روايات

رواية الآن حان الموعد الفصل الرابع 4 بقلم مريم محمد

رواية الآن حان الموعد الفصل الرابع 4 بقلم مريم محمد

رواية الآن حان الموعد الجزء الرابع

رواية الآن حان الموعد البارت الرابع

الآن حان الموعد
الآن حان الموعد

رواية الآن حان الموعد الحلقة الرابعة

أرجعت همس بصرها نحو ذلك المكان الذى أشارت إليه الطفلة ” ريم ” فلم تجد أحدًا أعادت بصرها إلى ريم التى وقفت تنظر للمكان بحيرة طفولية و قالت : والله أنا مش بكذب كان فيه عمو هنا قالى أديكِ الوردة و أقولك تبطلى عياط
أبتسمت لها همس بتغصب و قالت : مش مهم يا حبيبتى يلا بينا أوصلك علشان مامتك متقلقش
هزت ريم رأسها ببسمة و أمسكت يدها فتحت معها عدة مواضيع كى تُلهيها ولا تبكى مجددًا و همس تتابعها ببسمة غير حقيقية تحاول مجاراتها حتي لا تُحزن الطفلة
حتى وقفت فى أحد الأماكن و أشارت نحو عمارة من العمارات الشاهقة قائلة ببسمة : أدينى وصلت بيتى يا هموس يلا باى و متعيطيش تانى
أبتسمت همس و لوحت لها بيدها و غادرت وهى تحاول جاهدةً أن لا تنساب دموعها مجددًا
وصلت منزلها وهى على وشك الإغماء فتحت لها والدتها الباب و أشفقت على منظر ابنتها الذى يُدمى القلب و قالت لها بحزن : يابنتى حرام عليكِ نفسك اللى بتعمليه ده ريم ربنا يرحمها مش كفاية وجع قلبى عليها هتوجعى قلبى عليكِ أنتِ كمان
قالت همس بحزن : أنا فى ايه فى ايدى اعمله يا ماما حاسة أن فيه جبل محطوط على قلبى
ريم ريم ماتت و سابتنى أنتِ عارفة ريم يعنى ايه بالنسبالى ؟
عمر ما حد فيكم هيحس ولا يفهم أنا حاسة بأيه من ساعة ما دخلت و شوفتها مرمية على السرير و جنبها علبة الدوا دى
أقولك أنا احساسى ايه كنت حاسة انى مش قادرة أتنفس كنت حاسة ان الدنيا حواليا وقفت مشيت معاكم للمستشفى وانا حاسة إنى مش فى وعيي و لما الدكتور قال إنها ماتت مشوفتش غير ذكرياتى معاها هو ده اللى جه قدامى لما دخلت اوضتها فى كل ركن بصيت فيه شوفت فيه ذكرى ليا معاها
مش هعرف أوصلك يا ماما أنا حاسة بأيه مش هعرف
تساقطت دموعها حزنًا على ابنتها و حزنًا على الأخرى التى فارقتهم تاركة إياهم فى متاهة لا يدرون من أين مخرجها
أحتضنتها والدتها و قالت بحنان : ربنا يصبرك و يربط على قلبك يا نور عينى ربنا ما يورينى فيكِ حاجة اكرهها ابدًا
أبتعدت عن أحضان والدتها و كفكفت دموعها و قالت بصوتٍ خافتٍ متحشرج إثر دموعها : هروح اتطمن على طنط و اجى
هزت والدتها رأسها بحزن و قالت : طب يلا انا جاية معاكِ
طرقت همس عدة طرقات على الباب حتى فتحت لها والدة ريم التى تبدلت إلى أخرى عقب وفاة ابنتها و أشارت لهم بالدخول
قالت همس وهى تجلس : خدتى أدويتك يا طنط
هزت رأسها بالنفى فعاتبتها همس قائلة : ليه يا طنط أنتِ عايزة تجرالك حاجة و تزعلى منى ريم
ردت والدة ريم بخفوت : يارب أروحلها قريب
ثم أعادت النظر إلى همس و قالت : أنا اللى قتلت بنتى يا همس
نظرت لها همس بصدمة و تابعت هى كلامها قائلة : انا اللى قتلت بنتى يوم ما فرقتها عن ابوها يوم ما وقفت قصاد ابوها فى محكمة الأسرة أنا قتلتها لما خدتها بذنب ابوها بعد طلاقنا ايوة أنا
كنت استحملت شخطه و زعيقه على الاقل بنتى مكانتش هتتعقد من حياتها و تموت نفسها
انا قتلت بنتى يوم ما ضربتها بالقلم لما سألتني عن ابوها و قولتلها ابوكِ مات قتلتها لما كانت بتبص لأبوكِ و تشوف حبه و عطفه ليكِ وهى هى مش لاقية حب حتى أنا ساعات كنت بقسى عليها و أبوها أبوها خدها من قصيرها و اشترى شقة قعد فيها و أخوها اهو متغرب فى بلاد برا ميعرفش عن اخته حاجة احنا اللى خلينا بنتنا تشحت حب و اهتمام من برا يا همس لغاية ما الدنيا ضاقت بيها يا حبة عينى و موتت نفسها
بصتلى قبل ما تموت نفسها و فى عينيها دموع و كأنها كانت بتودعنى و أنا أنا مفهمتش بنتى يا همس
عرفتى بقى أنا قتلتها ليه
____________________________
يجلس فى مكتبه شريد الذهن يتذكر دموعها و وجهها الأحمر يديها المرتجفة تمسكها بالمقعد وهى تبكى كيف أحتضنتها الصغيرة و أستكملت بكاءها هز رأسه بحزن و أبعد تلك الأفكار عن رأسه وهو يستغفر عدة مرات حتى يُخرج شكلها من رأسه لا يُريد أن يقترف ذنوبًا وهو الذى تعهد بغض بصره عن النساء إلا من محارمه
تنهد بثقل وهو يشعر بشئ ثقيل يجثو على صدره و بدأ يراجع عمله بدقة حتى دق الباب و دخلت منه فتاة تحمل بيديها عدة أوراق قائلة : لؤى وقعلى الأوراق دى لو سمحت
أخذ الأوراق من ندى ابنة خالته و وقعها لها بينما أقتربت ندى بخبث من مكتبه وهى تقول جالسة على الكرسى المقابل له ترغب فى جس نبضه حول شئ ما : صح هى خالتو قالتلك ولا لأ
عقد حاجبيه و قال بتساؤل وهو لا يرفع عينيه عن الأوراق : قالتلى على ايه ؟
تصنعت ندى اللامبالاة وهى تقول : عن العريس ابن طنط ماجدة اللى اتقدملى ليها يومين
هز رأسه نافيًا وهو مازال منشغلاً بمطالعة الأوراق : لا والله مقالتليش
نظرت له و لصمته بغيظ أليس له أن يغضب و يثور ولو قليلاً فقالت مرة أخرى محاولةً إثارة حنقه : طب و أنتَ ايه رأيك فيه
هز كتفيه وهو يسحب ملفًا من على مكتبه : وأنا مالى يا ندى هو اتقدملى ولا اتقدملك
خبطت بيديها على المكتب بعنف و قالت بغيظ وصل لذورته : والله ؟
يعنى أنتَ معندكش مشكلة إنى اتخطب او اتجوز؟
قال بغضب ظهر جليّا فى صوته : ندى أيدك متخبطش على المكتب بالطريقة دِ تانى
و تابع كلامه قائلاً : و أنا هيبقى عندى مانع أنك تتخطبى ليه ما ألف مبروك من قبل الرؤية ياستى
نظرت له بحنق و غيظ و خرجت من مكتبه صافعًة الباب خلفها فنظر هو للباب المصفوع بذهول و قال : مالها دِ هو أنا كنت معشمها بجواز ولا معشمها بجواز يارب اهدى عبادك
أراح رأسه للخلف قليلاً فجاءت بمخيلته صورة همس وهى تبكى فقال بغضب : يوه ياست أنتِ كمان
فُتِحَ الباب و دخل جده وهو ينظر له بذهول قائلاً : أنتَ بتتخانق مع نفسك يا لؤى ولا ايه
حمحم و حاول رسم ملامح الجدية قائلاً : لا مفيش يا جدى ده أنا كتت بفكر فى حاجة بس
هز جده رأسه بشك و قال : عملت أيه فى اللى قولتلك عليه
نظر له لؤى بتساؤل و قال : قولتلى على ايه
قال جده بنفاذ صبر : موضوع حُسن يا لؤى
هز لؤى رأسه بتفهم و قال : لا متقلقش أنا اتكلمت معاها و هتكلم معاها تانى أنتَ عارف أن حُسن زى بنتى
أبتسم له جده و قال : طب و أنتَ مش ناوى تتجوز
نظر له لؤى وهو يرفع حاجبه و قال ساخرًا : هو مالكم النهاردة و ياترى العين على مين المرة دى
أستغرب جده حديثه ولكن لم يُعره اهتمام فقال له : طبعًا تُقى بنت عمك أشرف
خبط على وجهه و قال بهدوء : يا جدى تُقى بالنسبالى زى حُسن لكن لأ مينفعش
أستنكر جده حديثه و قال : لأ ليه محترمة و عارفة ربنا و من توبك
قال له لؤى بإحترام : أولاً يا جدى أنا هتجوز اللى هختارها ثانيًا تُقى لا تصلح نهائى ربنا يوفقها مع حد غيرى و أتمنى أنك متقولش الموضوع ده لحد غيرى
____________________________
أنتِ بتحبيه بجد ولا ايه يا حُسن ؟
نظرت لها حسن و قالت بخفوت و ألم : بدعى بيه فى كل صلاة يا تُقى بفتكره فى قيام الليل و بدعيله ربنا يرده عن اللى بيعمله و يجعله من نصيبى بس هو ولا هنا
نظرت لها تُقى بحزن و ربتت على كتفها و قالت : ربنا يهديه و يجعله من نصيبك و بعدين بقى ياستى أحنا بنتنا يتمشيلها مش هى اللى تمشى
نظرت لها حُسن و قالت ببسمة : الجملة دِ تانى
قالت تُقى بمرح محاولة التخفيف عنها : ياستى هو احنا ورانا حاجة غير الكلام
ضربتها حُسن بخفة على رأسها و قالت : ورانا فاينل يا تُقى و مادة دكتور زياد اللى متفتحتش من اول السنة و حالف ليشيلهالك
نظرت لها تُقى بغضب وهى تهب واقفة و قالت : بقولك ايه متفكرنيش باللى اسمه حمزة ده علشان متفتحش و ترجعى تقولى بطلى غيبة
ياستى طب ده انا اخد عليه ذنوب
أجلستها حُسن مرة أخرى و قالت بجدية : اه تاخدى عليه ذنوب عادى مش إنسان زينا و بعدين حذرتك كام مرة من موضوع الغيبة ده
هفضل أفكرك يا تُقى
( أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا )
طب هو بياخد حسنات إنك بتتكلمى عنه زمانه بيقول مرحبًا بحسناتٍ لم أعمل لها
قالت تُقى : لا خلاص مش هتكلم عليه تانى هياخد حسنات على قفايا كمان مش كفاية المادة
هزت حُسن رأسها بيأس من تصرفات تُقى التى لا تكل ولا تمل من تلك المناوشات
____________________________
بعد مرور اكثر من أربعة أشهرٍ على تلك الواقعة كانت تقف أمام شركة الأدوية تلك التى قدمت بطلبٍ لها هى و حبيبتها ريم قبل ستة أشهرٍ و قد جاءها الرد منذُ يومين يخبرها بأنه تم قبولها مبدأيًا لتعمل فى تلك الشركة الكبيرة بعد أن تُجرى مقابلة لم تُرد أن تأتى و لكن مع ضغط و محاولات والدتها المستميتة أتت إلى هنا زفرت بقوة و دخلت للشركة أخبرتها الموظفة أن تنتظر حتى تُعرض على رئيس مجلس إدارة الشركة
وبعد مدة وجيزة أذِنت لها لتدخل وجدته رجلاً قد تخطى السبعين من عمره أشار لها على المقعد بهدوء جلست هى عليه ولكنه نظر لها بتمعن و قال : هو أحنا متقابلناش قبل كدا
رفعت رأسها تنظر إليه و تذكرته على الفور كان يجلس فى ذلك اليوم الذى ذهبت لتُوصل فيه الجواب إلى رائد هل رائد من أحد مُلاك هذه الشركة
قالت له محاولةً تذكيره : أنا جيت قبل كدا الفيلا بتاعت حضرتك أوصل جواب لأستاذ رائد
تذكرها عثمان على الفور بعد تلك الكلمات التى قالتها و قبل أن يرد دلف لؤى للغرفة قائلا بأسف : آسف يا جدى بس الاجتماع طول أتفضل حضرتك و أنا هكمل المقابلة
ألتفتت لذلك الدخيل لتجده ذلك الشخص الذى حادثها ذلك اليوم بينما هو نظر لها بصدمة و قال بصوت بالكاد وصل لمسامعها : همس
____________________________

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الآن حان الموعد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى