفرحة :-
-يلا يا حبيبي بارك لعروستك.
استدار بدر بـبطئ ناظرًا لأمه بطرف عينيه ، غير مباليا لتلك الواقفة ولم يعطي لها نظرة واحدة ، ثم أردف بـصوت أجش:-
-يلا يا أمي علشان عايز أنام.
فاستدار سريعا راكبًا مقعد السائق غالقًا الباب خلفه بـقوة ، بينما وقفت رفيف تنظر لـمكانه بـدهشة فـهي لم تتوقع أن يكون بتلك الوسامة والرجولة والبرودة أيضا ، قاطعت هناء تفكيرها مرة أخري قائلة بـعطف :-
-معلش يا حبيبتي هتتعودي عليه ، الله يعلم قلبه طيب أد ايه ، بس يضنايا لسه قلبه مكسور ده مفاتش علي موت المرحومه شهرين ، اسمعي مني الكلمتين دول يا بنتي حاولي تكسبيه وتطلعيه من الحزن اللي فيه أنا معتمده عليكي يا بنتي.
نظرت لها رفيف بـاستعطاف وهي تفكر بـكلامها ، ثم ابتسمت لتلك الطيبة قائلة بـصوت رقيق عذب :-
– حاضر يا طنط.
– قوليلي يا ماما انتِ بنتي دلوقت.
اتسعت ابتسامة رفيف وكادت أن ترد عليها ، ولكن قاطعها صوت زمير السيارة ، فأخذتها هناء سريعًا وركبوا السيارة منطلقين إلي قصر عائلة الراوي ، مع بعض النظرات الخاطفة من رفيف لذلك الذي لا يعيرها أي اهتمام.
بينما بدر غارق في تفكيره فـقد تزوج من طفلة وليس هذا فقط بل أنه مغصوب بسبب طفلُه ، ولم يمر علي وفاة حبيبته سوي شهرين فقط.
____________________
خرجت هناء وغلقت الباب خلفها ، تاركة رفيف التي تنظر لهذا البدر الذي يجري مكالمه ، فـتذكرت عندما وصلوا للقصر وتلك الوجوه الكثيرة منها الخبيث والطيب ، فتنهدت عالمه أنها سوف تري الكثير بـهذا المنزل.
انتهي بدر من المكالمه ، ثم استدار دون أن ينظر لها قائلا بـصوت حاد :-
-اسمعي يا بنت الناس القوانين اللي هقولها ده ومفيش اعتراض
أولا أنا مقدرتش أنسي المrحومة فمش هقدر أقرب منك ولكن لـخاطر أنه حرام لو طلبتيني أنا مش هتأخر
، ثانيا تصحي بدري كل يوم تشوفي شغل البيت والأكل في مواعيده مش بحب التأخير
، ثالثا اوضتي مش هتقربي منها أنا هنضفها بنفسي يعني متحاوليش تقربي منها
، رابعا وده الأهم ابني هتراعيه ولو عرفت انك قصرتي معاه هطlقك وأشوف غيرك لأن ابني أهم حاجه مفهوم؟
أمسكت رفيف طرف فستانها بأيدي مرتعشة رادفة بـصوت جاهدت أن يكون طبيعي غير متأثر ، ولكن ظهر فيه الخوف والرعشة :-
– مـ مفهوم.
– هتنامي في اوضة الاطفال وتخلي بالك من آدم ، أنا داخل أنام.
ذهب لغرفته غالقًا خلفه ، بينما ظلت رفيف تنظر في أثره بـدهشة من تعجرفة وقوانينة ، قائلة بـغضب :-
-غور نام تنام عليك حيطة وانت زي العسل كدا ومتكبر .
__________________
هل سيقاوم بدر كتلة الجمال والرقة والأدب رفيف ؟
هل سينظر إليها حتي أم كل تفكيره في زوجته المتوفية ؟
وماذا ستفعل رفيف معه ومع عائلته التي سنتعرف عليها في الفصول القادمة ؟
هذا ما سنعرفه في الفصول القادمة….
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية رفيف البدر)